حكاية الرموز الدينية..والسياسية ( علامات استفهام)
لقد تم تلقينى فى طفولتى ..بالطبع.. احترام صحابة رسول الله ( صلعم) ، ونشات على حبهم وتوقيرهم ...ولكن. فى داخلى كان يوجد دائما احساسا سلبيا تجاه بعضهم ، لدورهم فى الفتنة الكبرى ، وفى تحويل الخلافة الاسلامية من أمر انتخابى تقع مسؤوليته على كل المسلمين ، الى وراثة ..وحق خاص لبعض الأسر. ولطالما عانيت الاحساس بالذنب من هذا ( الاحساس السلبى ) ، لدرجة اننى خشيت أن يدخلنى الله جهنم بسببه...، ولكنه كان احساسا لا يد لى فيه. فبعض البشر يولدون بعقل نقدى لا يقبل المسلمات , وهؤلاء يعانون كثيرا من هذه اللعنة. فيما بعد..اطلعت على بعض الكتابات حول التراث الاسلامى، واكتشفت ان التراث الاسلامى تراث حافل بالنقد ، ولا يقبل المسلمات . فأخطاء الصحابة والخلفاء تمت مناقشتها ونقدها بكل وضوح وصراحة . ............. أما بعد.. انا كمسلمة مؤمنة بالله ورسوله وكتابه ، لم يعلمنى القرآن أن اقدس البشر وأنزههم عن الأخطاء ، بل بالعكس ، أوضح لى القرآن وبوضوح تام ، انه لا يوجد بشر معصوم من الخطأ ، وانه لا كهنوتية فى الاسلام ولا قدسية وعصمة لبشر حتى ولو كان نبى ..وان كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .بل ان وجودنا على ظهر هذه البسيطة نفسه بسبب خطأ ابينا آدم عليه السلام. الكتب السماوية حافلة باخطاء الأنبياء والملوك والحكام ( الرموز الدينية والسياسية )، فبعض الأنبياء اخطا ثم تاب الله عليهم وهداهم وغفر لهم . لذلك لا أدرى من اين أتى المسلمين بحكاية تقديس الرموز هذه ..سواء كانوا رجال دين او سياسة من ملالى و شيوخ وقادة أحزاب ؟!! كل مجموعه لها (شخص) تقدسه ولا تقبل فيه أى نقد والا...قامت القيامة!! قبل ذلك تمدر محمد أحمد بن عبد الله ( المهدى ) على ممارسات المشايخ والسلطة ( الرموز الدينية والسياسية لذلك الزمان) . وشن عليهم حربا لا هوادة فيها اشعلت الثورة فى كل ربوع الوطن....ومع ذلك سمى نفسه ( المهدى) !! أما عن ممارسات من يسمون أنفسهم ب(السادة المراغنة) فحدث ولا حرج ، حيث جعلوا لانفسهم قداسة تفوق قداسة من ينسبون أنفسهم اليه ( الرسول صلعم) بحجة انهم آل بيته وورثته فى ارض الله وخلقه. استنزفوا الفقراء واستعبدوا ابناءهم ، وما زالوا.. ومع ذلك الويل لمن يحاول مجرد المحاولة انتقاد هذه الممارسات !! فلهم حراس وسط صفوة المتعلمين والمثقفين ( أو مفترض أن يكون) يهبون لللدفاع عنهم بحمية تشبه حمية الجاهلية ..وفجاة يجد منتقد هؤلاء (الرموز) نفسه فى خانة العملاء والماجورين اعداء الاسلام ..وعميلا للامبريالية والصهيونية !! استفحل هذا الأمر جدا فى عهد الانقاذ..حيث شنت الانقاذ على المعارضين حربا باسم الدين ، وأعلنت ( الجهاد )!! وانتقدت المعارضين ووصفتهم بالكفرة والمارقين أعداء الوطن والدين !! والمؤسف جدا.. ان بعض من كانوا فى خانة معارضة الانقاذ..صاروا يتبنون هذا الأسلوب تجاه خصومهم السياسيين خصوصا لو كانوا من المغضوب عليهم من أهل الهامش والأطراف!....هل نحن فى العصور المظلمة؟!

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]