حركات التحرر في دارفور والنزاع التأريخى من أجل النفوذ القبلى؟..(مقال يحتاج الي نقاش)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 01:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمدين محمد اسحاق(محمدين محمد اسحق)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2005, 04:20 PM

محمدين محمد اسحق
<aمحمدين محمد اسحق
تاريخ التسجيل: 04-12-2005
مجموع المشاركات: 9813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حركات التحرر في دارفور والنزاع التأريخى من أجل النفوذ القبلى؟..(مقال يحتاج الي نقاش)

    Quote: ملف دارفور: حركات التحرر في دارفور والنزاع التأريخى من أجل النفوذ القبلى؟ هل من رؤية إيجابيه تجاه قضايا القبائل العربية؟
    بريمة محمد أدم/ واشنطن
    [email protected]
    بسم الله الرحمن الرحيم

    دعنى أولاً أحدد ماهى قضيتى التى أنا خلفها في أى بقعة في أرض الهامش، وليس دارفور وحدها. ما أن ظهر التمرد في أراضى الهامش مباشرةً تصبح القبائل العربية مستهدفة دون النظر إلي حقيقة مواقف أبناءها في تلك المواقع. هل لهذا التحليل سند تأريخى: جنوب كردفان والأنقسنا ليس ببعيد. أما في التأريخ الأفريقى نجد زنجبار التى قتل فيها العرب وشردوا تشريداً مروعاً، وأقليم أوغادين الصومالى المحتل من قبل أثيوبيا مثال أخر، سقط فيه أكثر من ثلاثة ألاف من شعب الصومال، وفي تأريخ العالم الأسلامى الأندلس مثال حى، قتل فيها أربعة مليون ونصف المليون مسلم عندما سقطت الدولة الأسلامية. إذن هناك وتيرة تأريخية، وهذا مايسميه دعاة التحرربالتحرر من السلطة وما ينتسب إليها من شعب، وهل هذه الحالة تنطبق علي ثوار دارفور؟ هل نظل أبناء القبائل العربية مكممى الأفواه خوفاً أم قلة حيلة؟ بأعتبار إننا شعب مهمش من جانب، إذن علينا بالوقوف مع الحركات التحررية! وفي الجانب الأخر، نجد أن الحركات التحررية تقوم بأستئصال القبائل العربية، إذن إلينا الوقوف مع الحكومة في هذه الحالة!، ومع تجاذب الطرفين يجد أبناء القبائل العربية أنفسهم يقررون الأنزواء ضمنياً (إنهزام أبيض، علي قرار إنقلاب أبيض، دون أى مقاومة) وتصبح الحقيقة المرة أنهم تركوا القبائل في العراء تماماً دون غطاء تحت رحمة الحركات التحررية التى تحاول إثبات وجودها بأثارة الفتنة من خلال قتلهم وتشريدهم، وقطع مراحيلهم حتى تزيد الحال تعقيداً وفي الجانب الأخر أيضاً تركوا القبائل في العراء أمام فلسفة الحكومة التى تجعل منهم دروع بشرية لحماية مصالحها وإستمرارية وجودها. إذن هل يمكن لأبناء القبائل العربية في أرض الهامش تحديد رؤية واضحة؟ أم يظلوا يداهنون الطرفين، ليظلوا هم الخاسر الوحيد حالاً ومستقبلاً؟ دعنا نقرأ التأريخ لأستناج مجاهيل المستقبل وما ستؤول إليه الحالة الدارفورية بالنسبة للقبائل العربية.

    دارفور، أصبحت اليوم مستودع للأجرام: قطاع الطرق، جماعات النهب المسلح، الجنجويد، الباشمرقه والتورابورا، والأنكى من ذلك دارفور مسرح لتصفية الحسابات القبلية والسياسية، بين الحكومة وخصومها من المؤتمر الشعبى والمعارضة الشمالية وتصفية حسابات قبلية حتى بين قبائل دارفور الأفريقية - الأفريقية، والأفريقية - العربية. ومنذ عام 1957م وحتى اليوم خاضت دارفور حوالى 15 حروباً قبلية منها 4 حروب بين قبائل أفريقية-أفريقية، 3 حروب بين قبائل عربية-عربية أما البقية، 8 حروب فهى بين قبائل أفريقية-عربية (راجع كتاب السودان وحروب الموارد، ثم أضف الحروب في الفترة ما بعد 1990) . ذلك التحليل يؤكد أن دارفور أكثر بؤرة قبلية مشتعلة في السودان علي مدار تأريخها الحديث. ما هى الأسباب التى قادت إلي هذا الوحل القبلى؟ هل تأريخ دارفور ما قبل الأستقلال أحسن حالاً من الأن؟ أم هو أمتداد طبيعى لهذه الفوضة القبلية القاتلة؟ ولماذا وتيرة الحروب الأفريقة – العربية أكثر من غيرها، هل هذا يعنى أن التمرد في دارفور جاء نتيجة مخاض لتلك الحالة المزرية في القبلية؟ وهل الحركات التحررية ما هى إلا واجهات للقبائل المتحكمة في تأريخ دافور وتحاول إعادة نفوذها؟ وما هو أثر دخول الزغاوة والرزيقات في الحروب القبلية ومألاته علي مستقبل دارفور؟


    ونبدأ بنبذة تأريخية قبل أن ندلف إلي غور تحليل المشكل الماثل. دخل الأسلام إلي القارة السمراء سلمياً تماماً وليس في ذلك خلاف، ذاك يعنى أن القبائل الوافدة مع الأسلام، ومنها القبائل العربية، قد أندمجت في النسيج الدافورى سلمياً، ومع إندياح حركة المد الأسلامى الأفريقى بدأت السلطنات الوثنية في الأنهيار وتأسست السلطنات الأسلامية علي أنقاطها. ومع تحول السلاطين، الذين كانوا يسومون أهلهم سوء العذاب، إلي الأسلام، إلا أنه لم تقل حدة الأنتهاكات الصارخة لحقوق الأنسان، حيث جعل السلاطين من الأسلام عصى في وجه البسطاء لقهرهم.

    دارفور لم تكن بمعزل عن ذلك التحول التأريخى الأسلامى التحررى في حياة الشعوب الأفريقية الوثنية بسلبياته وإيجابياته. سلاطين سلطنات دارفور، الذين كسوا الكعبة، لم يكنوا أحسن حالاً من الحجاج أبن يوسف في بلاد الرافدين، الذى سلط عصى الطاعة في وجه شعبه، ففي تأريخ السودان الحديث هناك الكثير من التندر عن جبروت وعسف السلاطين (راجع الشيخ محمد عمر التونسى). ومع إشتداد الجبروت السلطانوى، لجأ أهل دارفور إلي الله يرجون الخلاص، مما هدى بالسلاطين بتأسيس المنارات الأسلامية ودور العبادة لتجعلهم محببين إلي الشعب الذى أدار قلبه تلقاء ربه ووجه وجهه ميمماً شطر المسجد الحرام كوسيلة من وسائل الخلاص مستلهماً القيم التحررية الأسلامية كوسيلة لمجابهة القهر النفسى والأزلال السطانوى. وأستمرت تلك المواجهة الخفية بين الشعب والسلطان حتى سقوط السلطنات، وبالتالى نخلص إلي أن دارفور لم تخض حرب دينية سواء بين الشعب والسلاطين أو بين القبائل الأفريقية والعربية الوافدة.

    إذن كيف نشأت الحروب القبلية؟ لم تكن الشعوب الدارفورية سواسية في السلطة والجاه علي أمتداد تأريخها، فقد حظى الفور والمساليت بنصيب الأسد في السلطنات، مما يعنى انهما أستحوذا علي نصيب الأسد أيضاً في قهر وإزلال الشعوب الدافورية الأخرى. ومن مظاهر ذلك القهر، طرد القبائل والشعوب المستضعفة إلي الأماكن القاحلة في الشمال أو المناطق الوعرة في الجنوب وأستحوازهم علي المناطق الخصبة في جبل مرة في حالة الفور ومناطق غرب دارفور في حالة المساليت، مما يلقى بظلاله علي القسمة الضيزى للموارد بعامل الهيمنة والقوة وموازناتها التى كانت سائدة بصورة تشبه تماماً ما حدث في إتفاقية مياه النيل بين مصر وبريطاينا نيابة عن شعب السودان، الحى الميت في ذلك الزمان، مما يجعل جلياً تسخيرالهيمنة السلطانية بأسم الدين كأستراتيجية للقبائل المتنفذة في سدة السلطة للاستيلاء علي الأرض والموارد ووسيلة من وسائل التمكين على حساب المجموعات المستضعفة. وهنا ظهر المشكل الأول هو الأرض والموارد كسبب من أسباب الصراع في دارفور بسبب تحكم قبائل الفور والمساليت في الموارد الحيوية.

    لم يكن الفور والمساليت أيضاً سواء. الفور، الذين يوجدون في نطاق دارفور، هم القوة القاهرة التى تسيطر علي مفاصل الحياة العامة، واسم دارفور دليل قوى علي تلك الهيمنة الفوراوية. أما شعب المساليت والذين يوجدون في نطاق واسع في أواسط غرب أفريقيا، يعتبرون من الشعوب القوية المسالمة، فقد أستحوذت قبائل المساليت علي ديارها في غرب دارفور وبستطت سلطتها وإدارتها بحكمة سياسيةً. وأرجو أن لا يفهم القارئ خطأ، فإن الفور كشعب، أيضاً يعتبرشعب مسالم ومتمرس في سياسة القبائل والمجموعات السكانية الدارفوريه، ولكن السلطة الأستبدادية الأستعبادية هى التى جلبت (البلاوى) لشعب الفور. صدام حسين الذى جلب العهن والمهن للشعب العراقى التكريتى، بتركيزة للثروة والسلطة في أيدهم، مثال صارخ علي المفارقة الفوراوية.

    بسقوط السلطنة في عام 1922م قد فقد الفور والمساليت السلطة الأدارية والسياسية التى تجعلهم يتحكمون في الموارد، ولكن لطول فترة حكم السلطنات فقد أصبحت الهيمنة علي الموارد (ما يسمى بالديار القبلية أو الحواكير) واقع متوارث، فقد ورّث الفور والمساليت لأجيالهم حقوق ملكية الأراضى الخصبة والمناطق الحيوية في الأقليم، والأهم من ذلك قاموا بتطوير أنفسهم تعليمياً، كما في حالة الشمال الجغرافي الذى والى الأستعمار وعلم أبناءه ليستلموا السلطة من بعده وقد كان مما قاد إلي الوضع المأساوى اليوم في السودان عامة. إذن الحالة الدارفورية هى كالحالة السودانية عامة، في قسمة السلطة، والموارد، والثروة والتنمية بين قبائل دارفور وسكانها، فالقبائل المتنفذه أستولت علي كل شئ وتركت إغلبية شعب دارفور دون شئ يذكر.

    وبسقوط السلطنة وزوال الجبروت السلطانوى، فقد تهيأ الجو إلي ظهور المجموعات المستضعفة، وعلي رأسهم الزغاوة، القوة البشرية الغالبة سكانياً والتى تتغلغل في كل أوصال النسيج الأجتماعى الدارفورى، فهم رعاة وهم مستقرون في البوادى والحضر وهم أيضاً الطبقة المتمرسة في سلك طرق وفيافى صحارى ليبيا وشق الدروب المؤدية إلي تشاد، التى يعتبرون أمتداداً قبلياً لسكانها. يتطلع الزغاوة إلي مزيد من التوسع في المجال التجارى، فإحتواء المعابر الحيوية للسودان كميناء بورتسودان، خط التجارى بين ليبيا والسودان، وخط التجارة بين السودان وتشاد، وخط مليط، أسواق ليبيا في الخرطوم، الأبيض، النيل الأبيض (كوستى وربك) ومحاولات إعادة رسم المدن الرئيسية في دارفور كحرق سوق نيالا لأعادة تخطيطه، ومحاولة نقل الصراع إلي جنوب دارفور والتى تعتبر محاولة لأمتلاك خط تجارة دارفور وأفريقيا الوسطى، كلها تؤكد الحصار الذى فرضه الزغاوة لإمتلاك مصادر الثروة الأستثمارية التى تعتبر أهم من الثروة الأقطاعية في الأراضى التى يمتلكها الفور والمساليت. لم يقف الزغاوة عند التطلعات التجارية والأستثمارية، بل إقتتال الزغاوة مع الفور في كبكابية، والزغاوة مع الرزيقات في الشمال، والزغاوة مع قبائل بنى حسين العربية، والزغاوة ضد قبائل القمر، والزغاوة ضد برقد، كلها تؤكد صراع الزغاوة من أجل أمتلاك الأرض. يبقى القول، إن تطلعات الزغاوة مثالاً صارخاً للتحرر الفكرى من ربقة الأستبداد السلطانوى والذى يرمى بلائمته علي سلاطين الفور والمساليت.

    لم يكن أمتلاك الأرض أو الموارد الأستثمارية والتجارية هى العوامل الوحيدة التى حددت إتجاهات الصراع، فإن حلقات الجفاف التى ضربت دارفور، أدخلت القبائل العربية، التى دفعت بها السلطنات إلي الأراضى الهامشية سابقاً، أن تبحث عن أسباب بقاءها في الزحف نحو الأماكن ذات المراعى الخصبة التى يتحكم فيها الفور والمساليت. فأقتتال حوالى 27 قبيلة عربية ضد الفور يؤكد محاولة فك هيمنة الفور والمساليت علي الأرض والتى أصبحت موروثاً تقليديا في أيديهم، كما أصبحت مياه النيل السودانية موروثاً تقليدياً في يد الحكومة المصرية. إذن، نخلص إلي أن الصراع في داخل دارفور هو صراع من أجل السلطة، الثروة والأرض. ومع تحكم القبائل الأفريقية المتنفذة في مفاصل الحركات التحررية يعنى تبديد أى أمل في أعادة موازنة الأرض وقسمة الموارد والسلطة بصورة عادلة، أى يصبح الحكم الذاتى في الأقليم في المستقبل هو أستبدال سيد مستبد (المركز) بسيد مستبد (القبائل المتنفذة) بمواصفات جديدة. ذلك يعنى ديمومة الصراع القبلى الدموى أو الخضوع للموروث التأريخى الذى ينافي الحكمة في حقوق المواطنة العادلة وقسمة الموارد والسلطة.

    إذن ما يعاب علي أقليم دافور هو النظام القبلى الأقطاعى، فقد أورث السلاطين قبائل المنطقة حدود جغرافية (حواكير) صارمة لا تراعى ما يطرأ من ظروف في إزدياد الكثافة السكانية أو التغيرات البيئية والأيكولوجية والسياسية في المنطقة. فقد أفرز ذلك الخطأ التأريخى في معالجة المشكل القبلى من قبل السلاطين إلي إرجاء القنبلة القبلية الموقوته. وقد يفسر المرء نتائج الصراع بعدة وجوه، فمن ناحية الزغاوة فقد نجحوا في إمتلاك الموارد الأستثمارية والتجارية، مما جعل من الفور والمساليت قوة إنتاجية تقليدية ترتبط بالأرض بينما هم يرتبطون بالشؤون الأستثمارية التى تعتبر ذات عوائد مادية عالية نتيجة لعامل التجارة الخارجية. ودخول الزغاوة في صراع الأرض يعنى محاولة لضرب مقومات الفور والمساليت المتوارثة وتحطيم ما بقى لهم من مراكز قوة إقطاعية مما يعنى سحب البساط من تحت أقدامهم، ويقع التأثير الأكبر علي الفور الذين يتطلعون إلي إعادة المجد السلطانى والهيمنة علي قبائل المنطقة ومواردها (خروج إبراهيم دريج وحركة بولاد)، بينما أقل تأثيراً علي المساليت الذين هجروا إلي مناطق السودان الأوسط وأستقروا في مناطق سنار، سنجه، مايرنو ومناطق الدماذين والقرى التى تقع شمالها، وأستيطانهم المكثف في جنوب كردفان وإندماجهم في الحياة السياسية فيها (القائد عبالغزيز الحلو من قبيلة المساليت، يحسب نوباوى، لقيادتة لأبناء النوبة في الحركة).

    قانون الأراضى لعام 1972م الذى تم بموجبه مصادرة كل الأراضى من مالكيها، لم ينجح في فك إحتكار الأرض في دارفور، بل زاد الأمر تعقيداً بالنسبة للقبائل الرعوية. فقد كان المقصود به سلب أراضى السافنا الغنية وتحويلها إلي مشارع تجارية لصالح العون الغزائى العربى أو تسخير تلك الأراضى لفتح مشاريع للجلابة (وأقصد بالجلابة أبناء البحر)، فقد أفتتحت مشاريع العون الغزائى العربى في مناطقة الدمازين والرنك ومشاريع الزراعة الآلية في جنوب كردفان وجنوب دافور التى يتحكم فيها تجار من خارج أبناء المنطقة. ذلك القانون قد ضرب الأراضى الرعوية في مقتل، فقد حصر الرعاة في بيئات جافة وشحيحة المراعى والمياه، مما جعلهم عرضة لأبتزاز أصحاب المشاريع الزراعية وزاد من حدة ووتيرة الصراعات القبلية في حزام السافنا.

    ومع تهميش المركز لحدة الصراع القبلى من أجل السلطة والأرض في دارفور، وإزدياد حدة الجفاف الذى أدى إلي نزوح حتى المستقرين من السكان، وقوانين الأراضى المجحفة وفشل مصلحة الأراضى والتخطيط التنموى في أيجاد صيغة مقبولة، توتر الحدود السودانية التشادية، وفشل الفور والمساليت، الزعامات التأريخية، في سيطرتهما علي النسيج القبلى، إدى كل ذلك إلي التدهور الأمنى، فظهر النهب المسلح نتيجة لتمزق النسيج الأجتماعى وكعنصر هدم أعاق أى أمل منظور في تهيئة مناخ تنموى للأقليم. فأصبح الأقليم منذ أوائل عام 1983 محط عصابات إجرامية تستبيح حرمة الأرواح والممتلكات.

    وبدخول الأنقاذ إلى دائرة القصر الجمهورى وتفريخها لعناصر الجنجويد ونمو عصابات مضادة مثل الباشمرقة والتورابورا، أصبح الأمن الأجتماعى في الأقليم في مهب الريح. وتفكك النسيج الأجتماعى والذى وصفه الأمام الصادق المهدى (بتسييس القبائل) لحسم الصراع بين المركز والأقليم.

    وقد ترآى للطليعة المثقفة لأبناء الأقليم منظوراً للخروج من الوحل القبلى أو الأحرى حسم الصراع القبلى بحمل المعركة إلي المركزالذى يغض في (شخير) عميق تجاه قضايا دارفور التنموية الملحة التى أفضت إلي تلك الفوضة القبلية المأساوية. وبمجرد أتجاه الأنظار تجاه المركز ظهر إلي السطح السباق المهموم من إجل إعادة هيمنة القبلية علي غرار هيمنة الدينكا في الجنوب والذين أحكموا سلطتهم علي 60 قبيلة جنوبية، ولكن صراع الأقليم تجاه المركز سوف يأتى بتائج لم تكن متوقعة، أولها صعود الزغاوة كقوة سياسية تتحكم في 80% في مكاتب ومكتسبات النضال، وذلك ما سيرفضة الفور والمساليت لاحقاً، وما عزل د. خليل أبراهيم (الزغاوى) إلا مقدمة للصراع القبلى داخل الحركات المسلحة.

    ومع تزايد العنف السياسى الدموى بين الحركات المتمردة والحكومة زاد الأستقطاب بالنسبة للقبائل العربية والأفريقية لجانب الحكومة أو الحركات المتمردة، مما يعنى مزيداً من الشقاق القبلى، وأيضاً، تدشيناً للقبائل العربية، التى تقاتل من أجل الموارد تأريخياً، إلي تبنى الخطاب الحكومى الأيدولوجى المجافي للتوجه العالمى. ذلك الأتجاه يعنى شيئين أولهما نجاح الحكومة في تبنى القبائل العربية مما يعنى رهن مصير القبائل العربية بمصيرها، وذلك يسهل علي الحكومة بألقاء اللائمة علي القبائل العربية في حالة أشتداد المعركة الدبلوماسية مع الأمم المتحدة. الثانى هو نجاح الحركات المسلحة في الوصول إلي هدفها بأقصاء القبائل العربية من أى دور سياسى مستقبلى للأقليم، علي غرار ما حصل في جنوب كردفان، فقد نجحت الكتلة الأفريقية في تحييد دور القبائل العربية في المنطقة في محادثات السلام وبالتالى خروجها بكل حصة الأقليم لصالحها. ذلك يؤدى إلي الخلاصة الحتمية بأن المصالحة بين الأقليم والمركز بعد محاكمة مجرمى الحرب في الأقليم لن تعنى إلا بداية الصراع القبلى الأفريقى–الأفريقى والعربى–الأفريقى بموازنات جديدة وفرضيات أخرى لم تكن واضحة المعالم حتى الأن.

    خطاب الحركات المسلحة الأقصائى التشددى، يشبه إلي حد بعيد الحملة الأنتخابية التى شنها الرئيس بوش ضد منافسه جون كيرى، حيث رماه بكل ما هو سلبى، لدرجة أساء إلي نائب منافسه، جون أدوارد، قائلاً أن تسريحته الجميلة وشعرة المصفف لا يقدم غرض في خدمة المصلحة العامة. هذا الخطاب الأعلامى الهجومى علي كل ما هو عربى (جنجويدى بالطبع) لدرجة رمى النساء العربيات اللائى أوقعهن حظهن الأعسر في أيدى المتمردين، بأنهم عاهرات وساقطات علي غرار (ضربى بكى وسبقنى أشتكى) هو ضمن الهجوم الذى يرمى إلي طرد القبائل العربية (وظهور إلفاظ العرب بالجرب) كمقدمة لصراع أوسع. لم يقابل ذلك الخطاب بخطاب موازى من أبناء القبائل العربية في المنطقة، الذين يقفون علي مفترق طرق، علماً أن الصفوف في الأقليم تمايزت تماماً من ناحية القبائل الأفريقية الذين حددوا موقفهم إما معنا أو ضدنا وليس هناك نصف قلب مع دارفور والنصف الأخر مع الأحزاب أو العرب أو الجلابة أو الحكومة كما قال منعم سليمان في حواره مع د. مهدى محمد خير في منبر سودانيز أون لاين العام.
    نختتم بطرح السؤال الذى بدأنا به في مقدمة المقال، هل يرى القارئ الكريم أى رؤية أيجابية في طرح الحركات المتمردة تجاه القبائل العربية؟ وما هى السجلات الأجرامية التى يحصون فيها أنفاس قيادات القبائل العربية وتجريمهم كمقدمة لمحاكمتهم إلا محاولة صريحة لضرب أخر ما بقى من علائق إجتماعية قبلية ومحاولة لصوملة الوضع في الأقليم كمقدمة للتدخل الأجنبى الذى حتماً يسلمهم كراسى السلطة ليعيد التأريخ دورته في صراع السلطة والموارد في الاقليم ولكن حتماً بصورة جديدة.

    نواصل

    بريمة محمد أدم، من أبناء الحوازمة بجنوب كردفان
    مقيم بواشنطن دى سى، الولايات المتحدة الأمريكية.
    12 أبريل2005
                  

العنوان الكاتب Date
حركات التحرر في دارفور والنزاع التأريخى من أجل النفوذ القبلى؟..(مقال يحتاج الي نقاش) محمدين محمد اسحق04-18-05, 04:20 PM
  Re: حركات التحرر في دارفور والنزاع التأريخى من أجل النفوذ القبلى؟..(مقال يحتاج الي نقاش) Shao Dorsheed04-18-05, 04:47 PM
    Re: حركات التحرر في دارفور والنزاع التأريخى من أجل النفوذ القبلى؟..(مقال يحتاج الي نقاش) Mohamed Suleiman04-18-05, 05:41 PM
  Re: حركات التحرر في دارفور والنزاع التأريخى من أجل النفوذ القبلى؟..(مقال يحتاج الي نقاش) محمدين محمد اسحق04-18-05, 05:53 PM
    Re: حركات التحرر في دارفور والنزاع التأريخى من أجل النفوذ القبلى؟..(مقال يحتاج الي نقاش) محمدين محمد اسحق04-18-05, 06:18 PM
      Re: حركات التحرر في دارفور والنزاع التأريخى من أجل النفوذ القبلى؟..(مقال يحتاج الي نقاش) محمدين محمد اسحق04-19-05, 03:01 AM
  Re: حركات التحرر في دارفور والنزاع التأريخى من أجل النفوذ القبلى؟..(مقال يحتاج الي نقاش) د. بشار صقر04-19-05, 08:12 AM
    Re: حركات التحرر في دارفور والنزاع التأريخى من أجل النفوذ القبلى؟..(مقال يحتاج الي نقاش) محمدين محمد اسحق04-19-05, 10:46 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de