|
|
 بلاغ ضد زوجتي
|
نختلف مع زوجاتنا.. أو هن يختلفن معنا.. ثم نعود إلى الحوار.. المصارحة.. الإقناع.. مراجعة أنفسنا ونعترف بأخطائنا .. ونعتذر.. شيء جميل.. يدعم العلاقة الأسرية ويقويها.. وتتدفق من خلاله ديمومة الحب.. في خلايا العروق.. ثم نعاود الكرة .. بين الاختلاف والاتفاق.. في مواقف مختلفة ومتباينة.. إلى أن يقترب كل منا من الآخر.. يتخلله.. يتمازج معه عندها تتآلف الطباع ونجد عندنا من الفراسة والذكاء ما يجعل كلا منا يقرأ ما بداخل الآخر.. ويسارع في تلبية احتياجاته بمجرد النظرة.. اعتقد أن في هذا غاية السعادة الأسرية .
وعندما تتباعد الفكرة وتسيطر علينا الأنا ونفقد التمييز بين إدراك مفاهيم معينة.. وكل منا يتشبث برأيه.. قد تصل الأمور إلى فراق بيني وبينك.. وتلك هي الكرة الخاسرة.
مثل ما حدث في هذا الموقف.. الذي نستطيع أن نضعه تحت عبارة " صدق أو لا تصدق " ..أو من صنع الخيال.. ليكن كذلك , لا بأس.. ما دامت الفكرة جاءت طيعة وبسطت الظهر لامتطائها لتصل بنا في النهاية.. إلى الهدف والمقترح.. ولنفرج الستار! على صياح ومشاجرة عنيفة.. بين زوج وزوجته.. تبادل السباب والاتهامات.. هي تتهمه بالبخل الشديد.. وهو يبادلها الاتهام بالجهل.. وأنها لا تستطيع أن تضع فاصلا بين الحرص والبخل.. أو بين الإسراف والترشيد.. والكرم والسفه!!.
على المائدة كميات كبيرة من بقايا الطعام .. تتنوع أشكالها وألوانها.. على أركان حوائط المطبخ وفي خزاناته.. مجموعات كبيرة من الأكياس.. بعضها يحمل أغراضا أصابها العفن والتلف.. في وسط هذا الجو الغاضب ,شديد التوتر. حالة من اللامبالاة عند الصغيرين!! فهما يمزحان .. يتضاحكان.. يتقاذفان.. بحبات البرتقال والتفاح.. ومن آن لآخر.. يتبادل الصغيران التلصص من جانب باب الحجرة.. لمشاهدة العراك الدائر بين الأبوين.. ثم يعودا ليحاكي الولد أباه.. وتتقمص البنت دور أمها .. الموقف بالنسبة للصغيرين خبرة حياتية من خلال تدريب عملي.. على اللامبالاة بقيمة ما يتمازحان به.. واكتساب سلوكيات عدوانية بما يسمعانه ويشاهدانه من الوالدين .. وكم من الجرائم يرتكبها الكبار في حق الصغار بدون وعي!! .
يترك الزوج المنزل.. متوعداً زوجته.. ويتجه دون أن يشعر إلى قسم الشرطة.
هناك ضابط يتحدث في الهاتف.. مضطرب.. وفي حالة مزاجية سيئة.. يبدو من طريقة حواره في الهاتف.. أنه يتكلم مع زوجته.. ويرد عليها بإجابات مقتضبة.. حاضر.. طيب.. لن أنسى..كفى يا زوجتي .. أوجزي.. ويدون بعضا من احتياجات زوجته التي تمليها عليه في ورقة أمامه .. ضاق صدره.. أنهى المحادثة بغضب..
تضجر.. سحب شهيقا طويلا يعالج به ضيق رئتيه من المكالمة وسرعان ما تنبه أن هناك مواطناً ينتظر.. تفحص في توتره ووجهه المليء بالغضب.. ماذا تريد أنت الآخر؟ . فأجابه: أريد أن أقدم بلاغاً ضد زوجتي.. قال له الضابط: ما التهمة؟ وما حكايتك؟ . زوجتي سبب من أسباب غلاء المعيشة.. وارتفاع الأسعار في المدينة.. أهدرت مالي.. وقصمت ظهري بطلباتها.. ولاحقتني الديون. فسأله الضابط متهكماً لا بد أنها صاحبة أعمال.. أو مستثمرة.. لا هذا ولا ذاك.. بل هي مستهترة مسرفة إلى حد السفه, تستنزف راتبي كل شهر, في مراكز البيع, لا تترك عرضاً ولا سلعة, ضرورية أو غير ضرورية, إلا وتغرف منها بلا حساب . تبسم الضابط في سخرية من هذا البلاغ الغريب العجيب. وقال في نفسه, يبدو أن أكثر الحريم في وضع زوجتي. ضع همك على همي , ورحب الضابط بفكرة البلاغ وأضاف هو الآخر بلاغا ضد زوجته, وأرفق قائمة الأغراض التي طلبتها منه في الهاتف, ووضع يده في سترته أخرج مجموعة من فواتير الهاتف والمياه والكهرباء, وأمسك بقلمه مضيفا إسرافها في شراء ملابسها, ومتطلباتها الشخصية, وكيفية استخدامها لغسالتها الآلية, أقصد "الفول اتوماتيك", وأشياء
وأشياء, إلى أن ضاق المحضر بما يكتب, واستوقفه الزوج, يريد هو الآخر أن يضيف شيئا في محضر زوجته. قال له الضابط لا بأس !! زوجتي تفتقد ثقافة إدارة البيت, وتحديد كميات الطهي, التي غالبا ما تزيد عن حاجتنا أضعافا مضاعفة, وتهمل أو لا تجيد تخزين باقي الأغراض التي تشتريها, مما يسبب لها التلف. وقبل أن يقفل الضابط المحضر, سأل الزوج هل لديك أقوال أخرى؟ أضاف الزوج: نعم لا بد أن أثبت لك, أن زوجتي من أسباب ارتفاع الأسعار, أشار عليه الضابط أن يوجز! فأضاف الزوج : إذا كان ثمن السلعة يا" باشا" ريالا ونصيب الفضلات الضعف "ركز معي يا باشا" يبدو أن الزوج أو المواطن نسي نفسه أنه في قسم الشرطة, مما اضطر الضابط إلى نهره وتوبيخه, وسارع الزوج بالاعتذار "آسف يا باشا" واستمر الزوج في طرح نظريته وباقي الأغراض يفسد فتصل بذلك السلعة, إلى خمسة ريالات!! فلك أن تتصور مجموع السلع التي نشتريها. وأعجبت العملية الحسابية الضابط, الذي أخرج ورقة طلبات زوجته, وراح يهمهم ويكلم نفسه ويدون.. هذه السلعة قيمتها ريال. فتصبح خمسة! وهذه ريالين فتصبح عشرة! وظل هكذا يحسب ويضاعف, وثارت ثورته, يا إلهي كل هذا وأنا لا أدري !! سأرفق هذا المستند إلى محضرك يا زوجتي العزيزة وليكن ما يكن . وزاوج الضابط المحضرين وقدمهما لرئيسه.. الذي هو الآخر وجد ضالته فأرفق محضرا ثالثا لزوجته وأصبح الأمر غريبا ومدهشا مما جعل المواطن الذي هو الزوج والضابط ورئيسه تصيبهم هستريا الضحك. وتسرب الخبر من قسم الشرطة إلى الشارع تلقفته وسائل الإعلام، وتزاحم الأزواج لتقديم بلاغات ضد الزوجات المسرفات. وأصبح الأمر قضية رأي عام لا بد من مواجهته ورفع الأمر إلى القضاء . وبعد مرافعات ومداولات كان الحكم مفاجأة للجميع براءة لكل الزوجات المتهمات في قضايا الإسراف وسبب البراءة ثغرة في محضر الضابط استغلتها إحدى المحاميات عن الزوجات وسنتعرف على تلك الثغرة من خلال حيثيات الحكم :
بعد الاطلاع على المحضر ودراسة القضية وجدنا أن الزوجات يفتقدن ثقافة إدارة المنزل ويجب إعطاؤهن فرصة أخرى من خلال التزامهن بما سيأتي في التوصيات . إلى جانب أن الإسراف لا يقتصر على الزوجات فقط بل يشمل شريحة كبيرة من المجتمع رجالا ونساء وأطفالا. لذا نقترح أن نرفع جميعا قضية ضد "الإسراف" ومواجهته بقيام حملة قومية مضادة تحت عنوان "ترشيد الاستهلاك" تبدأ توصيتها بالآتي :
عمل دورات تدريبية شاملة لكل الزوجات والفتيات المقبلات على الزواج يقوم بها متخصصون لتعليمهن كيفية إدارة منازلهن وترشيد الاستهلاك داخل هذه المنازل دون إسراف أو تقتير.
تشترك في حملة الترشيد كل فئات المجتمع كل في مجاله وتقوم كل وزارة أو مؤسسة بوضع برنامج فيما يخصها من هذه الحملة . إلى جانب الدور التوعوي الذي يقوم به خطباء المساجد . والدور الرئيسي للإعلام المقروء والمرئي .
وفي النهاية لابد من خطة زمنية محددة نقوم بعدها بتقييم مدى النجاح في هذه الحملة. وتتبعها خطة زمنية أخرى إلى أن يصبح الترشيد عندنا عادة متأصلة لا يمكن الاستغناء عنها .
انتهت التوصيات وبدأت الحملة في كل اتجاه وانتهت المدة المحددة الأولى وكانت آثار نجاحها لا تصدق تنافس المنتجون بأجود البضائع وأقل الأسعار لجذب المستهلك .زادت السيولة المالية لدى الأفراد فجعلهم يفكرون في مشاريع استثمارية احتاجت هذه المشاريع إلى أيد عاملة زاد الإنتاج عن حاجة المدينة وأصبح تصديرها لمنتجاتها يفوق استيرادها بمراحل وانقلبت المدينة من مستهلكة إلى منتجة وأصبح أهلها في حركة دائبة ليل نهار . لا وقت للمشاحنة ولا تضييع للوقت استقرت الأسر وعادت الزوجات بشكل جديد مزغردة وهتف الجميع رشدنا وترشدنا انتصرنا على الغلاء وشاركنا في نهضتنا وإلى الأمام تقدمنا وأهم من كل ذلك انتصرنا على أنفسنا . ومع إغلاق الستار أقفلت المحاضر ضد الزوجات وقيدت القضية ضد الغلاء. الذي أصبح لا يوجد له مكان في مدينتا.
بقلم
عبد المعبود الجزار
جريدة الوطن العمانية
http://www.alwatan.com/dailyhtml/culture.html
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-03-08, 06:16 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | مهيرة | 04-03-08, 09:31 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | abubakr | 04-03-08, 10:41 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-03-08, 11:35 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-03-08, 12:13 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-03-08, 01:15 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | Salah Waspa | 04-03-08, 01:42 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-03-08, 04:00 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | حسن طه محمد | 04-03-08, 01:55 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-03-08, 04:07 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | abubakr | 04-03-08, 03:10 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الزاكى عبد الحميد | 04-03-08, 03:42 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-03-08, 04:19 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | abubakr | 04-03-08, 04:11 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-03-08, 04:42 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | Elmoiz Abunura | 04-03-08, 05:07 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | abubakr | 04-03-08, 05:03 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-03-08, 05:11 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | abubakr | 04-03-08, 05:16 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-03-08, 05:57 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | abubakr | 04-03-08, 06:00 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | محمد المرتضى حامد | 04-03-08, 06:07 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | abubakr | 04-03-08, 06:12 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الزاكى عبد الحميد | 04-03-08, 07:34 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-03-08, 09:42 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-03-08, 09:47 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | Ahmed al Qurashi | 04-03-08, 10:41 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-03-08, 10:51 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-03-08, 11:14 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | salma subhi | 04-03-08, 11:31 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-04-08, 00:00 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | abubakr | 04-04-08, 01:02 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | abubakr | 04-04-08, 01:04 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-04-08, 07:49 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | abubakr | 04-04-08, 08:01 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-04-08, 08:06 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | abubakr | 04-04-08, 08:09 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-04-08, 08:18 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | abubakr | 04-04-08, 08:31 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-04-08, 08:36 AM |
 Re: بلاغ ضد زوجتي | هاشم أحمد خلف الله | 04-04-08, 09:06 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-04-08, 09:29 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | salma subhi | 04-04-08, 01:13 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-04-08, 04:31 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | nabielo | 04-04-08, 06:15 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-04-08, 06:46 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | وضاحة | 04-04-08, 11:22 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-04-08, 11:25 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | وضاحة | 04-04-08, 11:37 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-05-08, 07:30 AM |
 Re: بلاغ ضد زوجتي | عواطف ادريس اسماعيل | 04-05-08, 09:00 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-05-08, 09:09 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-05-08, 02:24 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | محمد عثمان محمود | 04-05-08, 07:34 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-05-08, 07:48 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | محمد عثمان محمود | 04-05-08, 07:55 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-05-08, 08:05 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | حسن طه محمد | 04-06-08, 06:25 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-06-08, 08:12 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | حسن طه محمد | 04-06-08, 09:56 AM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-06-08, 12:56 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | GamarBoBa | 04-06-08, 02:16 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | حسن طه محمد | 04-06-08, 02:41 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-06-08, 03:33 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | حسن طه محمد | 04-06-08, 05:07 PM |
| Re: بلاغ ضد زوجتي | الطيب شيقوق | 04-06-08, 05:16 PM |
|
| |
الطيب شيقوق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست