الرجل الذي هوى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 05:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-27-2006, 01:57 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الرجل الذي هوى


    الرجل الذي هوى


    دمعة ساخنة تنزل بتثاقل على خدٍ أنهكته التجاعيد ، وعينان ترمقانه بخوف وجزع من خلف خمار أسود. وبملامحه الواجمة ، ونظراته منزوعة الوِجهة ، وأنفه الذي برز من بين القضبان الحديدية الضيقة ، وقف (قرناص) في انتظار القاضي.


    في خريف عام 1985 كان لون الطين في فركة[1] هو اللون الافتراضي - الذي تركه الفيضان - على الأرض والوجوه ، ومن يومها لم تكفّ الفركاويات عن النواح وارتداء الملابس السوداء. عربات الترحيل الشعبية كسيارات الإسعاف ، بدأت تجوب الأرجاء ، تنقل الناس من فركة المنكوبة إلى عبري[2] حيث أقرب قرية يتوفر بها مركز صحي. ودخل (نقّاش) سائق الخط سيئ السمعة التاريخ من أوسع أبوابه. كان (قرناص عبد الجليل) الأمرد ، ذو الخمسة وعشرين خريفاً أحد الشباب الذي نزحوا إلى الخرطوم تاركين ورائهم بيوتاً سوّيت بالأرض ونساءً اتشحن بالسواد. أمه لم تقبل ولم ترفض رحيله ، ومن بين دموع الفراق والدموع الافتراضية جلس (قرناص) أعلى صندوق عربة الترحيل بعد أن لّف رأسه ووجه جيداً بعمّة مائلة للزرقة.


    قرناص الذي لم ير الخرطوم في حياته، وجد نفسه بعد سفر شاق في قلب العاصمة القومية . وفي موقف (السجّانة) كانت بداية مأساته مع الوجه الآخر للحياة. وقف بعد أن تمطّى جيداً حاملاً (بقجته) القماشية فوق رأسه ، وحقيبة حديدية صغيرة بيده اليمنى. (قرناص) الذي بالكاد ينطق بعض الكلمات العربية ، وجد صعوبة بالغة في التفاهم مع أحدهم وهو يسأله عن (الإستاد) وبيوت (الأشلاق) المجاورة له. ربما أمضى ثلاث ساعات قبل أن يعثر على منزل (علي جوده).


    مكث (قرناص) في بيت (علي جوده) الصول المتقاعد ، فأكرمه وأحسن مثواه إلى أن تمكن من إيجاد عمل له في مطبعة يديرها أحد أبناء منطقته. (قرناص) الذي لا يكاد يخلع عمّته المائلة للزرقة ، فعلها عندما أصرّت عليه (طماية) ابنة (علي جودة) لترى صلعته التي يخفيها عن الجميع ، بيد أنه لم تكن لديه صلعة ، بل شعراً كثاً ، كل ما في الأمر أنه لم يعتد خلع العمّة حتى أثناء نومه.


    في اليوم الأول لقرناص في المطبعة ، رأى آلة الطباعة العملاقة لأول مرة في حياته . رآها كيف تقوم بعملها بكبسة زر يقوم بها (بشرى) أحد العاملين في المطبعة. وقف (قرناص) غير بعيد وهو يراقب الماكينة وهي تبتلع الأوراق بنهم شديد ، ومن خلال فتحة مغطاة بزجاج مليء باستكرات دعائية رأى الورق وهو يلف في حركة سريعة ، ورأى كيف أن الماكينة تقذف بالورق فيسقط بشكل منتظم فوق بعضه ليشكل رزنامة ورقية عملاقة. تسائل عن سبب تلك الرائحة التي تملئ المكان ، وعرف فيما بعد أنها رائحة الحبر. قرناص الذي لم يكن يجيد شيئاً غير تسلّق النخيل وحمل شواويل البلح على ظهره ، أصبح مسئولاً عن جمع الرزنامات الورقية بعد أن تنتهي ماكينة الطباعة من عملها ، فيحملها ويذهب بها إلى عامل في ماكينة أخرى للرص. كان عليه قبل أن يسلّم الرزنامة للمصفّف أن يتأكد من عدم وجود أوراق ملطخة بالحبر أو مقطوعة أو مطوية.


    بعد مرور خمس سنوات قضاها قرناص في الخرطوم ، أصبح يجيد التحدث بالعربية الركيكة نوعاً ما ، ولم يدخر فيها قرشاً واحداً إذ كان من رواد بيت (كاترينا) بائعة الخمر البلدي (العرقي) ، يقضي فيها ليله سامراً مع السكارى ، محدثاً إياهم عن ليالي فركة التي لا تنسى ، وجمال جبل ميمي و كِدن أوروم وأراسير وفتنة نساء أوشن متّو[3]. يعزف على آلة الطنبور التي صنعها بنفسه ويأست أمه من عودته ، أصبحت لا تنتظر رسائله مع ما يحمله (نقّاش) إلى المنطقة من رسائل وأخبار شباب الخرطوم وأهلها. وعواجيز المنطقة بدأوا يرددون علاناً أغنيات كان قد عفا عليها الزمن.


    ذات يوم .. بينما كان قرناص يدخن سيجارته وراء ماكينة الطباعة ، إذ سمع جلبة في المكتب المجاور .. رمى سيجارته وطفاها بباطن حذاءه ، وهو يخرج مسرعاً .. ليجد مجموعة كبيرة من العساكر تحيط بالمنطقة وتطلب من الجميع إبراز هواياتهم. لم يكن قرناص يحمل هوية ، لم يكن يعرف أو يحتاج لهوية من قبل .. صفعه الجنود وضربوه بكعوب بنادقهم ، وهو يحاول منعهم من العبث بملابسه الداخلية.

    * ياخي ينعل دينكم زاتو .. دايرين شنو إنتو؟
    - أقعد تحت .. أقعد تحت .
    * أقعد تحت ليه؟
    - الكلام ده ما واقع ليك ولا شنو يا ملكي ؟


    وبالخارج تقف عربة ممتلئة بالشباب يحرسها جنود واجمون. إنهم من إدارة التجنيد. اقتاد العساكر (قرناص) إلى العربة .. ومنها إلى منطقة التجنيد. وفي غمضة عين وجد قرناص نفسه في معسكر الجنيد. لم يتمكن من السؤال ، ولم يعطه أحدهم فرصة أن يفعل. في المعسكر .. أمسك قاعد المعسكر سياتو (محجوب دفع الله) شعر قرناص وبدأ يهزه بعنف :

    - عامل لي قجّة .. هااااا ؟

    وأُجبر قرناص تحت ضرب العصي وكعوب البنادق على حلاقة شعره الذي كان يعتز به كثيراً. في الليل لم يستطع قرناص النوم ، ولم يحاول ذلك. نزلت منه دمعة ترثي إنسانيته التي سالت مرتين ، فمرةً عندما ترك قريته وأمه وبيته الذي جرفته السيول والفيضانات ، ومرةّ تحت أحذية العساكر ونظراتهم الدونية له ، وما سمعه من كلمات لم تزل تصم أذنيه حتى اللحظة.

    وما هي إلا عدة أسابيع ، حتى وجد قرناص نفسه في طائرة عسكرية متجهة إلى الجنوب. قرناص الذي لم يستمع إلى مذياع في حياته .. ولا يعرف اسم رئيس الجمهورية إلاّ من خلال نقاشات (علي جودة) وابنته (طماية) وجد نفسه فجأة في قلب المعركة. معركة لا ناقة له فيها ولا جمل. وتعجّب قرناص من نفسه كيف أنه ظل ساكتاً حتى وصل به الخوف إلى هذه المرحلة! ورغم أنه لم يعرف الخوف في حياته قط ، إذ كان الشاب الوحيد الذي يستطيع أن يقطع المسافة بين دشنة وكربين[4] ليلاً رغم ما يحاك عن تلك المنطقة من قصص تقول أنها مسكونة بالجن والعفاريت. هو الآن كطفلٍ يخاف من الظلمة !!


    لم يكن (قرناص) يعرف سبباً لتلك الحرب ، بل كان يحب الجنوبيين ، ربما كانت (كاترينا) هي السبب في ذلك ، فقد كانت تبتسم في وجهه دائماً .. وكانت تخصه بالنخب الأول من الخمر المدسوس تحت الأرض. أكثر ما كان يعجب قرناص أنها لم تكن تدقق معه في الثمن.


    وقف قرناص دون أن يعرف إلى أين يجب أن يتجه. حتى جاءته لكزه من الخلف .. فتقدم وهو يراقب المكان .. لا شيء غير الأحراش .. والعساكر. وفي المعركة بدأ الجميع إلاّ قرناص يهللون ويكبرون .. تقدمت كتيبته إلى الأمام ثم توقفت في نقطةٍ ما بعد أن انتصب على أرضه علم السودان. بدأ العساكر يتجمعون في حلقات ، ويرددون بعض الأناشيد الحماسية ، غير أنها كانت تزعج قرناص بشدة. انزوى قرناص من المجموعة. استتر بشجرة قصيرة ، جثا على ركبته وهمّ في نزع بنطاله ليتبوّل .. عندها سمع صوت أنين وخشخشة أوراق شجر من مكان قريب. نهض قرناص واقفاً وتتبع مصدر الصوت ، فوجد رجلين أحدهما جريح والآخر يحاول أن يساعده. كان الرجلان ذوي بشرة داكنة جداً .. فاقترب قرناص منهما فتوجسا منه خيفةً ، وتوسلا إليه ألا يطلق النار فعرف من لكنتهم أنهم أخوة جنوبيين. فوضع بندقيته جانباً ورفع يديه في إشارة للمسالمة واقترب منهما أكثر. كان الرجل الجريح ينزف وهو يمسك ساقه بيديه ، وقد ربطت ساقه بقطعة قماش قديمة. وعرف قرناص من الآخر أن صديقه قد تعرض للدغة أفعى سامة بعد أن أصيبت قدمه في المعركة ، فلم يستطع السير.


    نظر قرناص إلى الجرح جيداً .. وطلب منهما سكيناً أو آلة حادة ، فهو يعرف كيف يستخرج سم الأفاعي من خبرته في منطقته المليئة بالأفاعي والعقارب. ولمّا لم يجد معهما سكيناً عاد إلى حيث ترك بندقيته وبطرف (السونكي) بدأ يشج الجرح من أطرافه ، ويحاول استخراج السم بفمه. وفجأة سمع صوتاً آتياً من الخلف :

    - ثابت يا عسكري

    التلفت قرناص بفزع لمصدر الصوت فوجد النقيب (عثمان سر الختم) وهو يوجه بندقيته إليهم. جلس قرناص على مؤخرته ، بعينين متوسلتين:

    * يا جنابو .. الزول دا لدغو ثعبان
    - أرجع لي ورا يا عسكري .. ديل من التمرد ..
    * بس الزول دا ....
    - دي تعليمات يا عسكري .. أرجع ورا


    عندها وقف قرناص متثاقلاً وقد أثقلته هزيمة نفسه أمام إنسانيته. نظر إلى الأرض فوجدها كحسناء بعد اغتصابها .. وثياب ممزقة .. وتراءى له النقيب وهو ممسك ببندقيته وكأنه يغلق إحكام أزرة قميصه بعد اغتصابه الحسناء .. أحس قرناص بهوان ، وتذكر أنه لم يكن كذلك فيما مضى ، تذكر أنه رجل كأي رجل من حقه أن يدافع عن فكرته وعن إنسانيته. وعندما اعتدل قرناص واقفاً .. نظر إلى النقيب بعينين ثاقبتين ووجه بندقيته نحوه :

    * أنا مخالف للتعليمات يا جنابو .. الزول ده لازم يتعالج أول حاجة.

    رفع النقيب حاجبيه وهو يغمغم بكلمات غير مسموعة .. ثم خفض بندقيته. عندها شعر قرناص بأنه بدأ يعود إلى نفسه ، وأنه سوف لن يرضخ ثانية لذل أحد .. انحنى - بعد أن استدار - ليواصل مداواة العسكري الجريح لكنه سقط أرضاً عندما سمع صوت إطلاق نار ... لقد غافله عثمان سر الختم وأطلق النار على الجندي الآخر .. وما أن سقط قرناص أرضاً حتى أطلق عثمان النار على الجندي الثاني .. وسالت دمائهما على وجه حسناء قرناص .. دماً يشير إلى الهتك ويتشكل أصابع تشير إلى النقيب وهو يرسم ابتسامته الصفراء على وجهه. وما هي إلا دقائق وقد تجمع عشرات الجنود فور سماعهم أصوات الطلقات النارية. كان قرناص ما يزال مرمياً على الأرض وهو ينظر مشدوهاً إلى عثمان سر الختم ، متعجباً كيف يمكن لإنسان أن يقتل إنساناً وهو يبتسم !!


    رفع النقيب عثمان سر الختم شكواه لقيادة الأركان ضد الجندي قرناص متهماً إياه بمخالفة التعليمات .. وقُدم قرناص للمحاكمة العسكرية في الثاني من أيلول لعام 2002م. أصبحت الدنيا في عينيه أضيق من القضبان التي بالكاد يبرز منها أنفه. أمه التي جاءت من فركة تحمل دموعها وصلواتها وقلبها الكسير .. ظلّت واقفة وهي ترى قرناص زينة شباب فركة وقد غدا شخصاً آخر .. هزيلاً منكسراً .. لم تستطع أن تعانقه ، ولم تستطع أن تقبّله ، ولم تستطع أن تربت على يديه الممسكتين بالقضبان الحديدية. وطارت عصفورتان من صدرها عندما علا الصوت فجأة :

    - محكمة




    --------

    [1] فركة : قرية نوبية في أقصى شمال السودان
    [2] عبري : إحدى المحافظات الرئيسة بالمنطقة النوبية شمال السودان.
    [3] (كِدن أوروم) و (أراسير) و (أوشن متّو) : قرى صغيرة على امتداد النيل في أقصى شمال السودان
    [4] (دشنة) و (كربين) مناطق في أقصى شمال السودان
                  

06-27-2006, 02:33 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-03-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرجل الذي هوى (Re: هشام آدم)

    Quote: هوى

    بمعنى عشــقً، أو أحـبً؟ إذاً هو كذلك في إنسانيته.

    هل هـو قريب الأسـتاذ محمد الحسن قرناص الساكن "العزوزاب"؟

    قصة معبرة، وتبدو حقيقية.. يسلم يراعك.
    .
                  

06-28-2006, 11:50 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرجل الذي هوى (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    __________
    الأخ عدلان أحمد عبد العزيز

    تحية طيبة ..

    الواقع السيئ له إفرازات سيئة .. وانعدام الأمان
    وانهيار القيم والإحساس بالدونية هي بعض إفرازات
    هكذا واقع مؤلم .. مرّ ويمر به أهلنا في الشمال
    القصة من نسج الخيال .. ولمحاكاة الواقع كان لا بد
    أن تكون الأسماء مختارة بعناية ومن صميم الواقع
    الشمالي ، والنوبي تحديداً.

    أعجبتني قراءتك لعنوان القصة

    دمت وأشكرك على القراءة العميقة

                  

06-27-2006, 02:33 PM

Eng. Mohammed al sayed

تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 1181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرجل الذي هوى (Re: هشام آدم)

    الرجل الذي.. (خالف التعليمات) و(علم المختلفين).
                  

06-27-2006, 05:39 PM

غادة عبدالعزيز خالد
<aغادة عبدالعزيز خالد
تاريخ التسجيل: 10-26-2004
مجموع المشاركات: 4806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرجل الذي هوى (Re: Eng. Mohammed al sayed)

    الأخ الكريم
    هشام
    لك الشكر على هذة القصة الرائعة, فهكذا تكون الكتابات..و هذا هو ما اعجبنى فيها
    اعجبنى انها انعكاسة واضحة و مرآة لحقيقة الحياة.. تجبرنا على خوض تجارب, نحن فى غنا عنها..لم يكن لقرناص يد فى الفيضانات التى اودت بمنزلة, لم يكن يود الرحيل الى المدينة.. و عندما رحل, ظل لقريتة حنينا..لطينها و اهلها.. و ما نسى عشقة لة.. اجبرتة الحياة على العمل بصورة و تيرة, ينظر الى الآلة, و هى تعمل, تخرج الظرف تلو الآخر و ترصهم, رزمة كل حين.. و فى هذا تشبية لحياتة الرتيبة بحركة الآلة الدائمة المبرمجة..

    اعجبنى فى القصة ايضا توضيح حقيقة الانسان.. الشهامة الفطرية, و حب مساعدة الغير و عدم حب الأذية حتى بالنسبة للعدو.. فنجدة, و بصورة تلقائية, يفكر فى انقاذ الجندى الذى لدغتة الافعى.. لكن الحياة, و بطبيعة الحال, تحتوى الطيب و تتيح للشرير نفث السموم فى الوقت ذاتة.. رفض رئيس قرناص التفكير الفطرى, و رفض لة محاولة مساعدة العدو, الأنسان, فى كل الأحوال..

    اعجبنى ايضا ان القصة فيها صراعا ما بين الخير و الشر.. اصر قرناص على الخير و على مجاراة احساسة الفطرى بالأنسانية.. و اصر قائدة على الشر, و على تقديم قرناص للمحاكمة.. و اصدقك القول, كنت ساكون محبطة, لو رضى قائدة, فى تلك اللحظة عن تصرفة و غفر لة.. فالشر لا يمكن ان تتم معالجتة بهكذا سرعة.. و انما تتم بنهاية مفتوحة, مثل نهاية قصتك.. انتصر الشر حتى هنا بوقوف قرناص بالمحكمة.. و قد ينتصر الخير خلال المحاكمة.. تظهر المشاعر النسانية فى المرافعات.. و محاولة معالجة الاسئلة الآتية..

    لماذا اليوم نحن هنا؟ و ما هى تهمة قرناص المحددة؟ اهى الانسانية؟ ام الطيبة؟ ام رفضة انتزاع صفة البشرية عن اى انسان, مهما كان.. حتى ان كان العدو؟ و من هو العدو؟ و لمّ هو عدو؟ هو ليس عدو قرناص بأية حال, فلم يكن يود خوض الحربة, بل و كرة التجربة.. اتحاكمونة بمقايسيكم انتم؟ ام يجب ان يحاكمكم هو؟؟

    خالص التحايا يا اخ هشام
    و اتمنى ان هكذا نواصل

    خالص الود
    غادة
                  

06-28-2006, 06:09 AM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرجل الذي هوى (Re: غادة عبدالعزيز خالد)

    خالص التحايا هشام (ابو الشوش)..
    ما رأيك فى ان (الله لانهائى ؛ وهو ايضا شخصانى متواجد) ..

    التحايا النواضر
                  

07-02-2006, 10:56 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرجل الذي هوى (Re: معتز تروتسكى)

    _______
    صديقي اللدود معتز (تروتسكي)


    الله الذي هو اللانهاية واللابداية وخالق الزمكان ... هو الموجود منطقياً في اللحظة الآن وفي اللحظة الفائتة وفي اللحظة التي سوف تكون واللحظة التي لم تكن. وهو الموجود بكليته هنا وهناك في ذات الوقت .. تحت المتناهي وفوق المتعالي


    بس الكلام ده علاقتو شنو بالموضوع؟
                  

07-01-2006, 10:27 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرجل الذي هوى (Re: غادة عبدالعزيز خالد)

    ___________
    عارفة يا غادة

    بالجد أنا سعيد وفخور بمعرفتك ..
    إنسانة قراية جداً .. وعميقة إلى درجة الدهشة
    استمتعت بالتحليل النقدي بتاعك ، وقريتو اكتر
    من كذا مرة .. ولقيت إنو الفكرة بالنسبة ليكِ
    كانت واضحة جداً وما فيها أي التباس .. ..

    القصة ليها أكتر من محور:
    محور بيتكلم عن الحاجات اللاإرادية البتحصل
    لينا وما بيكون لينا فيها أي يد .. وكيف إنو الحاجات
    دي ممكن تكون حاجات مصيرية جداً .. وكيف
    إنو ممكن تحدد لينا فيما بعد نمط سلوكي أو حتى
    أخلاقي كمان.

    المحور التاني هو محور الصراع بين الضدين في
    كل شي: سواء الخير والشر .. الحرب والسلام
    الخوف والأمان .. العلم والجهل .. إلخ
    وفي محور مهم جداً على فكرة اللي هو بيتكلم
    عن دور السلطة في تشكيل أو تشويه الوعي لدى
    المواطنين .. وكيف إنو المواقف لما ما تتحسم في
    لحظتها ممكن يؤدي إلى نتائج سلبية جداً .. لازم
    نعرف إنو السكات داء وهو أو سوط نازل على ظهر
    الساكت .. لو ما وقف الزول بكل حزم وصرامة
    حيلقى نفسو اتعود على المهانة وعلى الذل .. وشوية
    شوية الناس ما حتقدر تفرّق بين الجبن وبين الخوف
    بين الصبر وبين الهوان .. بين طولة البال وبين قلة الحيلة


    أشكرك بشدة يا غادة ..
    وليك التحية والحب والاحترام
                  

07-01-2006, 00:11 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرجل الذي هوى (Re: Eng. Mohammed al sayed)

    ________
    Eng. Mohammed al sayed

    سيأتي ذلك اليوم الذي يخالف فيه الشعب السوداني التعليمات ويقول فيه لحكم البندقية (كما كنت) ، وعندها لن نجد نماذج مثل قرناص ولا حتى كاترينا بائعة العرقي الرخيص. وتتحقق نبوءة الفيتوري حتماً ..

    لك التحية يا عزيزي .. ودمت
                  

06-29-2006, 04:22 AM

عادل فقاد

تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرجل الذي هوى (Re: هشام آدم)

    ابوالدفاع تحياتي

    تعرف يا مان انا خليت جمال القصة جانبا

    وسرحت مع شخصيتك الخليجية المنشأ والتكوين

    فبيني وبين نفسي قلت رغم بعد هشام من البلد الا انه يكتب عنها

    وفيها ومالها وما عليها كما لو كان لم يغادرها شبراواحدا

    شكرا هشام على هذا الجمال
                  

07-01-2006, 11:24 AM

Muhib
<aMuhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرجل الذي هوى (Re: عادل فقاد)

    اشاهد كاس العالم في هذه اللحظه ,ولكن سوف اعود ..احب القصص التي تعالج امور حقيقية وانسانيه في آن واحد ..وتحيه لهشام
                  

07-01-2006, 11:21 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرجل الذي هوى (Re: هشام آدم)

    ياقريبي ..محور اساسي في محنة الشعب السوداني هو مؤسسة عسكرية اختلطت فيها-بعشوائية- مفاهيم الوطنية والقوة والسلطة والاوامر والاستعلاء وكثير من عنصرية وقبلية عسكرية وما عثمان سر الختم الا مثال لذلك ... هل قتل الجنديين الجرحيين انفاذا لاوامر ( والمجروح لا يقتل والاسير كذلك) ام ؟؟؟ واية اوامر تجيز ذلك ؟؟؟ تباهي مئات او الاف من افراد هذه المؤسسة بعد الاستقلال-فما قبل ذلك يضع ماء في الافواه- ببطولات مثل تلك التي لعثمان في قصتك وازدانت اكتافهم وصدورهم بنياشيين تمجد ذلك -قتل الجريح والاسير والابرياءمن بني وطنهم بحجة الاوامر والوطنية -وكانهم حاربو تترا اتت لغزو بلادنا؟؟؟ كثير منهم اتي بليل علي دبابة او مدرعةابتغاء سلطة ياخذونها عنوة وكثير منهم كذلك رفض ما اتي به الذين اتو بالليل فاختلط حابلهم بنابلهم وذهب منهم من كان يمكن ان يكون من خيار اهله وبلده لولا ان ارتبط بتلك المؤسسة التي تاكل اولادها الم تجد ما تاكله من شعبها؟؟؟ ستظل بلادنا وكثير من بلدان افريقيا مرهون ازدهارها بيوم تجعل فيه من تلك المؤسسات العسكرية رافدا لخدمة الوطن وليس لخدمة المؤسسة كما هو الحال في البلدان المتقدمة ....فجيعتنا في حكامنا هي انهم اما من المؤسسة او هاجسهم ما سياتي من المؤسسة بليل داكن الظلام ...
    حاشية : جزء من اسرتي الكبيرة يحمل الاسم "قرناص " وجزء مني من فركة
    ودمتم
    ابوبكر سيداحمد
    http://thenubian.net
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de