فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..2011

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-02-2011, 09:54 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 (Re: الكيك)

    القيادي بالمؤتمر الشعبي
    د. المحبوب عبدالسلام في حوار المكاشفة
    مع (الأهرام اليوم) (1)
    2011/07/28 - 13:16
    حاوره في القاهرة - عبدالرحمن العاجب


    ذات مفاصلة لم يهرول إلى غير غاية، بل استأنى عن الزحام عند الحوض الروي.. طوع إرادته اختار أزمتئذٍ الانحياز إلى ما اعتبرها (الفكرة).. طفق بعدها ينتقد تجربة الإسلاميين في الحكم بكل جرأة في مقالاته الصحفية وكتبه.. في سفره الموسوم: (الحركة الإسلامية السودانية دائرة الضوء وخيوط الظلام) كانت أبرز ملامح زعمنا.


    بالعاصمة المصرية التقيناه، وفي حوار شفاف طرحنا عليه العديد من الأسئلة، منها المتعلق بتجربة الحركة الإسلامية في الحكم وأسباب مفاصلة الإسلاميين، مذكرة العشرة الشهيرة وأسبابها كانت حاضرة في حوارنا معه، وتطرقنا معه إلى الأهداف التي جاءت من أجلها الإنقاذ وماذا تحقق منها وعن من الذي هزم المشروع؟ عرجنا معه إلى الاتهام الذي يلاحق الحركة الإسلامية بأنها تعاني من الخواء الفكري وغياب المؤسسية والفكر.. التساؤلات حول إمكانية وحدة الإسلاميين كانت حاضرة في حوارنا، حال الأحزاب السياسية السودانية المعارضة والدعوة إلى إسقاط النظام وربيع الثورات العربية كلها وجدت نصيبها في حوارنا معه، سألناه كذلك عن مصير البلاد بعد (22) عاماً من حكم الإنقاذ وإلى أين تتجه؟ هذه المحاور وغيرها شكلت أبرز معالم جلستنا مع د. المحبوب عبدالسلام، استمع الرجل إلى جميع أسئلة (الأهرام إليوم) ورد عليها بكل طيبة نفس وأريحية وكانت حصيلة ردوده هذا الحوار..




    { من وجهة نظرك ماهي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى المفاصلة؟


    - طبعا دائماً ما يشير الإخوة في المؤتمر الوطني إلى أن الصراع هو صراع سياسي، وفي تقديري أن هذه إجابة ماكرة لأن الصراع لم يكن كذلك بل كان صراعاً حول قضايا، الإجابة كثيراً ما كررناها؛ إننا اختلفنا على أصول في ظاهرها تبدو كأنها قضايا سياسية لكن هي أصول كذلك فكرية واستراتيجية، واختلفنا على قضية الحريات العامة، والحرية مبدأ وليس مجرد قيمة تنسب وليست بالية، واختلفنا على الالتزام بالعهود والمواثيق وعلى رأسها العهد العام وهو دستور البلاد والاتفاقيات المترتبة عليه، مثل اتفاقية الخرطوم للسلام، واختلفنا على قضية بسط السلطة التي نسميها قضية الحكم اللامركزي وهذا هو التبلور الأخير للخلاف، وكان هنالك خلل في المنطلقات المتعلقة بالحركة الإسلامية في السودان والمنطلقات لم تكن فكرية محضة والفكر كان مضيعاً لحد كبير في الحركة الإسلامية وكانت بالنسبة للقيادات التي قادت الخلاف هذه طموح النخبة العادي في أنها تستحوذ على السلطة والثروة،
    وبالنسبة للقواعد هنالك روح القطيع التي تسود، وعليه لا بد من مراجعة جذرية وشاملة، وإذا أردنا أن نؤسس للحركة الإسلامية من جديد لا بد أن نؤسسها على أفكار هذه المرة مع الالتزام بها والتزام واضح جداً من أفكارها أولاً وثانياً وثالثاً، وأنا دائما أقول إن في السودان هنالك قضية واحدة هي الحرية، وفي الحركة الإسلامية هنالك قضية واحدة هي الفكر والبقايا شعاب من هذه القضية، مثلاً اللامركزية نحن نعتبرها هي نمط من أنماط الحكم لكن هي شعبة من شعاب الحرية وإذا أنت بسط حرية للناس الحرية لا بد أن تأتي بنواب منتخبين ولا بد أن تأتي بصحافة حرة ولا بد أن تأتي بقضاء عادل وعندئذٍ لا بد أن تبسط السلطة والثروة والحكم اللامركزي وهذا معروف ويدرس في العلوم السياسية أنه لا توجد فدرالية بغير ديمقراطية وهذه فرع من القضية، وهذه هي القضايا التي افترق عليها المسلمون في العهد الأول؛ عهد الفتنة الكبرى، ولذلك جاءت الحركة الإسلامية لإسلام الحياة العامة والسودانيين لا بأس في صلاتهم وصيامهم وتقواهم ويمكن بعضهم أقوى من الحركة الإسلامية، لكن أن تسلم الحياة العامة كلها لله وأن تصبح السياسة جزءاً من الإسلام وهذا هو المبدأ الذي قامت به الحركة الإسلامية الحديثة واختلفنا على هذا المبدأ العام.


    { حسناً: لكن هنالك جانب آخر مهم وهو أن هنالك حديثاً مفاده أن تنظيم الإسلاميين اختطف الثورة من العسكريين، ولذلك حدثت المفاصلة، كيف تعلق على هذ الحديث الذي يقول إن الصراع هو صراع سلطة وليس صراع فكرة؟


    - هو العكس أنت تقصد أن الإسلاميين اختطفوا السلطة من العسكريين أم أن العسكريين اختطفوا السلطة من الإسلاميين؟.


    { أنا أقصد أن الإسلاميين اختطفوا السلطة من العسكريين، لذلك حدثت المفاصلة؟


    - هو طبعا العسكريين كانوا ضباطاً وأعضاء في الحركة الإسلامية، شأننا كلنا جميعاً أعضاء في الحركة الإسلامية، عمر البشير أو المحبوب عبدالسلام، ومهما يكون كلنا أعضاء في الحركة الإسلامية وأعطينا تكاليف في إطار الثورة، والبشير أعطوه تكليف أنه يصبح رئيس الثورة، والتكليف كان من الحركة الإسلامية وعندما جئنا في الخلاف كان هنالك خلاف في كلمة (الشوكة)، الكلمة التي استوردت من التراث الإسلامي السياسي واستعملت في أيام الخلاف، وواقع الأمر أن الانقلاب والتحول كله تم بواسطة الحركة الإسلامية جميعه؛ العسكري والأمني والسياسي والفكري جميعه، ولذلك أنا كتبت الكتاب كي أثبت بوضوح أن الحركة الإسلامية هي دخلت الانقلاب وفق تخطيط استراتيجي، والانقلاب نفسه كفعل خطأ وهو اضطرار، وكثيراً ما أشار الشيخ حسن الترابي وقال نحن: «اعتبرناه اضطراراً مثل ما تأكل لحم الخنزير حتى لا تهلك من الجوع أو تشرب الخمر حتى لا تموت من العطش»، وقال إن الإسلام كثيراً ما يوأد وكل تجربة تحاول تبلغ السلطة توأد ووئدت في السودان في مذكرة الجيش التي كانت قبل الانقلاب بأشهر وكانت انقلاباً هي نفسها على السلطة المنتخبة شرعياً برئيس الوزراء وانقلابنا جاء تالياً لذلك الانقلاب، وكان لا بد أن يصلح الخطأ سريعاً وأن تبسط الحرية بسرعة ولكن تأخر هذا وكان هو خطة الحركة الاستراتيجية وأن أقصى شيء هو ثلاثة أعوام وتبسط السلطة ولكن هذا لم يحدث، والذي سرق السلطة هم المدنيون المتعسكرون ومعهم العسكريون.


    { لكن هنالك في الضفة الأخرى قيادات بارزة في الحركة الإسلامية، ما السبب الذي جعلهم ينحازون للسلطة بخلاف الفكرة، كما تفضلت بشرح الخلاف؟



    - هم كانوا يدرسوننا ونحن صغار في الحركة الإسلامية أن الولاء للفكرة وليس للرجال والطريق لمن سبق وليس لمن صدق، وهذه كانت شعارات ومبادئ وقصص لكن اختبرناها في الواقع، وأنا أخبرتك أن النخبة عادة لا تتخلى عن السلطة بسهولة، النخبة في كل العالم وما أن تبلغ السلطة، والنخبة هكذا في كل العالم وهم تعذر عليهم أن يتركوا المناصب وأن يتركوا الأموال وعندما بلغنا المفاصلة كان كل واحد منهم مرتبه من الدولة ويسكن في بيت الدولة ويسافر بمال الدولة ويحظى باحترام المجتمع لأن له منصب في الدولة، ويمكن في التطور الطبيعي أغلب الإسلاميين الذين أصبحوا وزراء وأصبحوا دبلوماسيين إذا دخلوا في منافسة عادية مع السودانيين المتعلمين لن ينالوا هذه المناصب، وهم يعلمون أن هذه المناصب لم ينالوها بطريقة طبيعية، لذلك لم يتخلوا عن السلطة التي منحتهم هذه المناصب لا أكثر ولا أقل، بعض الناس قليل جداً يعشق السلطة كما هي، ليس فاسداً ولا يريد أن يثرى من السلطة ويأكل أموال الشعب لكن يريد أن يحظى بجاه السلطة، وقليل جداً وأقل من هذا يؤمنون بأن السلطة أداة فعالة للعمل والتغيير والقرار وكذا، ولكن هؤلاء كان أغلبهم يريدون المناصب التنفيذية التي يستمتعون فيها بالجاه والمال وهذا شيء محزن لأنهم يستغلون ضعف المجتمع وهذا شيء محزن جداً.


    { حسناً: هنالك اتهام مفاده أن الإسلاميين ليس لديهم أدب اختلاف والدليل على ذلك هو عندما حدثت المفاصلة استخدموا العنف واستخرجوا (الخناجر) في صراعهم.. كيف تفسر هذه الحالة؟


    - والله هنالك فضيلة جزئية وهم استعملوا العنف اللفظي ولم يستعملوا العنف المادي إلا في صورة المواجهات التي تؤدي إلى اعتقالات، وبعض الناس من الشعبي ماتوا لكن مثلاً بالنسبة لأهل دارفور هم استعملوا عنفاً مادياً فظيعاً لكن بالنسبة للحركة الإسلامية نفسها لم يستعملوه حتى معنا نحن في المؤتمر الشعبي لم يستعملوا العنف الذي استعلموه مع الشيوعيين مثلاً، وأحياناً هم يشددون على الاعتقال بالنسبة للشيخ حسن الترابي مؤسس هذه الحركة وشخص يحظى باحترام كبير جداً أحياناً يشددون عليه في الاعتقال حتى يذهل العالم من سوء المعاملة والعنف، لكن كان الأمل أن نعمل مثالاً لنموذج لدولة إسلامية فيها معارضة إسلامية، هذا إذا التزموا فقط بشرط بسط الحرية، ونحن اختلفنا معهم في الحرية وإذا أعطونا الحرية أول شيء نحن سنفضح تمسكهم بالشعار الإسلامي وهذا أخطر شيء عليهم إلى هذه اللحظة، والشعار الإسلامي مهم بالنسبة لبقائهم في السلطة وهم حريصون عليه، وإذا أعطونا حرية نحن سنعرض هذا الشعار لخطر كبير جداً، ولذلك هم ضيقوا علينا أكثر، وفي العشر السنوات الماضية لم يضيقوا على حزب كما ضيقوا على المؤتمر الشعبي لأنه يهدد ويسبب خطراً لهذا النظام، وهم كثيراً ما ينسبون الحركات في دارفور إلى المؤتمر الشعبي وهذا نوع من تشويه السمعة، لكن هم يعلمون في قرارة أنفسهم أننا ملتزمون تماماً بأن لا نستعمل العنف المادي (السلاح) لكن هم استعملوا علينا العنف المادي والاعتقالات، ولم يحترموا حدود حرية التعبير المكتوبة في الدستور.


    { هل كانت مذكرة العشرة هي نواة لانقسام ومفاصلة الإسلاميين؟


    - والله هي الحجر الأساسي وليست نواة، هي الحجر الأساسي الذي قسم الإسلاميين وكل ما يحدث اليوم من قسمة الإسلاميين سببه الذين وقعوا مذكرة العشرة ولا يوجد في ذلك شك.


    { حسناً: من هم أبرز الأشخاص الذين وقعوا على هذه المذكرة؟


    - هم معلنون ومعروفون، وهم وزنوا في المذكرة وقالوا نأتي بأشخاص من الجيل القديم نأتي بعثمان خالد مضوي، وكذلك جيل أحدث نسبياً وعنده رمزية إبراهيم أحمد عمر، ونأتي بشخص ديني وهو أحمد علي الإمام، ونأتي بواحد من غرب السودان وهو حامد علي تورين، ونأتي بشخص يمثل المثقفين وهو سيد الخطيب وبهاء الدين حنفي، ونأتي بواحد يمثل العسكريين والجهاد والدفاع الشعبي وهو علي كرتي، ونأتي بعسكري محض وهو بكري حسن صالح، وواحد أيضاً من جهاز الأمن وجهاز الأمن فيه أجيال من الإسلاميين مهمة وهو نافع علي نافع، وأحدثوا تمثيلاً للحركة جميعها في الموقعين، وطبعاً لائحة مجلس الشورى تقول إن من حق أي عشرة أن يكتبوا ويرفعوا مذكرة للشورى، وعندما جاءوا بالأمين العام السابق نفسه وقع ممثل المؤتمر الوطني نفسه وهو غازي صلاح الدين كذلك وقع، وأعتقد أن غازي هو صاحب فكرة المذكرة أنها تختصر على عشرة فقط، وطبعاً كتبوا مبادئ كثيرة جاءت في المذكرة لكن لم يحترم ولا مبدأ فيها ما عدا ازدواجية القيادة وأن هنالك أميناً عاماً وهنالك رئيس يمنع هذا، وإبراهيم أحمد عمر ونافع علي نافع في الليلة السابقة لمذكرة العشرة في المجلس القيادي قالوا نفس الحديث والترابي قال لا بأس الحديث الذي قاله إبراهيم أحمد عمر والدكتور نافع، هذا التطور الطبيعي للتنظيم لكن دعونا الآن لا ننشئ كياناً آخر يزيد تهميش الولايات أو يشعر الناس في الولايات بأن سلطتهم تنقص ونحن نسير نحو بسط السلطة وهي كانت مبادئ لا بأس بها.


    { باعتبارك جزءاً من تجربة الحركة الإسلامية في الحكم كيف تنظر إلى الأهداف التي جاءت من أجلها الإنقاذ و(البيان الأول) وماذا تحقق منها حتى الآن؟


    - والله طبعاً كان من المفترض أن يكون المجتمع السوداني أكثر ديناً ويكون أكثر علماً ويكون أكثر رفاهية ويكون أكثر تأثيراً في محيطه الإقليمي والدولي ويكون أقوى اقتصاداً ويكون أفضل تعليماً وهذا جميعه لم يحدث، وحتى التنمية التي حدثت ما كانت متوازنة تركزت في شمال السودان حيث يقل عدد السكان وأهمل الجنوب وأهمل الشرق وأهمل الغرب، وانتشر الفساد الذي يزكم الأنوف ولا توجد معالجة قضائية ولا حتى معالجة تنظيمية لهذا الفساد، والجنوب انقسم وراح، والحرية، السودان ليست به حرية إلا الحرية التي تنتظم مع عملية بقاء المؤتمر الوطني في الحكم، وحصادنا سيئ جداً، ولذلك نحن علينا مسؤولية أن نغير هذا الواقع وهذه الجريمة الكبرى التي ارتكبناها في حق الشعب السوداني ولا بد أن نعمل على تغييرها.


    { ثمة من يقول بأن مشروع الإنقاذ هُزم، فمن الذي هزمه؟


    - الإسلاميين هزموا مشروعهم بأنفسهم لأنهم لحظة المفاصلة ولحظة عام 1999م عندما ارتدوا على الدستور وارتدوا على الحريات وارتدوا على الحكم اللامركزي ولولا ذلك لكانت أمورنا استقرت داخلياً إلى حد كبير والحصار الذي امتد من عام 1991م بعد حرب الخليج وبعد الغزو الثلاثي من أوغندا وأرتريا وأثيوبيا أمورنا كانت استقرت، وعندما كتبنا الدستور بدأنا جدلاً مع المجموعة الأوربية وبدأنا جدلاً مع الأمريكان وكان الحوار يمضي جيداً وكان مؤكداً أن هذا الحوار سينتهي إلى أن تطيب علاقاتنا الإقليمية مع مصر أيام مبارك ومع المجموعة الأوروبية ومع أمريكيا، وكان مؤكداً أن هذا سيحدث، وإذا استمررنا كحزب واحد وحركة إسلامية واحدة موحدة لكنا أنقذنا السودان، وخاصة إذا أخلصنا في موضوع بسط الحريات وقسمة السلطة والثروة الحقيقية، وأعطينا الآخرين فرصة للمنافسة ومشاركتهم في السلطة، والحركة الإسلامية كان اسمها الدعوة أصلاً يتم تجنيد الأفراد فيها بغرض الدعوة وكانت مهمتها هي المجتمع وليس الدولة وليس الحكومات والوزارات، وهم مسؤولون عن فشل مشروعهم بعد أن استقام وانتهت السبع سنوات العجاف وكنا في السبع سنوات الحصاد التالية، والعام الذي حدثت فيه المفاصلة هو العام الذي يغاث فيه الناس وفيه يحصدون.


    { ما تعليقك على الحديث الذي يقول إن الإسلاميين كسبوا الدنيا وخسروا الآخرة؟


    - صحيح هي الدنيا نفسها كسبوها بنفوس منكسرة، ولم تطب لهم الدنيا وكل يوم هم في مشكلة، يوم حرب في دارفور ويوم محكمة جنائية دولية وكل يوم هم في مشكلة، وحتى الدنيا لم تطب لهم، وأحد المثقفين الجنوبيين قال لي لماذا ترك الإسلاميون الإسلام من أجل البيوت والسيارات والأرصدة المليونية، وهذا حدث لأن الإسلاميين باعوا العاجلة بالآخرة.


    { بعد كل الذي حدث.. هل هنالك إمكانية لوحدة الإسلاميين من جديد؟


    - والله أنا أحد الذين جلسوا مع المرشد العام للأخوان المسلمين في مصر، والمرشد قال إن الإمام حسن البنا ما كان هدفه أنه يصلح المجتمع بل كان هدفه هو وحدة المسلمين وتوحيد الملة وتوحيد أهل القبلة، ووحدة المسلمين هدف رئيسي عند البنا، ولذلك هو يريد أن يسعى ولا ييأس أبداً من أن يجمع الحركة الإسلامية، وقلنا له أنت شخص وقعك كبير في السودان كله واذهب واسعى بين السودانيين بين (المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي وحزب الأمة والاتحادي الديمقراطي والحزب الشيوعي والناصريين والقوميين وحركات دارفور وحركات جنوب كردفان وحركات النيل الأزرق وحركات شرق السودان).. قلنا له إسع بين هؤلاء الفرقاء جميعاً، وقلت له نحن نلخص لك مشكلتنا مع المؤتمر الوطني في كلمة واحدة هي (الحرية) ولا توجد مشكلة خاصة بيننا وبين المؤتمر الوطني، ويجب أن نسعى بيننا بالحسنى، بمعنى أننا نؤسس هذه البلاد على الحرية، ونطرح برامج حتى نصل بخطوات سريعة للتجربة التي وصلت لها بريطانيا وأمريكا وفرنسا عبر أجيال، وعلينا أن نحاول أن نحدث هذه التجرية في السودان بين هذه التيارات وهذا لإصلاح المجتمع وفائدته، والسودان محتاج إلى مصالحة بين الكتل الكبيرة ومحتاج إلى وحدة على قاعدة حرية وعندئذ تحل مشكلة الإسلاميين وتحل المشاكل الثانية، ويبقى على المؤتمر الوطني الآن أن يتخلى عن الاستمساك العجيب بالسلطة لصالح وحدة الإسلاميين ووحدة البلاد نفسها.


    { أنا أقصد بالضبط وحدة المؤتمرين (الوطني والشعبي)، أنتم متهمون بالتشدد؟


    - لا يوجد تشدد لكن هنالك قضية الحرية هذه ونحن نطالب بأن تبسط الحرية ويلتزم بها، وهذه مسألة جوهرية وقعها صعب على الناس لأن الحرية كما قلت لك تأتي ببسط السلطة وتأتي ببسط الثروة وتأتي بالعدالة أيضاً والشخص الذي ارتكب جريمة يجب أن يذهب إلى المحكمة، وهذا نظرياً حديث جميل لكن عادة لا يحدث، وهم الآن يتحدثون عن أن دكتور نافع لماذا وقّع الوثيقة في أديس أبابا؟ وهذا جاء لأنه انهزم في المعركة العسكرية والعصا الدولية تم رفعها وهو يعرف أن يوم 9 يوليو اقترب وذهب ووقّع وهو أكثرهم تشدداً، وآخرون عندهم حالة انتحارية ومستعدون لأن يواجهوا العالم ويذهبوا هم والسودان، ولذلك نسفوا الاتفاق الذي وقعه دكتور نافع، وهؤلاء لا يصغون إلى صوت إلا إذا كان هذا الصوت يحمل السلاح وهددهم وهدد وجودهم وبقاءهم وهذه مسألة خطرة على السودان، ونحن ليس لدينا قضية خاصة مع المؤتمر الوطني والقضية العامة هي قضية الحرية والتي يجب أن تبسط ونلتقي نحن وهم بعد ذلك في برنامج،وطبعاً صلة الحركة الإسلامية الاجتماعية أقرب من صلة الرحم، لكن هذه الحقيقة حقيقة عرضية، وليست الحقيقة الجوهرية، والحقيقة الجوهرية هي أننا اجتمعنا على أن هنالك برنامجاً إسلامياً نريده أن ينفذ في البلاد وهؤلاء هددوا هذا البرنامج، وبالتالي تلقائياً «اتنسفت» الوحدة الجانبية الاجتماعية، وعلى الإخوة في المؤتمر الوطني أن يصلحوا هذا الأمر الأساسي وبعدها ستنصلح بقية الأحوال، وعلاقاتنا الاجتماعية وزياراتنا وصداقاتنا وزواجنا جميعه سينصلح.



    بعد مرور(22) سنة على انقلاب الإنقاذ الذي قام به الاسلاميون على النظام الدستوري، وبعد أن انفصل الجنوب، الى أين تتجه البلاد الآن؟


    - انفصل الجنوب واشتعلت أبيي واشتعلت جنوب كردفان، وجنوب النيل الازرق على حافة الحرب، وشرق السودان صامت لكن لا تدري ماذا يخبئ، وفي الغالب أنه يخبئ خطراً، وهذا جميعه يحتاج الى مدخل جذري شجاع، وليس شعارات، وماذا تعني الجمهورية الثانية، وهؤلاء يجلسون في الحكم (22) سنة، الجمهورية الثانية تبدأ بأن يستقيل المؤتمر الوطني وحكومته، وعندئذ نصدق ان هنالك جمهورية ثانية، وتأتي حكومة انتقالية فوراً ونبدأ في اجراءات انتخابات ودستور انتقالي يمهد الى دستور دائم، وعندئذ نفهم ان هذه الحكومة عادت الى رشدها وهنالك تغيير حقيقي. فعندما تقوم انتخابات في البلاد والمؤتمر الوطني يكسب البرلمان بالكامل.. أين المؤسسية الآن؟ مع العلم ان البرلمان هو الذي تحدث فيه كل التوافقات ويسمى بـ (الكومبرمايس) والسياسة تصنع في الجمعية التأسيسية وفي البرلمان، وعندما تغلق البرلمان على حزب واحد سيلجأ الناس الى الشارع أو السلاح.


    { قضية دارفور هي من القضايا المهمة وأصبحت الآن أكبر قضية تؤرق جميع السودانيين ومرت عليها أكثر من ثماني سنوات وعلى الرغم من أنه تم توقيع أبوجا إلا أن القضية لم تحل، وقبل أيام تم توقيع اتفاقية الدوحة ولا زالت هنالك عدد من الفصائل تحمل السلاح. ما هي رؤيتك وتصورك الموضوعي لحل قضية دارفور؟



    - مطالب دارفور تبلورت في أبوجا الثانية، وهذه المطالب فيها نائب رئيس وفيها نصيب في السلطة التنفيذية وفيها إقليم واحد، وكان هنالك عدد من الحلول يمكن جدا أن تسعف، وهذا لم يحدث، والحكومة لم تتصرف كحكومة كبيرة وتصرفت كشخص غاضب من آخر، وظنوا أن هنالك تمردا محدودا من جماعة حركة العدل والمساواة بتوجيه وتغذية من المؤتمر الشعبي، وردوا على التمرد بعنف أضعاف التمرد، وكان يجب عليهم أن لا يتجاوزوا رد الفعل كي يصبح عدواناً، وهذا الذي حدث في دارفور، وأصبحت هنالك مأساة وفضيحة عالمية حدثت، وفي شهر فبراير الماضي في عام 2010م تم توقيع بروتكول لحل المشكلة، والبشير نفسه أعلن في الفاشر أن هذا اليوم هو آخر يوم في الحرب، لكنه عاد الى الخرطوم فكان التقدير، وفكروا في أنه اذا عاد خليل ابراهيم الى الخرطوم وتولى منصب نائب رئيس عندئذ المؤتمر الشعبي سيعود الى القوة والترابي سيعود متحكماً، وهم الذين نقضوا الاتفاق الذي كان يمكن أن يحل المشكلة، وهم حاربوا أنفسهم بأنفسهم وتعقدت المشكلة وصنعوا حركة اسمها التحرير والعدالة، صناعة،

    وهي حركة غير طبيعية ولم تخرج من الميدان كما خرج خليل وعبد الواحد ومناوي وغيرهم، والدكتور التيجاني سيسي هو موظف في منظمة دولية وجاء وأصبح رئيس حركة، وقوة حركة التحرير والعدالة مستمدة من الاعتراف الدولي بها، وأنا كان رأيي أن الاخوة في حركة العدل والمساواة وحركة عبد الواحد وحركة مناوي يجتمعون مع التيجاني سيسي ويصلون الى موقف تفاوضي واحد، وكان هذا ممكنا، لكن أيضا الحركات تجاربها وطموحاتها الشخصية هي التي تحدث المشكلة، واذا تعامل الاخوة في الحركات الاخرى مع التيجاني سيسي جيدا يمكن أن تتفق مبادئهم على موقف تفاوضي واحد، وقبل عام كانت الحكومة تقول ان التيجاني سيسي أسوأ من خليل ابراهيم لأنه أصبح يكرر نفس المطالب، وعندما تعذرت وحدة دارفور هو وقع كي يبحث عن خلاصه الشخصي، وهم جلسوا في الدوحة عامين وهذا كفاية، والاحتفال الذي تم عقب التوقيع لم يكن عنده معنى سياسي ولا معنى عسكري، لكن علي أية حال طوينا صفحة الدوحة وبعدها سيبحث أطراف الصراع عن منبر آخر وحل آخر وأي شئ آخر ولا بأس.


    { ما هو تصورك الموضوعي لحل قضية دارفور؟


    - بعد انفصال الجنوب لا يكفي أن تعطي الناس مناصب فقط، بل يجب علينا أن نبحث عن عقد اجتماعي جديد، والحركات التي تحمل السلاح والمعارضة والمشاريع الموجودة، ونيفاشا نفسها هي وثيقة مهمة جدا، ومن قبل سوار الذهب وعثمان عبدالله كان عندهما مبادرة فيها تفاصيل مهمة والطيب زين العابدين ومحجوب محمد صالح وحسن الترابي كان عندهم مبادرة مهمة جدا وكانت فيها فكرة حكومة انتقالية، والصادق المهدي عنده مشروع تراض وطني، والسيد محمد عثمان الميرغني عنده مشروع الاجماع الوطني ولا بأس، كل هذه الاوراق في النهاية يمكن أن تتلخص في شئ واحد، وحتى ورقة قطاع الشمال الذي سيتأسس كحزب جديد، هذا جميعه سيساعدنا في أن نؤسس عقدا اجتماعيا، لكن العقد الاجتماعي ليس حديثا نظريا بل هو يتأسس في الواقع، وأن تبسط حريات حقيقية ونطمئن جميعا في أننا اذا خضنا انتخابات نخوضها في ظل حكومة انتقالية بحيث لا تبدل فيها الصناديق كما حدث في الانتخابات الماضية، ويجب أن لا يأتي نفس الناس الذين حكمونا (22) سنة ويريدون أن يحكموا مرة أخرى (22) سنة، ونحن لا نريد عقدا اجتماعيا جديدا اللاعب الرئيسي فيه هو المؤتمر الوطني لأنه هو الممسك الآن بالسلطة، واذا أصر سيظل الناس في نزاع معه يمتد من دارفور والى كذا والى كذا، وأنا تقديري الشخصي ان الساحة السياسية السودانية على مستوى من النضج، والذي لم ينضج هو المؤتمر الوطني فقط، جميع هذه الاحزاب تقبل الحريات الآن.



    { هنالك حديث يتردد دائما في الاوساط السياسية، وهو أن قضية دارفور سببها الاساسي صراع وانقسام الاسلاميين، هل توافقني الرأي في هذا وكيف تنظر الى هذا الحديث؟



    - هو طبعا سبب عرضي من ناحية، وهو ان كثيرا من الناس كانوا اسلاميين وذهبوا وانضموا الى حركة العدل والمساواة وكانوا (مؤتمر وطني ومؤتمر شعبي) لكن المؤتمر الشعبي أساسا دعى الى أن تبسط ثروة وسلطة للأقاليم وللولايات، والمؤتمر الوطني انتكس على هذا المبدأ، وتصارعنا على أن ينتخب شعب الولاية الوالي كما ينتخب شعب السودان رئيس الجمهورية على نفس النمط، والاخوة في المؤتمر الوطني أخلوا بالحكم الفدرالي وأحدثوا أزمة، وأخلوا بمبدأ الحكم اللامركزي الذي انتهى بتمرد دارفور، وكثير من أهل دارفور انحازوا في الأول الى المؤتمر الشعبي وبعد ذلك رأوا أنه لا يجدي مع هذا النظام الا أن تحمل السلاح، ونحن ظللنا على قناعاتنا.. وقد رأينا ما حدث في الجنوب ولا نريد أن نكرره في دارفور ولا في أي مكان، ولا نريد أن نحمل السلاح وسنظل ندعوا بالحسنى والوسائل المدنية، ومن هذه الناحية هي نتيجة عرضية لانقسام الاسلاميين، لكن نتيجة جوهرية للنكوص عن مبدأ اللامركزية.


    { لكن في الضفة الاخرى نجد ان المؤتمر الوطني دائما ظل يتهمكم كحزب بأنكم تتبنون حركة العدل والمساواة وهي الذراع العسكري للمؤتمر الشعبي كيف ترد على ذلك الأمر؟


    - هذا اتهام سياسي، لأنه طبعا عندما تنسب المسألة للمؤتمر الشعبي وبعدها تنسبها الى الترابي، عندئذ تخيف الغرب والغربيين والاوربيين والامريكان، ويقولون ان هؤلاء خلفهم الترابي، وهذا يعني ان هؤلاء اصوليون، وكانت هي كأداة ومادة للدعاية السياسية المضادة.. كانت بالنسبة لهم قوية ومفيدة، ولكنهم يعلمون حق العلم ان المؤتمر الشعبي لا يوجه العدل والمساواة ولا يتحكم فيها، وهم يعلمون حق العلم أننا لا دخل لنا بما تخطط له حركة العدل والمساواة، وحتي الاخوة في حركة العدل والمساواة يقولون هذا، وهم حركة مستقلة عنا تماماً، والآن الغرب نفسه أصبح لا تنطلي عليه هذه الدعاية وأصبح متأكدا من ان هذه الحركة لا يتحكم فيها الترابي ولا يتحكم فيها غيره.


    { لكن في الواقع نجد ان جميع قيادات حركة العدل والمساواة كانوا بعد مفاصلة الاسلاميين ينتمون الى المؤتمر الشعبي؟


    - قلت لك إنهم نظروا الى الحزب الذي تبنى قضيتهم، وإنهم من الهامش، وكان التهميش سيعالج ببسط السلطة والثروة، والترابي أصر على أن يمضي هذا المبدأ حتى نهايته، ولكن جماعة (الوطني) انتكست عليه، والاخوة الذين كانوا في حركة العدل والمساواة انضموا لنا في الاول، وبعد ذلك لم يقتنعوا بأساليبنا السلمية وذهبوا وحملوا السلاح، وآخر واحد انضم اليهم كان هو ابراهيم الماظ.


    { اذا استمرت قضية دارفور أكثر من ذلك وتأزمت أكثر، هل يمكن أن يقود ذلك الى أن تطالب دارفور بحق تقرير المصير وتلحق بالجنوب؟


    - طبعاً هو أصلا تطور في الموقف، والجنوب كان يطالب بالفدرالية ونحن في الشمال رفضنا، وبعد قليل طالب بالكونفدرالية ونحن رفضنا، وعندئذ اختار الانفصال، ودارفور اذا شدد المؤتمر الوطني عليها الحرب وعسر عليها ستكره العروبة وتكره الاسلام وتختار أن تذهب بعيدا من هذا، وهذا حدث في بلدان كثيرة.


    { كيف تنظر الى حال السودان بعد انفصال الجنوب وقيام دولة السودان الجنوبي المستقلة؟


    - والله طبعا سنن التاريخ وتجاربه ليست مبشرة، وأي دولة تخرج من دولة يتحاربان، باكستان والهند تحاربتا في السبعينات، وخرجت بنغلاديش من باكستان وتحاربتا كذلك والكوريتان الشمالية والجنوبية متحاربتان أيضا، وأمثلة أخرى، وأي دولة تخرج من دولة سيكون بينهما حرب، ونحن لم نفترق أصدقاء بل افترقنا ولم نحسم الحدود وأبيي والبترول وخط الانابيب والجنسيتين وقضايا ما بعد الاستقلال جميعها لم تحسم، وبعد ذلك المؤتمر الوطني سوف يغذي المليشيات الجنوبية للاطاحة بسلفاكير، وسلفاكير أيضا سيغذي مليشيات شمالية تحارب الشمال سواء أكان في دارفور أو النيل الازرق أو في جبال النوبة، وهذا سيحدث قطعاً، والسياسة هكذا،


    واذا أراد الطرفان أن لا يصلا الى تسوية للقضايا العالقة يجب عليهما أن يتحملا هذه التبعات، وبشرنا مبعوث الرئيس الامريكي بخارطة طريق، وقال اذا لم تنفذ ستزيد الضغوط الدولية وقد ندخل في حرب وقد نفقد البترول، والآن فقدناه طبعا، وقد تزيد علينا الضغوط الدولية، واذا تماسكت جبهتنا الداخلية بعقد اجتماعي جديد عندئذ نستطيع أن نصد غلواء العالم علينا، وأصلا العالم يدخل من الفراغات التي يحدثها الصراع، واذا نحن قفلنا المسافات هذه، ويمكن طبعا أن تقفل، إذا حدثت مصالحة كتل وحدث عقد اجتماعي، واذا أغلقنا هذه المسافات، عندئذ التدخل الدولي سيكون لصالح السودان ولخيره، والعلاقات بين الدولتين ستطيب، ونحن علاقتنا في المؤتمر الشعبي مع الحركة الشعبية أفضل بكثير من علاقة المؤتمر الوطني الذي كان يشاركها الحكم، واذا أصبح لنا سهم في السلطة وإذا حزب الامة أصبح له سهم في السلطة والميرغني الذي كان رئيس التجمع أصبح عنده سهم في السلطة، والشيوعيين الذين كثير من أعضائهم في الحركة الشعبية سابقاً.. هؤلاء جميعا سيسهمون في علاقة خير بين الشعبين، والمسيرية ستذهب أبقارهم وتصل حتى آخر الجنوب اذا طابت العلاقات، ونطبق فكرة الحدود الناعمة، واذا لم يحدث ذلك سيتكرر ما حدث، واذا نظرت الى مسيرة نيفاشا تجدهم أنهم دائما في حالة اختلاف، وهؤلاء غير صالحين في أن يحدثوا علاقة بين بلدين متجاورين، ولذلك عليهم أن يفتحوا للناس الآخرين، والجنوب نفسه يجب عليه أن يفسح المجال للمعارضة حتى لا تصبح هنالك دولة أفريقية فاشلة وفاسدة جديدة.



    { ما هي رؤيتك في الدعوة للجمهورية الثانية التي دعا لها نائب رئيس الجمهورية، هل ستنجح هذه الجمهورية في ظل الازمات التي لا زالت تلاحق السودان الشمالي بعد الانفصال؟


    - تبدأ الجمهورية الثانية باستقالتيهما، الرئيس ونائبه، وتأسيس حكومة انتقالية تبسط شورى واسعة بين السودانيين، وتأسيس عقد اجتماعي جديد، عندئذ نصدق ان هنالك جمهورية ثانية، واذا لم يكن ذلك كذلك سيكون مجرد دعاية سياسية مثل المشروع الحضاري ومثل سلام نيفاشا (السلام الشامل) ومثل التراضي الوطني ومثل محاربة الفساد، وجميعها شعارات لم تتحقق في الواقع وظلت أقوالا وليست أفعالا كما يقول الامريكان.



    { بعد استقلال الجنوب واتجاه الحكومة لقيام الجمهورية الثانية، رغم ذلك نجد ان هنالك دعوات برزت في الحال الى اقامة دولة عربية اسلامية في الشمال. أليس هذا يتناقض مع الجمهورية الثانية التي يدعو لها هؤلاء وكيف ترد على هذا الامر؟


    - الاسلام والعروبة لا يحتاجان الى دولة، الاسلام يحتاج لدعوة ويحتاج لفكر اسلامي يجدد الحياة الحديثة، التعليم الحديث والاقتصاد الحديث والدفاع الحديث، ويؤسس على فكر اسلامي متطور، وهذا عمل ضخم يشترك فيه جميع العالم بمنهج جديد، والعروبة تحتاج الى أنك أنت تقوي الثقافة العربية في السودان، وهؤلاء الذين يتحدثون عن العروبة لا يعرفون لغة عربية (والله لايعرفونها) والعروبة تحتاج لثقافة وتحتاج لفكر وتحتاج إلى شِعر وتحتاج الى تجويد للغة، وهذا جميعه لا يرعونه، والعروبة هي المحتوى الفكري والثقافي والحضاري الذي يخصها، والذين يتحدثون عن ان السودان عربي والوجود العربي الاسلامي والله لايدركون معناه الحقيقي، والفكر الاسلامي يحتاج الى تجديد ولا يحتاج الي دولة، والثقافة العربية تحتاج لتجديد ولا تحتاج لدولة ولا تحتاج لوزارة ثقافة كي تتجدد، بل تحتاج لمثقفين حقيقيين مهتمين بالثقافة العربية وتجديدها.



    { لكن هنالك تيارات متنامية جدا الآن تتبنى هذا الطرح وهذه التيارات، من بينها منبر السلام العادل بقيادة الطيب مصطفى، وفي حديثهم دائما يتحدثون عن ان السودان بعد انفصال الجنوب أصبح دولة عربية اسلامية، مع العلم ان هنالك أقليات أخرى في السودان لا اسلامية ولاعربية؟




    - نعم، وحتى بعد انفصال الجنوب هنالك مجموعات في الشمال غير عربية، وصلاح أحمد ابراهيم قال قصيدة واضحة جدا.. قال فيها (كذاب في هذا السودان من قال أنا العربي النقي) وما قيمة أن تكون أصولك عربية مائة بالمائة وغير مختلطة بالعنصر الزنجي؟ والأفضل أن تكون مختلطاً لأن ربنا خلق البشر كي يتمازجوا وعندما يتمازجون سيكون هنالك أجمل الناس وأذكاهم، ونحن نعرف الخلطات وماذ تخرج، وهذه دعوة ليس لها معنى وهي دعوة سهلة جدا ومغرية، وهؤلاء طبعا يريدون مشكلة يزيدون بها الفتنة العنصرية هذه، والسودان هذا لم تكن فيه مشكلة حقيقية، والسودانيون انسجموا في المدارس وفي الجيش وفي الخدمة المدنية وفي التنقلات التي تحدث لموظفي الخدمة المدنية والمعلمين، والسودان كان يمكن جدا أن ينسجم، والسودانيون منفتحون، ويمكن أن يستقبلوا عشرات الآلاف من غرب أفريقيا ويصبحوا جزءا من النسيج السكاني، والآن لدينا أقلية كبيرة من غرب افريقيا، ونحن شعب مفتوح وليست لدينا العنصرية الوطنية التي يسمونها (الشوفينية)، ومنبر السلام العادل نفهم جيدا أن لديه مآخذ على نيفاشا ويعتقد أنها أعطت الجنوب أكثر ممّا يستحق، وأنا شخصيا لا أقف مع هذا الرأي، وعلي الحاج كان يقول اذا الجنوب يريد ثروة وسلطة أنتم أعطوه، اذا كان مقابلها ان الاسلام ينتشر ويمتد في افريقيا، والآن أنت أقمت دولة جديدة حجبت الاسلام والعروبة عن بقية افريقيا.



    { في ما يتعلق بالدستور، هنالك دعوات من قبل القوى السياسية الى وضع دستور دائم للبلاد، هل تعتقد أنه يمكن أن يقود الى تغيير ايجابي في السودان؟



    - نحن اذا ذهبنا الى بداية التجارب الانسانية وبداية العلوم السياسية وبداية الفقه الدستوري نجد ان الحكومة غير مفوضة من الشعب ولا يمكن أن تضع دستورا، ولا بد أن تقوم بتشكيل جمعية تأسيسية، والجمعية التأسيسية هي عادة لا تكتب الدستور لكنها تكون لها لجنة تمثل فيها القوى السياسية جميعها والاتجاهات الفكرية والمناطق وهكذا، وتضع لها وثيقة، وهذا الوثيقة تأتي وتناقش في قراءة أولى وقراءة ثانية وقراءة ثالثة ويصوت عليها في البرلمان، وبعدها تطرح على الشعب ليستفتى عليها، وهي لازم فيها التفويض الشرعي كي تضع الوثيقة، وبالمناسبة دستور عام 1998م هو دستور ممتاز ونيفاشا اتفاقية جيدة لا بأس بها لكن روح الاتفاقية هي الأهم، الآن هل بريطانيا بها دستور؟ لم يكن بها دستور لكن الاعراف تسود فيها ولا شئ يحتم على رئيس الحزب الذي انهزم في الانتخابات أن يستقيل في نفس اليوم لكنه سيستقيل فورا، والملكة لا تستطيع أن تعين رئيس وزراء الا وفقا لهذه الاعراف لأنها تصبح أخلاقا وأقوى من التي تمت كتابتها في الورق، والورق تم الغاؤه في يوم واحد، وفي 12/12/ 1999م الموافق 4/رمضان ألغي الدستور بحيلة سياسية ولم يقاتل عنه أحد لأن روحه لم تتمكن لا في الاسلاميين ولا في عامة الشعب.



    { الآن هنالك اتجاه يسير نحو الدستور وهنالك لجان تكونت لمناقشة هذا الأمر؟


    - أنا أعتبرها مخادعة من المؤتمر الوطني.


    { هل تقصد أن المؤتمر الوطني لا يريد تغيير الدستور أو وضع دستور جديد للبلاد يلبي طموحات الشعب السوداني؟



    - هو يعلم ان هنالك فراقا سياسيا أحدثته نيفاشا ويريد أن يشغل الناس والساحة السياسية بمجادلات لكن لا تغير حقيقة الواقع.
    { في ظل هذ الجدل ك


    يف تنظر الى دعاة الدستور الاسلامي.. مع العلم أن هنالك تيارا عريضا يدعو اليه؟




    - الذين يتحدثون عن دستور اسلامي لا يعرفون ما هو الدستور، أغلبهم، ونحن في السودان أحدثنا تجربة في ينايرعام 1987 ووضعنا ميثاق السودان، وهذا يعتبر فتحا للفكر الاسلامي لأن البلد فيها تعدد، ولذلك فكرنا في كيف ندير هذا التعدد اسلامياً وكيف نعمل فدرالية وشريعة ونحترم فيها حقوق الاقليات، مع العلم ان الديمقراطية هي احترام حقوق الاقليات أكثر من حقوق الاغلبية، ونحن في عام 1987م وضعنا مثالا ممتازا وأتينا في عام 1998م ووضعنا دستورا جيدا وهو في جوهرة اسلامي، وكان هنالك موقفان حول الدستور هما موقف انصار السنة الذين قالوا هذا ليس دستورا اسلاميا، وموقف الكنيسة القبطية التي قالت هذا دستور اسلامي بالكامل، ويبدو واضحا ان الحقيقة تقع بينهما، وهو دستور يرضي كل الناس وفي نفس الوقت يخدم جوهريا قضية الاسلام، وبدأنا هذه المعركة عام 1964م والدعوة لجبهة ميثاق اسلامي يحكم الحياة العامة، وأتينا فصّلناه في عام 1968م وفي عام 1998م كدستور اسلامي، والتجارب عندنا ولم ننص على أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام ولم ننص على أن رئيس الجمهورية يكون مسلما لأنه في ذلك الوقت الجنوب كان موجودا، وهذه كانت مسألة مهمة، وعندنا فقه وكسب لا بأس به ويمكن أن نستعمله ويأتي دستور معانيه اسلامية، وقطعا المعاني الاسلامية الموجودة في دستور 1998م أضعاف الموجودة في الدستور الانتقالي الذي حكم به المؤتمر الوطني في الفترة الماضية، واذا وضع المؤتمر الوطني دستوراً شعاراته اسلامية سنجد انه ما زال الفساد سارياً ولا تزال الحريات مكبوتة ولا تزال الحرب في دارفور وفي جبال النوبة وفي الشرق. ما قيمة هذا الدستور الذي لا يوقف الحرب، يجب علينا أن نبحث عن روح اسلامية للدستور.



    { هل أنتم في المؤتمر الشعبي من دعاة الدستور الاسلامي أم لديكم دعوة أخرى لدستور آخر؟



    - نحن من دعاة الدستور، لكن الدستور الاسلامي كما كتبناه في دستور عام 1998م وهذا هو الدستور الاسلامي الذي ندعو اليه والذي قال فيه السفير الفرنسي ان الحريات الموجودة فيه أكثر من الحريات الموجودة في الدستور الفرنسي.



    { لكن هنالك تخوف من اعادة تكرار فشل تجربة الدستور الاسلامي؟



    - الدستور لم يتم تطبيقه، دستور1998م لم يعش الا أشهراً قليلة وارتدوا عليه ونقضوا أصوله المتمثلة في الحريات العامة ومبادئه الموجهة التي لا تتغير ذاتها بالبرلمان، ونقضوا الحكم الاتحادي الذي جاء فيه ونقضوا الاتفاقيات الملحقة به ولم يتم تطبيقه ولم يقرأ، وأغلب الذين هم موجودون في السلطة لم يقرأوا دستور 1998م منذ ذلك الوقت والى اليوم، وأشك في أنهم قرأوا نيفاشا، وأنت من قبل قلت هنالك أزمة خواء فكري وهي تتمثل في أن هؤلاء لا يتعاملون مع الوثائق بمسؤولية كبيرة فكرية وتاريخية.

    في ظل التعدد الثقافي والديني الموجود في السودان الشمالي تبدو الدعوة إلى دستور إسلامي كمحاولة لإقصاء الآخر!!
    - كما قلت لك، وثيقة ميثاق السودان في يناير 1987م نحن نعتبرها إسلامية لإدارة التعدد، في فهمنا للسياسة نحن نعدها عبادة لله سبحانه وتعالى ونكسب بها الأجر وهذا مدخل للسياسة، ولا نريد أن نكون سياسيين؛ نفصل السياسة عن الدين بهذا المعنى، نعلم أن هناك (آخر) وهناك تعددية في السودان نرغب في إدارتها دون أن نظلم الأقليات (المسيحي والجنوبي وغيرهم)، وبذا نقدم نموذجاً للعالم.. إذا قرأت دستور 1998م ستجد فيه حلاً لهذه المشاكل، ويمكن أن نتقدم خطوة أخرى كما حدث في المداولات الأخيرة بـ(نيفاشا) في أنه يمكن أن تطبق الشريعة على المستوى الفردي وعلى غير المسلمين لا تسري. دستور 1998م قوانينه كانت لا تمنع المسيحيين من أكل الخنزير وشرب الخمر.. كانت فقط تعاقب المسلم إذا فعل هذه الأفعال، بالطبع نحن نأمل أن يعالج مجتمعنا لوحده هذه المشاكل ويعافيها بغيرما حاجة إلى سلطة.


    { حسناً: في الدستور الإسلامي الذي تدعون إليه هل يمكن لغير المسلم أن يكون رئيساً للدولة؟



    - أكيد.. وأنا كتبت مقالاً وقلت سأصوت لسلفاكير لأنه في ذلك الوقت كان سيحفظ لنا وحدة السودان، واليوم إذا جاء مسيحي أخلاقه ممتازة ويحترم الدستور ويحارب الفساد وصادق في كلمته للشعب وفي وعوده فهذا يكفي، وجاءوا بمسلم سوابقه سيئة جداً وديكتاتور وفاسد وقتل شعبه فبداهةً لن أصوت له..!!


    { المعارضة متهمة على الدوام بالضعف والتشرذم، بما في ذلك كيانكم (الشعبي)؟



    - الأحزاب تم كبتها ولا توجد حرية، إذا وجدت كانت هذه الأحزاب ستعالج مشاكلها ومشاكل قياداتها وأزمة تعاقب الأجيال، والآن يشتكون ويقولون إن الميرغني، الصادق، الترابي ونقد جلسوا طويلاً، لكن التبادل الطبيعي للأجيال والمناصب والخبرات يتم في ظل الحرية!! الآن لا يوجد حزب يستطيع أن يقيم مؤتمراً حراً ويقول فيه كل ما يريد قوله، وإذا كانت هناك حرية فإن التيار الغالب في الحزب سيحمل قيادته حملاً على أن تتوحد ولا تتشرذم، لن تكون هناك أزمة بين (مبارك والصادق) أو أخرى بين (الميرغني وحسنين)، في وجود الحريات فإن جماهير الحزبين ستحل الإشكالات القائمة، و(الشعبي) ليس فيه تشرذم الآن، بل ويبدو متماسكاً في ظل الاضطهاد الذي يمارس عليه، ويمكن عندما يأتي ابتلاء الحرية تحدث به مشكلة قيادة أو هكذا لكن سيتم حلها بلا شك،علينا فقط أن نحترم المبادئ العامة واستيعاب قوانين الديمقراطية القائمة على نزاهة الانتخابات وعلى الشفافية والصدق والمحاسبة وعلى التبادل السلمي للسلطة داخل الحزب، عندئذٍ سنؤسس ديمقراطية رشيدة.



    { ثمة خلافات داخلية في الأحزاب وتشرذم وخصوصاً في الحزبين الكبيرين (الأمة والاتحادي).. أليس من الظلم تعليق الإخفاقات الداخلية على شماعة الحريات وحدها؟



    - أي إنسان من حقه أن يكون له طموح مشروع في أن يكون رئيساً للحزب، لكن هذا الطموح ينبغي ألا يتم فرضه على الناس بالقوة بل يجب أن يأتي عبر أجهزة الحزب لأن هناك آخر ينافسك في نفس الطموح المشروع لكن تأتي بي الأغلبية. غياب أخلاق الديمقراطية يتعذر معه ملاحظة أن بجلوس شخص ما في السلطة لأكثر من دورة أو دورتين أو ثلاث سيصبح ديكتاتوراً مهما كان إيمانه بالحرية، والأحزاب نفسها لا بد أن يحدث فيها تبادل سلمي للسلطة وعذرهم أنهم غير قادرين لأنهم لا يعملون في جو طبيعي يبدلون فيه القيادات ويحاسبون فيه المسؤولين، لذلك يتشرذمون، والديكتاتور نفسه عنده دور كبير في شرذمتهم لأنه «يشتري ناس بالقروش ويغري ناس بالمناصب ويرهب ناس بالسجون».




    { مواقفكم لم تتبدل تجاه إسقاط النظام على الرغم من أن اللعبة السياسية تحتّم على الدوام تبديل الخطط والتكتيكات تفاعلاً مع الواقع، ما يسميه دهاقنة البوليتيكا بـ(فن الممكن).. هل من توضيح في الخصوص؟




    - نعم نحن مصممون على إسقاط النظام لأن النظام لم يغير سلوكه، وإذا غير سلوكه جذرياً فهذا يكفيه لأننا سنكون حكومة انتقالية بدل أن نسقطه بمظاهرات وتتطور إلى عنف وهكذا، ويجب أن يكون هناك حل سلمي.


    { في ظل الظروف الحالية ستكون الدعوة إلى إسقاط النظام في غير مصلحة البلد؟



    - والله هو طبعاً الأمر لا يتم بعملية آلية (بين عشية وضحاها) لكن هي عملية، أولاً الشعار يكون واضحاً وعندئذٍ لا ندخل في أي مفاوضات ثنائية مع النظام، وعندئذٍ أية خطوة سلمية للتظاهر والاعتصام والإضراب نحن سنكون معها وهذه جميعها تتبلور في أنها تؤدي إلى إسقاط النظام، لماذا أنا قلت لك إن المؤتمر الوطني عليه أن يسلم الأمر بطريقة الحكم الانتقالي؟ ذلك كي لا تحدث الصراعات، وهناك كلمة جيدة جداً قالها المفكر الفلسطيني عزمي بشارة قال: «الأنظمة العربية تتشابه وجميعها عندها بن علي وجميعها عندها ليلى الطرابلسي وجميعها عندها أحمد عز»، وعندها الأسر الفاسدة وعندها التوريث وعندها جهاز الأمن والاحتكار الاقتصادي وجميعها تتشابه، ولكن تختلف الشعوب، تونس منسجمة وفيها طبقة وسطى وفيها تعليم واستعمال عالٍ جداً للإنترنت، ومصر لا تزال فيها طبقة وسطى ومتماسكة، وليبيا لم يكن فيها وتحاربت قبلياً، واليمن كذلك، أما السودان فمجتمعه لا يزال غير سياسي بالمعنى الذي حدث في مصر وتونس والطبقة الوسطى فيه لم تتبلور واستخدامنا للإنترنت والوسائل الحديثة السلمية هذه غير جيد ودون الوسط بكثير، ولذلك لا يمكن أن تكون الثورة فيه سلمية ونتمنى أن تكون سلمية لأن مجموعة المؤتمر الوطني كفاية عليهم جريمة فصل الجنوب، وأنا أدعوهم إلى أن يتخلوا عن السلطة وهذا الشيء الطبيعي والأخلاقي والإستراتيجي والتاريخي، بعد هذا الفشل يجب أن يقروا ويقولوا مع السلامة للسلطة و»ليس هرم الناس بل هم أنفسهم هرموا في السلطة».


    { هل تتوقع أن تصل موجة هذا الربيع إلى السودان على حسب قراءتك للواقع؟



    - طبعاً.. ستصل إلى السودان وستصل بسرعة، والآن بدأت تصل إلى إندونيسيا والصين ودول خارج الإطار العربي لأن وسائل الإعلام الحديثة أصبحت تربط العالم جميعه، والعالم أصبح قرية واحدة ويتأثر بكل شيء وحتى بالثورات، نحن قريبون طبعاً من مصر وتونس وثقافتنا واحدة وستؤثر علينا جداً هذه الموجة، لكن بعضنا يحمل السلاح وبعضنا لديه إرادة سياسية سلمية وهكذا، لكن في الحقيقة سيحدث هذا التغيير قطعاً.



    { المؤتمر الوطني أصبح يتحدث عن أن السودان غير محصن من الثورات ومن خلال هذا المنطق بدأوا يدعون إلى (الإصلاح من الداخل)، الدعوة إلى الإصلاح هل تجُبّ التغيير؟


    - والله أنا أرى أن حديثهم عن التغيير يأتي نتيجة للتفكك الذي حدث في داخلهم، وهم حكموا عقدين من الزمان وسنتين وهذا يجعل طاقتهم محدودة، وآخرون طاقة الخيال عندهم نضبت مع أن السياسة تحتاج لخيال وحلول وابتكار، وطاقة خيالهم نضبت وتغذيتهم ذاتها أصبحت ضعيفة وأصبحوا لا يقرأون ولا يتناقشون ولا يتحاورون، وبسبب البقاء الطويل في السلطة تعبأوا ضد بعض وأنا متأكد أعسر شيء عليهم أن يجلسوا مع بعضهم البعض، ولذلك كل واحد في عالم لوحده وعندما تحدث مشكلة تجدها وكأنها نزلت من السماء، فجأة أقيل صلاح قوش من الأمن وفجأة أقيل من مناصبه جميعها وكأنها هبطت من السماء، وفجأة نافع يوقع اتفاقية مشهود عليها دولياً يخرج الرئيس ينسف هذه الاتفاقية ونافع يضطر للتراجع قليلاً، والنائب الأول الذي صنع نيفاشا في حالة صمت وجمود وكأن الأمر لا يعنيه، وبعد ذلك جاء قطاع الشباب للوطني ولأنه أكثر صلة بالمجتمع بدأ يتحدث وأغلبهم كانوا قيادات في المؤتمر الشعبي وبدأو يتحدثون عن الفساد، ومن الآن بدأ يدق إنذار الخطر وظهرت بعض الولايات تقول هذا النظام لا يمثلنا وهذه مظاهر تصدع وهذا سيساعد الثورة بالمناسبة، والمؤتمر الوطني إذا بسط الحرية الحركة الإسلامية ستتوحد وهم في داخل أنفسهم سيحدث لهم إنقاذ، وأعتقد أن المؤتمر الوطني يعاني من فقدان الحرية في داخله، والآن مثلاً رئيس مفاوضين مثل غازي صلاح الدين واضح أن سلطاته محدودة والطريقة التي قرأ بها الاتفاقية أوضحت أنه في داخله مهتز وجميعهم مهتزون داخلياً وجميعهم يشعرون بوضعهم وبأنهم ارتكبوا جريمة وقمتها هي فصل الجنوب، والشعب السوداني جميعه في حالة خيبة أمل تشبه خيبة الأمل التي حدثت في العالم العربي بعد عام 1967م وفصل الجنوب أدخل الشعب السوداني في حالة إحباط وهم المسؤولون عن فصله، لعافيتهم عليهم أن يذهبوا ويتنافسوا مع المعارضة وقد يأتون والسودان لا زال عنده أمل في الإسلاميين وقد يأتون مرة أخرى، ولكن هكذا إذا استمسكوا فحزبهم سيتصدع وسيتصارعون وسيضيعون السودان.



    { التوتر بولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق وفي أبيي، برأيك ما هو التصور الموضوعي المنوط به الحيلولة دون عودة الحرب إلى هذه المناطق؟


    - والله لا بد أن يكون هناك مدخل جديد للتعامل مع الحركة الشعبية غير الذي مضى طيلة عمر نيفاشا إلى انفصال الجنوب، وكان الشريكان متشاكسين وانفصل الجنوب، ولكن الحركة الشعبية لا تزال قائمة عندها والٍ في النيل الأزرق ويكاد يكون لها والٍ لولا أن الانتخابات تم تزويرها في جنوب كردفان وعندها وجود في الوسط وفي الشمال عندها قيادة برئاسة ياسر عرمان الذي كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية وأحرز ملايين الأصوات، وهذا واقع لا بد أن يتم التعامل معه، وأنا مدخلي للتعامل مع هذه المسألة على المؤتمر الوطني وعلى الإسلاميين عامة أن يعترفوا بأن الحركة الشعبية تيار سوداني أصيل لا بد أن نتعامل معه بطريقة سياسية ونحترم وجوده وفعله في الواقع السياسي لأنهم كانوا شركاء المؤتمر الوطني لفترة خمس سنوات وأن المؤتمر الوطني قبل بنتيجة استفتاء الجنوب، وخطوة أن تذهب بالقوة وتجردهم من سلاحهم هذه كانت خطوة غير موفقة من جانبهم طبعاً، وأنا ليست لدي معلومات ولا أعرف من الذي بدأ الحرب في جبال النوبة وهم يؤكدون أن عبد العزيز الحلو كان يريد أن يحتل عاصمة الولاية وغيرها، ولكن لا توجد لجنة تحقيق محايدة أثبتت هذا أو ذاك لكن على أية حال الحركة الشعبية هي واقع وإذا المؤتمر الوطني بدأ حرباً في جبال النوبة فسينهزم فيها وفي النيل الأزرق الهزيمة ظهرت منذ أيام الانتخابات وهم يمكن جداً أن يمتدوا إلى دارفور، ومن الأفضل طريقة التعامل التي مضت في السنوات الماضية مع الحركة الشعبية أن تختلف.



    { عطفاً على زيارة الأمين العام إلى القاهرة، هل هناك اتجاه لتطوير العلاقات بينكم وجماعة الإخوان المسلمين مع العلم أنهم من المتوقع أن يفوزوا في الانتخابات القادمة في مصر؟



    - طبعاً نحن لدينا معهم علاقات قديمة جداً وقوية وفيها جوانبها الفكرية والسياسية وسنطورها، لكن بنفس القدر وبالمثل سنطورها مع قوى اليسار والوفد ومع أحزاب ائتلافات الثورة ومع الأحزاب الناصرية جميعها ولن تكون مقتصرة على الإخوان ولا نعطي الإخوان ميزة خاصة.


    { الدكتور المحبوب عبدالسلام قبل أن نشكرك نفسح لك المجال لكلمة أخيرة إذا كانت لديك رسائل تريد أن ترسلها من القاهرة إلى الشعب السوداني؟


    - أنا مطمئن أن الشعب السوداني فيه مستوى من النضج جيد وأصبح يعلم ما الأهداف وكيف يختار قياداته السياسية، لكن أنا عندي كلمة واحدة أريد أن أوجهها إلى المؤتمر الوطني، هي (كفاية).
                  

العنوان الكاتب Date
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..2011 الكيك07-01-11, 07:00 PM
  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-02-11, 09:24 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-03-11, 09:35 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-03-11, 09:54 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-03-11, 10:10 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-04-11, 09:20 AM
            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-04-11, 09:49 AM
              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-05-11, 07:19 AM
                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-05-11, 07:39 AM
                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-06-11, 10:23 AM
                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-07-11, 06:12 AM
                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-07-11, 09:19 AM
                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-09-11, 03:57 PM
                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-12-11, 04:16 AM
                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-12-11, 06:21 PM
                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-17-11, 05:31 AM
                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-20-11, 06:54 AM
                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-22-11, 06:25 PM
                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-24-11, 06:15 AM
                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-25-11, 08:19 AM
                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-25-11, 09:21 AM
                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-27-11, 08:12 AM
                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-28-11, 07:54 AM
                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-29-11, 01:48 PM
                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-31-11, 04:54 AM
                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك07-31-11, 07:22 AM
                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-01-11, 10:08 AM
                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-02-11, 09:54 AM
                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-02-11, 06:26 PM
                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-03-11, 06:12 AM
                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-04-11, 09:52 AM
                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-06-11, 06:35 PM
                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-08-11, 09:59 AM
                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-10-11, 06:04 AM
                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-10-11, 09:02 AM
                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-11-11, 08:55 AM
                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-11-11, 10:55 AM
                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-14-11, 06:52 AM
                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-14-11, 10:26 AM
                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-15-11, 07:16 AM
                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-16-11, 06:15 AM
                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-17-11, 06:53 AM
                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-21-11, 10:43 AM
                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-21-11, 10:44 AM
                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-23-11, 10:48 AM
                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-24-11, 07:37 AM
                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-24-11, 08:33 AM
                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك08-25-11, 07:57 AM
                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-05-11, 07:31 AM
                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-06-11, 10:34 AM
                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-07-11, 05:47 AM
                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-08-11, 05:17 AM
                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-08-11, 07:32 AM
                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-09-11, 07:59 PM
                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-12-11, 08:28 AM
                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-13-11, 05:15 AM
                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-14-11, 05:03 AM
                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-14-11, 07:27 AM
                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-15-11, 05:33 AM
                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-16-11, 08:44 PM
                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-18-11, 04:40 AM
                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-18-11, 08:47 PM
                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-19-11, 05:44 AM
                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-20-11, 07:57 PM
                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-20-11, 08:14 PM
                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-22-11, 10:05 AM
                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-22-11, 10:11 AM
                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-22-11, 11:01 AM
                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-23-11, 08:56 PM
                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-23-11, 08:56 PM
                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-24-11, 09:59 AM
                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-24-11, 12:42 PM
                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-25-11, 04:26 PM
                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-25-11, 08:19 PM
                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-26-11, 06:34 AM
                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-26-11, 07:58 AM
                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-27-11, 04:38 PM
                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-29-11, 10:11 AM
                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان المؤتمر الوطنى ..201 الكيك09-29-11, 09:55 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de