الحركة الشعبية من الثورة إلي القصر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 04:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سارة عيسي(SARA ISSA)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-13-2007, 10:47 AM

SARA ISSA

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 2064

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحركة الشعبية من الثورة إلي القصر

    الحركة الشعبية من الثورة إلي القصر
    مقال (1)


    قد كتبت في مقال سابق ، من ليالي الحزن التي عشتها في حياتي ليلتين ، ليلة سقوط مدينة توريت في يد ميليشيات الجبهة الإسلامية عام 92 ، والليلة الثانية هي موت الرفيق قرنق في حادثة تحطم الطائرة التي كانت تقله إلي الأرض التي رواها بدماء الشهداء ، هناك علاقة ظرفية بين الحادثتين ، فسقوط مدينة توريت في تلك الحقبة جاء بعد عدة تغييرات سياسية كان من أهمها الإنقسام الذي وقع داخل صفوف الحركة الشعبية ، أما الإختلال الثاني هو سقوط نظام مانغستو الذي كان يوفر الدعم المعنوي والإعلامي للحركة ، والعهدة على ( عراب الإنقاذ ) الدكتور حسن عبد الله الترابي ، أن هذه المدينة سقطت بعد أن تحالف السودان مع فصائل التيجراي في كل من أثيوبيا وأرتريا ، بموجب هذه الصفقة وفر السودان دعماً لوجستياً لهذه الفصائل ، مكنها من تسلم سدة الحكم في كل البلدين ، أما نصيب السودان هو التسور من وراء الحدود ومباغتة الحركة الشعبية من الخلف ، فقد أقام النظام أنذاك زخماً ومهرجاناً تبارى فيه أرباب الشعر كما تباروا في مارثون ( أمير الشعراء ) قبل أيام في الأمارات .
    فأنشد أحدهم :
    توريت يا توريت يا أرض الفدا
    أقسمت أجعل منك مقبرة العدا
    فخرج من لفيف المحتفلين عبد الباسط سبدرات ، ملكته روعة الحدث الجليل ، فالرجل كان شاعراً قبل أن يدلف طارقاً باب السياسة ، لكن ملكة الشعر تمنعت عليه وخانته الكلمات ، فلم يجد غير الهتاف :
    الليلة مبيت في توريت
    جناح توريت اصبح بلا توريت
    وأنشدت إحدى أخوات نسيبة : الليلة يا قرنق أيامكن أنتهن
    مرت تلك الليلة بغجرها وبجرها كما تقول العرب ، فكانت كليلة أمرؤ القيس عندما أنشد :
    وليلٍ كموج البحر أرخى علىّ سدوله بأنواع الهموم ليبتلي
    نعم عشت في هم وكرب ، لأني أعرف سلفاً ما يعنيه هذا الإنتصار ، سوف تكون من نتائجه أن تستعبد الجبهة الإسلامية كافة أبناء الشعب السوداني ، فعندما أستولوا على مدينة توريت كانت القوات المصرية تهتضم مثلث حلائب ، لكن لمدينة توريت مغزى في نفوسهم أكثر من حلايب ، بالنسبة لحلايب يمكنهم التغاضي عن الأمر طالما أن المصريين لا يهددون عرشهم في الخرطوم ، أما في توريت فهم يرون الثورة والنضال ، كانوا يخافون من المشروع الذي بشر به قرنق ، وهو التوازن بين أبناء الشعب الواحد في نيل المكاسب و الحقوق ، كان قرنق عصياً عليهم وقد أسهم في إجهاض مشروعهم الحضاري .هذا المشروع القائم على الظلم والإضطهاد ، يغصبون القمح من أصحابه وهو في سنبله ، ألقوا بآلاف الناس في بئر الصالح العام ، مارسوا التعذيب والقتل ومصادرة الأملاك .
    عند سقوط مدينة مدينة توريت في أيديهم أعتقدوا أن هذه هي خاتمة مطاف الحركة الشعبية ، وقد أغوتهم الأماني ، لا توجد فنادق أو أبراج في توريت ، ولا تعانق سماها العمارات الشواهق ، لكنها كانت رمزاً للصمود والنضال ، فقد راق لرجال الإنقاذ هذا النصر ، وكتبوا في أعمدة الصحف أن المشروع الحضاري بدأ يتمدد من هناك وهناك ، وأنهم أصبحوا قطباً ثالثاً لا يشق له غبار ، وكيف لا ؟؟ وهم قد نصبوا رئيساً لتشاد ، ورئيسين أخرين لأثيوبيا وأرتريا ، ذكروني بقصة ذلك الرجل الأبله الذي كان يتفرج على سباق الخيل ، فطار من الفرح لأن أحد الأحصنة قد فاز ، سأله أحد من الحاضرين : هل تملك هذا الحصان ؟؟
    فأجابه : لا ...لكنني أملك الحبل الذي يربطه !!
    لكن قرنق لم ينتهي كما تمنت صاحبة الأهزوجة ، فلا شئ يعدل الصبر ، عادت الحركة الشعبية من جديد قوية وفتية ، وكذب المنجمون ولو صدقوا ، فالحركة الشعبية قواعدها ليس العسكر فقط ، هي مشروع كبير حارب من أجل الجميع ، فنبُل القضية جعل الحركة الشعبية تجمع أطرافها وترد الكيل وتزيده في عمليات الشرق عام 97 م ، هذه المرة الرفيق قرنق لم يكن يحارب في بيئة عرفها وعرفته كما كان يفعل سابقاً ، ولم تعد الغابات الكثيفة في الجنوب تشكل حمىً منيعاً يصد الأعداء ، فأرض الشرق كانت منبسطة ، هذه النقلة النوعية في ميدان القتال جعلت رموز النظام تحس بالرعب والفزع ، فالحرب بين الطرفين كانت أشبه بالحروب النظامية بين الدول ، فقد دخل سلاح المدرعات كعامل حاسم في تحرير الكرمك وقيسان من يد النظام الذي هربت فلوله وهي تتجرع كأس الهزيمة .
    بعدها غير النظام من خطابه السياسي فلجأ لإسترضاء الأحزاب السياسية التي طالما ناصبها العداء ، بدأ رجال الإنقاذ يتحدثون عن حق تقرير مصير الجنوب ، بدأ فقهاء الحرب ينظرون إليها من صفحة الأرباح والخسائر بعد أن تنامى إلي سمعهم وجود إحتياطات وفيرة من النفط .فهم يسعون إلي جنوب آمن يضمن الإستثمار في هذا المجال ، وقد وصلوا إلي قناعة تامة أن الحرب وكلكلها يُمكن أن يدهنوا بها عناصرهم التي هجرها الوعي ، لكن الحرب مهما بدت فهي تمثل الأفق المسدود .

    سارة عيسي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de