نحو نقاش هاديء وموضوعي حول حزب الأمـة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 05:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة خالد عويس(خالد عويس)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-26-2003, 04:24 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نحو نقاش هاديء وموضوعي حول حزب الأمـة

    كانت سلسة المقالات التى كتبها صديقي المثقف عادل عبدالعاطي بعنوان " حزب الأمة .. حصان طروادة الحركة الوطنية" فاتحة لتداعيات جمّة فى البورد ، فهى من جانب أتاحت للكثيرين _ أنا منهم _ فرصة واسعة للادلاء بشهادات وآراء منوّعة ربما اصطبغت بالحدة " غير المحمودة " فى بعض الأحيان ولعل هذه الحدة هى واحدة من آفات الحوار السياسي فى السودان ، وفى البرء منها تكمن بعض المعالجات المطلوبة فى اتجاه ترسيخ مفاهيم جديدة ، من جهة ثانية ، فان مقالات الصديق عادل عبدالعاطي ، تفهم فى سياق نقد التجربة السياسية السودانية بكاملها ، والحال هذي فما من بد من الاعتراف بأن الهنّات البحثية والأكاديمية سواء فى مبحثه أو مباحثنا لا تقلل أبدا من ضرورة مواصلة الحوار وبذات الجرأة ، لأن المحصول الفكري والسياسي ، والممارسة المكتسبة عنها ، فضلا عن تراكم التجربة السياسية فى السودان تدلل الى خلل بنيوي "اولا" ، وهشاشة ديمقراطية لا تسلم منها الاحزاب السودانية ولا الكيانات الاجتماعية ، ولا العقل الجمعي . علينا أن نفطن الى أن الديمقراطية المنشودة لا تتأسس الا بردم هوات واسعة ، قائمة فى العقل الجمعي _ ان صح التعبير _ ، وفى طبيعة الانتماء السياسي ، وطرائق الولاء ، ومفاهيم المحاسبة والتساوي والحقوق .
    انطلاقا من رغبة تبدو مشروعة فى سبر أغوار الممارسة السياسية وتداعياتها ، لابد من الاعتراف بأن تبرئة حزب الأمة من دوره فى هذا الخراب ، ستكون مجازفة أكاديمية ، ومراهنة سياسية خاطئة ، المتضرر الأول منها : الضمير . ولئن بدا للبعض تحميل "الانقاذ" مثلا كل الوزر فيما حاق ببلادنا ، فان هذا النوع من اختزال الأزمة يعد ضربا من التعمية والتنصل من المسؤولية ، فالانقاذ _ برغم أخطائها الفادحة والمريرة فى آن _ هى نتاج تراكمات تغذّت من الواقع ، ليس فى شكل التلقين السياسي الداخلي والمستلف فحسب ، بل فى نزعات وجدت بيئة ملائمة للنمو والتغلغل من خلال نسيج اجتماعي واه ، وممارسات سياسية مشوّهه ، وكساح فكري أقعد المفكرين السودانيين منذ الاستقلال عن استكشاف طرق للتخطيط الاستراتيجي ، اذ أن السياسة السودانية تقتات من المرحلي فحسب _ كما أري _ ، ومن جملة علاقات مختلة بين الدين والسياسة ، وفى فهم النصوص الدينية نفسها ، وفى علاقة الانسان السوداني بالدين ، وسهولة تجنيده لجهة كيانات تتلبس بلبوس الدين كي تستقطب أكبر قدر من المؤيدين لمشروع سياسي صرف . هذا الواقع ، اضافة لاختلالات ثقافية واستقطابات اثنية حادة ، فضلا عن تراكمات تاريخية _ ربما أثارها ببراعة الصديق أبكر آدم فى بوست عن الهوية والثقافة _ تنضاف الى الواقع السياسي القاتم وتغذيه ، ولا يسع المرء الا التنويه أيضا بدور النخب السودانية ، المسيّسة وغير المسيسة ، المدعيّة الديمقراطية ، واللائذة بأحضان الحكومات الأوتقراطية ، اذ يتوجب كذلك فهم دور النخب تاريخيا وادوارها فى صناعة "الخراب" عوضا عن تموقعها الطليعي لتنوير الشعب ، وتوعيته ، فى خضم هذا ، لا يمكن نزع "نخب" حزب الأمة ايضا من محيطها النخبوي ، وتطويعها _ كما غيرها من النخب _ مواقعها وصفويتها لجهة امتيازاتها السياسية مع استحالة التعميم بالطبع . الواقع السوداني ، اذن ، هو متقاطع ومربك الى درجة كبيرة . والخوض فيه بدراسة جميع جوانبه يلزم تقصيا لجميع عناصر الاشعال والتوترات .
    فهمي لهذا الواقع مع استعصاء مفاتح حلّه كلها علىّ ، لا يسوقني بالضرورة الى الاتكاء على مبررات واعتذارات اقدمها بالانابة عن حزب الأمة . بالعكس ، ذلك يقود الى فهم جديد ، بضرورة الرجوع الى التاريخ ، وفحص الحاضر ، وادانة الممارسات الخاطئة ، والاختلاف مع الطروحات الفكرية غير المتبلورة ، وصولا الى فهم حاجيات المستقبل بوصف حزب الأمة ليس حزبا سياسيا فحسب ، انما هو بجماهيره ، وخطاباته السياسية والفكرية والاجتماعية جزء مكوّن لنسيج مجتمعي وثقافي وسياسي وفكري أكبر هو : السودان . ولا يصح الحديث عن مشروع نهضوي ما لم يكرّس مثقفون نابهون فى كل "الكانتونات" السياسية والدينية والمجتمعية والقبلية والجهوية جهدا يرمي الى تفكيك الاشكالات ، وطرحها بجرأة تصل الى حد الاعتراف ، والاعتراف مطلوب منا جميعا . هل يسعني الاعتراف بدور حزبي فى التشويه الحاصل وغضّ طرفي _ كمثقف شمالي _ واعني جغرافية شمال السودان تحديدا ، وكم أنا آسف جدا لاستخدام هذا التعبير الذى اراه عنصريا فجا ، هل بوسعي غضّ الطرف عن ضرورة اعترافي كذلك بالقيم الثقافية الراكدة و"الاستعلائية " التى يتحلي بها قطاع مقدر من مجتمعي الصغير فى الشمال بل ومحاولة القيام بجهد ثقافي مطلوب فى اتجاه ترسيخ قيم جديدة غير قائمة على الاقصاء والاستئصال وعدم الاعتراف بالآخر ؟ وهل بوسعي تجاوز دوري كمسلم ينبغي منه أن يسهم _ كمثقف _ فى التنوير بحقوق السودانيين الذين ينتمون لديانات أخري ؟ وما مدي التقاطع والتداخل _ أيضا _ بين هذه الأمور ودور أىّ مثقف فى اطاره السياسي كعضو ملتزم ؟
    ان حزب الأمة ، هكذا ، بالأبعاد الاجتماعية والثقافية والدينية التى تطرقت لها ، هو وليد ظروف محددة سياسيا واجتماعيا وثقافيا ودينيا . بمعني آخر هو ليس بمعزل عن عوامل الخلل الناشئة عن "فهمنا " لهذه المفاهيم واختزالنا لها ، وبمقدوري العودة كذلك لطرق أبواب محكمة الاغلاق تتعلق بفهمنا المبتور لمفاهيم جوهرية لا تأسيس لسودان جديد بدونها وهى :
    الدولة
    المجتمع السياسي
    المجتمع المدني
    الديمقراطية
    الحقوق
    الدستور والتشريع
    المواطنة والمواطنية
    الحزب : / الولاء / الانتماء / الاختلاف والتباين
    المؤسسة
    مؤسسات المجتمع المدني
    السلطة
    الواجبات
    وغيرها من المفاهيم الضرورية التى لا يتسع لها هذا المقال ان اردنا تحليلها ، والاشتغال بمقاربات بين تعريفاتها المختلفة .
    هذا من جانب ، يربط حزب الامة بأوجه غير سياسية بحتة للأزمة ، لكن فى المقابل ، لابد من مساءلة الحزب عن أدواره فى هذه الأمور ، ومدي جديته فى تفكيكها لصالح مشروعه المدني المقترح . من جانب ثان ، فان الأزمة السياسية لا يمكن ردها فقط لهذه العناصر الجوهرية البنيوية فقط ، اذ أن هناك دور لابد أن ينسب للقيادة (بوصفها نخبة تدير أمور الحزب) ، ولها نشاطات ايجابية لا يمكن التغافل عنها ، كما لا يمكن الادانة على صعيد واحد ، اذ تتفاوت الادوار ، لكن بشكل عام ، يتوجب مساءلة الحلقات القيادية فى حزب الأمة على صعيد التاريخ ، وعلى صعيد الحاضر ، وعلى صعيد تأسيسها للمستقبل . على مستوي الانجاز الفكري ، والممارسة السياسية ، والدور المفترض تجاه الجماهير وتجاه الوطن . الى أىّ حد تجاوز الحزب اخفاقاته التاريخية فى ترسيخ الديمقراطية ، ليس على مستوي السودان وانما على مستوي قاعدته الجماهيرية ، والى أىّ حد قدمت شروحات لمفاهيم الحقوق والواجبات ، وكيف تمّ التعامل نظريا وعمليا مع اشكالية التقاطع بين كيان الانصار وحزب الأمة ( مع مسألة الامامة )، وهل يتجذر وعي عريض فى داخل الحزب بأدواره غير السياسية فى تفكيك الاشكالات المجتمعية والدينية والثقافية فى السودان ؟
    لكي نناقش هذه الاشكالات مع غيرها ، لابد من الاعتراف بحزب الأمة كجسم سياسي سوداني تحيط به ظروف موضوعية وأخري ذاتية ، تعطلت مسيرته الديمقراطية بسببها او بسبب تباطؤ القيادة فى احايين اخري . ولتأسيس منهج أكاديمي صارم فى هذا المبحث ، لابد من تضمين الحيثيات قدرا من الاعتراف الصريح بأن مشكلات البنية السودانية سياسيا وفكريا واجتماعيا وثقافيا هى مسؤولية جماعية تتفاوت تبعا لظروف وملابسات محددة وقاطعة . ولطرد الكسل الذهني عنّا جميعا لابد لأعضاء حزب الأمة من أن يدلوا بآراء شفافة ، وللآخرين أن يناقشوا من واقع مسؤولية وطنية تملي علينا جميعا أن نتدبر امور بلادنا فى شتي النواحي بضمير يقظ ، ومن دون تعسّف لا يحيط بأسباب الأزمة مجتمعة . واذا كان الركون الى شروط اخري فضلا عن شرط الدراسة السياسية المطلوبة واجبا ، فان هذه الأخيرة تحتاج الى مسبار عميق يفحص وجوه كثيرة لأزمة حزب الأمة ، ويستعرضها لوصول الى خلاصات نقدية واضحة لا يمكن اعتبارها من قبيل التواطؤ أو النيّة فى الهدم والاقصاء ، انما الاعتبار الوحيد الذى سيتضح لكلّ ذى بصيرة _ من الحادبين على حزب الامة أو المعارضين له _ هو اعتبار المسؤولية الوطنية الجامعة بغرض الدفع قدما بوعينا التاريخي ، واستنهاض أحزابنا ، واسداء خدمة لها باطلاعها على آراء نقدية أمينة تسعي فعلا الى تأسيس سودان جديد .
                  

العنوان الكاتب Date
نحو نقاش هاديء وموضوعي حول حزب الأمـة خالد عويس05-26-03, 04:24 PM
  Re: نحو نقاش هاديء وموضوعي حول حزب الأمـة السمندل05-26-03, 06:02 PM
    Re: نحو نقاش هاديء وموضوعي حول حزب الأمـة خالد عويس05-26-03, 08:25 PM
      Re: نحو نقاش هاديء وموضوعي حول حزب الأمـة فيصل النعيمه05-26-03, 09:41 PM
        Re: نحو نقاش هاديء وموضوعي حول حزب الأمـة خالد عويس05-26-03, 09:53 PM
          Re: نحو نقاش هاديء وموضوعي حول حزب الأمـة abdel abayazid05-27-03, 00:22 AM
            Re: نحو نقاش هاديء وموضوعي حول حزب الأمـة motaz ali05-27-03, 03:01 AM
              Re: نحو نقاش هاديء وموضوعي حول حزب الأمـة خالد عويس05-27-03, 08:02 AM
                Re: نحو نقاش هاديء وموضوعي حول حزب الأمـة خالد عويس05-27-03, 01:50 PM
                  Re: نحو نقاش هاديء وموضوعي حول حزب الأمـة خالد عويس05-28-03, 07:02 PM
  Re: نحو نقاش هاديء وموضوعي حول حزب الأمـة محمد حلا05-28-03, 08:24 PM
  Re: نحو نقاش هاديء وموضوعي حول حزب الأمـة محمد الواثق05-28-03, 09:14 PM
    Re: نحو نقاش هاديء وموضوعي حول حزب الأمـة خالد عويس05-29-03, 02:58 PM
      Re: نحو نقاش هاديء وموضوعي حول حزب الأمـة Abdel Aati05-30-03, 09:55 AM
        Re: نحو نقاش هاديء وموضوعي حول حزب الأمـة خالد عويس05-30-03, 02:21 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de