لماذا تجاهلت جريدة الميدان هذا العام عيد ميلادها؟؟ بقلم د. بكري الصايغ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 05:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.ياسر الشريف المليح(Yasir Elsharif)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-11-2005, 03:13 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48724

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لماذا تجاهلت جريدة الميدان هذا العام عيد ميلادها؟؟ بقلم د. بكري الصايغ

    لماذا تجاهلت جريدة "الميدان" هذا العام عيد ميلادها الحادي والخمسين؟ بقلم د. بكري الصايغ

    د. بكري الصايغ

    لايبزج / ألمانيا


    لقد صادف اليوم الثاني من سبتمبر الماضي، مناسبة الذكرى الواحدة والخمسين على صدور العدد الأول من جريدة "الميدان"، الناطقة بلسان الحزب الشيوعي السوداني، وهو العدد الذي رأى النور لأول مرة في 2/ سبتمبر من عام 1954. وبالطبع لم يفت على أحد من المهتمين بتاريخ هذه الجريدة أن يلاحظ على الفور أن ذكرى ميلاد الجريدة هذا العام، قد مر بهدوء شديد، وبلا ضوضاء، أو بأي شكل من الأشكال "الفرايحية" التي تليق بمثل هذه المناسبات الهامة. بل وكان ظاهرا للجميع، أن إدارة الجريدة الموقرة، قد تعمدت ألا تحيي هذه الذكرى، حتى ولو بمقالة أو بموضوع يجدد الذكرى، أو على الأقل بنشر قصاصات قديمة مأخوذة من أعداد سابقة لجريدة "الميدان" في سنوات الخمسينات، إحياءاً لذكرى الصحافيين والعاملين القدامى، الذين ضحوا بحياتهم من أجل سطوع شمس "الميدان". ولما كان كاتب هذه المقالة قد ربطته علاقة روحية قديمة بالجريدة، وكان على صلة صداقة ومعرفة بكثير من صحافييها القدامى، ولما كنت أيضا واحداً ممن عاصروا ميلاد هذه الجريدة، وكنت واحداً ممن اقتنوا العدد الأول حال صدوره "ساخنا"، من المطبعة في ذلك اليوم السعيد 2 سبتمبر 1954.. وأخيرا لما كنت أيضاً واحدا من أبناء ذلك الجيل (جيل الخمسينات) وعاصرت صمود هذه الجريدة لتقف صامدة في وجه الاستعمار الانجليزي، وظللت أتابع إصداراتها منذ ذلك التاريخ القديم، فقد تألمت، أن تمر مناسبة عيد ميلادها هذا العام بلا احتفالات. لقد رحت أتساءل في مرارة شديدة، عن الأسباب الظاهرة أو الخفية، التي حالت أن تتمكن إدارة الجريدة من الاحتفال بهذه المناسبة الهامة، ولماذا تجاهلتها الإدارة، وتحديداً في هذا العام، خلافاً للعادة، حيث كانت إدارة "الميدان" تحتفل بها كل مرة؟ لقد رحت أختلق لنفسي الأسباب،محاولاً أن أطمئن قلبي، ول "كذباً" بأن الأمر لا يعدو أكثر من .. "جل من لا يسهو".. ولكن.. وبعد تمحيص عميق وتقليب الأمور "برواقة"، وصلت إلى قناعة تامة أن إدارة الجريدة، لها العذر الكامل، في إلغاء أو الاعتذار عن الاحتفالات بالعيد الحادي والخمسين للجريدة هذا العام!!! فكيف ـ بالله ـ ، وهل يستقيم عقلاً، والجريدة، التي هي جزء لا يتجزأ من ضمير وكيان هذا الشعب، أن تفرح وتقيم الاحتفالات والمهرجانات هذا العام، وقد صادف مرور ذكرى هذه المناسبة، والبلاد تعيش أحلك أيامها ظلاماً، والتي ما عرف التاريخ أياماً مثلها في كل أزمانه القديمة والحديثة، هي أيام مليئة كلها بالإحباطات الجسام، والتردي المريع في كل أوجه الأنشطة الحياتية، والاقتصادية والسياسية والأمنية في البلاد. كيف للجريدة أن تحتفل وكثير من أرجاء الوطن تعيش تحت وابل الرصاص المتدفق عليها ليل نهار، وجرائم الإبادة تدخل عامها العاشر، ومليشيا الجنجويد، بالتعاون مع القوات المسلحة، يمارسان جهاراً نهاراً عمليات التقتيل والاغتصابات في دارفور، وعصابة متمردي "جيش الرب" اليوغندي، تمارس هي الأخرى نفس انتهاكات أختها مليشيا الجنجويد في جنوب البلاد، وما زالت الانتهاكات تتزايد في ظل سكوت دولي ومحلي. كيف للجريدة أن تحتفل والتخبط السياسي المريع، والفوضى العارمة، قد ضربتا كل المرافق والمصالح الحكومية والخاصة، وأصبح الفشل وقلة الانجازات هما السمة الواضحة في كل أعمال الحكومة، وأصبحنا بسبب قلة الخبراء الاقتصاديين، والعارفين بأصول الاقتصاد والتجارة الخارجية، وسيطرة الجهلاء وأهل الولاء قبل الكفاءة. نستورد السكر والبترول!! وما خفي أعظم!!

    كيف يمكن للمسئولين في "الميدان"، (بحسب وجهة نظري بالطبع)، أن ينشروا الأفراح بحلول عام جديد للجريدة، وهناك كم هائل من الغضب و(القرف)، يعمان قطاعات كبيرة من السودانيين، بسبب تلك التصرفات البليدة الرعناء، والسلوك الرديء، والقرارات الاستفزازية، التي تنتهجها جماعة الحزب الحاكم في الحكومة، ضد شريكها في الحكم "الحركة"، وتعتبرها "شريك الغفلة".. وتتجاهل معها تماماً كل ما تم الاتفاق عليه في "نيفاشا". لقد كانت أولى ممارسات الاستفزاز الواضحة، عندما راحت "الإنقاذ" تتملص تماماً من موضوع طرد متمردي "جيش الرب" اليوغندي من جنوب البلاد، وتركت الأمر برمته على أكتاف الحكومة الجديدة في الجنوب، وكأنها ـ الإنقاذ ـ ما كانت هي التي قامت سابقاً بإدخال المتمردين اليوغنديين إلى البلاد عام 1996، لمحاربة جيش "الحركة" في قلب وعقر دياره بالجنوب، نيابة عن القوات المسلحة.

    كيف للجريدة أن تحتفل والفاسدون الذين أثروا ثراءاً حراماً، قد راحوا يتصدرون قائمة تشكيلة الحكومة الانتقالية الجديدة، وهم الفاسدون حتى النخاع، والذين ما اكتفوا بما نهبوه طوال ستة عشر عاماً، فراحوا أيضا، وجهارا نهارا، وبـ "العين الحمراء" القوية، وعلى طريقة عصابات "آل كابوني"، ينهبون من "الحركة" وزارة الطاقة والتعدين، ويحرمونها من حل تولي وزارة المالية!! وليت الجشع الأعمى وقف عند هذا الحد، فقد راحت "الإنقاذ" تخفي عن شريكها ـ الحركة ـ، أين تذهب عائدات البترول، وتحاول أن تمنعها من استثمار ما عندها من نفط بأراضي الجنوب. ولقد عبر الأمين العام للتجمع، باقان أموم، عن أسلوب الإنقاذ الرديء فقال "المؤتمر الوطني ألقى الملعقة وبدأ الهجوم بيديه"!!

    كيف تحتفل الجريدة، وقد انهالت الفضائح بالكوم في الفترة الأخيرة، فهناك فضيحة نهب الشركة السودانية للمناطق والأسواق الحرة، ونهب بملايين الدولارات في مؤسسة الطيب مصطفى (الذي يطلق عليه الشعب تهكماً لقب "دلوع القصر").. لقد تدفقت عشرات القصص المحبطة والمريعة عن النهب في الأموال العامة، فجاء خبر نهب أموال الخطوط البحرية. (لقد ادعت الحكومة أنها بصدد ملاحقة المختلس في بريطانيا، وهذا ما يذكرنا أيضا بنفس الملاحقة، التي تجريها الحكومة ضد الدكتور علي الحاج، والذي خرج من مطار الخرطوم والفضيحة في أوج اشتعالها.. ولم يسأله أحد.. تماما كما خرج أخيرا المختلس لأموال الخطوط البحرية!!!).. وهناك نهب التحويلات المالية، التي يقوم بها أولياء أمور الطلاب في دول الاغتراب..

    وبينما الناس في الخرطوم يتساءلون: أين تروح أموال الزكاة؟ جاء خبر أخيرا يقول، أن إيجار منزل الأمين العام لديوان الزكاة، هو 8 مليون جنيه سوداني، تدفع من المال، الذي يجب أن يصرف على الفقراء والمساكين.. (ملحوظة: نشرت الصحف السودانية، خبراً يقول، أن تلميذا بالمرحلة الابتدائية قد أقدم على الانتحار، وشنق نفسه، وعثر عليه ميتاً، لعدم تمكنه من سداد الرسوم الدراسية). وتضحك الخرطوم هذه الأيام، وشر البلية ما يضحك.. فقد جاءت الأخبار تقول أن غابة "السنط" بالخرطوم، لم تسلم هي الأخرى من البيع، كمثيلاتها بنك الخرطوم، ومشروع الجزيرة. وأن عملية البيع لم يسمع أو يعرف بها أحد، وأنه ما كانت هناك أي عطاءات مطروحة ومقدمة من والي الخرطوم!!! ولا كانت هناك إعلانات مسبقة حول البيع!!! أما أغرب عملية إخلاس تمت أخيراً، وأثارت سخط الناس، لأنها مست أموال مرضى يرقدون بالمستشفيات، كانت تلك التي قام بها نفر ممن يطلق عليهم "القطط السمان"، الذين راحوا يختلسون من الأموال المخصصة لشراء الأغذية للمرضى، لقد ازدادت هذه القطط شحماً فوق ترهل.. وازدادت في البلاد أعداد المقابر.

    كيف تحتفل الجريدة بعيد ميلادها الحادي والخمسين، والشعب المغلوب على أمره، يعيش زمان العصابات و "المافيا" المحلية والأجنبية، ويعيش ساعات الجرائم الجديدة والغريبة، والتي ما ألفها هذا الشعب طوال تاريخه كله.. إنها عصابات ومافيا، تعمل من داخل الخرطوم، وتملك سهولة العمل والحركة، وتمارس نشاطات في استيراد وترويج المخدرات، واستيراد وتهريب الأدوية والخمور المغشوشة، وأغرقت البلاد طولا وعرضا بالسلاح المهرب من دول الجوار. إنها أيضا عصابات راحت، ومن خلال ما عندها من معدات تكنولوجية حديثة، تعمل على تزوير الأوراق النقدية البالغة في الدقة واشبه بالأخرى الأصلية.. ويتم توزيعها على نطاق واسع.. إنها مافيا، قد اتخذت لها من الخرطوم محطة عبور ومركز لنشاطاتها في القارة. لقد أصبحت نشاطات هذه العصابات الإجرامية، معروفة للقاصي والداني، وذلك بفضل ما أصبح ينشر في الصحف المحلية عنها، وكشفت تحريات الشرطة بعد القبض على الكثير من أعضاء هذه العصابات، أن الأمر يتطور دوماً إلى الأسوأ يوما بعد يوم، بسبب الموجات البشرية المتدفقة على البلاد من دول الجوار الأفريقي.. إنهم يتدفقون على المدن الكبيرة بصورة خاصة، حاملين كل ما هو سيء من أمراض العصر (أيدز، سفلس، سل)، وآخرون يمارسون الشعوذة، وأخريات يمتهن الدعارة والتسول. إنهم يروحون ويجيئون، ويقيمون وسط الأحياء الكبيرة والصغيرة، ويسافرون في كل الأصقاع السودانية بلا كلل أو ملل، وبلا رقيب، لتهمهم نظرات الفضول من السودانيين (الطيبين)!! ولا يعيرون اهتماماً للتساؤلات والهمسات عن هوياتهم ونشاطاتهم المريبة. لقد خرجت أخبار جرائم السودان للعالم الخارجي، ونشرت الصحف العربية الصادرة في لندن، ودول الخليج، الكثير والمخجل عن حال السودان، الذي لا يهتم المسئولون فيه بالأوضاع الأمنية (فلا الحكومة اعتقلت قادة الجنجويد، والذين هم أصلا وراء عصابات السلاح، ولا قامت وزارة الداخلية بحصر الأجانب والمقيمين بطريقة غير شرعية في البلاد، ولا اهتمت الأجهزة الأمنية بجمع السلاح من أيدي المواطنين).. لقد نشرت ال BBC ـ على موقعها الإلكتروني، بتاريخ 14/9/2005، خبراً يفيد أن السودان قد أصبح مركزاً هاما "لتجارة العاج"، وأن ثلاثة أرباع العاج المستخرج من صيد الأفيال، يصل إلى الصين، ويقدر عدد الأفيال التي تقتل سنوياً في وسط أفريقيا، بنحو 12 ألف فيل.. أما أقسى ما كان في هذا الخبر، تلك الفقرة التي تقول (يذكر أن الصينيين يشترون نحو 75 % من العاج، وغالبية المشترين ممن يعملون في قطاع النفط!!!). وجاء في الخبر أيضاً أن الصينيين لا يشترون كميات صغيرة، ولكن كميات كبيرة للعودة بها إلى بلادهم!!! ولا يعرف أحد نسبة العاج المهرب من داخل أفريقيا ويمر عبر الخرطوم، ولكن الدكتور إزموند مارتيني، الذي أعد تقريراً عن تجارة العاج في أفريقيا، يقول، إن نسبة كبيرة تمر عبر الخرطوم. ومن سياق الخبر، نجد أن الصينيين، يشكلون هم أيضا "مافيا" لـ "تجارة العاج".. تحت إسم خبراء النفط!!

    أما أسوأ نوع من الإجرام، ذلك الذي كان يتم تحت سمع الحكومة وبصرها، وصمتت عنه طويلا حتى زجرتها أمريكا، فخجلت من سكوتها.. وحاولت إصلاح الحال بقوانين، ولكن بعد فوات الأوان بكثير. فقد نشرت صحف الخليج وعلى مدار أسابيع طوال، وطوال شهري يونيو ويوليو، من هذا العام 2005، جملة من الأخبار المحبطة عن "تجارة البشر"، التي تقوم بها بعض العصابات المتخصصة في تهريب "الأطفال القصر" إلى دولة الإمارات العربية ليتم استخدامهم في رياضة "سباق الهجن"، التي تعتبر اللعبة الأولى في هذه الدويلات الخليجية. وأنه كانت هناك "مافيا" ـ تخصصت في تهريب "الأطفال القصر" من السودان إلى دول الخليج، عبر مسالك ودروب طويلة، حتى يدخلوا إلى أريتريا، ومن هناك إلى دول الخليج. كشفت الصحف بلا مواربة أو دس كل الحقائق حول هؤلاء القصر، الذين يتم استخدامهم بصور غير إنسانية وفي ظروف تعيشها الإبل في هذه الدول خير من راكبيها الصغار.. وما كان من حل آخر أمام حكومات هذه الدويلات الخليجية سوى فتح ملف القصر بعد أن قامت أمريكا بكشف كل حقائقها بالوثائق الدامغة. إن "تجارة البشر" متطورة في هذه الملكيات، ويعرف حقائقها كل مواطن فيها. إن هذا التهريب، كان يتم تحت سمع وبصر وزارة الداخلية في الخرطوم، هذه الوزارة التي ظلت طويلا تتباهى بتشددها في خروج المرأة بدون محرم، وتتباهى بأنها تملك لائحة طويلة عريضة، باسماء السودانيين المحظورين من السفر للخارج، ولكنها تغاضت تماماً عن موضوع تهريب الأطفال السودانيين، والذي كان يتم منذ أعوام الثمانينات إلى دول الخليج. لم تهتم هذه الوزارة إلا مؤخراً، بعد أن فاحت رائحة الاتهام الكريهة ضد الوزارة، واتهمت أمريكا السودان مع دول أخرى (الصومال ـ اليمن ـ موريتاينا ـ سريلانكا ـ بنغلاديش) بتسهيل عمل "المافيات" العاملة في هذا النوع المنحط من "التجارة". هو أيضا عمل مخزي، تم تحت سمع وبصر سفارات السودان في هذه الدويلات وطوال عشرين عاما، وما حاولت هذه السفارات ـ ولا مرة ـ أن ترفع مذكرات بخصوص ما يقال وسط الأجانب والعرب المقيمين في هذه الدويلات عن سكوت السودان و "بيعه لأطفاله".. أما عن الدبلوماسيين، والذين عملوا سابقاً في هذه السفارات، وكانوا شهود عيان على ما يجري في ... حلبات السباق.. ورأوا بأنفسهم "شفعنا" وهم يسقطون بالعشرات تحت أقدام الجمال العادية في السباق، ولم يسجلوا ولا تقرير واحد عن هذه الحوادث، فلا نملك إلا وأن نقول وبالصوت العالي، أنهم جزء من تلك "المافيا". أما عن رؤساء الجاليات السودانية في هذه الدويلات الخليجية، فقد كانوا مع الأسف الشديد شهود عيان مطلعين على كل شئ، ويعرفون كل شئ، ولكن من أجل حفنة الدراهم التي تستر حالهم وأسرهم وعوائلهم في السودان، لزموا الصمت المهين ولسان حالهم يقول "وأنا .. مالي"!!! بل تأتي المهانة والخنوع، و "السبهللية" والانحطاط، من سلوك وتصرفات مندوبي الجاليات السودانية في دول الخليج، والذين حضروا "مؤتمر المغتربين"، الذي انعقد مؤخراً في الخرطوم قبل أسابيع قليلة مضت، وافتتحه رئيس الجمهورية بقاعة الصداقة، وتناول هذا المؤتمر كل القضايا الخاصة بالمغتربين ومشاكلهم، وطرحت الوفود المشاركة أوراقها التي أعدتها مسبقا وقبل الحضور للخرطوم، إلا مندوبي الجاليات السودانية في دول الخليج، الذين لم يناقشوا إلا مواضيع (الرسوم، الضرائب، تعليم الأبناء، الأراضي، السكن) والتي هي مواضيع يعرفها تماما هؤلاء المندوبون، أنها تحتل مرتبات متدنية، مقارنة بموضوع مئات الأطفال الذين يموتون تحت أقدام الجمال، ولا تعرف الجالية، ولا حتى السفارة... أين يدفنون؟؟!! رفضوا أن يفتحوا هذا الموضوع الهام رغم أن الصحف كانت قد كتبت عنه طويلا وأحرجت بسببه وزارة الخارجية. فقد وجهت أمريكا الاتهام إلى الحكومة، وطالب وزير الخارجية السابق ـ مصطفى عثمان إسماعيل ـ أمريكا بإخراج السودان من قائمة الدول التي تتاجر في البشر، ودون أن يقوم هو بأي محاولات جادة لإثبات كذب الادعاءات الأمريكية. أما أكبر صفعة وجهتها دولة الإمارات لحكومة السودان، وللجالية السودانية بصورة خاصة، عندما راحت حكومة أبو ظبي تسن قانونا ينص على وجوب حصول أي طفل سوداني قاصر، على جواز سفر خاص به للدخول لدولة الإمارات، وأصبحت دولة الإمارات لا تقبل ما يسمى بـ "يسمح بدخول الأطفال إلى الإمارات والمضافين في جواز والدهم أو والدتهم"!! وبمعنى أوضح، أنه إذا كان هناك سوداني يعمل بدولة الإمارات، وعنده أسرة مكونة من ستة أشخاص بما فيهم أطفال قصّر، وطفل في الرضاعة، فهذا يعني أن كل واحد منهم لا بد وأن يكون مقيما بالإمارات بجواز سفر سوداني مستقل!!! وتأتي قمة الفضيحة المدوية، والتي يضحك فيها كل عربي وأجنبي في الإمارات، أن هذا القانون .... يسري فقط على الجالية السودانية!!! دون باقي خلق الله في هذه الدويلة!! وما زال هذا القانون ساريا ويطبق بشدة، والهدف منه، كما تقول حكومة الإمارات، أن هناك سودانيين يدخلون بأطفال قصر مضافين في جوازاتهم، على اعتبار أنهم أبناء له، وبمجرد أن يدخلوا يقوم صاحب الجواز السوداني ... بتسليم البضاعة البشرية!! إلى عصابة إماراتية وهناك يتم تدريبهم على "سباق الهجن"، والذي يشرفه، ويكون حاضراً فيه، بعض من السودانيين، وصاحب "البيعة" وأهل السفارة. (إن عدد الصفحات والمقالات التي نشرتها العديد من المنظمات الإنسانية، والعديد من وكالات الأنباء العالمية، وتقارير مقدمة من سفارات أجنبية بدول الخليج، قد بغلت نحو 9 ألف صفحة بلغات عديدة، ولقد فتح الموقع البريطاني، BBC ، حلقة خاصة عن موضوع "تجارة البشر".)
    بعد الصمت المزري لحكومة السودان والذي ما زال مستمراً حتى الآن حول "تجارة البشر" وعدم اهتمام المسئولين السودانيين "بأطفال الشوارع"، والذين يمثلون المستودع لـ "البضاعة" المقدمة لسباق الهجن، قام الأمير طلال بن عبد العزيز، رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، باحتضان مشروع للقضاء على ظاهرة أطفال الشوارع في السودان، وأكد الأمير ان المشروع سيرى النور قريباً.

    ماذا يمكن للصحافيين في "الميدان" أن يكتبوا، وفوق رؤوسهم ما زالت معلقة قوانين الأمن الصارمة، ولوائح مجلس الصحافة والمطبوعات، بجانب الرقابة اليومية الدائمة على المطابع وما فيها من صفحات وإصدارات. لقد أصبحوا صحافيين ممنوعين من كتابة أي شئ، وحول أي شئ، وعليهم ألا يتخطوا الخطوط الحمراء، التي تزداد كل يوم خطاً. لقد أصبح الأمر سيان عند الحكومة، وإن خرجت صحف الصباح، بيضاء بياض اللبن، خالية من أي كلمات أو حروف.

    لقد كان العدد الأول من "الميدان"، عام 1954، حيث كانت البلاد ترزح وقتها تحت الحكم البريطاني وهو (الحكم الاستعماري)، الذي إذا قارناه بحكم "الإنقاذ" الحالي، نجده أكثر عدلاً وشفقة ورحمة، وأيضا أكثر نظاما وإنساية من هذا النظام الحالي التعس، والذي فقد الاحترام شرقا وغربا، وغدا مكروها أفريقيا وعربياً، وابتعدت عنه كل الدول الإسلامية والعربية، وازدرته دول الغرب وأمريكا رغم (انبطاحه) و (انبراشه). ماذا يمكن للصحافيين في "الميدان" أن يكتبوان والقراء قد ازدادوا إحباطاً فوق إحباط، فلا أخبار هناك أصبحت تفرحهم، ولا مقالات تعطيهم الأمل في إصلاح الحال المائل. إن سكوت إدراة "الميدان" عن الاحتفال بعيد ميلاد الجريدة هذا العام، هو نوع من الحداد غير المعلن، على بلد غرق في الفساد.. والسبهللية.. واللامبالاة. وعزاؤنا أن الجريدة التي صمدت 51 عاما، في كل أنواع الأنظمة الاستعمارية والرجعية والفاشية، لهي قادرة على الدفاع عن حقوق المسحوقين والغلابا والفقراء، الذين يزدادون عدداً، فهي صاحبة خبرة وحنكة، وخبرت الأزمات والمحن طويلا..
                  

العنوان الكاتب Date
لماذا تجاهلت جريدة الميدان هذا العام عيد ميلادها؟؟ بقلم د. بكري الصايغ Yasir Elsharif10-11-05, 03:13 AM
  Re: لماذا تجاهلت جريدة الميدان هذا العام عيد ميلادها؟؟ بقلم د. بكري الصايغ Yasir Elsharif10-11-05, 03:34 AM
    Re: لماذا تجاهلت جريدة الميدان هذا العام عيد ميلادها؟؟ بقلم د. بكري الصايغ Yasir Elsharif10-11-05, 03:39 AM
      Re: لماذا تجاهلت جريدة الميدان هذا العام عيد ميلادها؟؟ بقلم د. بكري الصايغ Yasir Elsharif10-11-05, 03:40 AM
        Re: لماذا تجاهلت جريدة الميدان هذا العام عيد ميلادها؟؟ بقلم د. بكري الصايغ Yasir Elsharif10-11-05, 03:40 AM
          Re: لماذا تجاهلت جريدة الميدان هذا العام عيد ميلادها؟؟ بقلم د. بكري الصايغ Adil Osman10-11-05, 09:56 AM
            Re: لماذا تجاهلت جريدة الميدان هذا العام عيد ميلادها؟؟ بقلم د. بكري الصايغ Yasir Elsharif10-11-05, 11:12 PM
  Re: لماذا تجاهلت جريدة الميدان هذا العام عيد ميلادها؟؟ بقلم د. بكري الصايغ خالد العبيد10-12-05, 00:08 AM
    Re: لماذا تجاهلت جريدة الميدان هذا العام عيد ميلادها؟؟ بقلم د. بكري الصايغ معتز تروتسكى10-12-05, 00:29 AM
  2 خالد العبيد10-12-05, 00:25 AM
  Re: لماذا تجاهلت جريدة الميدان هذا العام عيد ميلادها؟؟ بقلم د. بكري الصايغ خالد العبيد10-12-05, 00:28 AM
  3 خالد العبيد10-12-05, 00:30 AM
  4 خالد العبيد10-12-05, 00:33 AM
  5 خالد العبيد10-12-05, 00:35 AM
  Re: لماذا تجاهلت جريدة الميدان هذا العام عيد ميلادها؟؟ بقلم د. بكري الصايغ Yasir Elsharif10-12-05, 00:37 AM
  6 خالد العبيد10-12-05, 00:37 AM
  7 خالد العبيد10-12-05, 00:43 AM
  8 خالد العبيد10-12-05, 00:45 AM
  9 خالد العبيد10-12-05, 00:47 AM
    Re: 9 nour tawir10-12-05, 01:36 AM
      Re: 9 Yasir Elsharif10-12-05, 02:12 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de