نــداء إلى أهلنا في الزيـداب !!!

Quote: الراي العام الخميس17فبراير2005 مشروع المكابراب الزراعي .. أكبر مشاريع التوطين .. ثورة خضراء بنهر النيل !! المشروع بمساحة [60] ألف فدان ، ويتميز بخصوبة عالية ونظام ري حديث .. و [24] كيلو متر طول قناة الري الرئيسية السمسم ، الفول السوداني ، التوابل ، البقوليات ، عباد الشمس ، التاج عثمان : يكتب من المكابراب عمل كبير يجري في صمت على بعد حوالي (300) كيلومتر شمال العاصمة الخرطوم .. الخبراء يصفونه بـ [الثورة الخضراء] ، وانه سوف يغير ملامح المنطقة كليا .. إنه [مشروع المكابراب الزراعي] بولاية نهر النيل والذي سيخصص لمجموعة من مواطني المناصير المتأثرين بقيام سد مروي ، والذين إرتضوا خيار المكابراب .. [الرأي العام] زارت المشروع ووقفت ميدانيا على الترتيبات الأولية لإنطلاق العمل في هذا المشروع العملاق. موقع المشروع أكثر من (300) كيلو متر قطعتها بنا السيارة بطريق التحدي في نحو ثلاث ساعات ، هي المسافة بين الخرطوم بحري وموقع [مشروع المكابراب الزراعي] ، والذي يحتل مساحة [60] ألف فدان ، جنوب شرق مدينة الدامر ، محلية الدامر ، ولاية نهر النيل .. المشروع يمتد على جانبي طريق التحدي ، يحده من الجنوب [مشروع جانديل الزراعي] ، وهو مشروع إستثماري سعودي .. وشرقا بالمشروع الأردني ، وشمالا بمشروع الأمن الغذائي ، الدامر ، وغربا بقرية [الحصايا] ، ولا يبعد عن مدينة الدامر سوى [10] كيلومترات ، وعن النيل ، الذي يجري غرب المشروع ، يبعد [5] كيلومترات .. والمشروع مخصص لبعض مواطني منطقة المناصير المتأثرين بقيام سد مروي ، ويعد الأكبر مساحة من بين المشاريع الزراعية المخصصة لتوطين المتأثرين بقيام السد، أي مشروع الحمداب الجديدة ، وأمري. أول ما يلفت إنتباهك وأنت تتجول داخل المشروع ، أرضه المنبسطة الخالية من الرمال والكثبان الرملية ، مما يعني عدم حاجته لعمليات إستصلاح .. وكما ذكر لي المهندس الزراعي «عوض محمد العبيد» ، مدير مشروع المكابراب الزراعي «ان الدراسات التحليلية ، والتي أجريت بواسطة [مركز بحوث المياه والتربة] التابع لهيئة البحوث الزراعية بو دمدني ، أثبتت خصوبة التربة ، وصلاحياتها للعمليات الزراعية ، حيث ثبت ان [96.2%] من أرض المشروع عبارة عن أرض درجة ثانية وتصنف من الأراضي الزراعية المواتية للزراعة». قامت بدراسة الجدوى الإقتصادية ، والفنية ، والدراسات الهندسية والتصميمية ، [هيئة جامعة الخرطوم الإستشارية] ، والتي ستقوم أيضاً بالإشراف على تنفيذ المشروع الزراعي بمراحله المختلفة.. بينما تقوم [الشركة الصينية للكهرباء والمياه] [CWE] ، بتنفيذ محطتي الضخ الرئيسيتين على النيل غرب المشروع ، بجانب تنفيذها لمحطة المناولة .. أما شبكة الري فتنفذها [شركة دانفوديو للمقاولات] ، كمقاول فرعي لشركة [CWE] الصينية . مميزات المكابراب ü لا شك ان إختيار قيام المشروع بموقعة الحالي جاء بعد دراسات فنية وإقتصادية عديدة .. فما هي المميزات التي رجحت كفة [المكابراب] على الخيارات الأخرى؟ - يجيب مدير المشروع ، المهندس «عوض محمد العبيد» : موقع مشروع المكابراب الزراعي الحالي له مميزات عديدة ، منها : ü وقوع المشروع بالقرب من مدينتي الدامر وعطبرة . ü وقوعه على طريق التحدي الذي يربط بين العاصمة الخرطوم ، وميناء بورتسودان . ü إجتيازه خط الكهرباء ، الذي يربط ولاية نهر النيل بالشبكة القومية ، بالمشروع. ü تمر بالقرب من المشروع خطوط نقل صادرات النفط السوداني . ü وقوعه بالقرب من مطار عطبرة . ü توفر خدمات الإتصالات بالقرب من المشروع. ü وجود الأسواق التي تتمثل في أسواق الخرطوم ، عطبرة ، الدامر ، وبورتسودان. نظام الري يتميز مشروع المكابراب الزراعي بنظام ري حديث ومتكامل ، يتمثل في الطلمبات الرافعة للمياه من النيل ، عبر قناة رئيسية تتفرع منها قنوات فرعية وثانوية ، وأبو عشرينات ، وأبو ستة ، وذلك حسب نظم الري السائدة في المشاريع المروية بالسودان ، ويبلغ طول الترعة الرئيسية حوالي [24] كيلومتر ، وهي تعبر خط السكة حديد وخطوط نقل البترول ، وطريق التحدي عبر سيفونات وكباري . وكما علمت فإن المشروع سيقسم الى حواشات ، مساحة الحواشة الواحدة [6] افدنة ، وذلك حسب النظام السائد بمشاريع التوطين. التركيبة المحصولية كما ذكر لي مدير المشروع ونحن نتجول داخل الأراضي المنبسطة الممتدة على إمتداد البصر ، فإن مشروع المكابراب الزراعي يعتمد في تركيبته المحصولية على المحاصيل السائدة بولاية نهر النيل : كالقمح ، والبقوليات ، والتوابل ، والمحاصيل النقدية : كالسمسم ، والفول السوداني ، وعباد الشمس، بالاضافة إلى المحاصيل البستانية مثل : الموالح ، والمانجو ، إضافة للنخيل ، وهذه الأصناف تصلح للصادر ، خاصة مع وجود مشاتل للبساتين بالولاية ، بمناطق : شندي ، والزيداب ، والكتياب ، والباوقة ، والدامر ، جميعها مؤهلة لمد المشروع بتقاوى محاصيل الصادر البستانية .. كما يمكن إنشاء مشاتل بستانية داخل المشروع نفسه لتوفير التقاوى المحسنة .. كما توجد بالقرب من المشروع محطة البحوث الزراعية بمنطقة [الحديبة] ، بجانب وجود محطة الشركة العربية لإنتاج التقاوى ، كل ذلك يجعل مشروع المكابراب مؤهلا تماما لزراعة محاصيل الصادر . ü تربية الحيوان أمر حيوي ومهم للمشاريع الزراعية المروية .. فهل راعى القائمون على مشروع المكابراب هذا الجانب ؟ .. سؤال مهم حرصت عليه وظل يتردد وسط أبناء المناصير ، أجانبي عليه مدير المشروع : - الفرصة متاحة لإدخال الحيوان في الدورة الزراعية للمشروع ، خاصة وان منطقة المشروع تصنف من المناطق الخالية من الأوبئة والأمراض الحيوانية .. ومما يشجع على ذلك وجود إستثمار أردني في مجال الثروة الحيوانية يجاور مشروع المكابراب الزراعي . آثار المشروع ü مشروع بهذه المساحة المهولة ، وتربته الخصبة ، وموقعة المميز ، لا شك أنه سيخلف آثاراً إيجابية كثيرة ومتنوعة على كل ولاية نهر النيل والسودان عامة إقتصادياً ، وإجتماعياً ، وبيئيا .. وافقني المهندس «عوض العبيد» ، مدير المشروع على ما ذهبت إليه ، معددا الآثار المرتقبة : «بالطبع سيكون لمشروع المكابراب الزراعي آثار ملموسة في الإتجاهات كافة، ففي الجانب الإقتصادي سيكون له بالغ التأثير على كل المنطقة ، ذلك ان زراعة مساحات كبيرة بالمشروع ستسهم في الناتج القومي مساهمة مقدرة .. كما ان المشروع سيستوعب أعدادا كبيرة من العاملين من أبناء المنطقة ، أو الوافدين ، وهذا بدوره سيؤثر إيجابا في حركة السوق المحلي .. كما سيقوم المشروع بمد الأسواق المحلية بحاجتها من المحاصيل المختلفة ، والخضر والفاكهة ، والمنتجات الحيوانية ، وبالتالي يسهم في خفض أسعار هذه المنتجات بأسواق نهر النيل . أما الأثر الإجتماعي لمشروع المكابراب فيتمثل في التواصل الإجتماعي الذي يؤثر بدوره في حركة المجتمع بالمنطقة ، نتيجة لتوطين أعداد كبيرة من المتأثرين بالمنطقة ، كما أنه يعد إضافة حقيقية لتعداد السكان بنهر النيل . ولا تخفى على أحد الآثار البيئية التي سوف تتحقق من قيام المشروع ، فرى مساحة كبيرة بهذا الحجم سيكون له إنعكاساته البيئية الواضحة على المنطقة وذلك بتحويل هذه المساحة من أرض يباب ، إلى أراضٍ خضراء مشكلة حزاماً واقياً لكل المشاريع الزراعية الأخرى بالمنطقة ، من الجفاف والتصحر. بداية التنفيذ وأنا أجتاز طريق التحدي ، وقبل وصولي لموقع مشروع المكابراب ، شاهدت من علي البعد مباني بيضاء جميلة ، بديعة التصميم تزين أرض المشروع الممتدة ، المنبسطة ، علمت إنها معسكرات سكنية ومكاتب لمهندس وعمال المشروع .. تجولت داخلها ، إنها غاية في الروعة وأصبحت أحد المعالم البارزة لكل من يسلك طريق التحدي ، إنها مكتملة البنيات وتعد ضربة البداية للعمل بمشروعي المكابراب ، الزراعي والسكني ، نفذتها بجدارة وإقتدار الشركة الصينية للكهرباء والمياه [CWE] ، وهي تنقسم لوحدتين ، وحدة خاصة بالعاملين بالشركة الصينية ، والمعسكر الثاني عبارة عن مكاتب ومساكن خاصة بالمهندسين المشرفين على التنفيذ ،والذين يتبعون لهيئة جامعة الخرطوم الإستشارية .. يضم المعسكران محطة لتوليد الكهرباء وأخرى لمياه الشرب النقية . فرغت الشركة الصينية من مراجعة دراسات المشروع الزراعي توطئة للبدء في التنفيذ ، ويتوقع خلال فبراير الجاري مباشرة العمل في شق قنوات الري ، وذلك بتنفيذ السايفون الأول العابر لخط السكة حديد عند منطقة بداية المشروع .. وكما علمت فقد تم الإنتهاء من كل الترتيبات للبدء في تنفيذ قنوات الري ، ويتوقع الفراغ من كل أعمال المشروع الزراعي بنهاية 2006م .. وذلك بمشاركة أعداد كبيرة ومقدرة من المهندسين والفنيين والعمال ، سواء لتنفيذ البيارات ، أو قنوات الري . مدينة المكابراب تعد مدينة المكابراب السكنية أكبر مدن التوطين قاطبة ، إذ ان مواطني المناصير يمثلون النسبة الأكبر من مواطني الحماداب وامرى ، وسوف يبدأ قريبا في تشييد مدينة و (6) قرى سكنية عصرية بالقرب من المشروع الزراعي ، روعي فيها بعدها المعقول من المشروع ، بحيث يستطيع كل مزارع الوصول إلى حواشته دون مشقة ، وسوف تنفّذ القرى بواسطة شركات سودانية ، وهي مكتملة الخدمات من : مياه ، وكهرباء من الشبكة القومية ، ومدارس ، ودور عبادة ، ومستشفيات واندية ، ورياض أطفال. داخل موقع المشروع الزراعي على الطرف الجنوبي الشرقي شاهدت مستودعاً ضخما مساحته حوالي [ألف] متر مربع ، مسوراً بسلك ومؤمناً بواسطة الشرطة الشعبية وهو مخصص لتخزين مواد البناء الخاصة بقرى المكابراب السكنية .. تجولت داخل المخزن برفقة الموظف «معتز فتح الرحمن أحمد» المسؤول عن مخازن موقع المكابراب للمواد الخام ، آلاف المواسير والكمر تحتل مساحة كبيرة من المخزن ، قال لي «معتز» : «الكمر الذي تشاهده أمامك مقاس (12) سم ، وصل من المملكة العربية السعودية ، وحتى اليوم [13/2/2004م] إستلمنا منه [2354] كمرة ، [6300] ماسورة مربعة ، وهو يندرج تحت القرض السلعي لصندوق ضمان الصادرات السعودي ، وسوف يستخدم في تشييد سقوفات منازل قرى المكابراب ، وسيتواصل وصول بقية المواد للموقع تباعا من كمر مقاس (14) سم ، والمواسير المربعة ، والزنك ، والأبواب والشبابيك جاهزة التصنيع سيتم نقلها للموقع من بورتسودان بواسطة [شركة شتول] ، وهي شركة وطنية.