|
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)
|
العدد 103 - الأحد 13 يناير 2008
أسئلة لما بعد الحرب وما بعد الإنقاذ
التجاني عبد القادر
وتسمع فى الأخبار كذلك أن حرب الجنوب قد وضعت أوزارها، وتقرأ أن المؤتمر الوطني قد أعاد "هيكلة" نفسه، حيث عين زيد أمينا للاتصال السياسي خلفا لع بيد الذي غادر الى أمانة العلاقات الخارجية، خلفا لعمرو الذى أسندت اليه أمانة الاعلام. ثم يقال لك إن التغيرات التى تمت فى الحزب كانت شيئا "طبيعيا"، وأنها "ترتيبات" المرحلة القادمة؛ مرحلة الانفتاح على القوى السياسية. لا يختلف اثنان فى أن الحرب الأهلية المتطاولة التى كانت تستعر فى جنوب البلاد، قد ساهمت بصورة مباشرة وغير مباشرة فى تشكل وتطور نظام الانقاذ السياسى فى شمال البلاد؛ النظام الذى كان يقوم على حزب سياسي واحد، وحكومة مركزية قابضة، ونظام رئاسي مهيمن. ولكن دعنا نبسط هذه العبارة فى نقاط فنقول أولا: أن الترتيب السياسي الذي عرف بنظام الإنقاذ هو ترتيب أملته، ضمن عوامل أخرى، ضرورات الحرب(الحرب العسكرية الشاملة فى جنوب البلاد، والحروب الجزئية الإقليمية والدولية التى تولدت عنها، والنتائج المدمرة التى ترتبت عليها فى الأصعدة المحلية السياسية والاقتصادية)؛ ثم نقول ثانيا: أن تلك الضرورات الحربية قد أثرت بدورها على الأبنية الداخلية لنظام الانقاذ، فحولته من نظام اسلامى/عسكرى مؤقت يحاول أن يتطور فى اتجاه اكتساب المشروعية الشعبية، الى نظام سياسى/اقتصادى/أمنى دائم يسعى للاحتفاظ بالسلطة فى ذاتها ولذاتها، ويسعى للتطور فى اتجاه المزيد من السلطة؛ ونقول ثالثا: أنه اذا كانت الحرب قد وضعت أوزارها بالفعل(كما هومعلن الآن)، فلابد من ترتيبات جديدة لمرحلة ما بعد الحرب ولما بعد الإنقاذ، ترتيبات تتخطى الهياكل والأشخاص الى الأفكار والرؤى، اذ لا يمكن أن تدار مرحلة السلام بعقلية الحرب، وبالرؤى السياسية والاقتصادية والأمنية التى تخمرت وتبلورت إبان سنوات الحصار والمقاطعة والمناحرة التى استمرت لنحو عقدين من الزمان. على أن هذا لا يعنى أن نشطب التاريخ ونعود الى مرحلة الصفر السياسي، فالتاريخ لا يمكن الغاؤه، والعودة الى الوراء لا يقول بها أحد، ولكن نريد أن نقول أن الانتقال من مرحلة سياسية الى أخرى لا يشبه الانتقال من غرفة صغيرة فى منزل الى غرفة أخرى مجاورة، حيث لا يحتاج المرء حينئذ لأن يضع طاقية على رأسه. إن الانتقال من مرحلة سياسية عاصفة كالتى كنا فيها، الى مرحلة سياسية أخرى، مجهولة المداخل والمخارج، يشبه فى تقديرنا الانتقال من الغابة الى المدينة، حيث يحتاج الانسان ليس فقط لطاقية يضعها على رأسه، وانما يحتاج قبل ذلك الى ألبسة أخرى كثيرة يستر بها عورته، كما يحتاج الى معارف ولغات، وخرائط ومعدات ومهارات غير التى كان عليها فى الغابة. نريد أن نقول، بعبارة أخرى، إن الظروف القاسية التى يمر بها الوطن تحتاج الى قيادات سياسية صادقة،ذات رؤى فكرية واضحة،ورغبة حقيقية فى العبور الى مرحلة جديدة، ولا تتأتى مثل هذه القيادة عن طريق الدخول فى مثل ما نرى من ملهاة "الهيكلة"، ولعبة الكراسى، وتوزيع الأمانات والوزارات على سبيل الاستلطاف الشخصى والمباغتة الأمنية، وانما يتأتى بعد أن تطرح الأسئلة الحقيقية، فيحتدم حولها الرأى، ويستبين من خلالها الطريق. من تلك الأسئلة، والتي أتطوع بإيرادها هنا لوجه الله: ما هى "الدروس" التى خرجنا بها من المرحلة القتالية السابقة؟ وماهى "الأخطاء" العسكرية والسياسية والاقتصادية التى وقعنا فيها؟ وماذا تحقق من أهدافنا القومية/الإسلامية الكبرى، التي من أجلها تدافعنا الى الحرب؟ وهل الأهداف التى من أجلها وقعنا على اتفاقية نيفاشا هى الأهداف القديمة أم أهداف جديدة؟ واذا كان ما تحقق فى نيفاشا هو كل ما استطعنا تحقيقه فى ظل الأوضاع الراهنة، ألا يعنى ذلك أن جزء من منظومة أهدافنا القديمة قد تم أسقاطه، طوعا أو كرها، وأن علينا أن نعيد النظر فى تلك المنظومة، فنصطنع أهدافا جديدة، ونخترع لها ترتيبا أخر؟ ثم ما هى "المبادئ" النظرية التى أثبتت التجربة خطأها، وهل استطعنا أن نتوصل الى منظومة أخرى من المبادئ الجديدة انعقد عليها إجماعنا، ونريد أن نصمم فى ضوئها مشروعا وطنيا/إسلاميا للمرحلة القادمة؟ وما هى طبيعة ومكونات هذا المشروع القومي/الاسلامى لمرحلة ما بعد حرب الجنوب وما بعد نظام الانقاذ؟ وما هى بالتالى طبيعة الحزب السياسى الجديد الذى يمكن أن يحقق تلك الأهداف؟ وما هو النموذج الاقتصادى الذى سيسير عليه فى المرحلة الجديدة؟ وما هو الدور الجديد الذى يجب على الحكومة أن تضطلع به؟ أما من ناحية أخرى، فان المواطن السودانى البسيط يود أن يعرف، قبل الانتخابات القادمة، أين هو موقعه فى المشروع الجديد؛ مشروع ما بعد الحرب/ما بعد النفط/و ما بعد الانقاذ؟ يود أن يعرف كيف سنستجيب لتطلعاته الثابتة والمعروفة على مر الأجيال والعصور: أن يجد فرصة للعمل الشريف فيغادر محطة الفقر والحزن، أن يجد فرصة لتعليم أطفاله، وأن يجد مسكنا يأوي إليه(به مياه صالحة للشرب)، ومستشفى يتلقى فيه العلاج، وأن تترك له الحكومة فرصة من الوقت ليعبد الله كما يشاء. ان الانشغال بمثل هذه التطلعات المشروعة المكبوتة، وجعلها محورا للمشروع القومى الاسلامى الجديد خير ألف مرة من الانشغال بهيكلة المؤتمر الوطنى وبكشوفات التنقلات فيه، فاذا انشغل المؤتمر الوطنى بالناس فسيكون عندئذ حزبا "للناس"، وسيهتم الناس بأخباره، أما إذا صار جل انشغاله بالسيطرة على الحكومة القادمة،فسيفقد الحكومة وسيفقد الناس. إن الاقتراب الصادق من قضايا الناس الملحة، ورفعها الى قمة أولويات الحزب سيفيد قيادة المؤتمر الوطنى وعضويته من عدة نواح: سيفيدهم من الناحية الأولى فى تفكيك العبارات والشعارات السياسية التعبوية البالية وردها الى مفردات بسيطة وواضحة تشير الى أرقام، والى مدد زمنية، وتكاليف مادية، فيخرجون بذلك من حالة التستر باللغة،واللف والدوران حول القضايا،الى حالة المواجهة السافرة مع الحقائق الواقعة ومع جمهور الناس، وسيفيدهم من ناحية ثانية بأن يجعلهم يدركون أن بعض القضايا التى كانوا وما يزالون يهدرون فيها طاقاتهم تقع فى خانة الألاعيب الحزبية الفارغة وليس فى خانة الأهداف القومية النافعة. أما إذا كان كل ما لديهم للمرحلة القادمة هو شعار "الانفتاح" على القوى السياسية، فان هذه القوى السياسية لم تصب بالعمى، بل هى ما تزال ترى أثر "الفأس الأمنى" على ذيلها، وأثر الفأس الإقتصادي على جيبها، ولا قوة الا بالله. الاحداث
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 01-14-08, 11:13 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 01-15-08, 04:09 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 01-15-08, 04:15 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 01-15-08, 04:47 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 01-15-08, 09:37 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 01-15-08, 09:43 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 01-15-08, 09:45 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 01-15-08, 10:19 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 01-15-08, 11:00 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 01-16-08, 06:03 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 01-16-08, 11:32 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 01-24-08, 11:26 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 01-27-08, 05:02 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 01-27-08, 08:19 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 01-28-08, 08:15 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 01-29-08, 10:37 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 02-03-08, 04:52 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 02-06-08, 11:19 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 02-03-08, 05:05 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 02-04-08, 06:05 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 02-04-08, 07:27 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 02-05-08, 06:29 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 02-05-08, 09:07 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 02-07-08, 05:23 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 02-07-08, 05:25 AM |
|
|
|