نجاح كبير ليوم وفاء و تابين الخاتم... فى ابوظبي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل الاستاذ الخاتم عدلان(Khatim)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-13-2005, 09:36 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح كبير ليوم وفاء و تابين الخاتم... فى ابوظبي (Re: Kostawi)

    نص كلمة عمر الدقير الامين العام للنادى السودانى فى ابوظبي فى التابين

    بسم الله الرحمن الرحيم وصلي الله علي رسوله الكريم

    "هو الذي خلقكم من طينٍ ثم قضي أجلاً وأجلٌ مسمي عنده ثم انتم تمترون* وهو الله في السموات والأرض، يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون*
    ما أصدق عبد الله بن المقفع حين قال:
    "ألا إن هذا الدهر لظمآن شربه الأحرار"
    وهكذا بعد مسيرٍ صعبٍ جميل .. حافلٍ بالكدح الطويل .. مترعٍ بالعطاء النبيل في دروب النضال السياسي والإنجاب الفكري .. يمضي الخاتم عدلان إلي حيث لا وجه إلا وجه ربك ذي الجلال والإكرام .. يمضي الخاتم عدلان إلي جوار ربه ونمضي نحن إلي حزننا عليه وفجيعتنا فيه .. يمضي الخاتم إلي جوار ربه ويمضي إلي ذاكرة الوطن، حكاية مثقف ثائر ومناضلٍ جسور كتب خلال مسيرته بعضاً من قصة وطن وحلم بحياة جديدة.

    لم يكن طويل القامة، لكنه كان رجلاً عملاقاً .. فارعاً كان في تطاوله علي الطغيان والقوي الظلامية .. كبيراً كان إيمانه والتزامه بالقضية... دليله ذهن متوقد وروح وثابة وضمير حي يقظ وفكر ثاقب وثقافة واسعة وإيمان راسخ بحق شعبه في حياة حرة وعيش كريم .. واستعداد دائم للتضحية من أجل ذلك .. عاش صادقاً مع ذاته ومع فكرته ومع الآخرين .. وفياً لفكرته وللآخرين ..الصدق مع الذات يجعل الإنسان مستقراً منسجماً مع نفسه يطابق قوله فعله .. والصدق مع الفكرة يجعل الإنسان وفياً لها ومستعداً للتضيحة في سبيلها .. والصدق مع الآخرين يسقي بذور التواصل الإنساني وينسج نسيج المحبة والإيثار والفداء.

    عاش الخاتم نظيفاً عفيفاً .. مصادماً جسوراً ثابتاً علي خط الصمود ..رب فكرٍ ورؤية .. صاحب لسان ذرب وقلم سيال .. كأنما عناه أبو الطيب المتنبئ بقوله:
    الحازم اليقظ الأغر،
    الأريحي الأروعا،
    الكاتب اللبق الخطيب،
    الهبرزي المصقعا.
    كان صاحب فكرٍ ورؤية يبشر بأهدافٍ نبيلة ويحمل هموماً كبيرة .. دائم البحث .. يشغل تفكيره سؤال الوطن الأساسي .. دائم التفاؤل .. ماكان إلا مستبشراً بالغد وفي صوته ثقةٌ كبيرة بذاته وبشعبه وبالمستقبل .. وهكذا شأن المناضلين الأوفياء لقضاياهم .. لا ينال منهم اليأس رغم قسوة الحال وانحطاط الواقع وبواعث الإحباط .. تظل هاماتهم أبداً مرفوعة .. يرفضون السقوط .. يقاومون قسوة الحال وانحطاط الواقع .. يرفضون التصالح مع الواقع المنحط، ويحتفلون في عز الهزيمة بقدرتهم علي الصمود وبانتصارهم علي اليأس وجمود العقل وتخثر الروح.
    لقد عاش الخاتم عدلان حياة المناضلين بكل شروطها .. بل بكل قسوتها .. أتعبه حب بلاده والوفاء لشعبها .. قضي ما يقارب الثماني سنوات من ريعان شبابه حبيساً في السجون والمعتقلات .. وقضي سنيناً أخريات تحت الأرض في المخابئ السرية .. وفي الشطر الأخير من عمره القصير خرج من وحشة الزنازين في سجون الإنقاذ إلي وحشة المنافي .. لكنه خرج ثائراً يحمل بين ضلوعه الوطن العزيز .. ومن منفاه ظل مصلوباً علي خشبة الوطن .. مشهراً قلمه ومعتجراً بقرطاسه يواصل مهمة الصمود والمقاومة.
    أيها الإخوة والأخوات
    إن رحيل الخاتم عدلان ليس رحيل قائد سياسي فحسب .. إذاً لهان الفقد شيئاً ما.. فما أكثر السياسيين في بلادنا .. أولئك الذين نسمع منهم طحناً ولا نري عجينا .. ولكن رحيل الخاتم هو رحيل سياسي مفكر مهموم بالبحث وتحريك البرك الراكدة ونقد الأحكام المسبقة .. ترك رصيداً ثراً من الإسهامات الفكرية والاجتهادات المعرفية والفلسفية التي حاول من خلالها أن يخدم قضايا وطنه بواقعه الشائك المتشابك، ورحل وهو في قمة نضوجه وعطائه الفكري .. لم يكن مفكراً حالماً، ولم يكن يجلس علي برجٍ عاجي مثل كثير من أدعياء الفكر والثقافة وإنما كان في حوار مستمر مع الناس بجميع مستوياتهم .. عبر القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية والصحف السيارة والندوات والمنتديات العامة والخاصة .. كان واقعياً عمل علي تسييل الفكر وتحويله إلي عمل ميداني يتفاعل فيه مع مجتمعه وحاول جهده أن يقدم ما ينفع الناس ..... وقد أحسن أحد الإخوة الذين كتبوا عن الخاتم بعد رحيله عندما ابتدر حديثه بأبيات شعر معبرة جاء فيها:
    أنا لا أحتاج لشاهد قبر
    لكن إن شئتم أن تضعوا حجرا قربي
    إذاً أملي أن يُنقش فيه:
    قدَّم هذا الرجل مقترحات .. و قبلناها
    هذا النقش يشرفنا نحن الإثنين
    ورغم التطورات والتداعيات التي طرأت علي مشروعه الفكري وانتمائه السياسي، إلا أنه ظل يمثل نموذجاً للمثقف الملتزم .. وظل يمثل نموذجاً لانسجام الفكر والممارسة .. ونموذجاً لنبل الخلاف مع الآخرين، حتي إنه عندما خرج من الحزب الذي فيه نشأ وترعرع وصلب عوده، لم ينسلخ من تاريخه وإنما اكد كامل احترامه وتقديره لمن خرج منهم .. وكان نبيلاً من صحيفة الميدان حين وصفته في نعيها له بأنه كان من أبناء السودان البررة الذين ما ترددوا في تلبية نداء وطنهم ..
    أيها الإخوة والأخوات
    لقد وقف الواقع الغاشم ضد تحقيق ما حلم به الخاتم وأمل .. ولكن دائماً كان أمام عينيه في الأفق البعيد كرامة شعبه ونهضة شعبه ورؤيته لمشروع التغيير والتنوير والحداثة .. غير أن الأيام كادت أن تنصفه وتنصفنا حين رأينا أشواقنا وآمالنا تكاد تتحقق أمام أعيننا .. حدث ذلك حين شرع شعبنا في خلق شروط الوجود الكريم في تلك الأيام الزاهيات التي صنع فيها إنتصاره العظيم المتمثل في إنتفاضة أبريل المجيدة .. قابلتُ الفقيد بعيد السادس من أبريل 85 حين دعوناه في اتحاد طلاب جامعة الخرطوم – الذي تشرفت برئاسته في تلك الفترة - ضمن مجموعة من الكوادر الطلابية القيادية التي تعاقبت علي الجامعة وكان اللقاء بغرض التشاور حول تعديل دستور اتحاد الطلاب .. كان مثلنا جميعاً في تلك الأيام يمتلئ أملاً ورجاءاً وثقةً في مستقبلٍ واعدٍ بالأحسن ... لكنّ الأيدي الآثمة تربصت بذلك الإنتصار العظيم وتلك الآمال البكر وأعملت فيها معاول الهدم حتي تم الإجهاز عليها في الثلاثين من يونيو 89 ... لكأننا ممنوعون من الفرح والأمل ... لقد كسّر جناة التاريخ قوادم خيولنا ... ما من فرحةٍ أشرفت على الإكتمال إلا وأطلقوا عليها النار... وما من بسمةٍ افترت عنها الثغور إلا وحولوها إلى دمعة ... وما من زغرودةٍ إلا وحولوها إلى زفرة أسى... وما من حلمٍ إلا ووأدوه حتي كدنا نكون محرم علينا أن نحلم... فأي زمنٍ هذا الذي نعيش؟ .. لقد ذهب الخاتم إلي رحاب ربه، وما زال سفين وطننا تتقاذفه العواصف والأمواج يواصل مسيره المضطرب المفزع .. ذهب الخاتم إلي رحاب ربه، وقبل أن يجف ماء الوداع الأخير الذي نثر علي تراب قبره، ها هي الأنباء تفيد دخول قوات الشرطة في مواجهة مع الجوعي والفقراء والمعدمين الذين نزحوا إلي أطراف المدائن بحثاً عن ملاذٍ آمن وبعضٍ من أسباب عيشٍ كريم .. لتسيل من الجانبين دماءٌ عزيزة هي دماؤنا وتزهق من الجانبين أرواحٌ غالية هي أرواحنا .. ذهب الخاتم إلي رحاب ربه وتركنا لا نزال نتيه في شتات المنافي بعيداً عن وطن الروح والأعماق .. تركنا تأكل المنافي من أعمارنا .. حتي تحقق فينا قول البياتي:
    تمضي السنون
    وهكذا.. ونحن من منفى الى منفى
    ومن باب لباب
    نزوي كما تزوي الزنابق في التراب
    فهل كان علينا أن نبحث عن موتٍ يليق بنا حتي ولو في بيوت الأشباح وأقبية التعذيب؟ .. لكن من يدري لعل الموت هو الرحيل الحقيقي الوحيد!!
    أرجو أن لا يكون هذا الحديث المفعم بالأسي والألم باعثاً علي اليأس .. فلا أظن أن الخاتم كان يقبل أن نكون أسري للألم أو نقع فريسةً لليأس والتراجع .. ولعله عندما داهمه ذلك الداء العضال كان يردد مع الثائر اللاتيني جيفارا: "لا يهمني متي سأموت ولا كيف أموت .. ولكن يهمني أن يبقي الثوار منتصبين يملؤون الأرض ضجيجاً لكي لا ينام العالم بثقله علي أجساد البائسين والفقراء والمظلومين".
    لقد رحل الخاتم عدلان والوطن يعيش مرحلة مفصلية من تاريخه يشهد فيها مخاضاً عسيراً أو ربما يعيش حالة شكسبيرية "أكون أو لا أكون" يحتاج فيها لأبنائه النجباء أمثال الخاتم من أصحاب النظر الثاقب والتجرد والمواقف المبدئية .. لكن عزاءنا أن ما قدمه الخاتم سيظل رفداً لمسيرة الشرف والنضال .. ولئن رحل الخاتم، فإن الأرض ما تزال حبلي وقلب الشمس ما يزال أخضر .. الثورة ما تزال .. والنهر رغم الطحلب العائم ما يزال .. وسيبقي الغد للأجيال .. وكما هي جدلية اليأس والأمل والظلام والنور .. سينبثق الأمل من شدة اليأس .. وسيولد الفجر من رحم الليل .. يبقي واجب الشرفاء والمخلصين في جميع القوي السياسية والمدنية أن يواصلوا المسير بتجرد ونكران ذات ووضوح رؤية من أجل الوطن الكبير .. وحتماً سيطلع فجرٌ جديد .. فجر الديموقراطية الراسخة، والممارسة الراشدة .. فجر الوطن الناهض من الأنقاض .. المشرئب الي السماء .. الوطن الحر المستقل المتحد الذي يسع جميع أهله .. يسود فيه التسامح والاخاء والرخاء والسلام والعدالة والمساواة وكرامة الإنسان وكلُّ أسباب العيش الكريم، وقد انتفي الجهل والفقر والمرض والاحتراب .. وحيث يسير الراعي بغنمه في بحر الغزال أو ربوع دارفور أو تلال الشرق ولا يخشي إلا الله والذئاب علي غنمه .. وحيث يتعلم الأطفال التعامل مع أزرار الكمبيوتر لا زناد البندقية التي تقتل الشقيق.
    اللهم إنا نؤمن أن رحيل الخاتم هو مشيئتك الحتمية التي لا فرار منها .. نستغفرك اللهم ونشهد أنك أنت الكريم الغفور الرحيم .. اللهم إن كان الخاتم قد جاءك بكثير الزاد أو قليله، فإن الزاد إلي بيت الكريم لا يحمل .. فنسألك اللهم أن تكرمه وتغفر له وأن تشمله وإيانا برحمتك وأن تجعل الجنة متقلبه ومثواه، وأن تجعل البركة فى ولديه وزوجته وأهله ووطنه وأبناء شعبه.
    "إنا لله وإنا إليه راجعون" والسلام عليكم ورحمة الله.
                  

العنوان الكاتب Date
نجاح كبير ليوم وفاء و تابين الخاتم... فى ابوظبي الكيك06-04-05, 04:35 AM
  Re: نجاح كبير ليوم وفاء و تابين الخاتم... فى ابوظبي هميمة06-04-05, 06:14 AM
    Re: نجاح كبير ليوم وفاء و تابين الخاتم... فى ابوظبي خضر عطا المنان06-04-05, 06:39 AM
  Re: نجاح كبير ليوم وفاء و تابين الخاتم... فى ابوظبي sari_alail06-04-05, 09:13 AM
    Re: نجاح كبير ليوم وفاء و تابين الخاتم... فى ابوظبي الكيك06-04-05, 09:15 PM
      Re: نجاح كبير ليوم وفاء و تابين الخاتم... فى ابوظبي Kostawi06-04-05, 09:35 PM
        Re: نجاح كبير ليوم وفاء و تابين الخاتم... فى ابوظبي الكيك06-13-05, 09:36 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de