الاتحاديون ، فرقتهم خير أم وحدتهم ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 12:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد قاسم(ودقاسم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-05-2009, 11:18 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاتحاديون ، فرقتهم خير أم وحدتهم ؟

    على المستوى الشخصي وفيما يخص وحدة الاتحاديين ، لم أكن أتوقع جديدا من العودة الفجائية للزعيم الاتحادي مولانا محمد عثمان الميرغني ، المرتبطة بوفاة مولانا أحمد الميرغني ، فقد ظل الزعيم الكبير يراوح موقفه حول ما يسميه البعض سعيا نحو وحدة الحزب الاتحادي الديمقراطي ، وقد ظل مولانا يكرر على الأسماع ما ظل يقوله من قبل أن الحزب موحد منذ العام 1967 . وكما توقعت وتوقع كثيرون غيري ، من قبل ، فقد تدافعت جموع الناس إلى كل الأماكن التي وطأتها قدما مولانا ، منهم الاتحاديون ومنهم من هم غير ذلك . وهذا كله جعل الواقع يقول أن مولانا على حق فيما يقول ، إذ أن كل البينات تثبت له أن جماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي تدين له بالولاء والطاعة ، وأنها تتقبل قيادته للحزب قبولا مطلقا ، وأن كل ما يقال عن عدم الرضا عن قيادته لم يكن إلا سرابا بقيعة ، وأن الأصوات التي تردد هنا وهناك كلاما عن الخلافات الاتحادية والتشتت والانقسام الاتحادي ليست سوى اصوات نشاز ، وأنها في أفضل الحالات تمثل نفسها لا غير .
    وكنت أقول أن توقيع ميثاق الوحدة الذي وقعته أخيرا مجموعة من الفصائل الاتحادية بدار الزعيم الكبير إسماعيل الأزهري لا يعني شيئا ، ولن يقدم شيئا . وقد بنيت كل الذي قلته في الصحف أو في سودانيز أون لاين أو في مجالس الأنس الاتحادية على ما شاهدته عيانا بيانا ، وما سمعته بأذني ، وما شاركت فيه من عمل ، فالموقف الذي أفرزه ميثاق الشارقة ، وأم دوم ، وغيرها من المساعي كلها تؤكد أن غالبية الاتحاديين الذين ينادون بالوحدة الاتحادية والذين يسعون إليها سعيا مسموعا ومرئيا وملموسا لا يعرفون الطريق إلى الوحدة بالرغم من أنهم صادقون في دواخلهم ومخلصون لإنتمائهم الحزبي . وقد كنت أخوض مع الخائضين في أمر الوحدة الاتحادية ، وحاورت بعض الاتحاديين ، وكنت دائما أقول أن الأمر ليس أمر وحدة أو فرقة ، إنما هو أمر يتعلق بضعف المؤسسية ، وقصور في الممارسة الديمقراطية ، فإذا توفرت المؤسسية والديمقراطية ، فإن الحزب سيظل موحدا على نفس الأسس التي أرساها اتفاق 1967 ، ولن يقبل أي من جماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي بأن يقال أن الحزب منقسم لعدد من الفصائل ، بل سيقول الجميع أن الحزب موحد ، وأنه لا مكان لدعاة الفرقة . وقلت أن للقيادة دور كبير في أمر التفرق والتشتت ، والقيادة تعي جيدا أن الاتحاديين لن يبارحوا مواقعهم ولن يتخلوا عن قيادتهم حال التزام القيادة بمبادئ الحزب وضمان متطلبات الجماهير وعشمها في حزبها .
    إذن مولانا محمد عثمان الميرغني لم يأت بجديد حين يقول أن الحزب موحد منذ العام 1967 ، وفي نفس الوقت لم يبدل قوله ، لكنه يظل المسئول الأول عن كل ما يصيب الجسد الاتحادي من الأوجاع والآلام ، فهو الممسك بالدفة ، وهو موجه المسار الاتحادي ، وفوق هذا وذاك هو الأب ، والزعيم والمربّي الذي يعرف تماما الفرق بين المؤسسية واللامؤسسية والفرق بين الديمقراطية من عدمها . وينتج عن هذا المشهد سؤال هام ، وهو هل حقيقة هناك أزمة مؤسسية وديمقراطية بالحزب الاتحادي الديمقراطي ، وإذا كان الحال كذلك فلماذا تكون هذه الأزمة واضحة للبعض لدرجة إعلان الانشقاق ، وخفية على الآخرين لدرجة انعدام الأحساس بها ؟ والاجابة على هذا السؤال ليست قطعية ، لأنه ربما يقودنا إلى تحليل سيكولوجي وميتافيزيقي مطول ليس هذا مكانه ، ولسنا أهل له . لكني أكاد أجزم أن غالبية الجماهير مع الحزب بقيادة مولانا الميرغني ، باعتباره التيار الأساسي ، وأن الآخرين لم يذهبوا لهذه الجماهير في مواقعها ، ولم يتواصلوا معها ، ولم يتمكنوا من جذبها إليهم . فالجماهير لا تعرف هؤلاء ، ولا تبحث عن مواقع حزبية متقدمة ، ولا تنافس على المكتب السياسي أو اللجان المركزية ، وليس لديها الوقت والحماس للمشاركة في المؤتمرات التي يمكن أن تعكس الرؤيا التي يتبناها الاخرون ، وبالتالي فهي لا تكتوي بنيران اللامؤسسية على الأقل في المستوى المباشر ، إذا ثبت أصلا أن هناك أزمة مؤسسية في الحزب ، لكنها – أي الجماهير - دائما تنتظر أن يقدم لها حزبها مستوى من التمثيل يرضيها وأداء يقنعها ، ولكن بحساباتها هي ، وليس بحسابات المنشقين .
    الذين يتحدثون عن الوحدة ويناطحون التيار الرئيسي ظلوا دائما محدودي السقف ، أي أنهم يصلون في حراكهم في كل مرة إلى عنق الزجاجة ولا يتعدونه ، ثم لا يستطيعون الخروج منه . لكن لأنهم مجموعة من المثقفين ، فهم لا يميلون لقبول اللامؤسسية ، ولا يتقبلون التعامل مع الأمر على علاته ، كما يتمتعون بقدر من الراديكالية يجعلهم يسعون إلى تحريك البركة الساكنة مرة بعد أخرى . إذن لماذا ينادي البعض بالوحدة الاتحادية وهو يعلم تمام العلم أنها غير ممكنة بالفهم الذي طرحت به عبر ميثاق الشارقة وما جاء بعده ؟ هل هي وسيلة للضغط أم محاولة للخروج ببعض المكاسب ؟ أم أن البعض يرى أن المناداة بالوحدة وسيلة لإصلاح حال الحزب وتنشيط أدائه ومنحه صفة المعاصرة ؟ ولنسأل أيضا ، ما العمل إذا رفض مولانا كل المساعي التي تتحرك في الساحة الاتحادية الآن ؟ هل سيجتمع المنشقون على حزب جديد ؟ أم أنهم سيأخذون الحزب عنوة من الممسكين به ؟ أم أنهم سيقفون على الرصيف ويقاطعون الانتخابات ؟ أم أنهم سينطلقون أحرارا يدلون بأصواتهم لمن شاءوا ؟
    ليست هناك إمكانية للإصلاح الجذري الذي ينشده المثقفون المنشقون عن هذا الحزب العتيد ، فالحديث عن المؤسسية والديمقراطية لا يهم الممسكين بالأمر ، لأن ما يمارسونه الآن وعبر التاريخ هو المؤسسية في فهمهم هم ، وبالتالي فإنهم لا يرون سببا لتمرد البعض عليهم . ولن يتمكن أحد من إقناعهم بأنهم غير ديمقراطيين . على الجانب الآخر فإن نفرا غير قليل من الذين انقسموا ووقعوا على بعض أو كل مواثيق الوحدة انخرطوا في حوار مع مولانا وتوصلوا معه لاتفاق . وما أراه أن هؤلاء إنما اختاروا التخلي عن فكرة الوحدة التي حملوها سابقا ، وتقبلوا وجهة نظر مولانا حول الوحدة ، وهم بهذا إنما يقبلون بالأمر الواقع ، مع سعهيم للحصول على بعض الإصلاحات التي قد لا تلامس ما هو جذري . وهذا يجعلني أشك في أن الأمر كله ستتم معالجته في إطار الترضيات الممكنة بإضافة أناس جدد إلى المكتب السياسي أو إلى اللجان العديدة التي يمكن أن تخرج من مخاض حزب كبير كالحزب الاتحادي الديمقراطي . وستصبح المجموعات التي لم تقبل وجهة نظر مولانا أقل وأضعف شأنا ، وسيستمر التساقط واللحاق بأحزاب أخرى . لكن لن يتمكن أحد من تحقيق اختراق كامل وتكوين حزب جديد يقدم من خلاله فكرا جاذبا للوسط الديمقراطي المتحلل من كل المؤثرات الدينية والجهوية .
    وهناك من بين الاتحاديين من ينتظر المؤتمر العام ، حيث ذهبت بعض مصادر الأخبار عن إحالة كل الإشكالية الاتحادية إليه ، لكن هل يستطيع أحد أن يجزم بأن المؤتمر سيكون مؤتمرا حزبيا حقيقيا ، وملتزما بالنهج الديمقراطي ، أم أنه سيكون مؤتمرا للترضيات والتوازنات ويتم من خلاله تمرير الأجندة المعدة سلفا ، ودون تردد باعتبار أن التنفيذ أو وقفه سيكون أمرا ميسورا في ما يلي المؤتمر ، وفي يد القيادة التي تضمن موقعها مقدما ؟
    وما تعارفنا عليه فإن الديمقراطية تقبل التدرج ، وتلتزم رأي الأغلبية ، وتصبر على أخطاء هذه الأغلبية ، لكنها لا تقبل النكوص ، والتراجع . وخلاصة أمري أنني لا أثق في إمكانية إعادة إنتاج حزب اتحادي ديمقراطي على غرار حزب 1967 ، ولا أرى إمكانية خروج حزب جديد يلبي مطالب وطموحات ورؤى الأجيال الجديدة أو حتى قدامى الديمقراطيين . كما لن يتمكن الحزب الحالي – حتى بعد توحده – من تحقيق تطلعات الجماهير الاتحادية وآمال والساعين إلى الوسطية الديمقراطية . لكن كما قلت في مقال سابق فإنني أسأل الله أن يقيض للاتحاديين من يقودهم إلى حزب الديمقراطية الحقة الكريمة التي هي العشم المنتظر لجموع الشعب السوداني .
                  

العنوان الكاتب Date
الاتحاديون ، فرقتهم خير أم وحدتهم ؟ ودقاسم04-05-09, 11:18 AM
  Re: الاتحاديون ، فرقتهم خير أم وحدتهم ؟ ودقاسم04-06-09, 01:49 PM
    Re: الاتحاديون ، فرقتهم خير أم وحدتهم ؟ الفاتح شلبي04-07-09, 12:43 PM
      Re: الاتحاديون ، فرقتهم خير أم وحدتهم ؟ ودقاسم04-07-09, 01:56 PM
        Re: الاتحاديون ، فرقتهم خير أم وحدتهم ؟ الفاتح شلبي04-08-09, 09:07 AM
          Re: الاتحاديون ، فرقتهم خير أم وحدتهم ؟ ودقاسم04-08-09, 09:38 AM
            Re: الاتحاديون ، فرقتهم خير أم وحدتهم ؟ الفاتح شلبي04-08-09, 10:04 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de