|
هل تمت اقالة بابكر حنين من ادارة "النيل الأزرق" وإلى أين تتجه القناة ؟
|
جريدة الصحافة عدد اليوم الثلاثاء مناظير إعدام النيل الأزرق!! زهير السراج [email protected] * البعض لم يحتمل نجاح قناة النيل الأزرق الفضائية، ولم يحتمل اجتذابها لانظار المشاهدين، ولم يحتمل انفتاحها على كل ألوان الطيف الفكري والسياسي والثقافي والاجتماعي، ولم يحتمل تعبيرها عن الطبيعة السودانية التي فقدتها اجهزة الاعلام الرسمية منذ العام 1989، وصارت مجرد بوق للتهريج والغوغائية والخطاب العدائي المستفز للشعب.. ولم يحتمل عودة الغناء الجميل.. والوجوه الجميلة الخجولة، والثوب السوداني الجميل يلف الاجسام.. فيزيد صاحباتها حشمة ووقاراً وجمالاً.. * البعض لم يحتمل كل ذلك.. فصار يحيك المؤمرات ليل نهار، لا يكل ولا يمل لاعدام هذه القناة التي خرجت عن «الطوع» وعادت بالبلاد الى عهود التيه والضلال والتبرج... «حسب خياله المريض، والعقد النفسية العديدة التي يعاني منها»... فأصدر قراراً بإقالة الرجل الذي وقف وراء قصة النجاح، وفتح القناة لكل السودانيين بدون تمييز بسبب الانتماء الفكري أو السياسي أو الثقافي أو العرقي أو الجغرافي، ونجح بدرجة الامتياز في اعادة السودانيين للجلوس أمام قناة تلفزيونية سودانية، وسط مئات.. بل آلاف القنوات القادمة إلينا عبر الاثير.. عقيدته في الادارة، التميز وتقديم خدمة تلفزيونية مستمدة من الطبيعة السودانية والقيم الجميلة بعيداً عن الشعوذة والهتافية والتشنج.. فكان مصيره الاقالة والابعاد!! * وليس غريباً ان يحدث هذا في بلد يستنسر فيه البغاث، ويغتني البخيل، ويستأسد الجبان، ويتطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان.. * أول أمس تسلم الاستاذ «بابكر حنين» مدير قناة النيل الأزرق الفضائية خطاباً باقالته، برغم انه نجح برامجياً، باعتراف الخطاب ولكنه فشل ادارياً. ولم يوضح الخطاب كيف فشل الاستاذ «حنين» ادارياً، وهو قد نجح برامجياً وحقق للقناة جماهيرية واسعة؟! * هل قصد الخطاب ان يقول ان القناة لم تحقق الايرادات المالية المطلوبة لصاحبي القناة.. وهما قناة (الايه ار تي) الشريك الرئيسي الذي يمتلك نسبة «60%» من الأسهم، والتلفزيون القومي الذي يمتلك بقية الأسهم، أم ماذا؟ * واذا افترضنا ان سبب الاقالة هو بالفعل الصعوبات المالية التي تعاني منها القناة، وليس أي شئ آخر مما ذكرته، فهل «حنين» هو السبب في هذه الصعوبات، أم هنالك اسباب موضوعية، كان من المفترض ان تجد الدراسة والبحث وتقديم الحلول لمعالجتها، بدلاً عن اقالة «حنين» استجابة لتعليمات الشريك الأجنبي؟! * وبعيداً عن اقالة «حنين»، والسبب الحقيقي لاقالته.. لابد من اثارة سؤال في غاية الاهمية.. «هل يعجز السودان بكل الاموال الضخمة المتدفقة من البترول وغيره، والمهدرة في غير ما ينفع، في تأسيس قناة تلفزيونية ناجحة بدون اللجوء الى شريك أجنبي يفرض وصايته وارادته علينا؟ * إن اقالة «حنين» ليست مجرد اقالة شخص نجح في عمله، واثار حسد وغيرة البعض، ولكنها اعدام لمنهج الانفتاح والعمل المهني المتميز بعيداً عن الاهواء والاغراض والتشنجات. ولم يبق لنا إلا ان ننتظر اذاعة الأمم المتحدة.. تثري أيامنا وليالينا بالابداع السوداني المتميز.. الذي لا يجد طريقه إلى اعلام الشعوذة والهتافية والغوغائية والعداء للشعب ولقيمه النبيلة، والخنوع لشريك اجنبي يتصرف كما يحلو له في مزاجنا العام والخاص!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|