حول الحزب الشيوعى، الخامس ,الديمقراطية والماركسية ... مدخل مقال ابوبكر الامين محمد في "الايام"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عصام جبر الله(esam gabralla)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2008, 12:41 PM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حول الحزب الشيوعى، الخامس ,الديمقراطية والماركسية ... مدخل مقال ابوبكر الامين محمد في "الايام"

    في البدء تحية لابوبكر الامين للقيا الاسفيرية و يبدو الكتوف اتلاحقت .

    المقال منقول من نقاش جيد حول محاور شبيهة او مقاربة على موقع سودان فوراول.

    ابوبكر احد الاصوات/الاقلام التى تطرح بوضوح تصوراتها لما يجب ان يكون عليه الحال داخل الحزب الشيوعى او ما لا يجب ان يكون عليه. رغم انى و بوضوح كامل اجد نفسي في موقع و موقف بعيدة جدا عما يطرحه بل ويمكننى القول اقف في الطرف النقيض له في الحوار/الصراع الدائر الا انى اقدر عاليا مبدئيته و وضوحه في افكاره ومواقفه التى تعبر عن التيار في تقديري السائد و المهيمن على الاقل في الحوارات العلنية الدائرة هنا و هناك.

    اقدم المقال كمدخل لحوار اتمنى ان يتجاوز عثرات حوارات سابقة.
    ساعود بكتابة عن بعض القضايا التى اثارها المقال او الحوار الدائر في سودان فوراول.
                  

04-04-2008, 12:44 PM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول الحزب الشيوعى، الخامس ,الديمقراطية والماركسية ... مدخل مقال ابوبكر الامين محمد في &quo (Re: esam gabralla)

    مقال ابوبكر الامين

    المصدر: http://www.sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=2343&...3d29b8b0dc1929d07b72


    Quote: أدناه مقالة نشرتها بالأيام، تلك الصحيفة المرهقة، وانوي اكمالها إن تيسر ذلك . فانظروا فيها أن كان بها نفع فالحمد له وإن لم فاتركوها مزقولة محرومة حتى من صارم النقد الجزيل.

    الأيام
    العدد رقم 9072
    الاثنين2008-03-31



    المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني
    (الوخري) .. حق الطير!

    هل سينجح المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني في حل القضايا العديدة التي تواجهه؟ فالقضايا ليست قليلة العدد ولكن أهمها القضايا التي تجاهلها عمداً التقرير المقدم للمؤتمر الخامس أو طرحها بصورة هامشية ويعني الفشل في مواجهة أمهات القضايا الخروج النهائي من حلبة الصراع السياسي والفكري ويعني الاندثار والتلاشي من بعد تاريخ طويل مجيد.
    هل سيأكل الطير هذا المؤتمر (الوخري) والقول مأخوذ عن (الشيخ إدريس) عندما توفى ابنه الأصغر (عركي) فبكاه وقال عنه (الوخري حق الطير) مثل الذرة تزرع متأخرة فيصبح (قنقرها) حقاً كاملاً لاسراب الطير رغم انف (المحاحاة) ولو أكل الطير (عيش) الشيوعيين فلن تكون لهم مؤونة في حقب الرأسمال المنفلت الجدباء هذا إذا لم يأكل الطير (رؤوسهم) وقضى الأمر الذي فيه تستفتيان!

    * قضية القيادة

    تراجعت قضية القيادة في الطرح وجرى تناولها بطريقة جزئية- وسطحية في كثير من الأحيان مع أن هذه القضية يجب أن توضع في قلب إهتمام مندوبي المؤتمر الخامس لأن قضية القيادة شديدة الترابط والتشابك بكل القضايا الأخرى بهذا القدر أو ذاك وفي جملة واحدة تقول عنها أنها قضية مركزية.
    الأدب المتوفر حول موضوع القيادة كثير ومنه الأفكار المدهشة شديدة الراهنية التي صاغها الشهيد عبد الخالق محجوب سواء في تقرير المؤتمر العام الرابع أو في قضايا ما بعد المؤتمر أو في سبيل تحسين العمل القيادي بعد عام من المؤتمر أو دورة يوليو 1968م إلى جانب التناول اللاحق لها فيما بعد يوليو 1971م في دورة يونيو 1975م ودورة ديسمبر 78 ودورة سبتمبر 84.
    ومن المؤكد أن الرجوع إلى الصياغات السابقة يساعد كثيراً في معرفة المسار التاريخي الذي طرحت فيه القضية وتاريخ تطور فكر الشيوعيين وهم يعالجون المسألة في إطار حزبهم، لكن الوضع الحالي وطبيعة المتغيرات داخل الحزب وفي الحركة السياسية وفي الواقع السوداني تدفع في اتجاه إعادة طرح القضية على مستوى أعلى مما سبق.

    * رؤية عبد الخالق

    طرح عبد الخالق على الحزب قضية القيادة بعد المؤتمر الرابع وهو يعرف حق المعرفة أن القيادة التي افرزها المؤتمر الرابع لم تكن على مستوى انجازات المؤتمر الفكرية المتقدمة، والحقيقة المعروفة هي أن المؤتمر الرابع لم ينتخب القيادة وانما أجاز الترشيحات المقدمة من اللجنة المركزية والتي أفرزت قيادة على شكل صفقة أو مساومة ولم تكن بأي حال من الأحوال خلاصة الاختيار الحر لمناديب المؤتمر. خرج المؤتمر الرابع بلجنة مركزية ضعيفة تمثلت فيها التيارات الانتهازية بوزن كبير بينما اصبح التيار الثوري الذي مثله عبد الخالق تيار أقلية داخل اللجنة المركزية لكن عبد الخلاق ظل يستدرج التيار اليميني كي يفصح عن نفسه وظل يطرح عليه قضايا الصراع ويدعوه إلى مواجهتها وتحويل النقاش حولها في الحزب إلى معركة لتصحيح أوضاع الحزب ليرتفع لمستوى ما قرره المؤتمر الرابع لكن التيار الانتهازي اليميني احجم عن ذلك ولاذ بالصمت العميق وهذه أيضاً طريقة في خوض الصراع! وكان عبد الخالق يعلم ان التيار اليميني غير عميق الجذور في الحزب لذا فهو يفضل حسم القضايا خارج الحزب وهذا ما حدث حينما عمد ذلك التيار إلى التكتيكات الانقلابية انظر قوله وهو يصوغ قانون نمو الحزب ويحدد التناقضات التي تحكمه في عام 1968 (إن البعد عن حل التناقض الجوهري الذي أشرنا إليه يمكن ان يؤدي إلى التلقائية وإلى محاولة حل مشاكل العمل القيادي خارج إطار الحزب وإلى اجهاض منجزات المؤتمر الرابع في هذه القضية الجوهرية لمستقبل العمل الثوري) وكأنه كان يقرأ الغيب فقد توجهت التيارات الانتهازية لحل مشاكل العمل الثوري عن طريق رهنها لحلفاء من البرجوازية الصغيرة العسكرية لانجاز (التحول الثوري)!.

    إذا عمد المؤتمر الخامس إلى تشكيل القيادة على طريقة المؤتمر الرابع فإن ذلك سيعد انتصاراً جديداً للاتجاه اليميني المسيطر في القيادة منذ سنوات ما بعد ردة 71.
    وفي الحقيقة فإن مفهوم القيادة نفسه يحتاج إلى معالجة وتوضيح ففي الغالب يجري تصويب النظر للهيئات العليا عند الحديث عن مسألة القيادة، لكن الحزب الشيوعي كان قد توصل منذ زمان إلى أن فرع الحزب هو القائد في مجاله للنشاط الذي يجري حوله وهو المسئول عنه، لهذا فإن قضية تأهيل فرع الحزب وهي قضية قيادية من الدرجة الأولى يجب ان ترتفع إلى الدرجة الأولى ثم تندرج بعدها عشرات المسائل المرتبطة مثل جماعية القيادية والمنهاج القيادي وانتخاب القيادة وقضية الكادر ومستوى معرفته ومعايير تقويمه وما يسمى بالقبضة القيادية.. الخ وفرع الحزب هو مناط القيادة وكل الهيئات الأخرى وحتى أعلى هيئة هي أشكال لخدمة فرع الحزب لانه الوجه الحزبي الذي يلامس الجماهير بصورة مباشرة والمقدرات التي ينطوي عليها فرع الحزب هي التي تحدد مستوى علاقته بالجماهير ومقدار نجاح عمل الحزب بينها وتحدد وتيرة وحجم البناء الحزبي. وعلى هذا الأساس فإن حق فرع الحزب في قيادة مجاله من أهم الحقوق الحزبية لكن هذا الحق جرى انتهاكه بصورة متواترة وبعبارة أخرى جرى انتهاك الديمقراطية في صفوف الحزب وفرضت وصاية كريهة على فرع الحزب باسم الاشراف او تحت اسماء مثل القبضة الحزبية أو تحت ستار ومبررات التأمين وحماية جسد الحزب. من الضروري واللازم الخروج من عهود الوصاية على فرع الحزب والتي تبلغ أعلى اشكالها عندما يتم تعيين قيادة الفرع نفسها من قبل الهيئات الأعلى ومن هذا الحجر جاءت كل المصائب ومنها ضعف الحزب وضعف صلاته بالجماهير وتقوقعه وعقم حياته الداخلية وابتعاد اعضائه وتوقف البناء الحزبي ومن ثم وجدت الأجهزة المعادية الجو الملائم للإختراق على كل المستويات.

    يحدد عبد الخالق محجوب الإطار الذي يتوجب ان تعالج مشاكل القيادة ضمنه وهو ميدان التناقض الجوهري فيما بين الحزب والقوى الاجتماعية حوله التي تتطلع اليه للقيادة وتجلي هذا التناقض على مستوى الحزب فيما بين طموح عضوية الحزب العالي ومستوى النشاط القيادي الفعلي من قيادة الفرع وحتى اللجنة المركزية.. ولا ريب ان الحزب خلال الاربعين عاماً الماضية فشل في حل هذا التناقض لصالح تطور الثورة السودانية ويمكن القول ان القوى الاجتماعية حول الحزب وبسبب عجزه عن إفراز القيادة المطلوبة قامت بخلق منظماتها الخاصة ووصل الحد بأقسام منها إلى رفع السلاح دفاعاً عن وجودها وعن القضايا الملتهبة بمعزل عن حزب الشيوعيين، وعلى هذا المستوى الجديد تنطرح قضية القيادة- على المؤتمر الخامس لأجل حل التناقض الداخلي لمصلحة المطامح العالية لعضوية الحزب حتى يتحول الحزب من جديد ليصبح قوة جذب جماهيري. لكن على المؤتمر الخامس أن يبدأ من الاقرار بالحقيقة وهي الفشل في هذه المهمة- هذا إذا كان المؤتمر يرغب في مواجهة المسألة على نحو جدي ويترتب على هذا الاقرار المحاسبة الضرورية للقيادات التي فشلت في حل تناقضات الحزب لصالح تطوره. وهذه مسألة مبدئية للحد البعيد.
    الولوج إلى تفاصيل هذا (الفشل) القيادي أمر يخص أعضاء الحزب الشيوعي وهو فشل متعدد الأوجه وملئ بالتفاصيل وممتد لفترة ما بين المؤتمرين. لكن دعنا نأخذ قضية واحدة من بين مصفوفة القضايا التي تقاعست عنها قيادة الحزب الشيوعي فيما يتعلق بموضوع القيادة كما تناولناها أعلاه مثل قضية الدراسة الباطنية للواقع السوداني للوصول إلى إطار نظري عميق لتطوير استراتيجية الحزب وتاكتيكاته. فأين مثل هذه الدراسة للتطورات التي جرت خلال الفترة فيما بين المؤتمرين؟ حتى يستطيع الشيوعيون تطوير برنامجهم واغناء استنتاجات كدحهم الفكري السابق. وفي الحقيقة فإن قيادة الحزب الشيوعي تدخل على المؤتمر الخامس وهي خالية الوفاض من مثل هذه الدراسة ومن أي (تفهم نظري) (كما يقول عبد الخالق) لقضايا الثورة السودانية.
    مثل هذه الدراسة ليست موضوعاً أكاديمياً محضاً، فهو أمر قد يتوفر عليه باحث واحد لكن الموضوع هنا متعلق بالتجربة الجماعية للحزب وجماع عقله العلمي المعتمد على النهج الجدلي وهو يقارب الواقع وتناقضاته واتجاهاته وبهذا فالموضوع متعلق بتجربة الحزب والدراسة متعلقة بالتلخيص النظري لمجموع التجارب المنفردة والملموسة لفروع الحزب ورؤيتها لواقعها وتركيب القوى المحيطة بها واتجاهاتها وهي تنشط حول مجال الفرع الحزبي ولأن ذلك غير موجود صار من المستحيل أن تقدم مثل هذه الدراسة لمؤتمر الحزب لانه من المستحيل ان تنوب مجموعة من الدارسين عن الحزب مهما ارتفع شأنها وتأهيلها وعلا كعبها في المعرفة وهي في عزلة عن الخبرة الجماعية هذه المتراكمة خلال سني النضال والعمل اليومي وعلى الرغم من ان الحزب الشيوعي يضم كوكبة من المختصين وذوي التأهيل النظري إلا أن قيادة الحزب لم تستثمر ذلك الرصيد ضمن عملية الدراسة الباطنية لانها لم تطرح الأمر أصلاً كواجب على فرع الحزب وتوظيف القدرات الموجودة للقيام بالتعميمات الضرورية. لكن قيادة الحزب ظلت مشغولة في (تأمين) (قبضتها) القيادية على الفروع حتى لا (تفرفر) بحثاً عن مبادرة خارج إرادة (المركز) وحينها تم وأد أساس الدراسة المرجوة وانهار الركن الذي تقوم عليه أي (قيادة) مهما كانت لتهدي الشيوعيين سواء السبيل.
    ونواصل
                  

04-04-2008, 01:22 PM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول الحزب الشيوعى، الخامس ,الديمقراطية والماركسية ... مدخل مقال ابوبكر الامين محمد في &quo (Re: esam gabralla)

    الاستاذ عصام
    تحياتي
    شكرا على نقل المقال

    Quote: ومن ثم وجدت الأجهزة المعادية الجو الملائم للإختراق على كل المستويات.

    ممكن نتنور بهذا الاختراق الذي تم على كل المستويات بدا من اعلى مستوى ونزولا لادنى مستوى؟
    السؤال محدد جدا!!
                  

04-23-2008, 05:51 PM

sultan
<asultan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني ... (الوخري) .. حق الطير! 2/2 (Re: خالد العبيد)

    الأيام 13-4-2008


    المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني
    (الوخري) .. حق الطير! 2/2


    ابوبكر الامين محمد

    هل سينجح المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني في حل القضايا العديدة التي تواجهه؟ فالقضايا ليست قليلة العدد ولكن أهمها القضايا التي تجاهلها عمداً التقرير المقدم للمؤتمر الخامس أو طرحها بصورة هامشية ويعني الفشل في مواجهة أمهات القضايا الخروج النهائي من حلبة الصراع السياسي والفكري ويعني الاندثار والتلاشي من بعد تاريخ طويل مجيد.

    هل سيأكل الطير هذا المؤتمر (الوخري) والقول مأخوذ عن (الشيخ إدريس) عندما توفى ابنه الأصغر (عركي) فبكاه وقال عنه (الوخري حق الطير) مثل الذرة تزرع متأخرة فيصبح (قنقرها) حقاً كاملاً لأسراب الطير رغم انف (المحاحاة) ولو أكل الطير (عيش) الشيوعيين فلن تكون لهم مؤونة في حقب الرأسمال المنفلت الجدباء هذا إذا لم يأكل الطير (رؤوسهم) وقضى الأمر الذي فيه تستفتيان!

    في 69-1970 قاد الشهيد عبد الخالق محجوب المعركة ضد الاتجاهات الانقسامية – الانقلابية وتوّج المؤتمر التداولي في أغسطس 70 تلك المعركة بنصر عظيم على إتجاه مخرب رغم استعانته في صراعه بأداة السلطة التي سخرته واستخدمته لتحويل الحزب عن موقفه ومسخه خادماً لها وهي تظن أنها تصنع " الثورة في السودان"

    وتجب ملاحظة أن انقلاب مايو69 والانقسام وقعا للحزب حين كان مشغولاً بمعركة داخلية طرحها عبد الخالق و جوهرها الارتفاع بقيادة الحزب لمستوى ما طرحه المؤتمر الرابع من أفكار ، وكان من المؤمل أن تؤدي هزيمة الاتجاه الانقسامي الانقلابي إلى اقتراب الحزب من حل معضلته الأولى التي دارت في الأساس مع ذات العناصر التي صعّدها المؤتمر الرابع على طريقة الموازنات والصفقات والترضيات ، لكن في الحقيقة هزيمة الاتجاه الانقسامي لم تؤدي تلقائياً إلى حل مشاكل العمل القيادي المطروحة في دورات اللجنة المركزية بعد عام من المؤتمر وفي اعتقادي أن الشهيد عبد الخالق كان واعياً بهذه القضية من حيث أن إبعاد العناصر الانقلابية- المايوية لم يشكل إلا خطوة واحدة وصغيرة في العملية التي كان يتوجب على الحزب القيام بها والتي انيطت بمؤتمر الحزب الخامس يقول عبد الخالق:

    (....... حتى نخلق جواً سليماً لمؤتمر حزبنا الخامس الذي سيكون من مهامهة المقدمة تكوين القيادة المعبرة فعلاً عن عضوية حزبنا وقد شملتها حركة التغيير وأفكار التغيير وارتفع مستوى إدراكها النظري ونضالها العملي المعبر عن حاجات العمل الثوري الملحة ...) [في سبيل تحسين العمل القيادي بعد عام من المؤتمر 1968 ]

    الرغبة المصاغة أعلاه صارت وبقرار من المؤتمر التداولي 70 ضمن أجندة المؤتمر الخامس، و التداولي هذا هو أهم مؤتمر عقده الحزب بعد المؤتمر الرابع، ويمكن أن نستنتج من هذا السياق أن عبد الخالق لم ير في الانتصار على جناح معاوية نهاية معركة أزمة القيادة في الحزب ولأن أعضاء الحزب الحاليين حين يذهبون إلى المؤتمر الخامس و يطالبون بوضع القضية في الصدارة لن يكون ذلك من باب الوفاء لعبد الخالق محجوب فحسب ولكن من باب تجاربهم العملية واصطدامهم في كل آونة وحين بهذه المسألة المفتاحية، ومن حقهم أن يحملوا همومهم التي شغلت أذهانهم طوال سنوات عديدة الى ساحة حلها الوحيدة المتبقية وبالتالي: فقضية القيادة (إلزامية) للمؤتمر من أي ناحية نظرت اليها و لا فكاك ولا تفادي ولا تأجيل ولا ترحيل عبر العقود.

    ربما يمكن كذلك أن نستنتج من سياق الطرح أعلاه ان عبد الخالق كان يضع النهج القيادي في المكان المقدم من المسألة حين يشير إلى أفكار التغيير وحركة التغيير والنضال العملي والإدراك النظري.

    وعند هذه النقطة ينبغي القول أن الرجوع إلى عبد الخالق يستهدف الوضوح والاستناد أفكاره الزكية الذكية تبدو ضرورية أكثر من أي وقت مضى ليس لأن أفكاره صحيحة بشكل مطلق لكن لأن القضايا التي أثارها لا تزال مطروحة على جدول الأعمال الحزبي بلا حل ولا تزال المقاربات التي قدمها صالحة لليوم وقابلة للتطوير وفوق هذا وذاك فعبد الخالق يعلّم طريقة المعالجة المنهاجية لمسائل الصراع الاجتماعي عموماً والحزبي خصوصاً في نسيجهما السوداني المتفرد وقد تذكرت قولاً لأبي العتاهية كأنه كان يعني به الشهيد:
    وكانت في حياتك لي عظاتٌ
    وأنت اليوم أوعظ منك حيّا
    وليسمح لي القراء و لاستكمال هذا السياق أن ارجع الى أفكار عند عبد الخالق بشأن العمل القيادي وبطريقة ملخصة فهو يفرق فيما بين سلطة الإقناع والحوار والسلطة التنظيمية لذا ترتبط عنده القيادة ارتباطاً وثيقاً بالعمل النظري فالقيادة الناجحة تقنع الحزب كي يقوم هو من جانبه بقيادة الجماهير أي إقناعها بما يقدم من رؤية وحلول لحاضر ومستقبل البلاد ففي المستوى الأول لا تحل القضية دون صراع فكري ضد المسلمات القانعة بإعمال الماركسية كمنهج لا شعارات براقة معتمدة على النقول من كتب وكراسات وتجارب الغير من البلدان والحركات الثورية الأخرى بل تتغذى من التحليل الباطني للطبقات في المجتمع السوداني لتصبح قادرة على الرد على تساؤلات الجماهير وتقديم الحلول لقضايا الوطن، هذا الصراع يؤهل الحزب كي يصوغ أهدافه ووسائله ويحدد الزاوية التي يعالج بها تحسين وضعه الذاتي كي يستطيع أن يخوض الصراع ضد الأعداء الطبقيين بالفعالية اللازمة.
    ويعرض عبد الخالق لأهمية نقل العمل النظري لمستوى فرع الحزب وجعله جزءً من النشاط الثوري اليومي مما يعطي الثبات الفكري ويحل التناقضات في الحزب ويمتن وحدته ويعطيه الثبات وفي هذا السياق يعالج وضع المثقفين في الحزب وأهمية مواجهة التيارات الفكرية الباحثة عن بديل للماركسية وبديل للحزب كما يعالج وضع الشروط اللازمة لتطوير كادر الحزب المثقف ووضع المتفرغين وتدريبهم ووضع نظام لترقيهم في الفروع الى جانب وضع نظام داخلي لعمل هيئات الحزب المركزية القائدة. حيث لم يعد من الممكن قبول المفهوم البرجوازي للعمل السياسي القيادي البعيد عن مشاكل العمل اليومي الذي يترك القواعد الحزبية تواصل العمل اليومي دون مساعدة حقيقية من القيادة العليا التي لا تسهم في تطوير العمل اليومي ومواجهة مشاكله النظرية والعملية ثم تنزل لتركب الموجة وتتزعم موضوع ونتاج العمل اليومي.

    معالجة ضعف العمل القيادي لا تتم في عزلة عن العمل الجماهيري بأن ينكفئ الحزب على ذاته وأن يدخل في عملية بحث في النفس كما يعمل الكاثوليك وبهذا يصبح نهباً للتفكير الذاتي والتقديرات الذاتية التي تؤدي في النهاية إلى تمزيق وحدته وإضعاف فعاليته بين الجماهير، ما يراد بالضبط هو أن نخلق قادة ثوريين في حلقة ثابتة تواصل قيادة العمل الثوري في مستوى عالٍ – هذه حاجة تاريخية.

    هذا الموجز لأفكار عبد الخالق الذي أرجو أن لا يكون مخلاً يعطي لمحة عن ما عناه بتكوين (القيادة المعبرة فعلاً عن عضوية حزبنا وقد شملتها حركة التغيير وأفكار التغيير وارتفع مستوى إدراكها النظري ونضالها العملي المعبر عن حاجات العمل الثوري الملحة )

    في نوفمبر 1981 سمحت لي ظروف الاعتقال التحدث لأول مرة مع قيادي بارز من اللجنة المركزية وسكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ذلكم هو الأستاذ التجاني الطيب بابكر وهناك على سطح عمارة جهاز الأمن طرحت عليه ما كان يشغل ذهني حينها عن الأسباب التي جعلت وزن العناصر المنقسمة في 1970 كبيراً في هيئات الحزب القيادية ولماذا غلبت عليها العناصر التي صعدت للقيادة من مواقع العمل الجماهيري ؟ وقد أرجع الأستاذ التجاني الأمر إلى التحول في الأوضاع الطبقية لتلك المجموعة وتطلعاتها والفرص التي أمامها ويقع هذا التفسير ضمن الفهم العام للصراع في الحزب باعتباره جزءً من الصراع في المجتمع وبالتالي كان الأولى التمسك الأشد بأهمية التكوين الطبقي لشاغلي مواقع الهيئات القيادية في الحزب الشيوعي [وهو موضوع كنت قد عرضت له بإيجاز على صفحات (الأضواء) قبل وقت قليل من احتضارها المأساوي] وفي الاعتقاد بالإضافة لما قاله التجاني الطيب من أسباب جوهرية عميقة التعرض لأسباب ذاتية كانت متوافرة أيضاً .

    مختصر القول في هذا الأمر هو تجمع مشاعر لدى العديد من أفراد هذه المجموعة المنقسمة مبغضة لعبد الخالق محجوب ناظرة إليه كعقبة كأداء أمام تصوراتها الفطيرة للتغيير والتقدم. كما أن آخرين منهم قد تم تضليلهم وبنشاط قاصد أن عبد الخالق شخصياً ليس سوى دكتاتور حزبي تجب إزالته، هذه حقائق تاريخية وضرورة الإيجاز هنا تحتم حصر القول في الجوانب الذاتية ، ولو سعت تلك المجموعة بكل مشاعرها تلك للصراع ضد عبد الخالق ضمن طرق الصراع الصحيحة في الحزب لما كانت هناك مشكلة قط وكان يمكن لهم الانتصار عليه من ناحية الاحتمال والإمكانية لانهم تيار وعبد الخالق يمثل تياراً آخراً ، وهنا يغدو صراع المناهج مشروعاً وصحياً وصحيحاً ، لكنهم سكتوا عن الصراع ولزموا الصمت وركنوا للتآمر وظنوا خاطئين أن عبد الخالق وتياره أقلية هشة يمكن اقتلاعها بالتآمر ونشر الأجواء غير الصحية والبلبلة . وما لم يتوقعوا حدوثه قد حدث و وجدوا أنفسهم في مواجهة حزب قضى ربع قرن من الزمان هو عمره كله آنذاك يصارع التيارات الانتهازية من كل شاكلة ولون، ولم يفعل عبد الخالق شيئاً سوى أن نزل بوجهة نظره للقواعد فجاء المؤتمر التداولي ليقر الاتجاه الثوري ويهزم الانقسام.

    ثم ألم يكن الذين تولوا كبر الانقسام يائسين من حل مشاكل الحزب في داخله وهو قنوط من أن يتمكن الحزب من الارتفاع لمستوى متطلبات التغيير وعدم رغبة من جانبهم في خوض هذه المعركة الجليلة ، لكن لم يكن هذا موقف سيكولوجي محض تكون خارج الصراع في الحزب وفي السياسة السودانية.

    في اعتقادي أن هذا الموقف تكون خلال فترة طويلة تحت تأثير اتجاه آخر داخل الحزب لكنه (خفي) اتجاه عظيم السطوة في الجمود يلقي بثقله على مفاصل العمل الحزبي وهذا الاتجاه الجامد كان قد تسنى لعبد الخالق وصفه بدقة عام 1963 والبلاد تتهيأ لاستقبال ثورة أكتوبر وقبل سبع سنوات من انقسام 70. قال عبد الخالق:

    (الحياة الداخلية في بعض منظمات الحزب لا تسير على أسس سليمة وخاصة في موضوع المركزية الديمقراطية إذ ان بعض الرفاق يدوسون على هذا المبدأ الذي لن يستقيم الحزب الشيوعي بدون تطبيقه انهم يضعون السلطة التنظيمية محل الصراع الفكري والإقناع انهم لا يحترمون رأي الأقلية، انهم لا يناقشون سياسة الحزب بقدر ما يصدرون الأوامر العسكرية هذا الاتجاه خطير جداً وهو صادر عن عقلية فوضوية، عقلية مغامرة لا علاقة لها بالعقل الماركسي والأضرار الجمه تلحق بالحزب نتيجة لهذا الجو الخانق.)

    وفي عام 1968 عاد عبد الخالق لوصف هذا الاتجاه مرة أخرى[ في سبيل تحسين العمل القيادي] فقال:

    (فاصبح عدد من كادر الحزب لا يستطيع انجاز أعماله بطريق الإقناع بل عن طريق استعمال السلطة التنظيمية، أصبح عدد من هذا الكادر لا يحظى باحترام الرفاق ولا يجد وسيلة للاستمرار هكذا إلا باستعمال أساليب أبعد ما تكون عن العمل الشيوعي) وذات الوثيقة يقول (أن التفكير الحلقي كثيراً ما يقف ضد اشتراك أعضائنا بمبادرة وحماس في عمل الحزب الشيوعي ونتاج التفكير الحلقي هو الوصاية – القلة التي تتوهم أنها يمكن أن تعمل نيابة عن الأكثرية، قلة وصية على كل نشاط ثوري ، هذه مجموعة تتولى عمل الشباب وتلك عمل النقابات وأخرى العمل النسوي الخ ويبقى فرع الحزب متفرجاً وأداة لتنفيذ التعليمات فقط هذا الأسلوب يهدم الديمقراطية التي بدونها لن نتوقع أن تصل أفكار المؤتمر مؤثرة وفعالة بين أعضاء الحزب الشيوعي)

    والزعم قائم لدي بأن انقسامي 70 لم يكونوا يفرقون بين تيار عبد الخالق والتيار الجامد القديم المشار إليه ، هذا من جانب ومن الجانب الآخر فإن التيار الجامد لم يكن يرغب في بقاء المجموعة التي قدمت من وسط النشاط الجماهيري ذو الطابع الديمقراطي أدواتاً واساليباً. ويمتاز التيار الوصائي الجامد بأنه يعرف قدر نفسه ويعرف ميزان القوى في الحزب جيداً لذا تلفع باللغة الماركسية واندس من بعد 70 وتماهى مع تيار الأغلبية بقيادة عبد الخالق وخرج بعد يوليو 71 ليرث قيادة الحزب ويلغي اللوائح ويصادر الديمقراطية المركزية ويفرض قبضة مركزية صارمة ويجعل من الوصاية منهجاً شاملاً في الفكر والممارسة الحزبية وطمح أخيراً بعد أن أنجز واجباته التاريخية بحل الحزب وتحويله الى حزب ليبرالي ونبذ الماركسية لصالح كلمات مبهمات مثل "الموروثات المتجذرة"

    ومن الواضح أن الحزب الشيوعي الذي خاض الصراع ضد انقلابيي السياسة لم تتح له الفرصة لخوض الصراع ضد انقلابيي التنظيم وأقول أنه دون استكمال معركة الحزب التي خاضها ضد انقسام 70 وانتهت بطردهم بمعركة أخرى ضد اتجاهات الوصاية فإن حزب الشيوعيين السودانيين لن يستقيم له أمر مطلقاً.

    وأزيد الأمر توضيحاً لمن يلقي السمع وهو شهيد - فمثلما ينوب الانقلابي السياسي عن الجماهير ويتسلم السلطة باسمها فإن الانقلابي التنظيمي ينوب عن أعضاء الحزب (الأكثرية) ويقوم بالقيادة بالنيابة عنها - انهم الوجه الآخر من العملة لانقسامي 70 غير أنهم نجو بجلودهم من بين ثنايا دماء "حركة" 19 يوليو 71 " الانقلابية".

    http://www.alayaam.info/index.php?type=3&id=2147511166

    = = = = =
    السودان لكل السودانيين
    المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان
                  

04-23-2008, 05:58 PM

sultan
<asultan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ابوبكر الامين وكلام الطير!///ابوذر النيّل (Re: sultan)

    الأيام 23-4-2008

    ابوبكر الامين .. وكلام الطير!

    ابوذر النيّل

    في تحليله النقدي لمقالات د. عبد الله علي إبراهيم الراتبة بالصحف اليومية مؤخرا، أبدى د. حيدر إبراهيم تحسره على غياب الهدف والذي لم يكن د. عبد الله ليضله أبدا في سابق عهده وكتاباته، كما انتقد د. حيدر ظاهرة الحومان الحر بلا شرط أو ربط، وساق ملاحظاته للسعادة التي تنتشي كاتبنا الكبير (د. عبد الله) كلما صادف الحزب الشيوعي في تطوافه الطليق ذاك.

    تذكرت كل ذلك فجأة وانأ أطالع مقدمة مقال ابوبكر الامين عن المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي بجريدة الأيام، وعجبت، فما من شيء بلا سبب، ولكن وخلافا للدكتور عبد الله الذي يقنع بالصدفة وحدها ويسعد، فابوبكر الامين ورهطه ليسوا ممن يرضى بلقاء الفجاءة ذي (البرهة القليلة) وكيف لهم وهم قد نذروا الباقية من أعمارهم لأداء وظيفة القيمومة والوصاية على الحزب الشيوعي وأعضائه.

    فمنذ زمن وبعزيمة لا تحيد عن الهدف، يقف ابوبكر وفصيله (زنهار) على أبواب الحزب ودروبه رصدا متحفزا لخطوه، وإحصاء دقيقا لأنفاسه، كل ذلك والنصوص مشرعة مستلة مرة من أحشاء الوثائق الحزبية ومختطفة أخرى من فم الشهيد عبد الخالق، كالتمائم لتجلب الموثوقية، ولهم فيها فوق ذلك مآرب أخرى، فالنصوص يتم توظيفها كدليل على ضلال الحزب وحياده عن الجادة ومن ثم إدانته قيادة وقاعدة بلا فرق أو تمييز فها هو ابوبكر يكتب (يحدد عبد الخالق الإطار الذي يتوجب ان تعالج مشاكل القيادة ضمنه.. الخ) ليخلص الوصي إلى الإدانة والعقوبة:

    (لكن على المؤتمر الخامس ان يبدأ من الإقرار بالحقيقة وهي الفشل في هذه المهمة هذا ان كان المؤتمر يرغب في مواجهة المسألة على نحو جدي ويترتب على هذا الإقرار المحاسبة الضرورية للقيادات التي فشلت في حل تناقضات الحزب لصالح تطوره، وهذه مسألة مبدئية للحد البعيد!!)

    حاضر يا ابوبكر الامين .. سيجلد المؤتمرون القيادة بالسياط بل سيضربونها بالبنادق حتى وسيقضى الأمر الذي فيه تستفتيان أو كما قال !! وان كان من وجه للعجب فهو ان الفرقة التي يدعوها ابوبكر لإنزال أقسى العقاب بالقيادة هي نفسها ليست بمنجاة، فابوبكر ورهطه لن يصدقوا أبدا بوجود فرقة ناجية وسط الشيوعيين فالنجاة في عرفهم لا تعني غير (الوهدبة) او الفرار.

    فات على ابوبكر ومن والاه وهم في السعي اللاهث خلف النص، ان النصوص لن (توقف الجبارة) فعبد الخالق لم يكن بالعين أو الملتبس عليه، ووثائق الحزب ليست حمالة للأوجه (لا بد دائما من اجتثاث جذور الانتهازية وكشف أفكارها بل ظلال أفكارها.. الخ).

    (الوخري حق الطير) عنوان المقال، ولسان حال ابوبكر يقول:

    لا ازود الطير عن شجر
    قد بلوت المر من ثمره

    ابوبكر وبلا شك يعرف ان لا احد ينتظر أو يرجوه ان يفعل: بالنبال لا (المحاحاة) سيحرس الشيوعيون عيشهم من كل بد.

    في المقدمة لا المقال نفسه يكمن السر والطلسم والشاهد على عمق الأزمة التي يكابدها الكاتب نافذ الصبر، فدفعة واحدة وفي المقدمة نفسها ألقى ابوبكر الامين بكامل شحنة نفسه المكروبة من الغضب فلم يتبق فيها موقع للتجرد او الموضوعية اللازمين لرؤيا الحق والحقائق، ان كان ثمة حق أو حقائق في المقال.. المقدمة بالفعل كانت هي العنوان الذي يكفيك.

    ما من عجب طال ابوبكر، فالحزب الشيوعي قد قام بنشر مشروع التقرير السياسي المقدم للمؤتمر الخامس على الملأ كافة، وفي النشر دلالة كافية على اقتراب موعد الانعقاد، المؤتمر الخامس كان هو الهدف الرمزي الذي انتقاه ابوبكر الامين وفصيله ببالغ العناية وغاية الجدية كمدخل للهجوم على الحزب الشيوعي وقيادته، والاتهام الذي ظل ابوبكر ورهطه يمضغونه علكة هو ان قيادة الحزب تخشى المساءلة ولهذا فهي لن تقوم على عقده أبدا، والزمان وان كان قد طال فعلا فها هو الحين قد حان.

    كان النشر يعني مواجهة حقيقة صعبة الإقرار والقبول وفوق ذلك فكذبة المنبر بلقاء.

    إزاء هذا المأزق ماذا يتبقى لابوبكر غير الخرافة والسحر والأحلام؟ ان لم أجد حلما لاحلمه سأطلق طلقتي وأموت مثل ذبابة زرقاء في هذا الظلام.

    يكتب ابوبكر: (ولو أكل الطير عيش الشيوعيين فلن تكون لهم مؤونة في حقب الرأسمال المنفلت الجدباء هذا إذا لم يأكل الطير رؤوسهم وقضى الأمر الذي فيه تستفتيان).

    عن تحضير السحر الذي يأكل فيه طير ابوبكر الامين رؤوس الشيوعيين يكتب د. مصطفى حجازي (فحفلة السحر هي دائما ذات طابع استعراضي تستند إلى الخوارق، وهذه القوة ضرورية لتعويض الضعف والمهانة، وقلة الحيلة عند طالب السحر إذ من خلال طلب السحر يتماهى بالقوة الاستثنائية ويتخذها حليفة له، ما يعطيه الوهم بالسيطرة الخرافية على مصيره).

    لنغادر مقام السحر والخرافة والدروشة هذا في صحبة الدرويش محمود:

    من سيحتاج القيامة
    ليرى قاتله التوأم مجهول الهوية؟
    من سيحتاج البقية
    من سيحتاج البقية

    http://www.alayaam.info/index.php?type=3&id=2147511309

    = = = = = = = = =
    السودان لكل السودانيين
    المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان
                  

05-22-2008, 07:40 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول الحزب الشيوعى، الخامس ,الديمقراطية والماركسية ... مدخل مقال ابوبكر الامين محمد في &quo (Re: esam gabralla)

    فوق
    حتى يقع في عين اوعيون :
    محمد حسبو
    عدلان عبدالعزيز
    عبدالعزيز حسن علي
    حيدر قاسم
    طلعت الطيب
    من الله عبدالوهاب
    ابوبكر صالح
    المهندس صالح
    معتز شم
    طارق ابوعبيدة
    حسن الجزولي
    منعم الجزولي
    و
    اخرين
                  

05-22-2008, 09:26 AM

محمد مكى محمد
<aمحمد مكى محمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 4082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول الحزب الشيوعى، الخامس ,الديمقراطية والماركسية ... مدخل مقال ابوبكر الامين محمد في &quo (Re: esam gabralla)

    *قياده الحزب
    مأزق القياده,فى جميع المستويات التنظيميه من فرع الحزب حتى سلم لاتكمن فى الطبيعه الشخصيه لتكوينها ,بل فى الطبيعه الطبقيه للتكوين..وبما أن غالبيه من يختارون لقياده العمل التنظيمى والسياسى للحزب ,من البرجوازيه الصغيره,والتى بفطرتها تتأرجح بين الطبقات ,وأساسها الفكرى إنتهازى ,فمصالحها المشتركه مع الطبقات المسحوقه تملى عليها مناصرتهاولكن مع الحفاظ على الفوارق الاجتماعيه والثقافيه.أما تطلعات البرجوازيه الصغيره الى طبقات المجتمع العليا يجعل منها تستميت فى الدفاع عن وجودها,إذ تمثل تطلعاتها الى مستقبلها..وعليه أرى المشكله فى التكوين النوعى.

    *علاقه فرع الحزب بالجماهير
    مأزق آخر يكمن فى التكلات الداخليه,(الشلليه) وهى تضعف علاقة الحزب بالجماهير,وغالبا ما يكون الشيوعيون وحده واحده,وتجدهم دائما(مع بعض)ويشكلون نوعا من الgettoالفكرى والثقافى وينظرون من عليائهم الثقافي بازدراء الى من هم دونهم ثقافيا..وغالبا ما تسمع (ياخ الناس ديل متفلسفين جدا)بفهم رجل الشارع البسيط .أو (ناس فلانه ديل تغيانات)بفهم المرأه السودانيه البسيطه.

    ونواصل فى مواطن الحل بعد سماع الآراء المختلفه
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de