يا حكومة الانقاذ لماذا تعاملون البروفيسر (محمد هاشم عوض) اسرته هكذا؟؟؟

Quote: جامعة الخرطوم تطالب الاب الروحي للاقتصاديين باخلاء المنزل الخرطوم : نبوية سرالختم لم يكن مساء أمس الاول مساء اعتياديا بالنسبة لى حينما اتصلت بى زوجة البروفيسور محمد هاشم عوض أب الاقتصاد بجامعة الخرطوم وهى تغالب دموعها واثر البكاء بائن على صوتها وهى تقول لى بان الجامعة اوقفت مرتب البروفيسور وطالبته باخلاء المنزل وهو فى كل ذلك يعانى من «وعكة» صحية ألمت به ويتابعون هذه الايام الاجراءات اللازمة حتى يتمكن من السفر لخارج البلاد لاكمال علاجة. كنت احدث نفسى فى ذلك اليوم واقول « ان المصائب لاتأتى فرادى » ولكن لماذا تجازي ادارة جامعة الخرطوم بروفيسور بقامته هو فى غنى عن التعريف جزاء سنمار ؟ الا يكفى كل ماقدمه لها ان يكافأ ولو بالقليل الاحتفاظ ولو ببعض الجزاء المعنوى ولانقول المادى ان كانت خزينة الجامعة لاتسمح ...!! هى وغيرها خواطر جالت بفكرى ليلتها أقلقت مضجعى جعلتنى اتذكر استاذ لنا فى الجامعة التى كنت أدرس بها حين أصيب بداء فى قلبه لم تكرمه الجامعة بان فعلت له كذا وكذا مما تجود به حواشى خزائنها لصغار الموظفين كل مافعلته فقط ان اقعدته من عمادة الكلية واحالته الى وظيفة استاذ عادى بعد ان كان عميدا ولم تكتف بذلك بل خلعته من مكتبه وخلعت منه « العربة » التى كانت تقله الى الكلية ليرثه بالحياة عميد أخر ، وقضى « عميدنا الراحل » بقية ايامه يسير على قدمية من المحطة التى تبعد مسافة من مقر الكلية اليها والحسرة تقتل فى صمت قلبه المجهد حتى انتقل ...!!! لماذا يفعل كل ذلك بمثل هؤلاء الذين أفنوا اعمارهم وزهرة شبابهم فى خدمة العلم والتعلم وديننا الحنيف يعلمنا بأن « هل جزاء الاحسان الا الاحسان »، هذا جعلنى اتساءل عن هل الوفاء يقتل صاحبه ؟؟ امس كنت هناك فى منزل البروفيسور محمد هاشم عوض بحي المطار لأعرف تفاصيل الامر، اذ اننى لم استطع ان استجمع كل المعلومات التى قالتها لى زوجته عبر الهاتف للحالة التى كانت عليها وذكرتها سابقا ، وما ان وصلت الى هناك كانت هى فى استقبالى والبروف كعادته فى الجامعة سألت عنه لكى اخذ المعلومة من مصدرها قالت انه فى طريقة الينا وكانت فرصة لتتحدث الى بمعاناتها هى واسرتها الصغيرة، والتى قالت ان ادارة الجامعة بقرارها هذا لم تراع ظروف البروف الصحية فى كونه يرتب لاجراءات سفره للخارج للعلاج وتساءلت عن كيف يحرم من مرتبه ولديه اطفال فى المدارس ويحتاجون الى المصاريف الدراسية والمنزليه وكذلك أين سيذهبون وليس لديه منزل آخرليسكن فيه، واضافت ان أبنته الصغيرة عندما سمعت بالصدفة أمر طلب الجامعة اخلاءهم للمنزل وحجز مرتب والدها أجهشت بالبكاء ، وسألت «أى أمها » عن المكان الذى سيذهبون اليه ومن اين سيعيشون ؟؟ .... اطفال وبهذه السن يواجهون بمرض والدهم وتشريدهم من مكان ولدوا فيه وألفوه وشهدت اطرافه سنين عمرهم بلعبها ولهوها وبراءتها ..؟؟؟ كان مجئ البروفيسور ودخوله علينا بداية لفاصل جديد من فواصل الحكاية وكما هو معروف ان المعلومة لاتصح الا من مصدرها ولايتحدث عن الوجعة الا صاحبها لكن برغم معاناته الا أن حديثه كان كله وفاء لجامعته ولبلده...!!! كنت واعترف بذلك اريد ان اسوقه للحديث اكثر عن معاناته لتعرض على الرأي العام ليشهدوا كيف يجازى العلماء فى بلادى وكيف يقدرون ... ذلك بحسب مايتعرض له حاليا ، لكنه فى كل الاحوال ظل حديثه حاويا لوفائه القديم لها .. سألته فى البداية عن تفاصيل ماحدث قال : المشكلة انو الجامعة كانت قد طلبت منى فى وقت سابق اخلاء المنزل وقامت الان بحجز المرتب وعند استفسارنا عن سبب الحجز قالوا حتى نخلى المنزل، و يواصل البروف : الموضوع دا كلو ليه يومين ما أخطرونا من فترة كافية عشان الواحد يرتب أمورو مع العلم انا قدمت قبل فترة لدرجة استاذ شرف ووجد هذا الطلب تأييدا من عدد من الاساتذه بالجامعة بلغ عددهم 15 استاذا وما تحققه هذه المرتبة للشخص الذى يعمل بها ان يظل يعمل حتى يرحل من الدنيا مع توفير المخصصات اللازمة للوظيفة من بدلات مختلفة بما فيها السكن وهنالك اساتذة درسونى فى جامعة الخرطوم منذ ان كان علم الاقتصاد يدرس فى كلية الاداب أمد الله فى اعمارهم مازالوا يعملون ويسكنون حتى اليوم فى بيوت الجامعة ... وبينما انا فى انتظار هذا الشرف فوجئت بطلب مغادرتى للسكن وتوقيف الراتب !! قلت له علمت من زوجتك بالاغراءات التى قدمت لك للالتحاق بمؤسسات لادارتها بخبرتك وترحيب جامعات بالداخل والخارج لتشريفك لها لم كان الرفض وان الانسان دائما يطمح لما يحسن وضعه ؟؟ قال : التزامى لبلدى وراء رفضى للاغراءات نحن الحمد لله جيل قدمت له هذه البلد الكثير فى مراحل تعليمهم المختلفة ، فى الثانوى تعلمت فى مدرسة خور طقت وسكنت باحدى داخلياتها حيث كنت رئيسا لاحداها ، وفى جامعة الخرطوم عشنا فى داخليات متميزة فى تلك المبانى التى تحولت الى كليات الاداب بجوار الميدان الشرقى لكرة القدم الذى كنا نلعب فيه مع فريق الجامعة ضد اقوى الفرق السودانية خاصة العاصمة .. سألته مجددا لكن هل الوفاء يكون ولهذا الحد قال : حقيقة ان ولاءنا للجامعة ليس له حد لما وفرته لنا ونحن طلاب حتى تأهلنا لنكون بهذا الشأن بالرغم مما نعانيه الا أننا سنظل متمسكين بالجامعة التى نشأنا فيها وعرفنا مناخها ونعتقد اننا ملزمون بأن نوظف القدرات التى منحتنا لها فى تأهيل طلابها الذين نسعد باننا خرجنا المئات منهم وكثير منهم وصلوا الى درجة بروفيسور معنا ومازالوا يكنون لنا التقدير والاحترام وهذا ينطبق بدقة على كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية التي أعمل فيها ... عدنا مجددا لموضوع السكن الذى توفره الجامعة للعاملين بها ليحدثنا عنه أكثر ، قال : انا عشان ما أدرس فى الجامعة لابد من ان اسكن فى موقع قريب من الجامعة وهذا الموقع يكلف الجامعة مبلغا عاليا يجب ان تدفعه لاستمر فى أداء مهمتى ولكن الجامعة تكتفى بان تسكنك فى احد منازلها وهذا المنزل أسكن فيه منذ أكثر من 30 عاما يتم خصم الايجار الشهرى لهذا المنزل طيلة هذه السنوات من المرتب كبديل للسكن فاذا حسبنا هذا المبلغ المخصوم طيلة الواحد والثلاثين سنة الماضية لملكنا هذا المبلغ منزلا بنفس المستوى بل احسن، بل اعتقد ان ما يخصم من ايجار يفوق قيمة المسكن المطلوب اخلاؤه ... سألته عن هل المرتب الموقوف ان تمت اعادته سيكون كافيا للمنصرفات بجانب ايجار المنزل؟؟ كان رده : الزول بيقول انو المرتب بعيشو عيشة كريمة لكن ماعيشة رفاهية خاصة اذا ماكان الشخص مؤهلا كما نحن والحمدلله للتدريس فى خارج البلاد بمرتبات تساوى اضعاف مانتلقاه اليوم كأساتذة وبما يمكن الشخص من اقتناء عمارات وعدد من العربات الشئ الذى نفتقده نحن بعد 41 عاما خدمة فى هذا المجال .... يواصل : كما قلت لكى من قبل اننى تلقيت عروضا كثيرة من دول مسلمة شقيقة لاعمل فيها ومازلت احتفظ بالكثير من مخاطباتها التى تبدى رغبتها الشديدة فى توظيفنا بمؤسساتها ، ولكننا آثرنا ان نبقى فى بلدنا التى قدمت لنا الكثير ونحن طلاب بقينا دون خروج لكن استقطبنا اعدادا كبيرة من خريجى تلك الدول الذين تسجلوا تحت اشرافنا لدرجات الماجستير والدكتوراه وهذا جلب لنا معاملات طيبة للجامعة التى اشرفنا عليهم فيها ونصيب المشرف منها ربع رسوم التسجيل الذى يدفع فى بدايته دون حساب للفترة منذ بداية التسجيل وحتى الانتهاء ... كل هذا ومازلت تتحدث بهذا الوفاء ؟ هكذا تساءلت، احنى رأسه ايجابا لكون ان المسألة رسالة وهى كما قال عندما يؤديها الشخص بقناعة يحس براحة نفسية ، لكن كما قال ان الجوانب الرسمية قد تشوبها فى بعض الاحيان محسوبية وحسد ومعاكسة وشلليات برغم ان انعكاساتها النفسية تكون سالبة خصوصا فى المجال الاكاديمى، الان الشخص عندما يفكر فى عدد الطلاب الذين قام بتدريسهم واستفادوا منه والمواقع التى احتلوها والخدمات التى يقدمها كل واحد منهم فى موقعه للبلد يسعد بان جهده لم يضع هباء وان معاناته يسأل الجزاء فيها من الله تعالى لما تؤكده احاديث المصطفى «صلى الله عليه وسلم» عن اجر المعلم عند الله تعالى، ويضيف ان الواحد يسعد كثير ا عندما يجد الكثير من ابنائه فى مواقع متميزة فى الدولة وانهم يطبقون ماتعلموه منا خصوصا فى الجوانب الاقتصادية خاصة فى ادارة البنوك والمؤسسات الخاصة والحكومية وفى مجال الخدمات الصحية والتى سعدت بأن درست عددا من اطبائها من خلال مركز اقتصاديات الصحة الذى أنشأته فى جامعة الخرطوم وتوليت ادارته لمدة ثلاث سنوات وكان يتبع لمنظمة الصحة العربية التى بعثت لنا بعدد من الاطباء العرب الذين رغبوا فى التسجيل فى هذا المركز ولكنه مع الاسف تعطل سريعا بعد ان أحلنا ادارته لزملاء آخرين ... كان كل ماقاله لنا عندما ختمنا حديثه معنا ان ادارة الجامعة اذا قررت ان تمنحه درجة استاذ شرف فلن يكون هنالك اى حديث عن اخلاء المنزل او أى شئ آخر، لكنه عاد ليقول بان توقيف المرتب يحوى رسالة : انه تم توقيفك من التدريس وقم باخلاء السكن ....!!!! الصحافة العدد رقم: 5256 2008-02-06