موسى لـ«الشرق الأوسط»: الوضع في السودان خطير.. ولدي أفكار سأطرحها على البشير!!!!!!

Quote: موسى لـ«الشرق الأوسط»: الوضع في السودان خطير.. ولدي أفكار سأطرحها على البشير الأمين العام للجامعة العربية يزور الخرطوم اليوم: الرئيس السوداني سيحضر قمة الدوحة السبـت 11 ربيـع الاول 1430 هـ 7 مارس 2009 العدد 11057 جريدة الشرق الاوسط الصفحة: أخبــــــار خالد محمود أبلغ عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية «الشرق الأوسط» أنه سيتوجه اليوم إلى العاصمة السودانية الخرطوم على رأس وفد من الأمانة العامة للجامعة العربية، للقاء الرئيس السوداني عمر البشير، الذي أمرت المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه. وقال موسى لـ «الشرق الأوسط» في حوار بالقاهرة أمس إنه سيقدم إلى القمة العربية المقبلة في قطر تقريرا حول نتائج هذه الزيارة والجهود التي بذلتها الجامعة العربية من أجل المساعدة على إحلال السلام والاستقرار في السودان. وأوضح موسى أنه يحمل أفكارا رفض الإفصاح عنها، سيطرحها خلال لقائه مع الرئيس البشير وكبار مسؤولي الحكومة السودانية الذين سيلتقيهم خلال الزيارة التي ستستمر يوما واحدا فقط يعود بعدها مجددا إلى مقره في القاهرة. وكشف موسى النقاب عن أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي سيقوم بزيارة وشيكة للسودان في إطار التعاون الإيجابي بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي للتعامل مع الأزمة السودانية، لافتا إلى أنه تلقى أمس اتصالات عربية ودولية كثيرة في إطار المشاورات الجارية في هذا الخصوص. وأكد موسى أن قرار توقيف البشير لن يمنعه من المشاركة في القمة العربية التي ستعقد في الثلاثين من الشهر الجاري في العاصمة القطرية الدوحة، واصفا الوضع الراهن في السودان بأنه خطير ومقلق للغاية. ورد موسى بحدة على انتقادات وجهت للجامعة العربية واتهامات لها بالتقصير تجاه معالجة ملف السودان خاصة ما يشهده إقليم دارفور المضطرب منذ سنوات بغرب السودان. وفيما يلي نص الحوار * في أي إطار ستتم زيارتك اليوم للخرطوم؟ - الزيارة تتم بناء على طلبي وتحدد الموعد غدا (اليوم) في المساء إن شاء الله وسأكون هناك في هذا الوقت واليوم (أمس) كان فيه اتصالات كثيرة، واتصل بي الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، كما تلقيت وأجريت اتصالات عربية وأوروبية، وكل هذا في إطار تدارس الموقف الخطير والقائم والتشاور بشأنه. * ما الرسالة التي تحملها إلى الرئيس البشير؟ - أنا ذاهب للتشاور مع الرئيس البشير، ولا كلمة قبل أن أعود. * وماذا عن الشارع السوداني؟. - ما يهمني الآن هو استقرار السودان وهذا قبل كل شيء. * هل تعتقد أنه بات مهددا بالخطر الآن فقط؟ - لا، هو مهدد منذ فترة طويلة وهذه أزمة إضافية تهدد أكثر فرص استقرار السودان * وما الذي ستقوله للرئيس السوداني؟ - ما سأقوله سأقوله بعدما أقابله، ليس قبل ذلك. * حسنا هل ستقدم تقريرا إلى رئيس القمة العربية؟ - سأمضى يوما واحدا وسأرجع إلى القاهرة وسنقدم تقريرا إلى القمة العربية وقبل التقرير سنعمل عل أساس التفاهم بيننا وبين الاتحاد الأفريقي، وقد يتلوني في الزيارة إلى السودان رئيس الاتحاد الأفريقي، وهناك تفاهم ثنائي وهذه نقلة نوعية في العلاقة بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، بشأن الملفات المهمة. * كيف ترى إمكانية توقيف رئيس عربي مازال في سدة الحكم؟ - ما لدينا الآن ليس إمكانية رئيس عربي أو غير عربي، هذه المشكلة خطيرة جدا وتمسنا جميعا وتمس استقرار السودان (كررها مرتين) وهذا شيء مهم، والمهم الحفاظ على هذا الاستقرار وأيضا هناك مبادئ للعدالة ونسعى إليها ولا يجب أن نهمل أهميتها وهناك نواح إنسانية وكثيرة متداخلة والموضوع معقد تماما هناك، والأساس كما صدر في قرار مجلس الجامعة العربية مؤخرا في اجتماعه بالقاهرة على مستوى وزراء الخارجية العرب، وهذا المجلس كان أول مجلس إقليمي يجتمع بعد صدور القرار الخاص بالاتهام. * هل القرار الخاص بتوقيف البشير سيمنعه من المشاركة في القمة العربية؟ - لا، لن يمنعه، ونحن اليوم نريد وقف هذا القرار ونؤجله وفقا للمواد القانونية التي تسمح لنا بذلك وحاولنا من قبل صدور قرار الاتهام ولم ننجح وأرجو أن ننجح هذه المرة إن شاء الله. * لماذا التأجيل فقط؟ - لأنه ليس لديك غير هذا، وأي محام لديه دفوع معينة ويستطيع الدخول منها، المسألة ليست إنشاء ولا تمنيات طيبة، وإنما كيف تستخدم الدفوع القانونية للمرور بين قرار مجلس الأمن الذي كلف المحكمة بالتحقيق في هذه الأمور الوضع في السودان وبين قرار الاتهام الخاص بالمحكمة، ضروري نشوف الطريق الذي نعمل به والطريق هو فقط المادة 16 الخاصة بالسودان. * الخطاب الرسمي السوداني يتحدث عن مؤامرة أميركية وتواطؤ من مدعي عام المحكمة؟ كيف ترى هذا؟ - لا، ما أريد أن أقوله لك هنا، هو أن القرار يستثير في ذهننا جرائم الحرب التي ارتكبت في غزة وغيرها، يستثير فوريا في أذهاننا الكثيرين وازدواجية المعايير. * وهل سنظل نكتفي فقط بترديد هذه العبارة «ازدواجية المعايير»؟ - اشتموا زى ما انتم عايزين، لكن لا بد أن نتحرك بهذا الشكل رسميا وسريعا وكما كانت الجامعة أول من راح إلى الخرطوم بسرعة بعد صدور قرار اتهام أوكامبو، ها نحن اليوم متوجهون إلى السودان مجددا كأول زيارة من خارج السودان لمحاولة التفاهم على كيفية التصرف والاستماع إلى الرئيس والحكومة السودانية، وأيضا عندنا أفكارنا سنطرحها. * ثمة من يرى أن قرار توقيف البشير يعطى إشارة للمعارضة بالانقلاب عليه؟ - ليس هذا ما يشغلني الآن، هناك موضوعات كثيرة، والموضوع الأساسي هو كيفية التصرف في القرار الاتهام الموجه للرئيس البشير واستقرار السودان. * خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور أعلن أن حركته ستكون آلية لتوقيف البشير، كيف ترد على هذا؟ - هذا الكلام لم أقرأه وليس لدي تقرير دقيق عنه، أنا لم أطلع عليه وسأرد بعد التأكد مما قيل بالضبط. * ثمة اتهامات موجهة للجامعة العربية بالتقصير في معالجة ملف السودان؟ - لا، لسنا مقصرين مطلقا، وإذا كان ما نشرتموه في صحيفتكم عن ذهابنا إلى مجلس الأمن وإرسال بعثة عربية أفريقية برئاسة بن حلي نائب أمين عام الجامعة والمفوض الخاص بمجلس السلم والأمن الأفريقي، بعد كل هذا وتوجهنا إلى مجلس الأمن، يبقى أنا متأسف لما تقول لي اتهامات، هؤلاء الناس لم يطلعوا على ما يجري، هذا كلام غير معقول أو مقبول. وهذه أحداث مسجلة دبلوماسيا وإعلاميا وسياسيا وقريبة من ثلاثة أسابيع فقط. ومن قبل حدثت مساع هناك ورقة توصلت إليها مع الحكومة السودانية في يوليو (تموز) الماضي، وبعدين حد يقول لي اتهامات، غير مقبول السؤال ولن أجيب عنه لأني مش فاضي أرد عليه طالما أن كل هذا تم وهو غير مسجل في ذاكرة ناس لا تتابع الموقف. هناك سلسلة مطولة ومهولة من عمل الجامعة العربية من وقت قيام وبدء مشكلة دارفور ولعلك تتذكر أن أول لجنة تحقيق تذهب إلى هناك كانت من الجامعة العربية وكل هذا مسجل وأنت ازاي تسألني وتقول لي الناس تتهم، حسنا دعها تتهم هذه مسألة لا تستدعي الرد. * هل أزعجك سؤالي؟ - لم يزعجني السؤال، وأنا فاهم ما ترمى إليه، هناك مع الأسف ناس كثيرة لا تقرأ ولا تتابع وتقفز بسرعة إلى الهجوم والسباب وأنا لا أرد على هذا لأنه يعطل. نحن في بداية دارفور عملنا، ومازلنا مستمرين في هذا، المهم هو الحقيقة والناس والوضع في إقليم دارفور والمهم أن تكون هناك حقائق. * يبدو أنك لا تقول للناس كل ما لديك؟ - إذا كان الموجود على وكالات الأنباء والإعلام والصحافة وتقول لي ناس تتهم، طيب ما تتهم هانعملهم إيه، إذا كانوا لا يقرأون ولا يعرفون أو ينسون. * أنت تقول إذن الجامعة العربية أدت وأوفت دورها؟ - أديني قلت لك، من بداية المشكلة والى الآن ونحن منشغلون بهذا وأنا شخصيا زرت إقليم دارفور مرتين وقعدت هناك ولجان ذهبت وأحضرنا مجموعات قانونية إلى السودان ورحنا الأمم المتحدة أكثر من مرة، وكل هذا مسجل. * كأنك في حاجة إلى المزيد من الملفات الساخنة؟ - (ضاحكا) ليس لدينا منذ وقت طويل ملفات باردة، كلها كما ترى ساخنة وساخنة للغاية. * هل هذا حظك كأمين عام للجامعة العربية؟ - لا هذه مسؤولية يتعين علينا القيام بها، قدرنا أن نقوم بما نفعله عن قناعة بأنني أخدم المصالح العربية وأدافع عنها. * وكأنك تردد بيت الشعر: «على قدر أهل العزم تأتى العزائم»؟ - الله يخليك، شكرا.