محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 08:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-28-2012, 08:55 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث (Re: الكيك)

    معاوية يس
    محمد وردي
    [email protected]

    أتاحت لي فرصة إقامة المطرب الكبير محمد عثمان وردي نحو ثلاث سنوات في لندن (1994-1997) سوانح ما كنت لأحظى بها لو أنني كنت مقيماً في الخرطوم كلقاء هذا العملاق، والتعرف عن قرب إلى شخصيته. وربما كان من حسن حظي أنني كدت أن أنقطع لمجالسته والاستماع إلى حكاياته وأقاصيصه الطريفة التي تستحق أن تجمع وتدون لتطلع عليها أجيال السودانيين الذين عشقوا صوته الصداح وغناءه العاطفي والوطني العذب.


    هذه ليست شهادة مني لمصلحة وردي أو ضده. فشهادتي فيه مجروحة، إذ ظل صوته يطربني منذ اليفاعة. وسرت عدوى ذلك الإعجاب لدى كل أفراد الأسرة. حتى أن شقيقي مدثر -بشهادة وردي نفسه- من أفضل من يتغنون بطريقة الفقيد وطبقات صوته.
    بدأ إعجابي بوردي من بعيد. ورسخت في ذهني منذ الصغر صورته وصوته كأحد الأبطال المرتبطين -في عقول التلاميذ الصغار الذين كُنَّاهُم- بتاريخ السودان وأبطاله. فقد كان أساتذتنا في المدرسة الأولية (الابتدائية) يلزموننا ترديد أنشودته العذبة "اليوم نرفع راية استقلالنا" (للشاعر الدكتور عبد الواحد عبد الله) في الطابور الصباحي؛ لترسل إلى عقولنا الصغيرة بطولات كرري وعبد اللطيف وصحبه كل صباح، وتسرد لنا القصص المرتبطة بتلك الصور التي بتنا نعرفها قبل أن يلقي المعلمون على مسامعنا دروس تاريخ السودان الحديث. وبالطبع فإن تلك الصورة كبرت ورسخت مع ظهور أغنيات وردي ذات البعد العاطفي-الوطني، مثل "بنحب من بلدنا" (أبو آمنة حامد) التي تنقلك في تطواف صوفي ساحر بين طبقات الجمال من حلفا إلى نيمولي، ومن الجنينة إلى أرض الهدندوة في الشرق.
    لم يكن وردي، حين عرفته مِن كَثَب في لندن، نقيضاً لتلك الصورة التي انطبعت في مخيلتي بمرور الزمن. غير أنه مثل كثير من عباقرة الموسيقى والإبداع مفعمٌ بالتناقضات الإنسانية التي لا يجد لها المرء تفسيراً. فهو في إحدى اللحظات طفل! بمعنى الكلمة. مشاغب يريد أن يعاكس أي قيد يصفد حياته وانطلاقته في العالم البوهيمي الذي يريد أن يعيش فيه إلى ما لا نهاية. وهو يعيش حقاً في عالمه الخاص الذي لا يمكن أن يدعي إنسان آخر أن صنعه له أو نصحه بالعيش فيه.
    وحين يبدأ الآخرون التأنق للخروج من منازلهم لقضاء السهرات والأمسيات كيفما اشتهوا، يفضل وردي أن يستمتع بنومة عميقة قد لا يستيقظ منها قبل الثانية أو الثالثة فجراً. وحين يستيقظ لا يتذكر إن كان قد تناول عشاءه قبل نومه، وهل تغدى أصلاً، بل يعمد مباشرة إلى العود. أحياناً يعكف على تلحين أغنية جديدة. وأحياناً أخرى يراجع أغنياته القديمة – حسب المزاج – فيُعمل فيها تعديلاً وإضافةً وحذفاً.
    وأذكر أنه تعب في تلحين قصيدة بعينها لشاعر من المقيمين في لندن، إلى درجة أننا صرنا ندندن بها أكثر منه، بل كان معجباً بها وراضياً عن لحنها إلى درجة أنه كان يقطع الحديث معنا ليتناول العود ليتغنى بها، حين يأتيه صوت عمه عبد الخالق حسن وردي من المطبخ يترنم بالأغنية نفسها. والغريب أن وردي قرر فجأة التخلي عن الأغنية ولحنها لأنه استثقل تصرفاً من شاعرها ذات ليلة! ولا أعتقد أن لها وجوداً الآن سوى في ذاكرة وردي وعمه وفي أحد شرائط الكاسيت التي سجلتها له يترنم بها في يوم شتوي ممطر في وسط لندن.


    وفيما ارتبطت صورة وردي في بعض الأذهان بالعنجهية والغرور، فإن الحقيقة غير ذلك تماماً. فقد ألفيت عنده طيبة سريرة ودماثة خلق لا يتوفران إلا عند سوداني أصيل مثل وردي. أذكر أنني نهضت ذات مرة أثناء جلوسي معه في صالون شقته مستأذناً لأني على موعد مسبق. فسألني: موعد مع من؟ فأجبته بأنني ذاهب لزيارة صديقي الشاعر الكبير حسين عثمان منصور الذي توفي إلى رحمة مولاه في يناير 1997. شرح لي وردي أن مجلة "الصباح الجديد" التي أصدرها المرحوم حسين في عام 1956، تخصصت في انتقاده منذ سطوع نجمه الفني في عام 1957. وكانت انتقاداتها اللاذعة له تؤلمه، لأنها بنظره لم تكن منصفة. كما أنه لم يكن له آنذاك أساس راسخ من المعارف والأصدقاء في الخرطوم. ومع أن مرور تلك السنوات لم يُنسِه ذلك الألم والضيق، إلا أنه فاجأني بموافقته على طلبي أن يرافقني لنزور الأستاذ حسين، ولم يكن بينهما أي لقاء منذ منتصف ستينات القرن العشرينّ، خصوصاً بعدما أغلق نظام الفريق إبراهيم عبود مجلة "الصباح الجديد" واستوعب حسين ضابطاً للأغنيات في الإذاعة السودانية.


    اتصلت بالأستاذ حسين وأخبرته بأني أصطحب معي زائراً سيكون مفاجأة له بكل المقاييس. ووجدناه عندما دخلنا عليه، وكان قد تجاوز السادسة والستين من عمره، في كامل أناقته التي اعتادها في صباه وكهولته. لم يصدق أن وردي في داره. بكى الشاعر الصحافي الكبير تأثراً من تناسي وردي تلك الخصومات والتلفيقات الصحافية. وقال وردي لحسين إنه بقدر ما تألم من تلك الانتقادات، كان يعزِّي نفسه بأن يبدع أكثر ويتقن فنه الغنائي بشكل أجود حتى يكون فوق مستوى تلك الملاحظات.
    والأستاذ حسين من الشخصيات التي ينبغي ألا تُنسى، فقد كان صحافياً موهوباً ومغامراً ومبتكراً. وكان شاعراً غنائياً واكب فترة تبلور الغناء الوتري الحديث منذ الأربعينات وحتى سنوات الستين. وله أغنيات حسان يترنم بهن حسن عطية (هبي يا سعاد)، وعبد العزيز محمد داود (أجراس المعبد)، وسيد خليفة (ليل وكأس وشفاه)، ونظم عدداً من أغنيات المطرب الراحل محمد حسنين. اشهرها ( قمرى وقمرية) وقدم أثناء فترة عمله ضابطاً للأغاني في إذاعة أم درمان عدداً من البرامج الغنائية التي لا يزال المخضرمون يذكرونها، وتستمتع بها أجيال من المستمعين الذين أتوا بعدهم حتى يومنا هذا الذي فينا.


    ولمحمد وردي سن مكسورة، أو "مشرومة" كما نقول في عاميتنا. لكنه نجح من خلال علاقاته الواسعة في الحصول على جزء من سن صنع له خصيصاً ليغطي ذلك الكسر. وكان في الشقق التي أقام فيها في لندن ينزع ذلك الجزء ويجلس بسنه الطبيعية "المشرومة" فتظهر براءته وطفولته، خصوصاً حين يضحك، رغم أنه آنذاك كان قد تجاوز عامه الـ 60.
    و حتى ذلك الوقت- وأظنه بقي كذلك حتى رحيله الفاجع- كان متلافاً، سخياً، وشديد الحرص على قِرَى ضيوفه. ولم يكن يهمُّه المال بحد ذاته، ليكتنزه أو يستثمره في شيء، بل كان همه أن يعيش به في أيسر حال في يومه، ولا يهمه ما قد يأتي به غده. كما كان حريصاً على تكتم ما قد يؤلمه من تغير أحوال أو ضيق في الأرزاق، وهي نازلات اشتدت عليه إبان سنين منفاه الاختياري بين عدن (1983)، ولندن (1994-1997)، وكاليفورنيا (1999-2005)؛ إذ لم تكن تلك الحواضر معاقلَ تَعُجُّ بعشاق فنه، ولم يكن سهلاً تنظيم حفلات يمكن أن تدر عليه دخلاً لتغطية نفقاته العائلية الكبيرة. وعلى رغم ذلك ظل يرفض في إباء إقامة جلسات خاصة في أي مقابل مالي. وكنت أشعر بسعادة لا تدانيها سعادة وأنا برفقته حين يوافق على زيارة أسرة أو شخص في لندن وضواحيها، لأنه عندئذ سيتغنى على مزاجه، وغالباً يكون في هذه الحالات سخياً بأداء أمهات أغنياته اللاتي قد لا يتسنى سماعها في حفلاته بسبب عدم وجود فرص كافية وعازفين أكفاء للتدرب على عزفها مسبقاً

    .
    وأذكر من ذلك السخاء الفني واقعتين، فقد طلب مني الأخ الدكتور نزار محمد عبده غانم أن يزور وردي في منزله، وكان الفقيد قد انتقل آنذاك من وسط لندن إلي منطقة ريدبيردج شرق العاصمة البريطانية، ليكون بالقرب من قريبه محمد إدريس أوندي وعائلته، وكانت ترافقنا طبيبة يمنية شابة من مواليد أم درمان، لكنها عادت مع ذويها إلى اليمن. وجدنا وردي برفقة نجله الثالث الدكتور عبد الحليم حافظ. وكانت سهرة لم ولن تتكرر قط، تغنى فيها وردي برائعتي إسماعيل حسن "بعد ايه"، و"لو بهمسة". وتغنى أيضا بعدد من أغنياته القصار مع حافظ الذي كان يعزف على العود، فيما كان وردي يعزف على الطمبور.
    أما الحادثة الثانية فقد كان من شهودها الأخوين عبد الحفيظ وأزهري نور الهدى في مدينة أكسفورد، إذ تلقى وردي دعوة إلى هناك من أحد أكبر شعراء جمايكا ويدعى Sid، وكان قد التقى وردي مصادفة في أحد قطارات الأنفاق (المترو) اللندنية، ومن دون سابق معرفة اتجه إليه وسأله إن كان هو الـ master musician الذي ظل – كما قال- يراه في الحلم قرابة 30 عاماً يصدح بموسيقى لم يسمعها طوال حياته. واستدعاني وردي من مكتبي في مقر صحيفة "الحياة" يومذاك للمساعدة في ترجمة ما يقوله ذلك الشخص "العجيب". وانتهت الحكاية بأن قال "سِدْ" إن تحقق حلمه بلقاء من سماه master musician يؤكد له اعتقاده وصدق أبحاثه بأن أهله في منطقة جزر البحر الكاريبي ليسوا في الواقع عبيداً استقدمهم البيض لفلاحة مزراعهم، وإنما هم نوبيون هاجروا من النوبة السودانية القديمة أثناء سنوات بناء أهرامات الجيزة التي سخرهم الفراعنة لبنائها بكل ما تحمل كلمتا السخرة والعبودية من معانٍ.


    في منزل "سِدْ" في أكسفورد تجلت عظمة وردي في الأنس والحكي، وتجلت عظمته أيضاً في الغناء، إذ اختار أن يستهل السهرة-الجلسة برائعة صلاح أحمد إبراهيم "الطير المهاجر". وكان هو أول من بكوا في تلك الليلة، وكلما سالت دموعه علا صوته، وبلغ مراقٍ لا يعرف توصيفها سوى دارسي الموسيقى. وطبعاً كانت دموع الشفيف أزهري نور الهدى الأكثر غزارة ليلتها.
    وعرفت عمق صداقة وردي بزملائه المطربين خلال تلك الفترة، إذ جمعت بيننا لقاءات مع الفنان عبد الكريم الكابلي والفنان كمال إبراهيم سليمان (ترباس). وكانت تلك السهرات مسارح لسرد ذكريات من الصداقة النبيلة، والزمالة الصادقة، والعلاقات الأسرية الراسخة. وأعتقد أن تلك اللقاءات اللندنية كانت تمثل فرصاً للتلاقي أكثر مما كانت عليه الحال في الخرطوم، بسبب شواغل الحفلات والارتباطات والتمارين الموسيقية. وقد طرب وردي أيما طرب حين تغنى ترباس بأغنية حسن عطية "إنت حياتي"، ولما انتقل إلى رائعة أبو علي "لو انت نسيت" – على توقيع الموسيقار العواد الفذ بشير عباس- وجد وردي نفسه "شيالاً" لترباس، في ثنائية عفوية مفعمة بالخبرة.


    وكنت قد جمعت بين العملاقين كابلي ووردي في حفلة صغيرة أقمتها في أحد فنادق منطقة أوسترلي (غرب لندن) في شتاء 1994، للاحتفاء بقدوم المولود يس معاوية يس. وكانت ليلة لن تغيب قط عن ذاكرة الذين حضروها من أحبابنا اللندنيين، ذابت فيها الفوارق بين رجال حزب الأمة والاتحاديين، وبين الشيوعيين والمستقلين، وبين الجنوبيين والشماليين. ومما أذكره ليلتذاك أننا بطريقتنا السودانية لم نلتزم بالمواعيد التي حددتها إدارة الفندق لانتهاء السهرة عند الواحدة صباحاً، فطلبنا تمديد الموعد إلى الثانية صباحاً، ولما حان الموعد الجديد، لم يكن وردي قد فرغ من وصلته الثانية، فاضطرت الإدارة إلى قطع التيار الكهربائي عن مكبرات الصوت، فما كان من وردي إلا أن انطلق يصدح بلا مكبر صوت، وتجلت قدراته الخرافية على إسماع الحضور في جميع أرجاء القاعة، وهي المقدرات التي حدثني أنه رآها عند أشياخه الكاشف وعبد الحميد يوسف وغيرهما من أساطين فن الغناء الوتري الحديث. ولم يكن وردي يبدو أكثر سعادة إلا حين يتهيأ له جو لتمرين القدرات القصوى لصوته.


    أيضا من لقاءات الوفاء وطيب المعشر، أذكر أن الفنان الصومالي المخضرم أحمد ناجي التقاني في استوديوهات هيئة الإذاعة البريطانية في لندن، ولما عرف مني أن وردي مقيم في "اللندرة" (وهي التسمية التي ترد في أغنية تراثية يتغنى بها الكابلي: بلد اللندرة يا سيدى شقيتا/ والجرح المنوسر لحقت برّيتا/ سيد الساقية والسارية والحيطة/ سيد المهرة البتاتي بي قيدا) طلب أن أنظم له لقاء بوردي. وتم اللقاء وسط أجواء من العناق والدموع والقبلات. ولم يحضره سوى عبد الخالق حسن وردي وشخصي الضعيف. وبعد الذكريات السودانية-الصومالية، أمسك وردي بالعود وصدح بعدد من أغنياته الحسان، وكان أحمد ناجي الذي اشتهر بأداء أغنية "ما تخجلي" يبكي وهو ينصت إلى ذلك الصوت. ومن الطرائف أذكر أنني كنت أترجى وردي أن يخفض صوته حتى لا يبلغ عنا الجيران بتهمة الإزعاج، لكنه لم يأبه، وقال لي إن همه أن يمرّن صوته وليس أن يسمعنا!
    وحين قرر وردي فجأة أنه لا بد أن يغادر لندن إلى أسمرة في عام 1997، أصابني حزن شديد، وجزعت من الفراق. وبعد سفره، ما لبثت أن انتدبت نفسي في مهمة صحافية إلى العاصمة الأريترية للقائه. وبالفعل التقينا، وكنا نسهر كل ليلة ممتعين أنفسنا بدهشة موهبته وصوته الفريد وحكاياته التي لا تُمل. وكان من رفقاء تلك الليالي الأخ ياسر سعيد عرمان الذي كان آنذاك متحدثاً باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان في أريتريا.


    وبعد؛ فقد كانت تلك جوانب ضئيلة جداً تأتت لي معرفتها في شخصية الفنان الشاعر والملحن والموزع الموسيقار محمد وردي. وقد أثمرت تلك اللقاءات الليلية والنهارية عن تسجيل مسيرته الغنائية بشكل توثيقي، نشرتُ شذراتٍ منها في مجلة "أوراق جديدة" التي تصدر في الخرطوم، وسينشر التوثيق مكتملاً في الجزء الثاني من كتابي "من تاريخ الغناء والموسيقى في السودان" الذي سيصدره مركز عبد الكريم ميرغني خلال الأشهر القليلة المقبلة.


    وإذ أكتب هذه الكلمة، أجد أن من الواجب عليّ أن أعبر عن الامتنان لوردي في موقفين مررت بهما، كان لوردي دورٌ كبير في إعانتي على تجاوزهما. فقد اتاني صوته من القاهرة في مستهل التسعينات ليشجعني على التماسك في المضي في عملي الصحافي، مؤكداً لي أنه لن يصدق ما افتراه عني أحد قادة المعارضة السودانية في إحدى صحف القاهرة. وكانت تلك الفرية قد أصابتني بصدمة وكرْب شديدين، إذ كان ذلك أول عهدي بمماحكات الساسة، وانتقامهم من الصحافيين الذين يرفضون الانقياد لهم. وقال لي على سبيل المؤاساة إنه صادف مواقف عدة مكن ذلك القبيل في مسيرته الفنية، لكنها قوّته ولم تضعفه. أما الموقف الثاني، فقد جئته ذات يوم في منزله في أقصى شرق لندن وكنت شاحباً ومهموماً من تأثير مشكلة عائلية أوشكت أن تهد بيتي. سريعاً غادر وردي غرفة الاستقبال ليدلف إلى غرفة نومه، وارتدى بدلته وعاد ليطلب مني أن يذهب معي إلى بيتي في أقصى الغرب اللندني ليشرف بنفسه على حل المشكلة بيني وأم أولادي. وكان حضوره مؤثراً وفاعلاً في إقناعنا بتجاوز خلافنا. وتجلت لي يومذاك عظمة وردي وإنسانيته وحبه للآخرين. وحسبت أن ذلك الموقف لو حدث لي مع شخص آخر فلربما اكتفى بإسداء النصح لي، أو لو تدخّل فلربما اكتفى بالتحدث هاتفياً إلى زوجتي. غير أن وردي حملته مروءته وأبوته وسودانيته الأصيلة أن يذهب بنفسه ليلتقي الطرفين ويحل المشكلة.
    ومما أذكره جيداً أن وردي على رغم حبه الشديد للحياة، كان يتبرم أحياناً من طول عمره في حين أن غالبية أصدقائه رحلوا إلى دار البقاء. وهو معنى أقرب لما أعرب عنه زهير ابن أبي سلمى القائل:
    سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
    ثمانين عاماً لا أبا لـــك يسأم
    ومهما كان شأن زعمنا بسأم وردي من طول عمره، فهو من دون شك ظل محباً للحياة، مغنياً وملحناً حتى اللحظات الأخيرة من حياته، ولم يكن سأمه شبيهاً بما قاله لبيد بن ربيعة حين بلغ عامه الثمانين:
    ولقد سئمت من الحياة وطولها
    وسؤال هذا الناس: كيف لبيد ؟

    كنت معه ذات مرة، وطفق يسرد جوانب من ذكرياته مع عدد من السياسيين ونجوم المجتمع. وكان كلما تناول سيرة أحدهم ترحم عليه! فأبدى حزنه على غياب أولئك الأشخاص الذين كانوا يملأون حياته في السودان وخارجه صداقة وأخوّة ومودة ونجومية.
    كان رحيل وردي فاجعة لكل سوداني يعشق صوته وغناءه وموسيقاه، ولكل سوداني يدرك أن الفقيد قام منفرداً ومن دون جزاء ولا شكور بصياغة وتنفيذ منهج التربية الوطنية الذي لم تتنبه لوضعه الإدارات المتعاقبة على حكم البلاد منذ استقلالها، وذلك من خلال أناشيده (الاستقلال، يقظة شعب، إنني أؤمن بالشعب، حدق العيون، عرس الفداء، عرس السودان، وغيرها). ومن خلال مواقفه الرافضة لكل الديكتاتوريات، بما فيها نظام عمر البشير الذي لم يتلوث وردي بقاذوراته.


    وبالطبع، فإن رحيله فاجعة كبرى بالنسبة لي ولوالدتي وشقيقي مدثر وبنتي عبير، فهو كان وسيظل في دواخلنا، معلَماً ومعلّماً ومُلهِماً، ومقياساً للذوق الغنائي السوداني، ومثالاً للشخصية السودانية الخالية من العُقد العنصرية والأحقاد، الباحثة عن المجد من خلال الموهبة والتنافس الشريف والنزاهة. وكان وردي نموذجاً للرجولة، ولصلة الرحم، ورفض التميع والانحلال. وقد دخل التاريخ من أبواب عدة، لجمال صوته، وموهبته الفذة في التلحين والأداء والنظم، وفي قدرته الفريدة على استلهام التراث الغنائي النوبي والسوداني، وانفراده بلقب المجدّد الأول في الغناء السوداني المعاصر. وحين ينبري متخصصون لدرس إنتاجه سيكتشفون جوانب كثر ترد بها هذا الموسيقي العبقري الذي لن يجود الزمان بمثله قط. رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وأسكنه فسيح جنانه. إنا لله وإنا إليه راجعون.


    -------------------





    الرئيسةالصورالمقالاتالأخبارالصوتياتالفيديومنتديات الراكوبة دليل المواقع السودانية أغاني سودانية

    جديد المقالات محمد وردي
    هو ورد الشعب ولن يذبل أبداً
    أين أنت أيتها اللجان الشعبية؟
    أعلان هامرسالة إلى اللواء مضروب دانيال كودي والعميد جردل مبارك كُتي !!
    تهنئة بالانتصارات الاخيرة ودعوة الشعب السودانى للوقوف خلف الجبهة الثورية
    المدراس القومية ..تعقيب على مقال بروفيسور هاشم الهادي
    الأنقاذى الذى عاد لثقافة العنف بعد ضياع حلم الجامعه العربيه!
    كرُولي نُوقُولي ...!
    مفاكرة مع د.عبداللطيف عن تحطيم الشيخ والامام

    جديد الأخبار حوار مع الناطق الرسمي للعدل والمساواة حول معارك جنوب كرد فان بين الجبهة الثورية المعارضة والحكومة السودانية
    الجبهة الثورية تعلن سيطرتها على حاميتين عسكريتين في كردفان..جوبا تجدد نفيها المشاركة في القتال ضد السودان
    شاهد صور لاحتراق الطائرة و لعبد الحليم المتعافي بعد نجاته
    جنوب السودان يقول احتياطيات النقد الاجنبي تكفي لمدة عام
    القـَمـَرُ الغائبُ ..في رثـــاء الفـــنان المـــبدع مـحمد عـــثمان وَرْدِي
    نظام البشير : لن نقبل غير العائد المجزي للسودان في مفاوضات النفط القادمةبعد الحديث عن استهدافهم..نظام البشير والسلفيون.. هل انتهى (شهر العسل)؟!
    في ديري وأم لباسة ..عندما تصبح (الحمير) وسيلة مواصلات (المعلمين)..!!!
    مصريون يسخرون من "الرئيس التوافقي"
    ويكيليكس ينشر 5 ملايين برقية سرية تكشف أسماء مخبرين للاستخبارات الأمريكية

    جديد الصوتيات مصطفى سيد أحمد - واقف براك - 1989 في آخر حفل له بالسودان
    مصطفى سيد أحمد - يا سر مكتوم - 1989 في آخر حفل له بالسودان
    مصطفى سيد أحمد - مريم الأخرى - 1989 في آخر حفل له بالسودان
    مصطفى سيد أحمد - المسافة - 1989 في آخر حفل له بالسودان
    صديق الكحلاوي - يا ليل أبقى لي شاهد
    صديق الكحلاوي - أذاني ذرف دمعي
    صديق الكحلاوي - شقي ومجنون
    صديق الكحلاوي - ريده زمان
    حوار صحفى مع الفنان مصطفى سيد أحمد لمناقشة تجربة ألبوم البت الحديقة 2
    حوار صحفى مع الفنان مصطفى سيد أحمد لمناقشة تجربة ألبوم البت الحديقة 1
    جديد الفيديو قرفنا قرفنا بك أستجير - قصيدة سودانية ينشدها شيخ سعودي
    حوار مع البشير
    مؤتمر صحفى حول مناصرة الشقيق المعتقل ابراهيم على
    قصة الأمريكية التي أسلمت بسبب رجل سوداني
    سوداني يخنق اماراتي
    ننصح الرئيس بترك الرقيص
    راب سوداني خطير .. عن فساد البشير
    الفيديو الذي يختصر مباراة اياب كلاسيكو كأس الملك
    رائعة الأُستاذ محمّد وردي يا وجهها


    القائمة الرئيسة
    الرئيسة

    الصور

    صور من تاريخ السودان 1800-1956
    كاريكاتير
    من ذاكرة الإنتخابات
    صور غريبة واعلانات ولوحات طريفة
    صور متنوعة
    وجوه سودانيةالمقالات

    السياسة
    الصحة والتكنولوجيا
    المكتبة السودانية
    ثقافة وآداب، وفنون
    مختارات مكتبة المقالات
    منوعاتالأخبار

    أخبار سياسية
    أخبار رياضية
    علوم، صحة، وتكنولوجيا
    ثقافة وفنون
    منوعات
    أخبار إقليمية
    المال والاقتصاد
    مختارات من ارشيف مكتبة الأخبارالصوتيات

    كبار الفنانين
    الشباب
    البنات
    قرآن كريم - تلاوة شيوخ سودانيون
    مجموعات وثنائياتالفيديو

    أشعار
    أغاني وموسيقى سودانية
    فيديو كليبات غربية
    مكتبة الكوميديا والطرائف
    مكتبة المنوعات
    ملفات سياسية
    منوعات الأغاني والموسيقى فيديوسجل الزوار

    القائمة البريدية
    راسلنا
    خريطة الموقع



    جديد الصور
    القدس العربيالشفيع محمد صادق.الرأي العامالرأي العام

    جديد الصوتيات
    مصطفى سيد أحمد - واقف براك - 1989 في آخر حفل له بالسودانمصطفى سيد أحمد - يا سر مكتوم - 1989 في آخر حفل له بالسودانمصطفى سيد أحمد - مريم الأخرى - 1989 في آخر حفل له بالسودانمصطفى سيد أحمد - المسافة - 1989 في آخر حفل له بالسودانصديق الكحلاوي - يا ليل أبقى لي شاهد

    تغذيات RSS
    الصور
    المقالات
    الأخبار
    الصوتيات
    الفيديو
    الأخبار

    أخبار إقليمية
    القـَمـَرُ الغائبُ ..في رثـــاء الفـــنان المـــبدع مـحمد عـــثمان وَرْدِي

    القـَمـَرُ الغائبُ ..في رثـــاء الفـــنان المـــبدع مـحمد عـــثمان وَرْدِي

    شعر الدكتور عبدالواحد عبدالله يوسف
    02-28-2012 07:25 AM
    القـَمـَرُ الغائبُ

    في رثـــاء الفـــنان المـــبدع

    مـحمد عـــثمان وَرْدِي

    شعر الدكتور عبدالواحد عبدالله يوسف

    يـا نـُورَ عَـيْن ِالمبدعـينَ

    ويا رُؤَى الزَّمن ِالجميلْ

    يـا مَنْ قَهَرْتَ المستحيلْ

    ها قَدْ رَحَلْتَ وَلـَمْ يَحـِنْ وَقْـتْ الرحيلْ

    الـنيـلُ يَـبْـكي والـسَّـواقي والـنـَّخـيــلْ

    والأُمـةُ الـولـْهـَى بِـفــَنـَّــكَ في ذُهولْ

    قـَدْ كُـنْتَ فـارسَها النــَّبيلْ

    وكـنتَ حـاديها الأَصيــلْ

    جـَدَّدْتَ في وِجـْدانـِها عَبـَقَ الفُصـولْ

    أَبْــدعْــتَ فــنـاً لا يَــــزُولْ

    يـَرْويـه جـيلٌ إِثـْــرَ جــيـلْ

    مِـنْ عُـمْق ِأَعـماق ِالـوَطـَنْ

    دُرَراً تــَنـَامـَتْ في شـَـجـَنْ

    إِيــقاعـُها روحُ الـــوطـــنْ

    أوْتــارُها فَــرحُ الــوطــنْ

    أحـلامُـها حُــلـْـمُ الــوَطـنْ

    بِجــَـلالِـها الــطـُّنْـبُورُ رَنْ

    رُغـَـم الـمــهـاجـِرِ والمـنافي والــمِـحَـنْ

    ما حُـدْتَ عـَنْ قـِمَم ِ النـَّضال ِوَلـَمْ تَــلـِنْ

    بـَلْ كــنتَ أكبرَ مـِنْ أراجـِيفِ الـوَهـــَنْ

    صـَوتـاً تـَمـدَّد فــوقَ هـَــاماتِ الــزَّمـَنْ

    بـــأريج نـَـــفـْس ٍشـاعريـَّة

    يـَرْوِي الأَنــاشيد الشـَجِـيـَّةَ

    لِــربـيع ِأمَّـــتِـك الــفـــَتــِيـَّة

    لِهـَوَى الــصـَّبايا الحـَالماتِ

    مــع النـَّسـَيماتِ الــنـَّـدِيـَّــة

    ****

    مـــاذا نــقــولُ وقَـــدْ قـَــضَى الــرحمنُ أَمْــرا

    قــد كــُـنْــتَ في أَيــامِــنــا نـَـغـَـمـا ًوفِـــكْـــرا

    ونــَــشــَرتَ في أَفــراحــِنــَا وَرْداً وعـــِطـْـرا

    أَشْــرَقـْــتَ في لـَيْــلاتِــنــا الــظـَّـلــمـَاءِ بـَـدْرا

    قـَد كـُنْت للأحرار نـَصـِرْا

    كـَمْ كـنتَ للـسودانِ فـخرْا

    ولـَسوْفَ تبْـقى في ضمــيرِ الــشعـبِ ذِكْــرى

    ****

    وداعـاً أيـُّها الــنـَغمُ الــجـِمـيـلْ

    هــا قَــدْ رَحَلـْتَ وَلـَمْ يَـــحـِنْ وقــتُ الــرَّحيلْ

    عبدالواحد عبدالله يوسف

    البحرين في 25 فبراير 2012

    --------------


    وردي يا اْبن بلدي .. كيف تبكيك العيون ؟

    اْضحية سرير توتو - القاهرة
    [email protected]


    اْنني اْعلم تماماً باْني قد تاْخرت كثيراً في اْداء واجب العزاء عبر مقالة تعبر عن مدي حزني للفنان الراحل , نسبة لوجدي خارج البلاد , ولكن تؤدي الواجب متاْخراً خيراً من اْلا تؤديه نهائياً , هكذا تعلمت في قريتي كرنقو عبدالله باْقليم جبال النوبة, اْما الواجب الذي ينبغي اْن اؤديه فهو للراحل المقيم الفنان الكبير الفنان المبدع , الفنان الثوري , فنان الشعب الاْول ( محمد عثمان وردي )ولاْسرته الكريمة الصبر والسلوان .
    حقيقةً لقد صدمني رحيله المفاجئ الذي شل تفكيري , لذلك لم اْستطيع كتابة اْي رثاء اْو نعي اْليم في ذلك اليوم الاْسود الذي رحل فيه فنان اْفريقيا الاْول .
    وردي عانة معانة كل السودانين من نظام المجرم عمر البشير واْخوانه البلهاء . وردي وقف مع ثوار قوات التجمع في الجبهة الشرقية , غني لهم اْغاني حماسية ثورية , خفف عن اْلامهم بالاْغاني العاطفية , تبرع لهم من حر ماله لعلاج مصابي قوات الجيش الشعبي وقوات التجمع , كانت له صولات وجولات مع الحركة الشعبية , كان محبوباً جداً لدي الراحل المقيم د جون قرنق, بل كان صديقاً شخصياً له ولكل الجنوبين .


    ساْلت اْحدي الجنوبيات بالقاهرة تدعي نيبول سايمون طالبة بجامعة الزقازيق بمصر, عن الراحل وردي وكيف تلقت الخبر المشؤم وماهي شعورها نحو الفقيد ؟ قالت بلغة اْهل جوبا : اْنها مصدومة جداً من رحيله , لاْنه فنان وطني بجد وثوري وعاطفي , ومن النادر اْن تجد فناناً الاْن يستطيع اْن يجمع بين الغناء الثوري والغناء العاطفي العميق العذب , فما اْن تستمع الي اْغاني وردي العاطفية اْو الثورية , تشعر باْن تياراً منعشاً يجذبك ويشدك اليه , لا تملك اْزاءه اي مقاومة , فتترك نفسك مطمئناً واثقاً مستمتعاً باْغانيه العذبة حتي ينتهي , وختمت قولها بهذا الكلام الجميل : اْنه هو العملاق الراحل اْبن بلدي السودان محمد وردي , والله لا نعرف كيف نبكيه .


    وردي لم يبحث عن مغنم شخصي اْو يهتم باْجندة خاصة اْو قضية فرعية طوال حياته , ولم يطبل للنظام القائم الاْن بعد رجوعه الي السودان , مثل كثيراً من فنانين اليوم , فقط كانت اْجندته وغنائه وقضيته هو السودان الكبير شماله وجنوبه , كان يخاطب وجدان كل السودانين بمختلف لهجاتهم و إنتمائتهم العرقية , كان مغرماً جداً باْسعاد الاْخرين , هكذا هو الكبير الفقيد اْبن بلدي وردي , علي راْي اْختنا نيبول سايمون , مات وردي الفنان مرهف القلوب وترك الساحة الغنائية خالية للذين يغنون للعربية والركشة والجلابية والمكواة وراجل المرة والمؤخرة , مات الفنان الكبير رمز الوطنية وملهم الشعب , إن لله وإن إليه راجعون .


    لم اْكن اْعرف الفقيد وردي علي المستوي الشخصي , ولم يكن لي الشرف اْن اْلتقيه وجهاً لوجه , او حتي اْراه علي الطبيعة , رغم اْنني من المعجبين جداً بغنائه وفنه الاْصلي , اْلا اْنني في الوقت ذاته عرفته معرفة حقيقية من خلال كلماته واْغانيه الثورية والعاطفية والوطنية التي كان يطربنا بها ويشد من اْزرنا في اْنِ واحد .
    وردي رحل عن عالمنا إلي عالم الواقع المحتوم , لكن اْعماله ستظل باقية خالدة في قلوبنا , من منا لا يردد ولا يدندن في سره اْو علانيته ساعة الضيق والشدة , يا شعبٌ لهبة ثوريتك.. الخ .. , اْو من لا يقول لحبيبته اْو اْمه , اْو اْخته يا نور العين .. الخ.. , اْنني من خلال هذا المقال اْقترح , اْولاً: اْطلاق قناة فضائية اْو ذاعية باْسم الفقيد وردي , تعرض فيه اْعماله فقط , وتذهب عائد اْعلانات القناة الي مساعدة النازحين من القتال في جبال النوبة ودارفور والنيل الاْزرق ومنكوبي (سد مروي) الذين قذف بهم النظام في الصحراء .
    ثانياً: بناء تمثال عملاق له ينصب في اْكبر ميدان بالخرطوم , ويطلق علي هذا الميدان اْسم (ميدان وردي) , واْن لله واْن اْليه راجعون .
                  

العنوان الكاتب Date
محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توثيق الكيك02-20-12, 04:45 AM
  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 05:14 AM
    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث welyab02-20-12, 05:55 AM
      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 08:04 AM
        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 08:16 AM
          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 09:55 AM
            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 11:00 AM
              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 04:32 PM
              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 04:41 PM
                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 05:36 AM
                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 09:13 AM
                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 04:45 PM
                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 05:12 PM
                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 07:09 PM
                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-22-12, 06:48 AM
                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-22-12, 10:16 AM
                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-22-12, 06:39 PM
                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-22-12, 08:23 PM
                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-23-12, 09:35 AM
                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-24-12, 10:38 AM
                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-24-12, 11:09 AM
                                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث عمر محمد ابراهيم02-24-12, 01:40 PM
                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-24-12, 07:36 PM
                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-25-12, 12:10 PM
                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث عمر محمد ابراهيم02-25-12, 06:16 PM
                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-26-12, 06:17 AM
                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-26-12, 06:18 AM
                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-26-12, 09:08 AM
                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-26-12, 09:08 AM
                                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث abdelrahim abayazid02-26-12, 03:46 PM
                                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-27-12, 06:37 AM
                                                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-28-12, 05:17 AM
                                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-28-12, 08:55 AM
                                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-29-12, 04:59 AM
                                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-29-12, 06:56 AM
                                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-29-12, 09:06 AM
                                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-29-12, 05:36 PM
                                                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-01-12, 10:30 AM
                                                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-02-12, 11:37 AM
                                                                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-03-12, 07:29 PM
                                                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-04-12, 06:59 AM
                                                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-05-12, 09:12 PM
                                                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-06-12, 05:45 AM
                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-06-12, 10:18 PM
                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-08-12, 09:05 AM
                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-08-12, 11:09 AM
                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-09-12, 12:15 PM
                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-09-12, 04:05 PM
                                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-10-12, 01:14 PM
                                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-11-12, 04:01 PM
                                                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-12-12, 11:20 AM
                                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-14-12, 11:15 AM
                                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-18-12, 10:10 AM
                                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-19-12, 08:29 AM
                                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-20-12, 07:25 AM
                                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-29-12, 10:25 AM
                                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-29-12, 10:25 AM
                                                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-31-12, 12:35 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de