|
وجاءت القوات الدولية .. وتحت البند السابع !.
|
تعاملت الحكومة الإنقلابية فى الخرطوم , مع المجتمع الدولى , فى مسألة مجئ قوات الأمم المتحدة لحماية مواطنى دارفور , تماما مثل تعاملها مع مواطنيها المساكين . الإستخفاف والإزدراء وإطلاق العبارات الجهادية المفخمة والطنانة التى لا تقدم ولا تؤخر شبرا واحد فى الموازين الدولية .
يحاول المجتمع الدولى منذ شهور , إشراك الحكومة السودانية فعليا فى إصدار القرار الدولى , اللا محالة صادر , تحت البند السادس , ونيل قبولها للقرار حتى تساهم مع المجتمع الدولى فى جعل مهمة الأمم المتحدة سهلة فى السودان . والحكومة الإنقلابية ترفض بإصرار وعناد غريبين .
جاءت المندوبة الأمريكية فريرز الى الخرطوم لهذا الغرض بالأمس القريب , وجعلها البشير تنتظر مدة 48 ساعة , قبل أن يقابلها , وحتى يُظهر لدبابيه مدى أزدرائه وإستهانته بها وبأمريكا .
ليلة الأمس القريب أيضا , غاب مندوب السودان فى الأمم المتحدة عن جلسة مجلس الأمن الخاصة بمناقشة مشروع القرار الخاص بإرسال قوات الأمم المتحدة الى دارفور , فأصبح مثل الميت الذى يغيب عن جنازته .
فصدر القرار الدولى 1706 من مجلس الأمن وتحت البند السابع الذى يجيز إستعمال القوة لتنفيذ مهامه , وسكتت شهرزاد عن الكلام الذى لم يعد يفيد أو يجدى شيئا . وأصبح السودان وشعبه أمام أحد أمرين , لا ثالث لهما :
أن يكون سيناريو دخول قوات الأمم المتحدة الى السودان تماما مثل دخولها لحماية المسلمين فى كوسوفو , وقبض وإحضار المتهمين بجرائم ضد الإنسانية الى محكمة العدل الدولية , وعندها , على الطغمة الإنقلابية التى زرعت الفساد والدمار فى كل ركن من أركان الوطن , وقتلت وشردت مواطنيها وحرقت مدنهم وقراهم , هى التى جلبت هذه القوات الدولية , ولا أحد غيرها , حتى تحمى "مواطنها" منها , وفى هذا الحال , عليها أن تواجه مصيرها , وتذهب الى غير رجعة .. غير مأسوف عليها .
أو أن يكون سيناريو القوات الدولية , مثل سيناريو العراق , إحتلال للسودان وفرض الوصاية عليه , وسيطرة على موارده , وعندها ستصبح دارفور والسودان من بعدها , ساحة كبيرة من القتل والدمار والتشريد , ويقع الشعب السودانى , المطحون أصلا , بين مطرقة القوات الدولية , وسندان طغمة الإنقاذ الإنقلابية , وما يأتيها ويدعمها من حركات جهادية عالمية .
|
|
|
|
|
|