صورة مُرِيحة..

Quote: من ذلك الحكي المتوارث عرف من أين جاء أسلافه فكانت إحدى روائع الأدب العالمي ROOTS

إن اكتشاف الانسان لجذوره مصدر سعادة حقيقية وبالذات بالنسبة للأفريقيين الذين عصفت بهم ظروف العبودية القاسية إلى الجنوب الأمريكي وجزر الكاريبي.

في مرحلة الدراسة فوق الجامعية بجامعة ليدز ببريطانيا، تزاملت مع الأديب والفنان التشكيلي الراحل الأستاذ أحمد الطيب زين العابدين الذي كان يعد لدرجة ال MPhil وكانت أطروحته عن تاريخ الفنون في الممالك السودانية القديمة.. وكان ذلك مدخلاً لنشوء صداقة فكرية بيننا وبين مجموعة من المثقفين الجمايكيين الذين كانت لهم رغبة عظيمة في التزود بمعرفة تاريخ الحضارة السودانية التي يعتزون بها، لأنهم يرون فيها جذورهم، التي يستمدون منها العزم والتصميم على النهوض بمجتمعاتهم.

قصة أخرى ذات صلة وهي أنه في نفس تلك الفترة تزوج أحد أصدقائنا من المبعوثين (وذلك قبل الدياسبورا، وعندما كان معظم السودانيين في بريطانيا موظفين بعثتهم الحكومة للدراسات العليا!) من فتاة من جزيرة ترينداد الكاريبية.. أقيم حفل العرس في فندق بمدينة سكبتون الجميلة والقريبة من ليدز، شارك فيه عدد من الأصدقاء السودانيين وأسرهم من مختلف مدن يوركشير، إلى جانب أهل العروس من مختلف جزر الكاريبي!.. في أثناء تجاذب الحديث مع نسابتنا الجدد! وكانت السماء ملبدة بالغيوم والخوف من أن تفسد علينا المطر حفلنا، ذكر أحدهم أنهم في ترنداد يقولون عندما تمطر السماء وترعد يوم العرس that the bridegroom must have been eating in a pot! . كانت دهشتهم لا توصف عندما ذكرنا لهم أننا نقول نفس الشيئ حرفياً في السودان (لازم العريس كان بياكل في حلة!) بل نحن في كردفان نقول (دوراية) وهي الترجمة الدقيقة لكلمة Pot! سبب سعادتهم أننا قدمنا لهم دليلا جديداً على جذورهم الإفريقية، وتأكيداً على أن ثقافتهم الأصلية لا تزال حية.



الأديب والفنان التشكيلي الراحل أحمد الطيب زين العابدين

محبتي
عبد المنعم خليفة

(عدل بواسطة Abdul Monim Khaleefa on 06-20-2009, 05:08 AM)