|
Re: أزمة المثقف السوداني (Re: هشام آدم)
|
الأستاذ وائل تاج السر
أولاً أشكرك على محاولات رفع البوست وأقدر لك هذه المبادرة الجيدة التي تعني أن الموضوع قد نال بعض اهتمامك.
في الحقيقة لا خلاف على أن هذا هو واقعنا الذي نعايشه. ولكنني أتكلم عن التغيير ولذا كان هذا المدخل المطوّل حتى لا يعتقد القارئ الكريم أن اقتراح التغيير، هو مجرد اقتراح من شخص مثالي حالم ولكنني عندما قلت :
Quote: وعلى المثقف السوداني أن يحاول تحليل هذه الإشكاليات بنوعٍ من الشفافية ليتمكن من ممارسة الوعي بشكل أكثر نضجاً وأكثر مواكبة للمتغيرات اليومية |
فإنني طرحت فكرة تمر عبر خطوات وهذه الخطوات جميعها متاحة ( للمثقف ) وهي غير مرتبطة بمحركات أو محفزات مستحيلة التوفر. فعلينا أولاً كي نتخلص من أزماتنا الثقافية والفكرية أن نبدأ بتحديد موقع العقدة وهذا التحديد يُساعدنا في عملية تحليل أصل الأزمة ومنشأها على اعتبار أنها الطريق الأمثل لكل حركة أو خطوة ثورية تسعى إلى التغيير. وعندما نتكلم عن تحليل واقع أو تحليل مشكلة فإننا هنا لا بدل أن نرجع بالضرورة إلى المادية التاريخية لهذه المشكلة. فكل مادة سبب، وكل سبب له ظرفه التاريخي الموضوعي الذي نشأ في ظله. وعندما أعرف ( كمثقف ) العقدة التاريخية لأي مشكلة ( لا سيما عندما تتعلق المشكلة بالثقافة أو بالعملية الفكرية عموماً ) أعتقد أنه سوف يسهل علي أن أنتقل إلى النقطة الثانية، لأن استخدام طريقة التحليل المنطقي – من وجهة نظري – هي أفضل الطرق التي تؤدي إلى كشف مكامن المشكلة. ومن ثم نحلل هذه المشكلة إلى عناصرها الأولية، ونحل هذه الإشكاليات ( إشكالية إشكالية ) وهذا التحليل بالضرورة يحتاج ( إضافة إلى الوعي بتاريخ المشكلة ) فإنه أيضاً يحتاج إلى التجرد والموضوعية ( شفافية ) حتى نتمكن أن نترجم أسباب المشكلة دون أن نتدخل بأحكام ذاتية قد تؤدي بنا إلى التفسير أو التعليل الخاطئ للمشكلة، وهذه بالتالي ستجعلنا نفترض حلول خاطئة.
إنني أؤمن تماماً بأن أي حركة ثورية ( تغيير ) لا تقوم عبثاً ، ولا تقوم بمحض الصدفة. إنما يكون نتيجة لسلسلة من النضالات التي يتم فيها استخدام جميع الوسائل المنطقية والموضوعية المتاحة. وقطعاً فإن الوسيلة أو الآلية تتحدد عندما تتحدد أسباب المشكلة.
أشكرك على المرور وأتمنى ألا تدوم هذه الأزمة طويلاً
|
|
|
|
|
|
|
|
|