|
Re: أسامة عبد الرحمن النور: عدد الرمال عدد الحصى..د. عبد الله علي إبراهيم (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
. . .
هذه الكلمة بحق أسامة ثمرة محادثتين. كانت الأولى مع الاستاذة غادة عبد العزيز خالد بعد تقديم فروض "الكفارة" بعد اعتقال والدها لأسابيع مضت. ولما رأيت تكرار محادثاني معها حول الاعتقالات المتجددة لعبد العزيز قلت لها لماذا لا تكتبي مقالاً طالما استقوى قلمك الشفيف تقولين فيه بصراحة لا تعتقلوا والدي بعد هذا أبداً فهو أجمل ما عندي وإذا فشلتم في سبر غور جماله فأتركوه لي. . . حراً طليقاً جميلاً. كانت هذه فكرتي عن ثورة جيل الأبناء والبنات لدوامة شقاء الآباء في ظل نظام طال ولم يتفق له بعد العيش المر مع الخلاف. "كفاية" وحتاما. وأظنها استحسنت رائي وكتبت مقالاً بهذا الخصوص.
أما الظرف الثاني الذي أملى علي هذه الكلمة فهو متابعتي لنعي أسامة في منبر "السوانيزأونلاين" بالشبكة. بدا لي الناعين، وقد اذهلهم الفقد، طارت أنفسهم شعاعاً حتى احتجوا على الموت مع أن لكل أجل كتاب والحمد لله من قبل ومن بعد. ومما أمض هذه الجماعة حوم الردى ببلدنا واصطفائه من سمحت نفوسهم من أهل الرأي والفكر والفن. وبلغ الهول حداً عدَّد فيها أهل المنبر من رحلوا من هذه الطائفة فرداً فرداً ينسى الواحد منهم علماً فيتداعى الآخرون يذكرونه ويزيدون. وهذا إلى شق الجيوب أقرب. وسمى جدي أحمد ود حمد ود إزيرق هذا ب" حَقَر الموت". فقد كان يجلس في ظل خلوته يوماً بقرية البرصة فسمع الصائح ينعي للقرى "فلان ود جينابي" والجيناب من جيراننا في قرية القلعة. ثم ما انقضى يومان أو ثلاثة حتى سمع جدي عن الصائح بأن "علان ود جينابي" قد مات الحقو الدافنة. ولم يفوت جدي الزَقلات (كثير الهذر والمرح) هذا النسق الناشيء عن موت الجيناب فقال:" إنت عليك الله ما تشوف. أماني الموت ما حقر بالجيناب حقر".
. . .
|
|
|
|
|
|
|
|
|