حكاية درويش سابق .. وخيط ودقاسم
قريتنا القلقالة والتي تقع في مشروع الجزيرة بالقرب من مدينة الكاملين مثلها مثل باقي قرى السودان يرتبط أهلها ببعضهم البعض يعيشون في هدوء تام تجدهم مترابطين متوحدين في تناغم وإنسجام جميل ، ذكريات الطفولة فيها جميلة وحلوة وأذكر ونحن صغار لا نعرف شئ غير اللعب نقضي معظم أو كل وقتنا خارج البيت نلعب الكورة صباحاً وفي الليل نلعب باقي اللعبات الشعبية المشهورة والتي لا تخفى على اصحاب الزمن الجميل .. مثل لعبة شليل وكنا لا ندري أن هذا الشليل سوف يظل ضائعاإلى يومنا هذا وكذلك لعبة عسكر وحرامية وفي هذه العجب العجاب لقد ظلت هذه اللعبة مستمرة حتى الآن ويا لحكمة أهلنا الطيبين ومن إبتدع هذه اللعبة ما كانوا يعلمون أن العسكر والحرامية سوف تظل باقية إلى يوم أن تظهر كلمة الحق وينجلي الباطل وكذلك كنا نلعب لعبة الرمة وحراسه ، سبحان الله ماذا كان يقصد هؤلاء الناس البسطاء بألعابهم تلك أنظروا إلى هذه اللعبات البسيطة وأنظروا إلى حال بلدنا وما صار إليه سوف تجدون كل هذا ينطبق على واقعنا الآن ، المهم كانت هذه اللعبات في زمنها لا تمثل لنا أي شئ غير أنها لعب ولهو ، الآن أصبحت هذه اللعبات واقع معاش في زمن نبحث فيه عن السلام والطمأنينة والأمن والتنمية لبلدنا الحبيبة ، كنا نحب بعضنا البعض وإذا حصل وأن تعاركنا وهذا أكيد نتصالح بعدها بثواني لأنه إذا علم أهلنا سوف يضربوننا جميعاً كنا لا نفكر في بكره نلعب كأنه لن تطلع علينا الشمس مره أخرى وكذلك كانت لنا هوايات جميله مثل الغناء وكنا نتبارى في ذلك وكل واحد يبرز موهبته وكانت لنا كذلك محبة خاصة للمديح لما لا وتربيتنا تربية صوفية وأهلنا أهل صلاح والحديث عن المديح حديث ذو شجون قد يسأل البعض كيف كنا نجد كل هذا الوقت لممارسة هذه الهوايات ولكن حكمة الله في خلقه كنا نقسم وقتنا بين اللعب والغناء والمديح من غير ترتيب ولا تدوين ، نعود لقصة المديح والحيران والدراويش في الأيام التي كنا نمدح فيها يتجمع حولنا أهل القرية نساءاً ورجالاً يمدحون معنا رقم صغرنا وكنا نحفظ كثير من المدائح النبوية وخصوصاً مدائح الشيخ العارف بالله دفع الله الصائم ديمة رحمة الله عليه رحمة واسعة فكنا نحبه كثيراً وإرتبطنا به فقد كانت له دار في قريتنا لا زالت تسمى بخلوة الشيخ دفع الله يحضر إليها بإستمرار وخصوصاً أيام الإثنين والجمعة وكان كلما حضر إلى القرية تتواصل حلقات الذكر والمديح . وكنا وقتها لا نجد مشقة في صنع النوبة والطار بأدواتهما البسيطة وكنا نجيد ذلك وأذكر وقتها أننا كنا في ذات ليلة نمدح ويعلو صوت مديحنا حضر الشيخ دفع الله ومعه حيرانه وحين يحضر الشيخ تسمع صوت النوبة والمديح من بعيد وهو داخل حرم القرية فما كان من حيرانه إلا وأن تجمعوا حولنا وتحول المكان الصغير إلى حلقة كبيرة يقودها الشيخ دفع الله بنفسه تجمع حولنا أهل القرية كلهم واذكر أن الشيخ سحبنا أنا واخي من بين الأولاد الصغار أمامه ندور في الحلقة فكان هذا حديث الناس كلهم فزاد تعلقنا أكثر بالشيخ وكانوا يسمونا باولاد الشيخ دفع الله بالرغم من تطابق إسم الشيخ والوالد رحمة الله عليه لأن للشيخ معزه خاصة عند أهل قريتنا وظللنا نمدح معه لفترة طويلة من الزمن وكنا نزوره في داره العامرة بأمبدة حتى تفرقنا في بلاد الله الواسعة بين الهجرة للدراسة والعمل . عند وفاة الشيخ كنت خارج السودان حزنت وقتها حزناً شديداً فكان رحمه الله نعم العبد الصالح المحب للخير واعمال البر والإحسان ومساجده الكثيرة في جميع أنحاء السودان تشهد له بذلك ، وهذا هو الخيط الذي أشار إليه ودقاسم ذلكم العركي الأصيل إبن الكرام وصلتنا بأهلنا العركيين وعلاقتنا بهم والتي إمتدت إلى مرحلة النسب ، له ولهم كل الحب والتقدير . (عدل بواسطة معتصم دفع الله on 01-01-2004, 06:19 PM)

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]