يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: أبلغ مصدر مطلع وموثوق (حريات) أن محمد المختار حسن حسين – ضابط جهاز الأمن ووزير الدولة بمجلس الوزراء – أصدر أمراً بإستدعاء عدد من مصوري التلفزيون القومي والتلفزيونات الرسمية الأخرى للتثبت من أن حديث عمر البشير في جلسة مجلس الوزراء 3 اكتوبر لم يتم تسريب أشرطته . وأضاف المصدر انه فى الإجتماع المشار اليه والذي كرس لمناقشة تقريري وزير الداخلية ووالي الخرطوم عن الإحتجاجات ، إنفجر عمر البشير منفعلاً بضرورة التعامل بحسم مع المتظاهرين حتى لو أدى ذلك إلى (قتل ثلث الشعب السوداني) لينعم الثلثين بالأمن ! وقال المصدر المطلع والموثوق ان هناك سببين رئيسيين للهوجة الأمنية التي أحدثها ضابط الأمن محمد المختار وإستدعى بموجبها مصوري الجلسة ، أولهما انه في حال توثيق حديث عمر البشير فسيشكل دليلاً دامغاً بأنه صدرت أوامر من أعلى المراجع السياسية لسلطة المؤتمر الوطني بقتل المتظاهرين ، وان ذلك خلاف نتائجه السياسية سيشكل دليلاً جنائياً لإدانة عمر البشير وكامل نظامه ، تماماً كتصريحاته عن قتل الأسرى بمدينة الفاشر عام 2003 ، واما السبب الثاني للهوجة فيتعلق بطموحات محمد المختار الشخصية ، فهو مرشح لرئاسة جهاز الأمن بديلاً عن محمد عطا ، وقد أكمل تنسيق الأمر مع طه عثمان الحسين ليتم إعلانه ضمن التعديلات الوزارية المزمعة بعد عيد الأضحى ، فإذا تسرب شريط حديث عمر البشير فسيشكل ضربة لمخطط تعيينه خصوصاً وقد بذلت فيه مجهودات ومؤامرات متعددة لإقناع عمر البشير وأسرته والمقربين له بأن محمد عطا ورغم الصلات الأسرية التي تجمعه بعمر البشير إلا انه لا يمكن الركون له في اللحظات الحاسمة وان محمد مختار أكثر كفاءة وولاء منه . واضاف المصدر المطلع والموثوق أن حديث عمر البشير قد تم توثيقه فعلاً وان أحد الحادبين يحتفظ به في حرز أمين وانه ينتظر هدوء الهوجة الأمنية الحالية لتمليكه للرأي العام المحلي والدولي .