ساعدونا بالشرح!!!

Quote: دعوة صادقة لإنقاذ القــــطاع الزراعي من الإنهيار.. ]3-3[ حــواشـات بالــرهــد لإستيعـاب خـريجــي الـزراعـة تحقيق اجراه : هارون محمد ادم في الحلقتين الاولى والثانية من التحقيق استعرضنا المأزق الذي يعيشه القطاع الزراعي في السودان رغم توافر الارض الصالحة ، والمياه ، والكوادر العلمية المؤهلة . وتطرقنا الى هجر المزارعين لمهنة الزراعة وانتقالهم الى المدن لممارسة الاعمال الهامشية من اجل توفير لقمة العيش وتعليم أبنائهم في حين ان وزارة المالية والاقتصاد الوطني التي يسهم القطاع الزراعي بحوالي 50% من الميزانية العامة التي تعدها سنوياً ، لا تمول القطاع الزراعي سوى بنسبة «2%» فقط ، وفي هذه الحلقة نستعرض رأي الاتحاد العام للمزارعين السودانيين الذي عزا التدهور الزراعي لعدم وجود سياسة زراعية واضحة المعالم ومشاكل التسويق ،وغياب الضمانات التي تمكن رأس المال الوطني من دخول الاستثمار الزراعي ، وعدم تقيد الدولة بنتائج المؤتمرات الزراعية التي يعدها الخبراء . الاستاذ : غريق كمبال آدم نائب رئيس اتحاد عام مزارعي السودان يفصل رؤية الاتحاد لانقاذ القطاع الزراعي من خلال التحقيق التالي : التخطيط الزراعي يقول الاستاذ «غريق كمبال آدم» نائب رئيس اتحاد عام مزارعي السودان : نظام الزراعة التقليدي المتبع في السودان يحتاج لتغيير جوهري ينطلق من رفع الوعي العام للمزارعين ،واتباع تخطيط زراعي سليم من قبل الدولة ، فالسياسة الزراعية في السودان غير ثابتة لذلك المزارع لا يعرف كيف يزرع؟ وماذا يزرع ؟ ونوعية المحاصيل التي يمكن ان تواكب الطلب العالمي للحبوب ، وكيف يسوق إنتاجه ؟ كما ان رأس المال الخاص يتخوف من الاستثمار في القطاع الزراعي بسبب تعدد المخاطر التي لا يمكن تجاوزها الا بتدخل مباشر من الدولة لدعم المنتج .. فالنظام الزراعي المتبع منذ عشرات السنين تجاوزه الزمن ، ولذلك يستمر القطاع الزراعي في التدهور وتحيط به الأخطار، ما لم تضع الدولة استراتيجيات قصيرة الاجل لانقاذ الزراعة التي بات وضعها لا يحتمل التأخير ، لان الاستراتيجيات طويلة الاجل الحالية يتداخل بعضها في البعض الآخر دون تحقيق أي انجاز ، ولذلك كل المؤتمرات التي عقدت بشأن الزراعة على مدى عقد من الزمان لم تستطع الدولة ان تنفذ منها شيئاً في الوقت المناسب ،وظلت حبيسة الادراج الى يومنا هذا ، رغم المجهود الذي بذله علماء الزراعة بالمؤسسات المختلفة في اعدادها . ويضيف : «المحاصيل السودانية لم تشهد تطورا منذ عشرات السنين ، في ظل وجود البحوث العلمية التي يقدمها اساتذة الجامعات ومراكز الابحاث الزراعية ، فالتركيبة المحصولية غير مؤهلة للمنافسة في اسواق الحبوب العالمية بوضعها الحالي ، فمثلاً الذرة الشامي محصول عالمي يدخل في صناعة الكثير من المواد الغذائية ، ولكن هذا المحصول في السودان لايزال لم يتعد مرحلة الاستهلاك الشخصي او الاسري ، لذلك لابد من تثقيف المزارعين ثقافة زراعية تعتمد على تطوير انتاج الحبوب على اساس تجاري ، يعتمد على التأمين الزراعي كخط دفاع امام المخاطر الزراعية ، واذا حدث ذلك سوف يتدفق المال الوطني والاجنبي على الزراعة انتاجاً وتسويقاً ، لان هاجس الخوف يكون قد أختفى تماماً ، ولذلك اتحاد عام مزارعي السودان يعلق آمالاً كبيرة على نجاح تجربة شركة شيكان في التأمين الزراعي التي اعتمدت على التجربة الايرانية المبسطة في التأمين الزراعي التي استوعبت كل مزارعي ايران في تأمين شامل جنب الزراعة والمزارعين مخاطر الكوارث ، الامر الذي جعل ايران تحقق نجاحات كبيرة في مجال تطوير الزراعة.. فتجربة شركة شيكان التي بدأت بمنطقة ]وادي شعير[ بالجزيرة ، ومناطق محددة في القطاع المطري بولاية القضارف رغم تعثرها الا انها أشاعت روح الامل وسط المزارعين الذين شملتهم التجربة . تقليدية الزراعة ويواصل «غريق كمبال : «تقليدية القطاع الزراعي في السودان، جعلت مشروع الجزيرة الذي انشىء في العشرينات من القرن الماضي لتوفير الغذاء للقارة الافريقية ، غير قادر على التحرر من النمط الزراعي الذي بات عائقاً للانتاج رغم مرور عدة عقود عليه ، فالعلاقة التي تربط بين المزارع وادارة المشروع من جانب والمشروع وادارة التسويق من جانب آخر غير مواكبة للتطورات التي حدثت طوال هذه الفترة ، لذلك الزراعة في المشاريع الكبيرة اصبحت طاردة ، لان العائد المادي لا يعني بحاجات المزارع الاساسية ، الامر الذي اضطر مزارعي الريف إلى التدفق نحو المدن في هجرات منظمة بحثاً عن وضع أفضل ، فأسعار المحاصيل الزراعية مثلاً تتدنى باستمرار ، بسبب الاحتكارية التي يمارسها التجار على المزارعين الذين لا يوجد من يحميهم من الاستغلال السييء الذين يتعرضون له باستمرار، في حين ان كل دول العالم لديها نظم محددة لحماية المزارعين ، فجنوب افريقيا مثلا تدفع فارق السعر لمزارعي الموز في اقليم الناتال على مدى عشر سنوات ، عندما هبطت اسعار الموز عالمياً حتى لا يحدث اهتزاز لمزارعي الموز الذي تصدره جنوب افريقيا لعدد من دول العالم ، ولذلك قياس النظام المتبع في جنوب افريقيا لحماية مزارعي الموز على النظام المتبع في كسلا لحماية مزارعي الموز نجد أن مزارعي الموز في كسلا مهددون وظروف الاستمرار غير متوافرة لديهم . كما أن البرازيل عندما تهبط اسعار البن عالمياً ، تشتري البن من المزارعين وتلقيه في البحر حتى لا يحصل انهيار لزراعة البن التي يعتمد عليها غالبية مزارعي البرازيل بالاضافة الى الولايات المتحدة التي تحمي مزارعيها عندما تتدني اسعار القمح العالمي بشراء الفائض الانتاجي وتوزيعه كاغاثات لدول العالم الثالث، في حين ان الزراعة في السودان منذ منتصف التسعينات تمر بتجارب مريرة ادت إلى توقف شبه تام لزراعة القمح التي حققت نجاحات كبيرة بفضل تطبيق سياسة الحزم التقنية التي ادخلها البروفسيرأحمد علي قنيف عندما كان وزيرا للزراعة والغابات كما استطاع السودان بفضلها تمزيق فاتورة استيراد القمح لفترة من الزمن . ثم عاد الى استيراد القمح مرة أخرى بسبب السياسات المالية التي طبقت في السودان مؤخراً وعرفت بسياسة التحرير ، فالسياسة التحريرية لم تطبق وفق الاسس السليمة ، ولم يرع فيها السياسات الزراعية المتبعة في السودان فارتفعت تكاليف الانتاج الزراعي بصورة جعلت المزارع غير قادر على توفير مدخلات الانتاج الزراعي ، واصبح القمح المستورد من استراليا ارخص ثمناً من القمح المنتج محلياً في الجزيرة والولاية الشمالية ، لان مدخلات الانتاج تضاف اليها رسوم وارد وخدمات بالاضافة إلى الجمارك، اما استراليا فتقدم مدخلات الانتاج إلى المزارع بسعر التكلفة . حواشات للزراعيين ويرى «غريق كمبال» ان الاهتمام بالمهندسين الزراعيين يطور الزراعة ويخلق استقرارا في الانتاج الزراعي المتبذبذب ، ولتحقيق ذلك طرح اتحاد عام مزارعي السودان مشروعات لاستيعاب الخريجين الزراعيين بصفة عامة عن طريق تخصيص حواشات زراعية بمنطقة الرهد لاستيعابهم ويتوقع لهذه التجربة ان تفرز قيادات من المهندسين الزراعيين وسط المزارعين التقليديين ، رغم العثرات التي تعيق المشروع من جانب الخريج الزراعي الذي يرى ان وجوده وسط المزارعين التقليديين لا يليق بمكانته كخريج جامعي ، رغم ان معظم خريجي الجامعات نشأوا في مناطق زراعية نائية ، فقيادة الخريج الزراعي لركب تطور الزراعة يعني سهولة فهم المزارعين للارشاد الزراعي واستخدام الاسمدة والمبيدات وفق الموجهات العلمية ، لذلك اتحاد مزارعي السودان بدأ خطوات عملية في تقريب وجهات النظر بين الاتحاد واتحاد المهندسين الزراعيين حتى يتسني للاتحادين العمل معا من اجل مصلحة الزراعة والمزارعين وبلورة سياسة زراعية علمية تربط بين الولايات والمركز وتحقق طموح الخريج الزراعي الذي يرى الاتحاد ان هناك اهمية قصوى لوجوده في مناطق الانتاج الزراعي. ويضيف غريق كمبال ، تجربة الزراعة بدون حرث التي ستطبق في السودان حديثاً ، يتوقع ان تحدث طفرة كبيرة في القطاع الزراعي الذي تراجع انتاجه الى الـ«30%» في العقد الاخير من القرن الماضي ، ولايزال يسهم بنسبه «48%»من الميزانية العامة للدولة ، فالسودان اذ وجد تخطيطاً زراعياً سليماً يمكن ان يكفي القارة الافريقية باكملها من الذرة الشامي الذي يستهلك على نطاق واسع غذائيا ولذلك محصول الذرة الشامي ينبغي ان يوطن في السودان كمحصول غذائي نقدي تجاري ، لان الذرة الشامية باتت تدخل في صناعات غذائية متعددة ، وهي اكثر المحاصيل مبيعاً حول العالم ، لذلك اتحاد المزارعين يسعي لتوطين الذرة الشامية في السودان من خلال دراسات اجرتها «شركة قولدا وشن» الجنوب افريقية بمبادرة من الاتحاد بمناطق النيل الازرق والقضارف وسيطرح الاتحاد هذه الدراسات على حكومات الولايات السودانية المختلفة ، بغرض تشجيع المزارعين على زراعة الذرة الشامية باعتبارها محصولاً حيوياً بعد أن اثبتت الدراسات نجاح التجربة بنسبة عالية ، كما ان اتحاد المزارعين وضع استراتيجية لتأمين الزراعة عبر صندوق درء الكوارث والمخاطر الزراعية الذي يتوقع ان يصدر رئيس الجمهورية قراراً بانشائه في وقت لاحق ، وستحدد اهدافه وفق موجهات السياسة الزراعية بالدولة . فصندوق درء المخاطر الزراعية سيعمل على الحفاظ على اسعار المحاصيل الزراعية وحمايتها داخلياً وخارجياً ، بعد ان يتم اعتماده من قبل المجلس الوطني كسياسة رسمية للدولة ، كما يسهم الصندوق في تفعيل دور الدولة المفقود في الجانب الزراعي بصورة شبه تامة ، وتقديرات الموسم الزراعي الحالي تفيد انه ربما سيكون من أسوء المواسم المطرية منذ عشر سنوات ، ولكن مع ذلك لا نتوقع حدوث نقص غذائي بصفة عامة ، بسبب تضاءل استخدام الذرة في الغذاء الانساني بعد تمركز الكثافة السكانية في المدن التي تعتمد في غذائها على القمح بصورة اساسية ، كما ان المحاصيل الاخرى كالسمسم والفول وزهرة الشمس يتوقع ان يكون انتاجها ضعيفا بسبب شح الامطار وذلك سيؤثر على إنتاج الزيوت العام القادم . اما في ما يتعلق بانتاج الصمغ العربي الذي يتوقع ان يعوض سكان الريف عن ضعف انتاج المحاصيل النقدية ، فسيكون انتاج الصمغ العربي عالياً جداً وهناك اقبال كبير عليه من قبل المزارعين نتيجة ارتفاع اسعار الصمغ العربي التي ستبدأ بأربعمائة الف جنيه للقنطار، كما ان وقاية النبات نجحت في القضاء بصورة تامة على الجراد ساري الليل الذي كان يشكل هاجساً لمنتجي الصمغ العربي