|
Re: الكلب !!! (Re: Biraima M Adam)
|
مقتطفات من كتاب (فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب):
(1)
الإهداء: إلى الذين عرفنا فيهم الوفاء، ولا نزكي على الله أحداً,, صلة,, وإلى الذين نحسب في نفوسهم بقية من الخير,, تذكرة,, وللذين ارتضوا الحياة الدنيا وختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة (البقرة 7)، وأخص الذي آتاه الله العلم، فانسلخ منه، المعلم ذاك الزمان، ومن سار على دربه، واقتفى آثاره من بلاعيم هذه الأيام تبكيتاً,, وإلى صاحب ابليس، ومن هو بالدس والاحتيال معروف، وإلى المذمم الكريه، وإلى من هو بالشؤم في الغرب والشرق موصوف,.وإلى من زاد على الإبالة ضغثاً، وفاق كل من سبقه، وخالف كل مظنون، حتى كدنا نتوهم الموضوع صحيحاً، أبت النفوس اللئيمة ان تغادر الدنيا، حتى تسيء إلى من أحسن إليها وكان من فعله ان أخرجت هذا الكتاب من محبسه، الذي طال أكثر من عشر سنوات,, إلى هؤلاء وأمثالهم، ممن أظلت الزرقاء، وأقلّت البلقاء جزاء وفاقاً (ص 5 6). أما المؤلف ابن المرزبان فقد قال في سبب تأليف كتابه هذا: وسألتني أعزّك الله تعالى، أن أجمع لك، ما جاء في فضل الكلب على شرار الإخوان، ومحمود خصاله في السر والإعلان، فقد جمعت ما فيه كفاية وبيان,, ولست أشك أنك أعزك الله عارف بخبر عبدالله بن هلال الكوفي الحميري المجذوم صاحب الخاتم، وخبره مع جاره، لما سأله ان يكتب كتاباً إلى ابليس لعنه الله في حاجة له.فإن كان العقل يدفع ذلك الخبر، فهو مثل حسن، يعرف في الناس، فكتب إليه الكتاب، وأكده غاية التأكيد، ومضى وأوصل الكتاب إلى ابليس، فقرأه وقبله ووضعه على عينه، وقال: السمع والطاعة، لأبي محمد فما حاجتك؟قال: لي جار مكرم لي، شديد الميل إليّ، تفوق علي وعلى أولادي، إن كانت لي حاجة قضاها، أو احتجت إلى قرض أقرضني واسعفني، وان غبت خلفني في أهلي وولدي، يبرهم بكل ما يجد إليه السبيل، من غير أن يناله منا عوض أو شكر,. وابليس كلّما سمع منه يقول: هذا حسن، وهذا جميل، وهذا جيد، فلما فرغ من وصفه قال إبليس: فما تحب أن أفعل به؟قال: أريد أن تزيل عنه نعمته، وتفقره فقد غاظني أمره، وكثرة ماله، وبقاؤه وطول سلامته. فصرخ ابليس صرخة، لم يسمع مثلها منه قط، فاجتمع إليه عفاريته وجنده، وقالوا له: ما الخبر؟ يا سيدهم ومولاهم, فقال لهم: هل تعلمون ان الله عز وجل، خلق خلقاً هو شر مني؟ قالوا: لا, قال إبليس: فانظروا إلى صاحب هذا الكتاب القائم بين يدي، فهو شر مني.ولو فتشت في دهرنا هذا لوجدت مثل صاحب الكتاب كثيراً، ممن نعاشرهم، إذا لقيك رحب بك، وإذا غبت عنه أسرف في الغيبة، وتلقاك بوجه المحبة، ويضمر لك الغش والمسبة,, وقد حلمت ما جاء في الغيبة، قال صلى الله عليه وسلم: إياكم والغيبة، فإنها شر من الزنا، إن الرجل ليزني ويتوب، فيتوب الله عليه، وصاحب الغيبة لا يغفرها الله، حتى يغفرها صاحبها (ص 45 48).
(2) وفاء الكلب
اورد المؤلف، أقوالاً في مكانة الوفاء عند الكلاب، وبعض الوقائع المثبتة لوفاء الكلاب,, فقد روى عمر بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً قتيلاً، فقال عليه الصلاة والسلام: ما شأن هذا الرجل قتيلاً؟ فقالوا: يا رسول الله، إنه وثب على غنم بني زهرة، فأخذ منها شاة، فوثب عليه كلب الماشية فقتله: فقال صلى الله عليه وسلم: قتل نفسه، وأضاع ديته، وعصى ربه عز وجل، وخان أخاه، وكان الكلب خيراً من هذا الغادر ثم قال صلى الله عليه وسلم: أيعجز أحدكم أن يحفظ أخاه المسلم في نفسه وأهله، كحفظ هذا الكلب ماشية أربابه ورأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أعرابياً يسوق كلباً، فقال: ما هذا معك؟.فقال: يا أمير المؤمنين، نعم الصاحب، ان اعطيته شكر، وان منعته صبر قال عمر: نعم الصاحب فاستمسك به, وروي ان بعض الحكماء طلب منه رجل أن يوصيه فقال: ازهد في الدنيا ولا تنازع فيها أهلها، وانصح لله تعالى كنصح الكلب لأهله، فإنهم يجيعونه ويضربونه، ويأبى إلا أن يحوطهم نعماً.وقال الأحنف بن قيس: إذا بصبص الكلب لك فثق بود منه، ولا تثق ببصابص الناس، فرب مبصبص خوان.وقال الشعبي: خير خصلة في الكلب انه لا ينافق في محبته، وقال ابن عباس: كلب أمين خير من انسان خؤون. وأنشد بعضهم:
(3) خصال الكلب
بعض الأعراب يحب الكلب لخصاله: فهو يدل الضيف عليه، في الليل والعرب تحب الكرم وتمدح باقرار الضيف أو يحرس صاحبه وأغنامه إذا نام، ويدافع عن أولاده كل مصيبة، ويسمون أولادهم عليه: كليب، وكلاب، وأكلب، ومكلب ومكالب,, يقول الأصمعي: سمعت بعض الملوك، وهو يركض خلف كلب، وقد دنا من ظبي، وهو يقول من الفرح: إيه فدتك نفسي.وذكر من وفاء الكلاب، أن الكلب يفدي صاحبه بنفسه، بينما الإنسان يغدر بصاحبه، وصديق عمره، فقد حدثه عبيد الله بن محمد الكلبي: قال: حدثني أبي عن محمد بن خلاد قال: قدم على بعض السلاطين رجل، وكان معه حاكم أرمينية منصرفاً إلى منزله، فمر في طريقه بمقبرة، فإذا قبر عليه قبة بنية مكتوب عليها: قبر كلب، فمن أحب أن يعلم خبره، فليمض إلى قرية كذا، فإن فيها من يخبره,, فسأل الرجل عن القرية؟ فدلوه عليها، فقصدها وسأل أهلها، فدلوه على شيخ فبعث إليه وأحضره، وإذا شيخ قد جاوز المائة سنة، فسأله فقال: نعم كان في هذه الناحية ملك عظيم الشأن، وكان مشهوراً بالنزهة والصيد والسفر، وكان له كلب قد رباه وسماه باسم، وكان لا يفارقه حيث كان، فإذا كان وقت غدائه وعشائه أطعمه مما يأكل، فخرج يوماً إلى بعض منتزهاته، وأمر بربط الكلب لئلا يذهب معه، وقال لبعض غلمانه: قل للطباخ يصلح لنا ثريدة لبن، فقد اشتهيتها فأصلحوها، ومضى إلى منتزهاته، فتوجه الطباخ وجاء بلبن وصنع له ثريدة عظيمة، ونسي أن يغطيها بشيء، واشتغل بطبخ شيء آخر، فخرجت من بعض الشقوق أفعى فكرعت في ذلك اللبن، ومجته في الثريدة من سمها، والكلب رابض مربوط يرى ذلك كله، ولو كان له في الأفعى حيلة لمنعها، ولكن لا حيلة للكلب من الأفعى والحية، وكان عند الملك جارية خرساء زَمنَاء لا تستطيع القيام أو الحركة وقد رأت، صنع الأفعى.ورجع الملك من الصيد في آخر النهار، فقال: يا غلمان أول ما تقدمون إليّ الثريدة، ولما وضعت بين يديه، أومأت الخرساء إليهم، فلم يفهموا ما تقول، ونبح الكلب وصاح، فلم يلتفتوا إليه، وألح في الصياح، فلم يعلم مراده فيه، ثم رمي إليه بما كان يرمى إليه في كل يوم فلم يقربه، ولج في الصياح، فقال لغلمانه: نحوه عنا فإن له قصة، وفك رباطه، مد الملك يده إلى اللبن، فلما رآه الكلب يريد أن يأكل، وثب إلى وسط المائدة، فأدخل رأسه في اللبن، وكرع منه، فسقط ميتاً وتناثر لحمه، وبقي الملك متعجباً منه ومن فعله، فأومأت الخرساء إليهم، فعرفوا مرادها، بما صنع الكلب، فقال الملك لغلمانه وحاشيته: إن من فداني بنفسه لحقيق بالمكافأة، وما يحمله ويدفنه غيري، ودفنه بين أبيه ومن وفاء الكلب
(4)
ومن وفاء الكلب روي عن أبي الدنيا باسناد ذكره النحوي في حديث مشهور: ان الطاعون الجارف أتى على أهل دار فلم يشك أحد من أهل المحلة، انه لم يبق فيها صغير ولا كبير، وكان قد بقي في الدار صبي رضيع صغير، يحبو ولا يقوم، فعمد من بقي من أهل تلك المحلة، إلى باب الدار فسدوه، فلما كان بعد ذلك بأشهر تحول إليها بعض ورثة القوم، فلما فتح الباب، وأفضى إلى عرصة الدار أو وسطها إذا هو بصبي يلعب مع جرو كلبة كانت لاصحاب الدار، فلما رآها الصبي حبا إليها فامكنته من لبنها، فعلموا ان الصبي بقي في الدار، وصار منسياً، واشتد جوعه، ورأى جرو الكلبة يرضع، فعطف عليها وعطفت عليه، فلما سقته مرة، أدامت له وأدام لها الطلب تلك المدة، سبحان مسبب الأسباب.
(5)
صون الحرمات والكلب يحافظ على حرمات صاحبه، ويرعى كل أمر يهمه، فقد كان للحسن بن مالك القنوي اخوان وندمان، فأفسد بعضهم حرمته في أهله، وكان للحسن على باب داره كلب قد رباه، فجاء الرجل يوماً في غياب الحسن إلى منزله، فدخل إلى امرأته، فقالت له: قد بعد فهل لك في جلسة يسر بعضنا ببعض فيها؟ فقال: نعم فأكلا وشربا، ووقع منهما الشر، ورأى الكلب ذلك، فوثب عليهما فقتلهما,, فلما جاء الحسن ورآهما على تلك الحال، تبين ما فعلا، فأنشأ يقول:
أضحى خليلي بعد صَفو مودّتي صريعاً بداء الذّلّ أسلمه الغدر وَطَا حُرمتي بعد الإخاء وخانني فغادره كلبي وقد ضمّه القبر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الكلب !!! | Faisal Al Zubeir | 02-14-07, 09:15 AM |
Re: الكلب !!! | كمال علي الزين | 02-14-07, 10:53 AM |
Re: الكلب !!! | Faisal Al Zubeir | 02-14-07, 11:50 AM |
Re: الكلب !!! | Faisal Al Zubeir | 02-14-07, 12:04 PM |
Re: الكلب !!! | Faisal Al Zubeir | 02-14-07, 12:07 PM |
Re: الكلب !!! | كمال علي الزين | 02-14-07, 07:57 PM |
Re: الكلب !!! | كمال علي الزين | 02-14-07, 10:07 PM |
Re: الكلب !!! | Biraima M Adam | 02-15-07, 00:40 AM |
Re: الكلب !!! | Faisal Al Zubeir | 02-15-07, 06:52 AM |
Re: الكلب !!! | Faisal Al Zubeir | 02-15-07, 07:47 AM |
Re: الكلب !!! | Faisal Al Zubeir | 02-15-07, 07:50 AM |
Re: الكلب !!! | عبد اللطيف بكري أحمد | 02-15-07, 08:50 AM |
Re: الكلب !!! | Faisal Al Zubeir | 02-15-07, 11:55 AM |
Re: الكلب !!! | كمال علي الزين | 02-15-07, 05:17 PM |
Re: الكلب !!! | كمال علي الزين | 02-15-07, 05:19 PM |
Re: الكلب !!! | كمال علي الزين | 02-15-07, 05:20 PM |
Re: الكلب !!! | كمال علي الزين | 02-15-07, 05:22 PM |
Re: الكلب !!! | كمال علي الزين | 02-15-07, 05:23 PM |
|
|
|