حفريات أولى فى الذهنية الذكورية: مابين هدر الدم والعزل السياسى
وتحرضونني أن أعيد كتابة تاريخ هزائم النساء المعجونات من سهد وغسق ومطر حرضوني لعنات تزلزل الكلمة المهابة وتجرح صمت السؤال وتعالين نغنى ملء الألم نرقص ملء الفجيعة ونعلن أناّ هنا مدخل للوجع كامرأة ممتلئة بالوطن حتى أخمص الروح ظللت أتابع عن كثب كل المستحدثات التي ترتبط بالسياسية السودانية، ويعصر عقلي الألم ولانهاية لحربنا الضروس ولا مرفأ ترسو عليه سفن النضال المرير بل أثبتت الأيام بأن عباب السياسة السودانية لا يحمل سفن تلوح مناراتها بالنهايات الحتمية لوطن النساء والفقراء والأوفياء من الرجال. عقب انقلاب الإنقاذ تكون التجمع الوطني الديمقراطي وكنت ومازلت رغم علاته وذكورية ذهنيته فى التعامل مع قضايا الوطن، أؤمن بأنه ضروري وحتمي فى خضم الصراع الدائر. أتحدث الآن عن ذكورية ذهنيته بدء من ميثاق اسمرا والذي يعده الكثيرون طفرة فى السياسية النوعية للمعارضة السودانية. لن أتطرق كثيرا للفقرة رقم {5} من الميثاق التي تجرف ثغراتها كل إنجازات المرأة السودانية وحركتها الدينامكية فى النضال اليومي. يكفى فقط أن يتصفح المرء مفاهيم وأطروحات التجمع من صفحتهم الإلكترونية فى الانترنيت ليصقع بأن المرأة السودانية مهمشة للحد الذي يصيب بالصداع النصفي للقلب. على يمين الصفحة شعار جميل وجذاب يلخص حلمنا جميعا بانتهاء الحرب وبناء السودان الجديد، فوق هذا الشعار مباشرة صور متبادلة قصد بها المهمومين من الرجال بهذا الهم، ليس من بين الصور وجه امرأة. المرأة التي تحملت أهوال الحرب لمدى سنوات عجاف، المرأة التي تموت فى جنوب الوطن بعد أن اغتصبت وحرق أمامها الأخضر واليابس، المرأة النازحة التي تعانى ما تعانى من قسوة حياة لا تبرق فيها بارقة، والنساء الآتي هجرن الوطن بعد أن استحالت فيه الحياة الكريمة والمرأة فى المناطق المهمشة التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة صدمتني هذه الصورة ، كأنما الرجال وحدهم المعنيين بانتهاء الحرب وبناء السودان الجديد وتجاهل أنه لا نهاية لهذه الحرب دوننا ولا بناء لسودان جديد من دون نسائه. محادثات السلام والدور الغائب للمرأة: مشاكوس وما أدراك ما محادثات السلام، أين المرأة وتمثيلها فى هذه المحادثات؟ حقيقة لا لوم على حكومة الإنقاذ الانقلابية لان موقفها العدائي من المرأة والتعامل معها وفقا لمقتضيات حفظ النسل واضح تماما، ولكن التجمع، بديلنا المرتجى وحلمنا الذي بقى!! لماذا لم تتم المطالبة بتمثيل المرأة ؟ لماذا هذا التآمر الغير معلن ضد نصف أهل السودان؟ هل أرمى اللوم فقط على كاهل التجمع أم المرأة نفسها تلعب هذا الدور، الدور المستلب للذهنية الذكورية ؟ المرأة السودانية بائعات الشاي فى الطرقات، الطالبات وربات البيوت وأخيراً الانتلجسيا منهن ولآتى يقدن النضال شعلة فى دروب مواجعنا التاريخية، لا اشك مطلقا فى قدرتنا فى نزع حقوقنا والتفاوض حول قضايا الوطن، أردت أن أعض أسناني على إني أرفض وبشده وصفنا بأننا ضحايا، الضحية هي من ترتضى الاستلاب وتتبع بلا وعى لقضيتها. لقد تعددت فصائل الحركة النسائية فى السودان ووسط السودانيات المهاجرات، تواكب المرأة السودانية خاصة على المستوى النظري الطفرات الإيجابية التي حدثت للنساء نتيجة صبر وعمل دؤوب، ورغم أن المرأة تنضال تحت ظروف قاسية ومريرة خاصة النساء داخل الوطن إلا إن الدرب مازال محفوفا بالمخاطر وثغرات الفقرة {5} فى ميثاق سوداننا { الجديد}. كثيرات منا انتمين إلى أحزاب وساهمن سلبا أو إيجابا فى تطورها ونتيجة لغياب الديمقراطية ممارسة وفعلا داخل كثير من هذه الأحزاب مما يؤدى إلى عدم استقلالية الحركة النسائية والتي تسيطر الآن على مقاليد الأمور فيما يخص مؤتمر المرأة المزمع عقده فى الفترة القادمة. التجمع النسوى الديمقراطي، لشد ما شدتني مقدمة برنامجه الذي ينطلق من مفهوم قومي للحركة النسائية رغم تحفظي على قومية الحركة النسائية تماما كما أتحفظ حول { قومية} العاصمة حسب اطروحات مشاكوس، لان المصطلح فى رأى فضفاض وغير محدد. انطلقت مقدمة برنامج التحالف النسوى من بائعات الشاي وربات البيوت والطالبات، ذات التحالف الذي يقع فى مصيدة الاستلاب السياسي وإن صح الثقافي لقضية محورية فى التغيير الاجتماعي المنشود إلى العدالة الاجتماعية بين فقراء وأغنياء الوطن، بين نسائه ورجاله. انطلاقا من المصطلح العلمي لمفردة { نسوى} FEMENSIM والتي أكدت اختلافها عن مصطلح {نسائي} الوافر من البحوث، أعتقد بأن وصف الحركات النسائية فى السودان بأنها حركات نسوية فيه خلط واضح وبالتالي غير دقيق، لا أود الخوض هنا فى هذه المصطلحات. ينبغي تأكيد تنوع وتباين الحركات النسائية و النسوية فى السودان لان الاعتراف بهذا التنوع يعتبر ركيزة أساسية فى ترسيخ الممارسة الديمقراطية والتي تقود حتما للتغيير الذي ننشده بقليل من الصبر وكثير من المثابرة العنيدة التي لا تلين لها شوكة. ومن ثم كالفرق بين هدر الدم والعزل السياسي؟ حين فجعت كغيري بظاهرة التكفير وهدر دم بعض المهمومين بقضايا الوطن، فتحت شراييني إلى أقصاها نازفة، وهانذى اليوم أفيق من صدمة جديدة هذه المرة مفجعة وأليمة لحد الهزيمة أن يقرر تجمعنا الوطني الديمقراطي عزل الاتحاد النسائي السوداني من التحضيرات الجارية لمؤتمر المرأة بل وفرض وصاية أبوية على سير المؤتمر الذي بدأ بداية أثارت كثير من السخط والغضب وسط العديد من الصفوف الذين عولوا كثيرا على التجمع وهاهو يفجعهم فى عقر حلمهم. المبرر الذي ساقه التجمع برفض الاتحاد النسائي يتنافى تماما مع برنامج التحالف النسوى الذي لم تقيد عضويته بالملتزمات حزبياً، وبهذا التحديد المجحف والذي يتعارض ويتناقض تماما مع مفاهيم الديمقراطية وممارسة ثقافتها على أرض الواقع يحرم التجمع ليس فقط الاتحاد النسائي وانما السواد الأعظم من النساء اللاتي حملن هم الوطن دم ينبض به قلوبهن التواقة للسلام والتنمية والعدالة الاجتماعية. ما يحزنني حقيقة كيف قبلت النساء فى اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر بمثل هذا القرار وكيف ارتضت هذه الوصاية الأبوية التي تحدد مسار وتوجهات هذا المؤتمر؟ كيف تسنى لهؤلاء النساء الموافقة بل والرضوخ لرفض الاتحاد النسائي الذي لولاه لما نلن حقوقهن السياسية وعلى رأسها حق التصويت والترشيح. ومن إختار هذه اللجنه التحضيرية ؟ أليس {واطيات الجمرة} من النساء داخل الوطن أحق بقيادة هذه اللجنة التحضيرية والمشاركة فيها بشكل واسع ؟ إن ما حدث يندى له الجبين خجلا ولا أرى أي فرق بين هدر الدم وعمليات الإقصاء السياسي فكلا المنهجيين يضيق بالآخر ويرفضه بصلف لا يقبله العقل. الفرصة الآن سانحة لتجمعنا الوطني الديمقراطي بأن يصحح مساره تجاه قضايا المرأة وأن يدعم هذا المؤتمر دون التدخل وفرض الوصاية وان يساهم الاتحاد النسائي بخبرته الطويلة فى المعترك النضالي. ويا نساء وطني لنتوحد حول همنا الوطني لنوسع دوائر المشاركة لتشمل كل النساء، لأنهن الأقدر على التعبير عن همومهن وأحلامهن لنرفض تقسيم المقاعد بهذا الشكل الذي يتنافى ومبادئ التجمع لنسند بعضنا رفقة درب طويل ونهر يصهل لأجل وطن معافى لنتضامن فنحن للآتي نغرس سنابل الوجع عند ميلاد وموت كل سلطة هذه حفرياتي الأولى ولحين …….. ويا ضلعنا المنقوص استقيم قافية ونشيد ومزماراً يصدح للمتعبين وللفارسات المتسربلات بالحلم الوطن إشراقه مصطفى حامد محاضرة بجامعة فيينا/ كلية العلوم السياسية

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]