اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 01:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-06-2011, 09:56 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل (Re: الكيك)

    وتذكير الأفندي بما نسيه .. أحشفاً وسوء كيلة؟! ..

    بقلم: حسن الجزولي
    الخميس, 06 تشرين1/أكتوير 2011 17:58



    Share لمصلحة من يسقط الأفندي من ذاكرته حقيقة أن المتأسلمين السودانيين ضمن أول من ابتدر العنف في الحياة السياسية؟!


    .
    ضمن تعرضه في مقاله الراتب، بعنوان " تذكير المؤتمر الوطني ونافع بما نسيه"، وذلك بصحيفة " القدس العربي" اللندنية، إستعرض الدكتورعبد الوهاب الأفندي الكاتب الاسلامي المرموق، الحادث الذي تعرض له الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، في السفارة السودانية بلندن، في الفترة القريبة الماضية، وقد حمله مسئولية ما جرى، نتيجة لسياساته وخطابه وما أفضى إليه ذلك اللقاء بالسفارة، معتبراً الهجوم البدني الذي تعرض له نافع بالسفارة، بمثابة رد فعل لعنف لفظي درج عليه نافع في كل محفل، وضمن ذلك أشار الأفندي إلى ظاهرة العنف في السياسية السودانية، منتقداً ممارستها، فأرجع بروزها إلى عدد من القوى والفعاليات السياسية في الساحة السودانية، التي نسبها للمعارضة!، وقال بشكل واضح أنها تتحمل مسئولية ريادتها للظاهرة، وأنها "أول" من ابتدرها! حيث أشار قائلاً " والمعارضة السودانية لم تكن بعيدة عن اللجوء إلى العنف، بل إن بعض طوائفها كانت، باعترافها البادئة بالعنف. فالحركة الشعبية لتحرير السودان هي التي أدخلت العنف إلى السياسية السودانية في عام 1983، وقبل ذلك كانت عناصر سياسية من كافة ألوان الطيف السياسي قد اتخذت العنف والانقلابات العسكرية وسيلة سياسية، سواء في عام 1969، أو عام 1971، أوعام 1975 أو عام 1976. وقد تفجر العنف في دارفور كذلك في صورته الحالية بقرار سياسي من بعض قطاعات المعارضة عام 2003."!.
    تلك وحدها في عرف الدكتور هي القوى والطوائف السياسية وسط المعارضة، والتي يعتبرها من بادرت بادخال العنف، في الممارسة والساحة السياسية السودانية!. بل أنه - وهو يعدد الانقلابات العسكرية التي تمت في البلاد - لم يشر إلى العام 1989!.



    كما هو واضح فإن دكتور الأفندي، لم يشر لا من قريب أو بعيد، إلى تورط "جماعات الاسلام السياسي" وتحديداً الاتجاه الاسلامي وامتداداته، بتسمياته المختلفة حتى فترة "الانقاذ والمؤتمر الوطني" في مثل ذلك العنف، وبالتالي فقد نأى به بعيداً عن النقد، ولم يعتبره المسئول الأول والآخير عن ذلك، فأسقط جملة وتفصيلاً - وهو يعدد الجهات والقوى السياسية في الساحة السودانية - العديد من ممارسات العنف البدني التي ابتدرتها في المبتداء، تلك القوى بمختلف واجهاتها ومسمياتها!.
    قليلة هي البدايات الأولى لكيفية إدخال العنف على الممارسة السياسية في الساحة السودانية، قبل دخول المتأسلمين السياسيين للحلبة!، ورغم تذكرنا لحوادث كإنقلاب نوفمبر العسكري في العام 1958 وما أقدم عليه من إعدامات لخيرة شباب القوات المسلحة السودانية في عام 1959 بعد محاولة إنقلابية لم يكتب لها النجاح، وقبلها ذلك الحادث المأساوي الذي أودى بحياة عدد من المزارعين السودانيين إختناقاً داخل عنبر جودة عشية استقلال البلاد، إلا أن أي مؤرخ صادق لا يمكنه أن يغفل أولى الممارسات، للاعتداء المباشرعلى التجربة الديمقراطية، بقصد وأدها عن طريق التأسيس للعنف في العمل السياسي، عندما حرشت وحرضت وقادت جماعة الأخوان المسلمين، ذلك الاعتداء اللفظي والبدني الفظ في العام 1965 على الحزب الشيوعي وعضويته ودوره في العاصمة، حتى تسن لها حله دون سند قانوني!، ثم تسير الأحداث لتشهد ساحات العلم في المدارس والجامعات والمعاهد أضخم ظاهرة في ممارسة العنف البدني التي قادتها – وما زالت – كوادر المتأسلمين السياسيين ضد مخالفيهم في الرأي، تلك الممارسات التي تم تدشينها، منذ أواسط سبعينات القرن الماضي في بدايات تحالفهم مع النظام المايوي، حيث شهد طلاب تلك الفترة، "أمراء الجهاد" وهم يقودون التجريدات التأديبية لجحافل الاتجاه الاسلامي "شبيحة وقبضايات وبلطجية وفتوات"! على التنظيمات السياسية المناوئة لهم، والبحث عن الكوادر الطلابية السياسية بين الداخليات!، ثم استمرت الظاهرة فيما بعد، وتزايدت ممارستها مع النظام الحالي منذ إنقلابه في عام 1998 وحتى الآن، بمباركة وحماية وتواطوء مكشوف مع أجهزته، القمعية منها و" العدلية"!. وما الدماء البريئة الزكية لطلاب كالتاية أبو عاقلة وبشير الطيب وسليم وأبو العاص ومحمد عبد السلام وميرغني سوميت، إضافة لمواطنين كرام كعبد المنعم سلمان وأمين بدوي وراسخ ومجدي وجرجس وشهداء في كجبار وبورتسودان، إلا دليل دامغ وشاهد صادق الادلاء، على فظاعة وفظاظة ما اقترفته أيادي المتأسلمين السياسيين بتواطوء وحماية نظام تمكن وسيطر!.



    يذكر السودانيون بشكل عام، وتلك الأجيال التي عاشت حقبة الستينات بجامعة الخرطوم تحديداً، ذلك الهجوم الوحشي الذي تعرض له جمهور المشاهدين، في العرض الفني لرقصة العجكو في العام 1968، بمسرح جامعة الخرطوم، ذلك الهجوم الذي خصص له أحد عتاة الاسلاميين "اللعانين" في الفترة القريبة الماضية، مقالاً بائساً وفقيراً - تهكمت منه كثير من الداوائر المتابعة - بمناسبة ذكرى مرور تلك الواقعة، محتفياً فيه بنشوة مريضة بذلك التعدي!، وما تلاها من هجوم بربري آخر على مسرحية سقوط الباستيل، بمنتدى كلية الآداب في الثمانينات أيضاَ!، وكلها تعد الاعتداءات الأكثر إذاءاً من ناحية الهجوم والتعدي، على الممارسة الديمقراطية فيما يخص حريات الناس ومعتقداتهم، والحجر على الرأي الآخر، مما مهد للجريمة البشعة عندما تآمرت هذه الجماعة، متحالفة مع النظام الديكتاتوري المايوي، فأقدمت على التصفية الجسدية للشيخ الزاهد والوقور محمود محمد طه، بفرية الردة والزندقة، تمهيداً لبسط الطريق لسياستهم البغيضة، من أجل الكسب السياسي الرخيص، وفي غالب الأحايين .. الاستثمار في الكراهية! عن طريق فقه التمكين في حياة السودانيين، حتى "تمكنوا" بالفعل من رقاب السودانيين التي ساموها مر العذاب، بتأسيسهم لأقبية التعذيب الجهنمية في ما سماه شعبنا اللماح بــ "بيوت الأشباح" التي أزهقت أرواح مناضلين من خيرة أبناء الشعب السوداني كالدكتور علي فضل وعبد المنعم رحمة وغيرهم!، بعدها تبجح " عميدهم" الذي أُرسل رئيساً للقصر وهو يصرح بزهو:- " نعم أخذناها عنوة ومن أرادها فليحمل السلاح"!. وما زالوا حتى يومنا هذا يستخدمون خطاباً "سوقياً" في العنف اللفظي، بالسب واللعن والطعن والقذف والتخوين، الذي يزيد من توتير الأجواء السياسية على ما هي عليه من توتر، وكانوا قد أعلوا من قيمة ذلك في صحفهم التي نثروها في مجتمع ما بعد الانتفاضة لتسميم الأجواء السياسية! مما يعتبر أنهم قد بزوا أنفسهم في العنف البدني بالعنف اللفظي، وهاهو قاموسهم الذي أضافوه في الخطاب السياسي شاخصاً يقف، دليلاً على "معدن الشكل والمحتوى معاً"!.
    لماذا تجاوز دكتور الأفندي كل هذا السجل المخزي، لجماعة الاسلامويين، وهو يحدثنا عن البدايات الأولى لتفجر ظاهرة العنف في الممارسة السياسية بالسودان، ثم يحمل وزرها لقوى سياسية أخرى منسوبة للمعارضة كما قد سبق وأشار؟



    للدكتور عبد الوهاب الأفندي مساهمات مقدرة، في حقل الاضاءات لمشروع الاسلام السياسي في السودان، وذلك بنقده لممارسة جماعة سياسية سار معها الدكتور ردحاً من الزمن، فعرف "لغتها"!، ومع ذلك تشير ملاحظات بعض المراقبين والمهتمين حول كتاباته تلك إلى إتهام صريح، بأنها ضمن كتابات " تحاول جاهدةً إخفاء وتمرير المشروع الأكثر خطورة، وهو الحفاظ علي المشروع الاسلاموي وتعزيزه وذلك بإحياء كل جوانبه، وحتى تلك الأكثر ظلامية!." وأنهم كإصلاحيين وضح من كتاباتهم "إهتمامهم بالخلخلة الداخلية التي أصابت تنظيمهم، واهتمامهم بالزلزلة التي هزت اركانه، وضعضعت بنيانه، أكثر من أن يكونوا معنيين بما فعلته الحركة الإسلامية بالشعب وبالوطن. فهم في واقع الأمر غير معنيين، أو بالأحرى لا يقع في دائرة نقدهم ما ترتب علي محاولة الحركة الإسلامية القسرية لإنجاز برنامجها الكارثي"! كما أشار بذلك الأستاذ صديق عبد الهادي في مقال له خصصه لنقد خطاب بعض الكتاب الذين أعلنوا إنفضاضهم من حول التنظيم ومشروعه، إلا أنهم يجاهدون في إنقاذه في حقيقة الأمر!، فهل يا ترى أن د. الأفندي يجاهد عن حق لإنقاذ مثل ذاك المشروع، أم ماذا؟!.
    في كل الأحوال نرجو بمقالنا هذا، أن نكون قد ساهمنا بتواضع في تذكير دكتور الأفندي – وهو الملم والموسوعي الفطن- بما "نسيه هو أيضاً" بخصوص"أصفياء الأمس" وممارساتهم! .. عله بذلك يقر في مقالاته اللاحقة بأن هؤلاء النفر هم في واقع الأمر أول من أدخل العنف البدني واللفظي معاً في الممارسة السياسية في حياة السودان والسودانيين، معتدين بذلك على سماحة الاسلام نفسه، وعلى الأخلاق السودانية وأعرافها ومثلها .. وما زالوا يفعلون!.
    _______
    عن صحيفة الميدان



    -------------------------

    الشعب لم يتسبب في الغلاء والبلاء يا شيخ عبد الحي .

    . بقلم: بابكر فيصل بابكر
    الخميس, 06 تشرين1/أكتوير 2011 18:00
    Share
    [email protected]


    الغلاءُ الذي تشهدهُ البلاد حالياً لم يهبط من السماء فجأة, ولكنهُ كان أمراً متوقعاً منذ فترة طويلة بسبب التوجهات الإقتصادية والسياسية الخاطئة. وبدلاً عن الإعتراف بالأخطاء التي أدت للضائقة المعيشية غير المسبوقة, فإنَّ الحكومة ومؤيديها – كالعادة - قررَّوا إتباع نهج التخدير وإلقاء اللوم على الآخرين وصرف الأنظار عن القضيِّة الأساسية.

    التخديرُ كان واضحاً في التصريحات التي خرج بها بعض الشيوخ والأئمة من مناصري النظام الحاكم, ومن ذلك ما قال به الشيخ عبد الحي يوسف في خطبة الجمعة الماضية حيث عزا هذا البلاء لإبتعاد الناس عن الله وقال : " إنَّ البلاء والغلاء والوباء والكوارث التي نعيشها من ذنوينا ومعاصينا وأعمالنا السيئة", وكان قبل ذلك قال انَّ ما : ( نزل على البلاد من بلاءٍ وغلاءٍ يدعونا إلى التقرُّب لله كي يُبعد عنا هذا البلاء والكرب).

    إنَّ التقرُّب إلى الله مطلوبٌ في كل الأحوال والأوقات ولكننا هنا نبحث عن البرامج والسياسات التي أدَّت إلى هذه النتائج البائسة, وهى سياسات من صنع البشر الحاكمين. وكما ذكرت في مقال سابق فإنَّ هذا النوع من الكلام ينقل تفسير ظاهرة الغلاء إلى (السماء) هرباً من إستخدام العقل لتفسير أسباب ( الأرض).

    إلقاءُ اللوم على الآخرين ظهر جلياً في حملة مقاطعة اللحوم التي دعت لها جمعية حماية المستهلك, وهى من أنشط مؤسسات المجتمع المدني ويقودها رجالٌ أكفاء يعملون في ظروف بالغة التعقيد لخدمة الإنسان السوداني عبر نافذتهم المهمِّة. ولكنَّ الهدف النبيل الذي سعت إليه الجمعية تمَّ الإلتفاف حوله من قبل الحكومة التي ركبت موجة المقاطعة و جندَّت كل أجهزتها ومؤسساتها السياسية والإجتماعية والإعلامية للتهرُّب من مسئوليتها ولتصوير مُنتجي الماشية والجزارين وكأنهم "الغول" الذي يجب على الشعب الإنقضاض عليه حتى تنفك الضائقة.

    أمَّا صرفُ الأنظار فقد تمثل في التصريحات المجَّانية التي تكفل بإطلاقها السيدان محمد مندور المهدي نائب رئيس الحزب الحاكم بالخرطوم, والدكتور نافع على نافع واتهَّما فيها أحزاب المعارضة باستغلال ارتفاع الأسعار لتحريك الشارع. وقال الدكتور نافع كلاماً مكروراً ما عاد ينطلي على الناس : " إنَّ المظاهرات التي خرجت ببري أدارها شيوعي ثري مع بعض أعوانه من أمدرمان".

    وبإفتراض أنَّ الأحزاب قد فعلت ذلك ( وهما يعلمان علم اليقين أنها لم تفعل) فإنَّ هذا حقها الذي كفلهُ لها الدستور الذي وضعتهُ الحكومة. ولماذا يتخوَّف المسئولان من تحرُّك الشارع ما دام حزبهُما هو حزب (الأغلبية) وحزب (الجماهير) الذي يُسيطر على مجلس نيابي فريدٍ من نوعه مُنتخبٌ بشفافيةٍ غير مسبوقة ويتفوَّق على كل برلمانات الدنيا والديموقراطيات العريقة , وكيف لا وهو برلمانٌ لا توجد به معارضة !!

    ذلك – يا شيخ عبد الحي - هو الطعنُ في الظل, أمَّا من أراد معرفة الأسباب الحقيقية للغلاء والضائقة المعيشية فعليه أنْ يوِّجه إصبعهُ للفيل : الحكومة.

    ليعلم الشيخ عبد الحي أنَّ ذاكرة الشعب ليست بالسوء الذي يتصوَّرهُ هو وأهل الحكم, إذ ما تزال تحفظ كلام العميد صلاح كرار عضو مجلس قيادة الإنقاذ وهو يقول : ( لو ما جينا الدولار كان بقى بعشرين جنيه). وكان سعر الدولار حينها في السوق الموازي إثني عشر جنيهاً. وبحساب بسيط يفهمهُ كل إنسان فإنَّ المليون جنيه وقتها كانت تساوي 83,000 دولار ( ثلاثة وثمانون ألف دولار).

    وبعد مرور عشرين عاماً أصبح المليون جنيه ( بعيداً عن التلاعب بقيمة الجنيه الحقيقية بسحب صفر وتسميته دينار) اليوم يساوي 250 دولار ( مائتان وخمسون دولاراً ), وهذا يعني أنَّ الجنيه فقد قيمته بالكامل. وهذا وحدهُ كفيلٌ برفع الأسعار (التضخم) إلى مستويات عالية للغاية. وشاءت الأقدار أن يتم التغطية على ذلك عن طريق صادرات النفط التي ما ان توارت حتى عادت الأوضاع إلى حقيقتها.

    وبمقارنةٍ بسيطةٍ مع سعر الصرف في مصر في ذات الفترة نجد أنَّ الدولار مقابل الجنيه المصري في عام 1989 كان يساوي 3,3 جنيه ( ثلاثة جنيهات وثلاثين قرشاً), وهو اليوم يساوي 5,9 ( خمسة جنيهات وتسعين قرشاً). أى أنَّ الزيادة في سعر الصرف هنا زيادة مقبولة ناتجة عن معدلات التضخم الطبيعية خلال عشرين سنة.

    إنًَ فقدان الجنيه لقيمته بهذه الصورة كفيلٌ لوحده (دون أسباب إقتصادية أخرى) بإطلاق مارد الغلاء, وهذا أمرٌ ناتجٌ عن سياساتٍ حكوميةٍ خاطئة و ليس بسبب إبتعاد الناس عن الله كما يحاول الشيخ عبد الحي يوسف تصوير الأمر, وهو ليس عقوبة من الله على شعب السودان المغلوب على أمره, أو بسبب جشع الجزارين ومنتجي الماشية, أو بمؤامرة من أحزاب المعارضة كما تريد الحكومة أن توهم الناس.

    الضائقة المعيشية وإرتفاع الأسعار ووقوف الإقتصاد على حافة الإنهيار ( وهذه قال بها وزير الخارجية مخاطباً أعضاء نادي باريس) ناتجة عن السياسات الحكومية وليس بسبب الأعمال السيئة للناس كما يقول الشيخ عبد الحي. فقد تجاهلت الحكومة المورد السوداني الأكبر (الزراعة) وأهدرت عائدات النفط, وهو ما نبَّهنا لهُ ونبه له الكثيرين في الماضي, وكان مما كتبنا في السابق حول هذا الأمر مخاطبين محافظ بنك السودان السابق الذي قال بعد فوات الأوان بضرورة تفعيل الصادرات غير البترولية :

    ( يعلمُ الجميع أنَّ الزراعة هى قاطرة الإقتصاد السوداني والمصدر الرئيسي لنموِّه, ومع ذلك فشلت كل الخطط الحكومية في الإرتقاء بها, فمع كثرة الحديث والضوضاء عن ( النفرة ) و ( النهضة ), ومع وجود عشرات الوزراء ( مركزيين وولائيين ), تدهورت الزراعة بشقيها المروي والمطري تدهوراً مريعاً, وانهارت الصناعة المرتبطة بها وهي صناعة النسيج (99 % من مصانع النسيج متوقفة ), وأصبح البترول يشكل (95 %) من صادراتنا بحسب تقارير صندوق النقد الدولي, فكيف يمكننا بعد ذلك تفعيل صادراتنا غير البترولية ؟ وهل لدينا يا سيادة محافظ بنك السودان صادرات غير منتجات الزراعة حتى نفعِّلها ؟ ).

    تقولُ تقارير صندوق النقد الدولي – يا شيخ عبد الحي - أنَّ عائدات البترول السوداني في الفترة (1999 – 2009) بلغت حوالي (50 مليار دولار), فكم من هذه الأموال تمّ توجيهه للزراعة أو البنيات الأساسية ؟. إنَّ أكبر مشروع أنجزتهُ حكومة الأنقاذ منذ مجيئها وهو "سد مروي" تم تمويلهُ بقرضٍ واجب السداد فأين اذاً ذهبت أموال البترول ؟ لقد كبَّلت الحكومة الشعب السوداني والأجيال القادمة بالديون حتى بلغت خدمتها السنوية مليار دولار مما جعل وزير الخارجية يسأل دول نادي باريس إنقاذ إقتصاد الإنقاذ من الإنهيار.

    قد كان أولى بالشيخ عبد الحي قبل أن يرمي الشعب بالسوء والبعد عن الله أن يسأل الحكومة الأسئلة الحقيقية مثل : لماذا لم يتم توجيه الموارد وتحديد الأولويات طيلة السنوات الماضية بينما يتم الحديث عنها بعد فوات الأوان ودخول الفترة الحرجة ؟ ولماذا أهملت الزراعة طوال العقدين الماضيين ؟ وكيف صُرفت أموال البترول ؟

    على الضفة الأخرى من النهر, وقف الشيخ المُحترم يوسف الكودة في منبر الجُمعة يخطبُ في المصلين, ويُخاطب الحكومة بكلام في غاية الوضوح والشفافية قائلاً : ( مقاطعة السلع ليس حلاً ناجعاً لمكافحة الغلاء. ويجب على ولاة الأمر إيجاد الحلول ومعالجة شاملة للوضع الإقتصادي . وأنَّ سياسة التحرير و الخصخصة لاتعني تنصل الحكومة عن مسؤولياتها وواجباتها تجاه المواطن. ويجب تخفيض الصرف على الدستوريين والأمن حتى يستعيد الإقتصاد عافيتهُ ويجب دعم السلع الضرورية ). إنتهى

    إنَّ كثيراً من المجتمعات الغربية (أوروبا) والشرقية (آسيا) والعربية مليئة بالذنوب والمعاصي كما يفهمها الشيخ عبد الحي, ومع ذلك فإنها تعيشُ في رفاهية وسعادة وكفاية, ولا تعاني من الغلاء والوباء والكوارث, فهل يعني هذا أنَّ الله راضٍ عنها ؟ وهل الذنوب والمعاصي والأعمال السيئة التي يتحدث عنها الشيخ عبد الحي تنطبق على الشعب فقط أم أنها تشمل أهل الحكم ؟ وهل يستقيم أن تكون هذه هى أعمال الشعب الذي يعيش تحت رايات المشروع الإسلامي والشريعة منذ عقدين ونيف من الزمن ؟

    إنَّ الذين يُحمِّلون الشعب مسئولية الغلاء والبلاء والوباء والكوارث يتجاهلون عن عمدٍ الطعن في "الفيل", ويُريدوننا – كما يقول الشاعر عبد الرحمن أبودومة – أن نصدِّق كل ما يهواهُ خاطرهم, وننكر شمس قلب الصيف, ونصيح ملء الكون : آمينُ. ولكنَّ بسطاء الناس يرون المخبوء, وإن بدا غير ذلك :

    تتحلق الآذان حول تنحنح الفقهاء باللاشىء
    غير مواعظٍ ممجوجة التلفيق,
    تدعمُها أسانيدٌ من التأويل,
    أصدقها كأمحلِها ..
    تخاريفٌ " لأكل العيش",
    والفتوى بها قولان.

    أو كما قال هذا الشاعرُ المعرىُّ الكبير.

    ولا حول ولا قوة الا بالله.
                  

العنوان الكاتب Date
اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-05-11, 05:02 PM
  Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-05-11, 05:09 PM
    Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-05-11, 05:40 PM
      Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-06-11, 08:40 AM
        Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-06-11, 05:27 PM
          Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-06-11, 09:56 PM
            Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-07-11, 10:09 PM
              Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-09-11, 05:07 PM
                Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-10-11, 07:42 AM
                  Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-10-11, 04:31 PM
                    Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-11-11, 06:33 AM
                      Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-11-11, 04:02 PM
                        Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-12-11, 10:15 AM
                          Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-12-11, 04:23 PM
                            Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-12-11, 07:25 PM
                            Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-12-11, 07:25 PM
                              Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-13-11, 11:01 AM
                                Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-16-11, 05:09 PM
                                  Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-17-11, 09:12 AM
                                    Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-18-11, 04:47 AM
                                      Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-18-11, 09:32 AM
                                        Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-19-11, 07:02 AM
                                          Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-19-11, 07:11 AM
                                            Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-19-11, 09:27 PM
                                              Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-20-11, 05:32 AM
                                                Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-23-11, 05:24 AM
                                                  Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-24-11, 04:50 AM
                                                    Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-25-11, 04:54 PM
                                                      Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-25-11, 08:16 PM
                                                        Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-25-11, 09:34 PM
                                                          Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-26-11, 08:02 AM
                                                            Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-27-11, 09:30 AM
                                                              Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-27-11, 10:24 AM
                                                                Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-28-11, 01:44 PM
                                                                Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-28-11, 01:51 PM
                                                                  Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك10-31-11, 10:51 AM
                                                                    Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك11-01-11, 07:01 AM
                                                                      Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك11-01-11, 09:06 AM
                                                                        Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك11-02-11, 07:07 AM
                                                                          Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك11-02-11, 10:03 PM
                                                                            Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك11-03-11, 04:58 AM
                                                                              Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك11-03-11, 10:26 PM
                                                                                Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك11-05-11, 03:05 PM
                                                                                  Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-02-11, 09:05 AM
                                                  Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-02-11, 09:20 AM
                                                    Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-04-11, 06:50 AM
                                                      Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-06-11, 09:32 AM
                                                        Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-07-11, 07:44 PM
                                                          Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-08-11, 11:29 AM
                                                            Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-09-11, 05:46 PM
                                                              Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-11-11, 11:00 AM
                                                                Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-12-11, 05:46 AM
                                                                  Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-13-11, 06:31 AM
                                                                    Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-14-11, 10:29 AM
                                                                    Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-14-11, 10:30 AM
                                                                      Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-15-11, 11:07 AM
                                                                        Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-21-11, 11:02 AM
                                                                          Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-21-11, 04:48 PM
                                                                            Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-22-11, 04:54 PM
                                                                              Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-24-11, 07:13 PM
                                                                                Re: اخترت لك .....مقالات ..وكتاب ...ادخل الكيك12-27-11, 04:31 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de