بابيلون - باب اللون (1)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 04:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة تاج السر حسن محمد الملك (Tagelsir Elmelik)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-15-2010, 06:17 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بابيلون - باب اللون (1)

    بابيلون - باب اللون (1)

    *تحطمنا الأيام حتى كأننا زجاج و لكن لا يعاد له سبك ( المعري)

    *أيخون إنسان دمُه؟؟؟ ( الكتيابي)
    All my life I have been a nomad, I have wandered, rootless.
    Every place I have settled in, I have been forced to flee, Every certainty
    I have been taught, I have cast aside. Ayaan Hisri Ali


    ليلة في مبتدأ أغسطس، و الصيف في إغفاءة قصيرة، يعود بعدها يلوح بهواء معطون في الرطوبة، هادراً بروائح العرق، و على سطح مسرح مرتجل، وقفت الراقصة الشرقية، و حولها انتثرت قطع الأوراق النقدية من فئة الدولار الواحد، يكنسها ليجمعها في كيس من البلاستيك، عامل عجوز يعمل في صمت و عدم اكتراث، الصالة مكتظة بالبشر، من كل الفئات و الأجناس و الألوان، وأواب يطوف عليهم مثل عسكر المقدوني، ونفايا الدرق و متقاعدي السافاك و الموساد، و نساء كن إلى عهد قريب، يحسبن أيام الجوع في معسكرات الإغاثة، أملاً في لقاء أقاربهن. رائحة الويسكي و البيرة و اللفائف و النسكافيه، و موسيقى منطمسة التفاصيل، غريبة الملامح تلفح الوجوه حين تفح رغباتها الجائرة، و حين فتح الباب تلقته بدهشة و نظرات منكسرة من الحياء، لم تكن تتوقع وجوده هذه الساعة في منزل الطباخ العجوز المتقاعد، ذوت رغبتها و هوت، و تناثرت أمام ناظريها، تدحرجت حبة حبة ، و سقطت جميعها في بئر من الإشفاق، جلست يتبادلان تحية وشوق غامض ، و قبيل أن تمتد يد الخيبة لتزهق ما تبقى من روح في صدف آمالها المنتقاة، أشار إليها ناحية المائدة التي تنتصب في منتصفها زجاجة ( المارتيني) مشجعاً، ابتسمت في شوق و تأبت، ثم همت ، ثم تمنعت، و لكنها دقت بأصابعها مجتمعة، في عصبية على موقع بين ثدييها، و نطقت
    ( البتاع ده بقا يعمل لى ألم في الحتة دي)
    و ما كان اعتذارا، حين فضت ختم علبة البيرة في لهفة، أكفأت رأسها إلى الوراء في سرعة خاطفة، و ارتدت به و علبة البيرة فارغة في يدها، و كان اعتذارا و قبولاً
    النمشي اصلي العشا و اجي
    و مضت إلى الداخل، عاد الطباخ العجوز المتقاعد و في يده طبق ( الجمبري) المسلوق، و قال بأنه سمع صوتها، ( جات؟؟)، ألقى بسؤاله و رائحتها تملأ المكان و كأنه من أمره في شك، ( مشت تصلي) أجابه الآخر دون وعى و كأن الأمر عادي وهو ليس كذلك، ابتسما معا في سخرية، و تباينت دوافع المكر في نفسيهما.
    تأتي أمسيات الصيف كل يوم متأخرة عن موعدها، و السحب العابرة ، و لغط المدينة يوغل في وحشيته و تبذله، عادت تجهر بالأدعية، و عيون زائغة، و بعد ساعة من معاقرتها للزجاجة، شهدها الرجلين من موقعهما، و رأسها يتأرجح كبندول ساعة طائش، يتحرك في كل الاتجاهات، دون اعتبار للزمن، أو لعله يسرف في الكيد له. كانت تهذي من فرح حل محل الضيق، مثل كوب ماء بارد في لظى جهنم، لم تعد لها سيطرة على جسدها المترهل، تدفق ماء الصبا على وجهها المستدير، و جري جداولا، و عندما أدرك الماء أطراف حذاءه، غمزته بعينها و كأنها لم تعد تدري أي من الرجلين هو، و همست في أذنه ( انشدنا)، فأنشدها :
    (أتماثل في حضرة الحب، عفواً، هل يحمل الصمت معنىً، و كل الذي أهم ببوح/ لهاتي من الدمع خضراء/ و كل مسالك حلقي، من العشب سالكة للسكون، هل يمنح الوصل بعض شفاء؟؟/ و روحك تفتح درباً لروحي، و قلبك أنشودة للهوى/ تفتق عنها وحيح جروحي، و بعض ضرام، و فوق قروحي تزهر خولة نبض قصيدة، و أعلم أن الغرام الحقيقي يبقى بغير ختام)، قالت غن لنا، قال ( سيبني في عز الجمر)، قالت:
    يلا يا جماعه على باب اللون
    بابيلون يا حاجة
    باب اللون، بابا لون بابليون ودونا و خلاص
    تحامل الطباخ المتقاعد العجوز على نفسه، و صاح وهو يتعثر في رتق من أسمال شبابه، ولسانه ملتصق بلهاته
    نمشي باب اللون
    بابيلون انت كمان، بابل بابل على السنة البلابل.
    أخذهما معاً في سيارته، حدثهما بعدم رغبته في دخول (بابيلون)، و قال في نبرة استعلاء بأنه توقف عن ارتياد مثل هذه الأمكنة، منذ زواجه قبل خمس سنوات، و لكنه وجد نفسه تلك الليلة داخل (بابيلون)، أما لعظم غيظه لأن أحدا لم يصغ إلى مرافعته، أو لرغبته في الالتصاق بها، ظل يلامسها في كل المواقع من جسدها المستتر تحت عباءة الكحول، ظل يلاصقها ببراءة متعمدة و قصد مبيت، و لكنها لم تحفل به، نصف نائمة تهذي... باب اللون...باب اللون، رقصت مثل بالون منتفخ، تطوح يمينا و يسارا، مشدودة بخيط رقيق إلى يد طفل، يجرها عنوة إلى أسفل كلما همت بالتحليق
    سوري يا جماعة
    التصقت بسطح المصباح الساخن ، فانفجرت.

    رؤية أم درمان عبر ( الرؤيا) للعالم *
    ( و أخبرني النبي (ص)، أن كل التدابير التي اتخذتها كانت صحيحة، كقتل صالح الكباشي و ابن ابى روف، و دارفور، و ما ألحقناه بالشكرية و البطاحين و تدابيرنا في العاصمة إلى آخره، و أخبرني النبي ( ص)، أن الله تعالى جعلني صاحب هداية كل العالم ووضعه تحت يدي الآن).
    قلت أنشدنا، قال: لم يأت أحد إلى بابل سائحاً، بل جاءوا غزاة،غير أن من بين الجنود، تراجمة و سائسي خيل وزارعي نخل، و حفظة قرآن و منشدي شعر، و خرجت بغداد في الزفرة الأولي، حرى، سقطت الشناشيل و الموطة و الشربت و العرق الزحلاوي، و رسالة خالدة رواها ( عفلق) عن ( الرصافي) من قبل أن يفض ختمها و احتمالاتها ناشر، أغمضت الطرقات عين، و ظلت بالأخرى تغذي فضولها.
    (يا جنابك الزول ده قالى يا ود أم فلوس، قمت لكزتو بالعصاية لكيزة كدي)، فتحلقنا ننظر جسده المشع و نحن في عجب من ألأمر .
    أجاب ( أيفريم) الشرطي فقال بأنه اطلق اسم (Menopause) على اللوحة، تبدى الانزعاج على وجه صاحبة صالة العرض، لم تخف اعجابها باللوحة، و لم تخف ضيقها باسمها، قالت و هي تزيحها من أمام وجهها هربا إلى اللوحة التي تليها ( الم تجد أفضل من الاسم ؟؟)، ولكنه و بعناد إفريقي تعود المساومة، ظل يدافع عن وجهة نظره حتى ودت لو أنها لم تسأله، و لكنها لم تجد بداً من زجره حين تطرق في حديثه دون مناسبة، إلى أقاصيص لقاءاته و عاهرات ( امستردام افنيو)، نظرت إلى أصابع كفيه ، و أشارت في تقزز إلى القذارة الملتصقة تحت أظافره، و لكنه لم يع القصد أو انه تعداه و تعدي مغزى الإساءة، فابتسم في بلاهة، و تحدث بفرنسية سليمة حين تناقص منسوب الإنجليزية في ذاكرته، انتبهت إليه كمن يفيق من حلم ( اسود يتحدث الفرنسية؟؟؟)، أجابها ( وي)، ثم عادت يقودها فضول الأنثى و سألته عن السعر الذي يدفعه للعاهرات في المواقعة الواحدة، أجاب بسرعة ( أطناشر دولار)، ضحكت بصوت ارتج له سكون الصالة وقالت ( و لماذا اطناشر دولار و ليس عشرة أو خمسطاشر؟؟)، هز رأسه بطريقة تقبل القسمة على إجابتين، لا أدري، أو أنه عنى..هكذا!!!
    (كم تطلب ثمناً للوحة؟؟)
    ( خمسمائة دولار) أجابها
    أعطته المبلغ نقداً، و فاجأته ( كم تدفع ثمناً لمواقعتي؟؟؟) ، أجابها في توكيد و حزم ( لاشيء), أعطته اثني عشر دولارا إضافية وهي تبتسم، فتحلب ريقه و اشتهى في ساعته مواقعة بورتوريكية تسكن قبالة مرسمه، و عندما غاب وراء بوابة اللون، قامت بتمزيق اللوحة بيديها في حنق، و احتفظت بالجزء الذي يحمل توقيعه فقط.

    لم يأت أحد إلى بابل بائعاً أو مشترياً، , لكن الفقر يغري بالتسلل و الفضول و الحسد، فضول صوفي و حسد ابلغ صوفية منه، يتناسل البشر المسيحيون، فيلدون أجيالاً لتشهد قيامة المسيح أن لم تتح لهم شهادة قيامته، و يلد اليهوديين أجيالاً لتشهد قيامته و لتصلبه مرة أخرى، و في فترة الانتظار يتقاتلون تسرية و إزجاء للفراغ ، يبلغ بهم الضجر مبلغأ يجعلهم يأخذون أمر هذه الدنيا بجدية حتي مشت جنازير مدرعاتهم فوق ما تبقي من أثر على طرقات بابيلون، فامحت سيرتها من الذاكرة إلى الأبد، و يأت التاريخ مكذوباً و السينما و الفيديوتيب يصدقونه و يصنعون من أكاذيبه مادة للتسلية.

    رأيتهم في ( وادي الحدادة)، قال رئيسهم البدوي الأردني مباهياً ( هاذولي الزلم السوادنة حفظة قرآن)، و لجت معهم أقبية و أجحاراً مثل الثموديين يقطنونها، و البرد قارس قارص، يلتفون حول نار ( الصوبا) ( عليك النبي دفي قلبك بكباية الشاى دي)، و خبيزة ( أها دي بتنفعك اكان عندك مرا، و الله تقوم منها و عمتك فوق كتفك)، و للضحك صرير يسبح في مجرة اللاجدوى في جلابيب شابية، متورمي الأصابع ما أصابهم القنوط من رحمة تتنزل عليهم، لا يملون انتظار مسيح يأتي في موعده، قبل حلول موعد نفاد فترة الإقامة، و حين أتى كان في هيئة طالب يدرس في يوغوسلافيا، أتقن تزوير الفيزا، فمنح كلا منهم سنة كاملة يتدبرون فيها أمرهم، مسيح أتي يعبر جسر ( الينبي) من الضفة و القطاع و حتى ( كوبري بحري)، وكل أهل عقيدة ينتظرون أحدا سوف يأتي، يسمونه و يتذاكرون سماته، يسمون أبنائهم تيمناً به، أو أملاً في يكون أحدهم المنتظر فلا يضطر لتغيير أسمه، و في أحايين ينتخبونه من بينهم، و في معظمها الأحايين، يولد من داخل يأسهم ممتطيا ظهر مدرعة من مدرعات ( الشجرة)، و في المساء تصيبه حمى ( الشيشة) التي ازدهر سوقها، فيجلس في ظفر لكي (يشيش)، و ما أن يفرغ حتى يعمد إلى نكاح أفئدتهم و عقولهم النازفة، و ما يلبث الشعراء أن يسوغوا جرأته و بسالته و جسارته، يبيعون قصائدهم التالفة مثل الخضار التالف، و لا يجد المغني الهرم بدا من الشدو بأفضاله، و يلتف حوله أهل الأوزار و الأستوزار، و حين يبح صوت العاطلات عن الجمال، يتواصين بالصبر حين لا يجدن خيارا صالحا غيره، ثم يرحلن إلى ( بابيلون) في ظلمات ليالي أغسطس الدافئة، و لا يعدن إلا مطلع الفجر، متوسلات إلى ضباب الغسق ينشدن معاً (ليت الحوادث باعتني الذي أخذت).

    (عدل بواسطة Tagelsir Elmelik on 08-15-2010, 06:21 PM)
    (عدل بواسطة Tagelsir Elmelik on 09-22-2010, 04:00 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
بابيلون - باب اللون (1) Tagelsir Elmelik08-15-10, 06:17 PM
  Re: بابيلون - باب اللون (1) خضر حسين خليل08-15-10, 06:26 PM
    Re: بابيلون - باب اللون (1) Tagelsir Elmelik08-15-10, 06:38 PM
      Re: بابيلون - باب اللون (1) Tagelsir Elmelik08-16-10, 01:36 AM
        Re: بابيلون - باب اللون (1) سيف النصر محي الدين محمد أحمد08-16-10, 01:07 PM
          Re: بابيلون - باب اللون (1) Tagelsir Elmelik08-17-10, 00:09 AM
            Re: بابيلون - باب اللون (1) خدر08-17-10, 00:24 AM
              Re: بابيلون - باب اللون (1) Tagelsir Elmelik08-17-10, 04:54 PM
                Re: بابيلون - باب اللون (1) Tagelsir Elmelik08-20-10, 05:07 PM
                  Re: بابيلون - باب اللون (1) rosemen osman08-21-10, 04:22 PM
                    Re: بابيلون - باب اللون (1) Tagelsir Elmelik08-21-10, 08:02 PM
                      Re: بابيلون - باب اللون (1) عبدالوهاب علي الحاج08-21-10, 08:29 PM
                        Re: بابيلون - باب اللون (1) Tagelsir Elmelik08-21-10, 10:11 PM
                        Re: بابيلون - باب اللون (1) Tagelsir Elmelik08-22-10, 02:01 PM
                      Re: بابيلون - باب اللون (1) fadlabi08-21-10, 10:50 PM
                        Re: بابيلون - باب اللون (1) Tagelsir Elmelik08-22-10, 02:03 PM
                    Re: بابيلون - باب اللون (1) Tagelsir Elmelik08-22-10, 01:59 PM
                      Re: بابيلون - باب اللون (1) قيقراوي08-22-10, 03:15 PM
                        Re: بابيلون - باب اللون (1) Tagelsir Elmelik08-23-10, 02:41 PM
                          Re: بابيلون - باب اللون (1) Tagelsir Elmelik09-01-10, 06:31 PM
                            Re: بابيلون - باب اللون (1) Tagelsir Elmelik09-22-10, 04:04 PM
                              Re: بابيلون - باب اللون (1) معتصم محمد صالح09-22-10, 08:50 PM
                                Re: بابيلون - باب اللون (1) Tagelsir Elmelik09-29-10, 10:05 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de