الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 01:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-02-2004, 06:17 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: haneena)

    لقد سبق أن أمَّنْتُ على عبارة الدكتور عبد الله علي إبراهيم، القائلة بضرورة إيجاد مساحة للحرية داخل حدود المنع والتضييق، مما اتسمت به الثقافة العربية الإسلامية، بدلا من الهرب إلى ظلال ثقافات أخرى. ودعوة الدكتور عبد الله علي إبراهيم تلك، دعوة صائبة. فهي من ناحية تواجه ما أصاب عقول الصفوة السودانية، من جوائح التغريب، ومحاولات لبس الخوذة العقلية الغربية. ومن الناحية الأخرى، تبقي المثقفين حيث يجب أن يبقوا. وأعني هنا، أن يبقوا في مقام البحث في العلل الموروثة في بنية الثقافة العربية الإسلامية، وبعثها من حالة التحنيط التي ظلت تعانيها لقرون طويلة، لتصبح ثقافة حية، متجددة، لها القدرة لكي تسهم بشكل فاعل في إدارة حركة الحاضر. وقد اشرت إلى مساهمة الأستاذ محمود في تلك الوجهة، والتي لم تكن مساهمة فكرية وحسب، وإنما كانت مساهمة عملية، رائدة، في ضرب نموذج المثقف ذي التعليم الغربي، الذي لم يسمح للتعليم الغربي بأن يقتلعه من جذوره الثقافية. فقد عاش الأستاذ محمود، من حيث المسكن، والملبس، وسائر وجوه نمط العيش، حياة غمار الناس، بكل ما تعني هذه الكلمة.

    لابد من مواجهة التركة الثقيلة المكبلة في الثقافة العربية الإسلامية من داخلها. أي عن طريق مناقشة تلك التركة، وتحريك الثقافة، من حالة الركود، باستخدام آلياتهاالخاصة بها، والمتناثرة هنا وهناك في فضائها الواسع، من أجل أن تصبح أكثر انفتاحا، وأكثر قبولا للإختلاف، وللتنوع. وحين يحدث هذا الإختراق ـ أعني الاختراق الذي ينهي الكبت والحجر والتضييق ـ تكون الثقافة العربية الإسلامية قد خرجت من مرحلة الجمود إلى مرحلة الحيوية. أي تكون قد خرجت من حقبة الرقابة الخارجية التي أقامت فيها الدولة، في الماضي، نفسها، مقام ضمير الفرد، إلى مرحلة الدستور حيث الحريات الشخصية مكفولة، وحقوق الجماعة محمية، ومصانة. هنا فقط ينفتح المجال للأفراد لكي يُنشئوا سلطة الرقيب الداخلي "الضمير"، لتحل سلطة الضمير الخارجي "الدولة"، وقد كان هذا الرقيب الخارجي متمثلا في القانون المتعنت القائم على سد الذرائع. وقد قامت الشريعة الإسلامية على سد الذرائع، فعلا، فضيقت على حريات الأفراد. وقد عالج الأستاذ محمود محمد طه، موضوع الفرق بين الشريعة والدين، وبين الشريعة والدستور، معالجة شديدة التميز، غير أنها لم تلق حتى اليوم، الإهتمام الذي تستحقه، من المثقفين السودانيين، وغيرهم من مثقفي العالم الإسلامي. وارجو ان اجد الفرصة لكي أفصل في كل أولئك، لاحقا.

    غير أنني أحب أيضا أن أقول كلمة حول ضرورة الحرص، والتدقيق، والتمييز، عند وصف الثقافة العربية الإسلامية بالمنع، على إطلاق العبارة، ووصف الثقافة الإفريقية بالتسامح وعدم التشدد، على إطلاق العبارة، أيضا. فالثقافة الإسلامية ليست كلا واحدا متماسكا متجانسا. لقد عرف الإسلام اختلاف الآراء منذ القرون الأولى. وعرف تشعب الملل والنحل داخل ذلك الفضاء الشاسع. ولا سبيل بطبيعة الحال، إلى وضع إسلام الفقهاء، وإسلام المتصوفة، على سبيل المثال، في سلة واحدة.
    أيضا تداخل الثقافة العربية الإسلامية مع الثقافات الإفريقية، لم يتم في السودان وحده. فقد زحف الإسلام من شمال إفريقيا وتوغل كثيرا جنوب الصحراء، في الحزام الممتد من البحر الأحمر وحتى ساحل الأطلسي، عند السنغال، وغينيا. وقامت في هذا الإقليم حواضر إسلامية مزدهرة، في تمبكتو، وفي سكوتو، في شمال نيجيريا. كما تمدد الإسلام جنوبا، ودخل مناطق الغابات المطيرة، في ساحل غينيا الغربي في جهات غانا، وما جاورها. وما من شك أن كل تلك المجتمعات الإفريقية قد توصلت إلى صيغة بها تتعايش الثقافة الإسلامية الوافدة، مع محصلات تلك الشعوب من ميراثها الإفريقي التليد. وبطبيعة الحال لم يكن الميزان عادلا، في كل حالة. فقد غيرت الثقافة العربية الإسلامية الوافدة بعض السمات الثقافية. فقد هجر نساء الهوسا، على سبيل المثال، صناعة الخزف، وتحولت من ثم، لتصبح حرفة رجالية. والسب أن صناعة الخزف، وبيعها كانت تعرض المرأة الهوساوية للإختلاط بالرجال، خاصة في مرحلة بيع الخزف في الأسواق. كما اثر ذلك على المعمار في شمال نيجريا، إذ اصبح التصميم يقتضي مراعاة، تأكيد نوع من الفصل بين مجال الرجال، ومجال النساء. وهذه مجرد أمثلة. (راجع كتاب: الفنون البصرية الإفريقية، لجوديث بيراني، وفريد سميث).
    The Visual Arts of Africa, by Judith Perani & Fred T. Smith

    هناك فارق كبير بين إسلام النص، كما هو موجود في القرآن، وفي كتب الأحاديث، وما تلا ذلك من مباحث الفقهاء، وبين ما سارت عليه الحياة في حقيقة الأمر الواقع، في تقلباتها المختلفة عبر الأزمنة، والأمكنة، منذ البعثة المحمدية. فالحياة كما يحدثنا التاريخ، لم تلتزم، في جملة الأمر، بحرفية النص كما ورد! فبعد سنوات قليلة بعد موث النبي الكريم، وصل الأمويون إلى الحكم، وتناقصت بذلك حالة التشدد الأولى، بشكل كبير، حتى أصبحت الحواضر الإسلامية، حواضر شبيهة بحواضر الفرس، وبيزنطة، وذلك من حيث نمط العيش، المتسم بالترف، وبالإهطاع إلى المتع الحسية. ولسوف أفرد مداخلة في هذا الخيط للتوثيق، لما كان عليه الحال من التنصل عن التزام الطهرانية النصوصية، في مجتمع العصر العباسي الأول.

    لا يحتاج المرء، إلى كثير جهد، في حقيقة الأمر، ليدلل على مبلغ التناقض بين ما ترفعه الجهات الحاكمة في العالمين العربي والإسلامي، من شعارات حول المجتمع الفاضل، وبين واقع الحال. وهذه سمة قديمة تعود إلى بدايات تولي الأمويين لمقاليد الحكم، في الإمبراطورية الإسلامية. ترفع الجهات الحاكمة تصورا مثاليا، لما ينبغي أن يكون عليه حال الأمة الإسلامية. في حين لا يؤمن القائمون على الأمر، حقيقةً، بتلك الشعارات التي يرفعونها. غير أن الشعارات الداعية إلى رسم صورة لمجتمعى مثالي على السطح، تعين على تبرير القوانين المتشددة، وعلى اطلاق يد الشرطة، وتوسيع صلاحياتها، وتجاوز تلك الصلاحيات متى ما اقتضى الحال. تفرض السلطات، منطلقة من هدفها المبيت في احكام السيطرة، قيودا على حريات الأفراد، تتسم بالكثير من التشدد. فالغرض هو احكام السيطرة السياسية، وليس تثبيت ركائز الفضيلة. ولكن المجتمعات تمارس في الحيز المخفي عن عين القانون، كل ما يمكن أن تمارسه المجتمعات، التي تتيح هامشا كبيرا للحريات الشخصية. فمظهر المدن العربسلامية، في زماننا الراهن هذا، وخاصة مدن الخليج، مظهر منضبط، ولكن حقيقة الأمر مغايرة، تمام المغايرة لذلك المظهر. والجميع يعلم هذه الحقيقة، والجميع يتجنب الخوض فيها!!

    لقد ظل الناس يروجون لنهج مضلل، مفاده أن قيم الدين، أو دعنا نقول قيم الفضيلة، قيم تمم معيشتها في ضربة واحدة. ولقد قاد هذا النهج المضلل إلى كل هذه التناقضات الشنيعة، التي نعيشها اليوم، بين شعار، طنان، مرفوع، تسنده قوانين صارمة، وبين واقع حال لا يمت إلى كل ذلك المظهر الكاذب في شيء. فقيم الدين، أو قيم الفضيلة، هي في حقيقتها مثل عليا، يتم تحقيقها عبر مسار طويل. وهي لا تتحقق في ضربة واحدة، ولا بين يوم وليلة. كما أن تحقيقها يحتاج عملا غير مباشرا في الإصلاح العام. فالطريق إلى الفضيلة ـ مهما اختلفنا على تعريف الفضيلة ـ طريق غير مباشر. وهو طريق يمر عبر بوابة محاربة الفقر، والجوع، والعري، والحاجة الملجئة، والخوف من قهر السلطة. ويصحب كل ذلك التعليم المؤثر الذي ينور الدواخل، ويصحح رأي المرء في نفسه، ويقوي من إحساسه بكرامته الإنسانية. أما فرض القوانين الرادعة، التي يُظن أنها تجعل الفضيلة متحققة في المجتمع بضربة واحدة، في لحظة واحدة، فاتجاه تبسيطي، وقد وضح فشله عبر قرون، وقرون. فالسيف لم يكن في يوم من الأيام، بديلا عن الضمير، ولسوف لن يكون!

    وتربية الضمير إنما تتم عن طريق أن يُكفل للناس حق الخطأ لكي يتعلموا من أخطائهم. ((إن لم تخطئوا وتستغفروا فسيأت الله بقوم يخطئون ويستغفرون، فيُغفر لهم)). وهذا يقتضي الإنتقال من أحكام الشريعة، إلى احكام الدستور. والدستور هو القانون الأساسي، الذي لا يصادر من حريات الأفراد، إلا القدر الضروري، جداً، لصيانة حريات الآخرين. فالدستور أعلى من أحكام الشريعة، وهو يقوم على التوفيق بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة، بالقسطاس المستقيم. فهو على خلاف الشريعة، لا يقوم على سد الذرائع.

    تشددت الشريعة ضد الفنون بكل أنواعها، وتشددت ضد صنوف التعبير الحر. ومن هنا لم يعرف التاريخ الإسلامي النحت مثلا. ولم يعرف التصوير بالشكل الذي عرفته به الحضارة الغربية لاحقا. وظل الناس في العالم الإسلامي، يتعاملون مع الموسيقى والرقص، بكثير من الإحساس بالذنب، وذلك لمصادمة ممارستها للنصوص، الثابتة. كما أن المرأة بقيت بعيدة عن ميادين الحياة العامة، إلا فيما ندر، وبقيت بذلك حلما مفقودا، في مخيلة الرجل، وتحولت عن طريق الحجب المستمر، إلى وسواس لا تنقطع ثرثرته في عقل الرجل الشرقي. ونشأ من ذلك الوضع الشاذ ـ وهو وضع لا يشبه أوضاع أغلب الثقافات الإنسانية الأخرى ـ ظاهرة الغزل الحسي، إذ تحولت المرأة بسبب الكبت الطويل، والعزل الطويل، وعيش الرجال المستمر في أوساط رجالية صرفة، إلى مجرد جسد مثير للشهوة، وجالب للمتعة.

    وفي السودان، تتضح ظاهرة الغزل الحسي الدال على الحرمان المزمن، أكثر ما تتضح، في شعر جيل الرواد الأوائل، من شعراء الفصحى في السودان، إلى جانب معاصريهم من شعراء مرحلة "الحقيبة" في الغناء. وتقل هذه الظاهرة كثيرا في أشعار اللاحقين، ممن عاصروا المرأة طالبة في مدرج الجا معة، وزميلة في مقر العمل، بل وفنانة، وشاعرة، وأكاديمية، متميزة. جاء في قصيدة يصف فيها المجذوب إمراة جالسة على حفرة الدخان:

    وحفـرةٍ بدخـانِ الطـلحِ فاقمـةٍ تُندي الروادفَ، تلوينـاً وتعطيرا
    لمحتُ فيها ـ وما أمعنتُ ـ عاريةً تَخفى وتظهرُ مثلَ النجمِ مذعورا
    مدَّتْ بناناً به الحِنَّـاءُ يانعـةٌ، تَرُدُّ ثوبـاً إلى النهـدين محسـورا
    قد لفَّها العطرُ لفَّ الغيمِ منتشراً، بدرَ الدجى وروى من نورِها نورا
    يزيـد صُفـرَتها لمعاً وجِدْتَّـهَا صـقلاً وناهـدها المشدودَ تدويرا
    أرخى الدخـانُ لها ستراً فَبَعَّـدَهَا، كدرَّةٍ في ضميرِ البحرِ مسجورا

    وجاء في شعر محمد أحمد محجوب:

    ضاقَ القميصُ بطامحٍ تحتَ القميصِ له شُبوبُ
    نهـدٍ تكوَّرَ مثـلَ حُـقِّ العـاجِ توَّجَهُ اللهيبُ
    لو كنتُ أملك أمـره، لتفتقت عنـه الجيـوبُ

    إقصاء المرأة عن الحياة العامة في فترة ما قبل منتصف القرن العشرين، ليس شأنا سودانيا محضا، وإنما هو شأن عربسلامي، اتسمت به حواضر أخرى، كبيرة، وعريقة، مثل مدينة القاهرة مثلا. فلقد تعلق رهط من الأدباء والشعراء بالأديبة مي زيادة. وهناك رسائل غرامية بينها وبين جبران خليل جبران، وربما بينها وبين آخرين، أيضا. ولقد أحب مي زيادة جملة من رواد منتداها. والسبب فيما يبدو، أنهم كانوا، جميعهم، يحلمون بعشيقة، فنانة، عالمة، ومفكرة، وهي غير موجودة في واقع حياة المجتمع في ذلك الوقت. ولذلك، فحين وجدوا واحدة، هام بها الجميع، بلا استثناء. قال الشاعر إسماعيل صبري، وهو يحكي عن تشوقه لحضور ندوة الثلاثاء، التي كانت تنعقد بدار مي زيادة:

    روحي على بعضِ دورِ الحيِ حائمةٌ كظاميءِ الطيرِ حوَّاماً على الماءِ
    إنْ لم أُمَتِّـعْ بميٍّ ناظريَ غـداً، أنكرتُ صبحَـكَ يا يـومَ الثـلاثاءِ

    هذا حال مصر، حتى وقت قريب جدا! ويبدو لي أن ردة تاريخية كبيرة حدثت في شأن حضور المرأة في الحياة العامة، وفي المنتديات. إذ هناك كثير من صور حضور المرأة في مجتمعات الرجال، في العصر العباسي، في بغداد، وكذلك في الأندلس. مع ملاحظة أن من كن يختلطن بالرجال، في تلك الحقبة، قد كن، في غالب الحال، من فئة "الجواري" اللائي، لا يُنتظر منهم، وفق منطوق الشريعة، ما يُنتظر من "الحرائر" من رصانة السلوك، ومن الإنضباط الخلقي. ولقد اشرت في مداخلة سابقة في هذا الخيط، إلى احتمال أن تكون الخلافة العثمانية، وتمدداتها في الشام، و مصر والسودان، والعراق، ومنطقة الجزيرة العربية، هي التي خلقت هذا الوضع البالغ التشدد بشأن المرأة. وأعتقد أن مدن الوسط في السودان قد تشكلت من حيث حدة الفصل بين الجنسين، وغياب المرأة عن الحياة العامة، بسبب هذه التأثيرات التركية، الوافدة التي أصابت المجتمع السوداني المديني. والدليل أن الريف بقي أقل تشددا في هذه الناحية، مما دفع بشعراء كالعباسي، والناصر قريب الله أن يمموا وجوههم شطر البادية، بحثا عن ذلك العنصر الجمالي المفقود.

    أقام أدباء السودان، صالونا أدبيا مشابها، لصالون مي زيادة. وقيل أنهم كانوا يجتمعون ببيت سيدة، كانوا يسمونها "فوز". ولقد كتب محمد أحمد محجوب قصيدة إلى فدوى طوقان، تشير إلى حالة الجفاف التي تعاني منها الحياة الرجالية العربية من حيث خلو مجتمعات الرجال من عنصر المرأة.
    كتب محجوب في رسالة شعرية إلى فدوى طوقان:

    فديتُكِ فدوايَ أسعَدْتِني بنجوى الحبيبِ القريبِ البعيدْ
    إلى أن يقول:
    وكنتِ الأنيسَ وكنتِ المنى، لقـومٍ ظماءٍ بوادٍ جديب

    فالأدباء والشعراء والفنانون، في العالم العربسلامي، قوم "ظماء بوادٍ جديب" كما تفضل بوصف حالهم محمد أحمد محجوب. ولذلك فتوق المجذوب لحياة اقل كبتا، وتوق العباسي، والناصر قريب الله، ومن بعدهم جماعة الغابة والصحراء، إلى حياة طبيعية، توق معافى، ونزوع صحيح، وطلب مشروع قصده إرجاع الحياة إلى طبيعيتها. وكما اشرت، فإن هرب العباسي، والناصر لم يكن إلى الجنوب، المفترضة فيه الإفريقية الصرفة، وإنما كانت إلى بادية شمال كردفان. وهي بادية عربية، ولكن مع ذلك فهي بادية لا تحجر على المرأة، ولا تحبسها في الهوادج، وفي الخيام، وفي الخدور. كما أنها بادية لا تحجب المرأة، ولا تعزلها، بل إن نساءها يشاركن في أنشطة الرعي، والإحتطاب، وفي الرقص مع الشبان في مناسبات الأفراح، بل وأكثر من ذلك، فهن يخالطن الرجال بصدور عارية!

    قال الناصر قريب الله:

    ورعى الله في الحمى بدويـاتٍ زحمـن الطريقَ مشياً وجرسـا
    هُنَّ في الحسـنِ للطبيـعةِ أشـباهٌ وإن فقنهـا شعـوراً وحسا
    ما ألفن الحيـاةَ في ضجـةِ المـدنِ ولا ذقن للفسـاتين لبسـا
    باديات النهـود، غير وشـاحٍ صـان نهداً، وخـان آخرَ مسَّـا
    مثل قـوس الغمـام،ِ يعترض الغيـمَ ولا يوسع السحائبَ طمسا
    كل مياسـةِ المعاطـفِ تدنـو بقـوامٍ يشـابه الغصـنَ ميْسـا
    توَّجـت رأسـها ضفـائرُ سـودٌ، تتلاقى لديه طـردا وعكسـا
    وكسـت لفظـها الإمـالة ليناً، لم يخـالط إلا الشـفاه اللُّعْسَـا
    أنتِ من كردفـانَ مهجـر روحٍ، لم تهـاجر إلا لتنـزل قدسـا
    اصطفت من جمالك الغض ليلي واصطفت من فؤادي الصب قيسا

    ولنقرأ مع الناصر، مرة أخرى، قوله:

    أنتِ من كردفـانَ مهجـر روحٍ، لم تهـاجر إلا لتنـزل قدسـا

    حين أعود سأورد نماذج من أشعار المحجوب والعباسي، وأتحدث عن حالة الوسواس، الحسي، الشهواني، التي قادت إليها حالة غياب المرأة، في حواضر الوسط. كما أرجو أن أعرج قريباعلى الترميز الصوفي للمرأة في اشعار الصوفية، وتجاوز الإجتهاد الصوفي لنصوص الشريعة فيما يتعلق بحرفية عزل النساء عن الرجال
                  

العنوان الكاتب Date
الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 03:38 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 04:04 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 04:14 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 04:20 PM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 04:24 PM
        Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 04:31 PM
          Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 04:33 PM
            Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 04:36 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Bashasha04-15-04, 04:47 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 08:13 PM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا محمد حسن العمدة04-15-04, 08:24 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Abdel Aati04-15-04, 08:35 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-16-04, 06:20 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Dr.Elnour Hamad04-16-04, 11:01 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-16-04, 09:24 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Muna Abdelhafeez04-17-04, 00:22 AM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-17-04, 05:29 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-16-04, 11:56 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا aymen04-17-04, 00:47 AM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-17-04, 05:39 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-17-04, 05:31 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Bashasha04-17-04, 03:37 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-17-04, 06:17 AM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Osman Hamid04-17-04, 09:45 AM
        Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-17-04, 08:07 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Bashasha04-17-04, 09:12 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Dr.Elnour Hamad04-18-04, 03:20 AM
      Re: شي عن العنف اللفظي Agab Alfaya04-21-04, 04:56 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Hashim.Elhassan04-18-04, 12:02 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Dr.Elnour Hamad04-18-04, 08:08 PM
    Re: صدقت اخي هشام الحسن Agab Alfaya04-20-04, 03:00 AM
      Re: صدقت اخي هشام الحسن هاشم الحسن04-24-04, 03:21 AM
  Re: كلمة انصاف في حق دكتور بولا Agab Alfaya04-19-04, 06:32 PM
    Re: كلمة انصاف أيضاً في حق دكتور عبد الله Muna Abdelhafeez04-19-04, 10:28 PM
      Re: كلمة انصاف أيضاً في حق دكتور عبد الله Agab Alfaya04-20-04, 03:04 AM
  صحبييييي عجب الفيا Maysoon Nigoumi04-19-04, 08:08 PM
    Re: صحبييييي عجب الفيا Agab Alfaya04-20-04, 06:16 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا TahaElham04-19-04, 08:55 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Dr.Elnour Hamad04-20-04, 01:57 AM
  Re: الاخ العزيز طه جعفر طبعا دا ما ممكن يحصل Agab Alfaya04-20-04, 02:04 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-20-04, 05:41 AM
    Re: وكيف تكون آلايدلوجيا يا اسامة؟ Agab Alfaya04-20-04, 07:37 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Elmosley04-20-04, 12:43 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-20-04, 07:41 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا AbuSarah04-20-04, 09:09 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Alia awadelkareem04-20-04, 11:03 PM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا haneena04-21-04, 01:30 AM
        Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-21-04, 06:00 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-21-04, 06:06 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-21-04, 05:47 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Bashasha04-21-04, 06:21 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Dr.Elnour Hamad04-21-04, 07:27 AM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Bakry Eljack04-21-04, 10:32 PM
        Re: الداعية الجديد ..والغيبوبة الثقافية Agab Alfaya04-22-04, 05:39 AM
  Re: تناقضات الخطابات الثلاثة بين النفي والاثبات ! Agab Alfaya04-21-04, 08:40 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-21-04, 09:56 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا yumna guta04-22-04, 04:24 AM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-22-04, 05:42 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-22-04, 06:06 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا هاشم الحسن04-22-04, 06:50 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Dr.Elnour Hamad04-22-04, 07:26 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا هاشم الحسن04-22-04, 07:40 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-22-04, 07:16 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا هاشم الحسن04-22-04, 08:21 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا AnwarKing05-25-04, 07:50 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا هاشم الحسن04-22-04, 07:28 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا حبيب نورة04-22-04, 07:32 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-22-04, 07:43 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-22-04, 08:02 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا hamid hajer04-30-04, 03:24 PM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا samia gasim05-06-04, 11:16 AM
        Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Frankly05-09-04, 06:50 PM
        Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا نصار05-09-04, 06:59 PM
  Re: توضيح لبعض اسباب اللبس Agab Alfaya04-22-04, 03:54 PM
    Re: توضيح لبعض اسباب اللبس حبيب نورة04-22-04, 04:01 PM
    Re: توضيح لبعض اسباب اللبس samia gasim05-06-04, 11:08 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-22-04, 04:14 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Shinteer04-22-04, 06:45 PM
      Re: اقرا مقدمة الكتاب يا اسامة الخواض Agab Alfaya04-23-04, 11:12 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Dr.Elnour Hamad04-23-04, 03:01 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-22-04, 04:26 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-22-04, 04:41 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-23-04, 09:12 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-23-04, 11:30 AM
  مداخلة بسيطة Maysoon Nigoumi04-23-04, 12:26 PM
    Re: عوافي عليك يا ميسون Agab Alfaya04-23-04, 05:57 PM
  Re: الآفروعربية لم تبدا مع الغابة والصحراء Agab Alfaya04-23-04, 01:25 PM
  Re: نداء الي عبد اللطيف الفكي Agab Alfaya04-23-04, 05:47 PM
  Re: تعليق علي سرد الدكتورالنور حمد Agab Alfaya04-24-04, 04:28 AM
    Re: تعليق علي سرد الدكتورالنور حمد Dr.Elnour Hamad04-24-04, 06:52 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Bashasha04-24-04, 06:55 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Dr.Elnour Hamad04-25-04, 00:37 AM
  Re: اسامة الخواض والمغالطة في البديهيات Agab Alfaya04-25-04, 05:14 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا خالد الأيوبي04-25-04, 08:18 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-25-04, 06:03 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا هاشم الحسن04-25-04, 08:23 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا هاشم الحسن04-25-04, 08:39 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا هاشم الحسن04-25-04, 08:51 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا هاشم الحسن04-25-04, 09:00 AM
  Re: اخي هاشم الحسن..احيك علي هذا المجهود Agab Alfaya04-25-04, 06:11 PM
    Re: حي عني شيخ العرب و أدعه لهذا البوست هاشم الحسن04-26-04, 04:45 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de