قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 10:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة أرنست أرجانوس جبران(Sudany Agouz)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-08-2005, 06:08 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب ..

    مبارك شعبي مصر

    اسمي: مظفر

    ميلادي : تم في سنة 1969 .

    كنت الطفل البكر .. لعائلة متوسطة الحال في مدينة تتسم بالجمال والهدوء.

    كبرت وتربيت على الإحساس بالمسئولية، كنت طفلا ليس ككل الأطفال، لا ألعب كثيراً ولا أنزل إلى الشارع كأطفال الحي الذي أسكن فيه .. وكنت دائم الالتزام باخوتي الاثنين ( المتوسط حسن والصغير أنور ) لأن طبيعة عمل أبى في مدينة أخرى غير التي نسكن نحن فيها أجبرني للالتزام .. وجعلني ألعب دور أبى الغائب أكثر أيام الأسبوع .

    ومرت الأيام والسنون دون مشاكل لي ولعائلتي، فمن الناحية الاقتصادية نحن شبه أغنياء، فتعليمي كان في مدارس خاصة. ومن الناحية الدينية، كنا مسلمين نصلي ونصوم .. نقيم الفرائض ولكن بشكل عادي غير متزمت أو متعصب.

    إلى أن جاء اليوم الذي فجر كل علامات الاستفهام بداخلي وغير مجرى حياتي .. من حياة عادية .. إلى حياة مليئة بالمفاجآت والمتغيرات. هذا اليوم يوم دخولي المرحلة الثانوية .

    هذه المرحلة المهمة جداً بحسب رأيي لكل شخص، لأن فيها يبدأ الإنسان في البحث عن ذاته.. في البحث عن أشياء تعود أن يتلقاها دون فحص أو امتحان أو حتى استفهام بديهي؟!!!

    فكل منا توارث دينه .. ولونه .. ولغته .. وجنسه لم يختر أحد منا أي شيء من هذه الأشياء رغم أهميتها وتأثيرها.. وتشكيلها لكل منا، فنحن نتعامل بهذا التراث الجبري مع أنفسنا .. ومع الله .. ومع الآخرين فمثلاً : نحن المسلمون ولدنا وتربينا على كره اليهود وبعضنا تربى على كرهه اليهود والمسيحيين، وعلى أننا نحن المسلمون خير أمة أخرجت للناس، ولا يتخيل أحد منا أن الآخر اليهودي أو المسيحي أو .. الخ على صواب إطلاقاً. هذه الفكرة ( صواب الآخر ) لا تأتي حتى في الأحلام!!

    وعلى ما أظن أن قلة قليلة جداً هي التي تفكر في البحث عن الأشياء التي تسلمتها بالوراثة. وعلى مدى صحة هذا التوارث لأننا أن كنا نطالب الأخر ( اليهودي أو المسيحي ) أن يبحث في تراثه لاكتشافه وتنقيحه، لأننا على يقين مسبقاً انه على خطأ، ونعتبرهم عميان لأنهم يقبلون تراثهم دون فحص، فنحن بالأولى ينبغي أن نفعل ذلك ( المنطق يقول كما تريد أن يعاملوك الناس عاملهم أنت أيضاً)

    وعلى ما أظن أن إعادة البحث في التراث .. ومحاولة كشف حقيقته تجعلنا اكثر تجذراً وثباتاً في مناطق الصواب فيه وتجعلنا مرنين ومتطورين ومتغيرين في مناطق الجاهلية والباطل فيه فبالتأكيد إن الإله الحقيقي يحب القوم الباحثين عن الحق وعن النور .. وعن الخير.. وعن الحياة الأفضل.

    وبدأت المرحلة الثانوية …بعلاقات جديدة .. ومدرسة جديدة .. مليئة بالمفاجآت والتنوع ( وعلى ما أظن أن المدرسة لن تنسى في تاريخها هذا الجيل) . تعرفت على طلبة ملحدين لا تؤمن بوجود الله وعلى طلبة من الجماعات الإسلامية المتعصبة إلى حد العنف ، وعلى طلبة يحيوا سنهم ومراهقتهم .. غير مهتمين بشيء غير البنات.. تنوع عجيب وثري .. وبالذات بالنسبة لي. فمن حياة عادية تقترب إلى حد الملل .. إلى حياة ثرية كماً وكيفاً.

    وبدأت اصنع علاقات متعددة وعميقة إلى أن تعرفت إلى شخص أصبحنا في وقت قليل صديقين بمعنى الكلمة.

    { أتخيل بعد 16 عام تقريبا من صداقتنا أن من لا يختبر الصداقة الحقيقية يظل وحيداً إلى الأبد } .. لا يعرف معنى الدفء.. والمعية.. والصدق .. والإخلاص .. لم يكتشف الآخر لأنه لم يكتشف ذاته أولاً .. " سامحوني فأنا متعصب للصداقة"

    وكان صديقي الجديد ( باسل ) يحمل نفس أفكاري عن الإنسانية باعتبارها ذات منبع واحد هو أبونا آدم وأمنا حواء .. وان الإخاء والصداقة هو الشعور الذي ينبغي أن يحكم كل العلاقات الإنسانية وهو الوحيد القادر على تخطي كل الحواجز الوهمية منها والحقيقية ( حيث حاجز العقيدة واللغة واللون والجنس والطبقة )

    وكان يقول: أن البشر لو عادوا لحقيقة الوحدة لم تكن هناك حروب أو مجاعات ولأصبح العالم أكثر سعادة مما نحن فيه الآن .. لأصبح العالم بيتاً صغير لعائلة كبيرة .. حيث السلام والعدالة والمساواة والحرية .

    وكانت هذه المبادئ هي شغلنا الشاغل حتى في علاقتنا العاطفية كنا ننتمي لهذا النوع من الحب الأفلاطوني .. ( هذا النوع من الحب الذي يقدس الروح ولا يهتم بالجسد ) كانت لحظات وأيام وسنين جميلة حقاً .

    كنا مراهقين مثاليين .. نحمل قلب الأطفال .. وبراءة الأطفال .. ودهشة الأطفال.

    حيث حلم اليوتوبيا ( المدينة الفاضلة ) كان حلمنا المفضل والمُلح في اليقظة وحتى في المنام.

    أتذكر كنا نقضي ليالي كاملة في النقاش والقراءة .. وكانت لعائلتي شقة أخرى غير التي نسكن فيها، كانت بمثابة صومعتنا أنا وباسل .. كنا نقضي أكثر أوقاتنا فيها نكتب، ونسمع الأغاني التي نعشقها ونقرأ كل الكتب الممنوعة وغير الممنوعة ( باعتبار الممنوع مرغوب .. ومن وجهة نظري الممنوع مرغوب وأيضا مطلوب)

    وكانت ممنوعاتنا من نوع خاص. ليست هي بالسجائر أو المخدرات ولكن ممنوعاتنا كانت من هذه الكتب التي حرم علينا قراءتها، لأنها كانت محرمة.

    ( ما تدخلنيش الجنة يارب لو للجنة سور ) صلاح جاهين

    وكان صديقي باسل يثير أسئلة عديدة. أتذكر كان يقول لي أن دعوة التحريف التي يعلنها الإسلام عن اليهودية والمسيحية دعوة تسقط كل الأديان . حتى الإسلام ذاته.

    كنت أقول له كيف؟! الإسلام الوحيد المحفوظ .. والمهيمن عليه وأقول له الآية الشهيرة ( إن نحن نزلنا الذكر وأنا له أتحافظون) فيقول، نحن نصدق هذا الكلام لأننا مسلمون .. ولم يحاول أحد منا أن ينظر لمسألة التحريف نظرة محايدة وموضوعية بمعنى.. هل الله هو الذي أوحي بالتوراة والزبور والإنجيل؟

    أقول له: نعم

    فيقول باسل هل مبدل لكلمات الله أو مغير لها.

    فأقول له الآيات التي تعلن أنه لا تبديل لكلمات الله و لا تغيير، فلا يقدر أحد من البشر أو حتى من الملائكة أن يفعل ذلك لأن الله هو القادر والقوي والجبار الذي يقدر أن يحافظ على كتبه.

    فيقول باسل: أنت تؤمن أن الله قوي وقادر على كل شيء وجبار ولا مبدل لكلماته، فكيف سمح أن يحدث التحريف ليس فقط لكتاب واحد من كتبه بل لجميع كتبه ما عدا كتاب واحد.

    فسمح بتحريف التوراة الذي أنزله على موسى!!

    وبعد ذلك سمح بتحريف الزبور ( المزامير ) الذي أنزله على داود!!!

    وبعد ذلك سمح بتحريف الإنجيل الذي أنزله على عيسى!!!!

    وبعد 600 سنة تقريباً .. ستة قرون متكاملة .. أجيال ماتت وأجيال عاشت على الضلال وعلى تحريف الكتب المقدسة. آتى الله بكتاب لا يقدر أحد أن يحرفه !!!!!

    فجأة أصبح الله قوي وجبار وغير مبدل لكلماته ، بعد كل هذا التاريخ الذي حرفت فيه كتبه وضلت فيه عباده ( بني إسرائيل الذي فضلهم على العالمين ) والقسيسين والرهبان الذين يتلون الكتاب ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر!!

    كل هؤلاء ضلوا ..

    فهل تتخيل معي إله لم يقدر أن يحفظ كتابه من التبديل والتغيير والتحريف .. يقدر أن يحفظ عباده؟!!

    كنت أفكر وأصمت ولا أجد إ جابه للرد عليه، لأنني كنت أعلم أن القضية ليست في إيجاد حلول أو إجابة تنقذ الله من المعضلة التي وضع نفسه فيها .. ولم يضعه فيها أحد.

    وفي نفس الوقت كنت أثق في علامات استفهام صديقي باسل وإنها استفهامات منطقية يسألها أي شخص عاقل يفكر وكنت اعلم أيضا أنه يحمل نية خالصة لله لا يطلب منها رضا بشر أو متع الدنيا الزائلة.

    وكان يقول لماذا ندعي نحن المسلمون بتحريف الكتب المقدسة وفي نفس الوقت ندعي بحفظ القرآن وحده

    ( وكأن القرآن وحده هو كتاب الله ) فهل يوجد لدى الله محاباة بين كتبه ورسله؟!!

    وهل لا يهتم الله بهذه الأجيال من البشر التي ماتت في ضلال وهي تتخيل أنها ماتت على حق.. سنين من الإخلاص يقرؤون الكتب بكل تقديس وبكل طهارة وبكل تقوى وهي في الحقيقة كتب محرفة.

    فيا صديقي.. أنا لا أؤمن بأن الله الحقيقي يفرق بين أحد من كتبه ورسله ..ولا أؤمن حتى أنه يفرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى..

    ولذلك يا صديقي ينبغي أن نسأل كل هذه الأسئلة ليس لليهود أو للمسيحيين ولكن نسألها لله سبحانه وتعالى. كنت أشعر أن باسل صادق في كل كلمة يقولها، أتذكر أن بعض الليالي كنا نقضيها في قراءة الكتب الثلاثة (التوراة والإنجيل والقرآن ) نخرج التشابه والاختلاف بينهم.

    كانت أوقات جميلة .. رغم أنها كانت مرهقة جداً فكرياً ونفسياً .. لأن النزاهة الفكرية والحياد في البحث أمر ليس بهين.. فلا يوجد أسهل من أن تخرج ديناً صحيحاً وآخر خطأ دون بحث حقيقي.. يرضي ذاتك ويرضي الله.

    وكان باسل يقول لي هل العملة الجيدة تكون أولاً أم العملة المزيفة تكون أولاً؟

    أقول له طبعاً العملة الجيدة الحقيقية أولاً ، وبعد ذلك تقلد وتزيف .. فيقول المنطق يقول هذا ولكن كيف يسمح الله أن يكون كتبه الثلاثة الأوائل محرفة وكتابه الرابع ( القرآن ) هو الوحيد غير المحرف .. كيف؟!!

    أين العملة الحقيقية التي نقيس عليها التحريف؟ الكتب الأولى؟ أم الكتاب الأخير؟!!

    وكان باسل يتأسف كثيراً وهو يقول لي .. " سامحني يا صديقي كيف يجرؤ شخص سمح بهذا التفريط في كتبه أن يطالبنا بهذه الثقة في كتابه الرابع !! "

    هل تصدقوا إنني كنت اقبل هذه الاستفهامات الجريئة من باسل دون أدنى إحساس أنه يسخر من الله أو من القرآن أو من أحد. فأنا أعرفه بحق انه يحب الله ويحترم الجميع .. لكنه فقط كان يفكر بعدالة وبأمانة وبلا أي محاباة.. فكان يقول لي دائما .. أن الآخرة لن ينفع فيها شفيع إلا الحق . فكان باسل يثير كل الأسئلة البديهية مثلاً كان يقول: كيف حرفت الكتب المقدسة ومتي حرفت وأين حرفت ومن حرفها؟!

    وكثير من الأسئلة التي لم ينشغل أحد من المسلمين الأوائل ولا المتأخرين ( من السلف أو الخلف ) من أن يبذل القليل من الجهد للإجابة عليها وكأن مسألة التحريف واضحة وضوح الشمس ولا يجهلها إلا الجاهل!!!

    وكان صديقي باسل اكثر مني اهتماما بالأمور الدينية والأخروية.

    وفي ذات ليلة من ليالينا الجميلة المليئة بالنقاش والبحث.. اخترقنا الصمت نحن الاثنين في لحظة واحدة ، ولمعت في أذهاننا فكرة أيضاً واحدة ( نوع من توارد الأفكار التي كنا نسمع عنه) الفكرة كانت أن نصنع لنا ولأصدقائنا شبه كتيب يحمل مبادئنا وأحلامنا وأفكارنا وحواراتنا ولحظاتنا الجميلة.

    في نفس الوقت كان هذا الحلم يداعبني ويداعبه، وبالفعل لم نترك اللحظة التي تحمل الحلم تعبر علينا عبور الكرام دون أن نرصدها ونوقفها ونبدأ في تحقيقها، وكانت هذه الليلة في سنة 1986 ليلة لا تنسى، كان اسم الكتيب ( لا نؤمن ) وكانت أفكاره تدور حول ما لا نؤمن به ، أتذكر هذه المقدمة المتمردة التي كانت تقول:

    نحن أسرى العادات والتقاليد والأحاسيس المألوفة والحواس العاجزة

    وفي يوم جاءني باسل .. رأيت في عينيه شيء لم أره من قبل، وكأنه يحمل سراً لا يقدر صدره أن يحتمله. شعرت أن عينيه تسبق لسانه في إفشاء سره.

    بدأ يتمشى أمامي ويتكلم بصوت عال وكأنه يفكر بصوت عال وليس يحاورني ( كان بالحق حوار خاص جداً)

    وبدأ يقول : أنت تعلم أني ابحث منذ زمن بعيد واقرأ كل الكتب المقدسة وغير المقدسة وكنت أحاول دائما أن أكون محايداً ، فأنا لا ابتغي غير وجه الله وليس لدي أي نية مسبقة في إعلاء دين عن دين آخر.

    وبعد وقت من البحث المرهق والليالي الباكية الباحثة عن لحظة أمن وعن حضن أب يحتوي تيه وترحال الابن الضال، لا اكذب عليك.. و أقول ان طريق البحث المحايد رحب أو مفروش بالورود، بل على العكس تماماً في لحظات كنت أشعر أنى أغرق داخل طوفان من الأسئلة التي ليس لها إجابة، ولحظات أخرى كدت أتنازل عن هذه المحايدة النزيهة وأمسك بأي دين كغريق يمسك بقشة ، ولكن لا أقدر أن أنكر أن قوة العلي كانت تظللني، كنت أشعر في ذروة الإرهاق والإحباط برجاء جديد يتسرب إلى روحي بقوة جديدة تعضد مفاصلي .. تنهضني .. معونة جديدة تجدد منابعي .. وكانت هذه الأشياء بمثابة علامات على الطريق.

    كنت في كل صباح أجدد عهودي بالاستمرار نحو الهدف والمثابرة لاكتشاف الحقيقة لاكتشاف إلهاً يصالحني مع السماء .. ويصالحني مع ذاتي .. ويصالحني مع الآخرين.. كل الآخرين.. الأحباء منهم والأعداء ، إلهاً يقدر أن يغير قلبي .. بل يخلق في قلباً جديداً.. قلباً يعرف كيف يسبحه .. كيف يرحم .. كيف يغفر .. كيف يرعى .. كيف ينير .. كيف يغير العالم إلى عالم افضل.

    فهل تصدق يا صديقي أن هذا الإله الرائع العظيم وجدته.. هو مخلصي وإلهي وتاجي وعزي وسيدي وقضيتي ونضالي .. يسوع المسيح .

    صدقوني رغم معرفتي الجيدة بباسل وبأفكاره المتطورة، لكن لا أقدر أن أنكر أن خبر ارتداده عن الإسلام نزل علي كالصاعقة. فصديقي الذي احبه.. قد ترك الإسلام وكفر، لم أستطع الرد عليه وشعر هو بصدمتي فتركني بمفردي أعيد حسابات صداقتنا وحسابات بحثي.

    وبدأ القلق ينتابني وشعرت أن الشك بدأ يتسرب إلى موروثاتي ، وأن جذوري تـُقتلع، فقلت لنفسي ان هذا الشعور بالشك الذي أصابني .. أصابني لأني لا أعرف ديني حقاً ، وغير ملتزم التزاماً كاملاً به ولعلي إن درست الإسلام والتزمت بكل فروضه ونوافله لأصبح لدى إجابات على كل الأسئلة التي تدور في رأسي ، وحينئذ سوف يتبخر الشك من قلبي وينبت بدل منه الإيمان الراسخ بالإسلام .. ديني ودين آبائي.

    وبعد ذلك أقدر أن أهدي صديقي باسل الذي ضل الطريق وكفر.

    وبالفعل ذهبت إلى باسل وقلت له كل ما يدور في نفسي، وفوجئت برد فعله الذي كان بمثابة صاعقة أخرى لي فهو لم يرفضني ولم يرفض ما قلته ولم يستاء حتى ولو بوجهه ولكن على العكس إطلاقاً، كان فرحاً بما وصلت إليه وكأنه كان يريد مني أن أدرس الإسلام وان ألتزم بحق وأن أصير مسلما بكل ما بالكلمة من معنى.

    فشجعني باسل وقال لي ( الحق لا يعرف برجال ولكن الرجال يعرفون بالحق ) وان الله لم يترك شخصاً يبحث عنه بصدق يقع في الضلال! ولذلك أنا لا أخاف عليك كما لا أخاف على نفسي. فاستمر فيما أنت مزمع أن تفعله ولتلتزم بالإسلام والله الموفق.

    ولكن انتبه يا مظفر .. أن النية الصادقة وحدها لن تكفي للوصول إلى شاطئ الحق، ولكن النية الصادقة مع البحث المحايد والنزيه والعادل مع المثابرة بدون كلل ، كل هذا سيوصلك إلى شاطئ الأمان بإذن الله، حيث الطريق والحق والحياة الأفضل.

    وبالفعل بدأت حياة الالتزام والدراسة الإسلامية العميقة والتزمت في جماعة إسلامية تسمى الجماعة السلفية.

    كنا نصلي معاً كل الفروض في المسجد، ونحضر دروس تعليم الفقه والعقيدة، ونخرج ندعو الشباب إلى حياة الالتزام الإسلامي، وكنت اذهب أنا والاخوة كل فترة للاعتكاف .. ثلاثة أيام، أو أسبوع، أو اكثر.. للعبادة والصلاة في مساجد في مدن أخرى.

    وكنا نصنع المعسكرات لنقرأ القرآن ونناقش الأمور الدينية والسياسية المعاصرة والمُلحة على الجماعة.

    وكان هذا تحت إشراف أساتذة جامعيين وصفوة شباب الأمة ( طب .. هندسة .. حقوق .. آداب) ورغم هذا الالتزام وتغيير كثير من أشكال حياتي القديمة في البيت ومع الجيران ومع أصحابي في المدرسة، فكنت أحرم التليفزيون والأغاني وكل أنواع اللهو.

    وكنت آمر أمي وكل أقربائي النساء بلبس الخمار ( الزي الإسلامي للمرأة ) وآمر أصحابي كلهم بالالتزام بالصلاة في أوقاتها، كل علاقاتي تغيرت ، إلا علاقتي مع باسل .. لم أقدر على تغييرها رغم إننا أصبحنا الآن مختلفان إلى حد التناقض والتنافر في العقيدة، فهو كافر في نظر عقيدتي التي أصبحت الآن كل شيء، ولكن في نظر إنسانيتي التي لم أقدر أن أتخلى عنها .. هو صديقي الوحيد.

    نعم هو كافر لأنه أصبح مسيحياً، ولكنه صادق ومخلص وأمين ومحب للجميع.

    وكنت أدعو الله دائماً أن يهديه للإسلام .. أتذكر أن الاخوة في الجماعة السلفية كانوا دائماً يطلبون مني أن أقطع علاقتي معه ، وان أحاربه لأنه كافر ( أنه قد عرف عن باسل في مدينتا أنه أصبح مسيحياً ) ونتيجة لذلك مر باسل باضطهاد ليس بقليل .

    ولكني كنت أراه دائماً صلباً وبشوشا وغافراً ومحباً لمضطهديه. وكانت هذه الأحاسيس تبهرني وتصيبني بشلال من علامات الاستفهام

    كيف يمتلئ بهذا السلام والحب وهو شخص كافر؟!!

    كيف لا يبادلهم شراً بشر، وعيناً بعين، وسناً بسن؟!!

    كنت أعرف منه أنه يشابه المسيح الذي يؤمن به. كان يقول أنه يحب أعداءه ويغفر للمسيئين إليه ، وأمام هذا الحب كانت تتضاءل كل سنين التزامي بالإسلام ، وتشددي ، وتعصبي الذي جعلني لا أحمل هذا القلب ولا أحمل هذا الحب.

    كان هذا الحب يواجهني ويواجه كل ما أعلنه بأن ديني هو الدين الحقيقي .. وأن إلهي هو إله الكون ، وأننا خير وأعظم أمة أخرجت للناس ، وأن نبينا هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، كل هذه الأشياء لم تكن تصمد أمام هذا النهر الجارف من الحب. فكنت أهرب و أعود إلى التزامي، لعلي في يوم من الأيام أتغير و أصير أقوى من باسل ومن إله باسل فأواجهه وأنتصر عليه.

    وبعد سنتين كاملتين من الالتزام الكامل بالفرائض الإسلامية ومن البحث المخلص والامين بدأت اكتشف اكتشافا يهز كياني ويشككني أكثر من كل الماضي، اكتشفت أن كل العبادات الإسلامية لم تكن وليدة الوحي الإسلامي بل كانت موجودة قبل الرسول وقبل القرآن في الجزيرة العربية.

    واكتشفت أيضا أن الشريعة وكل الحدود كانت تطبق قبل الإسلام وأن كثيراً من التعاليم مأخوذة من التوراة

    (رجم الزاني .. قطع يد السارق .. الخ )

    وان المسيحية التي حاربها الإسلام والتي يقول عنها بأن أصحابها يؤمنون بأن الله ثلاثة ويرد عليهم بأن الله لم يلد ولم يولد . { باعتبار انهم يقولون بان الله تزوج مريم وأنجب المسيح ابن الآلهة}

    وأنهم يقولون أن المسيحيين اتخذوا عيسى وأمه مريم العذراء إلهين من دون الله ، كل هذه المسيحية المعلنة في القرآن ، اكتشفت إنها ليست هي المسيحية الحقيقية ، ولكنها الهرطقات التي كانت موجودة في الجزيرة العربية قبل عصر الرسول وفي عصر الرسول.

    فالمسيحية الحقيقية تؤمن بإله واحد قبل الإسلام بستة قرون ، وبها تعليم ومبادئ سامية لا يقدر بشر أن يواجهها إلا وهو خاشع.

    بعد أربع سنوات من الدراسة والنقاش والبحث والالتزام الإسلامي في الجماعة السلفية وسهر ودموع وبكاء لله تعالى لكي يهديني إلى الطريق الصحيح قررت التوقف وأن أعيد حساباتي كلها، ولكن كان التوقف أزمة كبيرة فأنا ملتزم مع جماعة بشكل يومي في المسجد ودروس العقيدة والفقه والخروج للدعوة فكيف كنت أترك كل هذا فجأة وكيف أحلق لحيتي ولا أرتدي الجلباب الزي الإسلامي ،

    وكيف .. وكيف .. كيف ..

    وماذا سيقولون عني بالذات وأنا لي علاقة بصديقي الذي أصبح مسيحيا، سيقولون أنني أصبحت مسيحياً مثله وتبدأ المشاكل ويبدأ الاضطهاد . ولكن رغم كل مخاوفي تلك لم أجد مفراً من مواجهة الحقيقة وجهاً لوجه ولكن بمنطق وبحكمة .

    وبعد أربع سنوات من البحث المضني لا يمتلك الإنسان إلا الاعتراف بنتائج البحث مهما كانت ضريبة هذا الاعتراف. وبالفعل قررت التوقف وبدأت أطلب من الله أن يعرفني الطريق الحقيقي فأنا الآن أكثر شكاً وأكثر اهتزازاً من كل الماضي في عقيدتي الإسلامية وأكثر اقتناعاً بالمسيح.

    ولكن رغم محاولات صديقي باسل لإيضاح كل القضايا والإشكاليات التي كانت تواجهني في المسيحية وعدم يأسه معي لمدة أربعة سنوات متواصلة شبه يومياً يتكلم معي عن المسيح بكل مثابرة وبروح مليئة بالجدية والثقة

    أصبحت أنا شبه مؤهل أن أقبل المسيح إلهاً ومخلصاً، ولكن كان يوجد شيء بداخلي ما زال لم يتشرب هذا الإيمان ، ما زال الإيمان بالمسيح لا يملئ كل كياني فقلت لصديقي باسل إنني لا أعرف السبب

    فقال لي : ولا أنا أعرف ، ولكن هل تثق أن الله يعرف كل شيء وهو الوحيد القادر أن يجيبك وأن يشبع كل مناطق الجوع التي فيك للحق؟ قلت له أثق.

    قال : وأنا أيضا أثق في الله لذلك دعنا نصلي له لكي يظهر ويعلن لك ذاته بوضوح فالله الذي نؤمن به إلهاً قريباً حقاً ، لا يسمع فقط صلواتنا ولكن يتكلم معنا لأنه حي ويتفاعل معنا .. ليس وهم أو إيحاء نفسي نخدع به أنفسنا ونخدع به آخرين .

    فقلت له أنا أؤمن بكل ما تقول يا باسل وبالفعل بدأت أصلي وأطلب من الله أن يعلن لي ذاته بكل وضوح كضال يهديني .. وكعطشان للحق هو وحده القادر أن يرويني ..

    وكان هذا في سنة 1988 في ليلة من ليالي آذار الباردة جداً

    قضيت طول الليل في صلاة لم تنقطع .. ودموع لم تجف .. إلا عند اختراق الفجر لهذا الليل الطويل الذي كان يحمل مخاض الأربع سنوات .. فأنا متذكره بكل تفاصيله رغم مرور أحد عشر عاما عليه .

    كانت بالحق ليلة في قدس أقداس الإله .. أربع سنوات من الإرهاق ومن عدم الأمان ومن القلق ..

    رغم محاولاتي الدائمة لكي أرضي الإله لكي أشعر ولو للحظة واحدة أنه معي .. أنه قريب مني .. أنه يشعر بي ولكن على العكس …

    كنت أزداد إسلاما فازداد وحدة .. كنت أزداد طاعة فأزداد قلقاًَ.. كنت أزداد خشوعا فأزداد خوفا..

    أربع سنوات بلا سكينة أو هدوء أو طمأنينة أو أمان .. رغم كل ادعائي أن إله الإسلام أقرب إلينا من حبل الوريد!!!!

    ولكن ها أنا الآن رغم عدم اعترافي بالمسيح إلهاً.. ولكن اقترابي منه فقط وملامستي لهدب تعاليمه ورفع قلبي نحوه عوضني عن سنين القحط والوحدة والمرارة .. ملئني بالفرح والسكينة وبهدوء لا أقدر أن أصفه .. وبأمان لم اختبره طيلة حياتي .

    وفي الصباح الباكر كنت أريد أن أهرول إلى الجميع إلى كل أهلي ومعارفي وأصدقائي لأقول لهم عن الكنز الذي اكتشفته عن الإله الحقيقي الذي عرفته عن يسوع المسيح الذي أحبني فعشقته ..

    وبالفعل ذهبت إلى باسل وحكيت له كل قصتي من بدايتها وحتى نهايتها وكأنه لا يعرفها وكان باسل ليس في حالة الإصغاء التي تعودت عليها ولكن كانت دموعه تسقط بغزارة ولسانه لم يتوقف عن الشكر لله .. كأم كانت تستقبل ولدها وكأب انتظر أربع سنوات عند مشارف المدينة عودة ابنه الضال.

    مظفر



    عودة

                  

04-08-2005, 08:33 PM

bint_alahfad
<abint_alahfad
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب .. (Re: Sudany Agouz)

    أسئلة عن إلهية المسيح تنتظر الجواب من النصارى!!!!!!!!!!


    من كان الممسك للسموات والأرض، حين كان ربها وخالقها مربوطا على خشبة الصليب، وقد شدّت يداه ورجلاه بالحبال، وسمرت اليد التي أتقنت العوالم، فهل بقيت السموات والأرض خلوا من إلهها، وفاطرها، وقد جرى عليه هذا الأمر العظيم؟ !!!

    أم تقولون: استخلف على تدبيرها غيره، وهبط عن عرشه، لربط نفسه على خشبة الصليب، وليذوق حر المسامير، وليوجب اللعنة على نفسه، حيث قال في التوراة: ((ملعون من تعلق بالصليب)) أم تقولون: كان هو المدبر لها في تلك الحال، فكيف وقد مات ودفن؟ ! أم تقولون - وهو حقيقة قولكم - لا ندري، ولكن هذا في الكتب، وقد قاله الآباء، وهم القدوة. والجواب عليهم: فنقول لكم، وللآباء معاشر النصارى: ما الذي دلّكم على إلهية المسيح؟ فإن كنتم استدللتم عليها بالقبض من أعدائه عليه، وسوقه إلى خشبة الصليب، وعلى رأسه تاج من الشوك، وهم يبصقون في وجهه، ويصفعونه. ثم أركبوه ذلك المركب الشنيع، وشدوا يديه ورجليه بالحبال، وضربوا فيها المسامير، وهو يستغيث، وتعلق. ثم فاضت نفسه، وأودع ضريحه؛ فما أصحه من استدلال عند أمثالكم ممن هم أضل من الأنعام؟ وهم عار على جميع الأنام!!

    وإن قلتم: إنما استدللنا على كونه إلها، بأنه لم يولد من البشر، ولو كان مخلوقا لكان مولودا من البشر، فإن كان هذا الاستدلال صحيحا، فآدم إله المسيح، وهو أحق بأن يكون إلها منه، لأنه لا أم له، ولا أب، والمسيح له أم، وحواء أيضا اجعلوها إلها خامسا، لأنها لا أم لها، وهي أعجب من خلق المسيح؟ !! والله سبحانه قد نوع خلق آدم وبينه، إظهارا لقدرته، وإنه يفعل ما يشاء، فخلق آدم لا من ذكر، ولا من أنثى، وخلق زوجه حوى من ذكر، لا من أنثى، وخلق عبده المسيح من أنثى لا من ذكر، وخلق سائر النوع من ذكر وأنثى. وإن قلتم: استدللنا على كونه إلها، بأنه أحيا الموتى، ولا يحييهم إلا الله. فاجعلوا موسى إلها آخر، فإنه أتى من ذلك بشيء، لم يأت المسيح بنظيره، ولا ما يقاربه، وهو جعل الخشبة حيوانا عظيما ثعبانا، فهذا أبلغ وأعجب من إعادة الحياة إلى جسم كانت فيه أولا. فإن قلتم: هذا غير إحياء الموتى. فهذا اليسع النبي أتى بإحياء الموتى، وهم يقرون بذلك. وكذلك إيليا النبي أيضا أحيا صبيا بإذن الله. وهذا موسى قد أحيا بإذن الله السبعين الذين ماتوا من قومه. وفي كتبكم من ذلك كثير عن الأنبياء والحواريين، فهل صار أحد منهم إلها بذلك؟ !!

    وإن قلتم: جعلناه إلها للعجائب التي ظهرت على يديه، فعجائب موسى أعجب وأعجب، وهذا إيليا النبي بارك على دقيق العجوز ودهنها، فلم ينفد ما في جرابها من الدقيق، وما في قارورتها من الدهن سبع سنين!! وإن جعلتموه إلها لكونه أطعم من الأرغفة اليسيرة آلافا من الناس، فهذا موسى قد أطعم أمته أربعين سنة من المن والسلوى!! وهذا محمد بن عبد الله قد أطعم العسكر كله من زاد يسير جدا، حتى شبعوا، وملؤا أوعيتهم، وسقاهم كلهم من ماء يسير، لا يملأ اليد حتى ملؤا كل سقاء في العسكر، وهذا منقول عنه بالتواتر؟ !! وإن قلتم: جعلناه إلها، لأنه صاح بالبحر فسكنت أمواجه، فقد ضرب موسى البحر بعصاه، فانفلق اثني عشر طريقا، وقام الماء بين الطرق كالحيطان، وفجر من الحجر الصلد اثني عشر عينا سارحة!! وإن جعلتموه إلها لأنه أبرأ الأكمه والأبرص، فإحياء الموتى أعجب من ذلك، وآيات موسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أعجب من ذلك!!

    وإن جعلتموه إلها لأنه ادعى ذلك، فلا يخلو إما أن يكون الأمر كما تقولون عنه، أو يكون إنما ادعى العبودية والافتقار، وأنه مربوب، مصنوع، مخلوق، فإن كان كما ادعيتم عليه فهو أخو المسيح الدجال، وليس بمؤمن، ولا صادق فضلا عن أن يكون نبيا كريما، وجزاؤه جهنم وبئس المصير، كما قال تعالى: (ومن يقل منهم إني إله من دونه، فذلك نجزيه جهنم) وكل من ادعى الإلهية من دون الله، فهو من أعظم أعداء الله كفرعون، ونمرود، وأمثالهما من أعداء الله، فأخرجتم المسيح عن كرامة الله، ونبوته، ورسالته، وجعلتموه من أعظم أعداء الله، ولهذا كنتم أشد الناس عداوة للمسيح في صورة محب موال!!

    ومن أعظم ما يعرف به كذب المسيح الدجال أنه يدعي الإلهية، فيبعث الله عبده ورسوله مسيح الهدى ابن مريم، فيقتله، ويطهر للخلائق أنه كان كاذبا مفتريا، ولو كان إلها لم يقتل، فضلا عن أن يصلب، ويسمر، ويبصق في وجهه!! وإن كان المسيح إنما ادعى أنه عبد، ونبي، ورسول كما شهدت به الأناجيل كلها، ودل عليه العقل، والفطرة، وشهدتم أنتم له بالإلهية - وهذا هو الواقع - فلِم تأتوا على إلهيته ببينة غير تكذيبه في دعواه، وقد ذكرتم عنه في أناجيلكم في مواضع عديدة ما يصرح بعبوديته، وأنه مربوب، مخلوق، وأنه ابن البشر، وأنه لم يدع غير النبوة والرسالة، فكذبتموه في ذلك كله، وصدقتم من كذب على الله وعليه!!

    وإن قلتم: إنما جعلناه إلها، لا لأنه أخبر بما يكون بعده من الأمور، فكذلك عامة الأنبياء، وكثير من الناس يخبر عن حوادث في المستقبل جزئية، ويكون ذلك كما أخبر به، ويقع من ذلك كثير للكهان والمنجمين والسحرة!! وإن قلتم: إنما جعلناه إلها، لأنه سمى نفسه ابن الله في غير موضع من الإنجيل كقوله: ((إني ذاهب إلى أبي)) ((وإني سائل أبي)) ونحو ذلك، وابن الإله إله، قيل: فاجعلوا أنفسكم كلكم آلهة، في غير موضع إنه سماه ((أباه، وأباهم)). كقوله: ((اذهب إلى أبي وأبيكم)). وفيه: ((ولا تسبوا أباكم على الأرض، فإن أباكم الذي في السماء وحده)) وهذا كثير في الإنجيل، وهو يدل على أن الأب عندهم الرب!!

    وإن جعلتموه إلها، لأن تلاميذه ادعوا ذلك له، وهم أعلم الناس به، كذبتم أناجيلكم التي بأيديكم، فكلها صريحة أظهر صراحة، بأنهم ما ادعوا له إلا ما ادعاه لنفسه من أنه عبد. فهذا متى يقول في الفصل التاسع من إنجيله محتجا بنبوة شعيا في المسيح عن الله عز وجل: ((هذا عبدي الذي اصطفيته، وحبيبي الذي ارتاحت نفسي له)). وفي الفصل الثامن من إنجيله: ((إني أشكرك يا رب)) ((ويا رب السموات والأرض)). وهذا لوقا يقول في آخر إنجيله: ((أن المسيح عرض له، ولآخر من تلاميذه في الطريق ملك، وهما محزونان فقال لهما وهما لا يعرفانه: ما بالكما محزونين؟ فقالا: كأنك غريب في بيت المقدس، إذ كنت لا تعلم ما حدث فيها في هذه الأيام من أمر الناصري، فإنه كان رجلا نبيا، قويا، تقيا، في قوله، وفعله عند الله، وعند الأمة، أخذوه، واقتلوه)). وهذا كثير جدا في الإنجيل!!

    وإن قلتم: إنما جعلناه إلها لأنه صعد إلى السماء، فهذا أخنوخ، وإلياس قد صعدا إلى السماء، وهما حيان مكرمان، لم تشكهما شوكة، ولا طمع فيهما طامع، والمسلمون مجمعون على أن محمد صلى الله عليه وسلم صعد إلى السماء، وهو عبد محض، وهذه الملائكة تصعد إلى السماء، وهذه أرواح المؤمنين تصعد إلى السماء بعد مفارقتها الأبدان، ولا تخرج بذلك عن العبودية، وهل كان الصعود إلى السماء مخرج عن العبودية بوجه من الوجوه؟ !!

    وإن جعلتموه إلها لأن الأنبياء سمته إلها، وربا، وسيدا، ونحو ذلك، فلم يزل كثير من أسماء إله عز وجل تقع على غيره عند جميع الأمم، وفي سائر الكتب، وما زالت الروم، والفرس، والهند، والسريانيون، والعبرانيون، والقبط، وغيرهم، يسمون ملوكهم آلهة وأربابا. وفي السفر الأول من التوراة: ((أن نبي الله دخلوا على بنات إلياس، ورأوهن بارعات الجمال، فتزوجوا منهن)). وفي السفر الثاني من التوراة في قصة المخرج من مصر: ((إني جعلتك إلها لفرعون)). وفي المزمور الثاني والثمانين لداود ((قام الله لجميع الآلهة)) هكذا في العبرانية، وأما من نقله إلى السريانية فإنه حرفه، فقال (قام الله في جماعة الملائكة)). وقال في هذا المزمور وهو يخاطب قوماً بالروح: ((لقد ظننت أنكم آلهة، وأنكم أبناء الله كلكم)).

    وقد سمى الله سبحانه عبده بالملك، كما سمى نفسه بذلك، وسماه بالرؤوف الرحيم، كما سمى نفسه بذلك، وسماه بالعزيز، وسمى نفسه بذلك. واسم الرب واقع على غير الله تعالى في لغة أمة التوحيد، كما يقال: هذا رب المنزل، ورب الإبل، ورب هذا المتاع. وقد قال شعيا: ((عرف الثور من اقتناه، والحمار مربط ربه، ولم يعرف بنو إسرائيل)). وإن جعلتموه إلهاً لأنه صنع من الطين صورة طائر، ثم نفخ فيها، فصارت لحماً، ودماً، وطائراً حقيقة، ولا يفعل هذا إلا الله، قيل: فاجعلوا موسى بن عمران إله الآلهة، فإنه ألقى عصا فصارت ثعباناً عظيماً، ثم أمسكها بيده، فصارت عصا كما كانت!! وإن قلتم: جعلناه إلهاً لشهادة الأنبياء والرسل له بذلك، قال عزرا حيث سباهم بختنصر إلى أرض بابل إلى أربعمائة واثنين وثمانين سنة (يأتي المسيح ويخلّص الشعوب والأمم)). وعند انتهاء هذه المدة أتى المسيح، ومن يطيق تخليص الأمم غير الإله التام، قيل لكم: فاجعلوا جميع الرسل إلهة، فإنهم خلّصوا الأمم من الكفر والشرك، وأخلصوهم من النار بإذن الله وحده، ولا شك أن المسيح خلّص من آمن به واتبعه من ذل الدنيا وعذاب الآخرة. كما خلّص موسى بني إسرائيل من فرعون وقومه، وخلّصهم بالإيمان بالله واليوم الآخر من عذاب الآخرة، وخلّص الله سبحانه بمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عبده، ورسوله من الأمم والشعوب ما لم يخلّصه نبي سواه، فإن وجبت بذلك الإلهية لعيسى، فموسى، ومحمد أحق بها منه.

    وإن قلتم: أوجبنا له بذلك الإلهية، لقول أرمياء النبي عن ولادته: ((وفي ذلك الزمان يقوم لداود ابن، وهو ضوء النور، يملك الملك، ويقيم الحق، والعدل في الأرض، ويخلص من آمن به من اليهود، ومن بني إسرائيل، ومن غيرهم، ويبقى بيت المقدس من غير مقاتل، ويسمى الإله)). فقد تقدم أن اسم الإله في الكتب المتقدمة وغيرها، قد أطلق على غيره، وهو بمنزلة الرب، والسيد، والأب، ولو كان عيسى هو الله، لكان أجل من أن يقال ويسمى الإله، وكان يقول: وهو الله، فإن الله سبحانه لا يعرف بمثل هذا، وفي هذا الدليل الذي جعلتموه به إلهاً أعظم الأدلة على أنه عبد، وأنه ابن البشر، فإنه قال: ((يقوم لداود ابن)) فهذا الذي قام لداود هو الذي سمى بالإله، فعلم أن هذا الاسم لمخلوق مصنوع، مولود، لا لرب العالمين، وخالق السموات والأرضين.

    وإن قلتم: إنما جعلناه إلهاً من جهة، قول شعيا النبي: قل لصهيون يفرح ويتهلل فإن الله يأتي، ويخلّص الشعوب، ويخلّص من آمن به، ويخلّص مدينة بيت المقدس، ويظهر الله ذراعه الطاهر فيها لجميع الأمم المتبددين، ويجعلهم أمة واحدة، ويصرّ جميع أهل الأرض خلاص الله، لأنه يمشي معهم، وبين أيديهم، ويجمعهم إله إسرائيل)). قيل لهم: هذا يحتاج إلى أن يعلم أن ذلك في نبوة أشعيا بهذا اللفظ، بغير تحريف للفظه، ولا غلط في الترجمة، وهذا غير معلوم، وإن ثبت ذلك لم يكن فيه دليل على أنه إله تام، وأنه غير مصنوع، ولا مخلوق، فإنه نظير ما في التوراة: ((جاء الله من طور سيناء، وأشرق من ساعير، واستعلن من جبال فاران)) وليس في هذا ما يدل على أن موسى ومحمداً إلهان، والمراد بهذا مجيء دينه، وكتابه، وشرعه، وهداه، ونوره. وأما قوله: ((ويظهر ذراعه الطاهر لجميع الأمم المبددين)) ففي التوارة مثل هذا، وأبلغ منه في غير موضع، وأما قوله: ((ويصرّ جميع أهل الأرض خلاص الله، لأنه يمشي معهم، ومن بين أيديهم)). فقد قال في التوراة في السفر الخامس لبني إسرائيل: ((لا تهابوهم، ولا تخافوهم، لأن الله ربكم السائر بين أيديكم، وهو محارب عنكم)) وفي موضع آخر قال موسى: ((إن الشعب هو شعبك، فقال: أنا أمضي أمامك، فقال: إن لم تمض أنت أمامنا، وإلا فلا تصعدنا من ههنا، فكيف أعلم أنا؟ وهذا الشعب أني وجدت نعمة كذا إلا بسيرك معنا)). وفي السفر الرابع (إني أصعدت هؤلاء بقدرتك، فيقولان لأهل هذه الأرض: الذي سمعوا منك الله، فيما بين هؤلاء القوم يرونه عيناً بعين، وغمامك تغيم عليهم، ويعود عماماً يسير بين أيديهم نهاراً، ويعود ناراً ليلاً. وفي التوراة أيضاً: ((يقول الله لموسى: إني آتٍ إليك في غلظ الغمام، لكي يسمع القوم مخاطبتي لك)). وفي الكتب الإلهية، وكلام الأنبياء من هذا كثير. وفيما حكى خاتم الأنبياء عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: ((ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي)).

    وإن قلتم: جعلناه إلهاً، لقول زكريا في نبوته لصهيون: ((لأني آتيك وأحل فيك، واترائي، وتؤمن بالله في ذلك اليوم الأمم الكثيرة، ويكونون له شعباً واحداً، ويحل هو فيهم، ويعرفون أني أنا الله القوي الساكن فيك، ويأخذ الله في ذلك اليوم الملك من يهوذا، ويملك عليهم إلى الأبد))... قيل لكم: إن أوجبتم له الإلهية بهذا، فلتجب لإبراهيم، وغيره من الأنبياء؛ فإن عند أهل الكتاب وأنتم معهم ((أن الله تجلى لإبراهيم، واستعلن له، وترائى له)). وأما قوله: ((وأحل فيك)) لم يرد سبحانه بهذا حلول ذاته، التي لا تسعها السموات والأرض في بيت المقدس، وكيف تحل ذاته في مكان يكون فيه مقهوراً مغلوباً، مع شرار الخلق؟ !! كيف، وقد قال ((ويعرفون أني أنا الله القوي الساكن فيك)). افترى، عرفوا قوته بالقبض عليه، وشد يديه بالحبال، وربطه على خشبة الصليب، ودق المسامير في يديه ورجليه، ووضع تاج الشوك على رأسه، وهو يستغيث ولا يغاث، وما كان المسيح يدخل بيت المقدس إلا وهو مغلوب مقهور، مستخف في غالب أحواله. ولو صح مجيء هذه الألفاظ صحة لا تدفع، وصحت ترجمتها كما ذكروه، لكان معناها: أن معرفة الله، والإيمان به، وذكره، ودينه، وشرعه، حل في تلك البقعة، وبيت المقدس لما ظهر فيه دين المسيح بعد دفعه، حصل فيه من الإيمان بالله ومعرفته، ما لم يكن قبل ذلك.

    (وجماع الأمر): أن النبوات المتقدمة، والكتب الإلهية، لم تنطق بحرف واحد يقتضي أن يكون ابن البشر إلهاً تاماً: إله حق من إله حق، وأنه غير مصنوع، ولا مربوب، بل بِمَ يخصه إلا بما خص به أخوه، وأولى الناس به محمد بن عبد الله، في قوله: ((أنه عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه)). وكتب الأنبياء المتقدمة، وسائر النبوات موافقة لما أخبر به محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك كله يصدّق بعضه بعضاً، وجميع ما تستدل به النصارى على إلهية المسيح من ألفاظ، وكلمات في الكتب، فإنها مشتركة بين المسيح وغيره، كتسميته أبا وكلمة، وروح حق، وإلهاً، وكذلك ما أطلق من حلول روح القدس فيه، وظهور الرب فيه، أو في مكانه.‏
                  

04-08-2005, 08:36 PM

bint_alahfad
<abint_alahfad
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب .. (Re: bint_alahfad)
                  

04-08-2005, 09:02 PM

bint_alahfad
<abint_alahfad
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب .. (Re: bint_alahfad)

    قصة إسلام ثاني أكبر قسيس في غانا
    أخذوه طفلا فقيرا معدما يلبس الرث من الثياب ، وبالكاد يجد لقمة يومه ، ربوه في ملاجئهم ، درسوه في مدارسهم ، ما إن لحظوا منه نباهة حتى جعلوه من أولويات اهتماماتهم ، كان يتميز بذكاء حاد ونظرة ثاقبة في سن مبكرة من حياته ، سرعان ما شق طريقه في التعليم ، حتى نال أكبر الشهادات بالطبع كان ذلك مقابل دينه الذي يعرف انتماءه له ، لكنه تلفت يمنة ً ويسرة ً في وقت العوز والحاجة ، فما وجد أحدا إلا المنفرين - أعني المنصرين أو من يسمون أنفسهم بالمبشرين – أصبح قسيسا لامعا في بلده ، له لسان ساحر وأسلوب جذاب ومظهر لامع ، وبريق عينيه يقود من رآه إلى مرآب ساحته، ومع الأسف كانت ساحته هي التنصير ، وكم تنصر على يديه من مسلم .

    وذات يوم إذ أراد الله هدايته ، تأمل … وأخذ يتساءل .. أنا لم أترك ديني لقناعة في الديانة النصرانية ، وإنما الجوع هو الذي قادني ، والحاجة هي التي دفعتني ، والعوز هو الذي ساقني ، وعلى الرغم من رغد العيش الذي أنا فيه ، والرفاهية التي أتمتع بها إلا أنني لم أجد الانشراح ولم أشعر وأنعم بالراحة والسعادة والطمأنينة إذ ما فتئت أقلق من المصير بعد الموت ، ولم أرس على بر أمان أو قاعدة صلبة تريح الضمير حول ما في الآخرة من مصير .

    لماذا لا أتعرف على الإسلام أكثر؟ لماذا لا أقرأ القرآن مباشرة ، بدلا من الاكتفاء بمعلوماتي عن الاسلام من المصادر النصرانية التي ربما لم تعرض الاسلام بصورته الحقيقة .

    وهنا شرع يقرأ القرآن ويتأمل ويقارن ، فوجد فيه الإنشراح والإطمئنان ، وانفرجت أساريره وعرف طريق الحق وسبيل النور " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم " . هنا اتخذ قراره الحاسم وعزم على التصدي لكل عقبة تحول دون إسلامه ، تـُرى ماذا فعل؟ لقد عمل بالمثل القائل الباب الذي يأتيك منه الريح . افتحه وقف في وجهه. فذهب إلى الكنيسة وقابل الرجل الأول فيها القسيس الأوروبي الكبير عندهم ، وأخبره بقراره ، فظن أنه يمزح أو أنه هكذا أراد أن يقنع نفسه لكنه أكّد له أنه جاد في رغبته هذه ، فجن جنون الرجل وأخذ يزبد ويرعد ويهدد . . . ثم لما هدأ ، أخذ يذكره بما كان عليه وما صار إليه ، وما فيه الآن من نعمة ويسر ، وحاول إغراءه بالمال وأنه سيزيد راتبه ويعطيه منحة حالا ويزيد من المنحة السنوية ، ويزيد من صلاحياته ، و. . . و ... و.. لكن دون جدوى فجذوة الإيمان قد تغلغلت في شغاف القلب واستقرت في سويداء الضمير ، كذلك بشاشة الإيمان إذا خالطت القلب استقرت كما قال قيصر الروم لأبي سفيان فيما رواه البخاري رحمه الله.

    هنا قال له : إذن تـُرجع لنا كل ما أعطيناك وتتجرد من كل ما تملك ، قال أما ما فات فليس لي سبيل إرجاعه ، وأما ما لدي الآن فخذوه كله ، وكان تحت يديه أربع سيارات لخدمته ، وفيلا كبيرة وغيرها ، فوقع تنازلا عن كل ما يملك ، وهو في هذا يعيد لنا أمجاد أبا يحيى صهيب الرومي رضي الله عنه الذي قال له الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه : ربح البيع أبا يحيى ، وذلك عندما استوقفه مشركو قريش في طريق هجرته وقالوا له جئتنا معدما فقيرا ثم استغنيت فوالله لا ندعك حتى تخرج من مالك فاشترى نفسه منهم بأن دلهم على ماله على أن يدعوه " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " .

    اغتاظ القسيس الكبير وجرده حتى من ملابسه وطرده من الكنيسة شر طردة ، وظن أنه سيكابد الفقر يومين ثم يعود مستسمحا ، كيف لا يظن ذلك وهم المادّيّون حتى الثمالة. خرج أخونا من الكنيسة قال : وأنا لا ألبس سوى ما يستر عورتي ولا أملك سوى هذا الدين العظيم الإسلام ، وشعرت حينئذٍ أنني أسعد مخلوق على هذه البسيطة . سار ماشيا باتجاه المسجد الكبير وسط البلد وفي الطريق أخذ الناس يمشون بجانبه مستغربين ، ويقول بعضهم : لقد جن القسيس ، وهو لا يرد على أحد حتى وصل المسجد فلما هم بالدخول حاولوا منعه متسائلين إلى أين؟ وإذا بالجواب الصاعقة : جئت أُعلن إسلامي . عجباً ، القسيس الأشهر في البلاد الذي تنصر على يديه المئات ، الذي يظهر في شاشة التلفاز مرتين أسبوعيا ، الذي يمثل النصرانية في البلد ، الذي الذي الذي ….. يأتي اليوم ليُعلن إسلامه إنها سعادةٌ لا توصف ، وفرحة لا تعبر عنها الكلمات ، ولا تقدر على تصويرها الجمل والعبارات ، إنه أنسٌ غامر ، وإشراقة منيرة ، وكأنّ بالتاريخ يدوّي بصيحة اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ، ومع فارق التشبيه إلا أنه رب إسلام شخص ٍ واحدٍ يجر خلفه إسلام المئات وإنقاذ العشرات من براثن التيه والضلال وحمأة الكفر والإنحلال .

    المسلمون فرحون ، هذا أعطاه بنطالا وذاك أعطاه قميصا وآخر وهبه الشال ، حتى دخل المسجد وألقى بالمسلمين المتواجدين خطبة عصماء ، أعلن فيها إسلامه انطلقت على إثرها صيحات التكبير وارتفعت خلالها أصوات التهليل والتسبيح ، استبشارا وفرحا بإسلام مَن طالما دعاهم إلى الضلال ، إذا به اليوم يدعوهم إلى الهداية والإسلام ، وخلال يومين رجع الكثير الكثير ممن تنصروا إلى واحة دينهم الإسلام الوارفة الظلال ، حيث ينعمون في ظله وكنفه بآثار الهداية وطمأنينة سلوك السبيل القويم وراحة البال والضمير والخير العميم . " الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب "

    بعد يومين من إعلانه إسلامه بدأ النصارى الحاقدون يبحثون عنه ليقتلوه وتهددوا وتوعّدوا فقام المسلمون بتهريبه إلى سيراليون سرا ، حيث أ ُعلِن عبر الإذاعة التي تملكها لجنة مسلمي أفريقيا الكويتية أنه سيُلقي خطابا للأمة بمناسبة إسلامه ، وأخذ الجميع يترقّب هذا الخطاب والكنيسة كانت ضمن المترقبين وقد توقعت أن يقوم بمهاجمتها أشد المهاجمة وإخراج كثير من أسرارها أمام الملأ والتجني عليها ، هذا ما كانت تتوقعه ، وقد أعدّت قبل خطابه مسودة لبيان سوف تنشره وكان يرتكز على أنها وجدته معدما فقيرا وقامت بمساعدته وتبنيه وتربيته وتكفلت بتعليمه حتى بلغ أعلى المستويات العلمية ثم هو يقوم بنكران الجميل وخيانة الأمانة ورد المعروف بالإساءة ، والتنكر لمن آواه ورعاه .

    لكن الله خيّب فألهم وأغلق عليهم الطرق ، حيث قام صاحبنا بإلقاء خطاب خلاف توقعهم بدأ فيه بشكرهم على كل ما قدّموا له وذكر ما قدّموا له من رعاية ومأوى وتعليم وغيره بالتفصيل ودان لهم بعد الله بالفضل ، إلا أنه نوّه وأشار بطريقة لبقة تتسم بالذكاء إلى أن العقيدة وحرية الدين ليست تسير وفق العواطف بطريقة عمياوية وفضل الله تعالى فوق كل فضل ، ونعمة الله تعالى فوق كل نعمة ، ذلك بصياغة تجعل كل مَن خَدَمَتهُ الكنيسة يُعِيدُ النظرَ في هذه الخدمة والرعاية وأنها ليست مقياسا لصحة العقيدة ، وليست العامل المرجّح لاختيار الدين ، فأصاب الكنيسة في مقتل وأغلق الطريق أمامها لانتقاده والتشنيع عليه ، وأظهر دين الإسلام بأنه لا يرضى لأتباعه بنكران الجميل ، بل قال أن الدين الإسلامي يعلم أتباعه الوفاء ، لكنه لا يرضى لهم أبدا بإلغاء عقولهم " إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون " .

    بعد الخطاب بيومين كان هناك حفل افتتاح مسجد الجامعة حيث حضر هذا الحفل في باحة الجامعة رئيس جمهورية سيراليون وجمع من المسئولين وبعض رجال الكنيسة الذين دعتهم الجامعة لتكريس التسامح الديني ولتلطيف الجو بعد الخطاب الذي ألقاه القس الذي أسلم ، وفي الحفل بعد تلاوة القرآن الكريم قام الشيخ طايس الجميلي حفظه الله ممثل لجنة مسلمي أفريقيا التي تكفلت ببناء المسجد بألقاء كلمة أشار فيها إلى إسلام ذلك القس وضمنها قوله تعالى " ولتجدن أقربهم مودة للذين ءامنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لايستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا ءامنا فاكتبنا مع الشاهدين " وأن هذا هو حاله وما حدث معه وعندما شرع في شرح هذه الآية ووصل بشرحه عند الآية ترى أعينهم تفيض من الدمع والمترجم يترجم على الفور ، قال رأيت القساوسة الذين حضروا أخرجوا مناديلهم يمسحون دموعهم ، تأثرا أو مجاملة والله أعلم . قال أحد القساوسة لزميله الذي بجانبه أقسم أن هذا هو من أرشد ذلك القسيس ليجعل خطابه بالصورة التي ظهر عليها وأحرجنا . وسمعهم أحد المسلمين بجانبهم. والحمد لله على نصرة دينه ، والله أكبر ولله الحمد .
                  

04-08-2005, 09:04 PM

bint_alahfad
<abint_alahfad
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب .. (Re: bint_alahfad)

    معلمة اللاهوت "ميري واتسون" بعد إسلامها
    معلمة اللاهوت "ميري واتسون" بعد إسلامها :

    درست اللاهوت في ثماني سنوات.. واهتديت إلى الإسلام في أسبوع

    يوم إسلامي يوم ميلادي.. والمسلمون بحاجة إلى قوة الإيمان

    بين الشك واليقين مسافات، وبين الشر والخير خطوات، اجتازتها "ميري واتسون" معلمة اللاهوت سابقاً بإحدى جامعات الفلبين، والمنصِّرة والقسيسة التي تحولت بفضل الله إلى داعية إسلامية تنطلق بدعوتها من بريدة بالمملكة العربية السعودية بمركز توعية الجاليات بالقصيم، لتروي لنا كيف وصلت إلى شاطئ الإسلام وتسمت باسم خديجة.

    بياناتك الشخصية قبل وبعد الإسلام؟

    << أحمد الله على نعمة الإسلام، كان اسمي قبل الإسلام "ميري" ولديَّ سبعة أبناء بين البنين والبنات من زوج فلبيني، فأنا أمريكية المولد في ولاية أوهايو، وعشت معظم شبابي بين لوس أنجلوس والفلبين، والآن بعد الإسلام ولله الحمد اسمي خديجة، وقد اخترته لأن السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ كانت أرملة وكذلك أنا كنت أرملة، وكان لديها أولاد، وأنا كذلك، وكانت تبلغ من العمر 40 عاماً عندما تزوجت من النبي ص، وآمنت بما أنزل عليه، وكذلك أنا كنت في الأربعينيات، عندما اعتنقت الإسلام، كما أنني معجبة جداً بشخصيتها، لأنها عندما نزل الوحي على محمد ص آزرته وشجعته دون تردد، لذلك فأنا أحب شخصيتها.

    حدثينا عن رحلتك مع النصرانية.

    << كان لديَّ ثلاث درجات علمية: درجة من كلية ثلاث سنوات في أمريكا، وبكالوريوس في علم اللاهوت بالفلبين، ومعلمة اللاهوت في كليتين فقد كنت لاهوتية وأستاذاً محاضراً وقسيسة ومنصِّرة، كذلك عملت في الإذاعة بمحطة الدين النصراني لإذاعة الوعظ المسيحي، وكذلك ضيفة على برامج أخرى في التلفاز، وكتبت مقالات ضد الإسلام قبل توبتي، فأسأل الله أن يغفر لي، فلقد كنت متعصبة جداً للنصرانية.

    ما نقطة تحولك إذن من منصِّرة إلى داعية إسلامية؟

    << كنت في إحدى الحملات التنصيرية إلى الفلبين لإلقاء بعض المحاضرات، فإذا بأستاذ محاضر فلبيني جاء من إحدى الدول العربية، لاحظت عليه أموراً غريبة، فأخذت أسأله وألحّ عليه حتى عرفت أنه أسلم هناك، ولا أحد يعرف بإسلامه وقتئذ.
    وكيف تخطيت هذه الحواجز وصولاً إلى الإسلام؟

    << بعدما سمعت عن الإسلام من هذا الدكتور الفلبيني راودتني أسئلة كثيرة: لماذا أسلم؟ ولماذا بدل دينه؟ لابد من أن هناك شيئاً في هذا الدين وفيما تقوله النصرانية عنه!؟ ففكرت في صديقة قديمة فلبينية أسلمت وكانت تعمل بالمملكة العربية السعودية، فذهبت إليها، وبدأت أسألها عن الإسلام، وأول شيء سألتها عنه معاملة النساء، لأن النصرانية تعتقد أن النساء المسلمات وحقوقهن في المستوى الأدنى في دينهن، وهذا غير صحيح طبعاً، كما كنت أعتقد أن الإسلام يسمح للأزواج بضرب زوجاتهم، لذلك هن مختبئات وكائنات في منازلهن دائماً!!.

    ارتحت كثيراً لكلامها فاستطردت أسألها عن الله عز وجل، وعن النبي محمد ص وعندما عرضت عليَّ أن أذهب إلى المركز الإسلامي ترددت فشجعتني فدعوت "الرب" وابتهلت إليه حتى يهديني، وذهبت فاندهشوا جداً من معلوماتي الغزيرة عن النصرانية ومعتقداتي الخاطئة عن الإسلام،. وصححوا ذلك لي، وأعطوني كتيبات أخذت أقرأ فيها كل يوم وأتحدث إليهم ثلاث ساعات يومياً لمدة أسبوع، كنت قد قرأت بنهايته 12 كتاباً، وكانت تلك المرة الأولى التي أقرأ فيها كتباً لمؤلفين مسلمين والنتيجة أنني اكتشفت أن الكتب التي قد كنت قرأتها من قبل لمؤلفين نصارى ممتلئة بسوء الفهم والمغالطات عن الإسلام والمسلمين، لذلك عاودت السؤال مرة أخرى عن حقيقة القرآن الكريم، وهذه الكلمات التي تُقال في الصلاة.

    وفي نهاية الأسبوع عرفت أنه دين الحق، وأن الله وحده لا شريك له، وأنه هو الذي يغفر الذنوب والخطايا، وينقذنا من عذاب الآخرة، لكن لم يكن الإسلام قد استقر في قلبي بعد، لأن الشيطان دائماً يشعل فتيل الخوف والقلق في النفـــس، فكثف لي مركز التوعية الإسلامي المحاضرات، وابتهلت إلى الله أن يهديني، وفي خلال الشهر الثاني شعرت في ليلة ـ وأنا مستلقية على فراشـــي وكاد النوم يقارب جفوني ـ بشيء غريب استقر في قلبي، فاعتدلت من فوري وقلت يا رب أنا مؤمنة لك وحدك، ونطقت بالشهادة وشعرت بعدها باطمئنان وراحة تعم كل بدني والحمد لله على الإسلام، ولم أندم أبداً على هذا اليوم الذي يعتبر يوم ميلادي.

    وكيف تسير رحلتك مع الإسلام الآن؟

    << بعد إسلامي تركت عملي كأستاذة في كليتي وبعد شهور عدة طلب مني أن أنظم جلسات أو ندوات نسوية للدراسات الإسلامية في مركز إسلامي بالفلبين حيث موطن إقامتي، وظللت أعمل به تقريباً لمدة سنة ونصف، ثم عملت بمركز توعية الجاليات بالقصيم ـ القسم النسائي كداعية إسلامية خاصة متحدثة باللغة الفلبينية بجانب لغتي الأصلية.

    وماذا عن أولادك؟

    << عندما كنت أعمل بالمركز الإسلامي بالفلبين كنت أحضر للبيت بعض الكتيبات والمجلات وأتركها بالمنزل على الطاولة "متعمدة" عسى أن يهدي الله ابني "كريستوفر" إلى الإسلام، إذ إنه الوحيد الذي يعيش معي، وبالفعل بدأ هو وصديقه يقرآنها ويتركانها كما هي تماماً، كذلك كان لديَّ "منبه أذان" فأخذ يستمع إليه مراراً وتكراراً وأنا بالخارج ثم أخبرني بعد ذلك برغبته في الإسلام، ففرحت جداً وشجعته ثم جاء إخوة عدة من المركز الإسلامي لمناقشته في الإسلام وعلى أثرها أعلن الشهادة وهو ابني الوحيد الذي اعتنق الإسلام في الوقت الحالي، وسمى نفسه عمر، وأدعو الله أن يمنَّ على باقي أولادي بنعمة الإسلام.

    ما الذي أعجبك في دين الإسلام؟

    << الإسلام هو الطريق الأكمل والأمثل للحياة، بمعنى آخر هو البوصلة التي توجه كل مظاهر الحياة في الاقتصاد والاجتماع وغيرها حتى الأسرة وكيفية التعامل بين أفرادها.

    ما أكثر الآيات التي أثارت قلبك؟

    << قوله تعالى: هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون. فهي تعني لي الكثير وقد ساعدتني وقت الشدة.

    ما نوعية الكتب التي قرأتها؟

    << أحب القراءة جداً. فقد قرأت في البخاري ومسلم والسيرة النبوية، وعن بعض الصحابة والصحابيات بجانب تفسير القرآن طبعاً وكتب غيرها كثيرة.

    الخوض في أجواء جديدة له متاعب، فما الصعوبات التي واجهتها؟

    << كنت أعيش بين أمريكا والفلبين كما أن بناتي جميعهن متزوجات هناك وعندما أسلمت كان رد ثلاث من بناتي عنيفاً إزاء اعتناقي الإسلام والباقيات اعتبرنه حرية شخصية، كما أن بيتي وتليفوني روقبا، فقررت الاستقرار في الفلبين، لكن تنكر لي أهل زوجي لأني من قبل كنت مرتبطة بهم لكون أبي وأمي ميتين، لذلك بكيت ثلاثة أيام، وعندما كنت أظهر في الشارع بهذا الزي كان الأطفال ينادون عليَّ بالشيخة أو الخيمة، فكنت أعتبر هذا بمثابة دعوة إلى الإسلام، كما تجنبني كل من يعرفني تماماً.

    هل حضرت ندوات أو مؤتمرات بعد اعتناق الإسلام؟

    << لم أحضر، ولكن ألقيت العديد من المحاضرات عنه في الجامعات والكليات بالفلبين، وقد دعيت من قبل رؤساء بعض الدول لإجراء محاورات بين مسلمة ونصرانية لكن لا أحب هذه المحاورات لأن أسلوبها عنيف في النقاش، وأنا لا أحب هذه الطريقة في الدعوة بل أفضل الأسلوب الهادئ لا سيما اهتمامنا بالشخص نفسه أولاً ثم دعوته ثانياً.

    ما رأيك فيما يُقال عن خطة عمرها ربع القرن المقبل لتنصير المسلمين؟

    << بعد قراءتي عن الإسلام وفي الإسلام علمت لماذا الإسلام مضطهد من جميع الديانات لأنه أكثر الديانات انتشاراً على مستوى العالم، وأن المسلمين أقوى ناس لأنهم لا يبدلون دينهم ولا يرضون غيره بديلاً، ذلك أن دين الإسلام هو دين الحق وأي دين آخر لن يعطيهم ما يعطيه لهم الإسلام.

    ماذا تأملين لنفسك وللإسلام؟

    << لنفسي ـ إن شاء الله ـ سأذهب إلى إفريقيا، لأدرس بها وأعمل بالدعوة، كما آمل أن أزور مصر لأرى فرعونها الذي ذُكر في القرآن، وجعله الله آية للناس، أما بالنسبة للإسلام، فنحن نحتاج إلى إظهار صحته وقوته وحسنه، وسط البيئات التي يحدث فيها تعتيم أو تشويش إعلامي. كما نحتاج إلى مسلمين أقوياء الإيمان، إيمانهم لا يفتر، يقومون بالدعوة إلى الله.
    .

    (عدل بواسطة bint_alahfad on 04-08-2005, 09:08 PM)

                  

04-08-2005, 09:11 PM

bint_alahfad
<abint_alahfad
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب .. (Re: bint_alahfad)

    قصة إسلام إبراهيم خليل فلوبرس
    الأستاذ السابق بكلية اللاهوت الإنجيلية ( إبراهيم خليل فلوبرس ) واحد من الملايين الذين انقادوا لما وجدوا عليه آباءهم من غير بني الإسلام .. تنشأ في الكنيسة .. وترقى في مدارس اللاهوت .. وتبوأ مكانة مرموقة في سلم التبشير .. وبأنامل يديه خط عصارة خبرته الطويلة عدة مئات من الصفحات رسالة للماجستير تحت عنوان : ( كيف ندمر الإسلام بالمسلمين ) ؟ !. في علم اللاهوت كان ( فلوبرس ) متخصصاً لا يجارى .. وفي منظار ( الناسوت ) كان ابن الكنيسة الإنجلية .. الأمريكية يتيه خيلاء .. ولأسباب القوة والمتعة والحماية المتوفرة .. ما كان ( إبراهيم ) يقيم لعلماء الأزهر ، ـ وقد شفهم شظف العيش ـ أي وزن أو احترام !

    لكن انتفاضة الزيف لم تلبث فجأة أن خبت .. وضلالات التحريف الإنجيلي والتخريف التوراتي انصدعت على غير ميعاد .. وتساقطت إذ ذاك غشاة الوهم ، وتفتحت بصيرة الفطرة ، فكان لإبراهيم خليل فلوبوس ـ وقد خطا عتبات الأربعين يوم الخامس والعشرين من 59 ـ ميلاداً جديداً .

    مع الأستاذ إبراهيم خليل أحمد … داعية اليوم كان هذا اللقاء .. وعبر دهاليز الضلالة والزيف نحو عالم الحق والهداية والنور كان هذا الحوار .

    ـ كيف كانت رحلة الهداية التي أوصلتك شاطئ الإيمان والإسلام ، ومن أين كانت البداية ؟

    ـ في مدينة الإسكندرية وفي الثالث عشر من يناير عام 1919 كان مولدي ، نشأت نشأة مسيحية ملتزمة وتهذبت في مدارس الإرسالية الأمريكية ، وتصادف وصولي مرحلة (الثقافة) المدرسية مع اندلاع الحرب العالمية الثانية ، وتعرض مدينة الإسكندرية لأهوال قصف الطائرات .. فاضطررنا للهجرة إلى أسيوط حيث استأنفت في كليتها التعليم الداخلي وحصلت على الدبلوم عام 41 / 1942 وسرعان ما تفتحت أمامي سبل العمل فالتحقت بالقوات الأمريكية من عام 42 وحتى عام 1944م .

    ـ ما طبيعة هذا العمل وكيف حصلت عليه ؟

    ـ كان للقوات الأمريكية وقتذاك معامل كيماوية لتحليل فلزات المعادن التي تشكل هياكل الطائرات التي تسقط من أجل معرفة تراكيبها ونوعياتها ، وبحكم ثقافتي في كلية أسيوط ولتمكني من اللغة الإنجليزية ولأن الأمريكان كانوا يهتمون اهتماماً بالغاً بالخريجين ويستوعبونهم في شركاتهم فقد أمضيت في هذا العمل سنتين .. لكن أخبار الحرب والنكبات دفعتني لأن أنظر إلى العالم نظرة أعمق قادتني للاتجاه إلى دعوة السلام وإلى الكنيسة .. التي كانت ترصد رغباتي وتؤجج توجهاتي .. فالتحقت بكلية اللاهوت سنة 1945م وأمضيت فيها ثلاث سنين.

    ـ ماهي الخطوط العامة لمنهج الكلية وأين موقع الإسلام فيه ؟

    ـ في الثمانية أشهر الأولى كنا ندرس دراسات نظرية .. يقدم الأستاذ المحاضرة على شكل نقاط رئيسية ، ونحن علينا أن نكمل البحث من المكتبة . وكان علينا أن ندرس اللغات الثلاث : اليونانية والأرامية والعبرية إضافة إلى اللغة العربية كأساس والإنجليزية كلغة ثانية .. بعد ذلك درسنا مقدمات العهد القديم والجديد ، والتفاسير والشروحات وتاريخ الكنيسة ، ثم تاريخ الحركة التبشيرية وعلاقتها بالمسلمين ، وهنا نبدأ دراسة القرآن الكريم والأحاديث النبوية ، ونتجه للتركيز على الفرق التي خرجت عن الإسلام أمثال الإسماعيلية ، والعلوية ، والقاديانية ، والبهائية … وبالطبع كانت العناية بالطلاب شديدة ويكفي أن أذكر بأننا كنا حوالي 12 طالباً وُكّل بتدريسنا 12 أستاذاً أمريكياً و7 آخرين مصريين .

    ـ هذه الدراسات عن الإسلام وعن الفرق .. هل كانت للاطلاع العلمي وحسب أم أن هدفاً آخر كان وراءها ؟

    ـ في الواقع كنا نؤسس على هذه الدراسات حواراتنا المستقبلية مع المسلمين ونستخدم معرفتنا لنحارب القرآن بالقرآن … والإسلام بالنقاط السوداء في تاريخ المسلمين ! كنا نحاور الأزهريين وأبناء الإسلام بالقرآن لنفتنهم ، فنستخدم الآيات مبتورة تبتعد عن سياق النص ونخدم بهذه المغالطة أهدافنا ، وهناك كتب لدينا في هذا الموضوع أهمها كتاب ( الهداية ) من 4 أجزاء و ( مصدر الإسلام ) إضافة إلى استعانتنا واستفادنا من كتابات عملاء الاستشراق أمثال طه حسين الذي استفادت الكنيسة من كتابه ( الشعر الجاهلي ) مائة في المائة ، وكان طلاب كلية اللاهوت يعتبرونه من الكتب الأساسية لتدريس مادة الإسلام !

    وعلى هذا المنهج كانت رسالتي في الماجستير تحت عنوان (كيف ندمر الإسلام بالمسلمين) سنة 52 والتي أمضيت 4 سنوات في إعدادها من خلال الممارسة العملية للوعظ والتبشير بين المسلمين من بعد تخرجي عام 48 .

    ـ كيف إذاً حدث الانقلاب فيك … ومتى اتجهت لاعتناق الإسلام ؟

    ـ كانت لي ـ مثلما ذكرت ـ صولات وجولات تحت لواء الحركة التبشيرية الأمريكية ، ومن خلال الاحتكاك الطويل ، ومن بعد الاطلاع المباشر على خفاياهم تأكد لي أن المبشرين في مصر ما جاءوا لبثّ الدين وإنما لمساندة الاستعمار والتجسس على البلاد !

    ـ وكيف ؟

    ـ الشواهد كثيرة ، وفي أي مسألة من المسائل ، فإذا كانت البلد تستعد للانتفاضة على الظلم كانت الكنيسة أول من تدرك ذلك لأن القبطي والمسلم يعيشان على أرض واحدة ، ويوم يتأوه المسلم سرعان ما يسمع النصراني تأوهاته فيوصلها إلينا لنقوم بتحليلها وترجمتها بدورنا ، ومن جانب آخر كان رعايا الكنيسة في القوات المسلحة أداة مباشرة لنقل المعلومات العسكرية وأسرارها ، وعن طريق المراكز التبشيرية التابعة لأمريكا والتي تتمتع بالرعاية وبالحماية الأمريكية كانت تدار حرب التجسس ، ولك أن تعلم هنا أن النصراني في مصر له جنسيتان وانتماءان : انتماؤه للوطن الذي ولد فيه وهو انتماء مدني تُعبر عنه جنسيته المصرية ، وانتماء ديني أقوى تمثله الجنسية المسيحية . فهو يحس في أوروبا وفي أمريكا حصناً وبالدرجة الأولى ، بينما يشعر النصارى في مصر أنهم غرباء ! تماماً كالانتماء الإسرائيلي الذي يعتبر انتماءه بالروح إلى أرض أورشليم انتماء دينياً ، وانتماءه إلى الوطن الذي ولد فيه انتماء مدنياً وحسب ! ولذلك قام مخطط المبشرين والكنيسة على جعل مصر تدور في فلك الاستعمار فلا تستطيع أن تعيش بعيداً عنه ، الأمر الذي جعلني أشعر بمصريتي وأحس أن هؤلاء أجانب عني وأن جاري المسلم أقرب إلي منهم بالفعل … فبدأت أتسامح .. عفواً أقول أتسامح وأعني أن أقرأ القرآن بصورة تختلف عما كنت أقرؤه سابقاً وفي شهر يونيو تقريباً عام 1955م استمعت إلى قول الله سبحانه [ قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به .. ] هذه الآية الكريمة من الغريب أنها رسخت في القلب ، ولما رجعت إلى البيت سارعت إل المصحف وأمسكته وأنا في دهشة من هذه السورة ، كيف ؟ إن الله سبحانه وتعالى يقول : [ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله .. ].

    إبراهيم خليل الذي كان إلى عهد قريب يحارب الإسلام ويقيم الحجج من القرآن والسنة ومن الفرق الخارجة عن الإسلام لحرب الإسلام … يتحول إلى إنسان رقيق يتناول القرآن الكريم بوقار وإجلال … فكأن عيني رُفعت عنهما غشاوة وبصري صار حديداً … لأرى ما لا يرى … وأحس إشراقات الله تعالى نوراً يتلألأ بين السطور جعلتني أعكف على قراءة كتاب الله من قوله تعالى : [ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل ] وفي سورة الصف : [ ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ] إذاً فالقرآن الكريم يؤكد أن هناك تنبؤات في التوراة وفي الإنجيل عن النبي محمد . ومن هنا بدأت ولعدة سنوات دراسة هذه التنبؤات ووجدتها حقيقة لم يمسها التبديل والتغيير لأن بني إسرائيل ظنوا أنها لن تخرج عن دائرتهم .. وعلى سبيل المثال جاء في ( سفر التثنية ) وهو الكتاب الخامس من كتب التوراة ( أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك ، وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ) توقفت أولاً عند كلمة ( إخوتهم ) وتساءلت : هل المقصود هنا من بني إسرائيل ؟ لو كان كذلك لقال ( من أنفسهم ) أما وقد قال ( من وسط إخوتهم ) فالمراد بها أبناء العمومة ، ففي سفر التثنية إصحاح 2 عدد 4 يقول الله لسيدنا موسى عليه السلام : ( أنتم مارون بنجم إخوتكم بني عيسو … ) و ( عيسو ) هذا الذي نقول عنه في الإسلام ( العيس ) هو شقيق يعقوب عليه السلام ، فأبناؤه أبناء عمومة لبني إسرائيل ، ومع ذلك قال ( إخوتكم ) وكذلك أبناء ( إسحق ) وأبناء ( إسماعيل ) هم أبناء عمومة ، لأن إسحق ، ( شقيق ) ( إسماعيل ) عليهما السلام ومن ( إسحق ) سلالة بني إسرائيل ، ومن ( إسماعيل ) كان ( قيدار ) ومن سلالته كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا الفرع الذي أراد بنو إسرائيل إسقاطه وهو الذي أكدته التوراة حين قالت ( من وسط إخوتهم ) أي من أبناء عمومتهم .

    وتوقفت بعد ذلك عند لفظة ( مثلك ) ووضعت الأنبياء الثلاثة : موسى ، وعيسى ، ومحمد عليهم الصلاة والسلام للمقابلة فوجدت أن عيسى عليه السلام مختلف تمام الا ختلاف عن موسى وعن محمد عليهما الصلاة والسلام ، وفقاً للعقيدة النصرانية ذاتها والتي نرفضها بالطبع ، فهو الإله المتجسد ، وهو ابن الله حقيقة ، وهو الأقنوم الثاني في الثالوث ، وهو الذي مات على الصليب .. أما موسى عليه السلام فكان عبدالله ، وموسى كان رجلاً ، وكان نبياً ، ومات ميتة طبيعية ودفن في قبر كباقي الناس وكذلك سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذاً فالتماثل إنما ينطبق على محمد صلى الله عليه وسلم ، بينما تتأكد المغايرة بين المسيح وموسى ـ عليهما السلام ـ ، ووفقاً للعقيدة النصرانية ذاتها ! فإذا مضينا إلى بقية العبارة : ( وأجعل كلامي في فمه .. ) ثم بحثنا في حياة محمد صلى الله عليه وسلم فوجدناه أمياً لا يقرأ ولا يكتب ، ثم لم يلبث أن نطق بالقرآن الكريم المعجزة فجأة يوم أن بلغ الأربعين .. وإذا عدنا إلى نبوءة أخرى في التوراة سفر أشعيا إصحاح 79 تقول : ( أو يرفع الكتاب لمن لا يعرف القراءة ولا الكتابة ويقول له اقرأ ، يقول ما أنا بقاريء .. ) لوجدنا تطابقاً كاملاً بين هاتين النبوءتين وبين حادثة نزول جبريل بالوحي على رسول الله في غار حراء ، ونزول الآيات الخمس الأولى من سورة العلق.

    ـ هذا عن التوراة ، فماذا عن الإنجيل وأنت الذي كنت تدين به ؟

    ـ إذا استثنينا نبوءات برنابا الواضحة والصريحة ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم بالاسم ، وذلك لعدم اعتراف الكنيسة بهذا الإنجيل أصلاً ، فإن المسيح عليه السلام تنبأ في إنجيل يوحنا تسع نبوءات ، و ( البرقليط ) الذي بشر به يوحنا مرات عديدة … هذه الكلمة لها خمسة معاني : المعزّي ، والشفيع ، والمحامي ، والمحمد ، والمحمود ، وأي من هذه المعاني ينطبق على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تمام الانطباق فهو المعزّي المواسي للجماعة التي على الإيمان وعلى الحق من بعد الضياع والهبوط ، وهو المحامي والمدافع عن عيسى ابن مريم عليه السلام وعن كل الأنبياء والرسل بعدما شوه اليهود والنصارى صورتهم وحرفوا ما أتوا به وهو الإسلام .. ولهذا جاء في إنجيل يوحنا إصحاح 14 عدد 16 و17 ( أنا أصلي إلى الله ليعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق ) .. وقال في نبوءة أخرى إصحاح 16 عدد 13 ـ 14 ( وأما متى جاء ذاك الروح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به . ويخبركم بأمور آتية ، ذاك يمجدني ) وهذا مصداق قول الله تبارك وتعالى : [ قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ] .

    ـ كيف كانت لحظة إعلانك للإسلام وكيف كانت بداية الحياة الجديدة في رحاب الهداية والحق ؟

    ـ بعد أن وصلت إلى اليقين وتلمست الحقائق بيدي كان عليّ أن أتحدث مع أقرب الناس إلي زوجتي ، لكن الحديث تسرب عن طريقها إلى الإرسالية للأسف ، وسرعان ما تلقفوني ونقلوني إلى المستشفى وتحت مراقبة صارمة مدعين أني مختل العقل ! ولأربعة شهور تلت عشت معاناة شديدة جداً ، ففرقوا بيني وبين زوجتي وأولادي ، وصادروا مكتبتي وكانت تضم أمهات الكتب والموسوعات … حتى اسمي كعضو في مجمع أسيوط ، وفي مؤتمر ( سنودس ) شُطب ، وضاع ملفي كحامل ماجستير من كلية اللاهوت … ومن المفارقات العجيبة أن الإنجليز في هذه الآونة كانوا قد خلعوا الملك طلال من عرش الأردن بتهمة الجنون … فخشيت أن يحدث معي الأمر ذاته .. لذلك التزمت الهدوء والمصابرة وصمدت حتى أطلق سراحي ، فقدمت استقالتي من الخدمة الدينية واتجهت للعمل في شركة أمريكية للأدوات المكتبية لكن الرقابة هناك كانت عنيفة جداً ، فالكنيسة لا تترك أحداً من أبنائها يخرج عليها ويسلم ، إما أن يقتلوه أو يدسوا عليه الدسائس ليحطموا حياته .. وفي المقابل لم يكن المجتمع المسلم حينذاك ليقدر على مساعدتي … فحقبة الخمسينات والستينات كما تعلمون كانت تصفية للإخوان المسلمين ، وكان الانتماء للإسلام والدفاع عنه حينذاك لا يعني إلا الضياع ! ولذلك كان عليّ أن أكافح قدر استطاعتي ، فبدأت العمل التجاري ، وأنشأت مكتباً تجارياً هرعت بمجرد اكتماله للإبراق إلى ( د. جون تومسون ) رئيس الإرسالية الأمريكية حينذاك ، وكان التاريخ هو الخامس والعشرين من ديسمبر 1959 والذي يوافق الكريسماس ، وكان نص البرقية : ( آمنت بالله الواحد الأحد ، وبمحمد نبياً ورسولاً ) لكن إشهار اعتناقي الرسمي للإسلام كان يفترض عليّ وفق الإجراءات القانونية أن ألتقي بلجنة من الجنسية التي أنا منها لمراجعتي ومناقشتي.

    و في الوقت الذي رفضت جميع الشركات الأوربية والأمريكية التعامل معي تشكلت اللجنة المعنية من سبعة قساوسة بدرجة الدكتوراه .. خاطبوني بالتهديد والوعيد أكثر من مناقشتي ! وبالفعل تعرضت للطرد من شقتي لأنني تأخرت شهرين أو ثلاثة عن دفع الإيجار واستمرت الكنيسة تدس علي الدسائس أينما اتجهت .. وانقطعت أسباب تجارتي .. لكني مضيت على الحق الذي اعتنقته … إلى أن قدر الله أن تبلغ أخباري وزير الأوقاف حينذاك عبدالله طعيمة ، والذي استدعاني لمقابلته وطلب مني بحضور الأستاذ الغزالي المساهمة في العمل الإسلامي بوظيفة سكرتير لجنة الخبراء في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية فكنت في منتهى السعادة في بادئ الأمر ، لكن الجو الذي انتقلت إليه كان ـ وللأسف ـ مسموماً ، فالشباب يدربون على التجسس بدل أن يتجهوا للعلم ! والموظفون مشغولون بتعليمات ( منظمة الشباب ) عن كل مهامهم الوظيفية وكان التجسس على الموظفين ، وعلى المديرين ، وعلى وكلاء الوزارة … حتى يتمكن الحاكم من أن يمسك هؤلاء جميعاً بيد من حديد ! ولكم تركت أشيائي منظمة كلها في درج مكتبي لأجدها في اليوم الثاني مبعثرة ! وعلى هذه الصورة مضت الأيام وأراد الله سبحانه أن يأتي د . محمد البهي وزيراً للأوقاف بعد . طعيمة الجرف . وكان د.البهي قد تربى تربية ألمانية منضبطة ، لكن توفيق عويضة سكرتير المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وأحد ضباط الصف الثاني للثورة تصدى له .. وحدث أن استدعاني د. البهي في يوم من الأيام بعدما صدر كتابي : ( المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي ) وأحب أن يتعرف عليّ … فترامى الخبر إلى توفيق عويضة واعتقد أنني من معسكر د. البهي والأستاذ الغزالي .. ووجدت نفسي فجأة أتلقى الإهانة من مدير مكتبه رجاء القاضي وهو يقول لي : اتفضل على الوزارة التي تحميك ! خرجت والدموع في عيني ، وقد وجدتهم صادروا كتبي الخاصة من مكتبي ولم يبقوا لي إلا شيئاً بسيطاً حملته ورجعت إلى الوزارة .. وهناك اشتغلت كاتب وارد بوساطة !! فكان يوم خروجي على المعاش بتاريخ 12 / 1 / 1979 وقد بلغت الستين ، ومن ذلك اليوم بدأ إبراهيم خليل يتبوأ مركزه كداعية إسلامي ، وكان أول ما نصرني الله به أن ألتقيت مع الدكتور جميل غازي ـ رحمه الله ـ بـ 13 قسيساً بالسودان في مناظرة مفتوحة انتهت باعتناقهم الإسلام جميعاً وهؤلاء كانوا سبب خير وهداية لغرب السودان حيث دخل الألوف من الوثنيين وغيرهم دين الله على أيديهم.

    ـ يثور في مصر على الدوام نزاع واختلاف حول تحديد نسبة الأقباط فيها والمسلمين . ماذا حول هذا الموضوع ؟

    ـ أنا لا أقيس الأقباط والنصارى بعدد السكان ومع ذلك فأنا أعتقد بأن التأثير الفعال في مصر لهم ، بحكم وضعهم المالي والعلمي وللدهاء الذي يستخدمونه في سبيل السيطرة . الإحصائيات العالمية تقول إن الأقباط 12 مليوناً من بين أكثر من 40 مليون مصري . لكن مطامح الكنيسة تتطلع إلى يوم يتوازن العدد السكاني بين المسلمين والأقباط وتروج لذلك جهاز تنظيم الأسرة وأدوات منع الحمل فتحد من تزايد المسلمين عددياً ، وتسهل ازدياد الفساد الأخلاقي والعلاقات الحرام ، وفي الوقت ذاته أعطى الأب شنودة تعليمات صريحة لتشجيع التوالد بين الأقباط ، وخصص مكافآت وإعانات لذلك . فإذا تحقق لهم التقارب العددي نادوا أن هذه أرضنا ونحن من سلالة الفراعنة ولسنا عرباً … تماماً كما حصل في السودان وبات جون قرنق لا يطالب بفصل الجنوب وحده وإنما بطرد العرب والمسلمين والعودة بالسودان إلى زنجيته المزعومة.

    ـ إذاً هل تعتقد أن مصر مهددة بفتنة طائفية بين المسلمين والأقباط ؟

    ـ كلما تتبعنا حوادث الاقتتال الطائفي في مصر وجدنا أن ثمة ما لم يكن على مراد النصارى من نظام البلد كان البداية .. ثم تبدأ الوقائع المعروفة : قطعة أرض يختلف حولها مسلم ونصراني ، الأخير بإحساسه أنه مسنود من أمريكا مباشرة يفتري على المسلم ، فيثير ذلك حمية الأخر فيضربه وتتطور الأمور ، وسرعان ما تتدخل أمريكا وانجلترا لتحقق مرمى أكبر من مراميها … أتذكر يوم أن أرادت انجلترا احتلال مصر كيف افتعلت معركة بين مالطي ( من سكان مالطة ) وحّمار في الإسكندرية انتهت ولأسباب واهية بقتل المالطي ، فكانت ذريعة استند إليها الأسطول الإنجليزي لضرب الأسكندرية وكانت حجتهم حماية النصارى غير الآمنين ؟
    مرة وفي عام 75 طُلب مني تقديم محاضرة بكلية أسيوط ، وأسيوط بالذات وكر نصراني مريع جداً فتكلمت عن المسيح عليه السلام وعن الرسول صلى الله عليه وسلم ، من خلال الأناجيل والتوراة … وكان للمحاضرة صدى واسعاً انتهى بإعلان 17 من الشبان أبناء الجامعة إسلامهم . فماذا حدث ؟ احتج الأنبا شنودة وأبرق تلغرافاً رأيته بعيني بحجم صفحة ( الفلوسكاب ) يندد بي ، ويعتبرني إنساناً مغرضاً أتاجر بالدين !

    ـ ولمن كان التلغراف؟

    ـ لرئيس الجمهورية بالذات ، يحذره ويهدده بأن إبراهيم خليل سيسبب فتنة طائفية في مصر ! . ومن رئيس الجمهورية تدرج الموضوع إلى رئيس مجلس الوزراء إلى وزير الأوقاف إلى وكيل أول وزارة الأوقاف الذي استدعاني وقال لي بالحرف : أنا مكلف بأن أبلغك أن تكف عن الدعوة.

    ـ من يقول هذا الكلام ؟

    ـ وكيل وزارة الأوقاف ! قلت له : أنا ما دخلت الإسلام حتى أنال قرشين كل شهر ولكنني دخلته حتى أشرب فأسقي . وقدمت استقالتي فوراً بين يديه … وبعد اتصالات أجراها بالهاتف وكأنما أثرت كلمتي بالوكيل قال لي : نأخذ عليك تعهداً إذاً أن لا تتعرض للأنبا شنودة في محاضراتك !
    هذه هي الفتنة الطائفية التي يتحدثون عنها ويخوفون الناس بها ، في عام 63 طُلب مني أن أسجل حديثاً لإذاعة القرآن الكريم من مصر فتعرضت خلال الحديث لقوله تعالى : [ لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم …] وبعد التسجيل أتت الأوامر من القيادة العليا بأن إبراهيم خليل لا يدخل الإذاعة ثانية ولا التلفزيون .. فهذه آيات تمس النصارى !

    ـ في الختام نشكركم وندعو المولى أن يأخذ بالأيادي المخلصة إلى ما فيه خير أمة الإسلام ، وجزاكم الله خيراً ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
                  

04-08-2005, 09:25 PM

bint_alahfad
<abint_alahfad
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب .. (Re: bint_alahfad)

    أصغر رسالة في نقض المسيحية
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً، ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعد فهذه نبذة مختصرة جداً (1) أردت أن أبين من خلالها أصل النصرانية وواقعها ، كتبتها ابتداءً للإنسان النصراني ؛ ليقف بنفسه على أصل عقيدته ، ويعرف كيف تحولت وتبدلت وأصبحت ديانة وضعية بشرية بعد أن كانت رسالة إلهية ، والتَزَمْتُ في هذه النبذة أن أورد الأدلة التي اعتمدت عليها في بيان الحق - من التوراة والإنجيل- ؛ حتى يعلم أنني أردت دلالته إلى الحق ، وإرشاده إلى الصواب فأقول مستعيناً بالله :-

    أصل النصرانية رسالة إلهية كغيرها من الرسالات الإلهية كرسالة نوح وإبراهيم وموسى عليهم الصلاة والسلام ، وجميع الرسالات الإلهية تتفق في العقائد الأساسية للدين كالإيمان بأن الله واحد لا شريك له ، وأنه لم يلد ولم يولد ، والإيمان بالملائكة واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، والإيمان بالرسل والأنبياء ، ولم يرد في التأريخ كله من لدن آدم عليه السلام إلى آخر الأنبياء وهو محمد صلى الله عليه وسلم أن رسالة إلهية وردت تخالف هذه العقائد ، وإنما كان الخلاف فيما بينها يتعلق بأنواع العبادات وهيئاتها ، وأصناف المحرمات والمباحات وأسبابها وغير ذلك مما يشرعه الله لأنبيائه ويأمرهم ببيانه للناس الذين أرسل إليهم هذا الرسول أوذاك.

    إذاً فالنصرانية رسالة إلهية تدعو إلى الإيمان بأن الله واحد لا شريك له ، وأنه لم يلد ولم يولد ، وتؤكد بأن لله رسلاً وأنبياء اصطفاهم واختارهم من بين سائر البشر لتبيلغ رسالته للناس لئلا يكون للناس على الله حجة بعد إرسال الرسل .

    والسؤال الذي يفرض نفسه هو : هل بقيت النصرانية على هيئتها التي أنزلها الله على عبده ورسوله عيسى عليه السلام أم لا ؟

    وللإجابة على هذا السؤال لا بد أن نستعرض وإياك واقع النصرانية اليوم ونعرضه على ما نقل في التوراة والإنجيل عن موسى وعيسى عليهما السلام لننظر أيتفق الواقع مع أصل الرسالة أم يختلف ؟ وهل النصوص المنقولة عن هذين الرسولين تؤيد العقائدَ القائمة في حياة الأمة النصرانية ؟ وهل ما نقل في هذه الكتب عن حياة المسيح عليه السلام يتفق مع الصورة التي ترسمها الكنائس لشخصية المسيح ...حتى أصبحت شخصية أسطورية يستحيل تصديقها في الأذهان أو تحققها في الوجود . وأول هذه العقائد هي :

    1- اعتقاد النصارى أن المسيح (( ابن الله )) .

    هذا الاعتقاد ليس له ما يؤيده من كلام المسيح عليه السلام ؛ بل نجد أن التوراة والإنجيل مليئة بما يعارض هذا الاعتقاد ويناقضه حيث جاء في إنجيل يوحنا19 : 6

    قوله : (فلما رآه رؤساء الكهنة والخدام صرخوا قائلين : اصلبه ، اصلبه قال لهم بيلاطس : خذوه أنتم واصلبوه ؛ لأني لست أجد فيه علة . أجابه اليهود : لنا ناموس وحسب ناموسنا يجب أن يموت ؛ لأنه جعل نفسه ابن الله ) ولقد صدّر متى إنجيله 1 : 1 بذكر نسب المسيح عليه السلام فقال : (كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود بن إبراهيم). فهذا النسب دليل على البشرية ، مناقض لما دُعي فيه من الألوهية .

    وكأني بك تقول : لقد أُطْلِقَ على المسيح وصف ((ابن الله)) ولذلك دُعي ابن الله فأقول : إن هذه الصفة وردت في كتابك وقد أطلقت على أنبياء آخرين ووصفت بها أمماً وشعوباً ، ولم يختص بها المسيح عليه السلام ولتتأكد من ذلك انظر مثلاً : (خروج 4: 22 ، مزمور 2 : 7 ، وأخبار الأيام الأول 22 : 10.9 ، متى 5 : 9 ، ولوقا 3 : 38، ويوحنا 1: 12 وهؤلاء الموصوفون بأنهم أنبياء الله لم يرفعوا إلى المنزلة التي رفعتم إليها المسيح عليه السلام .

    كما أن إنجيل يوحنا : 1 : 12 حمل إلينا تفسير أو وصف مصطلح ((ابن الله)) وأنها بمعنى المؤمن بالله حيث قال : (وأما الوصف الذي قَبِلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باْسمه ).

    2- اعتقاد النصارى أن المسيح عليه السلام إله مع الله ، بل هو الأقنوم الثاني من الثالوث المقدس عندهم .

    عندما نتصفح العهد الجديد لننظر الأساس الذي بُني عليه هذا الاعتقاد لا نجد للمسيح عليه السلام أي قول يسنده ويدعو إليه ؛ بل نفاجأ بأن العهد الجديد يضم بين طياته نصوصاً ترفض هذا الاعتقاد وتعلن بكل صراحة ووضوح أنه لا إله إلا الله ، وأن المسيح عبد الله ورسوله أرسله إلى بني إسرائيل مصدقاً بالتوراة والإنجيل ، وإليك بعض هذه النصوص التي تؤيد ما قلت فمنها :-

    أ - قال المسيح عليه السلام في إنجيل برنابا 94 : 1 (إني أشهد أمام السماء ، وأُشهد كل ساكن على الأرض أني بريء من كل ما قال الناس عني من أني أعظم من بشر ؛ لأني بشر مولود من امرأة وعرضة لحكم الله ، أعيش كسائر البشر عرضة للشقاء العام ).

    ب - شهد لوقا وكليوباس ببشرية المسيح حيث قالا : (ولم تعرف ما جرى في هذه الأيام من أمر المسيح الذي كان رجلاً مصدقاً من الله في مقاله وأفعاله) لوقا 24 : 19 ، وانظر لوقا 7 : 17 ، وأعمال الرسل 2 : 22 .

    ج - قول المسيح عليه السلام : (وهذه الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع الذي أرسلته) يوحنا 17 : 3 .

    فأنت ترى أن المسيح عليه السلام في النص الأول شهد أمام السماء وأشهد كل ساكن على الأرض أنه بريء من كل من وصف يرفعه فوق منزلته البشرية ؛ وما ذاك إلا لأنه بشر .

    وفي النص الثاني شهد اثنان من معاصريه أنه رجل مصدق من الله في قوله وفعله .

    وفي النص الثالث أطلقها شهادة مدوية بأن الحقيقة الكبرى في هذا الكون التي تمنح صاحبها السعادة الأبدية هي معرفة أن الله هو الإله الحقيقي وكل ما سواه فهو زائف باطل ، وأن يسوعَ المسيح رسولُ الله .

    3-اعتقاد أن اللاهوت حلّ في الناسوت .

    وعندما نستعرض تعاليم المسيح عليه السلام نجد أنه لم يشر إلى هذه المسألة إطلاقاً ؛ بل على العكس من ذلك يقوم بتعليم عقيدة التوحيد الخالص من كل شوائب الشرك ، ولعل أظهر دليل على ذلك قول المسيح عليه السلام : ( اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد ) مرقس : 12 : 29 .

    ولعلك تستعرض الأدلة التي وردت في الفقرة الثانية مضيفاً إليها هذا الدليل لتنظر هل هذه الأدلة المنقولة من كتابك المقدس تؤيد هذه العقيدة ؟ أم تصادمها وترفضها ؟‍‍

    4- اعتقاد أن الله يتكون من ثلاثة أقانيم وهو ما يعرف بـ ((عقيدة الثليث )) .

    هذا الاعتقاد انفردت به الديانة النصرانية من بين سائر الديانات الإلهية ، فهل يؤيده الكتاب المقدس أم يعارضه ؟ إن المتأمل المنصف لما نقل عن المسيح عليه السلام سيجد أنه جعل أساس رسالته الدعوة إلى التوحيد ، وتنزيه الله عن مشابهة خلقه ، وتجريد مقام الألوهية عن كل ما سوى الله ، وتحقيق مقام العبودية لله وحده ...

    فارجع البصر إلى الأدلة التي أوردتها لك في الفقرة الثانية والثالثة تجد ما ذكرته لا لبس فيه ولا غموض ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر فإن النصرانية المحرفة تدّعي أن لله ثلاثة أقانيم متساوية :

    فالآب هو الإله الأول ، والابن هو الإله الثاني ، والروح القدس هو الإله الثالث .

    وليس هذا صحيحاً ؛ لأنهم يعتقدون أن الروح القدس قد انبثق عن الآب والابن ، ولا يمكن أن تتساوى هذه الأقانيم في الأزلية والثالث قد انبثق عن الاثنين قبله ، كما أن لكل واحد منها صفات تخصه لا يمكن أن يوصف بها الآخر ، ثم إن الآب دائماً في المرتبة الأولى ، والابن يأتي بعده ، والروح القدس في الدرجة الثالثة ، فلا ترضون أبداً أن يعاد ترتيب هذا الثالوث فيكون الروح في المقدمة والابن في المرتبة الثانية بل تعتبرون ذلك كفراً وإلحاداً فكيف التسوية إذاً ؟

    ومن جهة ثانية فإن وصف الروح وحده بالقدس دليل على عدم المساواة .

    5-اعتقاد النصارى أن المسيح عليه السلام صلبته اليهود بأمر بيلاطس البنطي وتوفي على الصليب .

    وتكفل الكتاب المقدس بتفنيد هذا الاعتقاد ؛ ففي كتابك أن المصلوب ملعون ، كما ورد ذلك في سفر التثنية : 22 : 23 : (وإذا كان على إنسان خطيّة حقها الموت فقُتل وعلقته على خشبة . فلا تثبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم ، لأن المعلق ملعون من الله فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك ) فتأمل كيف يكون إلهكم ملعوناً بنص كتابكم ؟

    كما أن في إنجيل لوقا 4: 29-30 أن الله عصم المسيح عليه السلام وحفظه من كيد اليهود ومكرهم فلم يستطيعوا أن يصلبوه : (فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه أسفل . أما هو فجاز في وسطهم ومضى) وقال يوحنا : 8 : 59 : (فرفعوا حجارة ليرجموه . أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى هكذا ). وقال يوحنا 10 : 93 : (فطلبوا أيضاً أن يمسكوه فخرج من أيديهم ). هذه النصوص -وسواها كثير -تؤكد أن الله عصم المسيح عليه السلام من كيد اليهود ومكرهم .

    بل عن هناك نصوصاً تثبت أن اليهود لم يكونوا متحققين من شخصية المسيح حتى استأجروا من يدلهم عليه ، وأعطوه لذلك أجراً (انظر متى 27 : 3-4). كما أخبر المسيح عليه السلام أن كل الجموع ستشك في خبره تلك الليلة التي وقعت فيها الحادثة فقال : (كلكم تشكّون فيّ هذه الليلة ) مرقس 14 : 27 .

    إذاً فماذا كانت نهاية المسيح على الأرض ؟ لقد رفعه الله إليه ، وهذا خبره في كتابك : (إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء ) أعمال الرسل 1 : ‍11 . و : (مكتوب أنه يوصي ملائكته بك فعلى أيادِيهم يحملونك ) متى 4 : 6 ، ولوقا 4 : 10-11 .

    أرأيت كيف حمل كتابك الحقائق التالية :-

    1-أن من عُلق على خشبة الصلب فهو ملعون.
    2-أن الله عصم المسيح وحفظه من الصلب.
    3-أخبر المسيح أن الجموع ستكون في شك من أمره في تلك الليلة.
    4-أن الله رفعه إلى السماء.

    والآن أطرح إليك هذا السؤال : ما السبب في كون هذا الصليب مقدساً في النصرانية ؟

    في حين أنه كان هو السبب في إصابة المسيح عليه السلام- كما تعتقدون- بالأذى ؟ أليس هو تذكار الجريمة ؟ أليس هو شعار الجريمة وأداتها ؟ . ثم ألم تر أن حادثة الصلب المتعلقة بالمسيح عليه السلام كلها تفتقد إلى الأساس التأريخي والديني الذي تستند إليه ، فلماذا تشغل كل هذا الحيز ولماذا تأخذ كل هذا الاهتمام في عقيدتك ؟

    وإن كنت ولا تزال على قناعتك بهذه العقيدة فأجب وبصدق عن هذه التساؤلات

    التالية :-

    من كان يمسك السماوات والأرض حين كان ربها وخالقها مربوطاً على خشبة . . . الصليب ؟
    وكيف يتصور بقاء الوجود ثلاثة أيام بغير إله يدبر أمره ويحفظ استقراره ؟
    ومن كان يدبر هذه الأفلاك ويسخرها كيف يشاء ؟
    ومن الذي كان يحي ويميت ويعز من يشاء ويذل من يشاء ؟
    ومن الذي كان يقوم برزق الأنام والأنعام ؟
    وكيف كان حال الوجود برمته وربه في قبره ؟
    ومن الذي أماته ، ومن الذي منّ عليه بالحياة ؟

    تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .

    6-اعتقاد النصارى أن المسيح مات مصلوباً فداءاً للبشرية وكفارة للخطيئة المو########.

    هذه العقيدة رغم مخالفتها للعقل والمنطق فهي مخالفة لقواعد أساسية ونصوص رئيسة اشتمل عليها كتابك ، فمن هذه القواعد :-

    1-لا يقتل الآباء عوضاً عن الأبناء.
    2-أن كل واحد يموت بذنبه.
    3-أن النفس التي تخطيء هي تموت .
    4-أن الله يقبل توبة التائبين.

    أما النصوص التي حملت هذه القواعد فمنها :-
    (لا يقتل الآباء عن الأولاد ، ولا يقتل الأولاد عن الآباء كل إنسان بخطيئته يقتل ) تثنية 24 : 16 .

    (في تلك الأيام لا يقولون بعدُ الآباء أكلوا حصرماً وأسنان الأبناء ضرست ؛ بل كل واحد يموت بذنبه ، كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه ) ارمياء 31 : 29- 3.

    (وأنتم تقولون لماذا لا يحمل الابن من إثم الأب . أما الابن فقد فعل حقاً وعدلاً حفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة ً يحيا . النفس التي تخطيء هي تموت . الابن لا يحمل من إثم الأب ، والأب لا يحمل من إثم الابن . برّ البارّ عليه يكون ، وشر الشرير عليه يكون ... فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقاً وعدلاً فحياةً يحيا. لا يموت ، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه في بره) حزقيال 18 : 19-22 .

    7-فريضة العشاء الرباني .

    حينما يورد كل من متى ومرقس قصة العشاء الرباني لم يشفعا ذلك بأمر المسيح عليه السلام بجعل هذا العمل عبادة مستمرة وطقساً دائماً ، وارجع إلى ذكر هذه القصة في هذين الإنجيلين تجد الأمر كما قلت .

    لكن بولس لما أراد أن تأخذ هذه العبادة طابع الاستمرار أضاف إلى تلك القصة الجملة التالية ((اصنعوا هذا لذكري)) الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 11 : 24 .

    هذا أصل النصرانية وهذا واقعها ، وهذا الواقع - كما رأيت لا يمت إلى المسيح عليه السلام بصِلَة ، ولا تربطه به إلا رابطة الانتساب الاسمي الذي يفتقد أدنى مقوماته الدينية والتأريخية ...

    بل إن كتاب النصرانية المقدس يحمل نصوصاً تُعزى إلى المسيح عليه السلام تعارض وترفض هذه العقائد الأساسية والركائز الهامة التي تقوم عليها الديانة النصرانية...

    والإنسان العاقل يأنف من الزيف ، وينفر من الخطأ . وحري بك أن تكون واحداً من أولئك القوم العقلاء الذين هجروا هذا الواقع المرير ، وركبوا كل صعب وذلول بحثاً عن الحق ، وطلباً للدليل ، ورغبة في الوصول إلى الحقيقة .

    فأقول : لن أتجاوز كتابك ففيه ما يدلك على الحق ويرشدك إلى الصواب ، ألست تقول في صلاتك : (ليتقدس اسمك ، ليأت ملكوتك) متى 6 : 9-10 . ألى الآن تنتظر قائلاً : ((ليأت ملكوتك)) ألم يأت هذا الملكوت ؟ فإن كان الملكوت قد جاء وتحقق فلماذا لا تزال تدعو بهذا الدعاء ؟

    قد جاء هذا الملكوت وتحقق بمجيء رسوله الذي بشّر به المسيح عليه السلام فقال : (البارقليط (2) الذي يرسله أبي في آخر الزمان هو يعلمكم كل شيء ) يوحنا :14 : 26 وقال : (ومتى جاء البارقليط الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي ) يوحنا 15 : 26 فمن الذي شهد للمسيح بالرسالة ونزهه عما افتراه اليهود عليه سوى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ؟

    وقال المسيح أيضاً : (إن لي أموراً كثيرة لَأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن . وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق؛ لأنه لا يتكلم من نفسه ، بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتيه. ذاك يمجدني ؛ لأنه لا يأخذ مما لي ويخبركم ) يوحنا 16 : 12-14 . فمحمد صلى الله عليه وسلم هو البارقليط الذي أشار إليه المسيح عليه السلام ، وهو الذي أرشد الخلق إلى الحق ؛ لأنه لا يتكلم من نفسه إذ أنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .

    فهلم هلم اتبع البارقليط الذي أرشدك إليه المسيح عليه السلام ، وهذا البارقليط هو الذي بشر به موسى عليه السلام حين قال كما في سفر التثنية 18: 18 : (أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيتكلم بكل ما أوصيه ) وإخوة بني إسرائيل هم بنو إسماعيل ، ولم يخرج من بني إسماعيل رسول سوى محمد صلى الله عليه وسلم . وهو الذي أخبرنا موسى عليه السلام أنه يخرج من قمم ((فاران)) حيث قال في سفر التثنية 33 : 2 : (جاء الرب من سيناء وأشرق من ساعير وتلألأ من جبل فاران) وفاران هي مكة المكرمة . وأنشد سكان ((سالع)) أنشودة الفرح بمقدمه إليهم كما قال اشعياء 42: 11 : (لتترنم سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا) وسالع جبل في المدينة المنورة التي انطلقت منها رسالة محمد صلى الله عليه وسلم . وهوت تحت قدميه الأصنام (انظر إشعياء 42 : 17 ) ، وعمت رسالته وجه الأرض ، وسعدت به البشرية ، وآمنت به الآلاف المؤلفة من البشر فكن واحداً من هؤلاء تفز بسعادة الدنيا والآخرة . . .

    أما كيف تكون من أتباعه ؟

    ليتحقق لك ما تحقق لأصحابه ، فالأمر جد يسير ، فما عليك إلا أن تغتسل وتتطهر وتزيل عن جسدك كل أثر غير حميد ، ثم تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، عالماً بمقتضاهما ، عارفاً بمعناهما ، وهو أن تعتقد أن لا معبود بحق سوى الله ، وأن الله هو المتفرد بالألوهية والربوبية ، وأن محمداً رسول الله فتطيعه بما أمر ، وتصدقه فيما أخبر ، وتبتعد عما نهى عنه وزجر .

    وأن تشهد أن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، وأن الجنة حق ، والنار حق ، وأن الله يبعث من في القبور ، فإذا حققت ذلك أصبحت أهلاً لأن تكون من ورثة جنة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .

    وإن أردت مزيد مصادر ومراجع ترشدك إلى الحق وتهديك إلى الصراط المستقيم فإليك قائمة ببعض الكتب التي ألفها بعض القساوسة النصارى الذين هداهم الله إلى الإسلام فدوّنوا في هذه الكتب خبر انتقالهم من النصرانية إلى الإسلام ، والأسباب التي أدت بهم إلى هجر النصرانية ، والأدلة التي استدلوا بها على أن الإسلام هو الرسالة الخاتمة الخالدة وهذه الكتب هي :-

    1-الدين والدولة ، تأليف علي بن ربِّن الطبري.
    2-النصيحة الإيمانية في فضيحة الملة النصرانية، تأليف نصر بن يحيى المتطبب.
    3-محمد في الكتاب المقدس نُشِر باللغتين العربية والإنجليزية من قبل رئاسة المحاكم الشرعية بدولة قطر .
    4-الإنجيل والصليب وكلاهما من تأليف دافيد بنجامين كلداني الذي أسلم وتسمى بعبد الأحد داود.
    5-محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل والقرآن .
    6-الغفران بين الإسلام والمسيحية وكلاهما من تأليف إبراهيم خليل أحمد كان قساً نصرانياً وكان اسمه قبل إسلامه إبراهيم فيلبس.
    7-الله واحد أم ثالوث .
    8-المسيح إنسان أم إله وكلاهما من تأليف مجدي مرجان .
    9-سر إسلامي من تأليف فؤاد الهاشمي .
    10-المنارات الساطعة في ظلمات الدنيا الحالكة من تأليف المهتدي محمد زكي الدين النجار.

    هذه الكوكبة المباركة التي آثرت الحق على الباطل ، والهدى على الضلال ، أتراك أعلم بدينك منهم ؟

    فَلِمَ لم تسأل نفسك عن الأسباب التي أدّت بهم إلى هجر دينهم وإعلانهم الهجرة إلى الإسلام ؟ وما هي الأدلة والبراهين التي وقفوا عليها فقادتهم إلى الهدى والنور .

    وأقول لك ليست هذه الجماعة المباركة هي فقط التي هجرت دينها وأعلنت إسلامها ؛ إنما هؤلاء نزر يسير من علماء النصارى الذين أسلموا ذكرتهم لك للاسترشاد والاستشهاد... وغيرهم كثير فها هي القوافل الإيمانية التي نشهدها كل يوم تشد رحالها وتيمم شطر الإسلام معلنة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
                  

04-08-2005, 09:39 PM

bint_alahfad
<abint_alahfad
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب .. (Re: bint_alahfad)

    سارة ذات الـ 14 عاما تدخل في الإسلام !


    في البداية شعرت بالسعادة والدهشة حينما أخبرني الأخ المسؤول عن متابعة المسلمين الجدد .. فقد قال لي أن الأخت سارة وعمرها 14 عاما قد أسلمت والحمد لله .. وحاولت الاتصال بها والتعرف على قصتها .. وإجراء حوار معها لنستفيد منه جميعا .. وقد تكون لدي إصرار أثناء اللقاء على أن أحيي فيها هذا النضج الغير عادي .. فلولا إخبارها بالعمر لكنت أظن أنها أكبر من ذلك بكثير .. فالحمد لله الذي هداها للإسلام .. ونترككم مع اللقاء



    إذاعة طريق الإسلام :
    الأخت الكريمة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بداية أحب تهنئتك على دخولك الإسلام ..

    سارة :
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، شكرا لك ..

    إذاعة طريق الإسلام :
    هل يمكنك إعطاء زوارنا نبذة عنك ؟

    سارة :
    اسمي سارة وأبلغ من العمر 14 عاما .. وأدرس بمدرسة ثانوية بالولايات المتحدة الأمريكية.

    إذاعة طريق الإسلام :
    مرحبا بك أختي سارة .. وحقيقة أود أن أعبر عن شديد إعجابي ودهشتي لرؤية فتاة مثلك في هذا العمر تبحث عن الحق .. هل يمكنك أن تخبرينا كيف تعرفت على الإسلام لأول مرة في حياتك ؟

    سارة :
    أول مرة أتعرف فيها على الإسلام منذ 3 سنوات مضت .. كنت دائما ما أبحث عن الدين الحق .. وأردت أن أتعرف على الأديان الموجودة وأقرأ الكتب المختلفة .. وقد قرأت بعض الكتب عن الإسلام وأعجبت ساعتها بالإسلام إعجابا كبيرا ..

    إذاعة طريق الإسلام :
    أليس هذا من المستغرب .. طفلة تبلغ من العمر 11 عاما .. وتقرأ في الكتب الدينية للبحث عن الحق ؟ هل كان هناك شيء خاص يميزك عن باقي الأطفال في ذلك الوقت ؟

    سارة -وهي تبتسم-:
    نعم .. أوافق على اعتراضك .. فقد كان أصدقائي يستغربون بشدة من رغبتي في التعرف على الله .. ولكن أنا نشأت في أسرة نصرانية تعطي الدين أولوية في حياتها لذلك كان من الطبيعي أن أهتم بالدين .. مع اعتقادي أيضا أنني لابد من البحث عن الحق واعتناقي له بغض النظر عن الآخرين.

    إذاعة طريق الإسلام :
    هل كنت وقتها تقرأين القرآن ؟

    سارة :
    لا .. في ذلك الوقت لم أكن أقرأ سوى بعض الكتب الدينية عن الإسلام فقط.

    إذاعة طريق الإسلام :
    "المرأة المسلمة تعاني من اضطهاد بسبب تعاليم دينها .. وينبغي عليها أن تتحرر مثل نساء الغرب" .. ما رأيك في هذه المقولة ؟

    سارة :
    كثيرا ما أسمع مثل هذا الكلام من وسائل الإعلام وغيرها .. وفي الحقيقة أصدم عند سماعه، فالمرأة المسلمة هي أكثر النساء في العالم تحررا .. ويكفي لها أن تتبع سبل الهدى وأوامر الله سبحانه وتعالى لتكون أكثر النساء حرية في هذا العصر ..

    إذاعة طريق الإسلام :
    كما تفضلت من قبل وقلت أنك تعيشين بالولايات المتحدة .. هل تعتقدين أن المرأة نالت حريتها هناك ؟

    سارة :
    لا .. المرأة في الغرب مضطهدة .. وهذه حقيقة يتجاهلها الكثير. المرأة في الغرب ليست إلا رمزا للجنس والشهوة .. أغلب النساء يرتدين الملابس الضيقة التي تستر أقل القليل من الجسد .. ويستخدمن أجسادهن للفت الانتباه وجذب الشهوات .. ووسائل الإعلام تزيد الضغط في هذه الموجة .. فالمرأة عندهم هي ذات الجسد الجميل .. ويجب على جميع النساء أن يحاولن الوصول إلى هذه الدرجة وأيضا يجب عليهن أن يحاولن تحقيق كل ما تطلبه وسائل الإعلام .. دون وجود أدنى اعتبار لاحترام الله سبحانه وتعالى أو على أقل تقدير احترام الذات.

    إذاعة طريق الإسلام :
    وهل ارتديت الحجاب ؟

    سارة :
    لا لم أرتديه بعد .. ولكنني أريد ذلك وأحب الحجاب جدا .. لكن المشكلة هي أنني لم أخبر أسرتي بعد بنبأ اعتناقي الإسلام ولا أستطيع ارتداءه قبل أن أخبرهم ..

    إذاعة طريق الإسلام :
    وهل تتوقعين حدوث مشاكل عند إخبارهم بذلك ؟

    سارة :
    لست متأكدة .. وأنا فقط متخوّفة من الأمر ولا أدري ماذا ستكون عواقبه ..

    إذاعة طريق الإسلام :
    ثقي بالله سبحانه وتعالى واستعيني به فهو القوي .. وعليك أن تصبري وتحتسبي وتكثري من الدعاء .. وأعتقد أن كل مسلم سيقرأ هذا الحوار لن يبخل عليك بدعوة بظاهر الغيب أن يوفقك الله وييسر لك هذا الأمر

    إذاعة طريق الإسلام :
    ما هو أكثر شيء أعجبك في حياة المسلمين ؟

    سارة :
    كان يعجبني التمسك الشديد بتعاليم دينهم وكذلك كنت أدهش حينما أرى حياتهم الهادئة والسعيدة وأشعر أن رحمة الله سبحانه وتعالى تحيط بهم .. والكثير من غير المسلمين يرى صعوبة اتباع الإسلام .. لكن المدهش هو التيسير الذي يشعر به الإنسان حينما يقدم على هذا الدين .. ولا أنسى أيضا أن أذكر إعجابي بحسن أخلاق المسلمين واهتمامهم بالآخرين ورعايتهم ..

    إذاعة طريق الإسلام :
    "الكثير من المسلمين اليوم للأسف غير متمسكين بأحكام الإسلام" .. ما رأيك في هذه المقولة ؟ وهل ترين أن ذلك قد يكون سببا في عدم انتشار الإسلام في أمريكا وأوروبا بالشكل المرجو ؟ وما هي الرسالة التي توجهينها للشخص المسلم غير الملتزم الذي يقرأ هذا الحوار ؟

    سارة :
    بالنسبة لرأيي في المقولة .. فأنا أؤمن بخطئها .. فالمسلم لا يكون مسلما حقا إلا إذا كان يتبع تعاليم دينه وهذا أحد الأسباب التي جعلتني أعتنق الإسلام. فهو منهج تطبيقي وليس مجرد كتب وكلمات. والإسلام ليس كما ذكرت بل الإسلام هو أكثر الديانات التي يقبل عليها الناس في أمريكا بل والعالم كله .. والحقيقة واضحة وجلية في الإسلام .. وكل ما على المسلمين فقط أن يعاملوا الناس تبعا لتعاليم الإسلام .. لأن هذا يعطي للآخرين الدهشة والسعادة والرغبة في اعتناقه. أما عن غير الملتزمين فأقول لهم .. ضعوا ثقتكم في الله فقط .. وكونوا عبيدا له فقط .. وستحصلون على الرحمة والسعادة والأمن الذي تحتاجونه حقا وتسعون للحصول عليه !

    إذاعة طريق الإسلام :
    ما هي طموحاتك وأحلامك المستقبلية ؟

    سارة :
    إنني أحلم أن أكود قائدة في عالمنا هذا لأساعد على نشر العدل في المجتمع.

    إذاعة طريق الإسلام :
    هل لديك أي خطط مستقبلية لتعلم اللغة العربية ؟

    سارة :
    أنا أحب جدا تعلم اللغات المختلفة. فهو شيء ممتع للغاية .. وعائلتي تشجعني على تعلم اللغة العربية .. وآمل أن أبدأ في أخذ دورات في اللغة العربية ابتداء من هذا العام إن شاء الله. ووالدي يستطيع التحدث بالعربية نوعا ما لأنه قد عاش فترة طويلة في إحدى الدول العربية.

    إذاعة طريق الإسلام :
    في أي دولة ؟

    سارة :
    في السودان.

    إذاعة طريق الإسلام :
    أختي الكريمة .. الكثير من الزوار يحب أن يتعرف عن كيفية اعتناقك للإسلام .. فهل يمكنك إعطاءنا بعض التفاصيل بخصوص هذا التحول الكبير في حياتك ؟

    سارة :
    كما ذكرت من قبل .. بدأت القراءة عن الإسلام منذ 3 أعوام، وحينما اكتشفت عائلتي ذلك قاموا بمحاولة تثبيطي عن القراءة عنه. وفي هذا العام دخلت مدرسة ثانوية جديدة وهذه المدرسة بها الكثير من المسلمين وقد أخبرني والدي حينما رأى اهتمامي بالدين الإسلامي أن المسلمين أناس إرهابيون دمويون ويحبون إيذاء الآخرين. ولكن الحقيقة غير ما رأيت فقد بدأت بعقد صداقة مع اثنين منهم ووجدت أن المسلمين عطوفين ورحيمين ويهتمون بالآخرين. ودائما ما أتذكرهم حينما يتكلمون عن الله سبحانه وتعالى ومدى حبهم وتعلقهم به. وبدأت بشكل سريع باحترامهم واحترام معتقداتهم. حتى حدث ذات يوم أن فتحت إحدى صديقاتي من غير المسلمات موضوع الإسلام أمامهن .. فبدأن يتحدثن عن الإسلام والله والنبي صلى الله عليه وسلم لساعات طويلة .. ومنذ ذلك اليوم بدأت علاقتي بالإسلام حتى اعتنقته بعد ذلك بخمسة أشهر. والحمد لله..

    إذاعة طريق الإسلام :
    الحمد لله أن هداك للإسلام .. وأسأل الله تعالى أن يبارك في أمثالك من الفتيات الناضجات الواعيات اللائي حباهنّ الله بحكمة ووعي في سن الزهور .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    سارة :
    شكرا .. وعليكم السلام
                  

04-08-2005, 09:47 PM

bint_alahfad
<abint_alahfad
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب .. (Re: bint_alahfad)


    إسلام أكبر داعي للنصرانية فى كندا !


    د. جاري ميلر

    هذا أكبر داعى للنصرانية يعلن إسلامه ويتحول إلى أكبر داعي للإسلام فى كندا ، كان من المبشرين الناشطين جدا في الدعوة إلى النصرانية وأيضا هو من الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس Bible ....

    هذا الرجل يحب الرياضيات بشكل كبير.... لذلك يحب المنطق أو التسلسل المنطقي للأمور....
    في أحد الأيام أراد أن يقرأ القرآن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته للمسلمين للدين النصراني .... كان يتوقع أن يجد القرآن كتاب قديم مكتوب منذ 14 قرن يتكلم عن الصحراء وما إلى ذلك ..... لكنه ذهل مما وجده فيه .....بل واكتشف أن هذا الكتاب يحتوي على أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم .......

    كان يتوقع أن يجد بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة بناته وأولاده...... لكنه لم يجد شيئا من ذلك ...... بل الذي جعله في حيرة من أمره انه وجد أن هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في أناجيلهم !!

    ولم يجد سورة باسم عائشة أو فاطمة رضي الله عنهم.
    وكذلك وجد أن عيسى عليه السلام ذكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا 4 مرات فقط فزادت حيرة الرجل .

    أخذ يقرأ القرآن بتمعن أكثر لعله يجد مأخذا عليه ....ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة ألا وهي الآية رقم 82 في سورة النساء :
    { أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا }

    يقول الدكتور ميلر عن هذه الآية : " من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبدأ إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها Falsification test...
    والعجيب أن القرآن الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا."

    يقول أيضا عن هذه الآية : لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خالي من الأخطاء ولكن القرآن على العكس تماما يقول لك لا يوجد أخطاء بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد.

    أيضا من الآيات التي وقف الدكتور ميلر عندها طويلا هي الآية رقم 30 من سورة الأنبياء :
    { أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شي حي أفلا يؤمنون }

    يقول: "إن هذه الآية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973 وكان عن نظرية الانفجار الكبير وهي تنص أن الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب. فالرتق هو الشي المتماسك في حين أن الفتق هو الشيء المتفكك فسبحان الله."

    يقول الدكتور ميلر : " الآن نأتي إلى الشيء المذهل في أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم والادعاء بأن الشياطين هي التي تعينه والله تعالى يقول :
    { وما تنزلت به الشياطين ، وما ينبغي لهم وما يستطيعون ، إنهم عن السمع لمعزولون } [ الشعراء : الآية 210-212 ]
    { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } [ النحل : 98 ]

    أرأيتم ؟؟ هل هذه طريقة الشيطان في كتابة أي كتاب ؟؟
    يؤلف كتاب ثم يقول قبل أن تقرأ هذا الكتاب يجب عليك أن تتعوذ مني ؟؟
    إن هذه الآيات من الأمور الإعجازية في هذا الكتاب المعجز ! وفيها رد منطقي لكل من قال بهذه الشبهة.
    ومن القصص التي أبهرت الدكتور ميلر ويعتبرها من المعجزات هي قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي لهب.....

    يقول الدكتور ميلر :
    "هذا الرجل أبو لهب كان يكره الإسلام كرها شديدا لدرجة أنه كان يتبع محمد صلى الله عليه وسلم أينما ذهب ليقلل من قيمة ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم, إذا رأى الرسول يتكلم الي إناس غرباء فإنه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه ليذهب إليهم ثم يسألهم ماذا قال لكم محمد؟ لو قال لكم أبيض فهو أسود ولو قال لكم ليل فهو نهار والمقصد أنه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويشكك الناس فيه .

    وقبل 10 سنوات من وفاة أبي لهب نزلت سورة في القرآن أسمها سورة المسد , هذه السورة تقرر أن أبو لهب سوف يذهب إلى النار , أي بمعنى آخر أن أبو لهب لن يدخل الإسلام .

    وخلال عشر سنوات كاملة كل ما كان على أبو لهب أن يفعله هو أن يأتي أمام الناس ويقول "محمد يقول أني لن أسلم و سوف أدخل النار ولكني أعلن الآن أني أريد أن أدخل في الاسلام وأصبح مسلما !! , الآن مارأيكم هل محمد صادق فيما يقول أم لا ؟ هل الوحي الذي يأتيه وحي إلهي؟ "
    لكن أبو لهب لم يفعل ذلك تماما رغم أن كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه لم يخالفه في هذا الأمر .يعني القصة كأنها تقول أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي لهب أنت تكرهني وتريد أن تنهيني , حسنا لديك الفرصة أن تنقض كلامي !

    لكنه لم يفعل خلال عشر سنوات كاملة!! لم يسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام !!
    عشر سنوات كانت لديه الفرصة أن يهدم الاسلام بدقيقة واحدة ! ولكن لأن الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه وحي ممن يعلم الغيب ويعلم أن أبا لهب لن يسلم .

    كيف لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعلم أن أبا لهب سوف يثبت ما في السورة إن لم يكن هذا وحيا من الله؟؟
    كيف يكون واثقا خلال عشر سنوات كاملة أن ما لديه حق لو لم يكن يعلم أنه وحيا من الله؟؟

    لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له إلا معنى واحد هذا وحي من الله.
    { تبت يدا أبي لهب وتب
    ما أغنى عنه ماله وما كسب
    سيصلى نارا ذات لهب
    وامرأته حمالة الحطب
    في جيدها حبل من مسد }

    يقول الدكتور ميلر عن آية أبهرته لاعجازها الغيبي :
    من المعجزات الغيبية القرآنية هو التحدي للمستقبل بأشياء لايمكن أن يتنبأ بها الإنسان وهي خاضعة لنفس الاختبار السابق ألا وهو Falsification tests أو مبدأ إيجاد الأخطاء حتى تتبين صحة الشيء المراد اختباره وهنا سوف نرى ماذا قال القرآن عن علاقة المسلمين مع اليهود والنصارى.
    القرآن يقول أن اليهود هم أشد الناس عداوة للمسلمين وهذا مستمر الى وقتنا الحاضر فأشد الناس عداوة للملسلمين هم اليهود.

    ويكمل الدكتور ميلر :
    أن هذا يعتبر تحدي عظيم ذلك أن اليهود لديهم الفرصة لهدم الاسلام بأمر بسيط ألا وهو أن يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين ويقولون عندها :
    ها نحن نعاملكم معاملة طيبة والقرآن يقول أننا أشد الناس عداوة لكم , إذن القرآن خطأ ! , ولكن هذا لم يحدث خلال 1400 سنة !! ولن يحدث لأن هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب وليس إنسان.

    يكمل الدكتور ميلر :
    هل رأيتم أن الآية التي تتكلم عن عداوة اليهود للمسلمين تعتبر تحدي للعقول !!
    { لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ، وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين ، وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين } [ المائدة : 82 - 84 ]
    وعموما هذة الآية تنطبق على الد كتور ميلر حيث أنه من النصارى الذي عندما علم الحق آمن و دخل الإسلام وأصبح داعية له...
    وفقه الله

    يكمل الدكتور ميلر عن أسلوب فريد في القرآن أذهله لإعجازه :
    بدون أدنى شك يوجد في القرآن توجه فريد ومذهل لا يوجد في أي مكان آخر , وذلك أن القرآن يعطيك معلومات معينة ويقول لك : لم تكن تعلمها من قبل.

    مثل :
    { ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون } [ سورة آل عمران : آية 44 ]
    { تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين } [ سورة هود : آية 49 ]
    { ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون } [ سورة يوسف : آية 102 ]


    يكمل الدكتور ميلر:
    لا يوجد كتاب مما يسمى بالكتب الدينية المقدسة يتكلم بهذا الأسلوب , كل الكتب الأخرى عبارة عن مجموعة من المعلومات التي تخبرك من أين أتت هذه المعلومات , على سبيل المثال الكتاب المقدس (الإنجيل المحرف) عندما يناقش قصص القدماء فهو يقول لك الملك فلان عاش هنا وهذا القائد قاتل هنا معركة معينة وشخص آخر كان له عدد كذا من الأبناء وأسماءهم فلان وفلان ..الخ .
    ولكن هذا الكتاب (الإنجيل المحرف) دائما يخبرك إذا كنت تريد المزيد من المعلومات يمكنك أن تقرأ الكتاب الفلاني أوالكتاب الفلاني لأن هذه المعلومات أتت منه.


    يكمل الدكتور جاري ميلر:
    بعكس القرآن الذي يمد القارىء بالمعلومة ثم يقول لك هذه معلومة جديدة !! بل ويطلب منك أن تتأكد منها إن كنت مترددا في صحة القرآن بطريقة لا يمكن أن تكون من عقل بشر !!. والمذهل في الأمر هو أهل مكة في ذلك الوقت -أي وقت نزول هذه الآيات - ومرة بعد مرة كانوا يسمعونها ويسمعون التحدي بأن هذه معلومات جديدة لم يكن يعلمها محمد صلى الله عليه وسلم ولا قومه ,, بالرغم من ذلك لم يقولوا : هذا ليس جديدا بل نحن نعرفه , أبدا لم يحدث أن قالوا مثل ذلك ولم يقولوا : نحن نعلم من أين جاء محمد بهذه المعلومات , ايضا لم يحدث مثل هذا , ولكن الذي حدث أن أحدا لم يجرؤ على تكذيبه أو الرد عليه لأنها فعلا معلومات جديدة كليا !!! وليست من عقل بشر ولكنها من الله الذي يعلم الغيب في الماضي والحاضر والمستقبل"

    جزاك الله خيرا يا دكتور ميلر على هذا التدبر الجميل لكتاب الله في زمن قل فيه التدبر.
                  

04-08-2005, 09:50 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب .. (Re: bint_alahfad)

    في أمان الله

    لا إله إلا الله
                  

04-08-2005, 09:53 PM

bint_alahfad
<abint_alahfad
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب .. (Re: Kostawi)


    تعالوا معي إلى موريس بوكاي

    الكاتب: محمد يوسف المليفي


    موريس بوكاي ..
    من هو موريس بوكاي ؟! وما أدراك ما فعل موريس بوكاي ؟!

    إنه شامة فرنسا ورمزها الوضاء..
    فلقد ولد من أبوين فرنسيين , وترعرع كما ترعرع أهله في الديانة النصرانية , ولما أنهى تعليمه الثانوي انخرط طالبا في كلية الطب في جامعة فرنسا, فكان من الأوائل حتى نال شهادة الطب , وارتقى به الحال حتى أصبح أشهر وأمهر جراح عرفته فرنسا الحديثة ..

    فكان من مهارته في الجراحة قصة عجيبة قلبت له حياته وغيرت له كيانه..!
    اشتهر عن فرنسا أنها من أكثر الدول اهتماما بالآثار والتراث , وعندما تسلم الرئيس الفرنسي الاشتراكي الراحل (فرانسوا ميتران) زمام الحكم في البلاد عام 1981 طلبت فرنسا من دولة (مصر) في نهاية الثمانينات استضافة مومياء (فرعون مصر) إلى فرنسا لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية ومعالجة ..
    فتم نقل جثمان أشهر طاغوت عرفته مصر.. وهناك وعلى أرض المطار اصطف الرئيس الفرنسي منحنيا هو ووزراؤه وكبار المسؤولين في البلد عند سلم الطائرة ليستقبلوا فرعون مصر استقبال الملوك وكأنه مازال حيا..! وكأنه إلى الآن يصرخ على أهل مصر (أنا ربكم الأعلى!)

    عندما انتهت مراسم الإستقبال الملكي لفرعون مصر على أرض فرنسا ..
    حملت مومياء الطاغوت بموكب لا يقل حفاوة عن استقباله وتم نقله إلى جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي , ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنسا وأطباء الجراحة والتشريح دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها, وكان رئيس الجراحين والمسؤول الأول عن دراسة هذه المومياء الفرعونية هو البروفيسور موريس بوكاي

    كان المعالجون مهتمين في ترميم المومياء, بينما كان اهتمام رئيسهم( موريس بوكاي) عنهم مختلفا للغاية , كان يحاول أن يكتشف كيف مات هذا الملك الفرعوني , وفي ساعة متأخرة من الليل.. ظهرت نتائج تحليله النهائية ..

    لقد كانت بقايا الملح العالق في جسده أكبر دليل على أنه مات غريقا..!
    وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه فورا, ثم اسرعوا بتحنيط جثته لينجو بدنه!

    لكن ثمة أمراً غريباً مازال يحيره وهو كيف بقيت هذه الجثة دون باقي الجثث الفرعونية المحنطة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها استخرجت من البحر..! كان موريس بوكاي يعد تقريراً نهائيا عما كان يعتقده اكتشافاً جديداً في انتشال جثة فرعون من البحر وتحنيطها بعد غرقه مباشرة , حتى همس أحدهم في أذنه قائلا لا تتعجل فإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء..

    ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر , واستغربه , فمثل هذا الإكتشاف لايمكن معرفته إلا بتطور العلم الحديث وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة , فقال له احدهم إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصة عن غرقه وعن سلامة جثته بعد الغرق .. !
    فازداد ذهولا وأخذ يتساءل ..
    كيف يكون هذا وهذه المومياء لم تكتشف أصلا إلا في عام 1898 ميلادية أي قبل مائتي عام تقريبا , بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمئة عام؟!

    وكيف يستقيم في العقل هذا , والبشرية جمعاء وليس العرب فقط لم يكونوا يعلمون شيئا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث فراعنتهم إلا قبل عقود قليلة من الزمان فقط؟؟؟

    جلس (موريس بوكاي) ليلته محدقا بجثمان فرعون , يفكر بإمعان عما همس به صاحبه له من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق .. بينما كتابهم المقدس (إنجيل متى ولوقا) يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لسيدنا موسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه البتة .. وأخذ يقول في نفسه : هل يعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فرعون مصر الذي كان يطارد موسى؟!
    وهل يعقل ان يعرف محمدهم هذا قبل أكثر من ألف عام وأنا للتو أعرفه ؟!

    لم يستطع (موريس) أن ينام , وطلب أن يأتوا له بالتوراة, فأخذ يقرأ في (سفر الخروج) من التوراة قوله »فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر لم يبق منهم ولا واحد« .. وبقي موريس بوكاي حائراً

    حتى الإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة بعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه , أعادت فرنسا لمصر المومياء بتابوت زجاجي فاخر يليق بمقام فرعون! ولكن ..(موريس)

    لم يهنأ له قرار ولم يهدأ له بال , منذ أن هزه الخبر الذي يتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة!
    فحزم أمتعته وقرر أن يسافر إلى المملكة السعودية لحضور مؤتمر طبي يتواجد فيه جمع من علماء التشريح المسلمين..

    وهناك كان أول حديث تحدثه معهم عما اكشتفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق.. فقام أحدهم وفتح له المصحف وأخذ يقرأ له قوله تعالى { فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون } [يونس :92]

    لقد كان وقع الآية عليه شديدا ..
    ورجت له نفسه رجة جعلته يقف أمام الحضور ويصرخ بأعلى صوته ( لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن))

    رجع (موريس بوكاي) إلى فرنسا بغير الوجه الذى ذهب به .. وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثا مع القرآن الكريم , والبحث عن تناقض علمي واحد مما يتحدث به القرآن ليخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} [فصلت :43]

    كان من ثمرة هذه السنوات التي قضاها الفرنسي موريس أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هز الدول الغربية قاطبة ورج علماءها رجا , لقد كان عنوان الكتاب (القرآن والتوراة والإنجيل والعلم .. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة).. فماذا فعل هذا الكتاب؟؟

    من أول طبعة له نفد من جميع المكتبات !
    ثم أعيدت طباعته بمئات الآلاف بعد أن ترجم من لغته الأصلية (الفرنسية) إلى العربية والإنكليزية والأندونيسية والفارسية والصربكرواتية والتركية والأوردوية والكجوراتية والألمانية ..!
    لينتشر بعدها في كل مكتبات الشرق والغرب , وصرت تجده بيد أي شاب مصري أو مغربي أو خليجي في أميركا, فهو يستخدمه ليؤثر في الفتاة التي يريد أن يرتبط بها..! فهو خير كتاب ينتزعها من النصرانية واليهودية إلى وحدانية الإسلام وكماله ..

    ولقد حاول ممن طمس الله على قلوبهم وأبصارهم من علماء اليهود والنصارى أن يردوا على هذا الكتاب فلم يكتبوا سوى تهريج جدلي ومحاولات يائسة يمليها عليهم وساوس الشيطان..
    وآخرهم الدكتور (وليم كامبل) في كتابه المسمى (القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم) فلقد شرق وغرب ولم يستطع في النهاية ان يحرز شيئا..!

    بل الأعجب من هذا أن بعض العلماء في الغرب بدأ يجهز رداً على الكتاب , فلما انغمس بقراءته أكثر وتمعن فيه زيادة .. أسلم ونطق بالشهادتين على الملأ!! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

    يقول موريس بوكاي في مقدمة كتابه (لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية , فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدقة بموضوعات شديدة التنوع , ومطابقتها تماما للمعارف العلمية الحديثة , وذلك في نص قد كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا..!


    معاشر السادة النبلاء..
    لا نجد تعليقا على تلك الديباجية الفرعونية .. سوى أن نتذكر قوله تعالى { أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً} [النساء :82] ..

    نعم والله لو كان من عند غير الله لما تحقق قوله تعالى في فرعون { فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية } كانت حقا آية إلهية في جسد فرعون البالي.. تلك الآية التي أحيت الإسلام في قلب موريس...!
                  

04-08-2005, 10:01 PM

bint_alahfad
<abint_alahfad
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب .. (Re: bint_alahfad)


    قصة إسلام القس إسحق هلال


    الاسم: القس إسحق هلال مسيحة

    المهنة: راعي كنيسة المثال المسيحي ورئيس فخري لجمعيات خلاص النفوس المصرية بأفريقيا وغرب آسيا. مواليد: 3/5/1953-المنيا-جمهورية مصر العربية. ولدت في قرية البياضية مركز ملوي محافظة المنيا من والدين نصرانيين أرثوذكس زرعا في نفوسنا - ونحن صغار - الحقد ضد الإسلام والمسلمين.

    حين بدأت أدرس حياة الأنبياء بدأ الصراع الفكري في داخلي وكانت أسئلتي تثير المشاكل في أوساط الطلبة مما جعل البابا (شنودة) الذي تولّى بعد وفاة البابا (كيربس) يصدر قراراً بتعييني قسيساً قبل موعد التنصيب بعامين كاملين- لإغرائي وإسكاتي فقد كانوا يشعرون بمناصرتي للإسلام - مع أنه كان مقرراً ألا يتم التنصيب إلا بعد مرور 9 سنوات من بداية الدراسة اللاهوتية. ثم عيّنت رئيساً لكنيسة المثال المسيحي بسوهاج ورئيساً فخرياً لجمعيّات خلاق النفوس المصريّة (وهي جمعيّة تنصيريّة قويّة جدّاً ولها جذور في كثير من البلدان العربية وبالأخص دول الخليج)..

    وكان البابا يغدق عليّ الأموال حتّى لا أعود لمناقشة مثل تلك الأفكار لكنّي مع هذا كنت حريصاً على معرفة حقيقة الإسلام ولم يخبو النور الإسلامي الذي أنار قلبي فرحاً بمنصبي الجديد بل زاد، وبدأت علاقتي مع بعض المسلمين سراً وبدأت أدرس وأقرأ عن الإسلام.

    وطُلب منّي إعداد رسالة الماجستير حول مقارنة الأديان وأشرف على الرسالة أسقف البحث العلمي في مصر سنة 1975، واستغرقت في إعدادها أربع سنوات وكان المشرف يعترض على ما جاء في الرسالة حول صدق نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأميته وتبشير المسيح بمجيئه.

    وأخيراً تمّت مناقشة الرّسالة في الكنيسة الإنكليكيّة بالقاهرة واستغرقت المناقشة تسع ساعات وتركزت حول قضيّة النّبوّة والنّبي صلى الله عليه وسلم علماً بأن الآيات صريحة في الإشارة إلى نبوّته وختم النّبوّة به. وفي النهاية صدر قرار البابا بسحب الرسالة منّي وعدم الاعتراف بها.

    أخذت أفكر في أمر الإسلام تفكيراً عميقاً حتّى تكون هدايتي عن يقين تام ولكن لم أكن أستطيع الحصول على الكتب الإسلامية فقد شدّد البابا الحراسة عليّ وعلى مكتبتي الخاصّة.


    ولهدايتي قصة ..
    في اليوم السادس من الشهر الثامن من عام 1978م كنت ذاهباً لإحياء مولد العذراء بالإسكندريّة أخذت قطار الساعة الثالثة وعشر دقائق الذي يتحرك من محطة أسيوط متجهاً إلى القاهرة وبعد وصول القطار في حوالي الساعة التاسعة والنصف تقريباً ركبت الحافلة من محطة العتبة رقم 64 المتجهة إلى العباسيّة ..

    وأثناء ركوبي في الحافلة بملابسي الكهنوتية وصليب يزن ربع كيلو من الذهب الخالص وعصاي الكرير صعد صبيّ في الحادية عشر من عمره يبيع كتيبات صغيرة فوزعها على كلّ الركّاب ماعدا أنا، وهنا صار في نفسي هاجس لم كل الركاب إلا أنا، فانتظرته حتّى انتهى من التوزيع والجمع فباع ما باع وجمع الباقي ..

    قلت له: "يا بنيّ لماذا أعطيت الجميع بالحافلة إلا أنا". فقال: "لا يا أبونا أنت قسيس". وهنا شعرت وكأنّني لست أهلاً لحمل هذه الكتيّبات مع صغر حجمها { لا يمسّه إلاّ المطهرون } .

    ألححت عليه ليبيعني منهم فقال: "لا دي كتب إسلاميّة" ونزل، وبنزول هذا الصّبي من الحافلة شعرت وكأنّني جوعان وفي هذه الكتب شبعي وكأنّني عطشان وفيها شربي.

    نزلت خلفه فجرى خائفاً منّي فنسيت من أنا وجريت وراءه حتّى حصلت على كتابين.

    عندما وصلت إلى الكنيسة الكبرى بالعبّاسيّة (الكاتدرائيّة المرقسيّة) ودخلت إلى غرفة النّوم المخصّصة بالمدعوّين رسميّاً كنت مرهقاً من السفر، ولكن عندما أخرجت أحد الكتابين وهو (جزء عم) وفتحته وقع بصري على سورة الإخلاص فأيقظت عقلي وهزت كياني. بدأت أرددها حتى حفظتها وكنت أجد في قراءتها راحة نفسية واطمئناناً قلبياً وسعادة روحية، وبينا أنا كذلك إذ دخل عليّ أحد القساوسة وناداني: "أبونا إسحاق" ، فخرجت وأنا أصيح في وجهه: { قل هو الله أحد } دون شعور منّي.


    على كرسي الاعتراف
    بعد ذلك ذهبت إلى الإسكندريّة لإحياء أسبوع مولد العذراء يوم الأحد أثناء صلاة القداس المعتاد وفي فترة الراحة ذهبت إلى كرسي الاعتراف لكي أسمع اعترافات الشعب الجاهل الذي يؤمن بأن القسيس بيده غفران الخطايا.

    جاءتني امرأة تعض أصابع الندم. قالت: "أني انحرفت ثلاث مرات وأنا أمام قداستك الآن أعترف لك رجاء أن تغفر لي وأعاهدك ألا أعود لذلك أبداً ".

    ومن العادة المتبعة أن يقوم الكاهن برفع الصليب في وجه المعترف ويغفر له خطاياه.

    وما كدت أرفع الصليب لأغفر لها حتى وقع ذهني على العبارة القرآنية الجميلة { قل هو الله أحد } فعجز لساني عن النطق وبكيت بكاءً حارّاً وقلت: "هذه جاءت لتنال غفران خطاياها منّي فمن يغفر لي خطاياي يوم الحساب والعقاب".

    هنا أدركت أن هناك كبير أكبر من كل كبير، إله واحدٌ لا معبود سواه. ذهبت على الفور للقاء الأسقف وقلت له: "أنا أغفر الخطايا لعامة الناس فمن يغفر لي خطاياي" .
    فأجاب دون اكتراث: "البابا". فسألته: "ومن يغفر للبابا"، فانتفض جسمه ووقف صارخاً وقال: "أنت قسيس مجنون واللي أمر بتنصيبك مجنون حتّى وإن كان البابا لأنّنا قلنا له لا تنصّبه لئلاّ يفسد الشعب بإسلاميّاته وفكره المنحل".
    بعد ذلك صدر قرار البابا بحبسي في دير (ماري مينا) بوادي النطرون.


    كبير الرهبان يصلّي
    أخذوني معصوب العينين وهناك استقبلني الرهبان استقبالاً عجيباً كادوا لي فيه صنوف العذاب علماً بأنّني حتّى تلك اللحظة لم أسلم، كل منهم يحمل عصا يضربني بها وهو يقول: "هذا ما يصنع ببائع دينه وكنيسته".

    استعملوا معي كل أساليب التعذيب الذي لا تزال آثاره موجودةً على جسدي وهي خير شاهدٍ على صحّة كلامي حتّى أنّه وصلت بهم أخلاقهم اللاإنسانيّة أنهم كانوا يدخلون عصا المقشّة في دبري يوميّاً سبع مرّات في مواقيت صلاة الرهبان لمدّة سبعة وتسعين يوماً، وأمروني بأن أرعى الخنازير.

    وبعد ثلاثة أشهر أخذوني إلى كبير الرهبان لتأديبي دينياً وتقديم النصيحة لي فقال: "يا بنيّ . . إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، اصبر واحتسب. ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب".قلت في نفسي ليس هذا الكلام من الكتاب المقدس ولا من أقوال القديسين. وما زلت في ذهولي بسبب هذا الكلام حتى رأيته يزيدني ذهولاً على ذهول بقوله: "يا بنيّ نصيحتي لك السر والكتمان إلى أن يعلن الحق مهما طال الزمان" تُرى ماذا يعني بهذا الكلام وهو كبير الرهبان.

    ولم يطل بي الوقت حتى فهمت تفسير هذا الكلام المحيّر. فقد دخلت عليه ذات صباح لأوقظه فتأخر في فتح الباب، فدفعته ودخلت وكانت المفاجأة الكبرى التي كانت نوراً لهدايتي لهذا الدين الحق دين الوحدانيّة عندما شاهدت رجلاً كبيراً في السنّ ذا لحية بيضاء وكان في عامة الخامس والستّين وإذا به قائماً يصلي صلاة المسلمين (صلاة الفجر).
    تسمرتُ في مكاني أمام هذا المشهد الذي أراه ولكنّي انتبهت بسرعة عندما خشيت أن يراه أحد من الرهبان فأغلقت الباب. جاءني بعد ذلك وهو يقول: "يا بنيّ استر عليّ ربّنا يستر عليك".
    أنا منذ 23 سنة على هذا الحال-غذائي القرآن وأنيس وحدتي توحيد الرحمن ومؤنس وحشتي عبادة الواحد القهّار الحقّ أحقّ أن يتّبع يا بنيّ".

    بعد أيّام صدر أمر البابا برجوعي لكنيستي بعد نقلي من سوهاج إلى أسيوط لكن الأشياء التي حدثت مع سورة الإخلاص وكرسي الاعتراف والراهب المتمسّك بإسلامه جعلت في نفسي أثراً كبيراً لكن ماذا أفعل وأنا محاصر من الأهل والأقارب والزوجة وممنوع من الخروج من الكنيسة بأمر شنودة.


    رحلة تنصيريّة
    بعد مرور عام جاءني خطاب والمودع بالملف الخاص بإشهار إسلامي بمديرية أمن الشرقيّة-ج.م.ع يأمرني فيه بالذهاب كرئيس للّجنة المغادرة إلى السودان في رحلة تنصيريّة فذهبنا إلى السودان في الأوّل من سبتمبر 1979م وجلسنا به ثلاثة شهور وحسب التعليمات البابويّة بأن كلّ من تقوم اللجنة بتنصيره يسلّم مبلغ 35 ألف جنيه مصريّ بخلاف المساعدات العينيّة فكانت حصيلة الذين غرّرت بهم اللجنة تحت ضغط الحاجة والحرمان خمسة وثلاثين سودانيّاً من منطقة واو في جنوب السودان.

    وبعد أن سلّمتُهم أموال المنحة البابويّة اتّصلت بالبابا من مطرانيّة أمدرمان فقال: "خذوهم ليروا المقدسات المسيحيّة بمصر (الأديرة)" وتم خروجهم من السودان على أساس عمّال بعقود للعمل بالأديرة لرعي الإبل والغنم والخنازير وتم عمل عقود صوريّة حتّى تتمكّن لجنة التنصير من إخراجهم إلى مصر.

    بعد نهاية الرحلة وأثناء رجوعنا بالباخرة (مارينا) في النّيل قمت أتفقّد المتنصرين الجدد وعندما فتحت باب الكابينة 14 بالمفتاح الخاص بالطاقم العامل على الباخرة فوجئت بأن المتنصر الجديد عبد المسيح (وكان اسمه محمّد آدم) يصلّي صلاة المسلمين.
    تحدّثت إليه فوجدته متمسّكاً بعقيدته الإسلاميّة فلم يغريه المال ولم يؤثّر فيه بريق الدنيا الزائل .

    خرجت منه وبعد حوالي الساعة أرسلت له أحد المنصّرين فحضر لي بالجناح رقم 3 وبعد أن خرج المنصّر قلت له: "يا عبد المسيح لماذا تصلّي صلاة المسلمين بعد تنصّرك"، فقال: "بعت لكم جسدي بأموالكم، أمّا قلبي وروحي وعقلي فملك الله الواحد القهّار لا أبيعهم بكنوز الدنيا وأنا أشهد أمامك بأن لا إله إلا الله وأنّ محمّد رسول الله".

    بعد هذه الأحداث التي أنارت لي طريق الإيمان وهدتني لأعتنق الدين الإسلامي وجدت صعوبات كثيرة في إشهار إسلامي نظراً لأنّني قس كبير ورئيس لجنة التنصير في أفريقيا وقد حاولوا منع ذلك بكل الطرق لأنه فضيحة كبيرة لهم. ذهبت لأكثر من مديريّة أمن لأشهر إسلامي وخوفاً على الوحدة الوطنيّة أحضرتْ لي مديريّة الشرقيّة فريقاً من القساوسة والمطارنة للجلوس معي وهو المتّبع بمصر لكل من يريد اعتناق الإسلام.

    هدّدتني اللجنة المكلّفة من 4 قساوسة و 3 مطارنة بأنها ستأخذ كلّ أموالي وممتلكاتي المنقولة والمحمولة والموجودة في البنك الأهلي المصري - فرع سوهاج وأسيوط والتي كانت تقدّر بحوالي 4 مليون جنيه مصريّ وثلاثة محلات ذهب وورشة لتصنيع الذهب بحارة اليهود وعمارة مكوّنة من أحد عشر طابق رقم 499 شارع بور سعيد بالقاهرة فتنازلت لهم عنها كلّها فلا شئ يعدل لحظة الندم التي شعرت بها وأنا على كرسي الاعتراف.

    بعدها كادت لي الكنيسة العداء وأهدرت دمي فتعرضت لثلاث محاولات اغتيال من أخي وأولاد عمّي، فقاما بإطلاق النّار عليّ في القاهرة وأصابوني في كليتي اليسرى والّتي تم استئصالها في 7/1/1987م في مستشفى القصر العيني والحادث قيّد بالمحضر رقم 1762/1986 بقسم قصر النّيل مديريّة أمن القاهرة بتاريخ 11/11/1986م.

    أصبحت بكلية واحدة وهي اليمنى ويوجد بها ضيق الحالب بعد التضخم الذي حصل لها بقدرة الخالق الذي جعلها عوضاً عن كليتين.

    ولكن للظروف الصعبة الّتي أمر بها بعد أن جرّدتني الكنيسة من كل شئ والتقارير الطبّيّة التي تفيد احتياجي لعملية تجميل لحوض الكلية وتوسيع للحالب.

    ولأني لا أملك تكاليفها الكبيرة، أجريت لي أكثر من خمس عشرة عملية جراحيّة من بينها البروستات ولم تنجح واحدة منها لأنها ليست العملية المطلوب إجراؤها حسب التقارير التي أحملها، ولما علم أبواي بإسلامي أقدما على الانتحار فأحرقا نفسيهما والله المستعان .
                  

04-09-2005, 09:44 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب .. (Re: Sudany Agouz)


    اخي الحبيب
    سوداني عجوز
    سلام الرب يغشاك

    عميق شكري علي هذا الإهداء
    سررت لهذا المظفر الذي ظفر وتحرر
    انه ميلاد وحياة
    Quote: كنت أزداد إسلاما فازداد وحدة .. كنت أزداد طاعة فأزداد قلقاًَ.. كنت أزداد خشوعا فأزداد خوفا..


    كثيرون هم امثالك يا مظفر
    وحتماً سيتحررون زات يوم
    حينما يلتمسون طريق الحق والحياة


    حتما هي قصة تلخص حال الكثيرين
    وتتالى لمن تيسر له الكتابة سرد قصص مماثله ان لم تكن متطابقة

    المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسره


    عميق ودي واحترامي
                  

04-09-2005, 04:04 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب .. (Re: HOPEFUL)

    الأخ الحبيب هوبفل

    قد تأخرت كثيرا فى الظهور .. أقول الصدق .. قد قلقت جدا على غالى صحتكم ..
    وودت أن يكون المانع خيرا .. والحمد الله على سلامتكم ..

    أشكركم على المداخلة - حقيقة قد أعجبتنى قصة حياة مظفر .. فلو كان الفرد منا
    يسير على نفس منوال هذين الصديقين .. لتوصل الجميع الى الحقيقة دون أدنى شك ..

    وأخيرا .. لا أجد كلاما .. سوى الدعاء من القلب لكل انسان لم يتوصل الى الحقيقة الغائية
    عنه - فى حين انها قريبة منه جدا .. والعجيب الذى يتذوقها ، لا يريد أن يفقد طعم حلاوتها الى الأبد ..

    وفقكم الله أخى .. ووفق كل أحبائى القارئين .. الغائبين منهم والحاضرين .. المؤمنين منهم وغير المؤمنين ..

    أخوكم وعمكم
    أرنست
                  

04-09-2005, 06:04 PM

توما
<aتوما
تاريخ التسجيل: 08-07-2003
مجموع المشاركات: 1466

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب .. (Re: Sudany Agouz)

    الاخ سوداني عجوز
    لو سمحت ارجو تصحيح الخطأ الذي اظنه مطبعي في الآيه كلمه ( لحافظون ) في الفقره التاليه

    Quote: كنت أقول له كيف؟! الإسلام الوحيد المحفوظ .. والمهيمن عليه وأقول له الآية الشهيرة ( إن نحن نزلنا الذكر وأنا له أتحافظون) فيقول، نحن نصدق هذا الكلام لأننا مسلمون .. ولم يحاول أحد منا أن ينظر لمسألة التحريف نظرة محايدة وموضوعية بمعنى.. هل الله هو الذي أوحي بالتوراة والزبور والإنجيل؟


    وشكرا

    هوبفل

    حقيقه مندهشه جدا لما سمعت ربنا يهدي الجميع
                  

04-09-2005, 11:00 PM

xspice13
<axspice13
تاريخ التسجيل: 11-18-2002
مجموع المشاركات: 82

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب .. (Re: توما)

    كنت أقول له كيف؟! الإسلام الوحيد المحفوظ .. والمهيمن عليه وأقول له الآية الشهيرة ( إن نحن نزلنا الذكر وأنا له أتحافظون) فيقول، نحن نصدق هذا الكلام لأننا مسلمون .. ولم يحاول أحد منا أن ينظر لمسألة التحريف نظرة محايدة وموضوعية بمعنى.. هل الله هو الذي أوحي بالتوراة والزبور والإنجيل؟


    طيب كلام عقل وبعيدا عن العصبية كم في المائة من النصاري يحفظون هذه الأناجيل عن ظهر قلب (وأقول أناجيل لمعرفتي بان هناك أكثر من إنجيل)

    وكم من المسلمين يحفظونه عن ظهر قلب؟


    فلنأخذ عشرة صفحات فقــــط:
    كم من المسلمين يحفظون عشرة صفحات من القرآن الكريم عن ظهر قلب وكم من النصاري يحفظون نفس القدر؟؟

    هذا مثال بسيط لمفهوم الحفظ، ام حفظ الكتب الآخري فاليهود والنصاري أعلم بكتبهم منا المسلمون ويعلمون جيدا أن إنجيل لوك وماثيو ومارك وجون قد كتب وهناك اربعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون عام بين كل واحد منهم.

    اربعون عام - وهو متوسط أعمار البشر .

    سوداني عجوز ،
    تحدثت القصة عن أنكم تعبدون الله إلاها واحدا وتقول أنكم تعبدون المسيح، فهل كان المسيح ينام فإذا كان ينام لما ينام، لما لم يظل مستيقظ يدبر الخلق والإمر.

    الأخ هوبفل،

    أعلم يقينا أن ليس كل عبادة قد تجد حلاوة الإيمان فيها، فلا تدع الشك يدخل إلي قلبك بعد أن وقر الإسلام في صدرك، أكثر من قراءة القرآن والإستماع إليه، صل ركعتان وأخلص في الدعاء، فوالله لتجدن هذا كله في حياتك من يقين وخشوع لن تجدها في حياة تترك فيها الخمسة صلوات، لن تجدها في حياة تتوضأ فيها إلي الله وتطهر جسدك من الأدران كي تصلي إلي الله وتدعوه أن يفرج همك وغمك.



    ألا تشتاق إلي حمد الله في صلاة في جوف الليل ليس هناك أحد يرقبك غير الله.

    الا تشتاق إلي قراءة الفاتحة فتحمد الله فيها رب العالمين.

    الأ تشتاق إلي صوم يطبع علي قلبك مغفرة تزداد بها يقينا بجمال الإسلام.

    ربنا يهدينا ويهديك فالعمر ليس بأيدينا واكره لك بعد عملك من حج وصلوات وصيام أن يذهب هباء منثورا
                  

04-10-2005, 07:19 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة واقعية .. أهديها الى الأخ العزيز هوبفل والى كل الأحباب .. (Re: xspice13)

    الأخ الكريم هوبفل ..

    آسف للخطأ المطبعى الغير مقصود .. وفى الحقيقة اننى لم أقوم بطباعة هذة الكلمات وانما اننى نقلتها لساحة المنبر على طريقة copy & paste

    وأنا أعتذر للاخوة المسلمين ..

    الله معكم ..

    ارنست
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de