مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 11:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ياسين سليمان حبيب نورة(حبيب نورة)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-06-2004, 01:42 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا

    غادرتني عيناها لتقبّل الموج الحزين , أدركتُ أنها تحاول أن تجد مخرجاً من أنفاسي , حاولت أن أجوس ببصري و أفضُّ عزرية تلك الموجة التي تمسكت بشرفها , ولم تغريها كل محاولات المد التي أصطدمت بجزر عنادها , يتناثر بعضُ الصبية ويزرعون المكان ضجيجاً , أما البساط الرملي الذي تفترشه الاجساد العارية فكان يلتمعُ في عينيها , وهي تحدّقُ في حطام السفينة الغارقة , وفي البعيد بدت الشمس مشتتة الافكار متردّدة ,, ما بين أطلالةٍ تحطّمُ فيها كبرياء تلك السحابات السوداء , وبين قيلولةٍ تلملمُ فيها شتات أنفاسها المجهدة من تعب السفر الطويل خلف الاضواء .
    وتطاوفت الافكار في رأسينا ,, انا أحاولُ أن أتخلّص من جواز سفري عند أقرب بوابة مكتب لاجئين ,, وهي تحاول الهرب من عائلتها التي أشتهرت علي مر التأريخ الاوروبي والايطالي بتزعّم عصابات الشر واللصوصية ,, فقد كانت مرشحة لان تكون (الدونا) اللقب المعروف لزعيم المافيا ,, كانت مرشحة للقب دونا مادلينا ,, لان أبيها الذي يحتضر هو الزعيم الروحي للمافيا ( الدون ).
    وذات مساءٍ شتوي ,, أغتصبت الحدود برفقة سائقها الخاص ومربيتها ,, وغادرت أيطاليا ,, و أستقر بها المقام في ساحرة الشرق مدينة الاسكندرية ,, في نزلٍ صغير يطل علي البحر تملكهُ وتديرهُ الرومانية الثرثارة ( مدام سيرينا) .
    لم أتلقي حتي هذه اللحظة ردّاً من سفارة تلك الدولة الاجنبية ,, لم أكن مطمئناً للوضع ,, ولا أعرف مــاّل خطواتي القادمة ,, وبلغ اليأس بي حداً جعلني أجوب الشوارع القاهرية في لا مبالاة ولا أهتمام ,, ولا أي هدف محدد ,, قادتني أقدامي الي محطة القطارات ,,, وكان هذا ما قبل صافرة قيام القطار المتجـه الي الاسكندرية ,, بقدرِ ما يفرغ المسافر الشاب الذي لمحته علي رصيف المحطة ,, من عناق حبيبتهِ التي لم تجد غير البكاء سبيلاً الي السلوي ,, أما أنا فمن أين لي ثمن السلوي فأشريها ؟ خطرت لي الفكرة وانا بالقرب من القطار ,,, لم أتردد في تنفيذها ,, أستوقفني محصل التزاكر عند باب القطار ,, فنقدتهُ ثمن تزكرة الدرجة الثالثة ,, بينما القطار يزأرُ في لوعــةٍ حزناً علي مغادرة العرين .
    لم أهتم بملامح المدينة البحرية ,, بقدر ما راقني منظرها وهي تستحم في البحر في ذلك الصباح ,, و سرعان ما تخلّت الشمس عن حيائها وخرجت الي العالم كاسية عارية ,, وكشفت عن ساقيها ونهديها ,,في سفورٍ من اللجين ,, تبينتُ مجموعةً من السيّاح هنا وهناك ,, اّثرتُ الوحدة والخلوة ,,, و جرجرتُ خطواتي مبتعداً قليلاً ,, والحقيقة انا كنت أود التفرّغ الكامل لمحبوبي البحر الشعــر
    هذا الذي يبكيني ويشجيني ,, لتخرج ابتسامةً من هذا الحطام ,, ذلك الذي كان بحجـم حزني ,,, وحجم فرحي ,, لجأتُ بنظراتي الي البعيد ,, و لم أتقيّد بأسوار الشط الرملي ,, ولم أحد مسامع عيني
    بما دون الفنار ,, بل تسكّعتُ مقترباً من حد البصر ,, و أنتبهت عيوني ألي تلك الصخرة التي تضـطجعُ عند المنتصف تماماً ,, و تلك التي تغطُّ في النوم علي بعد فراسخ ,, وطمعت حواسي في الاتكاء عليها ,, وبررتُ شرعية هذه الأنانية التي لو لم تكن فيني لما حلّلتُ علي نفسي الجلوس في حضرة البحر الوقوف ,,..
    وجدتني أخطو نحو الصخرةِ ,, و أجتزبتني رائحة الدخان اللزيزة مع نسمات الصباح الوليد ,,, و رأيتها ...ورأيتها أنثي بملامح غربية واضحة ,,, تمكنت الشمس من أضافة اللون البرونزي مع قليل من بقايا السحنة السامية البيضاء ,, تشبثت الحسناء بلفافة السيجار الكوبي الفاخر في عصبيةٍ ,,, و انا بين نداء زكورتي الذي يرميني في عينيها ,, ونداء مداعبة ألسنة الدخان لأنفي ,,, لفي شدٍ وجزبٍ شديدين ,,, قمتُ بتحيتها تحية الصباح في أرتباك ,,, وغمغمت بأنجليزية لا تخلو من نكهة البيتزا والمكرونة وردّت التحية ,, و أدركُ أنها كانت محتارةً في فضوليتي و أقتحامي هي ,, وبحثتُ عن كلمةٍ أقولها ,, فشهقت حروفي وما عاد هنالك متسعٌ لزفير ,,, فتح الله علي بكلمةٍ من لغة الاشارة ,, وأشرتُ ألي لفافة التبغ التي تحــتسيهـا في شراهةٍ ,, فقدمت لي علبة الدخان و أشعلت عوداً من الثقاب ,, جعل سيجارتي تبدأ العد التنازلي..
    تفرّستُ في وجه صديق عمري ,, ووجدتُ أن الماء فيه ماذال يترنّح من النعاس ,, ولم تقدر نسمات الصباح الهديئة علي أيغاظهِ
    بيد ان سرب النوارس بدأ بالفعل نشاط يومهِ الجديد ,,, و أخذ يتحاوم حولنا و كأنه أراد أن يعرف نهاية هذا اللقاء العجيب .
    أعودُ ببصري أليها .. و أتبينها قليلاً ,,, عيناها الزرقاوان ,, تشبهان صديقي البحر ,, وتجدّف فيهما قوارب صيد صغيرة تتهادي في بطء ,, و أصوات الصيادين تتعالي ,,, وتردد في المدي صدي أغنيةٍ كان يرددها أجدادهم منذ زمنٍ بعيد ... طويلةُ ,,, وكأنما هي عندما حطّت رحالها في مطار القاهرة ,, أرادت أن تزيد عدد الماّزن فيها الي ألف مأزنة و مأزنة ,,, وشعرها ... شعرها الذهبي الذي تعدو به الريح فيختال الهوينا ,, ويتناغم مع الصليب الذي يدورُ ويلفُّ ما بين القطب اليمين ,,, والقطب اليسار ,,, تحاولُ أن تخفي شبح فضوليةٍ بعدم أكتراث ,,, ولكنها أنقادت ألي
    حب أستطلاعها الفطري عندما سألتها من أنتي ومن أين يا تري!!
    يا ألهي !!!! الشرقُ أتي والغربُ أتي... وتلاقت قممٌ يا مرحي!! ... وعطاء اللّقــيا مادلينا !!! ... أدركتُ أنها تهتمّ بأفريقيتي ,, فقصصتُ لها حكايتي مع نساء الفوج السياحي الذي قابلتهُ في منطقة الاهرامات في شمال السودان ,,,, وحينها كنتُ مراهقٌ صغير ,, فلم تصدّق ,,, ولعلها كانت تريد أن تتأكد من هذه الحقيقة
    ربما !! ,,,, وقصـصتُ لها أيضاً حكاياتي الاخري ..
    تجاوزت الساعة منتصف نهار ذلك اليوم بقليل ,,, فخشيتُ أن تنفّذ الشمس فينا حكماً بالجلد أربعون درجةً مئوية !!,,,,, و ( مادلينا )
    الايطالية الساحرة يبدو انه كان يروقُ لها البقاء ,, لتمتّع نفسها بحمام شمسي دافئ ,,, ولكنها عندما عرفت أنني أنوي المغادرة فعلاً ,, عرضت عليّ مرافقتها الي النزل الذي تقطنهُ ,,, وترددتُ برهةً ,, ولكني ندمتُ علي هذا الشعور حين فاجأتني وهي تحكي لي عن حياتها في روما ,, ودهشتُ وهي تكشفُ لي عن شخصيتها الحقيقية ,,, ليس هذا فحسب بل وشعرتُ بالخوف من قمة رأسي ألي أخمص قدماي ,, فقد كنت أقري في الروايات البوليسية ,, و أشاهد في كثير من الافلام التي شاهدتها عن عصابات المافيا ,, أهوالاً تشيب لها الولدان ,,,.

    تـبــّاً لهذه العجوز الثرثـارة ,,, ماذا تريد منا الساعة ,,, و أنا بين خوفي وحيرتي ودافعٌ خفيٌّ يدعوني للبقاء ,, لم أدري ساعتها ما أصنع ,, وكدتُ أغادر في اللحظة ِ التي بلغ فيها صوت مدام (سيرينا) الثرثارة حداً لا يمكن السكوت عليهِ ,, فذهبت اليها مادلينا وعادت بعد قليل بعد ان ألقمتها حجراً حصدت بهِ ثمار صمتها المطبق,,,
    وقبل أن أسألها قالت لي ,,, لقد نقدتها الثمن,, اللعينة كانت تمانع في بقاءك هنا .
    وانا علي طاولة الغداء قالت لي هل تمانع في أن تقضي معي سهرة هذا المساء ؟ فأعتزرتُ لها في لطفٍ أملاهُ عليّ كرمها الزائد معي
    وأخبرتها بأني علي موعدٍ مع مجموعةٍ من طالبي حق اللجؤ السياسي لمقابلة سفير تلك الدولة الكبيرة ,, لم تلحّ علي ساعتها ,, ولكني لمحتُ رغبتها في أبقائي تصرخُ في عينيها ,, .
    مرّ القطار ينهبُ الارض نهباً فيطويها المسافاتُ ,, وانا ماذلت أفكر في الحسناء الايطالية التي قضيت معها نهار هذا اليوم , وعبرت القري الصغيرة والمزارع في سرعةٍ بدون أن أجهد نفسي بالنظر أليها ,,ودون أن أدري .... نبهتني الصافرة التي أطلقها القطار أنني عدتُ الي قلب الضجيج , وذلك من خلال أبواق اّلاف السيارات المزعجة ,, والكثافة العالية للمارة والمتسكعين , أما مادلينا فقد كانت تطلّ أليّا من خلف الزحام ,, وتصرّ ان تبقي في زاكرتي... حتي أنني لم أكترث ولم أتزمّر كثيراً ,, عندما أخبرونا بأن القائم بأعمال سفارة تلك الدولة ,, لن يستطيع أن يجتمع ألينا كالعادة ,, تحسستُ جيبي وانا أبحث عن بقية لفافة التبغ التي أحتفظتُ بها وانا في طريقي ألي المحطة قادمٌ الي هنا ,, ونادل المقهي الشعبي يزيد في التهريج والصخب ,, وكل ما يمر علي يقول لي ماذا تطلب يا سيدي وانا بعيدٌ تماماً عن كل هذا ,, بدأت النظرات تفترسني بعد أن أشعلت السيجارة الكوبية الفاخرة , والكل يمنّي نفسهُ برشفةٍ منها , ويرمي بسيجارة الكليوباترا الرخيصة من يده ,,, أشتريتُ نفسي من هذا الهرج والمرج ,,وبارحتُ المكان.....


    نواصل .....


    (عدل بواسطة حبيب نورة on 06-06-2004, 02:01 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا حبيب نورة06-06-04, 01:42 PM
  Re: مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا حبيب نورة06-06-04, 01:44 PM
  Re: مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا ودقاسم06-06-04, 02:10 PM
    Re: مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا حبيب نورة06-06-04, 02:16 PM
      Re: مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا حبيب نورة06-06-04, 03:40 PM
        Re: مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا حبيب نورة06-06-04, 03:44 PM
    Re: مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا حبيب نورة06-06-04, 11:18 PM
      Re: مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا تولوس06-06-04, 11:24 PM
        Re: مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا حبيب نورة06-06-04, 11:38 PM
          Re: مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا حبيب نورة06-09-04, 01:57 PM
            Re: مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا ناجى الزبير الملك12-02-04, 06:25 AM
              Re: مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا حبيب نورة12-02-04, 06:35 AM
                Re: مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا ناجى الزبير الملك12-02-04, 02:14 PM
                  Re: مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا حبيب نورة12-03-04, 10:40 AM
  Re: مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا محمد الامين احمد12-02-04, 02:26 PM
    Re: مـادلينــا Mdlina سليلة عصابات المافيا حبيب نورة12-03-04, 10:49 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������ ������ �� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������

� Copyright 2001-02
Sudanese Online
All rights reserved.




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de