عبد البارى عطوان: نبض حياة فى أمة تحتضر اسامه خلف الله مصطفى-نيويورك_يكتب من القاهره
"يا سيدى" إذا سمعت هذه العباره فى مقدمة أى حديث للسيد عبد البارى عطوان فلا تظن أنه سيتبعها حديث ملاطفه أو تمييع. فما بدأ السيد عبد البارى عطوان حديث بتلك العباره إلا وأتبعها بوابلٍ من المقارنات المنطقيه مشحونه بأنين الكرامه المفقوده وأتبعها بتبخيس لبضاعة مسوقىّ عهد الإنبطاح العربى.
فعبد البارى عطوان لا ينتمى لمدرسة إبراهيم نافع وصحفيىّ جريدة الشرق الأوسط وما شابههما ممن يكتبون بهوى السلطان. فهو لا يتبع لمؤسسسة صحفية مرهونه إرادتها للسلاطين أو إختارت أن تكون من ضمن مؤسسات الدولة. ولو سألتمونى فى مسابقه للكلمات المتقاطعه ما هو عكس إسم عبد البارى عطوان لكانت إجابتى أسامه سرايا، إبراهيم نافع، أحمد البلال، حسين خوجلى، إبراهيم سعده، جهاد الخازن........الخ. عبد البارى عطوان يتحدث بإراده مستقله ويعبر عما يجرى بقلب وعقل لا إنفصام بينهما. بينما يغرق فهمى هويدى والشيخ يوسف القرضاوى ود.محمد عماره فى مستنقع الإنتفاعيه الماديه سواء بالكتابه الإسبوعيه فى جريده الخليج أو بمنح الجنسيه القطريه وبرنامج كامل فى قناه الجزيره. فبالرغم من الحصيله الفكريه والمكانه الأدبيه والدينيه لهؤلا الكتاب لكنهم عجزوا عن نقد البيت الداخلى العربى. فالشيخ يوسف القرضاوى يتحدث عن كل شىء من المؤامره الأمريكيه الى الجهاد فى العراق ولكن يتعثر حينما يسأل عن مواقف شيوخ قطر من الشورى الإسلاميه أو تجاه القضايا العربيه والقواعد الأجنبيه فى ناصيه قناه الجزيره بقطر((الدوله المستضيفه والمانحه)) .
وفهمى هويدى ود.محمد عماره يتحدثون ويكتبون عن قصص المعتزله فى إستعمال" فريضه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" فى إزاله حكام السؤ، ولكنهم صامتون حيال الجهاد الداخلى ضد ملوك وجنرلات الأمه العربيه من أجل صفحة من المساحات الصحفيه فى دول الخليج لا يعرف أحد ثمنها. وقديما قالوا أن الكلمه سلاح فتاك فها هم ملوك عهد الظلام العربى يحلمون بأن يخرس لسان السيد عبد البارى عطوان ويزاح المجال لمأجوريهم أو المشككين فى مقدرات الشعب العربى على فعل أى شىء. عبد البارى عطوان له القدره على تقزيم محاوريه وخاصه إذا كانوا صحفيون سعوديين أو مأجوين من قبل حكومات أخرى لا معظهم لا يدرى مثواه الأخير إذا خالف السلطان. ومن طريف الحديث أن أحد محاورى السيد عبد البارى عطوان من ليبيا ترك الميكرفون فى بعد دقائق من بدايه البرنامج لانه تفأجا بجرأة السيد عبد البارى عطوان. فأنت كثيرا ما تشعر بالشفقه والأسف على محاورى السيد عبد البارى عطوان. ونسبة لان مناخ المنطقه العربيه ( من المحيط الى الخليج) يتصف بأنه حار جاف وخانق للرأى الأخر طوال العام منذ أيام معاويه بن أبى سفيان، فآخر مكان يمكن أن يأوى إليه السيد عبد البارى عطوان هو بلد عربى. فهذه المستعمرات العربيه من قِبل أبنائها لا تسمح لصحفى أن يردد بيت شعر "نعيب زماننا" إذا كان الصحفى يقصد أن السلطات العربيه غير شرعية. ولذلك سهٌل إعاده إحتلالها بالقواعد العسكريه الأجنبيه أو بحكام الأسر البغيضه أو جنرلات آخر الزمان. عبد البارى عطوان من عشاق الحريه والكرامه فلا تجده متبسما (إلا ساخر أو مستهزأ برأى خصم) حينما حينما يكون الحديث عن الإحتلال أو القهر الذى تتعرض له المنطقه العربيه. فهو عاشق لابيات أبوالقاسم الشابى بأن الشعوب إذا أرادت الحياه، فلا محال القدر سيتجيب لها ولا يأتى ذلك إلا بكسر القيود التى أقلها "كلمه حق فى وجه سلطان جائر"(وما أكثرهم). وحينما وجه سأله محمد كريشان "صحفى بالجزيره" عن ما هى توقعاته لاجتماع وزراء الخاجيه العرب بالقاهره، كان رده " صفر...صفر مكعب". فالأمه المحتله داخليا لم ولن تقدر على مواجهه أى عدوان خارجى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أسامة خلف الله مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست