|
هل تسعى أمريكا الى تمزيق السودان ؟؟
|
فى بعض الأحيان , تكاد ذروة الغضب والإستياء والظلامات القبيحة المتكررة أن تعمى البعض من التفريق بين معارضتهم للنظام المتسلط الحاكم .. وبين معارضتهم للوطن نفسه . فبعد أن قاسى الشعب السودانى الأمرين من المجازر والتطهير العرقى والسجون والتعذيب والتشريد على أيدى حكام الإنقاذ , من الواضح الآن أن تفتيت وتقسيم السودان سيكون أيضا من ضمن قائمة الأثمان الباهظة التى على الوطن وعلى الشعب دفعها جراء حكم مجموعة الهوس والتطرف الدينى للسودان .
وأمريكا , التى يحكمها غبى ومهووس دينى هى الأخرى , وفى حربها الكونية ضد الأرهاب , تسعى سعيا حثيثا الى إضعاف وضرب جماعات الهوس والتطرف الدينى فى العالم , وفى حربها هذه , هى غير معنية إن كان من ضمن ضحاياها, وحسب التبرير الأمريكى المتداول فى هذه الحالة [ Casualty of war ] , وحدة وسلامة الأوطان .. التى تخوض فيها هذه المعارك ضد التطرف الدينى الإسلامى.
وفى السودان , الكل يعرف , إن كان هناك مواطنا سودانيا واحدا يؤمن بالوحدة ويعمل من أجلها , بعد القائد قرنق , فهى رفيقة دربه وشريكة نضاله السيدة روبيكا . ولكن .. أن تسعى السيدة روبيكا نفسها اليوم الى الإشتراك فى ورش العمل الأمريكية الخاصة بالسودان , والتى تعتبر وبكل المقاييس من غرف العمليات لحرب أمريكا على الأرهاب , وأن توافق السيدة روبيكا على السياسة الأمريكية فى عزل شمال السودان وإضعافه بغرض ضرب الإسلام السياسى المتطرف فيه , فهذا يعنى أحد أمرين , إما أن السيدة روبيكا , وهى التى تمثل وبحق كل الوحدويين فى جنوب السودان , وجراء التسويف والتماطل وأساليب الخداع الذى تمارسه طغمة الأنقاذ فى تنفيذ بنودإتفاقية السلام , قد زهدت هى نفسها فى وحدة السودان , أو إن الإدارة الأمريكية قد أنتهزت فرصة تواجدها فى واشنطن لحضور عشاء الرئيس السنوى الذى حضرته من ضمن الشخصيات الدولية الأخرى التى أعتادت الأدارة الأمريكية دعوتها الى هذه المناسبة , وأستطاعت هذه الإدارة الأمريكية من خلال البروتوكولات والأجراءات الدبلوماسية وضع السيدة روبيكا , كصيفة , أمام الأمر الواقع وأجبارها على الإشتراك فى تلك الندوة المغلقة والموافقة على الموقف الأمريكى .. فى السعى الى تقسيم السودان . وفى الحالتين , ومع وجود طغمة مغتصبة للسلطة وغير معنية على الإطلاق بوحدة وسلامة البلاد , ومالم تبرز السيدة روبيكا وبصورة واضحة موفقها من موقف الإدارة الأمريكية فى السعى لتقسيم السودان , فستكون المحصلة النهائية والمحزنة .. واحدة , ويكون السودان وشعبه قد فقدا ركنا مفصليا وشخصية محورية فى التحدى الذى يواجهه لتثبيت وحدة البلاد .
------ اجتماع مغلق في واشنطن بحث إقامة «علاقات دبلوماسية» بين جنوب السودان وأميركا الشمالية
ربيكا قرنق حضرت الاجتماع .. والسفارة السودانية في واشنطن استُبعِدَت
واشنطن: طلحة جبريل
بحثت ندوة مغلقة عقدت أول من أمس في واشنطن وحضرتها ربيكا قرنق، أرملة جون قرنق، وزيرة الطرق والنقل في حكومة جنوب السودان، اقتراحاً يقضي بإقامة «علاقات دبلوماسية» مع دول أميركا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا). وتعد هذه أوضح إشارة حتى الآن إلى تنامي التوجه نحو الانفصال في جنوب السودان. وطرح الاقتراح خلال ندوة مغلقة في مركز «سودان بيس» في واشنطن، وهو مركز أبحاث من بين أعضائه المؤسسين؛ فرنسيس دينق، وهو جنوبي سبق له ان تقلد مناصب في الحكومة السودانية. ودعا المشاركون كذلك إلى دعم الحكومة في الجنوب وتشجيع الاستثمارات هناك. وعلمت «الشرق الأوسط» ان أي مندوب من السفارة السودانية لم يحضر الندوة، ولم توجه لهم الدعوة أصلاً لحضورها.
والتقت ربيكا امس الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض. كما ستلتقي في وقت لاحق مع روبرت زوليك نائب وزيرة الخارجية الاميركية، وسيكون ذلك هو اللقاء الثاني بين الاثنين بعد لقاء أول تم مطلع هذا الشهر، ولا يعرف ما إذا كانت ربيكا التي تزور الولايات المتحدة بدعوة شخصية من لورا بوش، ستطرح مع زوليك فكرة «علاقات دبلوماسية» مع حكومة الجنوب.
وأفادت مصادر واكبت اتصالات ربيكا في العاصمة الاميركية الى أن المسؤولة السودانية لم تطرح مطلقاً مسألة رفع العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة على السودان، لكنها في المقابل طلبت دعماً اميركياً لتشييد طرق وفنادق في المنطقة، وقالت ربيكا في هذا الصدد «اعتاد زوجي (جون قرنق) أن يقول لم يعرف جنوب السودان طريقاً معبداً منذ أن بُدئ في تشييد هذه الطرق.. وشاهدي على ذلك زوليك»، مشيرة الى ان جنداي فرازير مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الافريقية يمكنها كذلك أن تتحدث عن الحالة السيئة للطرق من خلال رحلاتها الى المنطقة، وهي لم تستطع قضاء ليلة واحدة هناك لأنه ببساطة لا توجد فنادق في جنوب السودان». تجدر الإشارة إلى ان جولة ربيكا في الولايات المتحدة ستستمر حتى الاسبوع المقبل، لكنها نأت حتى الآن بنفسها عن لقاء دبلوماسيين سودانيين في واشنطن. وكان السفير السوداني هنا، خضر هارون، قد قال لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق «لا علم لنا بهذه الزيارة.. ولا علاقة لنا ببرنامجها».
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issu...=9937&article=347731
|
|
|
|
|
|