مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 11:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة صلاح شعيب(صلاح شعيب)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2008, 10:42 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي

    الاستاذ مصطفي عبدالعزيز البطل قلم فلتة وذاكرة مليئة بالمعارف ..عندما أنوي قراءة مقاله الاسبوعي بالاحداث
    أفرغ نفسي للاستمتاع باللغة التي يكتب بها والمعلومات الوافرة التي يغذي بها مكتوبه، ورغم توقفه عن الكتابة للأكثر من عقد إلا أنه عاد مؤخرا ليملأ مكانه الذي شغر بعد توقف صحيفة ظلال..
    هذا المقال في نظري واحد من الدرر التي يتحفنا بها رأيت أن أشرككم في قراءة ما جاء فيه عن المفكر السوداني عبدالعزيز حسين الصاوي والذي عرف أن اسمه الحقيقي محمد بشير وأيضا قراءة بقية المقالات التي لها روابط.

    غربا باتجاه الشرق:

    اسماء حقيقية واسماء مستعارة!

    مصطفي عبدالعزيز البطل


    [email protected]

    بعد اكثر من ربع قرن من الكتابة الغزيرة و المؤثرة حول القضايا الفكرية و السياسية، و بعد عقود من المثاقفة الحرة علي الساحات السودانية و العربية و الدولية، خرج الاستاذ عبدالعزيز حسين الصاوي علي الناس في مقاله الاسبوعي بجريدة (الصحافة) بخبر فريد من نوعه. فحوي الخبر: عبدالعزيز حسين الصاوي اسم مستعار تخفي من ورائه دبلوماسي سابق في وزارة الخارجية السودانية اسمه الحقيقي: محمد بشير احمد. و قد بين الصاوي في مقاله بشئ من التفصيل العوامل والملابسات التي حدت به الي اتخاذ اسم مستعار طيلة هذه السنوات. و كانت الاستاذة رباح الصادق المهدي قد ازاحت القناع عن هذا السر علي نحو مفاجئ قبل عدة اسابيع في مقال منشور، و اظن ان مبادرة رباح تلك كانت الدافع الرئيسي الذي حدا بالصاوي الي اتخاذ قراره بالاعلان بنفسه عن اسمه الحقيقي بعد عقود من "الاختفاء" المعنوي و " المنفي " الاختياري. والاضطرار الي اخفاء الاسم الحقيقي واستخدام اسم بديل هو في الواقع نوع من المنفي الاختياري. الاستاذ محمد بشير احمد صالح سوداني نوبي من منطقة قبة سليم في الشمال الاقصي، التحق بعد تخرجه في الجامعة بالسلك الدبلوماسي حيث قضي شطرا مقدرا من عمره المهني. حدد الصاوي، او محمد بشير، فلسفته السياسية و الاجتماعية و موقفه الفكري العام في مرحلة باكرة من حياته الوريفة فانتمي للتيار القومي العربي خلال سني دراسته بثانوية حنتوب في ستينات القرن الماضي، و قد اظهر الرجل بسالة مؤكدة في الثبات علي المبدأ عبر عقود متوالية، تلونت خلالها مواقف الكثيرين يسارا و يمينا، و لكن صاحبنا كان من العصبة اولي العزم الذين ثبتوا علي عهدهم و ما بدلوا تبديلا.

    كنت قد سألت الصاوي، او محمد بشير، ان يفسر لي ظاهرة انتماء عدد كبير من نوبيي الشمال الي التيار القومي العربي مع ان النوبيين من الوجهة العرقية ليسوا عربا. و من الحق فانني برغم المفهوم السائد عن ان كل من تكلم العربية فهو عربي و ان العروبة ثقافة بقدر ما هي انتماء لكيان عرقي او مجموعة اثنية ، فقد وجدت نفسي دوما في حالة تأمل لظاهرة انخراط نوبيي الشمال بالاضافة الي اخرين من ذوي الاصول الافريقية الخالصة من غربي السودان ضمن صفوف ذلك التيار العروبي الصفوي في مسمياته المتعددة. واذكر ان الباحثة الهولندية كارين كورنيلسون كانت قد طلبت مني قبل اعوام مساعدتها في الحصول علي معلومات عن المرحوم المقدم (م) محمود حسيب احد مؤسسي تنظيم الضباط الاحرار ووزير المواصلات في اول حكومة يتم تشكيلها برئاسة بابكر عوض الله بعد استيلاء انقلابيي مايو علي السلطة عام ١٩٦٩، و قد ابدت كورنيلسون استغرابها عندما قادها البحث الي حقيقة ان حسيب، الذي ينتمي عرقيا الي قبائل جبال النوبة ذات الاصول الافريقية الخالصة كان عضوا نشطا في حركة القوميين العرب. و استعراض الظاهرة وتقويم الصاوي لها ليس من اغراضي هنا، و لكنني توقفت كثيرا امام ملاحظة مدهشة و طريفة في ذات الوقت جاءت في معرض رده علي سؤالي فقد ذكر لي ان لغة المناقشات في غالب اجتماعات تنظيم القوميين العرب علي ايامه في حنتوب كانت هي الرطانة النوبية اذ كان جل الاعضاء، ان لم يكن كلهم، من الحلفاويين و السكوت و المحس!

    و الكتابة تحت اسماء مستعارة ليست ظاهرة جديدة او مستغربة فقد عرفت عالميا و عبر التاريخ بانماط متعددة و دوافع و دواعٍ ووظائف متباينة لعل ابرزها الحاجة الي الالتفاف حول اشكال الرقابة السياسية و المجتمعية والدينية والاخلاقية و الادارية في احيان كثيرة، و التمايز و توكيد الذات في احيان اخري. و في هذا المعني الاخير كشف الفيلسوف و الصحافي الفرنسي فرانسوا ماري أرويه، احد رموز حركة التنوير في القرن الثامن عشر، انه اتخذ لنفسه الاسم الشهير المستعار " فولتير " حرصا منه علي ان يبرهن لنفسه و للناس انه لا يدين لوالده بشئ! و المعروف ان الروائي الانجليزي الشهير جورج اليوت كان في واقع الامر امرأة اسمها الحقيقي ماري آن ايفانس. كما ان الاديبة الفرنسية الاشهر جورج صاند لم تكن سوي البارونة دوديفاند. وفي العصر الفكتوري نشرت شارلوت برونتي روايتها العالمية " جين اير "مذيلا بالاسم الرجالي " كور بيل "، و تردد ان الكاتب و السياسي الامريكي الشهير بنجامين فرانكلين قد استخدم في كتاباته ما يقارب المائة من الاسماء المستعارة! و قد غلب الاسم المستعار ( موليير) علي المؤلف الكوميدي الاشهر جين بابتسي بوجدن. و بين العرب اختار امير الرحالة المسلمين محمد عبدالله الطنجي لنفسه الاسم المستعار " ابن بطوطة "، و قد عرّفنا التراث العربي علي اعداد غفيرة من "المبدعين" الذين اتخذوا لانفسهم اسماء بديلة مثل ديك الجن و صريع الغواني و الجاحظ و الفرزدق و جرير و تأبط شرا. و في العصر الحديث استتر العديد من مشاهير الادب و الفن و السياسة خلف اسماء قلمية، فقد كتبت ملك حفني ناصف رائدة الاصلاح الاجتماعي في العالم العربي خلال العشرينات تحت توقيع (باحثة البادية)، و هناك ماري زيادة التي اتخذت لنفسها الاسماء القلمية (كنار) و (ماريا) و (مي). و هناك ايضا الاخطل الصغير (بشارة الخوري) و ادونيس (علي احمد سعيد) و بدوي الجبل ( سليمان الاحمر) و ابو سلمي (عبدالكريم الكرمي) و فارس فارس (غسان كنفاني) و مهدي عامل (حسن حمدان). و المصريون بلا جدال هم الاطول باعا في استخدام الاسماء المستعارة فقد مهر محمد التابعي كتاباته في النقد الفني في اوائل العشرينات بتوقيع (حندس) و معناها الظلام في اللغة العربية، وكتب فكري اباظة في "المصور" بتوقيع (الملحوس) و اشتهر اسم الملحوس اكثر من اسم المجلة نفسه. و كتب احسان عبد القدوس مئات المقالات الموجهة للمرأة تحت توقيع (زوجة احمد) ولما ذاع سر الاسم اصدرها في كتاب بنفس التسمية. و استخدم مصطفي امين عددا من الاسماء المستعارة منها (مصموص) و (مدام اكس)، و في المسرح كتب نجيب الريحاني باسم (كشكش بك)، و في السيرة و الادب الاسلامي نشرت عائشة عبدالرحمن عددا كبيرا من المؤلفات باسم (بنت الشاطئ). وكتب الاديب فؤاد حداد تحت توقيع (ابو الحن). و بعض الاسماء المستعارة في الصحافة المصرية المعاصرة تساقطت سواترها منذ عهد طويل و مع ذلك استمرت تجربة الاستعارة و من اشهر هذه النماذج شخصية الكاتبة ( نادية عابد ) في مجلة "صباح الخير" المصرية التي يعرف كل من هب و دب في عالم القراءة انها شخصية وهمية يختفي من ورائها الكاتب و الاعلامي الشهير مفيد فوزي! و لاسباب معروفة تكثر ظاهرة الاسماء القلمية في المملكة السعودية، و قد قرأت مؤخرا ان عدد الكتاب السعوديين الذين يكتبون باسماء مستعارة بلغ نحوا من مائة و خمس و خمسين اشهرهم تركي السديري (ابو هند)، وحمد الجاسر الذي يطلق عليه علامة الجزيرة العربية و تنشر بعض كتاباته تحت توقيع ( الشاعر النجدي) و (ابو مي)، و عبدالله الجفري الذي ينشر الكثير من كتاباته الادبية مذيلا باسم ( ليال). و يكتب عبده خال تحت توقيع (نيفين عبده)، كما ينشر شيخ الصحفييين السعوديين احمد محمد السباعي بتوقيع (فتاة الحجاز). و يكتب الشعراء السعوديون من امراء الاسرة المالكة باسماء مستعارة و من هؤلاء الامير عبد الله الفيصل ( المحروم ) و الامير خالد الفيصل (دائم السيف)، و الامير سعود بن سعود ( منادي).

    عرفت الصحافة السودانية العديد من الاسماء المستعارة لسياسيين و ادباء اشار الصاوي نفسه الي بعضهم في مقاله الذي اشرنا اليه. و كانت الاسماء المستعارة قد توالدت ابان فترات الاحتلال الثنائي حيث لجأ العديد من الكتاب الي اسماء مثل (افندي) و (رائد) و (وطني)، و تعتقد بعض المصادر ان كاتب المنشورات التي ظهرت في بداية العشرينات تحت التوقيع الشهير (وطني ناصح امين) ردا علي مقالات حسين شريف في جريدة الحضارة و التي قادت الي اشعال ثورة ١٩٢٤ كان هو الملازم علي عبداللطيف شخصيا. و بالرجوع الي صحف "الحضارة" و "الفجر" نجد بعض الاسماء المستعارة مثل (ابن النيل) و (ابن الشعب) و هما اسمان استخدمهما الصحفي امين بابكر. و كتب السياسي الاتحادي خضر حمد، الذي اصبح فيما بعد عضوا في مجلس السيادة، تحت توقيع (طوبجي)، و كتب القائد الشيوعي عبد الخالق محجوب في صحيفة "الايام" بتوقيع (مراقب)، كما استخدم د. عبد الله علي ابراهيم، مسئول قطاع الثقافة في الحزب الشيوعي خلال حقبة السبعينات اسم (علي ابراهيم) لتذييل بعض مقالاته في صحيفة الايام. و في مرحلة باكرة من حياته كان رئيس تحرير (الصحافة) الاسبق محمد الحسن احمد يكتب موادا رومانسية وخواطر عاطفية بتوقيعات مستعارة في مجلة (الطليعة)، و قد جرّت عليه تلك الكتابات غضب الحزب الشيوعي الذي كان ينتمي اليه حيث اتهم بإلهاء الحركة العمالية عن طريقها النضالي والترويج للقيم الرأسمالية تحت ستار الرومانسية و غيرها من المفردات ذات المضامين الامبريالية! و ذيّل الاديب محمد المهدي المجذوب العديد من كتاباته بتوقيع (الشعبي)، ونشرت العديد من الصحف و المجلات مقالات للاستاذ محمد المكي ابراهيم بتوقيع (حسين الزهراء) تيمنا بشاعر المهدية الذي يحمل نفس الاسم، و قد ظهرت غالبية اسهامات الكاتب عبدالرحيم محمد عبدالرحيم الادبية تحت الاسم المستعار (عبدالرحيم ابو ذكري). و اتخذت الاستاذة نفيسة شرقاوي لنفسها الاسم القلمي (ام احمد)، كما عرف السودانيون انتاجا صحفيا متميزا للكاتبة ( آمنة بنت وهب ) التي عملت خلال الحقبة المايوية ضابطا بجهاز امن الدولة. و لا يزال (ابن خلدون) حيا في ذاكرة الكثيرين و هو الاسم الذي وقع به الاستاذ جمال عبدالملك مقالاته خلال عقود متوالية من العطاء الصحافي و الثقافي. و في الكتابة الساخرة لمع (حساس محمد حساس) و هو الاسم المستعار للدكتور محمد عبدالله الريح. و خلال فترة تخفي الجبهة الاسلامية القومية و محاولتها التنائي بنفسها عن انقلاب ١٩٨٩ اتخذ المرحوم محمد طه محمد احمد الاسم المستعار(احمد الشوكاني) وظل يكتب تحته في صحف النظام الجديد ردحا من الزمن، ثم لما بدا له ان سر الاسم المستعار قد انكشف استبدله بالاسم المستعار الاخر( محمد احمد جنقال) و ظل يكتب تحته لعهد طويل حتي لم يعد من وراء الاستخفاء طائل فاستعلن و استجهر. و اغزر من كتب تحت صفة مستعارة ( و ليس اسما مستعارا) هو المرحوم الاستاذ محمد محجوب سليمان المستشار الاعلامي للرئيس الاسبق جعفر نميري، فقد نشرت له صحيفتي (الايام) و (والصحافة) مئات المقالات تحت توقيع (المحرر السياسي). و محمد محجوب سليمان هو نفسه الكاتب الشبح الذي كتب كل المؤلفات المنسوبة للرئيس الاسبق مثل كتاب ( النهج الاسلامي لماذا) و كتاب ( النهج الاسلامي كيف) مع انه في خويصة امره كان علمانيا صرفا يؤمن بفصل الدين عن الدولة و يستشعر قلقا شديدا من تنامي النفوذ الاسلامي في نهايات العهد المايوي و يعبر عن ذلك تعبيرا صريحا في مجالسه الخاصة، و اشتهر الرجل بأنه كان يكتب لنميري خطبا طويلة وكان له تأثر واضح باسلوب و منهج الأستاذ محمد حسنين هيكل في الكتابة خاصة فيما يتعلق بالمقدمات وتأكيد المعنى بإيراد المترادفات.

    و هناك ظاهرة وثيقة الصلة بموضوع الاسماء المستعارة و هي السماح للاخرين بوضع اسمائهم علي الانتاج الادبي او الفني للكاتب الاصلي لقاء مقابل مادي، و مثال ذلك ما اورده يحي عبدالقادر في مؤلفه (علي هامش الاحداث في السودان) من ان كتاب ( نفثات اليراع ) المنسوب لشيخ المؤرخين السودانيين محمد عبدالرحيم هو في واقع الامر من تأليف الشاعر التيجاني يوسف بشير الذي كان يعمل مصححا في مطبعة يملكها محمد عبدالرحيم. و تنتشر هذه الظاهرة علي نطاق اوسع في مجال الشعر الغنائي. و في بعض الاحيان تسبب استخدام الاسماء المستعارة من قبل البعض الي الحاق ابلغ الاذي بآخرين دارت حولهم الشبهات دون بينة سليمة او حجة ناهضة، و انصع مثال علي ذلك حالة المفكر التونسي العفيف الاخضر الذي اتهمه الزعيم الاسلامي راشد الغنوشي علانية بأنه الشخصية الحقيقية وراء الاسم المستعار (الدكتور المقريزي) المتهم بالتجديف والاساءة الي الاسلام، في محاولة للايقاع بينه و بين السلطات التونسية، مما اضطر العفيف الاخضر الي اصدار بيان ينكر فيه ان يكون هو و الدكتور المقريزي شخص واحد و يطلب مؤازرة القوي الديمقراطية لحمايته من مصير مظلم علي يد قوي الارهاب الديني. غير ان اطرف ما قرأت في شأن الاسماء المستعارة كانت الازمة التي تعرض لها القاص السوري سعيد حورانية الذي اتخذ لنفسه في بواكير شبابه اسم ( تشيخوف )، ثم شارك بذلك الاسم المستعار في مسابقة للقصة حيث تقدم للجنة المسابقة بعمل قصصي اسماه (الصندوق النحاسي) و حدث ان فازت القصة بالجائزة الاولي، و لكنه عندما تقدم مزهوا طالبا تسلم جائزته ووجه بتقريع و تنكيل لا مثيل لهما وهمّ بعض اعضاء اللجنة بضربه بالاحذية اذ اعتقد الكل انه سرق القصة من الكاتب الروسي تشيخوف ثم نسي ان يقوم بتغيير الاسم، و فشل سعيد فشلا ذريعا في ان يقنع احدا بانه فعلا كاتب القصة، و قد حجبت الجائزة في ذلك العام!

    كما استخدم كاتب هذا المقال نفسه عددا من الاسماء المستعارة خلال التسعينات، كان من بينها الاسم النسائي " سناء قريش " الذي وقعت به مئات الاعمدة متصديا للعديد من قضايا المرأة، و من عجب ان اضخم بريد في الصحيفة كلها كان بريد سناء قريش اذ كانت ترد اليه مئات الرسائل و كان اغلب مرسليها من الرجال الذين يطلبون مشورتي في معالجة قضاياهم العاطفية فيكتبون الي اشياء من شاكلة: ( انني احبها و لكن لا اعرف كيف اتحقق من مشاعرها تجاهي)! و قد خطر لي في مرحلة لاحقة ان اتصدي للموضوعات الفنية و شرعت بالفعل في كتابة عمود متخصص في النقد الفني تحت الاسم المستعار (ابن زيدون)، وقد وجهت سهام نقدي الحاد في احدي المرات الي بعض كتابات الدكتور عثمان جمال الدين الاستاذ بمعهد الموسيقي و المسرح، و يبدو انني تجاوزت حدود اللياقة فجاءني غاضبا يستحثني ان اكشف له عن شخصية ابن زيدون الحقيقية بدعوي انه لا يستقيم من الوجهة الاخلاقية ان يتم توجيه النقد اليه باسمه بينما يستخفي الكاتب وراء اسم مستعار، و بدت لي وجهة نظره منطقية و كنت مشرفا علي تحرير الصحيفة فقلت له ان ابن زيدون هو فيصل الباقر و غادرت السودان بعدها مباشرة مهاجرا الي الولايات المتحدة و تركت الرجل من ورائي يقلب الخرطوم رأسا علي عقب بحثا عن فيصل. و الاستاذ فيصل الباقر هو مستشار تحرير صحيفة ( الميدان ) حاليا، و قد كان في التسعينات المحرر الخفي لصحيفة "ظلال" يكتب نصف مادتها باسماء مستعارة، و هو كادر شيوعي نشط و كان في ذلك الوقت مطاردا من جميع الاجهزة الامنية، و لم اري ثمة بأس - و الحال كذلك - في ان ينضم عثمان الي زمرة مطارديه!

    مرحبا بالمفكر الحر و الدبلوماسي الرصين محمد بشير احمد، مستأنفا لمسيرته التنويرية الراشدة في محافل الحوار الفكري والثقافي والسياسي و ساحات الوعي و المعرفة باسمه الجديد القديم، اسم الميلاد المبارك و النسب الاصيل، بعد ان اختار العودة الي الذات و التخلي عن اسم مستعار تلاشت موجباته و ظروفه الموضوعية، و شاءت ارادة المولي ان تميط اللثام عن سره " ذات سوار"!

    نقلا عن صحيفة ( الاحداث )

    مقالات سابقة:

    ثمانية ايام في مصر المحروسة – الجزء الثالث

    http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2260

    ثمانية ايام في مصر المحروسة – الجزء الثاني

    http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2217

    ثمانية ايام في مصر المحروسة – الجزء الاول

    http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2172

    المستشار خالد المبارك و الملياردير محمد فتحي

    http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2088

    خاطرات علي ضفاف "عنف البادية":

    وقائع الايام الاخيرة في حياة عبد الخالق محجوب

    http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2048

    يا امة ضحكت من كذبها الامم!

    http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2003

    حسب و نسب توت عنخ آمون: ملحمة امريكية لتحرير التاريخ

    http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=1981

    أسواق عكاظ ام منابر لتنمية الديمقراطية؟

    http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=1968&PN=1

    تأملات في فقه التمكين

    http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=1967&PN=1

    صحة الرئيس "زي الفل"!

    http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=1966&PN=1

    اوكازيون الشهرة

    http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2124

    انتهازيون بلا حدود!

    http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=1965&PN=1

    في سيرة الأحساب و الأنساب .. والاعصاب!

    http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=1964&PN=1

    امريكا: الهجرة اليها افضل من "ضرابها"!

    http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=1963&PN=1
                  

العنوان الكاتب Date
مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي صلاح شعيب01-02-08, 10:42 PM
  Re: مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي صلاح شعيب01-02-08, 10:57 PM
    Re: مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي عبدالأله زمراوي01-02-08, 11:43 PM
      Re: مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي صلاح شعيب01-03-08, 05:38 PM
  Re: مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي Elmoiz Abunura01-03-08, 06:16 PM
    Re: مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي محمد عثمان ابوشوك01-03-08, 10:38 PM
      Re: مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي مصطفي عبدالعزيز البطل01-04-08, 01:58 AM
  Re: مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي Elmoiz Abunura01-04-08, 04:42 AM
  Re: مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي abubakr01-04-08, 06:55 AM
  Re: مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي Elmoiz Abunura01-04-08, 04:09 PM
  Re: مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي محجوب البيلي01-04-08, 05:37 PM
    Re: مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي khalid kamtoor01-04-08, 06:02 PM
      Re: مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي محمد على طه الملك01-04-08, 06:59 PM
        Re: مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي صلاح شعيب01-04-08, 08:06 PM
  Re: مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي خالد العبيد01-04-08, 10:08 PM
    Re: مقال رائع للاستاذ مصطفي البطل عن الأسم الحقيقي للمفكر السوداني عبد العزيز حسين الصاوي صلاح شعيب01-12-08, 07:19 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de