الختميــة .. الصـبابى .. وبحرى الشعبية ( هل لها تاريخ ) !!!!

Quote: حي الختمية ببحري- سرد توثيقي حي الختمية أحد أحياء بحري القديمة (هناك حي ختمية آخر بكسلا). يقع حي الختمية غرب شارع الصناعات (المعروف بشارع الإنقاذ) و شرق شارع المزاد. تحده جنوباً حديقة عبود وشمالاً ميدان المولد. ينقسم لثلاثة مناطق: الختمية جنوب و أغلب سكانها من المحس و الدناقلة و الختمية وسط فيغلب عليها الشايقية و الجعليين أما الختمية شمال فلا تتسم بأي طابع إثني و ربما لهذا السبب أسموها ب"كرش الفيل". بالطبع هذه التقسيمات مذكورة فقط من باب التوثيق الفلكلوري و لا تحمل أي طابع قبلي متطرف. يضم الحي مدرسة العزبة (2) الإبتدائية و مدرسة الختمية الإبتدائية بنين و بنات (المسماة الآن بمامون البرير) كما تضم بين ثناياها مدرسة بحري الحكومية الثانوية العريقة. من أشهر معالم الحي دكان أبوالهول الذي يعرفه كل من درس ببحري الحكومية و مسجد محمود بكر بالإضافة للأندية الشهيرة مثل نادي التحرير (نادي ستاك أيام الإستعمار) بالإضافة لنادي الأمير. يسكن بالحي من المشاهير الفنان الرائع محمد ميرغني و الشاعر الرقيق سوركتي كما خرجت بعض مشاهير الكرة مثل إسماعيل زكي و عادل تنقو المنتقلان من نادي التحرير لنادي الهلال و كانا يلعبان برابطة الختمية في فريقي النجمة و ترهاقا إيضاً هناك حمد كمال و الأشهر هيثم مصطفي المنتقل من نادي الأمير لنادي الهلال إضافة لتش تش لاعب التحرير. أما رابطة الختمية و ما أدراك ما هي: فقد كانت في زمن من الأزمان قبلة لسكان الحي و عموم بحري القديمة حيث إتسم الدوري فيها بالسخونة وضمت فرقاً أصبحت جزء من ذاكرة هذا المكان مثل فريق البحيرة (من حي الديوم المجاور) و فريق العملاق (من حي الأملاك) بالإضافة لفرق ترهاقا و النجمة و الجوهرة و مقاصر و فريق الظافر و فرق أخري خانتي الذاكرة في ذكرها. من معالم الحي: زاوية الختمية و كان يشرف عليها حاج عبد الحميد رحمه الله و كنا قد تعلمنا جميعاً مبادئ تجويد القرآن على يديه و كان عاملاً بمصلحة النقل الميكانيكي (على ما أذكر) وهب وقته و ماله – على قلته للزاوية. و كنا وقتها صغاراً أشقياء و كثيراً ما نتندر على العواجيز الذين كانوا يعمرون هذه الزاوية: أذكر أن هناك شيخاً معيناً كان يقوم بالدعاء بعد صلاة المغرب ثم توفي ليحل الراية شخصاً آخر ليتوفى بدوره حتى تشاءم العجائز و خافوا من (شيل الفاتحة) أما نحن فكنا نراقب و نترقب من يأته الدور. من مشاهير الحي: "أبو علي" الفتوة الذي يتقي به أهل الحي شرور مصطفى الكضمي "فتوة ذلك الزمان" و قد كان أبو علي بالإضافة لكونه حامي حمى الحي فناناً شعبياً يحي حفلات الحي كما يقوم بنفسه بحماية الحفل من أي نشاط تخريبي يقوم به أحد الفتوات كما كان حكماً في مباريات الرابطة الحساسة حيث كان يدير المباراه (على الواقف) لثقل وزنه إلا أنه يتكفل بحفظ النظام بين اللاعبين ( ومن يقدر علي إثارة الفوضى في وجود أبو علي). كان شهماً فهو الذي يهب لحفر القبور في أنصاص الليالي و يحتفظ بأكفان الموتى في منزلة لكل من له حاجة. أبو علي الآن مريض بالقلب و الجلطة- ترهلت عضلات الفارس و فعل فيه الزمن فعلته (أطال الله عمره و متعه بالصحة و العافية). نذكر من شخصيات الحي الطريفة (...) رحمة الله فقد كان يعود في منتصف الليل للحي بعد أن عدل مزاجه جيداً ليهتف بحياة نصر الدين السيد الذي بنى الخور الكبير و لاعناً لحكومة نميري التي خربت مزاج الشعب. و كان رحمه الله يملك عدة كلاب تسير معه و تحرسه من عبث الصبية. كانت أسماء الكلاب (بن جوريون و موشي دايان و جولدا مائير)... ياله من سكير مثقف. كما يسكن بالحي استاذ إبراهيم السنهوري أستاذ الرياضيات الشهير و هناك أستاذ ميرغني عثمان ناظر مدرسة العزبة 2 الذي علمنا و نحن في المرحلة الإبتدائية كيف نقرأ و حببنا في قراءة مجلتي العربي و الدوحة حيث كان يعاملنا كأناس راشدين مما أكسبنا الثقة المبكرة بالنفس. و الناظر حسن عبد القادر بله رحمه الله الذي يضربنا في المدرسة ثم يهددنا بقوله: "حأكلم أبوك". أذكر أننا كنا نخشي المرور بالشارع الذي يمر به هؤلاء العظام هيبة و خشية (أيام كان للمعلمين هيبة). رمضان كان يحمل نكهة خاصة: المسلسل و دورة نادي الأملاك الرمضانية التي كنا نشاهد فيها نجوم الدرجة الأولي من الهلال و المريخ و الموردة و نسهر حتى السحور.... أيام نضرة لها طهم و لون.