اعتقالات ... و يوميات الثورة

Quote: بحلول مساء 26 يوليو يكون احد افراد اسرتنا وهو العزيز / عبدالهادي قد اكمل ثلاثين يوماً في المعتقل دون توجيه اي تهمة ضده اوتقديمه لمحاكمة، بل وحتي دون السماح لاي فرد من افراد أسرته او اصدقائه بزيارته ومعرفة اخباره؛ مع ترحيله من مدينة كسلا للخرطوم أيضاً دون توضيح اسباب الترحيل وارشاد الاسرة للجهة التي يمكن التواصل معها في الخرطوم لمعرفة اخبار ابنها والوصول لحل لقضيته. لقد تم اعتقال عبدالهادي قرابة الساعة السادسة مساء 26 يونيو 2012 من امام مسجد بحي شمال الحلنقة بمدينة كسلا بواسطة جهاز الامن دون اي اجراءات قضائية يجب ان تصاحب مثل هذه الحالات، ولم تتلق اسرته تأكيد من جهاز الامن بوجود ابنها معهم الا بعد مرور ستة ايام علي اعتقاله، ومنذ ذلك التاريخ تردد والديه وافراد اسرته مرات عديدة علي مباني الجهاز واجروا اتصالات بعدد من المعارف طلباً للمساعدة بغرض لقاء ابنهم والاطمئنان علي صحته ومعرفة مصيره القانوني؛ إلا أن مصير كل ذلك كان الفشل، حتي تم ابلاغهم بشكل رسمي يوم 15 يوليو 2012 ان ابنهم قد تم ترحيله للخرطوم، دون تقديم اي شروحات اخري. واضطر افراد الاسرة بناءً علي ذلك للسفر من كسلا للخرطوم (اكثر من 600 كلم)، ويقيم عدد منهم من ذلك التاريخ في الخرطوم مع مايقتضيه ذلك من تكاليف الوقت والمادة والارهاق الناجم عن ذلك، ودون الوصول لاي نتيجة حتي الآن. ومن حين لآخر تصلنا انباء عبر افراد وعبر كتابات علي مواقع ومنتديات الانترنت أن ابننا عبدالهادي تعرض لتعذيب وضرب واساءات عنصرية في معتقله. ورغم عدم حصولنا علي ادلة دامغة بذلك إلا ان منع أسرته من مقابلته وترحيله للخرطوم، والتكتم غير المبرر الذي تمارسه الاجهزة الامنية بهذا الخصوص يجعلنا علي قناعة أن مكروهاً قد جري لابننا، وان هُناك شئياً لايُراد لنا الاطلاع عليه. آخذين في الاعتبار الروايات المتداولة ومايرد في اجهزة الاعلام المحلية والدولية عن تعرض المعتقلين لتعذيب؛ وكذلك الاكتفاء بترحيل عبدالهادي لوحده للخرطوم دون بقية معتقلي كسلا (بل وربما دون معتقلي ولايات اخري. وبالنظر لمعرفتنا العميقة بابننا وبعيداً عن اتفاقنا او اختلافنا الفكري والسياسي معه، فنحن علي قناعة انه كان يُمارس عملاً سلمياً وفق القانون ويُعبر عن رائه بأساليب مدنية حضارية كغيره من طلاب الجامعات والسياسيين، وليس هناك مايبرر منطقاً وقانوناً اعتقاله لمجرد تعبيره عن آراءه وافكاره. وهنا أمرٌ مهم لابد من التذكير به، وهو ان الابن عبدالهادي انضم للحركة الاسلامية وحزب المؤتمر الوطني قبل حتي أن يبلغ العاشرة من عمره، ولم يخرج من هذا الحزب إلا قبل ثلاث او اربع سنين، أي انه قضي اكثر من عشر سنوات وهو عضوٌ في الحركة الاسلامية وقريباً من السلطة. ومع ماجره هذا من متاعب علي الاسرة بسبب تأثيره علي دراسته والانشغال الدائم بالنشاط العام الا أننا احترمنا جميعاً قناعاته، وبعد خروجه من الحزب الحاكم وتحوله لمعسكر المعارضة احترمنا بنفس المفهوم والوضع حريته في تبني الفكرة التي يعتنقها. ونحن نطالب جهاز الامن والحكومة اطلاق سراح ابننا فوراً، وتوضيح اسباب اعتقاله وتقديم من قام بذلك للمحاكمة لمخالفته القانون، او تقديمه للمحاكمة واتخاذ الاجراءات القانونية في مواجهته. ونتمني ان يكون ماوردنا بخصوص تعذيب ابننا والاساءات التي وجهت اليه مزاعم غير صحيحة، ونؤكد احتفاظنا بحق التقاضي والنشر الاعلامي في حال حدوث ذلك محلياً ودولياً ومتابعة الموضوع حتي النهاية. ونُشير الي ان التعذيب والاساءات العنصرية والاعتقال المطول لن يكون سبباً في حل اي مشكلة، بل نحن علي قناعة انه سيؤدي بعبدالهادي وزملائه وأبناء جيله بالشرق وعموم السودان لمزيد من التطرف والمواقف المتشددة التي سيصعب السيطرة عليها والتعامل معها مستقبلاً حتي من قبل افراد الاسرة. نعلن أيضاً تضامننا مع كل معتقل بشكل غير قانوني في عموم السودان، وندعو لاطلاق سراحهم فوراً او تقديمهم للمحاكمة، ونخصُّ بذلك زملاء ابننا المعتقلون بكسلا. ونناشد كل المدافعين عن حقوق الانسان والمنظمات المحلية والدولية المهتمة بهذا الشأن التدخل العاجل والمساعدة لاطلاق سراح ابننا وصيانة حقوقه القانونية. ومع الاشارة الي أننا نكتب بوصفنا اعضاء في اسرة عبدالهادي وأن والديه علي قيد الحياة ولهم كامل الحرية والحق في التصرف القانوني وفقاً لظروفهم ومايرونه مناسباً في اطار المناخ السائد والحفاظ علي حياة ابنهم، نتعهد من جهتنا بمتابعة الامر حتي النهاية بكل الوسائل الممكنة، ونرحب شاكرين بكل من يريد التواصل معنا بغرض تقديم اي معلومات او النصح والاستشارة والمساعدة باي شكل عبر ارقام الهواتف داخل السودان: حامد ادريس سليمان 00249912658564 خارج السودان: د.عبدالعزيز علي جامع 00447824731593 [email protected] ولكم كلَّ الود والتقدير