الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 06:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة آمنة أحمد مختار(AMNA MUKHTAR)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-16-2007, 03:47 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة

    الاعتراف والاعتذار أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة :


    ينظر كثير من مثقفى الوسط والشمال بريبة شديدة لحركات الهامش التى رفعت السلاح ضد المركز ، وينظرون اليها كوحش فظيع قد أفلت عقاله أو كمارد مخيف خرج من قمقمه ولابد من اعادته اليه طوعا او قسرا . ويحاولون دوما دمغ هذه الحركات بكل الموبقات واثارة الشكوك حولها بدءا من اتهامات بالعمالة انتهاءا بانكار الأسباب الموضوعية والتاريخية التى دفعت الهامش دفعا الى النضال المسلح .

    فالبعض يرى ان جعجعة أهل الأطراف قد بلغ مداها الحد ، وانه لابد من اسكاتهم ..عبر نزع فتيل ( مصطلح التهميش ) الشديد الانفجار وافراغه من مضمونه بحجة ان السودانيين كلهم مهمشون، (وهذا يصب فى خانة التشويش على مظلمة أهل الهامش ) يعنى كلو محصل بعضه وكلنا فى الهوا سوا..
    وفى هذا الطرح تجاهل متعمد لحقائق تاريخية واجتماعية وسياسية يعرفها جيدا كل السودانيين .

    أولا: الحمد لله ان الجميع صاروا يقرون أخيرا بان التهميش موجود ، دى زاتها خطوة للامام ، لأن الكثيرين كانوا ينكرون وجود تهميش حقيقى بالرغم من تفجر الأطراف واشتعال هذا الحريق الهائل بالبلد .

    ثانيا : يجب أن نحدد ..من همش من ..ومن هم المهمشون ، وأنواع التهميش وأنماطه ..فالتهميش ذاته خشم بيوت وانواع شتى .
    فهناك تهميش اقتصادى
    وسياسى
    واجتماعى
    وثقافى
    ودينى
    ونوعى
    وحتى نفسى

    نعم التهميش موجود بصورة نسبية فى كل بقعة من بقاع السودان فى المدن والبوادى ، فى الشرق والغرب والجنوب والشمال والوسط مع اختلاف نوع التهميش .

    مثلا بعض أراضى الشمال همشت اقتصاديا ، ولكن لا يعنى انها قد همشت عرقيا أو ثقافيا أو اجتماعيا أو سياسيا . فأهلها ما زالوا يتربعون على أعلى السلم الاجتماعى فى السودان . وحتى فى مناطقهم الفقيرة تلك تجدهم يمارسون تمييزا عرقيا على بعض القوميات التى ساقها حظها العاثر للتواجد فى مناطقهم ..عبر الاسترقاق وغيره.


    كذلك فى شرق السودان المهمش تجد ان أهله مهمشون حتى داخل شرقهم المهمش ، ومعزولون فى جيتوهات عرقية وثقافية ونفسية ، ومحاصرون اقتصاديا ، ومحرومون من أبسط أبسط حقوقهم فى وطنهم وارض أسلافهم .
    فالشرق فى الواقع تسيطر عليه وعلى موارده مجموعات عرقية تنتمى الى مناطق الشمال ، مستندة فى ذلك على دعم نخب سياسية حاكمة وثقافة أحادية سائدة، وهذه حقيقة ملموسة و موجودة لا يستطيع انكارها الا من يجهل الشرق .ولم يتغير الوضع حتى بعد أن حمل أهل الشرق السلاح ، وحتى بعد الاتفاقية الأخيرة مع نظام الانقاذ غير الشرعى .

    كما ان بين اهل الشرق نفسه وسكانه الأصليين يوجد أنواع من التمييز العرقى ، مثلا القبيلة التى انتمى اليها تنكر انتماء بعض القبائل الى الاقليم وتعتبرها قبائل وافدة . وحل هذه المعضلة لن يكون بانكار هذه المشكلة أو ادعاء عدم وجودها سواء من قبلى أو من قبل من ينتمون الى قبيلتى . بل لابد من الاعتراف بان هناك قبائل همشت قبائل ومجموعات عرقية أخرى ، وان الكل قد همشوا من قبل مجموعات عرقية تنتمى الى الشمال كذلك يهمش الجميع من قبل مجموعات تنتمى الى أعراق بيضاء هاجر أسلافهم الى المنطقة منذ القدم .
    فالتمييز العرقى فى الشرق مركب ومعقد جدا .


    كذلك فى الغرب( أعنى كردفان ودارفور) ..القبائل العربية منذ هجرتها الى هذه المناطق منذ أزمان بعيدة وهى تمارس تمييزا عرقيا ضد سكان المنطقة الأصليين ،
    وبحكم انتماء والدتى الى قبيلة الرزيقات الأبالة من شمال دارفور ، فاننى قد اطلعت على الكثير من الحقائق المؤلمة وسمعت الكثير عن قصص الارقاء من أهل الجنوب والغرب الذين استرقتهم القبائل ذات الأصول العربية ، وأرفض أن يجعلنى هذا الانتماء انكر هذه الحقائق وأدعى عدم وجودها أو صحتها .

    كذلك بالنسبة الى أهل الشمال السودانى فان أهل الغرب جلهم بكردفانهم ودارفورهم ،وأفارقتهم وعربهم فى مركب واحد .
    فكما تعلمون ينظر الشمالى الى اهل الغرب أو (الغرابة) كما يحلو له أن يناديهم ، ينظر اليهم نظرة غاية فى السلبية وتحمل احتقارا هائلا ، شخصيا احترت كثيرا فى دوافعه وأسبابه.

    وزى ما بقولوا كلو عند العرب صابون ..فأهل الشمال يحتقرون أهل الغرب كلهم جملة وتفصيلا ويحملونهم كل بلاوى السودان ، فلفظة (غرابى) عندهم تدل على الوضاعة وصغر الشأن . وهذه حقيقة معروفة وملموسة حتى لو أنكرها البعض ممن أدمن الانكار ،ويرى ان الانكار سبيلا لمعالجة أزمات السودان.

    أما تهميش أهل الجنوب عرقيا وسياسيا ودينيا وثقافيا واجتماعيا ونفسيا فى وطنهم ، فهذا أمر واضح وضوح شمس الضحى ولا يحتاج الى القاء مزيد من الضوء عليه ، ومعروفة النتائج التى أدى اليها هذا التهميش .
    ولم يكسب أهل الجنوب احترام أهل الشمال الا بعد أن رفعوا السلاح عقودا طويلة ، وفرضوا احترامهم عنوة بقوة السلاح.
    ربما يقول قائل ..
    ان هذه الحقائق التى سقتها هنا معروفة للقاصى والدانى
    ولكن سبب ايجازى لها هنا ان البعض أدمن الانكار ، ويظنه حلا لمشاكل السودان المتفجرة ، رغم ان الحقيقة معروفة للجميع .

    كذلك ان البعض يتجاهل متعمدا ان اشتعال وتمرد الأطراف هو بديهة تاريخية وتحصيل حاصل ، وانه نتج عن مظالم حقيقية طال السكوت عنها .
    بل هم يريدون أن يساووا بين الجانى والضحية عبر الانكار المستمر والتشويش على الحقائق المعروفة لكل مطلع على جذور المشكلة السودانية أو معايشا لها.

    فما الحل ؟؟
    هل هو الانكار المستمر لمشاكل حقيقية فجرت الوطن ووضعته فى فوهة بركان .
    وهل الحل أن ينبرى مثقفين ينتمون عرقيا الى قبائل النخبة فى الشمال ويأتون ويفتون بان التهميش قد طال الجميع ، وانه لافضل لعربى على أعجمى ولا لأسود على أبيض ولا منطقة على منطقة فى هذا الأمر وان الكل فيه سواسية وقد نالهم منه ما نالهم ، وان المجرم الوحيد هو الفئة الحاكمة ؟!

    هذا يا أخوتى هو دفن الراس فى الرمال بعينه ، فكلنا يعرف الحقيقة ، حسب موقعه من الأزمة ، وحسب انتماؤه العرقى والقبلى ،كلنا بلا شك ندرك هذا الواقع المرير وشاركنا فيه بصورة أو بأخرى ..حتى لو تفاوتت درجات ادراكنا ومشاركتنا فى الأمر ، فاننا شعب نأخذ الانتماء العرقى بجدية كبيرة ، وننظر الى اختلاف أعراقنا وألواننا بأهمية مبالغ فيها ، نحن باختصار شعب معقد ومزدوج نفسيا .
    لذلك فان الانكار لن ياخذنا الى اى مكان ، ولن يحل أى مشكلة ، ولن يزيل غبينة أو يوقف اضطهادا أو يشفى مافى النفوس .
    بل ان الانكار ، ومحاولت تغطية الجرح وهو ما زال طريا وداميا يجعل الجرح يلتهب أكثر ويتقيح ، ثم لا يكون هناك حل سوى البتر والاستئصال .

    الأعتذار هو الحل :

    ان السودان الان على مفترق طرق ونحن كشعب أمامنا خياران لا ثالث لهما :
    اما نستمر فى مسلسل الانكار البايخ ، والاصرار على عدم تحمل المسؤولية وبالتالى لا مفر من القبول بتفكك السودان الى سودانات وذهاب كل قومية الى حال سبيلها والباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح .

    واما أن نعترف علانية كمواطنين بكل فئاتنا ان التهميش حقيقى وحصل ولسه بيحصل وان التمييز بكل أنواعه موجود ، وان هناك مجموعات عرقية يعينها عانت أكثر من غيرها وطفحت السم طوال عقود طويلة بل قرون . وبالتالى فان الظلامات التى حدثت وما زالت تحدث كل يوم بل كل ثانية يجب أن يتم ((الاعتذار )) عنها ، حتى تفتح صفحة جديدة فى كتاب الوطن ، ولازالة الغبائن والمرارات والأحقاد من النفوس .
    فالمرارات والمظالم التى تراكمت عبر عقود طويلة من الصعب اقتلاعها الا باعتذار واضح وشفاف ، اعتذار يبين اننا وصلنا الى مرحلة النضج الانسانى التى تجعلنا قادرين على مواجهة عيوبنا بكل شجاعة حيث لا يصح الا الصحيح .
    ثم يعقب الاعتذار تعهد واضح باعلاء قيمة المواطنة على ما عداها من نعرات عنصرية .
    كذلك يجب أن تزال عبارات كثيرة من قاموس العامية السودانية ، عبارات تمييزية هدفت الى التقليل من شأن ابناء الوطن واضطهادهم على أساس أعراقهم والوانهم وسحنهم التى خلقهم الخالق عليها .
    ويجب الاعتراف بان الوضع فى السودان كان شاذا من الأساس ، لذا فانه كان لابد أن يحدث كل ما حدث الان ، ولابد أن يوقف هذا الشذوذ ولا يستمر الى ما لا نهاية بمبررات واهية .
    ويجب أن ننظر الى الوضع من الخارج لندرك مدى شذوذه ، ويجب ان نحاول تقمص الآخر المختلف حتى نحس ونشعر بألامه ومعاناته .
    _________________
    Blogger:a-mukhtar.blogspot.com
                  

03-16-2007, 03:21 PM

wesamm
<awesamm
تاريخ التسجيل: 05-02-2006
مجموع المشاركات: 5128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: AMNA MUKHTAR)


    العزيزة امنة مختار احي عودتك للمنبر واحي قلمك الجرئ
    تحليلك لهذا الموضوع صائب وبعيدا عن التشنج والغوغائية والتفاصيل المملة والمصطلحات العايمة وواهية حديث فية الكثير من الصدق وطرح علي طاولة النقاش وبكل هدوء اجمل ما في موضوعك مطالبتك العادلة بالأعتدزار وبد صفحة جديدة لتصفية ماعلق بالنفوس.
    انا شخصيا اؤمن ان التهميش الاقتصادي منطبق علي كل فئات الشعب السوداني مع تفاوت الدرجات ولكن الاقتراب من السلطة المركزية صانعة القرار والمستحوذة علي الكعكة الاقتصادية هو المحك الحقيقي وهذا يبرر احيانا وجود الكثير من ابناء الهامش الجقرافي في قلب عملية صنع القرارالنهميشي لاهلهم في التخوم البعيدة ولكن نعم اتفق معك تماما ان شكل الدولة السودانية دائما ومنذا الاستقلال يتشكل بواسطة النخبة المتعلمة من ابناء الشمال الجفراقي (جعليين شوايقة دنافلة محس وقبائل الجزيرة الخضراء).
    اتفق تماما معك في ان التهميش الاجتماعي والثقافي لغير الناطقين بالعربية والتشكك في اصولهم وفصولهم وانتي لم تذكري نوع هذا التهميش مورس ويمارس حتي في الشمال القصي والي الان علي اهلنا من الدناقلة والرطانة ووتطلق عليهم من الصفات والنعوت الذليلة مثل رطاني ساكت وديل برابرة وصفرجية ساكت وكأن معيار الصفاء والنقاء السوداني ان تتكلم العربية وبطلاقة مع العلم ان النوبين وبكل فخر هم صناع اعرق وارقي حضارة سودانية افريقية علي الاطلاق قبل دخول العرب السودان بسنوات طويلة.


                  

03-16-2007, 06:12 PM

ابوالقاسم ابراهيم الحاج
<aابوالقاسم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2543

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: AMNA MUKHTAR)

    العزيزة آمنة لك التحية اولا أحييك على طرحك هذا وهى دعوة لتفكيك المفاهيم وارساء قيم وثفافة جديدة لمجتمع معافى من الاستلاب والرق الثقافى والاسر المعنوى وتصفية المفاهيم والقيم المو من عهد الاسترقاق العربى للسودان وكذلك بناء نظام دستورى وقانونى قائم على سياسة العدل والمساواة فى فرص الحياة كلها وإعلاء مفهوم كيف نحكم بدل عن من يحكمنا التى تقوم على افتراض وجوب وجود جنس معين ودين محدد وثقافة مختارة هى التى تسود وبالتالى لا ترغب بوجوب وجود الديموقراطية وتطويرها بل تتصيد الوقت والفرص لانقاضها واقامة نظام عنصرى عسكرى خال من اية فكرة للتطور والنماء فقط لاستمرارية وجود احفاد الباشبوزق فى سنام الحكم ولو ادى ذلك الى تخلف السودان سنين عددا ولناعودة
                  

03-16-2007, 06:55 PM

Ahmed Abdallah
<aAhmed Abdallah
تاريخ التسجيل: 08-12-2005
مجموع المشاركات: 5193

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: AMNA MUKHTAR)

    الاخت امنه
    فالنبدا بالتهميش بمعنى قسمة السلطة والمشاركة في اليات المركز
    ولكي تكوني اكثر واقعية و دقة اطلب منكـ اجراء مسح شامل
    ولناخذ غرب السودان نموذجا لكل من شاركـ في سلطة المركز من درجة
    راس الدولة الى فلنقل درجة وزير دولة وحاكم اقليم
    السؤالـ
    كم عدد ابناء غرب السودان الذين تولوا مناصب دستورية منذ الاستقلال
    الى الان ?و بعدها سنرى عن اي تهميش في سلطة المركز تعنون .....
    وما هو دورهم في الانقاذ وترسيخ حكمها............
    ومن ثم نصل الى من يعتذر لمن ......
    اذا كان لفظ غرابي عند الشمالين لا يخلوا من الاستدلال الدوني حسب مفهومك
    فلماذا لا يكون العكس عندما ينادي ابناء الغرب الاخر بلفظ شمالي ..لماذا لا يفسره الشمالي بانه استدلال دوني .........
    الحل ....
    ارى ان اسلم الحلول هو التصالح مع الذات والتخلص من النظرة الدونية للذات
    ومن ثم التصالح مع الاخريين ..حينها سيعرف الوئام طريقه الى قلوبنا
                  

03-18-2007, 03:55 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: AMNA MUKHTAR)

    Quote: نوع هذا التهميش مورس ويمارس حتي في الشمال القصي والي الان علي اهلنا من الدناقلة والرطانة ووتطلق عليهم من الصفات والنعوت الذليلة مثل رطاني ساكت وديل برابرة وصفرجية ساكت وكأن معيار الصفاء والنقاء السوداني ان تتكلم العربية وبطلاقة مع العلم ان النوبين وبكل فخر هم صناع اعرق وارقي حضارة سودانية افريقية علي الاطلاق قبل دخول العرب السودان بسنوات طويلة.


    شكرا أخى وسام على الاضافة .
                  

03-18-2007, 04:53 AM

Mohamed Suleiman
<aMohamed Suleiman
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 20453

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: AMNA MUKHTAR)


    الأخت آمنة مختار
    لك التحية و الإحترام

    Quote: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة

    إعتراف و إعتذار ... لا يكفيان .
    لا بد من رد الحقوق الي أصحابها و العقاب للجاني .
    لا بد من دفع الثمن .
    ذلك هو الرادع الوحيد حتي لا يفكر الجاني في معاودة الكرة .
                  

03-28-2007, 00:36 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: Mohamed Suleiman)

    Quote: إعتراف و إعتذار ... لا يكفيان .
    لا بد من رد الحقوق الي أصحابها و العقاب للجاني .
    لا بد من دفع الثمن .
    ذلك هو الرادع الوحيد حتي لا يفكر الجاني في معاودة الكرة .


    أتفق معك تماما أستاذ محمد سليمان..
    لن نتنازل عن حقوقنا..أبدا
    طال الزمن أم قصر.
                  

03-21-2007, 07:36 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: AMNA MUKHTAR)

    شكرا أخى ابو القاسم..
                  

03-22-2007, 09:19 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: AMNA MUKHTAR)

    Quote: ولكي تكوني اكثر واقعية و دقة اطلب منكـ اجراء مسح شامل
    ولناخذ غرب السودان نموذجا لكل من شاركـ في سلطة المركز من درجة
    راس الدولة الى فلنقل درجة وزير دولة وحاكم اقليم
    السؤالـ
    كم عدد ابناء غرب السودان الذين تولوا مناصب دستورية منذ الاستقلال
    الى الان ?و بعدها سنرى عن اي تهميش في سلطة المركز تعنون .....
    وما هو دورهم في الانقاذ وترسيخ حكمها............


    الأخ أحمد عبد الله..
    عندما كتبت هذا البوست كان ردا على طرح مماثل لطرحك هذا ،
    وصدقنى كان مثل طرحك المقلوب هذا فى بالى .
    فكثيرا ما سمعنا من بعض أبناء الشمال: ( ان حكومة الانقاذ هذه حكومة غرابة )
    وطبعا هذا طرح غير مقنع بالمرة
    نعم الانقاذ مثل كل الحكومات السودانية ، زينت نفسها ببعض ابناءالغرب
    والجنوب والشرق ( ابناء المهمشين ) كديكور ، حتى تضفى على نفسها صبغة القومية الوهمية
    وهذا شئ معروف وواضح .

    Quote: ومن ثم نصل الى من يعتذر لمن ......

    أظنى قصدك هنا ان المهمشين يعتذروا للهمشوهم ...!!!

    Quote: اذا كان لفظ غرابي عند الشمالين لا يخلوا من الاستدلال الدوني حسب مفهومك
    فلماذا لا يكون العكس عندما ينادي ابناء الغرب الاخر بلفظ شمالي ..لماذا لا يفسره الشمالي بانه استدلال دوني .........


    أعتقد انك تعرف الجواب على سؤالك هذا ..واذا لم تكن تعرف حاول أن تلم ببعض تاريخ السودان المدون وغير المدون.

    Quote: الحل ....
    ارى ان اسلم الحلول هو التصالح مع الذات والتخلص من النظرة الدونية للذات
    ومن ثم التصالح مع الاخريين ..حينها سيعرف الوئام طريقه الى قلوبن


    اذا كل مشاكل الهامش والأطراف فى نظرك هى مجرد ( عقدة دونية )!!!
                  

03-22-2007, 11:57 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: AMNA MUKHTAR)

    الاستاذة امنه مختار تحياتي وعودا حميدا
    اسمحي لي بالاختلاف هنا
    Quote: فالبعض يرى ان جعجعة أهل الأطراف قد بلغ مداها الحد ، وانه لابد من اسكاتهم ..عبر نزع فتيل ( مصطلح التهميش ) الشديد الانفجار وافراغه من مضمونه بحجة ان السودانيين كلهم مهمشون، (وهذا يصب فى خانة التشويش على مظلمة أهل الهامش ) يعنى كلو محصل بعضه وكلنا فى الهوا سوا..
    وفى هذا الطرح تجاهل متعمد لحقائق تاريخية واجتماعية وسياسية يعرفها جيدا كل السودانيين .

    Quote: مثلا بعض أراضى الشمال همشت اقتصاديا ، ولكن لا يعنى انها قد همشت عرقيا أو ثقافيا أو اجتماعيا أو سياسيا . فأهلها ما زالوا يتربعون على أعلى السلم الاجتماعى فى السودان . وحتى فى مناطقهم الفقيرة تلك تجدهم يمارسون تمييزا عرقيا على بعض القوميات التى ساقها حظها العاثر للتواجد فى مناطقهم ..عبر الاسترقاق وغيره.


    Quote: كذلك بالنسبة الى أهل الشمال السودانى فان أهل الغرب جلهم بكردفانهم ودارفورهم ،وأفارقتهم وعربهم فى مركب واحد . فكما تعلمون ينظر الشمالى الى اهل الغرب أو (الغرابة) كما يحلو له أن يناديهم ، ينظر اليهم نظرة غاية فى السلبية وتحمل احتقارا هائلا ، شخصيا احترت كثيرا فى دوافعه وأسبابه

    فما الحل ؟؟
    Quote: هل هو الانكار المستمر لمشاكل حقيقية فجرت الوطن ووضعته فى فوهة بركان .
    وهل الحل أن ينبرى مثقفين ينتمون عرقيا الى قبائل النخبة فى الشمال ويأتون ويفتون بان التهميش قد طال الجميع ، وانه لافضل لعربى على أعجمى ولا لأسود على أبيض ولا منطقة على منطقة فى هذا الأمر وان الكل فيه سواسية وقد نالهم منه ما نالهم ، وان المجرم الوحيد هو الفئة الحاكمة ؟!

    استاذتي الفاضله
    التعدد الفيسفياء للسودان وظروف التكوين التاريخي اذا نظرنا اليها بمنظور معرفي محايد سنكتشف جميعا اسباب التهميش ومتلازماتها .
    فالمساحة الجغرافية مع الكثره القبائلية وصعوبة الاندماج جعلت تصوراتنا عن بعضنا البعض مشوبة بالريبة خاصة وفق منظومة القيم المختلفة (الرعاة / والمزارعين) فنظرة القبائل الرعوية للقبائل الزراعية متجلية في ذلك, لذا نجد ان اهل الشمال مثلا الرطانه نظرتهم للعربي (عربي ساكت)ونظرة العربي مثلا للرطاني في الشمال (حلاب التيس) ,,, الخ القائمة وكذلك نظرة اهل الغرب المشتركين مع اهل الشمال مثلا في حرفة الزراعه (الشمالي لستك جابه) .. اما نظرة القبائل الرعوية للقبائل المزراعه فهذه فيها الشرح يطول لاختلاف القيم
    اما مسالة الصعود في السلم الاجتماعي فهذا ليس من انتاج الشمال وانما من انتاج المركز المسيطر ثقافيا (المركز خليط من كل قبائل السودان) وكثرة اهل الشمال ناتج من هجرتهم الفردية الي المركز نيجة لبؤس المنطقة وانصهارهم في ثقافة المركز وفي ذلك يستون مع كل اهل السودان المنمطين بصبغة المركز , وهذا يتوضح في ما تفضلتم به عن تهميش الشمال اقتصاديا (لماذا لم يعملوا علي تطوير الشمال المهمش اقتصادياً) وان كان التهميش الاقتصادي جانب واحد فقط من القائمة

    ساعود ان شاء اكثر تفصيلا
                  

03-22-2007, 11:40 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: AMNA MUKHTAR)

    هل المك نمر مثل يحتذي به؟

    د. بركات محمد نورالدين

    sudaneseonline.com

    استميحكم العذر قبل التوغل في الإجابة عن هذا السؤال فهو لم يكن وليد اللحظة ولكن منذ أن كنت تلميذا يافعا ثم طالبا ثم ما أنا فيه الآن. وكنت مترددا التطرق إلى الحديث عن هذا الأمر لتقديري واحترامي للأموات لأن ذلك يعد من المحرمات، وكان مما استرعى انتباهي آنذاك تكرار مسرحية المك نمر في كل مرحلة من مراحل دراستي تقريبا، كنت أسأل نفسي لماذا التركيز على هذا الشخص بالذات، وخاصة فإن ثقافتي ترى فيه عيبا كبيرا لكونه فر من الحرب، وكنت أسأل نفسي دوما ألا يوجد سوداني آخر نمثله غير المك نمر!!! وكان ملخص ما كنا نعمله ونمثله في المدارس هو أن المك نمر قاتل اسماعيل باشا بن محمد علي خديوي مصر الذي بعثه إلى السودان لجمع العبيد ( أسوة بما فعله سلفه حاكم مصر إبان الخلافة الإسلامية في عهد عثمان بن عفان) وقد أضاف ذلك الشركسي نهب المال والذهب من السودان. وقد كان المك نمر هو العامل المشترك الأعظم في كل هذه المسرحيات والقصص والحكايات.
    إن الذي دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع ما قرأته وأقرأه هذه الأيام عن بطولات سودانية تحتاج إلى توثيق وتحليل وفحص حتى نقدم للعالم رموزا تعتز بها حقا وحقيقة غير مزيفة من دون فخر أو تكبر أو التقليل من شأن الآخرين. وأعني بذلك تحديدا ما خطه أحد الأساتذة واسمه السنجك يعمل في جامعة في بلاد ينبغي أن تكون ذات مكانة في نفوس المسلمين على أقل تقدير. ولو لم يذكرأنه أستاذ جامعي لما أعرته اهتماما قط.
    إن السؤال الممهم والمحوري الذي ينبغي التفكير فيه والإجابة عنه هو: لماذا نكتب الأحداث التاريخية في الأساس؟ الإجابة في تقديري المتواضع وحسب المواصفات العالمية، وباختصار شديد هو: الإفادة منها في تربية الأجيال، والإفادة من التجارب السابقة حاضرا ومستقبلا، على أن تكون تلك الأحداث مجردة من الهوى والغرض ما أمكن ذلك، وأن لا تقلل من مكانة الغير، لأن الحدث التاريخي القويم ليس ملكا لأحد بعد أن يصبح مثلا أعلى. كما أن الأحداث التاريخية المعاصرة والحديثة من الصعب تزييفها، أو الادعاء بها، لأن من يرددها يصير مضحكة من قبل الآخرين.
    وبالرجوع إلى الموضوع، أقول وبكل شفافية إن الذي كان يحيرني هو لماذا هرب المك نمر تاركا أهله يواجهون محمد سعيد ( جراب الفول) صهر إسماعيل باشا الذي كان حاكما على جزء من كردفان (الأبيض) عندما جاء إلى شندي مسقط رأس المك نمر ومقر مكوكيته، منتقما وهائجا؟ وقد استطاع محمد سعيد في وقت وجيز من دون مقاومة تذكر أن يقضي عليهم أو كاد؟ ولم نسمع ببطولة أخرى من المك نمر أو من خلفه، فالقائد الحق هو الذي يخطط جيدا فيما سيقوم به من فعل وما مردوده؟
    إن القطة على سبيل المثال لا تهرب من بيتها وتترك أولادها من خلفها إذا تعرضوا للخطر، وحتى الدجاجة فهي تموت من دون فراخها إذا هاجمها ثعبان الكوبرا، فكيف بالإنسان!! سيقول أحدهم هذه سياسة الخداع في الحرب، وتعرف بالكر والفر، وهذه حيل جيدة إذا كر المقاتل لمواصلة الكفاح، أما إذا لم يكر بعد الفرار يعد هذا جبنا ما بعده جبن بل عارا وفضيحة. والمك نمر انتقم لنفسه، ولكنه لم يفكر ما سيئول إليه حال أهله، كما أنه لم يخطط كيف يكر على العدو ولو متخفيا بعد مغادرته ديار أهله ليقلق مضاجع الأتراك، وعلى رأسهم محمد سعيد صهر محمد علي باشا الذي أهان السودانيين وليس الجعليين فحسب. وظل نمر في مخبئه بقية حياته.
    إن الثقافة السودانية بصفة عامة تستهجن القتل غدرا ولا تجعل القاتل بطلا بأي حال من الأحوال خاصة إذا هرب؛ يعني إذا فر فسيكون مثله مثل الهمباتي الذي يفر عندما يقضي حاجته، ولهذا يقولون لمثل هذا الشخص (ما لك ما قلت راجل جريت مالك؟؟) إذا كانت هذه ثقافة العامة من السودانيين عن القتل غدرا، فماذا نقول عن المك نمر؟ وكيف يمكننا وصفه؟ وهو الذي غدر بضيفه إسماعيل باشا بعد أن أسكره بالمريسة ودار رأسه حول الغلمان والغانيات، لا يعي شيئا؟ وقد قيل لنا إن إسماعيلا أساء إليه!! يعني انتقم المك لنفسه فقط وليس من أجل السودانيين وشتان بين الانتقامين!
    وكثير من الشعوب تفخر عادة بأبطالها بعد أن يتم اختيارها بمعايير دقيقة، وتجعلهم رموزا لها حية تبقى طوال حياتهم لا يملون الإطلاع عليها، وتلك الرموز تزداد توهجا كلما قرأها الأحفاد وحتى الغرباء، وإن أهم ما يعجبهم هو الإقدام والشجاعة والتضحية من أجل الآخرين، وليست لإشباع نزوة شخصية عابرة. وتبقى الأمثلة باقية ما بقيت الشعوب التي منها الشعب السوداني عبر تاريخه الطويل من دون تطعيمهم بسياسة المخادعة والادعاء الأجوف، بل ومحاولة إجبار الآخرين على تصديق ما يدعون.
    هذه نماذج لبعض أبطال السودان الذين قدموا أرواحهم ودماءهم رخيصة للوطن السودان، أبدؤها منذ فترة المك نمر، وأقدمها للذين لا يريدون معرفتهم استهجانا بهم، ولكن سيبقى هؤلاء أبد الدهر في أذهان السودانيين الأصيلين ما بقي التاريخ وهم:
    - محمد ودعدلان الوزير السناري عندما خاطب إسماعيل باشا الغازي للسودان 1820م قائلا له:
    لا يغرنك انتصارك على الجعليين والشايقية
    نحن الملوك وهم الرعية
    أما بلغك أن سنار محروسة محمية
    بسيوف قواطع هندية
    وخيول جرد أدهمية
    ورجال صابرين للموت صباح وعشية.
    فالكل يعرف ماذا حدث لهذا الوزير الشهم، فقد كان مصيره الموت غدرا، وعلى المؤرخين مسؤولية معرفة القتلة.
    - المك آدم أم دبالو حامي المهدية الأول الذي قتل غدرا، فلولاه لما كان هناك مهدي أو مهدية يتبجح بهما الآن.
    - ود نوباوي قاتل الجنرال غردون باشا وهو في تقديرنا أعظم من إسماعيل باشا ابن الخديوي لأن غردون كان يمثل الإنجليز والأتراك المصريين معا.
    - عبدالله التعايشي كان في قدرته أن يهرب خارج السودان، ولكنه ظل يدافع ويقاتل، وعندما نفذ ما عنده من الذخيرة افترش فروته وجلس عليها إلى أن لقي حتفه، تحف به علامات الإعجاب والرجولة. ومع ذلك ماذا قيل عنه وعن جيشه الذي قاده الأمير محمود ود أحمد في شندي والمتمة؟؟؟
    - عبد الرحمن النجومي ذلك البطل المغامر الذي عمل تحت لواء المهدية، ألا يمكن أن يكون أحد الرموز السودانية؟
    - عثمان دقنة بطل شرق السودان الذي دوخ العدو، ولم يهرب كما فعل غيره. كان في إمكانه الهروب إلى اليمن أو الحبشة كما فعل غيره ولكنه لم يفعل.
    - علي دينار كان كل ما قاله لنا معلم التاريخ عندما جاء ذكره عرضا؛ هو أن "علي دينار سبق الطيار" وحفظنا ذلك منه آنذاك. تبا لمعلم يدس حسب علي دينار العظيم! وقد تصرف مثل قائده تورشين تماما. كان في مقدوره أن يلجأ إلى أغال جنوب السودان أو تشاد.
    - السلطان عجبنا حين قبضوا عليه وطلبوا منه الإذعان رفض في إباء وكبرياء وشموخ، وعندا حان وقت شنقه أماط اللثام من على وجهه، وهو على المقصلة، صاح في جلاديه " من لا يعرف السلطان عجبنا فليأت هنا ليرى كيف يموت الرجال. قال عنه المؤرخون السودانيون إنه مجرد متمرد ليس إلا!!
    - علي عبد اللطيف مؤسس الوطنية السودانية بشجاعته التي قاد بها اللواء الأبيض لم يهرب، وكان في استطاعته أن يفعل ذلك، ويعطى أعلى الوظائف والدرجات ولكنه مات سجينا. يكفي إيراد اسمه فخرا وإجلالا.
    - عبد الفضيل الماظ مات ممسكا بمدفعه بعد أن هدموا فوقه المستشفى العسكري، كان في مقدوره أن يهرب بالباب الخلفي.
    - الفكي علي الميراوي الذي هدد بقاء المستعمر ليس في كردفان بل السودان كله.
    - عبد القادر ود حبوبة رغم محدودية دوره ولكن الأرواح متساوية فهو بطل بكل المقاييس.
    - وقد تربع على قمة هؤلاء الكوكبة الدكتور جون قرنق دي ما بيور من عظماء القرن الحادي والعشرين الذي أصبح رمز المهمشين قاطبة.
    هؤلاء وكثيرون غيرهم دفنهم التاريخ السوداني الموجه الذي خطط خصيصا لطمس مآثر السودانيين وعظمتهم، وما زال بعضهم يحاول السنجك جاهدا شطبها من دون حياء ويتباهى بالأوهام. ألا يستحق هؤلاء أن تنصب لهم التماثيل؟ ألا يستحقون أن تسمى بأسمائهم الشوارع والطرق الرئيسية؟ ليس في عاصمة بلادهم فحسب، بل في كل مدينة من مدن السودان، بدلا من أسماء مغمورين جبناء، وخونة بل عملاء وأجانب... وأسماء مدن تنقل من بلاد أخرى، أليست هذه إساءة للسودانيين؟ وهل هناك مثل غير السودان ينقل أسماء أحياء دول أخرى لبلادهم؟
    أما على المستوى العالمي فالأمثلة لا تحصى يا سنجك، أنظر إليهم فكلهم من نفس طينة أبطال السودان جميعهم بالمواصفات العالمية، وهذه بعضها:
    - نابليون بونابرت على سبيل المثال عاد من جزيرة القديسة هيلانة إلى فرنسا بعد أن سجن فيها إمبراطورا، وليس مجرد سجين أو هارب رجع لاسترداد عرشه، وهكذا سجل له التاريخ ذكرى باقية؛ لأنه بطل بحق وحقيقة.
    - جان دارك التي حمت أهلها من الهلاك بوضع جسدها على فوهة الماء الذي كان سيغرق كل سكان الأراضي المنخفضة.
    - فلورنس ناتنجيل تلك الفتاة الشابة التي ذهبت إلى ميدان الوغى أثناء الحرب تعالج الجرحى وتضمد جراحهم فهي الآن رمز لمنظمة الصليب الأحمر بحق وحقيقة فهي بطلة بل قديسة في نظر أهلها العالم أجمع.
    - قصة قائد السفينة الحربية التي أعطبها العدو وأوشكت على الغرق رفض قائدها مفارقتها ملوحا بقبعته إلى أن غاصت به السفينة في الماء، فلأنه بطل مغوار لم يترك سفينته ويهرب منها ويخلص نفسه.
    - نلسون مانديلا لم يهرب وكان في قدرته ذلك ولكنه واجه جلاديه بشجاعة عندما طلبوا منه التخلي عن مبدئه وسجن عمره إلى أن خرج عالي الرأس أقيم له تمثال في قلب مدينة لندن دعك عن وطنه.
    - الجنرال ألندي رئيس شيلي عندما قام عليه الانقلاب العسكري رفض التسليم وأمسك بسلاحه في القصر الرئاسي وقتل وهو مثل عبد الفضيل الماظ في السودان. ليس مثل الذي يستجدي العسكر ويقايضهم بالأمانة التي حملها على عنقه من قبل الشعب السوداني.

    نعود إلى موضوع السنجك عن المك نمر فإن ما كتبه الدكتور طالب تية صحيح وحقيقة واقعة، لأن السؤال المطروح هو: هل عاد المك نمر من مخبئه إلى السودان دعك عن شندي مسقط رأسه ليرى ماذا حل بأهله بعد أن فر بجلده إلى بلاد الحبشة؟؟ أ يعرف السنجك ومن أسمت نفسها بمهيرة كم خلف المك نمر وراءه من ضحايا من الجعليين، والذين سيقوا إلى القاهرة بعد أن فعل بهم الأتراك فعلتهم، ليباعوا في سوق النخاسة إلى أن تدخلت السلطات البريطانية في الأمر أخيرا، ليس حبا فيهم لعظمتهم لأنهم جعليون، ولكن لأن قانون تجارة الرق قد سرى آنذاك!!
    والأدهى من ذلك وأمر أن السنجك استشاط غضبا وبدأ يسب الآخرين ويستفز مشاعرنا وكأننا جهلة مثله، يسرد لنا سلسلة أهله من جهة أمه بأنها فلانة بنت فلان ابن فلان ابن السنجك الذي لا يشرف أحدا إلا إياه من الجهلة، قائلا: " ولقد شرفنا الله بشرف النسب والقربى للسادة المراغنة رضوان الله عليهم حيث ان جدي السنجك والذي تنكر الاستاذة سارة اسمه هو الشيخ السنجك عبدالله ابن خالة السيد علي الميرغني انار الله ضريحه وهو انقريابي عبدلابي يتصل نسبه بملك العبدلاب الشيخ عجيب المانجلك ويمكن للاستاذة التاكد من ذلك امي سيدة شايقية عونية من آل زياد وهم عمد وشيوخ منطقة البسابير وبانقا وحجر العسل....فيا أيتها السارة هذه هي بضاعتنا عرضناها على جنابك فاعرضي انت علينا بضاعتك. ولا يستحي السنجك بل يريد أن يزودنا من ذلك الغث من القول، شكرا لك احتفظ بما تعلم إن كنت تعلم ، ولمعلومتك هناك شك في كون العبدلاب عربا.
    أيها السنجك المصادر متاحة ومتوفرة لكل من يرغب في التوصل إليها، ولا أسيء الظن بك وبعملك الجامعي ولكنني أشك أن تكون أستاذا فيها، و إلا لما سطرت لنا حديثا مضطربا، وشعرا متناقضا بما تقوله وكأنك تتمناه متشبثا بأوهام العظمة التي رضعت من ثدي الجاسوسية الخبيثة والشوفينية المتعالية، التي ينطق بها لسانك " فكل إناء بما فيه ينضح"، أيها الأستاذ بدلا من التبجح بالفارغات والجهالات، فالجاهل عدو نفسه ، أرجوك ابحث عن مصادر معرفة بلدك السودان الذي أراك قد هجرته قبل أن يشتد عودك، لأن كلامك يدل عليك. وإن كنت لا تعلم فاعلم يا أستاذ كيف عانى أهل أمك الذين ذكرتهم من آل المير خاني!! فعليك كأستاذ جامعي أن تعتذر لهم أو تسكت ولا تثير الآخرين وتستعبطهم بما لا تعرف!! ولولا احترام عقول القراء لذكرنا لك أفعال أجدادك فأرجو الكف عما تتقول به.
    ثم أن لقب السنجك والباشبزق هما وظيفتان دونيتان كانت تمنحهما السلطة التركية التي قضت عليها المهدية عام 1885 م لقبيلة بعينها في السودان، وحسب علمي كانتا عبارة عن وظيفتين لجمع الإتاوات والضرائب المفروضة على السودانيين الغلابة، وربما كانت هناك مهام أخرى يعرفها أصحابها كانوا يؤدونها، من الوظائف التي تسئ إلى من كان يقوم بها أكثر من إساءتها للسودانيين، ولا أريد أن أزيد...!
    أما نسبك لآل الميرغنية أقول لك بهذه المناسبة إن اسم ( مير خان يتسمى به الهنود والباكستان فهم من أصل واحد، ولعدم معرفتهم بالعربية ينطقون اسم أمير " مير" وهو مجرد اسم لا تظنه أميرا بحق حتى تتشبث به) أرجو مخلصا الرجوع إلى تاريخ آل الميرخني الذين يقال إنهم من آل البيت!! فالجد كان جاسوسا في المخابرات البريطانية، أرجع إلى مر كز دراسات السودان المعاصر ستجد ما نصه: "عثمان الميرغني باكستاني دخل السودان عن طريق الجزيرة العربية عام 1838 م بواسطة شئون المستعمرات البريطانيةMI6 وهو جهاز المخابرات البريطانية"، راجع سودانايل بتاريخ 18/4/ 2006. ليس عيبا أن يكون ميرخاني الباكستاني سودانيا، ولكن العيب كل العيب أن يدخل السودان جاسوسا ويصبح بعد ذلك من أشرافه يعتز به أحفاده ويتكبرون على المواطنين ويسومونهم مر العذاب، فأنت تعرف ماذا كان يفعل الميركاني/ خانِالشريف المزيف( يعني fake ) لأهل الشرق الذين انتفضوا الآن من حوله، ولم يبق معه سوى بعض مقطوعي الرأس أو أمثالك ياسنجك لا تستطيع الفكاك منهم، فقد فعلوا بهم أشياء لا يقبل بها منطق أو عقل وينز عنها الجبين.
    يا أستاذ يا جامعي: إن الفتى من يقول: ها أنا ذا وليس الفتى من يقول كان أبي وكان جدي وجدتي (حبوبتي)، في بلاد الإسلام بما في ذلك السعودية التي تعيش فيها ينسب الشخص نفسه بأبيه وليس بأمه كما نسبت أنت بجدتك الشايقية، وأم والدك الميرخانية، فإذا جاز لك النسب كما ذكرت بأمك؛ إذن فلماذا التهرب من الادعاء بكونكم سودانيين أفارقة من جداتكم كما تقول كتبكم المزيفة بأن الأعراب جاءوا إلى السودان من دون نساء، فلمن إذن تركوا نساءهم بعد هروبهم من صحاريهم، هل تركوهن للمغول، أم الفرس، أم الهنود، والباكس؟؟؟
    الأستاذ الجامعي السنجك؛ يكفي الأستاذة سارة والأستاذ طالب تية فخرا أن أجدادهما لم يفروا من الأتراك، أو الإنجليز المستعمرين ولم تستوردهم بريطانيا العظمى من بلادهم البعيدة من أجل أعمال نهى عنها الإسلام " فلا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا" بل واجه أجداد السارة وتية هؤلاء المستعمرين والخونة بشجاعة الفعل وليس قولا، وهم الذين رفعوا اسم السودان عاليا في الآفاق وقد شهد لهم الأعداء أنفسهم قبل الأصدقاء.
    إذن ماذا يعني كل هذا؟
    أولا- إن جل المؤرخين السودانيين هم أبعد الناس عن العلمية والحياد في كتاباتهم لأن شغلهم الشاغل هو ربط السودان بالعروبة زورا وبهتانا، بل أن أوفرهم علما مصاب بهذا الداء الوبيل وبغير؛ مما جعله منحرفا ليس في تفكيره فحسب بل أكثر. .. !!
    ثانيا- كان الإنجليز وراء كل ذلك التضخيم والتعظيم لسبب بسيط، هو أن هناك قبائل لم ترغب في بقائهم فحاربتهم فقاموا بإغلاق ديارهم أمام تجار النخاسة، الذين قالوا إنهم يريدون نشر الدين والحضارة المسروقة. وبهذا أفسحوا الجو لأمثال آل السنجك والباشبزق والميرخانية ، وأتباعهم بفتح مجالات الاستثمار بالحرام أكثر منه حلالا في بلادنا الطيبة منطقة أمك على وجه الخصوص وغيرها من المناطق لاستعبادهم.
    إن المطلع على مقالات المدعو بالسنجق ومهيرة التي تكتب وكأنها في مسابقة كتابة إنشاء لتلميذة في مرحلة الأساس؛ ليعجب من سطحيتهما وتفكيرهما وادعاءاتهما العجيبة والغريبة المصطنعة. إن الحقائق التي كتبها الأستاذ تية والسارة قد أقلقت بالكما، وللعلم فإن الإنجليز قاموا بتضخيم شخصية المك نمر وملئوها غازا بعد أن سخروا أتباعه ووعدوهم بالوظائف، وهكذا فرشوا لهم الطريق بالمقابل، وليس بالمجان، والمقابل هو الجاسوسية وأعمال الخيانة التي اكتشف المستعمرون أن هؤلاء يتقنونها بكفاءة لا يتقنها سواهم، وهذا هو السبب الذي جعل الفئة التي ذكرها الموهوم السنجك تتولي حكم البلاد دون غيرهم. وفي الواقع :" إن قوات محمد علي بقيادة ابنه إسماعيل باشا (1820- 1821م) لم تجد مقاومة تذكر وبالضخامة التي يتحدث عنها الناس. نحسب إن هذه "المقاومة" لا تعدو أن تكون مكيدة من الجبن والهوى والمجون التي دبرها المك نمر لإسماعيل باشا، حيث فر في خاتمة المطاف إلى الحبشة خوفاً من قدوم محمد سعيد باشا الدفتردار منتقما لمقتل إسماعيل." هذه حقيقة والحقيقة لا تضيع وإن طال زمن إخفائها يا سنجك.
    ثالثا - السؤال المهم هو: هل يدلنا أحد عما فعله المك نمر بعد أن غدر بإسماعيل باشا وهو سكران فاقد الوعي وهرب من دون أن ينظر خلفه؟
    رابعا – أليس هؤلاء الأبطال الذين ذكرتهم يستحقون أكثر مما يستحقه آل السنجك ومن دار في مجالهم؟

    في الختام نقول إن ما ذكرته الأستاذة سارة وساندها الدكتور طالب تية، واقع وحقيقة لا مراء فيها، عليه نرجو مخلصين أن يخشى بعض الكتاب ربهم الذي خلقهم من طين فيما يقولون ويكفي مؤرخيهم خداعا وتزييفا لمفاخر التاريخ السوداني الأصيل، وقد أصبح العلم تحت يدي كل من يرغب، ولم يعد حكرا لأولئك الذين خدعوا السودانيين ردحا من الزمن يفوق ألف سنه، هؤلاء "معروفون" بأساليبهم الحربائية وعليهم الرجوع إلى الحق والحق فضيلة إن كانوا يحترمون دينهم ويفهمونه.
                  

03-24-2007, 04:21 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: AMNA MUKHTAR)

    الشقيق عمار..
    Quote: ساعود ان شاء اكثر تفصيلا


    شكرا على الاضافة القيمة..التى أتفق معك كثيرا فى بعض جوانبها..
    وأتمنى أن تعود..فمناقشتك للموضوع من زاوية مختلفة يثرى النقاش.
                  

03-24-2007, 05:27 PM

على محمد على بشير
<aعلى محمد على بشير
تاريخ التسجيل: 08-07-2005
مجموع المشاركات: 8648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: AMNA MUKHTAR)

    Quote:
    هل المك نمر مثل يحتذي به؟

    د. بركات محمد نورالدين

    sudaneseonline.com

    استميحكم العذر قبل التوغل في الإجابة عن هذا السؤال فهو لم يكن وليد اللحظة ولكن منذ أن كنت تلميذا يافعا ثم طالبا ثم ما أنا فيه الآن. وكنت مترددا التطرق إلى الحديث عن هذا الأمر لتقديري واحترامي للأموات لأن ذلك يعد من المحرمات، وكان مما استرعى انتباهي آنذاك تكرار مسرحية المك نمر في كل مرحلة من مراحل دراستي تقريبا، كنت أسأل نفسي لماذا التركيز على هذا الشخص بالذات، وخاصة فإن ثقافتي ترى فيه عيبا كبيرا لكونه فر من الحرب، وكنت أسأل نفسي دوما ألا يوجد سوداني آخر نمثله غير المك نمر!!! وكان ملخص ما كنا نعمله ونمثله في المدارس هو أن المك نمر قاتل اسماعيل باشا بن محمد علي خديوي مصر الذي بعثه إلى السودان لجمع العبيد ( أسوة بما فعله سلفه حاكم مصر إبان الخلافة الإسلامية في عهد عثمان بن عفان) وقد أضاف ذلك الشركسي نهب المال والذهب من السودان. وقد كان المك نمر هو العامل المشترك الأعظم في كل هذه المسرحيات والقصص والحكايات.
    إن الذي دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع ما قرأته وأقرأه هذه الأيام عن بطولات سودانية تحتاج إلى توثيق وتحليل وفحص حتى نقدم للعالم رموزا تعتز بها حقا وحقيقة غير مزيفة من دون فخر أو تكبر أو التقليل من شأن الآخرين. وأعني بذلك تحديدا ما خطه أحد الأساتذة واسمه السنجك يعمل في جامعة في بلاد ينبغي أن تكون ذات مكانة في نفوس المسلمين على أقل تقدير. ولو لم يذكرأنه أستاذ جامعي لما أعرته اهتماما قط.
    إن السؤال الممهم والمحوري الذي ينبغي التفكير فيه والإجابة عنه هو: لماذا نكتب الأحداث التاريخية في الأساس؟ الإجابة في تقديري المتواضع وحسب المواصفات العالمية، وباختصار شديد هو: الإفادة منها في تربية الأجيال، والإفادة من التجارب السابقة حاضرا ومستقبلا، على أن تكون تلك الأحداث مجردة من الهوى والغرض ما أمكن ذلك، وأن لا تقلل من مكانة الغير، لأن الحدث التاريخي القويم ليس ملكا لأحد بعد أن يصبح مثلا أعلى. كما أن الأحداث التاريخية المعاصرة والحديثة من الصعب تزييفها، أو الادعاء بها، لأن من يرددها يصير مضحكة من قبل الآخرين.
    وبالرجوع إلى الموضوع، أقول وبكل شفافية إن الذي كان يحيرني هو لماذا هرب المك نمر تاركا أهله يواجهون محمد سعيد ( جراب الفول) صهر إسماعيل باشا الذي كان حاكما على جزء من كردفان (الأبيض) عندما جاء إلى شندي مسقط رأس المك نمر ومقر مكوكيته، منتقما وهائجا؟ وقد استطاع محمد سعيد في وقت وجيز من دون مقاومة تذكر أن يقضي عليهم أو كاد؟ ولم نسمع ببطولة أخرى من المك نمر أو من خلفه، فالقائد الحق هو الذي يخطط جيدا فيما سيقوم به من فعل وما مردوده؟
    إن القطة على سبيل المثال لا تهرب من بيتها وتترك أولادها من خلفها إذا تعرضوا للخطر، وحتى الدجاجة فهي تموت من دون فراخها إذا هاجمها ثعبان الكوبرا، فكيف بالإنسان!! سيقول أحدهم هذه سياسة الخداع في الحرب، وتعرف بالكر والفر، وهذه حيل جيدة إذا كر المقاتل لمواصلة الكفاح، أما إذا لم يكر بعد الفرار يعد هذا جبنا ما بعده جبن بل عارا وفضيحة. والمك نمر انتقم لنفسه، ولكنه لم يفكر ما سيئول إليه حال أهله، كما أنه لم يخطط كيف يكر على العدو ولو متخفيا بعد مغادرته ديار أهله ليقلق مضاجع الأتراك، وعلى رأسهم محمد سعيد صهر محمد علي باشا الذي أهان السودانيين وليس الجعليين فحسب. وظل نمر في مخبئه بقية حياته.
    إن الثقافة السودانية بصفة عامة تستهجن القتل غدرا ولا تجعل القاتل بطلا بأي حال من الأحوال خاصة إذا هرب؛ يعني إذا فر فسيكون مثله مثل الهمباتي الذي يفر عندما يقضي حاجته، ولهذا يقولون لمثل هذا الشخص (ما لك ما قلت راجل جريت مالك؟؟) إذا كانت هذه ثقافة العامة من السودانيين عن القتل غدرا، فماذا نقول عن المك نمر؟ وكيف يمكننا وصفه؟ وهو الذي غدر بضيفه إسماعيل باشا بعد أن أسكره بالمريسة ودار رأسه حول الغلمان والغانيات، لا يعي شيئا؟ وقد قيل لنا إن إسماعيلا أساء إليه!! يعني انتقم المك لنفسه فقط وليس من أجل السودانيين وشتان بين الانتقامين!
    وكثير من الشعوب تفخر عادة بأبطالها بعد أن يتم اختيارها بمعايير دقيقة، وتجعلهم رموزا لها حية تبقى طوال حياتهم لا يملون الإطلاع عليها، وتلك الرموز تزداد توهجا كلما قرأها الأحفاد وحتى الغرباء، وإن أهم ما يعجبهم هو الإقدام والشجاعة والتضحية من أجل الآخرين، وليست لإشباع نزوة شخصية عابرة. وتبقى الأمثلة باقية ما بقيت الشعوب التي منها الشعب السوداني عبر تاريخه الطويل من دون تطعيمهم بسياسة المخادعة والادعاء الأجوف، بل ومحاولة إجبار الآخرين على تصديق ما يدعون.
    هذه نماذج لبعض أبطال السودان الذين قدموا أرواحهم ودماءهم رخيصة للوطن السودان، أبدؤها منذ فترة المك نمر، وأقدمها للذين لا يريدون معرفتهم استهجانا بهم، ولكن سيبقى هؤلاء أبد الدهر في أذهان السودانيين الأصيلين ما بقي التاريخ وهم:
    - محمد ودعدلان الوزير السناري عندما خاطب إسماعيل باشا الغازي للسودان 1820م قائلا له:
    لا يغرنك انتصارك على الجعليين والشايقية
    نحن الملوك وهم الرعية
    أما بلغك أن سنار محروسة محمية
    بسيوف قواطع هندية
    وخيول جرد أدهمية
    ورجال صابرين للموت صباح وعشية.
    فالكل يعرف ماذا حدث لهذا الوزير الشهم، فقد كان مصيره الموت غدرا، وعلى المؤرخين مسؤولية معرفة القتلة.
    - المك آدم أم دبالو حامي المهدية الأول الذي قتل غدرا، فلولاه لما كان هناك مهدي أو مهدية يتبجح بهما الآن.
    - ود نوباوي قاتل الجنرال غردون باشا وهو في تقديرنا أعظم من إسماعيل باشا ابن الخديوي لأن غردون كان يمثل الإنجليز والأتراك المصريين معا.
    - عبدالله التعايشي كان في قدرته أن يهرب خارج السودان، ولكنه ظل يدافع ويقاتل، وعندما نفذ ما عنده من الذخيرة افترش فروته وجلس عليها إلى أن لقي حتفه، تحف به علامات الإعجاب والرجولة. ومع ذلك ماذا قيل عنه وعن جيشه الذي قاده الأمير محمود ود أحمد في شندي والمتمة؟؟؟
    - عبد الرحمن النجومي ذلك البطل المغامر الذي عمل تحت لواء المهدية، ألا يمكن أن يكون أحد الرموز السودانية؟
    - عثمان دقنة بطل شرق السودان الذي دوخ العدو، ولم يهرب كما فعل غيره. كان في إمكانه الهروب إلى اليمن أو الحبشة كما فعل غيره ولكنه لم يفعل.
    - علي دينار كان كل ما قاله لنا معلم التاريخ عندما جاء ذكره عرضا؛ هو أن "علي دينار سبق الطيار" وحفظنا ذلك منه آنذاك. تبا لمعلم يدس حسب علي دينار العظيم! وقد تصرف مثل قائده تورشين تماما. كان في مقدوره أن يلجأ إلى أغال جنوب السودان أو تشاد.
    - السلطان عجبنا حين قبضوا عليه وطلبوا منه الإذعان رفض في إباء وكبرياء وشموخ، وعندا حان وقت شنقه أماط اللثام من على وجهه، وهو على المقصلة، صاح في جلاديه " من لا يعرف السلطان عجبنا فليأت هنا ليرى كيف يموت الرجال. قال عنه المؤرخون السودانيون إنه مجرد متمرد ليس إلا!!
    - علي عبد اللطيف مؤسس الوطنية السودانية بشجاعته التي قاد بها اللواء الأبيض لم يهرب، وكان في استطاعته أن يفعل ذلك، ويعطى أعلى الوظائف والدرجات ولكنه مات سجينا. يكفي إيراد اسمه فخرا وإجلالا.
    - عبد الفضيل الماظ مات ممسكا بمدفعه بعد أن هدموا فوقه المستشفى العسكري، كان في مقدوره أن يهرب بالباب الخلفي.
    - الفكي علي الميراوي الذي هدد بقاء المستعمر ليس في كردفان بل السودان كله.
    - عبد القادر ود حبوبة رغم محدودية دوره ولكن الأرواح متساوية فهو بطل بكل المقاييس.
    - وقد تربع على قمة هؤلاء الكوكبة الدكتور جون قرنق دي ما بيور من عظماء القرن الحادي والعشرين الذي أصبح رمز المهمشين قاطبة.
    هؤلاء وكثيرون غيرهم دفنهم التاريخ السوداني الموجه الذي خطط خصيصا لطمس مآثر السودانيين وعظمتهم، وما زال بعضهم يحاول السنجك جاهدا شطبها من دون حياء ويتباهى بالأوهام. ألا يستحق هؤلاء أن تنصب لهم التماثيل؟ ألا يستحقون أن تسمى بأسمائهم الشوارع والطرق الرئيسية؟ ليس في عاصمة بلادهم فحسب، بل في كل مدينة من مدن السودان، بدلا من أسماء مغمورين جبناء، وخونة بل عملاء وأجانب... وأسماء مدن تنقل من بلاد أخرى، أليست هذه إساءة للسودانيين؟ وهل هناك مثل غير السودان ينقل أسماء أحياء دول أخرى لبلادهم؟
    أما على المستوى العالمي فالأمثلة لا تحصى يا سنجك، أنظر إليهم فكلهم من نفس طينة أبطال السودان جميعهم بالمواصفات العالمية، وهذه بعضها:
    - نابليون بونابرت على سبيل المثال عاد من جزيرة القديسة هيلانة إلى فرنسا بعد أن سجن فيها إمبراطورا، وليس مجرد سجين أو هارب رجع لاسترداد عرشه، وهكذا سجل له التاريخ ذكرى باقية؛ لأنه بطل بحق وحقيقة.
    - جان دارك التي حمت أهلها من الهلاك بوضع جسدها على فوهة الماء الذي كان سيغرق كل سكان الأراضي المنخفضة.
    - فلورنس ناتنجيل تلك الفتاة الشابة التي ذهبت إلى ميدان الوغى أثناء الحرب تعالج الجرحى وتضمد جراحهم فهي الآن رمز لمنظمة الصليب الأحمر بحق وحقيقة فهي بطلة بل قديسة في نظر أهلها العالم أجمع.
    - قصة قائد السفينة الحربية التي أعطبها العدو وأوشكت على الغرق رفض قائدها مفارقتها ملوحا بقبعته إلى أن غاصت به السفينة في الماء، فلأنه بطل مغوار لم يترك سفينته ويهرب منها ويخلص نفسه.
    - نلسون مانديلا لم يهرب وكان في قدرته ذلك ولكنه واجه جلاديه بشجاعة عندما طلبوا منه التخلي عن مبدئه وسجن عمره إلى أن خرج عالي الرأس أقيم له تمثال في قلب مدينة لندن دعك عن وطنه.
    - الجنرال ألندي رئيس شيلي عندما قام عليه الانقلاب العسكري رفض التسليم وأمسك بسلاحه في القصر الرئاسي وقتل وهو مثل عبد الفضيل الماظ في السودان. ليس مثل الذي يستجدي العسكر ويقايضهم بالأمانة التي حملها على عنقه من قبل الشعب السوداني.

    نعود إلى موضوع السنجك عن المك نمر فإن ما كتبه الدكتور طالب تية صحيح وحقيقة واقعة، لأن السؤال المطروح هو: هل عاد المك نمر من مخبئه إلى السودان دعك عن شندي مسقط رأسه ليرى ماذا حل بأهله بعد أن فر بجلده إلى بلاد الحبشة؟؟ أ يعرف السنجك ومن أسمت نفسها بمهيرة كم خلف المك نمر وراءه من ضحايا من الجعليين، والذين سيقوا إلى القاهرة بعد أن فعل بهم الأتراك فعلتهم، ليباعوا في سوق النخاسة إلى أن تدخلت السلطات البريطانية في الأمر أخيرا، ليس حبا فيهم لعظمتهم لأنهم جعليون، ولكن لأن قانون تجارة الرق قد سرى آنذاك!!
    والأدهى من ذلك وأمر أن السنجك استشاط غضبا وبدأ يسب الآخرين ويستفز مشاعرنا وكأننا جهلة مثله، يسرد لنا سلسلة أهله من جهة أمه بأنها فلانة بنت فلان ابن فلان ابن السنجك الذي لا يشرف أحدا إلا إياه من الجهلة، قائلا: " ولقد شرفنا الله بشرف النسب والقربى للسادة المراغنة رضوان الله عليهم حيث ان جدي السنجك والذي تنكر الاستاذة سارة اسمه هو الشيخ السنجك عبدالله ابن خالة السيد علي الميرغني انار الله ضريحه وهو انقريابي عبدلابي يتصل نسبه بملك العبدلاب الشيخ عجيب المانجلك ويمكن للاستاذة التاكد من ذلك امي سيدة شايقية عونية من آل زياد وهم عمد وشيوخ منطقة البسابير وبانقا وحجر العسل....فيا أيتها السارة هذه هي بضاعتنا عرضناها على جنابك فاعرضي انت علينا بضاعتك. ولا يستحي السنجك بل يريد أن يزودنا من ذلك الغث من القول، شكرا لك احتفظ بما تعلم إن كنت تعلم ، ولمعلومتك هناك شك في كون العبدلاب عربا.
    أيها السنجك المصادر متاحة ومتوفرة لكل من يرغب في التوصل إليها، ولا أسيء الظن بك وبعملك الجامعي ولكنني أشك أن تكون أستاذا فيها، و إلا لما سطرت لنا حديثا مضطربا، وشعرا متناقضا بما تقوله وكأنك تتمناه متشبثا بأوهام العظمة التي رضعت من ثدي الجاسوسية الخبيثة والشوفينية المتعالية، التي ينطق بها لسانك " فكل إناء بما فيه ينضح"، أيها الأستاذ بدلا من التبجح بالفارغات والجهالات، فالجاهل عدو نفسه ، أرجوك ابحث عن مصادر معرفة بلدك السودان الذي أراك قد هجرته قبل أن يشتد عودك، لأن كلامك يدل عليك. وإن كنت لا تعلم فاعلم يا أستاذ كيف عانى أهل أمك الذين ذكرتهم من آل المير خاني!! فعليك كأستاذ جامعي أن تعتذر لهم أو تسكت ولا تثير الآخرين وتستعبطهم بما لا تعرف!! ولولا احترام عقول القراء لذكرنا لك أفعال أجدادك فأرجو الكف عما تتقول به.
    ثم أن لقب السنجك والباشبزق هما وظيفتان دونيتان كانت تمنحهما السلطة التركية التي قضت عليها المهدية عام 1885 م لقبيلة بعينها في السودان، وحسب علمي كانتا عبارة عن وظيفتين لجمع الإتاوات والضرائب المفروضة على السودانيين الغلابة، وربما كانت هناك مهام أخرى يعرفها أصحابها كانوا يؤدونها، من الوظائف التي تسئ إلى من كان يقوم بها أكثر من إساءتها للسودانيين، ولا أريد أن أزيد...!
    أما نسبك لآل الميرغنية أقول لك بهذه المناسبة إن اسم ( مير خان يتسمى به الهنود والباكستان فهم من أصل واحد، ولعدم معرفتهم بالعربية ينطقون اسم أمير " مير" وهو مجرد اسم لا تظنه أميرا بحق حتى تتشبث به) أرجو مخلصا الرجوع إلى تاريخ آل الميرخني الذين يقال إنهم من آل البيت!! فالجد كان جاسوسا في المخابرات البريطانية، أرجع إلى مر كز دراسات السودان المعاصر ستجد ما نصه: "عثمان الميرغني باكستاني دخل السودان عن طريق الجزيرة العربية عام 1838 م بواسطة شئون المستعمرات البريطانيةMI6 وهو جهاز المخابرات البريطانية"، راجع سودانايل بتاريخ 18/4/ 2006. ليس عيبا أن يكون ميرخاني الباكستاني سودانيا، ولكن العيب كل العيب أن يدخل السودان جاسوسا ويصبح بعد ذلك من أشرافه يعتز به أحفاده ويتكبرون على المواطنين ويسومونهم مر العذاب، فأنت تعرف ماذا كان يفعل الميركاني/ خانِالشريف المزيف( يعني fake ) لأهل الشرق الذين انتفضوا الآن من حوله، ولم يبق معه سوى بعض مقطوعي الرأس أو أمثالك ياسنجك لا تستطيع الفكاك منهم، فقد فعلوا بهم أشياء لا يقبل بها منطق أو عقل وينز عنها الجبين.
    يا أستاذ يا جامعي: إن الفتى من يقول: ها أنا ذا وليس الفتى من يقول كان أبي وكان جدي وجدتي (حبوبتي)، في بلاد الإسلام بما في ذلك السعودية التي تعيش فيها ينسب الشخص نفسه بأبيه وليس بأمه كما نسبت أنت بجدتك الشايقية، وأم والدك الميرخانية، فإذا جاز لك النسب كما ذكرت بأمك؛ إذن فلماذا التهرب من الادعاء بكونكم سودانيين أفارقة من جداتكم كما تقول كتبكم المزيفة بأن الأعراب جاءوا إلى السودان من دون نساء، فلمن إذن تركوا نساءهم بعد هروبهم من صحاريهم، هل تركوهن للمغول، أم الفرس، أم الهنود، والباكس؟؟؟
    الأستاذ الجامعي السنجك؛ يكفي الأستاذة سارة والأستاذ طالب تية فخرا أن أجدادهما لم يفروا من الأتراك، أو الإنجليز المستعمرين ولم تستوردهم بريطانيا العظمى من بلادهم البعيدة من أجل أعمال نهى عنها الإسلام " فلا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا" بل واجه أجداد السارة وتية هؤلاء المستعمرين والخونة بشجاعة الفعل وليس قولا، وهم الذين رفعوا اسم السودان عاليا في الآفاق وقد شهد لهم الأعداء أنفسهم قبل الأصدقاء.
    إذن ماذا يعني كل هذا؟
    أولا- إن جل المؤرخين السودانيين هم أبعد الناس عن العلمية والحياد في كتاباتهم لأن شغلهم الشاغل هو ربط السودان بالعروبة زورا وبهتانا، بل أن أوفرهم علما مصاب بهذا الداء الوبيل وبغير؛ مما جعله منحرفا ليس في تفكيره فحسب بل أكثر. .. !!
    ثانيا- كان الإنجليز وراء كل ذلك التضخيم والتعظيم لسبب بسيط، هو أن هناك قبائل لم ترغب في بقائهم فحاربتهم فقاموا بإغلاق ديارهم أمام تجار النخاسة، الذين قالوا إنهم يريدون نشر الدين والحضارة المسروقة. وبهذا أفسحوا الجو لأمثال آل السنجك والباشبزق والميرخانية ، وأتباعهم بفتح مجالات الاستثمار بالحرام أكثر منه حلالا في بلادنا الطيبة منطقة أمك على وجه الخصوص وغيرها من المناطق لاستعبادهم.
    إن المطلع على مقالات المدعو بالسنجق ومهيرة التي تكتب وكأنها في مسابقة كتابة إنشاء لتلميذة في مرحلة الأساس؛ ليعجب من سطحيتهما وتفكيرهما وادعاءاتهما العجيبة والغريبة المصطنعة. إن الحقائق التي كتبها الأستاذ تية والسارة قد أقلقت بالكما، وللعلم فإن الإنجليز قاموا بتضخيم شخصية المك نمر وملئوها غازا بعد أن سخروا أتباعه ووعدوهم بالوظائف، وهكذا فرشوا لهم الطريق بالمقابل، وليس بالمجان، والمقابل هو الجاسوسية وأعمال الخيانة التي اكتشف المستعمرون أن هؤلاء يتقنونها بكفاءة لا يتقنها سواهم، وهذا هو السبب الذي جعل الفئة التي ذكرها الموهوم السنجك تتولي حكم البلاد دون غيرهم. وفي الواقع :" إن قوات محمد علي بقيادة ابنه إسماعيل باشا (1820- 1821م) لم تجد مقاومة تذكر وبالضخامة التي يتحدث عنها الناس. نحسب إن هذه "المقاومة" لا تعدو أن تكون مكيدة من الجبن والهوى والمجون التي دبرها المك نمر لإسماعيل باشا، حيث فر في خاتمة المطاف إلى الحبشة خوفاً من قدوم محمد سعيد باشا الدفتردار منتقما لمقتل إسماعيل." هذه حقيقة والحقيقة لا تضيع وإن طال زمن إخفائها يا سنجك.
    ثالثا - السؤال المهم هو: هل يدلنا أحد عما فعله المك نمر بعد أن غدر بإسماعيل باشا وهو سكران فاقد الوعي وهرب من دون أن ينظر خلفه؟
    رابعا – أليس هؤلاء الأبطال الذين ذكرتهم يستحقون أكثر مما يستحقه آل السنجك ومن دار في مجالهم؟

    في الختام نقول إن ما ذكرته الأستاذة سارة وساندها الدكتور طالب تية، واقع وحقيقة لا مراء فيها، عليه نرجو مخلصين أن يخشى بعض الكتاب ربهم الذي خلقهم من طين فيما يقولون ويكفي مؤرخيهم خداعا وتزييفا لمفاخر التاريخ السوداني الأصيل، وقد أصبح العلم تحت يدي كل من يرغب، ولم يعد حكرا لأولئك الذين خدعوا السودانيين ردحا من الزمن يفوق ألف سنه، هؤلاء "معروفون" بأساليبهم الحربائية وعليهم الرجوع إلى الحق والحق فضيلة إن كانوا يحترمون دينهم ويفهمونه.


    والله يا امنه نقلك لهذا الموضوع الى هنا لهو شئ مؤسف بحق !!!!!!!!!!!
                  

03-25-2007, 10:28 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: AMNA MUKHTAR)

    Quote: والله يا امنه نقلك لهذا الموضوع الى هنا لهو شئ مؤسف بحق !!!!!!!!!!!


    ولماذا يا أخى..
    حلال على بكرى ابو بكر..حرام على آمنة ؟!!
                  

03-26-2007, 00:45 AM

Abdelmuhsin Said
<aAbdelmuhsin Said
تاريخ التسجيل: 10-10-2006
مجموع المشاركات: 2678

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: AMNA MUKHTAR)

    يايمه لكن بكرى ماصاحب المولد ده كلو
    انت يا الغبيانه بتقيسى نفسك بى بكرى
    عليك الله انا لو محل بكري بخليك هنا انتى وأم ضراع ديك
    قال بتفتش لى عريس قال .
    تعرسى ابليس انشاءالله قولى امين يالممحوقه .
                  

03-27-2007, 11:54 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: Abdelmuhsin Said)

    الاستاذة امنة مختار

    من يهمش من قبل الاعتذار
    كثر اللوم وتوجيه الانتقاد في الفترة الحالية لمنطقة شمال السودان بتهميش بقية المناطق, وكما تفضلت فان دعاة القول بان الشمال نفسه مهمش هي دعوى للالتفاف علي قضايا اهل الهامش , فاسمحي لي بان نختلف هنا بعد تحرير نقطة الخلاف والاتفاق بيننا لندخل في رحاب حوار معرفي خلاق بعيدا عن اكلشيهات التخوين الجاهزة, نحن متفقين في نعم
    Quote: التهميش موجود بصورة نسبية فى كل بقعة من بقاع السودان فى المدن والبوادى ، فى الشرق والغرب والجنوب والشمال والوسط

    ولنختلف هنا
    Quote: مثلا بعض أراضى الشمال همشت اقتصاديا ، ولكن لا يعنى انها قد همشت عرقيا أو ثقافيا أو اجتماعيا أو سياسيا . فأهلها ما زالوا يتربعون على أعلى السلم الاجتماعى فى السودان . وحتى فى مناطقهم الفقيرة تلك تجدهم يمارسون تمييزا عرقيا على بعض القوميات التى ساقها حظها العاثر للتواجد فى مناطقهم ..عبر الاسترقاق وغيره.

    Quote: فالشرق فى الواقع تسيطر عليه وعلى موارده مجموعات عرقية تنتمى الى مناطق الشمال ، مستندة فى ذلك على دعم نخب سياسية حاكمة وثقافة أحادية سائدة، وهذه حقيقة ملموسة و موجودة لا يستطيع انكارها الا من يجهل الشرق

    قبل ان نبحر في خلافنا اتمنى ان نتفق علي تعريف مصطلح التهميش والذي افضل له تعريف دكتور منصور يوسف العجب بانه عدم الوصول الي الموارد الاساسية او عدم توفرها (non-access to, or non-availability of key resources). مع بعض التفريعات الاخرى,
    هل اهل الشمال هم من يقومون بالتهميش؟؟؟
    لا اتفق مع هذه المقولة لان الشمال الجغرافي المعني هنا ايضا متعدد وليس نسيج واحد وان جمعته ظروف متشابهة (جعلت تعدده يبدو متحدا (النوبة بفروعهم الاربع والمناطق العنصر العربي ,الشايقية والجعليين بفروعهم الخ. كما ان عدم المعرفة او تجاهل الواقع الموضوعي للبيئة في المناطق الشمالية واختلافها عن بقية مناطق الهامش السوداني يغيب عن اسباب الحقيقية لعدد من الظواهر في ما يعرف بالسيطرة او الغلبة الظاهرة لاهل الشمال , ولتوضيح الصورة ساتحدث بالتفصيل عن هذه البديهية انها منطقة اعنمادها الاساسي علي الزراعة علي الشريط النيلي ونتيجة لعوامل اقتصادية كثيرة لم يتم تطويرها للتوسع الافقي لتستوعب معدل الزيادة السكانية (مالتوز) وبالاضافة لعوامل التقسيم وفق الميراث مما يؤدي الي عدم جدوائيتها الاقتصادية للاغلبية والتي لا يبقى امامها سوى خيار الهجرة الي المدن بحثا عن بدائل معشية اخرى وبما ان المهاجرين من منطقة ذات حضارة قديمة زراعية فهم يحملون خصائص المجتمعات الزراعية مما يجعل مسالة اندماجهم في المدن بصورة ايسر من القادمين من المناطق الرعوية او القادمين من مناطق زراعية اغنى زراعيا, كما ان هجرتهم المبكرة وجوارهم لمراكز حضارية متقدمة نوعا ما مثل مصر اكسبتهم خبرة متوارثة في الاندماج في المدن,

    اسف نسبة لردائة الشبكة حاواصل غدا

                  

03-28-2007, 02:31 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    معذره يا آمنه لغيابي عن هنا

    كنت اعتقد باني دخلته هذا البوست.

    ولكن يبدو باني دخلته بمنبر السودان الجديد,فاعذروني.ولي عوده.

    تراجي.
                  

03-28-2007, 02:59 AM

Abdelmuhsin Said
<aAbdelmuhsin Said
تاريخ التسجيل: 10-10-2006
مجموع المشاركات: 2678

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: AMNA MUKHTAR)

    Quote: معذره يا آمنه لغيابي عن هنا

    كنت اعتقد باني دخلته هذا البوست.

    ولكن يبدو باني دخلته بمنبر السودان الجديد,فاعذروني.ولي عوده.

    تراجي.


    أم رشيرش الملقبه بى أم ضراع وعند ناس كنده (الكتاحه)او الكنداكه
    انتى ماعاوزه تخلى البوبار بتاعك ده . مش كفايه فضيحتك فى قناة العربيه
    اسلوب مخاطبه صفر او ممكن نقول مافى المخ قرعه فاضيه
                  

03-28-2007, 03:02 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: Abdelmuhsin Said)

    انت يا متخلف

    اعرف تقول ربع القلته انا بالعربيه.

    تراجي.
                  

03-28-2007, 04:13 AM

Abdelmuhsin Said
<aAbdelmuhsin Said
تاريخ التسجيل: 10-10-2006
مجموع المشاركات: 2678

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: AMNA MUKHTAR)

    تراجى ممكن تشرحى لينا قصة نضالك وخروجك من السودان مرورا بى اللجؤ فى مصر الى مطرحك فى كنده الان , عشان نكتسب منك خبره بس فى الاول ابدى من تعليمك فى السودان فى اى شارع اقصد فى اى مدرسه وما تنسى الجامعه يعنى اذا درستى جامعه وياحبذا لو كمان اديتيها كوز كوزين يعنى لازوم الديكور و كده
    لنو انا بصراحه عندى النيه بتاعة الهجره, وذى ما عارفه انا بحب طريقة
    نضالك .بعدين اذا خايفه من العين انا مابلوميك .
                  

03-28-2007, 04:17 AM

Abdelmuhsin Said
<aAbdelmuhsin Said
تاريخ التسجيل: 10-10-2006
مجموع المشاركات: 2678

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: AMNA MUKHTAR)

    Quote: انت يا متخلف

    اعرف تقول ربع القلته انا بالعربيه.

    تراجي.


    الحاخامه

    يطرشنى يايمه عليك الله انتى قلتى شنو
                  

03-29-2007, 00:54 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعتراف والاعتذار : أمران لابد منهما لازالة مافى النفوس وفتح صفحة جديدة (Re: AMNA MUKHTAR)

    شكرا أخى عمار ..سٍاعود لمداخلتك .


    شكرا تراجى على المرور.


    ( النكرة ) عبد المحسن سيد ..شكرا على رفع البوست..

    عارف انا بتجاهلك ليه ؟
    لضحالة أسلوبك ..الذى لا يشبه أسلوب الرجال..
    ولا النسوان .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de