يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: ظلت افتتاحية (الميدان) منذ أن عاودت الصدور العلني في 2007 تكتب عن المآسي الناجمة كل خريف عن السيول والأمطار، وتبعات ذلك على حياة المواطنين وممتلكاتهم، هذا الخريف ومع أول دفعة أمطار فقد(10) مواطنين حياتهم حسب آخر رصد أظهرته الصحف الصادرة صباح أمس، وفقدت أعداد كبيرة من الأسر منازلها وممتلكاتها وتوقفت الحركة ببعض الطرق القومية واستحالت الحركة في أغلب مناطق العاصمة والولايات التي ضربتها السيول والأمطار. معدلات الأمطار التي هطلت لا يمكنها أن تتسبب في كل تلك الأضرار الجسيمة في الأرواح والممتلكات اذا توفر التخطيط السليم للمدن والأحياء السكنية ، واذا توفرت البنيات التحتية الجيدة، واذا رصدت الامكانيات الكافية للدفاع المدني للقيام بواجبه في الوقت المناسب فاذاافتقرت ولاية الخرطوم العاصمة الغنية بالموارد المالية لتلك الأشياء الأساسية فكيف الحال في الولايات؟ ولاية الخرطوم كنموذج أخذت، وبعد أن وقعت كل تلك الأضرار، تتلمس طريقها لمعالجات إسعافية ضعيفة لن تستطيع أن تقف في وجه الأمطار بوجود بنيات تحتية متهالكة، الواقع أن الأمر بيد المواطنين وعليهم محاصرة المسؤولين في العاصمة والولايات حتى توجه كل الجهود والموارد لأجل منع مزيد من الكوارث الإنسانية . هذه السلطة تفتقد للفعالية التي تؤهلها لتسيير شؤون المواطنين وليس أدل من الفشل من مواجهة أمطار كتلك التي تشهدها البلاد الآن، إنه أمر مخجل بكل المقاييس. لابد للمواطنين من ممارسة حقوقهم كمواطنين بالاحتجاج ومحاصرة السلطات للقيام بدورها وممارسة شتى أنواع الضغوط لأجل توجيه الموارد المالية نحو اصلاح البنيات التحتية ومتابعة أداء المحليات منعا لأي آثار بيئية ستنجم عن تراكم مياه الأمطار، كما نناشد المواطنين التكاتف والتضامن لأجل مد يد العون المادي والمعنوي لدعم الذين فقدوا أرواحاً عزيزة عليهم ومساندة من فقدوا منازلهم وممتلكاتهم، وذلك فعل مُتجذِّر لدى شعب السودان، إننا نملك إرادة التغيير بالتضامن وبتكثيف الجهود لأجل اقتلاع نظام الانقاذ من جذوره وكفى فقداً للأرواح وتخلفاً وتراجعاً في كل مناحي الحياة.