نقلاً عن الشرق الاوسط: السودان: حيث الوحدة تشترط السلام وليس العكس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 12:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة صلاح شعيب(صلاح شعيب)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-28-2005, 09:59 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نقلاً عن الشرق الاوسط: السودان: حيث الوحدة تشترط السلام وليس العكس

    السودان: حيث الوحدة تشترط السلام وليس العكس
    بقلم صلاح شعيب

    كون أن تنتهي حرب السودان الكبرى، فإن ذلك ـ في حدّ ذاته ـ من الجودة، وربما الجدوى، السياسية التي تهم المستقبل السوداني، وهو بُعد مرهون ليس بانتهاء حروب وتوقيعات سلام فقط، إنما أيضاً بما تطرحه تعاملات قوى الشمال السياسي «العربسلاموي» تجاه الجنوب القح إفريقيا. وهو ذات المستقبل الذي، من الجهة الأخرى، ينصلح لو أن قطيعة مجتمعية (وهي أخلاقية في المقام الأول)، حدثت مع التراث السياسي لما بعد الاستقلال. ذلك التراث الذي عجز عن المحافظة على أمن واستقرار وتقدم السودان، وهو التراث نفسه الذي كان حاول تمزيق قضية الجنوبيين العادلة، والتي نشدت العدالة فقط ـ عدالة على مستوى التشريع والتقنين الدستوري، عدالة في تحديد الوجهة الفكرية للخطاب السياسي والثقافي للدولة، عدالة على مستوى التوزيع بالنسبة للناتج القومي من الثروة وتوطين (الرسالية) في منح وظائف الخدمة العامة، عدالة على نواحي التنمية الشمولية، باختصار انها العدالة على المستويات السودانية الدُّنيا والعُليا. هذا كل ما طلبه الجنوبيون في تمردهم الأول وعززوه في الثاني، لكن، لأن الذهن السياسي لحكومات الشمال مخمور بالأنانية وازدراء الرأي الآخر، ازدرى تلك المطالب بالقوة العسكرية، وارتأى في الجنوبيين انهم كفَرة، وان من يموت في واقع محاربتهم انما الجنة مثواه. الجنوبيون من جهتهم ما كان لديهم من حيل خلاف الاستفادة من تناقضات الوضع الدولي والحضاري ونشدان الدعم الكنسي والغربي، وحتى (العربي ـ الإسلامي)، في فترة ما. كما توجهنا نحو العراق (العربي) وإيران (الإسلامية)، توجهوا هم كذلك نحو مصادر الدعم اللوجستي، وجدوا موسيفيني (اليوغندي)، وأميركا بوش التي أنتجت فكرة «نظامين سياسيين في دولة»، ثم أنجزت السلام عبر ضغوطاتها على طرفي المعادلة.

    في الحقيقة ان السودانيين هم جماعة لا تتم قراءة ملف دولتهم، إلا عبر محاولة ناقدة لقراءة ملف الدولة القُطرية العربية، التي نظر حولها الدكتور محمد جابر الأنصاري، هذه الدول كونها تعاني المرارة في الخطو نحو حتى «الديمقراطية المتبيئة» كما ينشدها الجابري، وتعاني الدولة نفسها أيضاً من التردد من دون الفصل بين ما هو ديني/ مقدس، وما هو دنيوي غير معصوم عن الخطأ. كذلك تعاني من قضايا التعامل مع العلمي والآخر الأجنبي، وحزمات الفساد العام المرتبط بما هو قومي. أيضاً فإن دولتهم ـ السودانيين ـ تعاني من مخلفات الاستعمار الذي ترك لافريقيا من مشاكل إثنية وإدارية وحدودية ما ينوء بثقلها الولدان. استقلالهم غير الدموي لم يفطن ضمن أشياء كثيرة إلى هذه القنابل الموقوتة، غير أن ما يبدو هو أن الذين سودنوا الوظائف الإدارية والسياسية، وظّفوا السودنة في شكل «حيكورات» أو مرابيع إنتاجية تعود لأشخاصهم بالريع والوجاهة بين الفضاءات الفسيحة للعربان و«النقرو». السودنجية في تعاملهم مع الجنوب الثقافي، اعتبروه امتداداً لفكر بني أمية. أما على جهة الجغرافي، فإنهم جعلوه فقط استثماراً في الاتجار الاقتصادي. وبالثابت لو أن سياسيي ما بعد الاستعمار وظفوا واحداً في المائة مما صرفوه لصد «حروبات الظلامات» الجنوبية، لصار الجنوب «حديث» افريقيا في التنمية السياحية مثلاً، ولبقي الشمال آية من التجسير ما بين (العروبوي والافريقوي)، لكن، فإن الاعتماد على رزق اليوم باليوم السياسي في معالجة المشكل السوداني كحل دماغ المتنفذين فكرانياً، ثم عمى الناشطين سياسوياً. على الصعيد نفسه، فإن العرب، وهم الذين لم يستمعوا جيداً للناشط سعد الدين إبراهيم في محاولته الاستراتيجية لدرء مشاكل الأقليات في الوطن العربي واتهموه بأنه يقبض من تحت وسادته المسماة مركز ابن خلدون، محتاجون للاتّعاظ من تجربة السودان غير المجانية، ذلك إذا كان الهدف هو خلق إمكانية دولتية واسع الرضا بها محلياً وخارجياً، وقادرة بالشكل الملائم على التعامل مع إفرازات العولمة والجينوم البشرى وسحر جينيفر لوبيز والاستنساخ وأسلحة الدمار الشامل والخلايا الجذعية.. إلخ.

    برغم محاولة قتله إعلامياً، فإن قرنق المشابه في «الكفاح» لأي معارض عربي، يخرج اليوم زعيماً لشعب حقق له ـ على الأقل الآن ـ استقلالاً مفارقاً عن ممارسة مصطكة في تشويه معنى وموقف الدين، وكذا التعاطي مع الأقليات والآيديولوجيات المختلفة، هذا إلى حين إثبات العكس.

    الآن، حتماً، ان المدرسيات الإعلامية (المركزية سلطوياً) لا تتحرج، ربما من امتداح قرنق حتى الثمالة والحركة الشعبية حتى النخاع، هذا برغم انها ـ أي المدرسيات الإعلامية المذكورة ـ هي التي طوال فترة الحرب لا تنسى تذكير السودانيين بأن الحركة الشعبية انفصالية وتأتمر بأمر مجلس الكنائس العالمي، وان إسرائيل حليفتها.

    طبعاً هذا الحديث لا ينفي أن الحركة ذاتها مواجهة عبر الآن والمستقبل القريب، بأكثر مما مضى، من تحديات، أمامها الفرصة لتحويل إرثها (العسكر سياسي) داخل مشروع سياسي يقبل الآخر الجنوبي بلا تكويش قبائلي. فضلاً عن أن مسائل مثل الشفافية في إدارة شؤونها الداخلية والتماس قدر من حقوق الإنسان في التعامل مع المعارضين والانفتاح نحو إيجابيات الثقافة العربية والإسلامية، هي أمور لا بد للحركة الشعبية من تيقّنها سياسياً وقانونياً وحضارياً.

    في ما يتعلق بالاتجاهات السياسية الشمالية (غير الحكومية)، فالواقع أن مسؤوليتها في المحافظة على السودان الموحد لا تقل عن الحكومة. ان المطلوب منها دعم أسس السلام وتسقية شجره، لا السعي لاضعاف الجبهة الإسلامية القومية، وهي شريك الحركة الشعبية في الإمضاء على بروتوكولات السلام.

    لقد انتصرت الحركة الشعبية بجعل مشكلة السودان كأنها مشكلة جنوب وشمال، وليست مشكلة اتجاهات خمسة. هذه الاتجاهات الشمالية المتشظية بلا برنامج عمل واقعي وطموح واستراتيجي من قبل وبعد لمواجهة المرحلة الانتقالية، تعوزها قنوات التواصل مع الحكومة الممثلة لهم ولشعب الشمال. لعل قنوات ومجاري سياسية مطلوبة الشق بين الحكومة والمعارضة الشمالية، وذلك للتواضع على فكرة خلاقة لسد فجوة المشروع السياسي الشمالي الشامل في التعاطي مع سودان ما بعد السلام، وهو كما نعلم تقوم أعمدته على فكرة (تعامل شمالي رصين نحو أهل الجنوب ليضمن صوتهم)، لا وقت الآن للمزايدة السياسية المفسدة لأي شيء، ولا مجال للاستدارة أو الالتفاف على تفسير بليد للفكرة التي طرحتها واشنطن ولعبت دوراً خفياً لتحقيقها. هذه الفكرة بكل الوضوح، عنت إلى تمهيد السبيل إلى الاستقلال الوطني لشعب جنوب السودان، في حال أن الممارسة السياسية الشمالية معه ـ أثناء الفترة الانتقالية ـ بقيت تترنح في ماضيها المعروف. وفي حال ان الجبهة الإسلامية الحاكمة وغرماءها من أحزاب يسار ويمين وأقليات ومؤسسات مجتمع مدني، بدأوا يفهمون منذ الآن، أن نفي الآخر لا الاحتماء بفكرته لضمان وحدة القطر، هو الهم الأساسي.

    أما بالنسبة للعرب عموماً، والعاربة في السودان والعراق ومصر والجزائر والمغرب ولبنان، فإن مشروع السلام السوداني المشروط، يحملهم بشيئين: الأول، أن الموقع الجيوبوليتيكي المميز لجنوب السودان هو سبب للقول إن رعاية سلام السودان وإنجاحه وإنصاف الجنوب اقتصادياً وإقناعهم للتصويت لصالح السودان الجديد الذي نظروا له، ينبغي أن يكون همّاً حقيقياً لهم. الثاني، أن الظرف الحضاري العالمي الذي غيّب دورهم المؤثر في حلحلة مشكلة هذه الأقلية التي مثلها كثير في بلداننا العربية، يتطلب إعادة النظر في وضع الأقليات الإثنية والدينية التي تعاني من عجز عربي لإحداث تنمية شاملة، وعجز عربي ثان عن تمثيلهم في دائرتي الخطاب والممارسة السياسيتين.. هذا لكيلا تنسحب جغرافيات أخرى على حين غرّة.

    * باحث وصحافي سوداني

    كلية بوتاماك الجامعية ـ أميركا
    الاول من فبراير 2005
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de