الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة منصور عبدالله المفتاح(munswor almophtah)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-13-2006, 08:12 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور (Re: munswor almophtah)

    مطالعات في مناقرات الدكتور/ عمر شاع الدين

    د. خالد محمد فرح
    [email protected]



    أهداني مشكوراً أستاذنا الدكتور/ عمر محمد الحسن شاع الدين مؤخراً ، نسخة من كتابه القيم الموسوم ب " المناقرات: خلافات ومراجعات في العامية " ، وهو سفر يحتوي على عدد من المقالات التي ظل ينشرها هذا العالم الجهبذ المحقق ، و الإنسان المتواضع الخلوق ، حول تأثيل مفردات عربية أهل السودان بلهجاتها المختلفة في عدد من الصحف السودانية خلال ما يزيد على الثلاثة عقود من الزمان ، مصاولاً في ذلك كبار الرواد من الباحثين المحققين والعلماء المتخصصين في هذا المجال ، والمجالات الأخرى ذات الصلة ، مثل العلميْن الراحليْن: بروفيسور/ عبد الله الطيب ، وبروفيسور/ عون الشريف قاسم رحمهما الله تعالى ، وبروفيسور/ يوسف فضل حسن ، والأستاذ/ الطيب محمد الطيب أطال الله بقاءهما.

    ولقد وجد هذا الباحث المثابر بعض التقدير الذي يليق به ، والذي هو به قمين ، أخيراً من داخل السودان ، إذ منحته لجنة جائزة الشهيد/ الزبير محمد صالح للإبداع والتميز العلمي ، وهي أرفع جائزة من نوعها في السودان ، منحته جائزة الشهيد الزبير في عام 2005 م ، تقديراً للجهد العلمي والإبداعي الذي بذله في تأليف هذا السفر العظيم الفائدة والمتعة في بابه الذي هو من صميم أبواب ثقافتنا الوطنية.

    ولما كان الأمر متعلقاً بالثقافة الوطنية للسودان ، فلعل من المناسب أن أشير هنا إلى أنً أستاذنا الدكتور/ عبد الله علي إبراهيم ، وحسبك به من " عصا وكرباج " في مضمار الثقافة السودانية ، إبداعاً ، وتأليفاً ، وتدريساً ، ونقداً ، وتنظيرا ، هو الذي قد تصدى بكل حماسة وأريحية لكي يكتب تقديماً ضافيا لهذا الكتاب الباذخ الثراء.

    ولقد سرني وأثلج صدري على المستوى الشخصي كذلك ، كون أن الدكتور عبد الله علي إبراهيم قد نوَّه في صدر تقديمه لهذا الكتاب ، وفي معرض تعريفه بالمؤلف وبيان ولعه بالعربية ، بأخي وصديقي الأديب الكبير الأستاذ/ الأمين البدوي كاكوم ، الذي كنت قد نشرت عنه قبل بضعة أشهر ، مقالاً نال حظاً لا بأس به من الذيوع. فقد قال الدكتور عبد الله في تقديمه للكتاب: " لا أعرف ذا ولع باللغة العربية في الجيل العاقب للشيخ الطيب السرَّاج ( 1893 – 1963 ) ، والدكتور عبد الله الطيب ، مثل الأستاذ الأمين البدوي وصاحب هذا الكتاب د. عمر محمد الحسن شاع الدين ... نهل البدوي علم العربية من شناقيط كردفان ، فتأمل. أما عمر فقد تشرب العربية من والده المرحوم محمد الحسن شاع الدين التاجر بأم روابة. " انتهى من الصفحة ( د ) من الكتاب.

    وزاد من إعجابي وتعلقي بهذا الكتاب ، أنَّ مؤلفه الذي ولد في أم درمان ، بيد أنه نشأ وترعرع وعاش شطراً صالحاً من عمره المديد بإذن الله بمدينة أم روابة حاضرة شرق كردفان وهي ديارنا ، قد خصَّ عربية أهل كردفان بعناية خاصة لمعرفته بها. ولا غرو في ذلك ، فإنَّ لهجة أهل كردفان ، بل قل لهجات أهل كردفان ، هي من أفصح اللهجات العربية في السودان ، وأقربها إلى اللغة الفصحى. وليس هذا من قبيل التعصب أو الشوفينية. ولقد حدثني أحد الأخوان عن الشيخ عبد الرحيم البرعي عليه رحمة الله أنه قال مرة إن الشيخ الطيب السراج ، وهو من هو ، قد قال مرةً كلاماً قريباً من هذا.

    فكثير من المفردات التي يرددها أهل كردفان في كلامهم ، موغلة جداً في الفصاحة بحيث أنك لا تكاد تجدها إلاً في المعاجم ، وأمهات كتب اللغة ، كما أنها نادرة ، إن لم تكن غير متداولة البتة في اللهجات العربية الأخرى داخل السودان ، ناهيك عن سائر اللهجات العربية المعاصرة الأخرى.

    فمما لاحظته على لهجات كردفان أنها تنحو نحو الاحتفاظ بالألفاظ العربية القديمة من غير ما محاولة منها للتغيير أو التبديل الدلالي أو الصوتي. فأهل كردفان مثلاً: يسمون الحبل الذي يربط على جانبي الجزء الخلفي من سرج الدابة ماراً تحت ذنبها: " التَّفَرْ " بتاء مشددة مفتوحة ، بعدها فاء مفتوحة ، تليها راء ساكنة. وهذا الحبل يطلق عليه في مناطق أخرى من وسط وشمال السودان اسم: " الضنَّاب ". فكأنهم قد نسوا اسمه الأصلي " الثفر " ، فاكتفوا بنسبته إلى " الضنب " فحسب ، وهو " الذنب " عندهم ، بصيرورة الذال ضاداً كما عند سائر أهل السودان. أما كلمة " التّفَرْ " التي تجئ في كلام أهل كردفان ، ففصيحها هو: " الثَفَرْ " بالثاء المثلثة ، وبذات المدلول كما في معاجم اللغة كلسان العرب لابن منظور ، والقاموس المحيط للفيروزابادي وغيرهما. وإنما قلبوا ثاءها تاءً على طريقة أهل السودان أجمعين في نطق صوت " الثاء ".

    وأهل كردفان أيضا ، يسمون الخرقة التي يمسح بها التنور أو الإناء الذي تصنع فيه الكسرة ، سواء كان " صاجاً أو دوكةً " ، يسمونها " التَّملة " بتاء مشددة مفتوحة ، بعدها ميم ولام مفتوحتين ، على وزن " السخلة ". والتملة كلمة فصيحة ، إذ أنَّ أصلها هو " الثّمَلة " بالثاء المثلثة عوضا عن التاء ، وهي خرقة تغمس في القطران لتمسح بها الإبل الجرباء. وإنما شبهوها بما وعته ذاكرتهم الجمعية عن شكل الثملة العربية بجامع السواد والدهن في كليهما. وقد جاء في القاموس المحيط: " الثملة: صوفة يُهْنأ بها البعير ويُدهن بها السقاء ". كما جاء في لسان العرب لابن منظور: " الثملة بتحريك الميم: الصوفة أو الخرقة التي تغمس في القطران ، ثم يُهنأ بها الجرب ويدهن بها السقاء.. قال الراجز ضمر بن عمير:



    ممغوثة أعراضهم ممرطلةٌ

    في كل ماء آجن وسملة

    كما تُلاثُ في الهناء الثملة .. " أ. هـ



    هذا ، وإنما تعرف هذه الخرقة عند معظم المتحدثين بالعربية في السودان باسم: " المعراكة " بضم العين ، فكأنهم قد اشتقوا هذا الاسم من الفعل " عرك " ، وهو الفعل الذي يدل على الحركة المناسبة لمسح " الصاج أو الدوكة ". وقد بلغني أنّ الشايقية يسمونها: " البسدِّيق " بباء وسين مفتوحتين ، ودال مشددة مكسورة. وأظن أن هذه الكلمة من أصل نوبي.

    قلت: وأمثال هذا كثير في عربية أهل كردفان.

    جاء هذا الكتاب الذي صدر عن هيئة رعاية الإبداع العلمي بالخرطوم في طبعته الأولى في ديسمبر 2005 م ، في 205 صفحة من القطع المتوسط. ويضم الكتاب إلى جانب مقدمة المؤلف ، وتقديم الدكتور/ عبد الله علي إبراهيم ، المواد التالي ذكرها:

    خلاف لقاموس اللهجة العامية في السودان لبروفيسور عون الشريف.

    مناقرات حول قاموس اللهجة العامية في السودان ، الطبعة الثانية.

    مراجعات لمعجم عامية الإمارات.

    مراجعة تحقيق طبقات ود ضيف الله لبروفيسور يوسف فضل.

    مراجعة تحقيقات بروفيسور عبد الله الطيب للعامية.



    والآن فلندلف إلى مطالعاتنا في مناقرات د. عمر شاع الدين ، قاصدين بذلك إغناء النقاش ، وتعميم الفائدة ببعض الإضافات والاستدراكات:



    يشير المؤلف في صفحة ( 3 ) من كتابه إلى ما جاء في صفحة ( 126 ) من قاموس اللهجة العامية في السودان للدكتور عون الشريف قاسم عن الجذر " جَعَصَ " ، قال: " الجعيص ( عامية سودانية ): الرجل الغني ذو الطول والقوة ومنها الجعاصة ، وهي القدرة والتباهي ، وهي آرامية إذ الكلمة مستعملة في الشام بمعنى جلس واتكأ وتكبَّر.. "

    يقول د. شاع الدين: " قلت: الكلمة فصيحة: كتاب الفائق: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئك بأهل النار كل جظٍّ جعظٍ مستكبر. قلت: ما الجظ ؟ قال: الضخم ، قلت ما الجعظ ؟ قال العظيم في نفسه.

    قال الزمخشري: قيل للمتعظم الجعظ لذهابه بنفسه من أجعظ الرجل إذا هرب. قلت: عندي أقرب جعلنا الظاء صاداً من جعل الكلمة أرامية. " انتهى كلام المؤلف.

    أما أنا ، فأؤيد ما ذهب إليه د. شاع الدين من تأكيد عروبة " جعيص " السودانية ، وعدم احتياجها للأخذ من الأرامية كما أثبت العلامة الراحل عون الشريف. ذلك بأنّ الجذر " جَعَصَ " وأقاربه في اللفظ والمعنى مثل: " قَعَسَ " ، و" قَعَدَ " ، و " قَعَزَ " تفيد جميعها معنى الجلوس الحسي ، كما تفيد معنى الجاه والعز والكبرياء.

    يدلك على ذلك قولهم في " قعس ": تقاعس عن الأمر: أي تقاعد عنه وتراخى وتكاسل .. ولم يقم به ، والقيام هو بالطبع عكس القعود أو الجلوس. وفي المقابل نجد أنّ قولهم: " عزة قعساء " معناها: عزة موطّدة الأركان وراسخة ، أي كأنها قاعدة أو " موهّطة " كما نقول بكلامنا. اما القعود الحسي فمعناه واضح ، ولكن قول السودانيين في عاميتهم " راجل مقَّعَدْ " و " مرة مَقَعّدة " ، بميم وقاف مفتوحتين ، وعين مشددة مفتوحة ، يوحي بالأنفة والتكبُّر. أما الجذر " قَعَزَ " بالزاي المنقوطة في آخره ، فأعتقد أننا نجده في قول الليبيين المعاصرين في عاميتهم " قَعْمِزْ " بمعى " اجلسْ ". وإنما زادوا الميم لتأكيد المعنى. فكأنّ أصل اللفظ هو " قعز " بمعنى " قعد " بصيرورة الدال زاياً وهذا جائز. هذا ، والجذر " جعص " الذي منه جعيص السودانية ، ليس وقفاً في استخدامه بهذه الدلالة على العامية السودانية وحدها ، ففي العامية المصرية لا يندر أن تسمع أحدهم وهو يقول: " لإينا( لقينا) حسن آعد ( قاعد ) مجعوص في الأهوة ( القهوة ) مع اصحابه " . كما تجد ذات اللفظ بدلالته المعنوية في قولهم " مستعد اتحدى أجعص واحد في البلد دي !! ". وكنت قد حاولت استقصاء مدلولات هذا الجذر في مقال لي نشر قبل بضعة أعوام خلت بصحيفة " العرب الدولية " اللندنية جاء تحت عنوان: " عن قعمز وأخواتها: محاولة في التأثل اللهجي ".



    ص ( 4 ) يناقش فيها المؤلف ما ورد في صفحة ( 235 ) من قاموس اللهجة العامية في السودان عن كلمة " دَزَّ " ، بدال مفتوحة تليها زاي مشددة مفتوحة ، بمعنى دَفَعَ ، او ساق أمامه. وقد نقل عن عون الشريف بشأنها ما نصه: " دزَّ ( غرب ) ساق أمامه ". ثم علَّق قائلاً: " قلت: جعلها المؤلف عامية سودانية ، والكلمة حقيقة فصيحة: انظر: جمهرة اللغة: دظَّه يدظه دظاً ، إذا دفعه دفعاً عنيفا زعموا ".

    وبدوري أقول أيضاً ، إنني أؤيد ما ذهب إليه المؤلف في تأكيد فصاحة هذه اللفظة " دَزَّ " لتشابهها لفظاً ومعنى مع " دظَّ " التي استخرجها د. شاع الدين من كتاب " جمهرة اللغة " ، كما أقرُّ صاحب كتاب قاموس اللهجة على إشارته على أنّ اللفظة خاصة بغرب السودان ، حيث أنه رمز إلى ذلك بكلمة ( غرب ) المكتوبة أمامها.

    فالواقع هو أنّ مناطق السودان الأخرى تشيع فيها كلمتا " لَزَّ " باللام ، و " دَفَرَ " بالدال والفاء المفتوحتين بذات الدلالة. على أنَّ ( دَزَّ ) بمعنى دفع أو أرسل ، مستعملة بهذه الدلالة نفسها في العامية العراقية المعاصرة.



    صفحة ( 9 ): اعتقد أن المؤلف قد أصاب عندما قال إنّ الفعل ( طقَّ ) بطاء مفتوحة بعدها قاف مشددة بمعنى ( ضرب ) مشتق من صوت الضرب نفسه. قلت ومن ذلك قول الناس في السودان: " العود كان ما فوقو شق ما بقول طق ". هذا ، وقد لاحظت أنّ الفعل ( طقَّ ) بمعنى ( ضرب ) وكذلك الفعل ( دَقَّ ) هما أكثر استعمالاً في كلام أهل غرب السودان عموماً من استخدام الفعل ( ضرب ) الذي هو أكثر شيوعاً في عربية وسط وشمال السودان. وبالمناسبة فإنَّ الفعل ( طَقَّ ) موجود ومستخدم بنفس هذا المدلول في العامية العراقية المعاصرة.

    صفحة ( 13 ) يتحفنا المؤلف بفائدة عظيمة عندما خرَّج كلمة ( خاش ) التي تأتي في قول بعضهم شاتماً أو مازحاً: " انعل خاشك " ، بأنَّ " خاش " هو تحريف لكلمة " خاج " التي تعني ( الصليب ) في اللغة التركية. فكأن " يلعن خاشك " هي: " يلعن صليبك " ذاتها ، وإنما استخدمت اللفظة التركية كنايةً ، أو من قبيل ما يسمى في الإنجليزية بال Euphemism ، لتخفيف وقع هذا السباب الذي يستهدف أحد الرموز الدينية ، وخصوصاً في سياق ديني تعددي تكون اللغة العربية فيه هي لغة التواصل الوحيدة ، كما هو الحال في كثير من البلدان العربية.

    صفحة ( 18 ) يؤكد المؤلف التشابه المدهش بين عامية أهل السودان وعامية أهل العراق في ألفاظ كنا نعدها شديدة الخصوصية و ( السودانوية ) ، مثل كلمة: " دَنْقَرْ " بمعنى أحنى رأسه وطأطأه ، حيث قال إنها شائعة في العراق ، إذ أنها ذكرت في كتاب الألفاظ العامية الموصلية.

    صفحة ( 21 ) قال المؤلف إنَّ ( الدَّلَمْ ) بدال مشددة مفتوحة ، تليها لام مفتوحة ، بعدها ميم ساكنة ، على وزن ( الألم ) ، هو ( القُراد ). فليسمح لي أستاذنا د. شاع الدين ان أختلف معه ههنا. الدَّلم وواحدته " دَلَمَهْ " على وزن " حَلَمَهْ " ، حشرات بنية اللون ، تأوي إلى معاطن الإبل ومرابط الحمير ، وأصول أشجار العضاه مثل السيال والحراز التي تكون بالقرب من موارد المياه ، أو داخل القرى ، وخصوصا في أماكن اجتماع الناس والدواب كالأسواق الريفية الأسبوعية كأسواق: " أم دم " و " أم صميمة " و" أم بركات " و " جريجخ " مثلا. وحشرات الدلم هي في شكل البراغيث " المرقوت " ، إلاَ أنها أكبر قليلاً ،و تفضل الالتصاق بأرجل الدواب والبشر أحيانا لفترة محددة لكي تمتص دماءهم لتتغذى عليها ثم تتركهم. أما القرادة ، فحشرة رمادية إلى سوداء اللون ، ذات شكل شبه بيضاوي ، وجلد أرق نسبياً من جلد الدلمة ، وأكثر منها حساسية للمؤثرات الخارجية من ضرب ووخز. وهي مملوءة أبداً دماً أحمر قانئ مائل إلى السواد. اما التصاق القراد بأجسام الحيوانات كالإبل والكلاب خاصة ، فهو أكثر استدامة من التصاق الدلم. وللقرادة خبر طريف مع الجمل. قالوا: سألوا الجمل يوماً: " يا الجمل كنت وين المدة دي كلها ؟ فانبرت قرادة لازقة بمؤخرته قائلة: مشينا جبنا العيش من القضارف !! ".

    هذا ‘ ولقد كنت في صغري اتخيل أنَّ " بنت المطر " ، تلك الحشرة الحمراء الجميلة الحريرية الملمس ، التي تظهر غب نزول المطر مباشرة ، إنما هي في الأصل " دلمة " حقيرة ، منَّ الله عليها بالغيث فكساها ذلك الإهاب المخملي الجميل ، إنّ الله على ما يشاء قدير.

    صفحة ( 24 ) رجَّح المؤلف أن تكون كلمة " بسطونة " بمعنى نوع معين من العصي من الألفاظ الدخيلة على العربية. ولكن الفعل " بَسَطَ " بمعنى " ضرب " موجود في الفصحى ، ومن ذلك قوله تعالى: " والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم " الآية 93 من سورة الأنعام. والفعل " بسط " بمعنى ضرب موجود أيضاً في العامية العراقية. فعندهم: " المدرس بسط التلميذ " معناها: جلده أو ضربه بسوط أو نحوه. وهي كما ترى بعكس ما في سائر اللهجات العربية المعاصرة الأخرى التي يجيء فيها الفعل " بسط " بمعنى " سرَّ " و " أفرح ". ولما كانت البسطونة هي أداة " البسط " أي الضرب كما تقدم ، فليس من المستبعد أن تكون مشتقة من الجذر " بسط " ، وعليه ربما كانت بعض الألفاظ الأجنبية الدالة على الضرب مثل: Baton الفرنسية بمعنى " عصا " ، والاسم Bastonnade ، مأخوذة من هذا الجذر العربي ، والله أعلم.

    صفحة 26 ، في تعليقه على قول عون الشريف في صفحة 399 من كتابه قاموس اللهجة: " شرقاني ( عامية ) ضرب من الخوص المنسوج ، قال المؤلف: هي الشرقانية ، أصلها من الشرق إذ منه تأتي الشمس ، وهم يتوقون منها بالخوص المنسوج ساتراً يضعونه من ناحية الشرق ، وقد عمَّ الاستعمال وانفرد ، وصار لكل جهة يقال. أ. هـ

    قلت: واضح أنَّ د. شاع الدين قد استخدم هنا ثقافته الغرباوية ، فاللفظة " شرقانية " موحية بأجواء " سوق أب جهل " بالأبيض ، وسوق " أم دفسو " بنيالا. أما تخريجه للفظة فوجيه ، وأود أن أضيف إليه أنهم ربما اشتقوا اسم " الشرقانية " من ( الشرق ) بمعنى أشعة الشمس التي تتخلل ما يعترضها من الأجسام التي تسمح بنفاذ الضوء ، وهو المذكور في قول المتنبئ في قصيدة " شعب بوان ":



    وألقى الشرق منها في ثيابي دنانيراً تفرُّ من البنان



    ذلك بأنَّ الشرقانية بها فتحات تسمح بنفاذ أشعة الشمس من خلالها ، وهي ما يسميها الناس في كردفان ب ( الخلال ) بفتح الخاء على وزن ( الدلال ) ، بينما تشيع تسميته في مناطق أخرى من السودان ب ( الرقْراق ).



    أطربني توصيف المؤلف في صفحة 41 ل " التِنْدِلْ " بتاء مجرورة ، تليها نون ساكنة ، بعدها دال مجرورة ، ثم لام ساكنة في آخره ، وبيان الفرق بينه وبين الكوشة. وذلك حين يقول: " التندل خلاف الكوشة. فهو متماسك ، أكثره رماد وتراب وفحم ، ولذا نقول: اتندل نام ، ومتندل نائم. والكوشة أخلاط ورق وصفيح وزجاج وأحذية ... فهي أقرب لأوساخ الحضارة " أ. هـ .

    قلت: هذا وصف دقيق والله ، والكوشة أيضاً تلقى فيها بقايا الطعام ، فلذلك تكون مأوى مفضلاً للقطط ، والمعزى ، والكلاب. أما التندل ، فليس عند أهل القرى حيث تكون التنادل بقايا طعام أصلاً لكي يطرحوه فيه ، فهو جاف ونظيف نسبياً ، وأكثر ما ترتاده الحمير لتتعفر و تتمرغ فيه. ونواصل إن شاء الله

                  

العنوان الكاتب Date
الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah09-24-06, 01:06 AM
  Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور شهاب الفاتح عثمان09-24-06, 01:15 AM
    Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah09-24-06, 07:16 AM
      Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور Asma Abdel Halim09-24-06, 08:00 AM
        Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور Mohamed Abdelgaleel09-24-06, 09:20 AM
          Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور ديامي09-24-06, 10:33 PM
            Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah09-25-06, 01:54 AM
          Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah09-25-06, 01:20 AM
            Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah10-14-06, 09:24 PM
        Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah09-24-06, 11:10 PM
          Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور osama elkhawad09-25-06, 00:57 AM
            Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah09-25-06, 03:11 AM
    Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah09-25-06, 01:46 AM
      Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور osama elkhawad09-25-06, 03:24 AM
        Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah09-25-06, 08:23 AM
          Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah09-26-06, 00:37 AM
  Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور Agab Alfaya09-26-06, 01:39 AM
    Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور osama elkhawad09-26-06, 02:49 AM
    Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah09-26-06, 07:02 AM
      Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah09-26-06, 07:22 AM
        Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah09-27-06, 08:36 AM
          Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور عبدالمنعم خيرالله09-27-06, 11:17 AM
            Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah09-28-06, 00:53 AM
  Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور عبدالله الشقليني09-28-06, 02:11 AM
    Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah09-28-06, 08:38 AM
      Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور Mohamed Abdelgaleel09-28-06, 09:27 AM
        Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah09-29-06, 02:09 AM
          Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah10-01-06, 11:20 PM
  Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور Agab Alfaya10-02-06, 03:53 AM
    Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah10-02-06, 08:47 AM
  Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور Agab Alfaya10-03-06, 10:29 AM
    Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah10-04-06, 10:04 PM
      Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah10-05-06, 07:50 AM
        Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah10-13-06, 08:12 AM
  Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور Agab Alfaya10-13-06, 11:49 AM
    Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah10-14-06, 08:45 AM
      Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah10-16-06, 07:35 AM
        Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah10-18-06, 03:04 AM
          Re: الوضع اللغوي المثالي لسودان ما بعد الحرب......عادل الشيخ عبد لله/كوالالمبور munswor almophtah10-28-06, 00:27 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de