رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-13-2006, 11:23 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 (Re: هشام آدم)

    __________
    الرسالة السادسة عشر:


    وما زلت يا حبيبتي في دوائر الأحزان أمارس هواية النساء العواجيز ، أفلت بكرة خيط ملوّنة ثم أعود ألملمها مرة ثانية. أنسج كنزة من الصوف بحجم كف ثم أعود أحرر الصوف من العقد. وبين كل فتلة وأخرى نفس شهقة مرعبة لا تخرج إلا عندما تكتمل الدورة التنفسية! الأفق صار أقرب من جدار غرفتي الصغيرة ، هذا يعني أنني في نهاية العالم أو مبتداه. أنا لم أعد كسابق عهدي على أي حال. تتناوشني مناقير الذكريات تنهش جلدي وتترك اللحم ! لست أدري على وجه الدقة ماذا أريد.



    قبل أيام أوقفني شرطي بينما أنا أعبر الشارع إلى الجهة الأخرى عائداً من عملي بعد العاشرة مساءً . سألني عن هويتي ، فناولتها له في برودٍ روتيني ، وضع الهوية إلى جواره ثم قال لي اركب معنا. إنها سفينة نوح التي لا تحمل معها من كل جنسية إلا زوجاً واحداً. أردت أن أسأله عن السبب أردت أن أعترض ، ولكنني ركبت معهم بكل خشوع ، فلا طائل من الكلام ولم تكن لي رغبة في (المناكفة) فأشرطته اللامعة التي يعلّقة على كتفه كفيلة بأن تنهي الحوار لصالحه. نحن يا حبيبتي في هذه محض (أجانب) رغم أننا أفصح منهم لساناً !! وفي مخفر الشرطة جلست على كرسي خشبي طويل أزرق اللون. مخفر الشرطة عالم مجنون تماماً كعالم الخارجي ، غير أنه أشد دكنة أو زرقة. بعد ساعة مرّ عليّ أحدهم (شرطي فضولي) سألني بلهجته التي تشبه إلى حد بعيد صوت اصطكاك باب حديد قديم : وش عندك؟ فرفعت رأسي – في خشوع - : لا أدري !! حاول الشرطي أن يستشف من ملامحي علامات استخفاف غير أنّه لم يجد غير وجه بائس حزين ومتعب ، فانصرف.



    بعد ساعة أخرى ، جاء (كبيرهم الذي علّمهم السحر) دخل فوقف الجميع ، إلا (الأجانب) قال بصوتٍ آمر: أدخلهم الواحد تلو الآخر. ولأن (الأجانب) مصنّفون في هذه البلاد حسب أبجدية اللغة العربية فقد كنت أولهم. دخلت عليه لأجده شاباً لا يتجاوزني إلا بسنتين على الأكثر. رفع عينيه دون أن يرفع رأسه وسألني نفس السؤال بنفس النبرة الحديدية : وش عندك؟ فأجبته نفس الإجابة ، غير أنه أعاد السؤال ، فأخبرته أنني كنت في طريقي إلى البيت عائداً من عملي ، فالتقطتني سيارة الشرطة دون أن أعرف سبباً لذلك. عندها أمر بالشرطي وسأله عن مخالفتي فقال له : إقامته منتهية !!! تفحّص الضابط هويتي جيداً فلم يجدها كذلك .. فقال بكل سماجة: الله يهديك بس .. التجديد في الورقة من الخلف !! سلّمني الضابط هويتي وهو يقول بذات السماجة: اتوكل ع الله يا زول !!! هكذا بكل هذه البساطة؟ كانت الساعة تدق الواحدة صباحاً وأنا لم أنم ولم أرح جسدي منذ أن استيقظت صباحاً عند الساعة السابعة. عقدة الحكاية أنه كان عليّ أن أعود على قدمي حيث يندر مرور عربات الأجرة في ذلك المكان.



    أتعرفين ماذا يعني هذا يا حبيبتي؟ يعني أننا في هذه البلاد محض دمى لها ورق ثبوتيّة. وقتنا لا قيمة له عندهم، كرامتنا لا قيمة لها عندهم، نحن أنفسنا لا قيمة لنا عندهم. وجدتني عندها أتدحرج في دائرة حزنٍ أكبر. اكتشفت في نهاية الأمر أن الشرطي (أصلحه الله) كان يمسك بهويتي بالمقلوب فلم يتمكن من قراءة التاريخ الصحيح. لا بد أن اللوم يقع عليّ دون شك كان يجب أن أعطيه الهوية من الجهة الصحيحة.



    عدت إلى غرفتي ولا ألوي على شيء .. حتى أنني لم أشأ أن أتذكر تفاصيل ما حدث ، كل ما أردت أن أفعله هو أن أضبط ساعتي وأنام حاضناً صورتك التي أنزلتها من الجدار فوق سريري.



    في الصباح كان كل شيء يعيد ترتيب نفسه ، الألوان .. الروائح .. الوقت .. الطقس .. زجاج نافذتي الذي شاب بفعل الرطوبة .. كل شيء إلاّ أنا وأنت داخلي!! قلت في نفسي : طالما أننا لا نتغيّر فهذا يعني أن عنصر الإناسة داخلنا مازال يعمل ولم يتعطّل بعد. فحمدت الله سراً وخرجت.



    عن الخبر السار الذي وعدتك به ، فلقد ضاع الحلم كما يضيع الزبد في الماء يا حبيبتي .. وبلغة المحاكم (يظل الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء) ولا راد لقضاء الله !!! لا بأس فمازال عنصر الإناسة حياً يرزق داخلنا .. ولن يخبو الأمل حتى تفارق الروح هذا الجسد.



    تحياتي إلى أسرتك الكريمة وإلى الجميع .. وإليكِ قبلاتي الحارة والأشواق الطازجة.
                  

العنوان الكاتب Date
رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-13-06, 10:36 AM
  Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-13-06, 11:23 AM
    Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-13-06, 04:23 PM
      Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-14-06, 11:57 AM
        Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-14-06, 05:25 PM
          Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 Rasha Hatim05-14-06, 05:37 PM
            Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-15-06, 11:02 AM
              Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-15-06, 01:59 PM
                Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-15-06, 04:33 PM
                  Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-16-06, 12:02 PM
                    Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-16-06, 03:34 PM
                      Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-17-06, 02:16 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de