|
الحكومة قفزت فوق محاور حيوية ويقلقها مصالح الدعاة لا الرعاة
|
المتحدث باسم الحركة لـ «البيان»: الحكومة قفزت فوق محاور حيوية ويقلقها مصالح الدعاة لا الرعاة
وجه ياسر عرمان الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية التي يتزعمها جون قرنق انتقادات ساخنة وساخرة لرد الحكومة على مطالبة الحركة باعتبار ابيي أرضاً جنوبية. وقال ان الحكومة قفزت فوق محاور في غاية الأهمية وتعمدت اهمال محاور أخرى ووصفه بأنه موقف محير ويستند إلى مبالغة سياسية ويفضح نوايا أزمة في التوجه نحو سلام نهائي وفي اشارة لطمأنة القبائل العربية في ابيي قال ان «مصالح أهلنا الرعاة في المنطقة لا خوف عليها وإنما الخوف على مصالح الدعاة.
وأوضح عرمان ان لجنة من الحركة تتولى حالياً بلورة شاملة ازاء جميع القضايا العالقة على طاولة المفاوضات ولم يستبعد انهاء الجولة الحالية إلى اتفاق نهائي وقال ان الوسطاء مددوا الجولة ولكنهم لم يحددوا لها سقفاً زمنياً.
وشن الناطق الرسمي باسم الحركة هجوماً شديداً على الورقة الحكومية وقال انها تحدثت منذ البداية عن عناصر منتقاة من قضايا السلطة ثم جاء في خاتمتها موقف الحكومة تجاه ابيي. غير ان عرمان قال ان الموقف ازاء المنطقة محور الجدل جاء على نحو مفصل وانطوى على اشارة يتيمة إلى اتفاق مفترض حول المنطقتين الأخريين وهما جبال النوبة والنيل الأزرق.
وأضاف عرمان قائلاً ان موقف الحكومة ازاء ابيي يستند إلى مبالغة سياسية تكشف نوايا أزمة في التوجه نحو بلوغ اتفاق سلام نهائي. وقال ان موقف الحكومة يثير الحيرة اذ يطرح اسئلة لا اجابات. وأوضح عرمان قائلاً: «مما يثير الحيرة ان المرء لا يستطيع ان يستوعب ان الحكومة التي ارتضت منح الجنوب بأثره حق تقرير المصير يمكن ان تمنح أبيي اهمية تفوق ثقل الجنوب كله.
كما ان هناك جهات بعينها تتعامل مع أبيي ـ والحديث لا يزال على لسان عرمان ـ وكأنها مقر الخلافة الاسلامية القادمة.
واستطرد الناطق باسم حركة قرنق قائلاً ان مصالح أهلنا الرعاة في ابيي لا خوف عليها ولا تشكل لدينا قلقاً لكن ما يقلق الآخرين هو مصالح الدعاة لا مصالح الرعاة. وأضاف الناطق باسم الحركة في انتقاداته اللاذعة قائلاً: يبدو ان أحلام المشروع الاسلامي العريضة لا تتوقف عند حدود أبيي، مما يعرض عملية السلام إلى مخاطر تستخدم فيها المنطقة ذريعة ليس أكثر.
وفيما يتعلق بملف السلطة في الورقة الحكومية قال عرمان: تم القفز وباهمال متعمد على محاور في غاية الأهمية في هذا الملف يأتي في مقدمتها اعادة هيكلة اجهزة الأمن التي تمثل قضية حيوية بالنسبة للتحول الديمقراطي كما تم القفز فوق محور العاصمة القومية وتجاهلت الورقة كيفية ونسب مشاركة القوى السياسية الأخرى المعارضة للنظام. وأشار إلى هذه المحاور باعتبارها «على سبيل المثال لا الحصر».
وقال عرمان معلقاً: ربما ظن البعض ان العرض الحكومي على هذا النحو سيغيب ويفرق قضايا المناطق الثلاثة.
ورداً على موقف الحركة ازاء بعض الاقتراحات الجديدة في الورقة الحكومية مثل احتكار منصب النائب الثاني في مؤسسة الرئاسة قال عرمان: من السابق لأوانه الخوض في تفاصيل رؤيتنا أو تبادل الرؤى ازاء الاقتراحات عبر أجهزة الاعلام.
وبشأن تحديد الموعد الذي يمكن ان يتسلم الوفد الحكومي رد الحركة على ورقته قال عرمان: حالما تفرغ اللجنة المشكلة من بلورة موقف الحركة سيتم تقديم الرد بأسرع ما يمكن.
ورداً على سؤال عن استعداد الحركة بقبول الشراكة التي طرحتها الحكومة اجاب عرمان قائلاً: ان الشراكة مسألة سياسية منفصلة عن ملفات المحادثات ولا يمكن ان تشكل بنداً في اتفاق السلام، وإنما يمكن للطرفين بحث امكانية التحالف والشراكة عبر مواثيق سياسية خارج وثائق السلام.
ورداً على سؤال عما إذا كان الطرفان اصطدما بجدار لا يمكن تجاوزه إلا بدفع من الوسطاء قال الناطق باسم الحركة: نحن نفضل وصول السلام بارادة سودانية وإذا اتفق الطرفان وطرح الوسطاء ورقة فستتعامل الحركة معها، ولكل حادثة حديث في وقتها.
وردا على سؤال حول استكشاف الهوة بين مواقف الحكومة والحركة قال الناطق باسمها الاوراق المطروحة للنقاش تعكس مواقف تفاوضية قابلة للأخذ والرد عادة اثناء عملية التفاوض على الطاولة ولا تشكل بالضرورة مواقف نهائية أما إذا تمترس كل طرف في خندق ورقته فتصبح كل الاحتمالات انذاك مفتوحة.
وبشأن امكانية بلوغ سلام نهائي ابان الجولة الحالية أوضح عرمان ان سكرتارية الايغاد لم تحدد سقفاً زمنياً لهذه الجولة وإنما فقط ابلغتنا بتمديدها ومن ثم فهي مفتوحة حتى الآن.
متابعة ـ عمر العمر:
|
|
|
|
|
|
|
|
|