سيف مساعد حزين

Quote: الاخ العزيز يحي تحياتي وكذلك اشواقي0000انت تعلم اكثر مني باجابة هذه الاسئلة خصوصا وقد تمت مناقشة موضوع الاحتفال المصيدة في جلسة عقدتموها لي في مركز الدراسات السودانية بالقاهرة وساعتها كانت الجلسة اشبه بالمحاكمة وانت واحد من الذين وجهوا هذا السؤال وساعتهاكانت اجابتي واضحة وتفرقنا وكل منا يحمل رايه الذي يستند عليه. وساعتها ايضا تكشفت لي حقائق كبرى وهي اصبحت جزءا لا يتجزا من تفكيري واهمها على الاطلاق ان الفنان لايمكن ان يمشي خلف السياسي وانه لابد ان يسبقه بخطوات وخصوصا السياسي من عينة سياسييناسياسيي العالم الثالث الذين يتشدقون بالديمقراطية ولا يمارسونها في سلوكهم اليومي .انني اعتقد ان اهم اهداف تجربتي هي رفع الوعي بين الناس وهذا من اسباب انضمامي الى حزب الامة وهذا هو اختياري الشخصي الحر وليكن خاطئا اتحمل نتائجه مئلما تحمل محجوب شريف نتائج اختياره للحزب الشيوعي. كذلك لا اعتقد ان لصديقي الفنان محجوب شريف اى اعتراض ان يغني اشعاره فنان عضو في حزب الامة خاصة وحزب الامة هذا واحد من الاحزاب والتنظيمات السياسية السودانيةوليس حزبا في اسرائيل.مثله ومثل الحزب الشيوعي والاتحادي وغيره والحزب الكبير الذي شرفني بالانتماء اليه لايفرض علي ابدا ان اؤيد مواقفه على ورق ابيض ولا اخفي اختلافي من القاعدة الى القمة وبمنتهى الديمقراطية. ولا يمنعني انضمامي لحزب الامة من الغناء في احتفال يقيمه الحزب الشيوعي او حتى الجبهة الاسلامية اذا جلست مع الناس الى كلمة سواء وكفرت عن سيئاتها وارتضت الديمقراطية التعددية سبيلا اوحدا المهم ماذا اغني وليس اين اغني ونختلف ونتفق انت وانا وغيرنا على هذا .انا اعتنق افكارا يحتاج اخواني من المثقفين امثالك والذين اعزهم جدا ان يناقشوني فيها وبصبر واناة .ان حفل مايو الذي اقيم في القاهرة والذي تجاوزه الزمن وتجاوزه نضجي الفكري لا يجب ان تضعه حاجزا بيني وبينك يا يحي وانت تعلم تماما انني لا اشترى ولا اباع لقد جاءنى الطلبة المايويون في القاهرة وطلبوا مني المشاركة في حفل يقيمونه بمسرح قصر النيل وارتبطت معهم دون السؤال عن المناسبة وفوجئت بان الحفل يقام بمناسبة 25مايو فقلت لهم لماذا اتيتم الى وانتم تعلمون انني لست مايويا وان غنائي لاينفع معكم فقالوا لي غني ما شئت فلت لهم حتى لو كان ضد مايو؟ قالوا نعم وقررت الا اكون اقل شجاعة منهم وذهبت وقلت لنرى ماذا سيحدث وغنيت للحريةوالديقراطية وجاءني الامن المصري وطلبوا مني انهاء وصلتي كان هذا لتسجيل موقف امام جمهور متنوع من الطلاب والصجفيين المصريين والديبلوماسيين الذين كانوا يفهمون خطا ان الشعب السوداني كله يريد عودة مايو ووجدت في ذلك الاحتفال عددا لايستهان به من المعارضة الحزبية ممن لا اود ذكر اسماءهم الامضطرا. ان محجوب شريف الذي تتحدث عنه كمثال او حتى محمد وردي الذين لا يشك في وطنيتهم احد قد غنوا لمايو قي وقت من الاوقات انا لم اغني لا لمايو لا لسبتمبر ولا اي شهر وما عندي اي استعداد اغني لفرد ولا لحكومة ولا حتى الصادق المهدي .انا احتفظ بحريتي ان اسمع غنائي للخير والحرية والعدالة لكل السودانيين على اختلاف احزابهم ومشاربهم وتربطني علاقات نظيفة وشريفة بكل الطيف السياسي السوداني ولن اسمح لاحد باحتكاري .اذ انني احتفظ لنفسي بكرسي المعارضة في اى معترك سياسي المعارضة الايجابية التي ترى الخير خيرا والشر شرا ايا كان مصدره. لقد راهنت يا يحي مثل كل الذين راهنوا على تيارات سياسية وطنية سودانية وكان نصيبي من كل هذا تمرينا ديمقراطيا اسال عنه اصدقائي سامي سالم ومحمد محمد خير والموصلي وكل من يعرفني. لم يشتر احد ارادتي او قراري ولا حتى حزب الامة ودخولي لحزب الامة ليس لمكسب سياسي لسيف لانني اعتقد واثقا ولست مغرورا ان سيف الجامعة كمشروع ثقافي يمكن ان يكون حزبا قائما بذاته. وهو اي سيف الجامعة منصب لايحتاج لزيادة ولكنها التجربة والتي تقوم على مضامين فلسفية هامة وذات اغراض سياسية محددة اذا كان حزب الامة والذي يصنف في خانة القوى السياسية التقليدية الماضوية على استعداد للتفاعل مع فن سيف الجامعة وعلى استعداد لجعل قاعدته العريضة تستمع للفن وتقدره هذا يعتبر مكسب وتجربة حية لرفع الوعى عند القوى التي تعتبرونها متاخرة عن استيعاب مشروع السودان الجديد الذي تنادي به القوى التقدمية. والقوى التقدمية هذه وحسب راي هي متقدمة ومتفاعلة ايجابيا مع الفن فلا تحتاج لسيف الجامعة بنفس القدر التى تحتاج لجهده القوى التقليدية. ان انضمامي لحزب الامة اتى بعد الخروج الشهير للسيد الصادق المهدي وبعد نقاش مستفيض معه وبعد ملاحظتي الشخصية عن استعداد هذا الحزب لنقد تجربته واستعداده للزحف نحو يسار الوسط وهي المنطقة السياسية التي انتمي اليها فكريا ووجدانيا. كان هذا الامر مبشرا بكثير من الخير اذ انني لست من دعاة تحطيم الماضي وبناء المستقبل على انقاضه ولست من انصار التعالى على الموروث ووصمه بكل السوءات من اجل اقامة جديد نفسه الان اصبح من مخلفات الماضي في عالم تهتز فيه كل الثوابت وليس ادل علىذلك الا ذهابكم للمنافي الراسمالية بعد انهيار المعسكر الاشتراكي. اختلافي معكم وجمبع الساسة والمسيسين انني ارى العالم من زاوية ان الفن لجميع الناس ولمن يحتاجه حقيقة ولا اتعامل بالمسطرة مع ابداعي انا افن في كل مكان واتعامل مع الفعل الذي يفعله فني . واطبق على حياتي معايير لا تخنقني مثل كرافتة موظفي البنوك . ولم ولن اطلب اللجوء السياسي لاي مكان ولن ارجع للسودان بجواز كندي سادخل السودان فنانا للجميع وسا تحمل تبعات تجربتي واختياراتي الاجتماعية والسياسية. ولتعلم صديقي لم اكن في يوم من الايام مع مايو وارجع ليوم 26مارس جامعة امدرمان الاسلامية والحفل الشهير1985الذي غنيت فيه وخرجت بعده تظاهرة امدرمان الشهيرة التي كانت شرارة 6 ابريل قد نختلف حول الوسائل ونتفق حول الاهداف وطول بالك يا يحيي مافي زول بزعل من موقف وراح لحاله سنة مش عارف ايه . ويتوقف عند ذلك التاريخ وانت فنان وفنان غير عادي فلماذا جاءت احزانك واسئلتك بهذه العادية ام انه الحب بوسائل اخرى لا تخف يا صديقي يحي فالتجربة علمتني الا ارهن صوتي لاحد وانا وبكل اخطائي القليلة وصواباتي الكتيرة ابن هذه التجربة مارست الاحتراق في محرقتها الكبرى ولم احترق انها المماحكة المستمرة بين الواقع والحلم ودمت ابو اشرقت