البشير بات رمزاً للإنجاز والإنعتاق والإستقلال السياسي .....

البشير بات رمزاً للإنجاز والإنعتاق والإستقلال السياسي .....
[U]مقال جدير بالقراءة بتمعن ... علي اسماعيل العتباني .. لم يكن الاسبوع المنصرم اسبوعاً عادياً.. فهو اسبوع انجاز مذهل.. ويكفي انه قد تم فيه افتتاح جسرين من اكبر الجسور واهمهما في السودان.. ولو كان الجسر الأول - أي (المتمة - شندي)- قائماً في العام 1281، فلربما تغير تاريخ السودان.. وربما اختار (المك نمر) بعد حرقه لاسماعيل باشا أن يظل مرابطاً ورابضاً في شندي مقاوما، لأن المدد كان وقتها سيأتيه عبر الجسر من تخوم الجعليين.. او لربما كان قد إختار ان يهاجر غرباً عبر الجسر بدلاً من الاتجاه شرقاً.. ومن المؤكد ان بعض اهل دار جعل لا يزالون في حيرة، اذ لا يكادون يصدقون ان المتمة وشندي اصبحتا بلدة واحدة، وطائراً ضخماً بجانحين.. وان المتمة اصبحت اقرب الى مناطق في شندي من احيائها الاخرى .. كما أن الجسر سيمتص ارق الساهرين، وسيكون سبباً للتواصل وللأواصر ولزيجات وقصص وحكايات وتجارة وتبادل للمنافع. المتمة وشندي والتآخي الذي حدث بين المتمة وشندي يجوز لنا مضاعفته في مائة ليكون حاصله عائد زواج الحصاحيصا برفاعة.. فالحصاحيصا ماعادت مدينة مختنقة فامامها الآن كل ارض رفاعة وفضاء البطانة وخيرات (تمبول) وريفي رفاعة. وسوق الحصاحيصا سيظل مفتوحاً ومنتعشاً لبضائع البطانة من جمال وماشية.. واسواق الجزيرة كذلك ستعج بخيرات البطانة التي ستعبر بسهولة... وستتحدث لغة المصالح، وبعد سنوات قد تصبح الحصاحيصا ورفاعة المتحدتان من أكبر مدن السودان. وقد كان (البطل) في الحالتين هو الرئيس البشير، الذي وعد فأوفى.. والذي خطط وانجز.. ثم من هناك اتجه السيد الرئيس الى (الحوش). وكان حديث الحوش. وما ادراك ما الحوش، حيث القرى المتناثرة والمتباعدة التي جمعتها (مسبحة) البشير، لتصبح مدداً للحوش، وتصبح الحوش مركزاً لها بفضل افتتاح شارع (مدني - الحوش). ومن الداخل يتجه البشير الى (طرابلس)، والى هموم الخارج في تحد للجنائية الدولية ، وفي تحد لاجتماع الخمسة العظام. نصير المحرومين ولكن، ان غاب البشير ببشرياته بين شندي والبطانة والحوش وطرابلس عن الخرطوم.. فإن ذراعه الأخرى كانت حاضرة بقوة في الخرطوم.. ومن لا يعرف الاستاذ علي عثمان محمد طه لا يعرف معنى التقشف والزهد والمعالجات الدؤوبة.. فالاستاذ علي عثمان، ومنذ ان كان يافعاً ، كان مسئولاً ومدبراً يقاسم اشقاءه واصدقاءه مصروفهم.. بل كان بعض اصدقائه يودعونه مصروفاتهم، لأمانته وحسن تدبيره.. وفي أيام الشّدة كان يشرف على صندوق الحركة الاسلامية المحدود، ويوزع منه على أسر المعتقلين والمحرومين.. ولا يزال الى يومنا هذا الاستاذ علي عثمان نصيراً للمحرومين والمظلومين، تعرفه طرقات الفقراء خصوصاً في ليالي رمضان.. والذين يتكلمون الآن عن الازمة المالية العالمية وانعكاساتها ربما يبالغون.. لأنهم ربما لا يعرفون ان الرئيس البشير وعلي عثمان وعبد الرحيم حمدي وعبد الوهاب عثمان والزبير من قبل وعوض الجاز من بعد، اداروا السودان في أيام الحصار، وأيام كان البحث عن نصف مليون دولار يعني الكثير من الجهد والمشقة والعنت والتدبير.. فهل سيعجزون عن ادارة السودان وتدابيره المالية أيام الاكتفاء الذاتي من النفط والتصدير والنفرة الزراعية وثورة الاتصال والطرق وثورة التعليم؟. المهمة المستحيلة ورأينا كيف خاطب الرئيس البشير الجماهير بلغتهم في افتتاح كوبري (رفاعة - الحصاحيصا)، وكيف ألهم جماهير الجزيرة في الحوش، وكيف أخذ (البيعة) .. ومن المؤكد ان الرئيس البشير وضع لمساته وايقاعاته في تاريخ السودان الحديث.. وبرز ايقاعه في حاضر السودان.. ويكفي ان عهده شهد اعادة تشكيل النيل في مروي والسليم وشندي وام الطيور وعطبرة، وجسور الخرطوم السبعة وغيرها وغيرها.. ولذلك، فالذي سينافس البشير في الانتخابات، ستكون مهمته صعبة بل شاقة وعسيرة ان لم تكن مستحيلة... لأنه سينافس الرئيس الذي اصبح رمزاً لحركة الثقافة العربية والاسلامية .. والرئيس الرمز المتجدد للتمدد الاسلامي والعروبي في افريقيا.. والذي باتت تتحدث بهذا التمدد جامعات السودان. الرئيس الذي اصبح رمزاً للانجاز والانعتاق والاستقلال السياسي.. وماذا في يد خصومه ليقدموه بعدما قرأ اهل السودان كتاب البشير.. ومجالس الخرطوم تحكي عن التحالفات ضد المؤتمر الوطني.. ولكن، ما قيمة هذه التحالفات وما جدواها وهي تحالفات ليست مرسومة في السودان، هي تحالفات بني صهيون والفرنسيين. وفرنسا شاخت.. والآن فرنسا تلملم أطرافها إستعداداً لمغادرة لبنان... ولبنان وبحمد الله يخرج عن بيت الطاعة الفرنسي.. فكيف تطمع فرنسا المضروبة في بيروت، ان تجد موطئ قدم لها في دارفور او السودان. قوة جديدة وغداً ستظهر الانتخابات في لبنان صعود قوة جديدة.. ويصبح مقام السفير الفرنسي هو الثالث.. فالسفير الايراني سيكون اهم من السفير الفرنسي.. وبعده سيأتي السفير الامريكي من حيث الاهمية.. ولعل هذا سيكون له مغزاه ودلالاته.. لأن القوة الصاعدة ستكون ايضا ًمتعاطفة مع السودان والرئيس البشير.. وكذلك يجب ان نقرأ ضوء التحول في تركيا ومغزاه.. وتحالف فرنسا مع ارمينيا ضد تركيا.. وحديثها عن المحرقة الارمينية في الحرب العالمية الاولى.. وضرورة اعتراف تركيا بذلك.. والمجاهرة بالعداء لتركيا ومحاولة حرمانها من عضوية الاتحاد الاوروبي .. و(شنشنة) فرنسا، مصدرها البابا والهوس الاصولي الكاثوليكي.. وتركيا الموجودة في حلف (الناتو) ستكون مع السودان. واذا كان رئيس الوزراء (رجب طيب اردوغان) قد وقف ضد الهوس الصهيوني في مؤتمر (دافوس)، فمن المؤكد انه سيقف ضد الهوس الفرنسي في حلف (الناتو).. وفرنسا تتحالف مع السودان الجديد، وهي لا تعرف لغته، فالسودان الجديد الذي يدعو اليه (اولاد قرنق) طبيعته (انجلو فونية - اسرائيلية) وليست (فرانكفونية).. والتحالفات الجارية في السودان للاسف الشديد تقوم على مسارات ثلاثة.. السودان الجديد الذي يقوم على العرق والجنس وأبطاله (اولاد قرنق)، من دعاة الهوس العرقي.. وتصفية الحسابات العرقية والسلالية وحرب القبائل او مايسمى بالشعوبية.. تحالف الفشل وهناك تحالف السودان القديم، وكان انصاره المهدي والميرغني والترابي ونقد.. و بين هؤلاء ما صنع الحداد. ولا يمكن تخيل ان الترابي سيسير تحت راية الميرغني ولا الميرغني سيسير تحت راية الترابي.. فاذاً، هذا تحالف محكوم عليه بالفشل.. واذا كان هذا التحالف فشل حتى في اسمرا.. فكيف سينجح ويثمر في الخرطوم.. اذاً، المستقبل والاصالة والوسطية.. وسطية المزاج والثقافة ستكون مع التيار الثالث.. ويمثله سودان البشير الذي يتآمر عليه الجميع. ونأمل ان يفلح هذا التيار في ضم المهدي والميرغني لتطابق المصالح والاستمرارية. والذي يتآمر عليه اشباه النصارى ولا نصارى .. من يهود السودان. ونسأل في ضوء محاولات التحالفات الجارية هذه، هل في السودان حركة يسار.. وما هي خصائصها الحالية، وبالطبع فان جذورها التاريخية معروفة.. ومن العجيب ان (هنري كوريل) وغيره من اليهود بذروا البذرة اليسارية لتفرخ الشجرة اليسارية.. وكنا نظن ان بذورها احترقت، ولكن ها هي تنبت من جديد.. و نسأل من يمثل اليسار اليوم.. فدعاة اليسار هم جماعة امريكا والمهرولون وراء اسرائىل.. وانصار امريكا هم اليسار الجديد.. -اي- هم بصريح العبارة ودون مهاترة او اسفاف، عملاء المخابرات ووكلاء الموساد في جوبا والخرطوم.. وأكبر انجاز لليسار في السودان انه سلم جنوب السودان للكنائس وامريكا واسرائيل.. وللاسف ان اليسار اختار ان ينصب نفسه عدواً لحركة الثقافة العربية والاسلامية.. إصلاح التعليم ولذلك نسأل: لماذا يكرهون الاسلام الذي حرر العقل والنسل وجدد الروح.. ولماذا يكرهون الحركة الاسلامية ويتآمرون عليها، بينما يهرولون وراء اسرائيل.. (وما نقموا منهم إلا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد) «آية 8 سورة البروج». من اين انتقلت إليهم جرثومة العداء للثقافة الاسلامية.. هل يا ترى من (كوبا)، وما علاقتهم بكوبا حالياً .. ام من الكنائس، وهل هم نصارى أم اشباه نصارى.. ومهما يكن فإذا كان الرد بالأمس في الكهرباء والسد والكباري وطريق الغرب.. إلا أن الرد المفحم برز واضحاً في كلمات الاستاذ علي عثمان محمد طه الرصينة في مؤتمر التعليم.. واذا قال علي عثمان فصدقوه.. وقد تحدث عن اصلاح التعليم.. ولأنه رجل تصريف المهام الصعبة.. حيث اجتمع في الاسبوع الماضي بأكثر من مائة من قيادات العملية التعليمية بدءاً من وزير التعليم العالي ومديري الجامعات، حيث قام بوضعهم في المحك .. وقد تحدثوا جميعاً عن انجازات ثورة التعليم..مما جعل البعض يطلب تخفيض نسب القبول بدعوى ان ما يحدث من تمدد بات فوق طاقة البلد.. وطاقة البلد تتجدد وتتسع بثورة التعليم.. والثورة ماضية كما قال علي عثمان في اصلاح التعليم العالي.. واصلاح التعليم العام.. ومع ان التحدي كبير، لكن لهذا التحدي رجال اعجاز كالبشير وعلي عثمان . والرئيس البشير في جولاته انما يتوج نفسه زعيماً وقائداً فقد اصبح ملهماً للجماهير وملبياً لتطلعاتها.. ولأن الزعيم يقود الفريق.. ونعلم ان الزعامة ليست بالأمر الهين.. والزعامة لا تأتي بالهرولة وراء اسرائيل.. والزعامة لا تأتي بصداقة امريكا.. ولكنها تأتي في ظل الظروف والمحركات الصعبة.

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]