أويتلا ـ "رواية"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 12:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم ابراهيم الحاج(عبد المنعم ابراهيم الحاج)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-08-2006, 02:40 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أويتلا ـ "رواية"

    هذه الرواية طازجة سوف نكمل فصولها معا.






    الفصل الأول


    "الطقس"

    اويتلا ..
    ياحلم الايام الصعبة ..يا نشيد الآلهة القديمة
    .وياجسر الأرواح في الزمن الفالت بين ادراكنا للاشياء وبين تجليها الحذر ..
    أويتلا يا حفيف الاسرار الخفية وياهمسات الرب الرائقة ...
    أربعون عاما وانا امتحن ارادتي
    ادخل كهف الاشواق الحفية لاحاذي درب العرفان ..
    أربعون عاما أتنظر تلك الهنيهة التي أحل فيها بنيقتي من شجرة النذور الصامدة ..
    لتحل بجعات الامل الحائرة علي نبع يقيني الاعظم ..
    المغفرة..
    أي رمز يمسح خطيئتي تلك واي قرابين علي سفحك الطهور تذبح نذري لتحررني من التزامي..
    اربعون عاما ولما تزل تلك الاسئلة المدمرة تشكن خازوقها في شراييني
    وتدق خشب الذاكرة المتصدع لتستنسل أسئلة اخري دون اجابات..
    - انه يرانا ...
    قالتها "شريفة" وهي تخفي الق اللحظات الحاسمة
    وتهش خفافيش اللذة التي تبترد فوق مياه خاصة..
    كانت انفاسها ترسم خطا سحريا يرشد نحلاتي دون عناء كي ترعي ثغرات رحيق ازلي ..
    صوتها مثل شهقة فانوس أتي ليطفئ ذؤابة تماسكي.. التفت حولي مذعورا لارى ذلك الذي يرانا ..
    كل شئ مستغرق في غبش الظلمة ..
    لانافذة تفتح طاقتها لبصيص الضوء ..
    ولا كوي يتلصص منها شبح في هذا الليل الجانح ..
    فلا شئ يجترح جدار الاشياءالصلد ة ولا من ثقوب ..
    النجوم وحدها تتجشأ اضواءها ثم تسلك
    تبانتها السحيقة.
    لتهل علينا من فوق العرش المكشوف لهذه القبة العتيقة
    لتبرز عن جزء يسير من قمة الجبل .
    رائحة البخور وحدها تضفي علي المكان طقسا منفرا ,وقدسية تحسسك بالخطيئة .
    كانت قد تسللت قبلي الي هذا المكان وهي التي تدرك كل خباياه
    فكم من مرة أوكلت لها "السيدة"المحترمة مهمة تنظيف القبة
    واضافة ذلك الخليط من البخور العدني في المباخر المتقدة ,
    وجمع الصدقات التي ينثرها الزوار والمتبركون خلال نهارات الايام القلقة..
    آخرها كان بداية هذه الامسية المحظورة ..
    الامر الذي جعلها تحتفظ بمفتاح الضريح لهذا اللقاء المرتقب.
    نسمة حلزونية باردة تسللت من اعلي الفتحة
    محدثة وشوشة خفيفة علي مشمع التابوت الاخضر
    عفت علي نفسي بعض السكينة والثبات..
    قبل ان ادرك مقصدها في اشارة ذات مغزى للسيد الراقد داخل التابوت .

    لست متخاذلا عن محبتي ووعودي ..يااويتلا
    ولست ضعيفا في اعترافي يومها ..
    حين نقشت علي صخرة القلب حرفين متلازمين
    يميلان يسارا علي سطح حجارتك الصامته..
    كانت الدنيا برهة للنقاء في خاصرة التلاقي ..
    وزفرة للنهر في رسوبيات اعوام الفيض ..
    أربعون عاما ورائحة الطمي تركن في الذاكرة
    وتعتلق عصير النفس الخالص ..
    وتغافل لحظات الخصب بالامنيات البسيطة..
    لأحتمي بظلال الاشياء الباهتة ..
    اشجار الدوم هي الاخري تحتمي بسعيفاتها من جلدات الريح ..
    و من حمي الاعتقاد باصطفائها لأثر الصالحين ..
    تفعل ذلك وهي تباهي الاخريات بالسموق ..
    باسقة انت ياأويتلا كحواف الحقيقة ورائحة المحريب..
    وشامخة كالستر في زمن التساقط والانهيارات اللازمة.

    ****

    --------------------------------------------------------------------------------
                  

08-08-2006, 02:50 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    --------------------------------------------------------------------------------

    هالة من الضباب تشحن الافق وتكهرب مساحات الشوف بعد انتهاء ليلة عصيبة من نزيف غيمة حاقدة ..أشجار المسكيت صابها البلل فبدت اشواكها أكثر شراسة وحماقة بعد ان جرفت المياه ثمارها المتساقطة وتعرت بوادرها المتنامية كسرطان مستشري ..أشعة الشمس في هذا الضحي الموتور فاترة تتخلل مشاش الطخا وتنزلق في كسل علي البركة الحديثة التي امتلأت حوافها وفاضت علي نهر"عنبر" من الاتجاه الغربي .. قرية "سوميت" الوادعة تجثو كحارس منهك علي الضفة الاخري . والناس فيها تراهم يتفقدون بعضهم البعض في هكذا صباح ماطر , فالمنازل لا ضمان لها تحت هذه المظلة الخريفية المتشدده , وجيوش الارضة التي تنخر نخاع الدعائم الاساسية لهذه المباني التي ظلت لعشرات السنين وهي تقاوم عرصات الريح ومتقلبات الزمن العاصف. فمعظم المنازل في هذه القرية مبنيا من الجالوص المبلوط بروث المواشي المتخمر , والبعض الآخر فريق من القطاطي المتداخلة معمولة علي اشكال دائرية متناسقة من اعواد الطلح ومطارق السدر وسيقان الاندراب, و مسقوفة بسعيفات الدوم في مهارة حاذقة ..في رأس كل قطية منها تنغرز زجاجة فارغة بعنقها في السوج. فتبدو للرائي من مسافة رحيبة كثدي عانس انزلق ازارها مع آخر عربة للقطار..المبني الوحيد الذي تظهر عليه سحنة المدنية
    هو منزل الخليفة الذي تم تشيده من الطوب الاحمر والاخشاب المستوردة والقضبان الحديدية وقد جلب له بناءا حبشيا ماهرا من مدينة "اسمرينا" المجاوره يدعي"هيلو" وضع عليه لمسات اجنبية جعلته أقرب للطرازات الكلاسيكية لأرياف جنوب أروبا. بالاضافة للجامع الصغير وتعريشة الخلوة
    التي يفد عليها الطلاب من مشارق الارض ومغاربها...لا أحد يمكنه ان يفعل شيئا في مثل هذا الوقت غير مراقبة النهر خشية الدميرة وغفلة التساب.
    ترى البعض يقوم بفتح المجاري والقنوات لتشق مسيرتها الاخيرة الي "عنبر" ..أو تصريف حياض المسمس وسرابات الطماطم وافراغها من المياه الراكدة حتي لا يصيبها الغرق أو"الكرمته" ..الاغنام تتلاصق علي بعضها في مراحاتها وهي تجتر أعشاب الليلة الماضية..وذكريات المراعي القادمة . وحفيف الريح يحمل بين الفينة والأخري أصوات شاحنة وهي تولول في محاولة مستميتة و عزيمة لاتشوبها الهزيمة, بعد ان انغرزت عجلاتها في وحل "البادوبة", تلك الطينة اللزجة التي تأخذ رائحة الانثي الشبقة ولون القهوة البجاوية ..وقد يظل ذلك السائق علي تلك الحالة يوما آخرا او يومان قبل ان ياتيه مدد من الله .
    مدد ..مدد
    تلقي الحياة
    قناعها
    ياسيدة..
    والمراة البرواز
    للرجل العلامة
    في النسور ..
    علي الكتف...

    صوت الدرويش قبل كل صباح خالص تنطلق عقيرته في براحات أضرحة النفس وخلجاتها كنت اسمعها وأنا في غفوتي ..وفي حيوات الصحو..وفي أفق محروس بالغبطات ..اي علامة توغل في الرمز واي آية خلفها قوس الزمان لخلاصي في معني ذلك النقش واشاراته .
    "السوط "
    "الحدوة"
    "خف السيد"
    " والتبروقة"

    - شريفة...!! هكذا طلعت نبرات صوتي محمومة باللهاث..وكلانا يغادر الآخر في مسلك للأبد.

    عنبر
    يا عنبر..
    يا اله الامواج الصاخبة..
    يا نهر الايام الموسمية ..
    ويا ملهم الخصب
    يا فارس الاحلام

    لصبايا القرية ..كل فتاة ضاق خصرها تمرغت في رمالك الواهبه..هذه عادة قديمة تفعلها الامهات في الليالي المقمرة عندما تكتشف
    بقعات الانوثة علي سراويل بناتهن.. كطقس للبلوغ تمهيدا لمرحلة قادمة ..تجتمع نساء القرية عن بكرة ابيهن عندما يكون البدر مكتملا
    في سماء طلقة..هذا "الطقس"يسمي "العادة". يتم له الاعداد أياما وليالي وقد يمتد الامر شهورا بحالها من جمع ثمار العنبر في زمن الفيض, فالعنبر
    يحتفظ برائحته الذكية والنافذة في فلقات داخل احقاق صغيرة يطرزها الشوك القاسي من كل صوب ..اذا علق بشاة كثر شعرها فلا محالة هالكة
    اذا لم يتنبه صاحبها لقص شعرها في الحال ..حيث تظل الشاة وا قفة علي قوائمها وهي ترتجف من لسعاته الي ان تموت ..فهو اشرس من نبات الحسك البري ,لذا قلما تجد معزي هذه القري الواقعة علي ضفتي النهر كثيفة الشعر فان حدث ذلك يكون مرده التأخير المؤقت "للعاصي" ذلك الحلاق الذي ينتمي لقبيلة "العفر"التي تقطن قرية "فنقوقة" التي لاتبعد كثيرا عن قرية "سوميت" ..لذا استخراج العنبر يتطلب خبرة ودرايه حصيفة عند قطفه وعند درسه..وعند مزجه
    بمياه مجلوبة من نبع اويتلا المقدس ..هذه العملية تتم بنسب محسوبة. ومن ثم يكورالخليط مثل كرات" الديلكا" فيترك علي ضوء القمر حتي تجف تلك
    الكرات المعنبرة. اما اذا اختلطت تقديرات تلك النسب, فستعاني الفتاة التي تم عنبرتها من العنوسة أو الانتظار الطويل قبل ان تتزوج بتدخل الظروف لفتاها اما بالموت أو الهروب من القرية. . لقد قلنا تجتمعن النساء
    في ليلة القمر التامة يرقبن حركته في الابراج من منزلة الي أخري فاللحظة الوحيدة التي لايكون فيها منافقا عندما يبتدأ الدخول الي برج "العذراء"..
    في تلك اللحظة تكون الفتاة عارية الا من هالة القمر ومستلقية علي ظهرها في وضع يجعل فخذيها قبالته.والنسوة يأخذن شكلا دائريا مصطفات حولها يرقصن رقصا تعبيريا هادئا في حلقة محكمة وهن ينثرن الطمي المسحون علي جسد الفتاة الساجي ..تمهيدا للعنبرة وعندما يلامس القمر برج العذراء..يبدأن خلط كرات العنبر بزيت خصية الثور ومن ثم دلك جسد الصبية المغطي بغبار طمي النهر..الي ان تبوح بفارس احلامها الذي يصله الخبر مع أول خيط للفجر,ليقوم بزيارة لمكان الطقس ومن ثم جمع فتات دلكة العنبر ليقدمها لعروسه في ليلة زواجه منها ..يتم التعرف علي منزلة العذراء بطلوع نجمات الثريا من قمة جبل اويتلا ناحية الشرق فتكون الثريا بدورها في برج الثور..فتتحد هذه العناصر في طقس "العادة"..ويرتفع الغناء
    عنبر..
    يا عنبر..
    يا اله الامواج الصاخبة
    يانهر الايام الموسمية
    وياملهم الخصب..
    يا فارس
    الاحلام
    لصبايا
    القرية
    ...
    ..
    .
                  

08-08-2006, 06:32 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    ....................................................................


    وماشهدوا الانوار وهي تذيبني..الله
    آه..هيَ..قيوم ..آه..هيَ ..قيوم
    وماشهدوا الانوار وهي تذيبني ..الله
    ياحي ..قيوم ..آحي قيوم
    تداخلت الاصوات..وارتفع الطبل ..في شواهق العشق الازلي..حتي لكأنك
    تحس مطارقه في طار القلب ..قبل اصطخابه في طبلة الأذن..
    درم ..تم..تم..درم..تم..تم
    ضرباته تستدعي اسلاف الغابة..وجنيات الشجر الافريقي..الفراشات المزركشة بالالوان الحمراء والزرقاء تكمل أشواطها في تناسق هامشي حول هالة الضوء المنبعثة
    من رتينة علقت برفق علي صنارة ضخمة تدلت من سقف التعريشه الخشبية لخلوة ..الشيخ ابو سوميت..لتنهي أشواطها الاخيرة في مركز الانوار .كما لو كانت تحي ذكرى محرقة تاريخية..أو مصلبة للتفتيش نصبت لمناصري المعرفة في أزمان بائدة..الكون كله استوي علي هذا الايقاع الاسطوري..ثم أخذ متصاعدا ومتهاديا في عروجه الي عماء مطلق...صوت حاج عبد اللاَهي المادح ..تمزجه أوتار الليل بفيض يتسلسل كنهر الروح في أزقة الجسد تلامس موسيقاه زبورات الوجدان
    كمزمار شيطاني..بلكنته المهووسة..لا هلوسة بعد اليوم ولا من وساوس ..وجوقة الحضور تراجع لثغات الصوت في تناغم فريد كنشيج الوازا علي خور الازرق العاري وانزلاقاته علي غابة القنا المتراصة في صعيد ممسوس..مستني اطراف الحضرة ..واستشري نشيشها خطرا في نفسي فانطلقت ألوي خرير عبرتي في وكرة الجبل .
    الشيخ أبوسوميت تتضارب الروايات عن أصله وكيفية وصوله الي هذه البقعة الجاثمة كالتالوله علي جسد نهر "عنبر" الموسمي ..ولكنها اتفقت كلها علي الوجه الذي قدم منه
    حكي لي ذات مرة صالح القدين وهو شيخ تجاوز المئة بقليل ويعتبر من اهم المصادر الموثوقة في تأريخ قرية "سوميت"..رجل يميل الي النحافة والقصر طعنت السنون ذلك الالق الذي يشع بين الفينة والاخري من زوايا عينيه الضيقتين والصارمتين في نفس الوقت. فسقطت ودعات الاسنان, وترك الزمن علي نفسه تعاريجا متقاربة علي صفحة الوجه تخفي فصدات تعلوها جبهة عريضة فقدت تناسقها بفعل الزمن, وتغضنت مناطق متباينة من جسده النحيل..كثمرة قنديل رطبة ذلك النوع من انواع البلح الشمالي الذي يحافظ علي رطوبته لاقصي فترة ممكنة ..لذا يدخله سكان السافل في قساسيب محكمة لينتظر الحول دون ان يجف...الساعدان يحقبهما دوما خلف انحناءة الظهر حتي تكاد تري تداخل الاوردة والشرايين من شدة رهافة الجلد والتصاقها بالعظام .الساقان ينفرجان "كسفاريك"الهدندوة وعصيهم النادرة..في مشيته وقارا دهريا وصلابة رغم اهتزازات الشيخوخة..قدم الي القرية عندما كان في الثلاثين من عمره وجدوه نائما ذات صباح حائر في مكان "طقس العنبر" لفتاة من القرية وحيدة لامها وابيها تربت علي غرار الاولاد ترعي الاغنام ,وتلعب معهم لعبة "البعاوي"..بل كانت اكثر صمودا وثباتا من اترابها في منافسات الارتكاز و الجلد بسياط نبات "الكرمت" الذي كان ملمحا ظاهرا في ذلك الزمن,وفي المصارعات البريئة التي تغري بها رمال عنبر من وقت الي آخر في تلكم الليالي المقمرة.
    كانت" تحرًم" وتطلًق في كلامها اكثر من أقرانها حتي اصبحت كنيتها"حرَم" واحيانا "حمد ولد"ويقال انها ظلت غلفاء حتي لحظات انجابها لطفلها الاول
    فغافلتها الداية "بت حيمور" وعدلت من وضعيتها..مع ضحكة مكتومة انتصارا لمهنتها المتوارثة.
    مرت سنوات بعد بلوغ "زينوبا" مرحلة الطمس قبل ان تنتبه امها في انزعاج جلي لذلك..كانت قادمة للتو بعد نهار قاسي قضته في "تكن" الساقية وهي تباصر الثور في حركته الدائرية المنسجمة مع رشحات القواديس الجديدة التي جلبتها مع ابيها قبل ايام قليلة من حفرة "البقداوي" ..لاشئ ينغص عليها متعتها تلك سوي بعض الآلام في ظهرها وصرير "السندقيق" الذي يزيد من تلك الطعنات الخفيفه في مؤخرة رأسها وبعض النعاس .

    - علي التًلاق مااتعنبر ..انا ما مره..!

    _ غوري من قدامي.. عليكن النبي
    شوفن البنية الجاسرة
    دي ..
    ان بقيتي ماك مرة ..روحي بولي من تحت فرقات سروالك
    فوق الصريف داك ..عشان تعرفي روحك
    مره ولَ راجل ..!؟

    - حرَم ما في راجل
    في الحلًي دي كلها يقدر يركبني ..ولَ يقز شمبورتو فيني
    عـِلاََََََ أكون ميتة وجتتي ناشفة..!!

    قالتها" زينوبا" في بساطة و تعنت كما لو كان الامر محسوما بالنسبة لها منذ تلك الحادثة التي كادت أن تذهب بحياتها عندما حاولت أمها بمعاونة بعض النسوة من القرية "وبت حيمور" الداية لاخضاعها بالقوة لاجراء مراسم "الطهورة" المؤجلة حتي صار عمرها تسعة سنوات ..والتي عادة ما تنجز في الفترة مابين سن الرابعة والخامسة من عمر الفتيات ... كدن ينجحن في خفاضها لولا انزلاق شفرة القصب عن بظرالفتاة لتستقر علي كف بت حيمور محدثة شرطا عميقا ..ابيضَ.. ثم اصفرَ..ثم النزيف..مجترا صرخات صبايا الماضي في تراجيديا المشاهد والدماء التي لم تطهر يديها من اجتزازات مستمرة..
    - بت الهرمه.
    قالتها بت حيمور وهي تضع الخرقة المعطونة بالسمن الساخن مع مسحوق القرض والملح علي جرحها وتضع في قرارة نفسها قسما بعدم التعرض لهذه الفتاة المهبوشة . فانسحبت تجرجر هزيمتها وهي تلوك لسانها ما بين الاضراس .
    لم ينتهي الامر عند هذا الحد فتفلت الفتاة من بين أيدي النسوة وصراخها ينتشر هباءا في اصداء القرية..وسط حيرة الحاضرين وقهقهات الاطفال
    لتسلك دربا نازلا بين الاشجار ينتهي بها في حفرة "النبرو" تلك البئر العميقة والممتلئة بالمياه عند حافة النهر مرصوفة الجوانب بعيدان "الطرفه" وحشائش "المرديب" التي تمنع انهيارات الرمال.. في براح يسمح للشادوف من سحب المياه ودلقها علي "لور" منجور من مروق الدوم يقوم بتصريف المياه للجدول الضكر ذلك القنال الرئيسي الذي يربط المترات بالمساحات المزروعة.. فلولا تصاريف الاقدار التي جعلت "جدو" ذلك الهوساوي الذي برع في تسلق دوال الدوم لتجريدها من السعيفات التي يستخدمها في بناء القطاطي و"ظهور الثيران" تلك المنازل التي تاخذ أشكال "الكرانك" ..وقتها كان يعتلي دومة هميمة وفأسه تشذب جريدها ومنجله المعقوف يحسحس الاشواك الملتوية في مهارة لا تضارع.. حانت منه التفاتة عفوية ليحصي كمية السعف التي قطعها خلال هذا اليوم الشائك؛
    فرآها تغطس ثم تطفو في حفرة النبرو ؛فسارع بالنزول كقرد جبلي متحرفن وانقذها وهي في الرمق الاخير.

    فشلت امها مرة أخري في اقناعها حتي يتم طقس العادة ويمر بسلام..وهي متنازعة بين مشيئة القرية ومسايرة طقوسها وارادة البنت التي لم تثنيها تحولات الانثي علي هذا الجسد الفاخر..مرت سنوات منذ ان بدأت هضبات هذا الصدر العاري بالنشوء..فتبجست البراكين في مواسم الزلزلة
    وانفرطت غرزات الحكمة ..يا فاكهة الخلق البديعة ..ويانشيد الآلهة القديمة ..ويا نضح الاسرار..لا غيمة شرحت معناها علي مفازتك البتول .. فمع كل صيف جديد تترك ريح التكوين سفاياتها
    تحت الاشجار ..

    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 08-08-2006, 11:51 PM)
    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 08-08-2006, 11:55 PM)
    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 08-09-2006, 00:01 AM)
    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 08-09-2006, 12:28 PM)
    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 08-18-2006, 01:13 AM)
    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 11-15-2006, 02:47 PM)
    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 11-15-2006, 03:33 PM)
    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 11-15-2006, 03:36 PM)

                  

08-08-2006, 11:48 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    --------------------------------------------------------------------------------------------


    كان صيفا متجبرا في ذلك العام ..شمسه تبتذل الحرارة وتحرش كلابها علي صهد الجبل ..واسراب القطا تستقي زرافات.. من ترعة صغيرة خلفتها سيلانات من حواف الجدول الضكر علي مدار "تتك"الليل المنصرم ..بعد ان رقد ذئب متغطرس في مجري الماء انتهره"كورينا "والد زينوبا بعود "طوريته"الطويل الذي يتناسب مع جثته الضخمة عند اول الفجر ...وهو يلعن في سره " كراي السجم" الذي دوما ما يهتك الجداول في مثل هذه الامسيات الخانقة..فيجعل ليل "الترابلة" محنة تقص الظهور من كثرة الانحناءات ..كان رجلا فارها مثل جني لفظته الحكايا والاساطير الي هذه الناحية العجيبة ..وصامتا كتمثال لاله نوبي..وجهه الطفولي الامرد. لا يمكًن احدا من سبر اغواره ..نادرا ما تراه في مجالس القرية واحتكاكتها ..يقضي اغلب اوقاته في الحقل ..او عند شجرة الجميزة العتيقة تراه يسن منجلا او يصنع محراثا لاحد الفلاحين..
    أو نجامة..فهو أول من ابتدع محراثا تجره الابقار ...وأول من صنع ساقية في هذه المنطقة... كما روي عنه "صالح القدين" فقد حباه الله طاقة للابداع..قضي بقية عمره متحدا معها ومخلصا لها
    متنقلا بين القرية وبين غابات الجميز الكثيفة خلف جبل اويتلا ..يصنع حلقات السواقي وينجر العطفات حتي اصبحت مهنتة
    التي تلبي حوجات القري المجاورة..والتي تمسكه عن القرية اياما تمتد الي شهور في بعض الاحيان.

    كانت تمسك "اربلا"تطرح به الارض وتحيي "تقانت " الاحواض في مسافات محكمة بمقاييس نظرية تضبطها بايقاع متموسق داخلها اعتادت عليه بمرور السنوات.. ففي كل صيف من كل عام يستعد الناس لموسم "المريق" فينطلق النفير من "بوقة" الي اخري في تحد لفصل الخريف الذي لن تنفع معه آلاتهم البدائية في حفر الارض وتجهيزها في فترة الصبنات...لذا يقومون بحرث الارض وتوضيبها بالثيران ونثر الذرة الصفراء علي حفر منقوحة بالمعاول الصغيرة بمسافات لا تتجاوز القدم بين حفرة واخري لتمكنهم من نظافة الحشائش المتطفلة ولتكسب قصبات الذرة مساحة للاستقواء علي حمل القناديل الضخمة التي يمتاز بها ذلك النوع من الذرة الاستوائي.الريح الخفيفة تسف الغبار مثل الغام ارضية تتفجر كلما حركت زينوبا الاربل علي هشاشة التراب..وحبات العرق تنثال من صدغها وتنحدر من فوق ابراجها الطليقة الي اسفل في بطء حيث تشكل قطراته مساحة لينة عند العانة تحت "تكة" قطنية تلك التي تحزم سروالها الرجالي الذي يستر عورتها وينزلق قليلا الي اسفل الركبة. مثل هذه السراويل الغبشاء المصنوعة من قماش الدمور هي الزي العام للرجال بالاضافة الي عراقي قصير لا يلبسه المرء الا مرتين أو مرات ثلاث في العام عند ذهابه للمدينة أو لصلاة العيدين .اما النساء فيلبسن رحطا قطنيا مصبوغا بالوان باهتة يشددنه عند الخاصرة بربطة محكمة ووشاحا شفافا لا تضعه المرأة علي صدرها اطلاقا قبل ليلة الزواج ..فان فعلت فتاة ذلك فسيعتقد الناس بانها فقدت عذريتها..واصبحت أمراة بائتة..لا عسل لديها ..ولا شرف.. لذلك فهي تحاول أن تخفي تلك التحولات التي ستطرأ علي نهديها بوضع ذلك الوشاح..انهم لا ينظرون في هذا الثدي غير وظيفة لرضاعة الصغار وبينة لعذريتها..فذاكرة الاثارة والابعاد الجمالية لم يكتسبها ذلك الشطر النافر ولم تتشكل لدي الذكر والانثي في ذلك الزمن الفطري بمعاني الاشتهاء الرمزي الفريد..فلا مجال لطفل كبير بحظ التمني في نوستالجيا الفروضات.
    تقاطرت ثلة النفير من ازقة القرية ومنعطفاتها علي درب صغير يأخذ تعريجات بين الاعشاب المتوحشة وشجيرات العشر والكرمت المتناثرة علي الاراضي البكر, بصدورهم العارية ومعاولهم المحمولة علي الاكتاف وملامحهم السمراء..كانهم جيشا صغيرا لمحاربين أشداء من قبيلة افريقية خارجون لقتال شرس في معركة مصيرية.كيف لا فالحرب الوحيدة التي ينتصر فيها الانسان هي تلك التي يقودها ضد الطبيعة وقهرها فيذللها بعد اذلالها له يصادر قوانينها ويجعلها طائعه مثل كرة صغيرة يتقاذفها بين يديه.ثلاثون رجلا وامراة يناوشون الارض ويطعنونها في كل شبر منها لتحبل بالأماني وتهيئ نفسها للانجاب.. ولدفقات الحياة القادمة.. يشقون الجداول وينقحون الحياض من الحجارة الصغيرة مثل صفحة لمقال اسبوعي .
    بعضهم يحفر وآخر يبذر الحب..واثنان منهم يحاوران "واسوقا " خشبيا ليضع لمساته الاخيرة علي القنوات في هندسة متقنة.
    تراهم يتبارون في العمل لانجاز اكبر قدر ممكن ..كنوع من الاستعراض البرئ للسرعة والمهارة لتكون محورا لنقاشات قادمات في اوقات
    القيلولة عند شجرة الجميز العتيقة التي تلقي بظلالها الباردة علي براح رحب من الارض. وقد تعلو صرخة لاحدهم وهو يسب ويلعن مع تعالي ضحكات الآخرين
    _ علي الطلاق الليلة ..كان قبصتك ما في شي ..يحلني منك
    علا حمار الوادي يهنق ..يامطرطش.
    قالها "ود شرَاط" قبل أن يندفع خلفه في محاولة فاشلة للحاق "بالدرملي"
    استمرت الملاحقة لبعض الوقت قبل ان يصيح "ود الفقير" فيهما وهو يكتم ضحكته المدوية
    - ياخوانا كسرتو الجداول دي لا حدها..
    ثم أردف موجها كلامه لود شراط في لهجة ممتزجة بالجدية والهزل
    - الزول المهبوش ده كان تبعتو ..حرَم تودر يومنا ساكت..وتمرقونا بلا شغلة ..آناس ما تسوولكن عقل!!
    كان ود شراط منهمكا في شق "انتاية" اضافية بطوريته لآخر أحواض فريدة في نهاية المزرعة وهي قناة صغيره تسمح بتصريف المياه خارج المساحة المزروعة تحسبا لموسم الامطار الشديدة .فغافله الدرملي الذي كان قادما من خلفه ونخسه في دبره ..وهذه سمة يفعلها دوما متي ما مر بشخص منحني لا يستثني شيخا أو طفلا أو امرأة ..جاء به ابوه الي قرية سوميت قزما قصيرا من بلدة "العكنة" عند أطراف النيل بالقرب من مدينة "المجاذيب" لا ينحني ابدا حتي في صلاته. له صوت جهوري أصيل حيث يمكن ان تسمع نكاته ومنلوجاته وضحكته المجلجلة التي ينعش بها ليل القرية ونهاراتها من مسافات بعيدة ..لم تشرق شمس يوم جديد علي مجيئه إلا وكان هو ذلك المؤذن الذي تهافتت الناس من القري المجاورة ومن كل فج محتمل .. عند سماع صوته للصلاة في فجر مبتسر.

    .. أرخت الشمس أهدابها مثل أذني حمارة شائعة ..وسحبت انفاسها الحارقة من محفة الكون المستسلمة لنهار يوم قائظ ..وساقية كورينا بدأ نعيرها كمناحة لقبيلة الحمران المنتشرة في الجزء الأعلي لنهر عنبر .."دخان عزبات" ذلك الطائر الحذر يلتقط ما تناثر من حبات الذرة قبل ان تغمرها المياه ..كانت نظرات زينوبا تمركزت حول لونه المحايد ذلك اللون الذي يقف علي درجة حرجة بين الاصفر والبرتقالي مثل شهاب سقط علي الارض في لمحة استثنائية..او كساقين نفيسين
    لعروس خارجة لتوها من حفرة دخان..لم تكن تدرك كم من الوقت قد مر قبل ان تنتبه لصوت امها وهي تحمل أبريق الشاي الضخم كانت قد اشترته مع
    بعض الاواني من "الحلبية" التي تمر علي القرية في فترات متقطعة مع لقيمات كانت قد أعدتها من دقيق القمح خصيصا لثلة النفير.

    - امسكي البراد مني ..واندهيهم..قبال الشاي مايبرد.

    -----------------------------------------------------------------------------------------
                  

08-09-2006, 03:45 AM

Sidig Rahama Elnour
<aSidig Rahama Elnour
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3420

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    Quote: أويتلا -- فردت لها بوستا كما تعلم --

    بس ربنا يبعد عننا حراس النوايا --ووكلاء الخلق بالانابة عن الخالق



    لا عليك يا منعم فحينما تمور الحكايا حركةً ، وتخلق النصوص قلقها الحي
    ترسل القاري الحصيف الى مفازات التوتر القصوى حتى يتذوق منها حموضةً ملئية برضوب المرح الشفيف ...
    هذه الرؤاية ممكلة كسلاوية تحمل ملامح الماضي بجلاءٍ واضح .. وتعكس عادات المجتمع
    وتورخ لأمكنة وشخوص منسيين في تلافيف الزمان ....
    نتابعها معك وسنكملها تفاعيلاً كل ما طلت من ثناياها شخوص الأحداث ...
    حتى الأن أرى أن التعليق يفسد تسلسلها ، لذا سننتظر حتى نقول رائنا متكاملاً فيها
    فواصل هذا التداعي الحميم ... وكلنا شركاء في النصوص والأمكنة والأحداث حتى يتبن الخيط الأسود من الأسود
    تحياتي
                  

08-09-2006, 12:38 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: Sidig Rahama Elnour)

    شكرا صديق ..علي هذا الاحساس الراقي والمتفهم ..وده طبيعة في ناس كسلا .

    أجمل ما في هذا البوست هنالك قراء ولا من مداخلات..الامر الذي يجعل تسلسل المشاهد
    جيد لا تشوبه انقطاعات جانبية
                  

08-09-2006, 01:09 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    (~)

    "الحدوة"

    هي المرة الاولي التي نزور فيها قرية سوميت..عثمان "ساطور" انتصار عبد السميع..البينو سيرليو وشقيقته ..أدَاو ..حسين ادروب..بدعوة من شريفة حسن صالح القدِين..لحضور مناسبة زواج بنت خالتها كنا الدفعة الثانية باستثناء كل من أداو وعثمان ساطورفهما من الدفعة الاولي من عمر كلية أويتلا للدراسات البيئية والانمائية التي انشاتها منظمة هولندية تعمل في مجال التنمية والتاهيل ..بالاضافة لمحطة للطاقة الشمسية ومعهدا فنيا لتأهيل الخبرات التي تحتاجها المنطقة.
    كنا نقطع المسافة التي تبلغ خمسة اميال تقريبا الي سوميت سيرا علي الاقدام ..الثنائيات المتبادلة تشكل ملمحا منسجما لسرب سداسي حميم .. بمسافات متقاربة، ساطور ونصرة.. في المقدمة ..يليهما ادروب والبينو ..ثم في مؤخرة الركب انا وأدَاو التي كانت تحكي عن القبائل النيلية وعن تواطؤ قبيلة الدينكا مع تجار الرقيق الاغاريق والشماليين في عهد التركية السابقة ..عن النزاعات التأريخية بينها وبين قبيلة النوير ..وعن قبائل الباريا التي تشردت من مناطقها حتي لاذت بجبل الرجاف..عن المنداري ..والتبوسا ..حدثتني ايضا عن قبيلة الزاندي التي تنتمي هي اليها ..وعن الرقصات الشعبية وعن حجر الكواتو ..وطيور الغرنوق ..المعتقدات والاسبار ..السلاطين ..أرواح الاسلاف ..أنواع الحراب واستخداماتها ..الحرب ومسبباتها التأريخية ..حدثتني عن أشياء بعيدة في الذاكرة ...وعن ..وعن ولكن ..! كنا قد وصلنا جسر عنبر الترابي ..فبدت الكلية من خلفنا مثل حدوة اسطورية لفرسة جامحة
    علي ظهرها تحمل اسفار الخلاص أو مثل قيد سلطاني مكسور .


    شيدت الكلية علي الهضبة التي تلامس جبل أويتلا وتمتد حتي بداية تل البتولا..معظم مبانيها من البرفانات المستوردة التي تم تجميعها لتاخذ تلك الوضعية الساحرة..سور الاسلاك الشائكة تتخلله نباتات الفايكس المقصوصة..البوابة الحجرية الضخمة بتشكيلتها الاسطوانية مثل جمجمة عظيمة لفرس بحري .متحف الطبيعة من الناحية الشرقية خلفه كافتيريا النشاط والمسرح الصغير ثم مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية يليه مكتب العميد ..فالمكتبة ومن الناحية الغربية ملعب لكرة السلة وآخر لكرة القدم ..موقف للسيارات الصغيرة وعربة الاسعاف ثم قاعات الدراسة والمعمل ومن الناحية الجنوبيه بعض الشجيرات المتفرقة و المباني السكنية المتباعدة للاساتذة بأشكالها المتقوسة مثل مثقفي سلطة الانظمة الشمولية ثم في النهاية الاستراحة وثكنة الاساتذة ..
    انعطف الطريق عند مدخل القرية فنبهنا عثمان ساطور الي حوض صغير يقترب قليلا من اشجار التمرالهندي التي تسور شجيرات الجواف والبرتقال والليمون والقريب فروت ..الطحالب التي تطفو علي الحوض وبعض الاعشاب الجافة تدور في فلك سرمد حول نفسها والماء الجاري ينسحب الي العمق كأنما تشفطه دابة عظيمة الي باطن الارض ..كيف للماء ان يتسخ وهو الذي ينظف الاشياء .. كان مشتبها يمينيا ..و برزخا باطنيا.. يفلتر الماء بين حوضين وبينهما يعبر الناس والدواب وكل مخلوق..الي مسيرة الاتساخ الجديد
    اغتسلنا عند الحوض اليساري لتلك "الغطاسة" ثم دخلنا قرية سوميت.
    كان مهرجانا تلقائيا تلاقحت فيه الرقصات الشعبية..واحتفالا تعبيريا علي ايقاعات متنوعة.. الطنابير بدوزناتها المتباينة.."ود ضقيل" وأغنيات الشمال..
    "الطنبور يرن ..والشلة صفقوا ..بي حماس...والوزين نزل في الدارة ...وين يلقي الخلاص..الوزين نزل يالله وين يلقي الخلاص"
    صفان متقابلان من الشبان والعجائز يحمحمون علي ارض مبسوطة ..بينهما رشحات "الشبَالات" المنتظمة ودفقات لضفاير الفتيات علي رزم "الدليب" الساخن..وهي تنثر عطرها علي القلوب فيشتد الحماس..
    - أضربوا الكف..
    يطلقها احدهم بين الفينة والاخري
    "ود ساوة" وأهازيج طيوره علي "شنبر" الشرق الحامي
    " ايدوبا..أوو..ايدوبا..آفريوا ....آمريوا"
    ثنائيات المساجلة بين سيفين رشيقين ..في "صقرية" متقنة ..والبنيات في محاورة الجسد النافر أصلابهن للوراء وصدورهن مثل رماح مشدودة وظهورهن في انثناءات قاتلة ياخذن شكلا لأحرف اجنبية معروفة.. ينتشلهن "البيساي" بين فينة وأخري ثم يعيدهن لطقسه البجاوي من جديد.
    "فرقة كرامارا" الاثيويبة..بآلات النفخ العجيبة واصواتها الرخيمة ..وأزياءها البيضاء ..وصيحاتنا الماجنة ..تنسرب من بين الأداء الجماعي الفريد
    " نآنو..نانو..نونا ..آيي ...ننو نانو..نونا آيي...أتي ..جلين..كودا ..ياي"
    جوقة للفرح العفوي ..وكرنفالا للتلاقي..في ذروة النشوة الخالصة .. فجاءات لا تشوبها الموعظة..كنا في وسط المعمعة..لا تفصلنا الغربة عن مشاعر القرية المرهفة..ولا يحد نزقنا قدومنا الاولي للمكان...فأصبحت "سوميت" ملاذنا وقبلتنا لسنوات لاحقة حين تحاصرنا الفاقة وحين يضغطنا الحنين.

    * ***



    ـــ كالعادة" قاسم" سيكون أول شخص قد سبقنا الي الكهف.

    - الدرويش الصغير!!.
    قالتها شريفة..وهي تلتقط انفاسها اللاهثة ..ثم اردفت
    - ربما عثر علي الكنز المفقود ..في زوايا هذا الكهف العتيق.
    تبيت صوتها بنبرته المدغومة تلك..التي لاتخلو من تهكمات احيانا..كنت مستلقيا علي دكة من حجر الجرانيت..شكلتها الطبيعة علي وضع مسطح أو ربما قام بذلك احد الاسلاف ..فهذا الكهف العجيب لم تجانبه الاساطير ..فكثيرا ما سمعت بأنه كان لاصحاب الكهف وكلبهم قبل انفتاق الاخدود العظيم ..وأن اصحاب محمد النبي أولائك المهاجرون بدينهم لاذو به أياما وليالي قبل ان ياتيهم رسول النجاشي الامين..وقبل أن يتعقبهم ابن العاص داهية قريش ليشئ بينهم وبين ملك الاحباش .. وأن الشيخ أبوسوميت قضي فيه اعواما بكاملها
    متنسكا فيه لم يبرحه الا للحوائج اللازمة..قبل ان يتعرف علي "حلية" الحبشية التي كانت تسكن هي الاخري وحيدة في نفس المكان الذي قامت عليه قرية "سوميت" الحالية..أصلحت من هيئتي بعض الشئ ..ثم ثنيت ورقة الصفحة لاثبت الفصل الذي كنت أقرأه من "مسرحية النمل" لكاتب مغمور لم تعرفه البلدة بعد.

    - نهارك جميل.
    قالتها انتصار ثم القت بنفسها علي أول صخرة عند المدخل...بقوامها الموروث وخطواتها الواثقة ..تابعت "شريفة" سيرها ناحيتي .. مع كل خطوة تطأ وريدا في قلبي ..فأختزن الشوق وأرتدي الحريق ..ابتسامتها مثل مجرة..وانفاسها الياسمين...وروحها مثل فراشة ..كنت قد وقفت لافسح لها مكانا علي الدكة..لكنها باغتتني باحتوائها المفاجئ ..برغم وجود صديقتنا المنهكة ..

    - يومان ولم نرك فيهما الا تشتاق يارجل ..ام فزت بجنية لعينه من بنات هذا الجبل المسكون.
    قالتها وهي ماتزال تمسك بيدي وعيناها تسبحان في مياه خاصة.
    ـــ تشهيت نفسي فتركتها للقراءة والانسجام.

    - ونحن من يقرأ لنا كتاب الاشواق ويلجم مهرة الحنين.

    ـــ كنت اعد فصلا مسرحيا وأستشف رؤى اوليه لاخراجه في يوم ما.

    ارتفع صوتها فجاة وهي توجه حديثها لنصرة التي مازالت عند صخرتها تلك قرب المدخل ونظرتها تستقر علي غلاف الكتاب .

    - الم اقل لك ..انه يتواطأ مع النمل ليكشف سر العرفان .

    ردت انتصار دون ان تلتفت الينا.

    _ ربما يصنع حلفا مصلحيا معه حتي اذا زلت قدمه يوما ..
    ثم تابعت حديثها ضاحكة
    _ ..سارعت نملة شفوقة لاخبارنا عبر هاتفها المحمول.

    ـ ياله من درويش صغير..

    قالتها "شريفة"

    ثم ضحكنا جميعا.

    تناولت شريفة الكتاب في شغف وهي تمسح غبارا ناعما كان قد علق عليه فتفرست غلافه البرتقالي برسومه التجريدية .."النمل" ..مسرح للطفل...المؤلف ..مبارك ازرق.."جماعة اولوس الادبية"..ثم في اول صفحة بعد الغلاف اهداء أحمر بحبر سائل اللون ...,,الي قاسم جبريل..مع كل الامنيات ،،

    - اتعرفه؟...ومن تكون جماعة أولوس تلك؟ ..وكيف ..وو..
    ـــ مهلا ياصديقتي المتعبة..
    كانت انتصار قد انضمت الينا وهي تجفف دلتا العرق من علي جيدها بمنديل أزرق ..فالمسافة من سفح الجبل وحتي هذا الكهف "كهف المحنة" كما تسميه شريفة احيانا, مرهقة لانسانة خارجة لتوها من حرير اسرتها ومن نعيمها الميسور ..برغم مايبدو عليها من رشاقة في مشيتها وبعض الملامح الرياضية ..."الهنكوشة" كما يناديها حسين أدروب ..عندما يحاول اغاظتها ..تعتقد شريفة ان كل من اوي الي هذا الكهف واحتمي به فهو مستجير يبحث عن الخلاص ..كانت قد حدثنتا بعد ان عرفتنا علي جدها صالح القدين في زيارتنا الثانية لقرية سوميت التي استهدفت خلوة الشيخ ابوسوميت التي كنا قد القينا عليها نظرة عابرة في زيارتنا الاولي ..فمناسبة العرس كانت تشغل بعضا من تعريشتها ..في تلك الزيارة التي كانت بصحبة شريفة في نهاية الاسبوع تخلف عنا ساطور الذي ذهب برفقة أدّاو وشقيقها البينو لزيارة اسرتهما بالحامية التي تقع اسفل جبل "مكرام" ..فأبوهما عقيدا في الجيش وقائدا لسلاح المشاة بالمنطقة الشرقية..يعرف كل منطقة وكل بقعة حدودية مع جارتنا اثيوبيا التي تتوتر علاقتنا معها دوما بسبب خلاف بسيط علي مناطق محايدة تفصل بين الدولتين بحواجز طبيعية..مثل جبل أو خور او هضبة رسوبية.. أو بسبب الدعم المتبادل للحركات والتنظيمات المعارضة. وهذه الخلافات بين الانظمة لم تلغي التواصل بين الشعبين..ثقافيا وتجاريا,فتهريب البن من "ها"..والصمغ العربي الي "ها" تلك القرية الصغيرة الحدودية التي لم يحدد انتماءها بعد فسكانها من الدولتين مشهورة "بالبرشوت" وهو تهريب للبضائع بالجمال وحمير "المكادي" أو "الدّبّلو" بدون رسوم جمركية, وهي نوع من الحمير الغبشاء القصيرة تحتمل وأزانا اضافية علي ظهورها العريضة ولكنها بطيئة السير ..قرية "ها" تشتهر أكثر بطيور "الجنقو" الهائمة التي تحط علي "متلتها" بعد انتهاء عيد الحصاد لمحصولي السمسم والذرة "الفيتريتة" لتغادرها مع اول رشاش في موسم الخريف..كم مرة زودنا فيها القائد"سريلو" بخرط لمناطق كنا نجري عليها بحثا ميدانيا أو دراسة للتربة اومسحا سكانيا للقري المحيطة ..أو للغطاء النباتي الذي تنتشر فيه غابات "المسكيت" التي تجتهد المنظمة لابادتها واستبدالها بأشجار" البان " تلك الفصيلة من الصنوبريات الاستوائية.. وأشجار الدّوم التي كانت تتكاثر سابقا علي اطراف الخيران ومهاوي السيول فالتهمتها مناشير "الشقيق" لسد حوجة المنطقة المتزايدة لعروش المباني المتنامية للمدينة وللوازمها التي امتدت رقعتها بسبب النزوح..فمع الهزيم الذي تطلقه المدافع الروسية خلف الجبال الشرقية وتلك الراجمات التي تحملها شاحنات ماركة "اورال"..
    تزدحم المخيمات المنصوبة علي "وادي الشريف" بآلاف المتضررين الذين شردتهم الحرب وشبح المجاعة.. ومن ثم تستوعبهم المدينة بعد تسسللهم اليها في مهنها الهامشية التي تطورت مع مرور الوقت واصبحت ركيزة هامة للاقتصاد الطفيلي وللتجار..لم نكن نرى داعيا وأهمية البتة في مرافقة ستة افراد من الجنود المسلحين لرحلتنا الميدانية..التي دوما ماتكون علي ناقلة جنود متوسطة..ماركة "مجروس" ..وبعض الوصايا التي يرسلها القائد "سريلو" مع ابنته ..بان لا نبتعد كثيرا عن آخر شجرة "لالوب" تصادفنا في الطريق ..لان اي منطقة لا توجد بها شجرة هجليج فهي خارجة عن دائرة الاستطلاعات العسكرية لتلك الجيوب التي تنتشر فيها عصابات "الفالول" قطاع الطرق ..وقد حدث بالفعل حينما كنا نجري مسحا سكانيا لقري "الماريا"وفي طريق العودة عند غروب نافق خلفته جثة الشمس المطعونة برماح الليل,و حينما توغلت الشاحنة في عمق خور "ابي علقة" صادفتنا مجموعة من عصابة الفالول التي ولت هاربة محتمية بالاشجار مع بعض الرصاصات الطائشة التي أطلقها اثنان من المجموعة المرافقة لنا.

    قالت "شريفة" ان جدها صالح القدين بعد وفاة زوجته "زينوبا" بعد ان انجبت اباها "حسن" بأيام قلائل احتمي بهذا الكهف شهورا بعد ان اودع الطفل برفقة ام زينوبا الي الحوش الكبير "حوش السيد" لترعاه امراة أخري وترضعه بعد ان فقدت وليدها اثناء عملية توليد قاسية..مكث يعتصر احزانه ويندب حظه العاثرفهذه المرة الثانية التي يفقد فيها زوجة له .. كان قبل ان يفد الي سوميت تزوج بامراة قريبته من منطقة خور "بركة" ولكنها ماتت بعد شهر من الزواج وفي تلك المنطقة لديهم معتقدا اذا ماتت امراة او رجل قبل اربعين يوما من ليلة العرس فلن يحظي الزوج او الزوجة بالزواج مرة أخرى فيصبح ذلك الشخص منبوذا من القبيلة باعتباره مصدرا للشؤم.."الحضيري" كما يسمونه بينهم.ولابد للاطفال الذين يولدون في تلك السنة من وشمهم بفصدات افقية متقاربة علي الخدين مثل تلك التي تزين السلاجق اصحاب دفاتر "التكلة" تلك التي يسجلون فيها رسومات الضرائب والجبايات للاراضي المستحوزة للانعام...خرج صالح القدين منبوذا من منطقته فهام سنوات و سنوات علي الارض قبل ان تجتذبه رياح الخصب التي خلفها طقس "العادة" ورائحة العنبر الي قرية سوميت.

    تحلقت ثلة النفير عند "تقاة" مستديمة وهي مكان الحصاد الذي تفصل فيه الحبة عن السنبلة بمطارق الاندراب بعد نهاية فصل "الدرت" برياحه الحارقة التي تجفف السنابل وتجعلها سهلة الانفصال. . كانت زينوبا تحمل السنابل المقطوعة في سلال مصنوعة من الزعف..من مكان الزرع لتفرغها وسط حلقة التقاة ففي احدي مرات السعي ..وبينما كانت منحنية لتفرغ "قفتها" تلك امتدت يد "الدرملي" لتلامس فراشتها النائمة وتستقر في مركز اللذة المكبوته فنطت دونما ارادة مثل فأر في مصيدة مستوردة واستقرت بين كومة السنابل الناضجة يلسعها شري اللحظات الخاطفة..ودبيب النفس الملدوغة ..سري النمل في روحها مدغدغا لانوثتها البكرة..واحتوتها قناديل الكون لتسد مسغبتها المفاجئة ..توقفت عجلة الزمن وطالتها الغيبوبة..خفافيش تغتسل في سماء لزجة ..وملكات "الأرضة" تحررت من العالم السفلي ..لتتخلق في فضاء ابكم ثم تعبر خطوط التلاشي بين استار هلامية..مر شريط حياتها بذكريات عهد
    الطفولة مثل عطر الهنيهة فكانت اغفاءة كبري وشلال أخرس, دارت مع وجومه عجلة الزمن علي محنة القرية مثل سمكة تحاول التهام ذيلها سنة بعد سنة ..فرأت نفسها مشبوحة في عرض النهر مثل جسر بدائي تعبر فوقه أجيال التمني وصبايا القرية ..وغبار الطمي ينثال من مجرات بعيدة يستقرعلي نشيد الجسد الساجي كمعزوفة سماوية..ورائحة العنبر تطارد شبان القرية..لكن زخاتها عبأت زكيبة الروح لغريب هائم ولقادم جديد من اسفل النهر بركاتك يا شيخ ابوسوميت العارج..تنجدنا .
    بايمان مطلق قالتها "تريعية" تلك المرأة المسؤلة والمشرفة علي طقس العنبر ..حينما احست حركة في جسد زينوبا المطروح علي طقس العادة.
    - قااا..د..ين
    قالتها زينوبا وهي تتحرر من غفوتها .. فجاءت كلماتها فاترة وعطشي .."قادين" معلنة عن فتاها وهي تقصد "قادم"
    تعالت الزغاريد..وتقاطر الرجال والنساء ..من عطفات الوادي ..ومنحنيات النهر ..بحمير ريفاويات ..وصدور عارية الا من الفرح الذي سكن القلوب
    والسماحة النادرة..بسطاءٌ مثل واحة في صحراء التكوين .. كل مجموعة تمثل اسرة من فريق رحب ..يحملون هدايا ..خروفا كان أو ريكة بها ذرة مطحونة لا أحد يعتذر عن حاله أو يشكو الندرة..أقداح الدّبكر الصلبة امتلأت "بالدّنفريس" حساء ممزوج برقائق شفافة مصنوعة من عجين الذرة الخمير لا تكاد تفرغ تلك الصحون الخشبية حتي تلاحقها خطوط الامدادات الموصولة بينها وأطباق "الكسرة" والقدور تصطلي علي بيض النار الحامي في هدوء الجذوة ..من شبع فدونه الجدول "الممرتق" بسد طيني..فليغسل يديه او فليتوضأ..لا عليك ان تجشأت في وجه اخيك..فالكل متخم بالاشياء وممتلئ بالنشوة.. انه يوم فريد من عمر قرية "سوميت".

    -- انهم قادمون


    قالتها انتصار وهي ترنو الي أسفل الجبل..أداو..البينو ..حسين ..اسماعيل تقلاوي..وشخص آخر لم تبان ملامحه بعد ..مشهد الكلية من هذا العلو يرسخ شكل الحدوة فيبدو أعمق من هذه الناحية مع بعض الغبار الذي تشعله رياح الهبباي ..التي تصل الي هذه المنطقة واهنة فترتاح ذراتها الكسلي والناعمة عند متاريس الجبال ومصداتها الطبيعية وقبة الشيخ ابوسوميت مثل كاس معدة لسكرة الجبل تتراى فوقها نسور الحدأة وهي تجترح الافق كمقاتلات النازية في الحرب العالمية الثانية. هذه الحدآت تظهر دوما عندما تكون هنالك وليمة عرسا كان أو ختانا أو احتفالا تقيمه اسرة تعبيرا عن فرحتها وسعادتها بتخرج ابنا لها في الجامعة..أذكر عندما كنا صغارا في بلدتنا "ام قحف" التي نزحنا عنها مكرهين بسبب السد الجديد الذي غمر كل شئ حتي ـأريخنا الممتد الي طفولة الكون ..اي تعويضات تلك التي ستخفف عنا غربة المكان ووحشته ..واي قصور تحمينا من القراص والملاريا وزوبعة الرعد القاصف..واي قنال ضخم سيكسبنا متعة مباراة المياه المتسكعة علي الحيضان..ونحن نتابعها "لبقة" .."لبقة" فنبني "العتارات" بصورة مدرّجة حتي نتمكن من ري الاماكن المنخفضة.. بل اي قيمة تعادل تجريدك من الذاكرة وانتمائك للارض .كنا في بلدتنا الغارقة تحت مكعبات الماء ..نغني للحدأة:

    ---- حدية كُف .. اكلي اللحمة..وخلي الرَز.
    كان الأرز له قيمة عندنا أكثر من اللحوم..لم يكن يزرع في منطقتنا بل كنا أشد اعتقادا بأنه لا يزرع اطلاقا بل يصنع مثله مثل المعكرون أو السكسكانية لذا استخدمه أصحاب "التكيّات" لجذب المريدين والانصار ولتجنيد النفوس الملهوفة.
                  

08-09-2006, 02:16 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    انتهي الفصل الاول:



    وسوف اتوقف هنا حتي اشعار آخر.
                  

08-09-2006, 02:34 PM

تولوس
<aتولوس
تاريخ التسجيل: 06-06-2004
مجموع المشاركات: 4132

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    حمد الله علي السلامة يا عزيزي منعم

    وتاكد نحن دائما نتلمس خيوط الجمال ولديك منها الكثير المثير
    فيا عبد المنعم يا صديقي
    غرد فان لشدوك كل الالق ...
    ما يضفي لهذا السرد تصالحه الحقيقي من نفسي وهنا اقصد بالحكي عن نفسي المكان والشخوص والسهل والنهر والجبل وهذا الكهف مستودع الطمأنينة والذي اشتاق اليه دائما وخيوط اشعة الشمس الذهبية وهي تهب للارض لونها الاخضر الباهي
    وهذا لاينطبق طبعا علي من لاعلم له بجغرافيا المكان وساكنيه ومعالمه ... ولا يتاتي له ذلك الا ببعض من خيال جميل..
                  

08-09-2006, 05:10 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: تولوس)

    العزيز تولوس



    هي بعض نزيف المدينة ...حتي لا يطولها الزيف


    كقراءة أولي ...يرتبط المكان بذاكرة تدمج الواقع مع بعض "اللولوة" كما قال
    قال اهل الطيب صالح..عند سماعهم لفصل من روايته...

    كقراءة ثانية...خلخلة للواقع السائد..وكشفه لثنائيات متعددة..وعلاقات ملتبسة

    وقراءات أخري تعمدنا فيها تداخل الازمنة...لان الموروث والمستحدث ما زالت

    صلاتهما ...تتلاصقان علي ارصية الواقع..

    سنسلط الضوء علي المكان منذ تخلقه...ومتغيراته...وتمازجه وانصهاراته
    مع كل وافد...

    بالرواية اخطاء طفيفة ..عجزت عن اصلاحها ربما تاخذ وقتا

    قبل الشروع مجددا في انزال بقية الفصول.


    شكرا جزيلا ابن مدينتنا الجميلة
                  

08-10-2006, 10:55 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)
                  

08-18-2006, 01:17 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    فوق
                  

10-07-2006, 06:03 PM

جمال عثمان همد

تاريخ التسجيل: 08-07-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    العزيز منعم
    انتظرتك منذ سنوات وتابعت اخبارك وتوهت عني في زحام الايام
    دون انيضيع ملامح وجهك وصفاء روحك بين الغبار
    نشتاق لكسلا بكم ومعكم
    انتظرك وسوف اكتب اليك عن اويتلا
                  

10-07-2006, 06:06 PM

جمال عثمان همد

تاريخ التسجيل: 08-07-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    العزيز منعم
    انتظرتك منذ سنوات وتابعت اخبارك وتوهت عني في زحام الايام
    دون انيضيع ملامح وجهك وصفاء روحك بين الغبار
    نشتاق لكسلا بكم ومعكم
    انتظرك وسوف اكتب اليك عن اويتلا
                  

10-09-2006, 10:35 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    **************
                  

08-11-2006, 02:54 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    فوق الي حين
                  

08-11-2006, 03:19 AM

غادة عبدالعزيز خالد
<aغادة عبدالعزيز خالد
تاريخ التسجيل: 10-26-2004
مجموع المشاركات: 4806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    الأخ الكريم
    عبدالمنعم

    تعرف,, لم ارى هذا البوست الا الآن
    لكننى وددت ام اسأل,,
    البوست ليهو يومين بس,,
    متين كتبت كل دة؟؟


    Quote: أجمل ما في هذا البوست هنالك قراء ولا من مداخلات..الامر الذي يجعل تسلسل المشاهد
    جيد لا تشوبه انقطاعات جانبية



    نأسف للمقاطعة,,
    ساعود لتلكم المشاهد و اقرأها بروية

    كل الود
    غادة
                  

08-11-2006, 04:49 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: غادة عبدالعزيز خالد)

    شكرا العزيزة غادة


    علي هذا الدعم المقدر


    بالطبع تسعدني مشاركات الاخوة والاصدقاء

    والا لما نشرتها ...

    هذا اول عمل روائي..

    كنت قد بداته عام 1994

    ونسيته..بالسودان.. وصلني قبل فترة وجيزة


    سوف اكمل فصوله ...ارحو ان يتسع الوقت لذلك.

    لك التحية
                  

08-13-2006, 01:47 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    up


    برانا بنرفعوا...مالكم مغتسين حجرو...
                  

08-14-2006, 01:51 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    ((تعرف,, لم ارى هذا البوست الا الآن
    لكننى وددت ام اسأل,,
    البوست ليهو يومين بس,,
    متين كتبت كل دة؟؟))



    العزيزة غادة ..لك التحية ..امت عارفة الخطأ الذي وقعت فيه هو انني كتبت ذلك في هذه الفترة الوجيزة ...وطبعا ده ما حصل ..القارئ لا وقت لديه في الجلوس علي النت كل هذه الفترة ..ليقرا
    كان من الافضل انزالها ...نتف ..نتف.. ككبسولات الهايكو الياباني ..حتي تمكنهم من القراءة المريحة ...لذا وقفت عن انزال بقيتها ...وساكتفي برفعها من حين الي حين ...

    شكرا جزيلا مرة اخري ...ولك كل الاحترام .
                  

08-15-2006, 08:44 AM

عبد المنعم سيد احمد
<aعبد المنعم سيد احمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2003
مجموع المشاركات: 11824

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    اويتلا ونسمة الصباح يا رفيقتى
    رقيقة كرقة السنا
    توتيلا نبعه الصفا
    كانما يسقيك نهر القاش
    سحرا دونما ارتواء
    صديقى الجميل
    عبد المنعم
    نحن هنا لنستظل .بظلالكم الوريفة
    هذه الحروف تسكن القلب بلا استئذان
    فمكانها بصيرة الفؤاد
    اخضر الله حرفك دوما..وهو يمنحنا هذا الدفء
    مودتى بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى
                  

08-16-2006, 09:48 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم سيد احمد)

    العزيز منعم سيدأحمد
    لك التحية

    تحضرني هناهذه المقولة

    ( تنشأ إبداعية القارئ من خلال تفجيره فاعلية النص)


    "الشيخ محمد الشيخ"



    للقارئ علاقة وطيدة في تفعيل النص من خلال استكناه علاقات وروابط النص ..فتبدو مشاهد المكان
    كنموذج ارشادي تتفاوت فيه امكانية القراءة...المكان ذهنيا والمكان واقعيا..وبينهما اشارات
    تستقطب ابعاد ذات حضور متصل تعني فضاءات التأويل والدلالة ..الجغرافيا تكتسب ملامح معرفية

    كطبقرافيا وتضاريس تتحول بتحولات البيئة..وكجغرافيا للحلم ..قد يشمل رقعة اكبر تتحكم فيها
    ثقافات متقاربة..ومتداخلة..وقد تتجاوز ذلك بتوغلها ابعد من منظور مكاني ...تتجلي فيه ملامح
    التكوين ..بل معني الوجود ...ماديته ..ورمزيته ..وما ينتج من افهام لهذا الوجود ..ومدي التعامل معه..وفق معايير زمانية...كأسقاطات للفلسفة..التي مازالت تقف علي عقبتين..بينهما يضيع
    النص الادبي ..لمتواليات لا نهائية من التأويل والدلالة...اذا تعاملنا معه وفق بنية واحدة تقيد النص علي نسق هلامي ..غير متكيف وغير معرف ..لذلك لن تتوفر لنا قراءة حصيفة ...ما لم نفجر فاعليته بفصل تلك البني وفق منظور استاذ الشيخ محمد الشيخ ...ونظرية الفاعلية..واستشفاف امكانية خلخلة تلك البنية ..وفصلها علي معايير ...فالتعامل معها بهذه الوترية..سينسف اهم ركيزة وهي وجود الانسان وفعاليته ..


    لقد قررت ان لا اواصل نشر ها لاسباب موضوعية تخيرت حجبها ...وسوف اقدم خلاصة لها



    تتمثل في تلك "النقوش" التي حاولت قراءتها بصورة مغايرة لمعناها الرمزي الذي لازمها
    تأريخيا .. "الحدوة " تاخذ بعدين بعد واقعي وموضوعي كاشارة لازمان العبودية وما صاحبها من تكبيل وتقييد لجرية الانسان في فترات ساحقة ...وبعد ذهني كسنابك للارتحال المتخيل وهزيمة الواقع الماثل ..بالانفلات من نسق البنية ككتلة متماسكة تقيد الانسان وتحجب فاعليته ..بالعلم والمعرفة ...يمكن من خلاله تغيير الواقع وتسكينه في نطاق افضل ..."السوط"تطور مرحلي للحدوة وتحايل علي الواقع السائد لياخذ شكل الاسترقاق ملمحا آخرا باستبدال الاقطاع برؤوس الاموال والشركات فيطل الاجير والعامل الذي لم يراوح مكانه من الاستغلال والعبودية التي تاخذ بعدا و قناعا آخرا وهو ما يثيره في الرواية الفصل الثاني الذي لم ننشره بعد..."خف السيد" ياخذ بعدا محوريا
    لوطأة الدولة الدينية التي تشكلت تدريجيا بوجودها الرمزي والموضوعي ومؤثراتها عالميا واقليميا ومحليا كقراءة مرحلية للواقع الفكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي ..."التبروقة" اقصي مرحلة وصلتها الدولة الدينية مع تجلياتها ومحاولة تركيعها للبشرية وارتباطها الواقعي بالارض كملمح دنيوي ...وتجليها الذهني الذي يشئ بخلخلتها وتفكيكها رمزيا برغم ما يبدو عليها من تماسك ظاهري ...

    نواصل









    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 08-18-2006, 01:28 AM)

                  

08-18-2006, 02:45 AM

تولوس
<aتولوس
تاريخ التسجيل: 06-06-2004
مجموع المشاركات: 4132

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    Quote: لقد قررت ان لا اواصل نشر ها لاسباب موضوعية تخيرت حجبها ...وسوف اقدم خلاصة لها

    صديقي منعم
    احترم رغبتك في عدم ذكر هذه الاسباب ..
    واعرف ان فاعلية النص مازالت جامدة عند الاخوة الزوار والحضور ...
    ...
    ...
    ...
    وربي احترت في اختيار الكلمات التي احاول ان استعطفك بها ..
    ولكني اختزلها في
    حبا وكرامة من اجل اويتلا الناس والسهل والنهر والجبل وودشريفي وتاجوج وكل عبقرية المكان والزمان
                  

08-20-2006, 00:39 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: تولوس)

    العزيز تولوس


    شكرا لك علي الدعم المتصل...هنالك عند زاوية ما من المدينة الافتراضية...سوف تجدها مكتملة

    في غضون ايام قادمات...ولكن هذا المكان ما زالت تجذبه صراعات الديكة التي تركها اصحابها
    في امريكا اللاتنية...ان تكون سخيفا تتهافت عليك أرتال الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ................!!!!!؟؟؟؟

    كثير من الروائع غادر هذا المكان ...لك التحية
                  

08-18-2006, 08:14 AM

Hadia Mohamed

تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 1463

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    عبد المنعم ابراهيم انت من الاقلام التى تخرجنا من حالة البؤس المحيط بالمكان

    لك التحية ولى سميةوما بينكما

    (عدل بواسطة Hadia Mohamed on 08-20-2006, 02:39 AM)

                  

08-20-2006, 08:29 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: Hadia Mohamed)

    العزيزة هادية


    سلام كتير ..كتير ..مني ومن سمية...مظفر

    نيسر ...سامهيرا..أحمد..شفتي كيف؟

    مجرة من الكواكب..تحرسها الفة الزولة الرائعة
    أمهم ..وبعض فلتات الزمن الذي تجود به الهنيهة..

    متورط بهم الي حد الجمال ..كيف الزول الرائع

    يحي ولعله بخير ..والشباب الروائع ...

    انتهت بنا قاطرة المنفي ...عند محطة الغرب

    "أريزونا" او صباعك طلع خارج مركز الكندشة ...يحسى

    من السخانة ...ويورثنا الحنكشة..

    تحايانا للجميع التلفون في البروفايل ..

                  

08-20-2006, 08:10 AM

ibrahim sidahmed
<aibrahim sidahmed
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 72

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    سلام قديم كالذي ترده بيوت قديمة كما قيل,بين هذه الذاكرة وانت وربما انا لو تذكر,شخوص وامكنة و حيوات كنا ابتداء جزء من زاكرة المكان بلا اسماء بلا اكتراث ,الهم العام بمعطي الرفض الابتدائي لما يحدث في البلاد والعباد,من الانصات الجهور للحفيف علي اطراف البلدات انين وقار الرفض المستنير لابي رحمة الله ادب السكة الحديد وجلد مزارعي السواقي واخرين اسعفهم الموت الي موت ارحم
    توجعني يا منعم, كسلامدينة لا تتوانا في العبرة وانا قدمي شاخصة في الدمع كلما ..........
    كنا جلوسا وحات( سيتي الحسن) لا اذكر اكثرهم غير انها ايام في توقيت ما انت عالق به الان وسمينا ام سميت الفكرة وهي علي امشاطهاوقوف.
                  

08-20-2006, 11:55 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: ibrahim sidahmed)

    الصديق العزيز :
    عبد المنعم
    ارجو الا يصيبك الياس سريعا،
    خاصة ان هذه رواية،
    ونقد الرواية صعب كما تعلم،
    كما ان القراءة من الشاشة مرهقة،
    واحيانا كثيرة لا تتوفر للقراء امكانية نسخها،
    ومن ثم تحليلها لمن له مثل هذه المقدرة .
    صدقني ،
    سيبقى ما ينفع الناس.
    ارقد عافية
    المشاء
                  

08-21-2006, 00:37 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: osama elkhawad)

    العزيز الصديق المشاء

    لك التحية والاحترام ...اتابع ذلك التجلي الفريد ..وانت تقاربنا اكثر للقراءة الجيدة ...ولكن
    ربما للياس مساحة تجعلنا نجاور الذات أكثر فنتعرف علي شكل بضاعتنا ..هي تجربة في نهاية اكتمالها ...ولكنها لا تخلو من الهنات التي تحتاج الي مباضع..تجترحها في نجاحها واخفاقها

    سوف أأتيك بالمزيد غدا

    "ارقد عافية" ...
                  

08-21-2006, 00:08 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: ibrahim sidahmed)

    ياه ابراهيم ...زمان احتوي تلك الروعة اي مكان سرحت فيه تلك القامة الممدودة بالشموخ الشرقي ...اما زلت تذكر تلك الايام ..كانت الاشياء في طفولتها السمحة..تدفع بعضها وتستنسل
    معني الانتماء..اويتلا لا تعفيك من نشيدها كل شخص منها يمثل مجموعة من تلك ...في تطورها الراقي
    لماذا لا تفتح شريانك ها هنا ام اراك ما زلت تمارس السر بعيدا عن فضول الصحاب ...لا شئ
    يستحق ان يكون خلف الادراج ..."البركة في الجميع " وين ساطور ..غادة..محمد ..طارق مغصة
    بل اين انت بحق المادة..اي جسر يصلك بالصحاب دلني عليه ...في الخاص ...او اذا شئت ايميلي
    في الملف ..كسلا هجرتها الطيور الجميلة ..واسراب القماري ما عادت تؤلف مقطوعة صباحية من القوقاي .. المسكيت وحده يفرض وجوده المستفز..وبعض اللصوص التي اوتها المدينة في زمن الغياب
    هكذا هاتفني بابكر فرج ...وكما قال لي صديق قبل ايام في ونسة اسفيرية،في وصفه لبابكر .."بانه
    مازال بؤمن بالارض انثي وبتحمل بالحلال".Big
                  

08-21-2006, 05:31 AM

أحمد طه
<aأحمد طه
تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    ليبقى البوست فى العلالي
    احتاج قراءة متأنية لاعود اليك معلقا نحن نفتقد الابداع الذى يستلهم المكان
    لتبقى جنة الاشراق مستودعا للابداع .
                  

08-21-2006, 11:04 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: أحمد طه)

    الاستاذ العزيز احمد طه


    لك التحية يارجل ..وشكرا علي رفع البوست ..انني في انظار مداخلتك التي
    حتما ستثري البوست ...لانك احد شواهد المكان والزمان...ولك صولة في التوثيق

    لحياة الشرق ...لك التحية
                  

08-21-2006, 11:07 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    الصديق منعم:
    قلت:
    Quote: سوف أأتيك بالمزيد غدا

    دا الكلام
    واصل
    ارقد عافية
    المشاء
                  

08-21-2006, 11:36 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: osama elkhawad)

    كما وعدتك يا صديقي المشاء سأنزل فصلا آخرا وبعدها نستريح قليلا


    "السوط"

    ّّّ ~~~~~~~~~--،ـــــــ


    "الارض اختزنت رؤاها..وانشي اللحن الأخير
    قصيدة عرجاء...حان زفافها فتبرجت
    من ثوبها وتمردت ..فلتت وغامت في بحيرات
    الزمان..."
    . (من كلام الشيخ أبوسوميت العارج)


    هي نفسها الارض التي قد سامحت طفلا تبرز في ثراها, من طهرها مدت له حجرا وقالت:

    - يابني انا لك , قم تجمر ثم امض واغتسل.هي روحها تلك التي قد صافحت من شكّ بالرمح الضرير
    عيونها ,فتبجست من لطفها لم تشتك قالت:

    - لأجلك يابني سأمتثل،
    هي لك، اذهب الي دوحي وروضي استظل به ونم.

    الصعود الي كهف المحنة لا تؤدي اليه الصراطات المستقيمة , والصعود الي الجنّة يندرج تحت ذلكم السياق.مثل صراصير صغيرة في مرحاض تقليدي انتشروا بين تعرجات الطرق القاسية الي المعالي ..عزيمتهم لا تثنيها النتوءات الحادة في حيوات الجبل ,مع كل خطوة فارقة يندس الاجل ومع كل زلة قدم ترتفع الصراصير الي أعلي، وتنزلق زهيرات الحصي درجة الي اسفل الزمن، فوق سطح البحر المتلاطم بالاسئلة.منذ ان شاهدت تلك المسرحية "مصير صرصار" علي مسرح القرية وأنا مفتونة بالصراصير ,انظر اليها بعيدا عن مجهر الناس واتالم ان وطأتها أخفاف الزمن الهالك، الصراصير وحدها اِكتسبت وعيا مبكرا بحقيقة الكون وبآلية المحافظة عليه من التآكل كمسلّمة للاستمرار ومعطية للسيرورة,لذلك هي نظيفة رغم انغماسها في العفونة،وتتوالد بكثرة رغم حروبات الابادة المتكررة كان بحثي لمشروع التخرج في "كلية اويتلا للدراسات البيئة والانمائية" عن - رمزية العلاقة بين الصرصور والبيئة- تطوير لطرق البحث في دارونية العلاقة بين الجعارين والصراصير كرسالة للدكتوراه المجازة من جامعة اوسلو الهولندية.قادني البحث الي حقيقة مفادها أن الكون مجازا هو مجرد خراء , مجرد "قلوط" كبير لآلهة الخلق الاسطورية
    كانت قد تبرزتها في عراء جامد ذات ليلة عمياء , فأوحت للجعران فكرة الانثي ،ودليل الرغبة الممزوجة بالشهوات، فمن ذلك الوقت والجعران يكور الكون ويقذفه الي الوجود مجرة بعد مجرة.وان الكون كحقيقة مادية هو ذلك السقوط المعرفي للعقل وجدل العلاقة التي تشكلت بعد التهام الانثي لفاكهة المعرفة المحرمة، والهبوط الجبري الي جب المرحاض الدنيوي،العالم المدرك لماديته.وما تلك اليرقات التي تمرح في عزلة المرحاض غير صورة للكون المحسوس ترمح في غيابات عمياء فمن تشرنق صار حشرة عظيمة وصرصورا راقيا يحسن التسلق علي الجدران الملساء نحو الفتحة الضيقة المطلة علي سماء غافلة ,ولكن لابد له من السقوط الي اسفل في مرحلة ما من العمر قبل الوصول الي تلك الغاية.تناول البحث ايضا علاقة الجعران كرمز للقدرة في ميثولوجيا العهد القديم.

    ذات مرة وانا في السابعة من عمري زلت قدمي فسقطت في "مستراح" تقليدي مهجور لم يكن عميقا للغاية أرتفاعه يماثل طولي مرات ثلاث, اذن يمكنكم ان تقدرون ذلك بحساب بصري لطفلة فارهة. كانت صرخاتي تتسلسل في موجات ترتد الي الداخل ولا من مغيث، العرق يلهب اصابات بسيطة وخدوشا متفرقة من الجسد، الانتظار وحده ولد في نفسي الرعب، فاصابني بالغثيان، لا أحد في وقت القيلولة ينتبه الي صريخ الأطفال،اقدامي تغوص في كومة النشادر التي خلفها تحلل المادة العضوية والغازات المنبعثة تخنقني بالرطوبة، دار بذهني الصغير أفكار شتي ، ماذا يحدث لو أمطرت السماء فجأة وانا علي هذه الحاله. يشاركني هذا العالم الباطني بعض السحالي التي تلتهم ديدان "الصرفة" والتي كانت قد سقطت قبلي في هذا المطب الارضي ، حفر صغيرة لماموث ينشرها كمصيدة للهوام ،فتذكرت كيف كنا نصطاده نحن بدورنا ببصقنا علي حفرته ومن ثم اقتلاعنا له مع حفنة من تراب ثم ربط عنقه بخيط صغير كطعم لاصطياد ماموثا آخرا من حفرة مختلفة، كنا نعتقد بانه ابليس ويسميه بعضنا بـ"أمبور"، حسّيت ببعض العلاقة بين هذا المرحاض المهجور وقبة الشيخ ابو سوميت فكلاهما يحتاج الي عرش ويحتاج الي سترة..مكثت دهرا من التعب قبل ان ينتشلني حاج عبد اللاهي المادح الذي كان يتبول دائما علي هذا المستراح المهجور،كم من المرات كنت اتلصص عليه من ثقب صغير علي شباك خشبي يطل علي هذا المكان لارى
    ذلك الشئ الضخم الذي يتدلي مثل قدر اسود من بين فخذيه ، وكم من مرة راودني شعور بأن الامس ذلك القدر واقارن طبيعة الاختلاف لهذا الفراغ الذي يحتويني.لذا تعمدت يدي ملامسته علي غفلة من الزمان وهو يسحبني خارج الجب مع حوقلاته المكتومة.
    كنا نقضي اغلب العطلات الاسبوعية في هذا الكهف وهو اقتراح جيد من قاسم جبريل الذي يقضي فيه معظم اوقات فراغه حتى كاد ان يكون مسكنا مؤقتا له، يشاركه هذه المداومة حسين ادروب .كنا نستهلك افكارنا ونتداول الاخبار علي قلة مصادرها وغالبا ما تكون اخبار بائته، فالجرائد تصل الي هذه الناحية في المساء مع وصول اول حافلة سفرية قادمة من العاصمة، و بعضها يتسرب من البرقيات العسكرية التي تلتقطها "أداو" من حديثها مع ابيها ،عن الحرب في الجنوب التي تحصد الآلاف والروادي ووكالات الانباء تصمت عن ذلك ،المجاعة التي تهدد القطر لا تستفز غير منظمات الغوث وبعض الروابط الانسانية،الجراد الذي قضي علي محصول الذرة ،سيجعل العناكب تنسج خيوطها علي مؤخرات الاطفال هذا العام ،مثلث الماس الملتهب في اواسط القارة الافريقية ينتج للوجود جرثومة "ايبولا" القاتلة، الهدنة المؤقتة بين العراق وايران تكشف عن حالة الانهاك للفريقين في حرب الوكالة الخاسرة،نجمة الهيكل تنتصر علي هلال المئذنة في مباراة مصيرية فتخرج ثورة الحجارة ،وكثير من العناوين المتفرقة التي تثقل صفحات الجرايد المتشابهة مع اختلافات فكرية في تناول التفاصيل.

    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 08-22-2006, 00:28 AM)
    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 08-22-2006, 03:34 PM)

                  

08-22-2006, 07:09 PM

عبد المنعم سيد احمد
<aعبد المنعم سيد احمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2003
مجموع المشاركات: 11824

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    واصل ايها الصديق
    الجميل
                  

08-23-2006, 09:06 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم سيد احمد)

    العزيز منعم سيدأحمد دوماما تاتينا بالروائع (الحويرص)...وشجن الغناء الفريد ...ومهرة الكتابة التي تناولت بها ذلك الحوار الجميل شكرا جميلا وسوف اعاودك هناك لاحقا يارائع
                  

08-23-2006, 01:13 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    تحياتى يا منعم

    وكثير من الود والورد

    هنا جهد إبداعى خلاق وجميل

    أتابع بشغف تفتُح الحروف وإثمار المعانى هنا

    وحتما سوف نحظى بحقل كامل من البهاء الأخضر

    ودُم طيبا وجميلا وسعيدا
                  

08-26-2006, 03:51 AM

تولوس
<aتولوس
تاريخ التسجيل: 06-06-2004
مجموع المشاركات: 4132

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: أبوذر بابكر)

    منعم صديقي اشد ما اعجبني في سردك الجميل هو تصالح اسماء الامكنة والازمنة مع نفس المتلقي وجميل جدا ان لانسمع بالاسماء المعلبة .. او بعبارة اخري المتعولمة ..
    واصل يا صديقي ... هنا ايضا في هذا البوست ملاين النوافذ للجمال ..
                  

08-28-2006, 03:16 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: أبوذر بابكر)

    (تحياتى يا منعم

    وكثير من الود والورد

    هنا جهد إبداعى خلاق وجميل

    أتابع بشغف تفتُح الحروف وإثمار المعانى هنا

    وحتما سوف نحظى بحقل كامل من البهاء الأخضر

    ودُم طيبا وجميلا وسعيدا)








    العزيز المطر


    كم انا سعيد بعودتك الي هذا الانثيال الذي روي اديم البورد ..فتالقت الازهار ...واشرابت
    ورود الانسانية ...وتفتحت مسارب الروح ...لحرفك معاني الكتابة واندياحات القصائد

    شكرا جميلا علي هذا الدعم المعنوي ...وسوف اكون حضورا علي ايقاع البنفسج في جديقة الورد
    الاخيرة ..فالفراشات مازلن في احتراق الشجن ..
                  

08-29-2006, 11:43 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    Quote:

    منعم صديقي اشد ما اعجبني في سردك الجميل هو تصالح اسماء الامكنة والازمنة مع نفس المتلقي وجميل جدا ان لانسمع بالاسماء المعلبة .. او بعبارة اخري المتعولمة ..
    واصل يا صديقي ... هنا ايضا في هذا البوست ملاين النوافذ للجمال ..



    العزيز تولوس


    لك التحية علي هذه المتابعة اللصيقة لهذا البوست ....الاسماء المعلبة غصبا عنا ستحاصرنا

    في ملمح ما ...رغم انني احاول ان افصلها عن هذا العصر الرقمي ..."degital" اما اذا
    كانت من ناحية اللغة...فانا اعتبرها قد تحنطت منذ عصر تدوينها ..اخذت الصورة العلمية
    وفقدت روحها...كما قال محمد عابد الجابري..فاصبحت اللهجات المحلية صورة موازية للتعبير
    عن تلك الروح المفقودة ...وفي راي اللهجة المحلية اكثر صدقا وحيوية في التعبير عن اللغة الرسمية.حراس اللغة هم الذين اغتالوا روحها ..لذا لا يخلو عمل روائي من ذلك النسيج العامي
    والفصيح ...بغير اللغات الرسمية في البلدان الاجنبية برغم وجود الشكل العلمي للغة غير انها
    متصالحة دوما مع التصاريف الجديدة ..ومع انتاج مفردات للكون تاخذ صورتها كانعكاس طبيعي للبيئةالثقافية والجغرافية ومنتجات العلم.
                  

09-17-2006, 11:25 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    فوق
                  

09-25-2006, 05:20 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رمضان كريم... (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)



    رمضان كريم

    تصوموا وتفطروا

    على خير
                  

09-25-2006, 11:38 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضان كريم... (Re: ابي عزالدين البشري)

    لابي عز الدين البشري



    تحايانا لرفع البوست الذي ارهقني بالتعتيل



    الله أكرم


    يصوم وتفطر علي خير
                  

10-07-2006, 05:40 PM

يوسف الولى
<aيوسف الولى
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    اخى عبد المنعم

    طال انتظارنا

    فهل اسرعت قليلا
                  

10-07-2006, 07:29 PM

malamih

تاريخ التسجيل: 01-28-2003
مجموع المشاركات: 2781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: يوسف الولى)

    الفاضل عبد المنعم..

    مابين أويتلا وتوتيل علاقة ما بجبال شاندلر والأوباشي..
    تستقطب الطبيعة بعدآ مشابها بين كسلا و فينكس..
    وبين البني عامر وقوافل النافاهو من الهنود الحمر..
    وعيون ناعسة سود بين التاية الخمرية البجاوية و ماريا الاسبانية
    المكسيكية..وحتى الشجر تشابه سدراته و دومه و مسكيته و عرديبه
    و نخيله وحتى الطيور ألحظ فيها ود أبرك وعشوشة والدباس..
    بالأمس غنت قمرية قرب نافذة حجرتي عند الفجر وأنا أتهيأ للنوم..
    فعادت بي الأشجان والذكرى لقمرية كانت تغنى على نيمة في الفجر
    في يبتنا الكبير .. كدت أن أذهب لأفج باب الصالون لأقبل يدا أمي
    شوقا وتبركآ... عزيزي منعم أتابع القصة وأنا مندهش لهذا الطل اللغوي
    لمشروع روائي لأدب المهجر السوداني.. و دمت.

    أخوك نجيلة/أريزونا
                  

10-08-2006, 06:59 PM

malamih

تاريخ التسجيل: 01-28-2003
مجموع المشاركات: 2781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: malamih)

    كنت أقصد بالتعليق السابق أن لنا بعدين في بلاد المهجر ..
    ماضي من حيث أتينا وعشنا.. وحاضر من حيث نعيش الآن ونحيا في المستقبل

    نتيجة:

    أن محصلة المنتوج الأدبي لكتاب المهجر ما زالت تختزن في ذاكرتها صور
    من الوطن(السودان) ولكن ثمة فراغآ يمرح ما بين الوطن القديم والوطن
    الجديد .. لماذا لم نكتب عنه بعد.. !!!

    مازالت موسم الهجرة إلى الشمال ومصطفى سعيد أحد أبطالها تمثل إحدى
    تجاربنا الثرة في هذا المنحى ولكن تبدو وحيدة...!

    وها أنا أعلم بأنك كتبت هذا النص عام 1994 كأول محاولة لك .. ولكن
    هل ننتظر بقية النصوص منذ التاريخ أعلاه!! لنرى إذن..!

    مع تحياتي/

    نجيلة/ المنتدى الثقافي السوداني بإريزونا
    لجنة الإحياء..
                  

10-09-2006, 01:26 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: malamih)

    Quote: العزيز منعم
    انتظرتك منذ سنوات وتابعت اخبارك وتوهت عني في زحام الايام
    دون انيضيع ملامح وجهك وصفاء روحك بين الغبار
    نشتاق لكسلا بكم ومعكم
    انتظرك وسوف اكتب اليك عن اويتلا



    "وكأنها الاشواق "

    كما قال صديقي عادل عبد الله

    الذي افتقدته كثيرا..

    جمال عثمان همد

    لم يخيب احساسي بك فقد

    كنت أنتظرك في منحيات

    هذا الزمن القاسي ..

    الذي اورثنا هذا الشتات

    وهذا التشظّي ..

    وانفلات الاصدقاء من تلك

    المدينة التي تجاسرت

    علينا ذات مرة ..

    فترصدتنا عدسة التخفي

    ونسجت حول غلالة الفرح

    الذي كنا نستله من

    حموضة الاجواء المكهربة..

    لنبني خارج النص العام

    مساحات للتواصل ..

    ها انت ايها الشفيف تفتح

    الشريان لجوقة الفرح علي

    ملامح الاصدقاء ..

    الذين تقطعت بنا السبل

    فلا ندرك علي اي حال

    صاروا .. والي اي منقلب

    شاخت بهم الابصار ،

    فايز،عباس،بركة،عاطف البحر،
    حميدة، طمبل ،خليفة،

    وآخرون..نترك لك

    مساحة الاندياح..

    كيف حال الكتابة في زمن

    التعاطي السرّي ..كحقنة للهيروين

    بحثت عنك في فضاء الجوجل

    فعرف انك من النشطاء في خدمة

    الانسانية،وقد كنت كذلك سابقا

    مع بعض التقنين الآن،

    الآن سأنتظر ..لا علي سفح اويتلا وحسب

    بل علي شريان النزيف ..للذين لا يعرفونك..

    سوف يعرفون حصاد كتابتك الخالصة..

    تلك النصوص الساخرة التي تحفر

    عميقا عميقا في جدار الصمت، تفتح الضوء

    في افق اللوحة ،وترشد اللون الي مركز

    الابداع عبر خطوط تتقاطع في متعرجات

    الزمن القاسي ..

    اني انتظر..انتظر..انتظر

    منعم ابراهيم
                  

10-09-2006, 02:27 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    العزيز يوسف الولي

    لك التحية..

    كنت اعتقد بان

    هذه الرواية في هذا

    المكان ..مهجورة

    وقد كتبت اعلاه

    في لحظة انفعال ..

    فارجو المعذرة علي

    تحمل هذا الانتظار

    الذي سيجعلني

    اقيّم موقفي من انزال

    بقية الفصول من جديد

    لك التحية وكل الشكر..
                  

10-09-2006, 03:04 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    Quote: الفاضل عبد المنعم..

    مابين أويتلا وتوتيل علاقة ما بجبال شاندلر والأوباشي..
    تستقطب الطبيعة بعدآ مشابها بين كسلا و فينكس..

    العزيز ملامح

    أو كما قال لي صديق مشترك

    عادل حسن نجيلة ..

    أو في سياق آخر

    فأر في مكتبة كما قالت زوجته

    اولا نرحب ببعضنا في مدينة تقارب الذاكرة

    الي المنبت .."فينكس" الجغرافيا تشيئ

    بذلك ..مدينة تخفت فيها حدة المنافي فبصمت علي
    المهاجرين اليها من سافنا تلك الديار غاباتها

    وصحاريها ..بعض من نشيد الجذور ..لا كما
    مدن اخرى ..في منافي متباينة..

    كل المدن الاخرى اصابها الاستهلاك الدائري

    فيتوازى احساسك والآلة ..واحيانا تكون هي اكثر

    انسانية فتعلن تمردها علي الروتين بالاعطاب ..

    حين تعجز انت فتصاب بالتماهي ..

    كما قلت ثمة اشياء تشترك بين" فينكس "

    وكسلا وهذا الاحساس اعكسه دوما في

    مكالماتي مع اهلي واصدقائي ..


    Quote: وبين البني عامر وقوافل النافاهو من الهنود الحمر..
    وعيون ناعسة سود بين التاية الخمرية البجاوية و ماريا الاسبانية
    المكسيكية..وحتى الشجر تشابه سدراته و دومه و مسكيته و عرديبه
    و نخيله وحتى الطيور ألحظ فيها ود أبرك وعشوشة والدباس..
    بالأمس غنت قمرية قرب نافذة حجرتي عند الفجر وأنا أتهيأ للنوم..
    فعادت بي الأشجان والذكرى لقمرية كانت تغنى على نيمة في الفجر
    في يبتنا الكبير .. كدت أن أذهب لأفج باب الصالون لأقبل يدا أمي
    شوقا وتبركآ... عزيزي منعم أتابع القصة وأنا مندهش لهذا الطل اللغوي
    لمشروع روائي لأدب المهجر السوداني.. و دمت.

    أخوك نجيلة/أريزونا


    المهجر لم يحاصرني بعد بنشيده الطاغي ..الاختزان سيد الموقف،

    وبعض مدونات للتفاصيل التي تتبلور في شاهق الحس، أن تلتقي مع

    العالم علي طاولة واحدة هو الرعب نفسه ..فيخشي من هو في مثل

    حالي من الثقوب السوداء ومن هضمها اذا ما حاولنا افتضاض عذرة الكتابة

    عن المهجر ..مازلنا نستهلك بعض مشاعرنا المحلية وفق البنية التي انتجت

    وعيناواستدمجتنا سابقا ..ليست هذه حالة عن نفسي وحسب بل هي حالة نشترك

    فيها مع حالات أخر وافدة من تضاريس متباينة.."لا سيما احفاد "خوان بدرو"

    في ذاكرة الرائع عبد العزيز بركة ساكن..

    لك التحية مجددا ...وسنلتقي
                  

10-09-2006, 06:40 AM

أيزابيلا
<aأيزابيلا
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    أويتلا................


    كيف فلت منى هذا البوست؟
                  

10-09-2006, 10:55 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: أيزابيلا)

    Quote: أويتلا................


    كيف فلت منى هذا البوست؟




    ايزا


    ذات مساء فضّي خالص

    حاصرتني هذه الكبسولة

    لصنع الله ابراهيم:


    " كان ضابطا بحريا فانحسر عنه البحر"

    كان اقتصادا في زمن الندرة..

    تنحسر المفردة

    ويتسع النص

    الي فضاء كوني،

    تتعدد فيه

    القوي الرؤيوية

    هو بالضبط

    ماتحمله

    كتاباتك ..

    اختصار شفرة الكتابة..

    لمصلحة الفكرة..

    سأقول مرة اخري :

    - يا شجر الله لا تميل

    فالثمار في استوائها

    الأخير..


    لك التحية


                  

10-10-2006, 03:31 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    Quote: مازالت موسم الهجرة إلى الشمال ومصطفى سعيد أحد أبطالها تمثل إحدى
    تجاربنا الثرة في هذا المنحى ولكن تبدو وحيدة...!




    العزيز نجيلة


    موسم الهجرة الي الشمال ..تحفر عميقا في وجدان الشخصية السودانية

    تحاول ان تخرجها من نمط بنيتها التي نشات فيها أو التي قيدتها

    وفق الوعي الذي يخرَج احساسها ويتناول تلك النظرة الي الوجود
    وقيمة الهدف.

    بطلها مصطفي سعيد تلقّي هزيمة في صراعها لثقافي الذي قاده تجاه الغرب

    ولكن اهم ما جاء في الرواية انها استقطبت عدسة العالم لتقارب

    ذلك الصراع الخفي بين الثقافات...الوجود الموضوعي في المهجر

    لا ينسف فكرة الاحساس بالوطن ..ليس في منظوره سياسيا وحسب

    وانما وفق كل الشروط الثقافية...

    حتي العولمة يمكن قراءتها من زوايا مختلفة مدي تأثيراتها

    في جغرافيا محلياتنا ..التعاطي معها يتطلب ذلك التداعي للذاكرة

    وهذا الامر يحتاج عملية الغاء واكتساب للموروث ...

    لك التحية حتي نلتقي ...
                  

11-15-2006, 02:58 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    ارنبان يتقافزان علي سطح متشعب ويتعاركان علي بنجرة حمراء رماها " ياني" الروسي الاصل الهولندي الجنسية علي مقربة من مكتب الحارس المناوب لوردية المساء في مبني الكلية، فعندما يتوغل الليل وتهدأ الحركة وتستقر النفوس من هيجانها المستمر ، وقلق الايام الدائري، ينفلت نشيد آخر ويتنفس الوجود من رئة ماجنة فينصلح المعطوب وتتجدد روح الكون بخمر اللحظات المثقوبة بفرح منسي ، فيتخلل تلك المساءات بعض الضحكات والاغنيات التي تصل من ثكنة الاساتذة وترتفع حرارتها في نهايات الاسبوع خاصة اذا ماترك لهم "ياني" بعض الزجاجات المنعشة والمستوردة. فتمتلأ فراغات الجبل بارتداد الصّدى ،وتنعتق الخفافيش السجينة من ظلامات الكهف لتسبح في متسع الذكريات ."ياني" منذ ان اوفدته رئاسة المنظمة لادارة هذه الفرعية وعلاقته بالاساتذة اخذت منحي من التواشج والافكار تراه بين ليلة واخري يخاصر زوجته ، يترجلان عن السيارة الفارهة التي يوقفها بالقرب من عربة الاسعاف ثم يتجهان الي الثكنة كغاية للتواصل وتجسير للعلاقات، الحارس يتقفى آثارهما في كل مرة متلصصا علي تلك الخصوصية ،تتحرر رغباته من عقالها المكبوت وتنزاح آخر ستارة من وقاره الظاهري في منتصف المسافة عندما يستل عضوه المقموع ليجلده فتضيع الحلاوة بين الاعشاب غذاءا للنمل وللذباب ، ثم يقفل راجعا لمنقلبه امام البوابة الاسطوانية . كان كلما سكنت الريح، فتح الليل مواله للذكريات واخذت افكاره الشريرة تطفو علي سطح الرغبة، فيهدهدها يمنة ويسرة، ثم يستغل غفوة الارانب ليفترش سطح منزلها الوادع فيصيبها بالقلق وبالانزعاج .
    عثمان ساطور كذلك نمت العلاقة بينه وبين مستر ياني وتوطدت اكثر بعد ذلك الحوار الجميل الذي اجراه معه ليكون من بين مواضيع الجريدة الحائطية"الاستنارة" التي يترأس تحرير اغلب مواضيعها بالاضافة الي المساهمات الادبية والثقافية التي تجود بها اقلام بعض الطلاب من وقت الي آخر، مستر ياني عازف ماهر علي آلة الساكس فون ادهش الجميع عندما اعتلي خشبة المسرح في تلك الامسية الرحبة والمحفوفة بالاحتفاءات الثمينة لدفعة جديدة ، كانت الانغام تخرج من ذلك القرن المعقوف مثل طيور ملونة تحلق في فضاء الروح، تبذل الصمت بين الحضور وتساجل رقصات منمنمة.
                  

11-15-2006, 04:59 PM

malamih

تاريخ التسجيل: 01-28-2003
مجموع المشاركات: 2781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    عزيزي المبدع منعم

    يبدو أن كلامك (التقيل) هو الذي أحدث ذاك الكسر في رتابة بعض
    يكتب في البورد..إلى حيث تقبع هنا (أويتلا) في هدوء صاخب كتلك العذراء
    التي تفرد ساقيها لضوء القمر مغطاة بطين البحر..والبحر يمضي ما دونه
    الأشياء الثوابت..ومن هنا أعلن مكسبين :

    1/ ترشيح أويتلا كأفضل النصوص التى كتبت في البورد لعام 2006.

    2/ أعلان كسب توقيعك لمجموعة الملتقى الثقافي بأريزونا ولك القضبية
    في رحاها..

    أخوك/ نجيلة
                  

11-15-2006, 07:58 PM

الصادق اسماعيل
<aالصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: malamih)

    بعض العتالة لا تضر، خصوصاً والثمن مقبوض مقدماً، فالنص مدهش، ومفتوح على إحتمالات لا تنتهي.
                  

11-16-2006, 01:43 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: الصادق اسماعيل)

    العزيز ملامح ..

    تشدهنا المدينة في حلزون لهاثها..

    وعلي قرب المسافة تسقط البوصلة

    في التفاصيل (الياها ذاتا)..

    وكل الشرايين التي تقطعت بالكلام

    ستخابرنا اذا نالت السوانح

    أوستنال من صديقنا المشترك

    الذي يؤجل ميقاتنا علي غراره..

    فكيف اذن يزول ذلك الجدار الوهمي

    بين "فينكس " وبين "ميسا" و"تينبي"

    وعبور النهر المسجون الي الملتقي..


    اعلانك الأول :

    - عقد في دواخلي بعد الاشياء..وستسعد

    أويتلا (الذاكرة)بها كنتيجة معدّلة..

    اعلانك الثاني:

    - حواسي مبذولة للعطاء لهذا

    الاحياء الثقافي ..اذن الآن احمل علي

    كتفي شارة وادخل الملتقي علي عاتقك..


    لك التحية...
                  

11-16-2006, 06:09 AM

malamih

تاريخ التسجيل: 01-28-2003
مجموع المشاركات: 2781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)




    أخي والزميل العزيز منعم..

    تلقيت كلماتك هذه بفرح بالغ .. حيث تبدو لي من خلالها إريحية مفتقدة
    في هذه الأيام .. حملتني تلك الأريحية إلى إستدعاء لواعج الفكر الديموقراطي
    الرحب والذي تفتقد جاليتنا منه الكثير... أما صديقك فلقد شتته مواعين
    الصراع وسط الجالية و التقدم بخطآ ثابتة تجاه موطنه الجديد في طريق نجاح
    يبدو له صعب المنال و لم يدرك بأن إمكانياته و ملكاته الفكرية الهائلة
    وذكائه المتقد عوامل ستكتب له نجاحا هائلا ننتظره كلنا بفارغ الصبر وبمنال
    بات قريبآ جدآ.. لا يدري صديقك هذا بأنني و أبنائي كم نحبه و نقدره حق
    التقدير..فلقد كان لنا كفرس رهان رابح لا يخسر إلا إذا شاء هو الخسارة
    عن عمد أو عن جهل..!!!!

    عزيزنا منعم ..

    بالأمس عقدنا جلسة جميلة لملتقانا الثقافي كانت في بيت صديقنا العزيز موسى
    حمودة في مدينة (تمبي).. كانت الجلسة رائعة و جميلة و لكنها كانت فقط تنقصكم
    كنا نتحاور مع الشاعر والتشكيلي الصديق عوض شيخ إدريس في قصيدته التي
    هي عبارة عن حزمة لرسائل من موطنه في قريته (الصداقة) في الحصاحيصا
    من (أم زين) إلى مهاجر في أمريكا دهمته في لحظة ما سيارة (الجاغوار) وهي قمة
    الإنتاج الحضاري في أمريكا ... و بعد النقاش المستفيض جذب عوض عوده وغنى
    رائعة حسين عثمان منصور التي غناها أبوداؤود وأنشد هادلآ:

    يا نديما عب من كأس الصبا
    و مضى يمشى الهوينا طربآ طربا

    ثم ثناها ب رائعة عبد المنعم عبد الحي هل أنت معي ... وتوالت الألحان والأغاني .. نونية محمد على الأمي:

    يالزرعوك في قلبي يا من شقوني عيون
    و روك من دمي ياالادن العرجون
    شايقاني فيك بسمة هادية و جميلة عيون
    وعاجباني فيك قامة سمحة و مليحة لون

    ******************


    دمعت عيناي ساعتئذ و أستهجنت كيف أني تركت الخرطوم ساخطآ عام 96 وهي
    تغني(جلابية بيضا مكوية حبيبي بسحروك لى) بعد أن كانت تغنى عام 86

    ( عباد الشمس شافك ومشاك ساقك جديلة وجد
    تيار الظلام غطاك غياب البهجة ما خلاك
    هواك صد العهود بالصد)

    ويصدح ناشئآ آنذاك فيها هو عمار السنوسي برائعة سيد خليفة على الجمال
    هل تغار منا... والموصلى يحور أغنية الساباتا تلك إلى أنشودة تقول:

    في الفجرية طالع يعمل في المصانع..

    يا ناس عمال بلدنا....

    صدقنى يا عزيزي منعم دمعت عيناي و أنا أستحضرك في هذا النص الرائع بينما
    الخرطوم تكتب عن( نساء الفور الشبغات و رجالهم المخنسين) فتسلل بين أويتلا
    جمال الكتابة وعهر مدينتنا الخرطوم التى تنتج الآن(راجل المرة حلو حلا)
    ليكبر الغراغ مما بين(جلابية بيضا مكوية و راجل المرة) مسافة تقدر ب عشرة
    أعوام من 96 إلى 06 كيف حدث هذا الأنهيار في وجدان أمتنا بعد أن تخيلوا
    أنهم تخلصوا من العناصر الفاسدة من أمثال الذين ينتجون (أويتلا وعثمان بشرى والخواض والسقيد والموصلى و هادية والبرنس وآخرين في طريق الإبداع)

    أما نحن فقررنا في المنتدى الثقافي أن نتواصل ضد التفسخ الثقافي و أن يكون
    لنا منبرآ حرآ و ديموقراطيآ وأن ننشأ دارا للنشر و باللغتين وإذاعة
    على الإنترنت لنسمع صوتنا لمن سلب منا الإبداع;;

    ولك خالص مودتي:


    نجيلة/ ملامح
                  

11-16-2006, 06:21 AM

malamih

تاريخ التسجيل: 01-28-2003
مجموع المشاركات: 2781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: malamih)

    وغدآ ستعلم الخرطوم أي ظلم ظلمتنا حينما تسمع و تقرأ من قيثارة
    إبداع المهجر الذي يحمل ضمير أمة أرادت لها فئة ظالمة أن تتفسخ..!!
                  

11-16-2006, 06:21 AM

malamih

تاريخ التسجيل: 01-28-2003
مجموع المشاركات: 2781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: malamih)

    وغدآ ستعلم الخرطوم أي ظلم ظلمتنا حينما تسمع و تقرأ من قيثارة
    إبداع المهجر الذي يحمل ضمير أمة أرادت لها فئة ظالمة أن تتفسخ..!!
                  

11-16-2006, 06:21 AM

malamih

تاريخ التسجيل: 01-28-2003
مجموع المشاركات: 2781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: malamih)

    وغدآ ستعلم الخرطوم أي ظلم ظلمتنا حينما تسمع و تقرأ من قيثارة
    إبداع المهجر الذي يحمل ضمير أمة أرادت لها فئة ظالمة أن تتفسخ..!!
                  

11-16-2006, 06:22 AM

malamih

تاريخ التسجيل: 01-28-2003
مجموع المشاركات: 2781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: malamih)

    وغدآ ستعلم الخرطوم أي ظلم ظلمتنا حينما تسمع و تقرأ من قيثارة
    إبداع المهجر الذي يحمل ضمير أمة أرادت لها فئة ظالمة أن تتفسخ..!!
                  

11-16-2006, 06:22 AM

malamih

تاريخ التسجيل: 01-28-2003
مجموع المشاركات: 2781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: malamih)

    وغدآ ستعلم الخرطوم أي ظلم ظلمتنا حينما تسمع و تقرأ من قيثارة
    إبداع المهجر الذي يحمل ضمير أمة أرادت لها فئة ظالمة أن تتفسخ..!!
                  

11-16-2006, 06:26 AM

malamih

تاريخ التسجيل: 01-28-2003
مجموع المشاركات: 2781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: malamih)

    وغدآ ستعلم الخرطوم أي ظلم ظلمتنا حينما تسمع و تقرأ من قيثارة
    إبداع المهجر الذي يحمل ضمير أمة أرادت لها فئة ظالمة أن تتفسخ..!!
                  

11-17-2006, 01:56 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: malamih)

    quot;بعض العتالة لا تضر، خصوصاً والثمن مقبوض مقدماً،

    فالنص مدهش، ومفتوح على إحتمالات لا تنتهي.quot;


    العزيز الصادق..

    الثمن سيكون مضاعفا اذا ما جرحت لحن اللغة

    ومسحت غبار الهنات من اعلي واسفل

    الكلمات ..حتّي

    تكون المفردات -( بنج )-..في نسق مكتمل ..

    انتظرنا النسر المعدني يحط علي ميناء

    المدينة ..ومازلنا ننتظر..

    ترقبنا حضور الولد الشقي...


    لك التحية
                  

11-18-2006, 03:47 AM

malamih

تاريخ التسجيل: 01-28-2003
مجموع المشاركات: 2781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)



    و هاآنذا أمارس العتالة مشدوها بنص سحري إسمه إويتلا..

    هاتفني بالأمس صديقنا المشاتر معلنآ غضبته على لأنني كتبت مرحبآ
    بالسفير الجديد...!!!!!
                  

11-18-2006, 01:48 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: malamih)

    Quote:
    هاتفني بالأمس صديقنا المشاتر معلنآ غضبته على لأنني كتبت مرحبآ
    بالسفير الجديد...!!!!!




    انت الشتارة العليك شنو

    هو زول رايو صمدي في كل ماهو مرتبط

    بالسلطة في السودان...حتي بعد هذه الثنائية

    بين الحركة والنظام

    والتي يسعى المؤتمر الوطني لتغريفها...وهو امر ساهمت

    في تفاقمه معظم القوى الوطنية حينما عملت علي عزل الحركة الشعبية وتركتها

    تواجه هذا الصراع بدون مرشد..لا كوصاية ولكن كشراكة...


    بيني وبينك هو عندو حق ...

    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 11-18-2006, 02:16 PM)

                  

11-18-2006, 02:13 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)


    اختفى الدرملي من قرية سوميت فجاة بعد تلك الحادثة عند "تقاة" المحصول واختفت معه روح الانثي المتمرّدة من كيان "الفريق "، في بادئ الامر ولأيام قلائل لم ينتبه احدهم لهذا الغياب و لم يرتفع صوت الآذان في مسجد سوميت، الرجال في قلق مطلق تجمهروا في ساحة المولد في انتظار الخبر اليقين امام منزل كورينا ،والنسوة يجهرن بكائية الفراق و"الثكلبة" كلما طالعت احداهن غيبوبة البنت المستمرة ، وفي كل مرة يحتدم فيها الصريخ تقوم مجموعة من الشبان الي المحافير ونظراتهم تطالع "الجبّانة" الي ان يثنيهم "ود شرّاط" بكلمة حاسمة ومقتضبة:

    - تريّثوا!!!

    وتريث الجميع لايام ثلاث يفترشون الرمال ويلتحفون غيمة الحزن والانتظار تحت ظلال الجميز علي اطراف الساحة التي يقام فيها مهرجان المولد النبوي الشريف،صلواتهم عميقة ودعواتهم خالصة لاجل زينوبيا.فشلت محاولات "الفكي بيلّو" المتكررة الذي قدم من بلدة البرنو التي تبعد اميالا غرب النهرعن قرية سوميت لاعادة البنت الي ايقاع القرية المندغم علي صحوها وعلي حيويتها المؤثرة، رائحة "الكافن كافن" وزيت النعام تنفذ من جرابه تلوث المكان وتنعش الخياشيم المشدوهة مع كل حركة يقوم بها لمعالجة الصبيّة ،كان اكثر ثقة عند قدومه في صباح كسير،فتسربت الخيبات الي نفسه حينما انحسرت ظلال الجبل الممتدة عن نهار اليوم الثالث دون استجابة للجسد المسجي ودون بارقة تضئ فوانيس النفوس اليائسة،الانفاس وحدها تعزّي
    الجميع بالحياة ،وتصبًرهم علي هذه المحنة ،خفوتها يعني ضمير القرية الغائب وغيابها يلقي رمزية التبادل في افق الانثي لعلاقات التغيير،ويهزم امتداداتها اللاَحقة في الاستواء،وانقطاعها يعني زوال الجسر الذي يصل الاجيال. ربطت امها جأشها بخيوط الامل،بعد ان تعرفت علي طريقة معقدة لاطعامها،كانت تعد نشاءً من الذرة الصفراء تضيف اليه منقوع الدّوم الفطير مع اللبن، ثم تضع المزيج في ابريق، لتدلقه بواسطة قمع من "البوص" في جوف زينوبا الساكن. تفرق الناس كل الي حاله بعد ان ستروا محافيرهم في ركن الخلوة وتناسوا امرها بعد مرورعدة أشهر.

    سبعون جلدة تلقتها زينوبا من سياط نبات "العُشر" في كل يوم عشرة جلدات لمدة اسبوعْ؛ كآخر وصفة لطرد شيطانها بعد أن روتها محايات الفكي من "عمار" النار المكتوب وبعض الصمغ المذاب.ضاقت به القرية بعد ان فعل فعلته تلك عند صحن "التقاة"وانكمشت سحنته ومالت الي سواد ناصل فعرف حجم الماساة،وادرك ان دوره انتهي لمزاولة هذه العادة فانحسر رأسه الضخم يخفي طبقات العنق ثم انحني ظهره قليلا كأوّل مرة في العمر وصوّب نفسه تجاه الجبل،كآخر مشهد رآه عليه "ود الفقير" وهو علي تلك الحال.




                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de