المسكوت عنه في قضية دارفور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة خالد عويس(خالد عويس)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-13-2004, 10:45 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المسكوت عنه في قضية دارفور (Re: aosman)

    وصلتني اسهامات جديدة عن الموضوع عبر البريد الالكتروني نقلا عن سودانايل على الأرجح



    كشف زيف ما رمى اليه عبد الحفيظ حميدة في المسكوت عنه في قضية دارفور


    الدين عثمان محمد/الدنمارك
    [email protected]
    لقد طالعت في صحيفة سودانايل مقال كتبه السيد عبد الحفيظ حميدة بعنوان سجال ثقافي في المسكوت عنه في قضية دارفور.
    في هذا المقال رمي عبد الحفيظ باللوم والمسؤولية على مثقفي دارفور عن ما يجري في درافور متهما اياهم باشعال نار الفتنة بارتدادهم الي قبائلهم يجوسون خلال الديار فسادا ابتغاء الفتنة, كنت ساحترم المقال ان اتبع كاتب المقال اسلوبا استفساريا اكثر من ان يكون اسلوبا مليئا بالاتهامات الموجهة لكل مثقفي دارفور والتي ارى فيها اهانة لكل اهل دارفور, لقد استخدم كاتب المقال بعض الاحداث باترا منها اجزاء مهمة حتى يوهم قارئ المقال الغير ملم بمجريات الاحداث في دارفور بان ما يكتبه هو عين الحقيقة و تارة لجا الي بعض المقارنات غير المنطقية.
    سوف احاول ان الخص كل اتهام ورد في المقال في شكل فقرة وسوف اعقب معلقا لتوضيح بعض الحقائق لكشف زيف ما قصده كاتب المقال.
    قبل ان ابدء لابد لي ان اشير الي نقطة مهمة وهي ان عمر البشير حينما تسلم مقاليد السلطة في السودان وفي اول زيارة له الي دارفور اعلن امام الملا ان دارفور مظلومة وقد اشار الي المشكلة الامنية في دارفور وكما هو معلوم للجميع ان الامن هو مشكلة من مشاكل دارفور الاساسية منذ ان الغى النميري نظام الادارة الاهلية دون ان يستبدله بنظام بديل يحفظ استباب الامن الذي كان لا يعرف غير بعض عمليات النهب العادية و التي لا تتجاوز الهمبتة, فهل يا ترى هل تحسن وضع دارفور الامني في ظل حكومة الانقاذ ام تدهور اكثر؟ انا اترك الاجابة للقاري الكريمز
    يقول عبدالحفيظ ان ما تتمتع به دارفور من تنمية وازدهار اقتصادي لم يحظ به كل الاقليم الشمالي ويقول ان ولاية جنوب دارفور تعتبر الولاية الثانية بعض الخرطوم من حيث التعداد السكاني وتحدث عن عدد المدارس الثانوية في دارفور الكبرى قبل ثورة الانقاذ والتي كانت 9 وبعد ثورة الانقاذ والتي بلغت 250 ويقول انها نسبة لا يحظي الاقليم الشمالي بنصفها
    لقد حاول كاتب المقال ان يثبت بان دارفور ليست بمظلومة وان الظلم الواقع على الاقليم الشمالي اكثر, عزيزي ما هكذا تورد الابل, في مقارنتك لماذا لم تذكر عدد السكان في الاقليمين ولماذا لم تذكر نسبة المدارس بالنسبة للسكان في الاقليمين لان المقارنة في مثل هذه الحالات لا تتم بالعدد انما بالنسبة وشئ اخر المدارس عمرها لم تكن اسماء فقط ورواكيب خالية من الكتب والمقاعد والمعامل والمعلمين وحتى المعلمون الموجدون ينقصهم التدريب والتاهيل ولا يصرفون مستحقاتهم لشهور عديدة بل ولسنين ولا يغطون كل التخصصات المطلوبة مثل الفيزياء والرياضيات التخصص والخ.
    لذلك ارى ان مقارنتك لدارفور بالاقليم الشمالي في الاساس مقارنة غير مقبولة و باطلة, لان المساحة الماهولة بالسكان في دارفور اكبر بكثير من الاقليم الشمالي وعدد السكان ايضا بصورة عامة اكثر بكثير, وهل يمكن ان تمدنا بنسة ابناء الاقليم الشمالي الذين يقيمون باقاليم السودان الاخرى مقارنة بالنسبة للتعداد الكلي لسكان الاقليم.
    ذكر كاتب المقال ان اهل دارفور ظلوا يحكمون انفسهم منذ انتفاضة دارفور التي اطاحت بالحاكم الاسبق لدارفور الطيب المرضي والذي انتفض اهل دارفور ضده لانه ينتمي الي كردفان وليس الي دارفور ولقد تم تعيين احمد ابراهيم دريج بن دارفور بديلا له ولقد اتهمه كاتب المقال بانه لم يحتمل لواء الحكم ومسئولياته والاختلاط بانفاس المساكين وفضل راحة الاغتراب في المانيا و تطرق ايضا الي ان ابناء دارفور يفشلون حينما يحكمون اقليمهم بعكس نجاحهم حينما يحكمون الاقاليم الاخرى.
    هنا لابد ان القي بعض الضوء على التركيبة الاثنية لبعض اقاليم السودان الكبرى والتي اعتبرها كافية لتوضيح ما ارمي اليه, معلوما ان معظم القبائل في الاقليم الشمالي هي قبائل نوبية و قبائل الجنوب قبائل افريقية صرفة, لكن الوضع يختلف تماما في دارفور حيث تكثر فيه القبائل العربية بقدر ما تكثر فيه القبائل الافريقية فلذلك الوضع في دارفور في غاية التعقيد والحساسية وفي ظل هذه الظروف والتنوع الاثني قسم النميري السودان الي اقاليم وعين لكل اقليم ابنا من ابناءه حاكما له عدا دارفور والذي عين له حاكما من كردفان ولذلك راى اهل دارفور في ذلك اهانة لهم, في البداية لم يستجب النميري لمطالب الاقليم بتعيين ابن من ابناءه كحاكم اسوة ببقية الاقاليم الا بعد انتفاضة شعبية عارمة مما اضطره لتعين دريج كحل بديل للمشكلة, قد يكون النميري عين الطيب المرضي حاكما لدارفور واضعا في الاعتبار تركيبة الاقليم الاثنية لكنني ارى ان النميري ارتكب خطا في ذلك, والخطا يكمن في تقنينه مبدا الاقليمية بدلا عن القومية.
    قد نتفق مع دريج او نختلف معه في اشياء كثيرة اثناء حكمه لدارفور لكن لا احد من ابناء دارفور يمكن له ان ينكر سخاء دريج للاقليم فترة توليه السلطة هناك, حيث انه تبرع للاقليم بعدد لا باس به من العربات واستثماره في مجال النقل وعلى حسب علمي ان دريج قام باتصالات بجهات خارجية مانحة وابدوا استعداداتهم لتقديم منح كثيرة ومختلفة لدارفور لكن النميري كان يصر بان هذه المنح يجب ات تاتي عبرالحكومة المركزية ويتم تقسيمها بالتساوي لكل الاقاليم حتى لكي لا يسبب ذلك خلل في التنمية بين الاقاليم.
    وعلى ما اذكره كان دريج في الخرطوم لمدة تقارب الاسبوع لمقابلة النميري لكن النميري كان يرفض مقابلته ولقد راى في ذلك اهانة له كحاكم اقليم مما اضطره للخروج من السودان ولا يمكن لنا ان نلومه في ذلك في ظل حاكم دكتاتوري كالنميري وعليه قد لا نستغرب ان لم يجد دريج المساعدة المطلوبة من النميري حتى يثبت لاهل دارفور بان تعيينه للطيب المرضي لم يات من فراغ وهذا يقودنا الي النقطة الاخيرة في هذه الفقرة و هو ان ابناء دارفور لا يجدون الدعم المطلوب من الحكومة المركزية حينما يحكمون اقليمهم بمثلما يجدونه حينما يحكمون الاقاليم الاخرى او كما يجده رصفاءهم من الاقاليم الاخرى حينما يحكمون دارفور ولذلك ان فشلوا فهذا هو السبب.
    ذكر كاتب المقال ان مثقفوا دارفور اشتهروا بالمكوث في العاصمة والتطلع لبناء مستقبلهم المهني في البندر دون اجهاد النفس بالهجرة الي الريف ويقول ان الادهى والامر ان الشمال الذين يتهمونه بالاستعلاء الثقافي وممارسة الاضطهاد ضده نشطوا في مصاهرته والزواج من حسناواته مترفعين من الارتباط ببناتهم في الارياف طلبا للرفعة الاجتماعية في الشمال
    السيد عبد الحفيظ اهل دارفور مشهورين بالصدق والامانة وحبهم للعلم والدين وحتى من نسميهم سفهاء القوم في دارفور تجدهم حرصين جدا لتطبيق شعائر الاسلام المهمة كالصلاة والصوم وحب اهل دارفور للعلم لم يكن جديدا, اذ عرف في السبعينات كليات الهندسة والطب في جامعة الخرطوم بكليات الغرب اي غرب السودان, ومن النكات التي اذكرها ان طالب من دارفور تم قبوله في كلية الهندسة جامعة الخرطوم وجاء الي الداخلية حاملا فانوس جاز وحينما سئل عن سبب احضاره للفانوس نظر الي لمبة الكهرباء وسئلهم ان كانت اللمبة يمكن ان تكون مضيئة حتى الصباح وحينما اتته الاجابة بالايجاب صرخ فيهم فرحا وقال لهم طيب كان كده انتو ما انضريتو.
    رغما عن هذا الحب كان معروفا ان عدد الجامعات محدود في السودان ومع ذلك تتمركز في الخرطوم عدا جامعة واحدة في الجزيرة وكلية في عطبرة و جامعة اخرى في جوبا التي ظلت لفترة طويلة وحتى الان بالخرطوم, فلذلك كان لابد لابناء دارفور ان يهاجروا الي الخرطوم سفرا باللواري والقطارات لعدة ايام لكي يكملوا تعليمهم الجامعي, وكما هو معلوم ان معظمنا في السودان لا يفكر في الزواج الا في السنوات الاخيرة من التعليم الجامعي لذلك ليس من المستغرب ان يكثر مثقفو الغرابة من زواج حسناوات الشمال, كما سماهن كاتب المقال
    السيد عبدالحفيظ استميحني عذرا ان اتقدم اليك بهذه الاسئلة.
    1- لماذا حسناوات الشمال يقبلن بالزواج من مثقفي الغرابة رغما عن المشاكل الاجتماعية التي قد تحصل في اسرهن ضد هذا الزواج مثل المشكلة التي ذكرتها في مقالك والتي واجهها زميلك في جامعة الجزيرة الدكتور خليل ومع العلم كلمة غرابي لها قصد اخر غير الموقع الجغرافي
    2- هل زواج مثقفي دارفور من حسناوات الشمال تحسبها حسنة ام سيئة وهل يساعد ذلك في وحدة السودان ام لا.
    وفي الاخير ان موضوع الزواج موضوع شخصي واي انسان له حرية الاختيار فيه, وكمسلمين مادام هذه الزيجات ترضي الله ورسله فلا يحق لنا انا نعيبها باي صورة من الصور
    بالنسبة لمكوث اهل دارفور بالخرطوم ما كنت لترهق نفسك وترهقني وترهق القارئ الكريم فقط لو انتبهت الي مركزية كل المؤسسات الحكومية وغيرها في الخرطوم يعني كل شئ كان بالخرطوم, ابتداء من استخراج الجواز حتى مغادرة السودان, سوى كان من اجل العلاج او الدراسة او الاغتراب ولا تتم هذه الاشياء الا بالتواجد في الخرطوم, بل ان لجنة الاختيار للخدمة العامة ولحين من الدهر ليس ببعيد كانت مركزية وحتى يومنا هذا بعض الوظائف تتم التعين لها مركزيا مثل كلية الشرطة و الكلية الحربية والخ.
    الم تكن هذه الاسباب كافية ان تجعلهم يمكثون في العاصمة وهل هم الوحيدون الذين يمكثون في العاصمة وهل العاصمة ارض غير سودانية او ملك لابناء جهة معينة في السودان وهل انت من الذين يؤيدون الكشات التي كان يقوم بها النميري لابناء الاقاليم في الخرطوم والتي كانت تطبق فقط على الغرابة والجنوبيين لان قطارات الكشة كانت تتجه لنيالا وجوبا فقط ولم نسمع بقطر كشة متجه الي دنقلا او كريمة.
    ولو كان رجوع مثقفو درافور الي ديارهم سوف يساهم في حل مشاكل دارفور في ظل ظروف دارفور المعاشة لما توانى احد في الرجوع ولو كان هذا هو المنطق لماذا نجد معظم مثقفو السودان خارج السودان ولماذا لم يعودوا للمساهمة في حل مشاكل السودان.
    السيد عبد الحفيظ المشكلة في السودان مشكلة تنمية متوازنة ولو كانت هنالك فعلا تنمية متوازنة لما تكونت عندك مثل هذه الافكار الغريبة ولما احتجنا لتصنيف ابناء الوطن الواحد حسب مواقعهم الجغرافية, لقد شعرت بخيبة امل و حزن عميق وانا اقرا ما كتبته لانني ما كنت احسب ان احدا من مثقفي الشمال يحمل فكرا واحدا من افكارك الغريبة و انا لا احسب افكارك هذه تمثل راي اهلنا في الشمال والوسط الذي تنتمي اليهم على حد قولك.
    وفي الختام املي و رجائي من الاخوة الكرام ان يحكمو صوت عقولهم حينما يتناولون مثل هذه المواضيع وان يركزوا فيما يفيد وحدة البلاد و العباد بدلا ان يكتبوا ما يفرق ويزيد نار الفتنة ويوسع الهوة بين ابناء الوطن الواحد والله في عون الجميع.
    الدين عثمان محمد
    جامعة البورغ / الدنمارك

    حوار مع عبدالحفيظ حميدة حول واقع دارفور

    د. إبراهيم إمام/الولايات المتحدة الأمريكية
    [email protected]

    بسم الله الرحمن الرحيم

    عند قراءتي لمقال عبد الحفيظ حميدة (سجال ثقافي في المسكوت عنه في قضية دار فور) أصابتني حيرة في أمره هل هو دار فوري تدثر في ثوب شمالي أم مهاجر شمالي في دار فور، أو موظف قومي نقل إلي دار فور؟ وربما يعمل في دار الوثائق المركزية، لأن ما جاء به من المعلومات، واستعانته بكلمات من بيئة دار فورلا يمكن إنتقاءه بالمرسال! كقوله: (مثقفوها تخندقوا في فرقانهم وبطون عشائرهم)، جلابة وأم بربتي!

    حقيقة لقد أصبت بخيبة الأمل وإنتابني الريب علي وحدة الوطن إن مثقف مثله من بني الوطن يضع مثقفي دار فور في قفص الإتهام، ويجعل صبابته ممثل الاتهام ولسانه شاهد الملك وفكره مصدر الدلائل والبراهين، و يجعل أهل دار فور مجني عليهم، والقاضي...! وبنود الاتهام: 1- جنوحهم إلي جهوية مقيتة, 2- عرقية بغيضة, 3- تفرق وليس توحد, 4- لا يهمهم بكاء الثكالى ونواح الأرامل وصراخ الأطفال, 5- إرتدوا إلى قبائلهم يجوسون خلال ديارهم ابتغاء الفتنة, 6- يزينون فعل التمرد ويحضون عليه, 7- سودوا الصحائف في الترويج لحركة التمرد, 8- تعميق كراهية الأخر في مشروع التمرد الجديد ضد السودان ألنيلي, 9- إنقطاعهم عن مجتمعاتهم التي أتوا منها واستعلائهم الثقافي عليها, 10- الإستقرار بالعاصمة ورفض العودة لديارهم.

    أهل دار فور! سطر التاريخ خطوات نضالهم، هم فرسان القومية وصناع الوحدة.

    لقد ذكر الأخ عبد الحفيظ (أنه ينتمي إلي الجزء الشمالي من السودان )، هل يا ترى كل أبناء شمال السودان يفكرون بهذه الطريقة! أم هي زلة لسان؟ ذكر الأخ عبد الحفيظ بعض النقاط هي من واقع دار فور، إلا أنها ليست بتلك الحساسية، مثل قوله طول مكث مثقفوا دارفور بالعاصمة, أنَّ بعض مثقفى دار فور جرفتهم فكرة القومية إنخرطوا في إتخاذ السبل المتاحة لحل مشكلات الوطن الموحد وترفعوا عن الخوض في الجهوية ومنهم من تمسك بمنصبه المركزية وإتخذه سبيلا لحل قضية الوطن الأم لا مجال لإظهار دارفوريته.

    من ناحية ثانية لم يكن لمثقفي دار فور دور متفرج في أحداث المنطقة بل لهم مساهمات متتالية ومحاولات وجهود مقدرة الواحدة تلو الأخرى مثل مبادرات نواب دار فور لحل القضية سلميا، الجهد الذي بذله ولاة سالفين لدارفور لدرء مفاسد وويلات الحرب ودفع كوارث مقبلة للمنطقة، ونداء أبناء دار فور جماعات وأفرادا بلسان رجل واحد لا للحرب ونعم للسلم، لكن السلطة المركزية لم تستجيب ومضت فى سياساتها لسحق خصومها، حتى تتم المسرحية بوضوح وإحكام، فولاة شمال دارفور وغرب دارفور السابقين كانوا في عداد أولئك السالفين أما من خلفهم فقد تقلدوا وشاح أبطال الحرب فكان ما كان, ثمَّ أنَّ هناك مبادرة وزراء مركزين ونواب ومثقفين من أبناء دارفور لهم مواقف ملفتة وخاطروا بأنفسهم في سفوح الجبال ومتون الوديان وجلسوا مع الحركة. لقد ظلت مبادرات الحلول السلمية مستمرة ولم تقف.

    أما إشارة عبد الحفيظ إلي التنمية الواهمة في دار فور وإعتقاده بأن دارفور أوفر حظا من الشمالية في عدد المدارس الثانوية ودور تعليم العالي فقول يثير العجب، فللمقارنة إنَّ ولاية جنوب دارفور تمثل ثاني ولاية فى السودان من حيث التعداد السكاني وصاحب العقل يميز. أما إرتفاع عدد المدارس الثانوية من 9 مدارس إلى250 مدرسة فتكمن سرها في قرار إلغاء المدارس المتوسطة ودمجها في مرحلة الأساس حيث وفَّر ذلك مباني شاغرة وان لم تكن مهيأة للمرحلة الثانوية، فقرار إزدياد المدارس الثانوية كما وليس كيفا ساهم مساهمة مباشرة في تدهور التعليم. أما التعليم العالي في دارفور فقد بدأ أول مراحله بقرار إنشاء جامعة الفاتح بالفاشر لكنه لم يحظ بالإهتمام والميزانية للتنفيذ، وبعد كل ذلك قامت جامعة الفاتح علي أكتاف مخلفات مبانى شركة ريكي الإيطالية، ثم مبانى مدرستي الفاشر الثانوية بنين وبنات والأبحاث البيطرية. وعلي أثر قرار حكومة الإنقاذ بتقسيم ولاية دارفور لثلاثة ولايات (شمال, جنوب، وغرب دارفور) تم إتخاذ قرار لأنشاء جامعة بكل ولاية ضمن الخطة القومية لذلك. فتقسيم دارفور سهل للمركز المتابعة والتسيير الإداري لكن أدى إلى تراكم أعباء مالية والتزامات علي عاتق مواطن دارفور، ومع ضمور الميزانيات المرصود لذلك من المركز فقد قامت جامعة نيالا علي ركائز المدرسة الصناعية الثانوية وكلية معلمات نيالا وبعض مباني المجلس المحلي بالمدينة، أما جامعة زالنجي فحدث ولا حرج، فالحمد لله والحق يقال أبناء دارفور لهم لمسات بارزة في تسير الجامعات الثلاث بالرغم من إنعدام الموارد وشح الإمكانيات (الجود بالموجود).

    ثمَّ إنى أرى الأخ عبدالحفيظ يبالغ فى وجود تنمية حقيقية في دارفور! هل تصدق أنَّ فى دارفور كلها طريق يتيم وكان من جهود أبناء دارفور؟ أما مطار الفاشر فقد تم تحديثه بجهود مهندس من أبناء المنطقة, ومطار نيالا لست بكاشف سر إنشائه حتى تجتهد لتقف على ذلك بنفسك! أما ازدهار مدينة نيالا دون غيرها فتكمن سرها في سهولة وسائل النقل والإتصال منها وإليها (طريق نيالا كاس زالنجي وقطار نيالا-رهد أب دكنة "قطار نيالا الخرطوم سابقا"), لذا نجد فيها توالي هجرات رجال الأعمال وأصحاب الحرف والصناعات، أما ملاحظتك لتناثر أبناء دارفور في العاصمة القومية، والجزيرة ومناطق النيلين الأزرق والأبيض والإقليم الشرقي فجل قاطنيها من أصول دارفورية, منهم من جاء ليعمل في مشاريع التنمية, وبعضهم من إلتحق بالجندية ليصير وقوداً للحروب المتعاقبة في السودان، إنَّ هذه الحقائق هى سبب الهجرات المتوالية لأهل دارفور إلى مناطق أخرى في السودان فالتنمية هي الاستقرار, وإذا كانت لديهم تنمية فى مناطقهم لما إحتاجوا للهجرة منها.

    أما نجاح أبناء دارفور في حكم مناطق أخرى وفشلهم في حكم دارفور فسر ذلك يعود إلى أنَّ وزارة المالية المركزية تمنح الميزانيات والموارد لمن تشاء لينجح وتمسك عن من تشاء ليفشل وكل ذلك يقوم على الموفع الجغرافى للمنطقة المحكومة فى السودان، فمن توفرت له الإمكانيات نجح, ومن حرمت منه كُتبت له الفشل، وعلى ذلك فقد نجح دكتور الحاج أدم يوسف في الشمالية نجاحا محمودا له في سجل التاريخ لحصوله على المعينات والمعطيات التي تم تخصيصها للولاية الشمالية، أما حين أرسلوه إلى جنوب دارفور فقد قطعوا منه ما كان يتوفر له سابقاً ومع ذلك فإنه لم يدخر جهدا لتحقيق نجاحات مقدرة، أما السيد أحمد إبراهيم دريج فإن نجاحه كزعيم للمعارضة علال فترة الديمقراطية الثانية فيكفيه فخرا وفشله في دار فور لم يكن بيده, خاصة وأنَّ سياسات النميرى ووزارة المالية كانت السبب المباشر فى علافه مع النظام, إننى هنا لا أدافع عن أي من أبناء دارفور أخفق في مهام أوكل إليه ولكن الدلائل تشير إلي استدراج بعض أبناء دارفور للفشل لكي يقال بأنهم فاشلون في إدارة مناطقهم، وقد قيل الكثير.

    أما كلمة جلابة, من جلب, وهي وظيفة ولا تحتوي على أي دلالة عنصرية، هناك أسر من شمال السودان هاجروا إلى دارفور وإستقروا بها وهم الآن جزء من أهل دارفور, منهم من تقلد مناصب مركزية على خلفية إنتمائه لدارفور وهناك أمثلة كثيرة، أما ترشيح السيد عبد الله خليل بيه في أم كدادة وفوزه هناك فدليل صريح لعدم وجود نزعة عنصرية لأهل دارفور, وإلاَّ لما فاز الرجل, ومن ناحية أخرى فإنَّ أهل دارفور لم يرفضوا الطيب المرضي في شخصه بل كان محافظا ناجحاً قدم لهم الكثير ، ولكن القرار الجمهوري الذى نص على تعيين حكام الإقاليم من أبناء تلك الأقاليم نفسها كان السبب فى إعتراض الناس لتعيينه, وقد صمد شعب دارفور فى وجه النميرى حتى تراجع وعدل عن قراره في تعيين الطيب المرضي وعين دريج حاكما محله لكنه لم يغفر ثورة أهل دارفور ضده فعاقبهم بتضييق الخناق على حاكمهم حتى تخلى عن دارفور وسافر وعن السودان كلية.

    نحن أهل دارفور قدحنا بكف مية والبعرفنا بعزنا, ونحن ناس جيدا جيتوا تفضلوا لقدام حبا بكم عشرة بلا كشرة، لا نعرف الكراهية ولا العنصرية، كلام ده جاء به يبلى به, ثم أنَّ زعمك أن أسواق الشعبية في أطراف العاصمة حكرا لأهل دار فور فلا نرد عليها إلاَّ بعبارة اللهم لا شماتة, فأسواق الشعبية لمن يعرفونها هى دوما للكادحين وقليلي العدة ورواده فقراء القوم.

    حكم الخليفة عبد الله ألتعايشي في السودان: دهشت بقول الأخ عبد الحفيظ حميدة (فشل الخليفة و قصر فترة حكمه للسودان لاستعانته بأهله في الحكم)، فردنا على ذلك أن تحاول قراءة التاريخ قراءة فاحصة, فالخليفة عبد الله ظلم كثير من قبل المؤرخين والكتاب وزدت على قرائك ألما بظلمك له، أراك تهش وتدك دكا وحدة الوطن فأرجو أن تكف و ترجع إلى رشدك وترك نبشا الفتن وكتم الحائق.

    أهل دارفور إن جحد المؤرخون بحقهم فإنَّ عطاءهم يمتد فى وجدان الوطن عبر الدهور, أما مثقف دارفور فإنَّ إرتباطه الوثيق بمنطقته قوى على الدوام ولا يضيره النيل منه، أما الأمانة فلا يؤتمن غيرهم.

    الحركة المسلحة في دارفور لا تحتاج ترويجا من مثقفى المنظقة للدفاع عنها، وهم إن فعلوا ذلك فإنما لإدانة قنابل الأنتينوف وضربات المدافع الحكومية التي تدك أعناق أبرياء عزل. فالحركة حقيقة معاشة في المنطقة مع إختلاف فهم أهل دارفور لها بين مؤيد ومنتقد ولكل رأيه.

    الجنجويد: تعريف د. حسين آدم الحاج وافيا لكل تساؤلات.

    الجنجويد لم يستغلهم أحد لإستعطاف المجتمع العالمي ولا كذبا مفترى، هم جزء من واقع دارفور الأليم وليله المظلم والمستأسد الضاري فالكل يرجوا منهم تصحيح أخطائهم وفك وثاقهم من قيود السلطة الحاكمة في الخرطوم ورجوع إلى الصف، ولا يغرنهم وصف حكومة الخرطوم لهم بأنهم قوات متعاونة، أو صديقة ومساندة، فهم حلفاء اليوم وربما أعداء الغد.

    أما الزواج ففي كف القدر (قسمة ونصيب) تنساق للطرفين إنسيابا، وتصاحبهم مقتضى الظروف ومجريات الأمور، وفيه إنقسامات داخلية وخارجية ومواقف شبيه بأدوار التمثيل، قد يصاحبه إلتباسات، ولا أدري هو قدر أبناء دار فور أم قدر حسناوات الشمال، على أية حال لا أعتقد أنَّ مثقف ابن دارفور يترفع عن بنات داره وأخواته, وكريمات دارفور ذوات تربية رشيدة وحكمة عظيمة، هذه هي الحقيقة.

    أخيرا أشكرك علي كل حقيقة أوردتها في مقالك التنويرى ونسامحك علي هفواتها فكلنا سودانيون نحسن الظن بك, رغم المغالطات التى أوردتها فى مقالك, فكررعودتك فقد نعود لنلتقى هنا مرة أخرى.

    د. إبراهيم إمام/ الولايات المتحدة الأمريكية

    أخوك ابراهيم امام
                  

العنوان الكاتب Date
المسكوت عنه في قضية دارفور خالد عويس01-06-04, 11:13 AM
  Re: المسكوت عنه في قضية دارفور اساسي01-06-04, 11:32 AM
    Re: المسكوت عنه في قضية دارفور أحمد أمين01-06-04, 01:42 PM
      Re: المسكوت عنه في قضية دارفور خالد عويس01-06-04, 01:48 PM
  Re: المسكوت عنه في قضية دارفور theNile01-06-04, 03:00 PM
  Re: المسكوت عنه في قضية دارفور Zoal Wahid01-06-04, 04:04 PM
    Re: المسكوت عنه في قضية دارفور خالد عويس01-06-04, 05:38 PM
      Re: المسكوت عنه في قضية دارفور خالد عويس01-06-04, 05:49 PM
        Re: المسكوت عنه في قضية دارفور aosman01-07-04, 02:55 PM
          Re: المسكوت عنه في قضية دارفور 7abib_alkul01-07-04, 04:22 PM
            Re: المسكوت عنه في قضية دارفور خالد عويس01-07-04, 05:33 PM
              Re: المسكوت عنه في قضية دارفور aosman01-07-04, 06:10 PM
                Re: المسكوت عنه في قضية دارفور خالد عويس01-13-04, 10:45 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de