نافع وكلام مش نافع ...خطاب حزب المؤتمر الوطنى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 12:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-30-2006, 05:19 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نافع وكلام مش نافع ...خطاب حزب المؤتمر الوطنى



    عن الوطن

    قال إذا كان للأربعة أرصدة فليتم تجمـيدها !
    د .نافع يجدد رفض الحكومة والمؤتمر الوطني للتدخل الأجنبي
    كبوشية -«الوطن»:
    جدد دكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية رفض الحكومة والمؤتمر الوطني لاي تدخل اجنبي بالبلاد.أعلن نافع الذي كان يتحدث عصر امس بمنطقة كبوشية غرب شندي في تكريم وزير الدولة السابق بوزارة الداخلية مولانا العاص ،اعلن عن تحدي الحكومة للقرار الاممي فيما يختص بوقف وتجميد ارصدة الاربعة اذا كانت لديهم ارصدة اصلاً.وقال بان دول الاستكبار تحت غطاء الامم المتحدة بدءًا بإعلان محاكمة «51» من السودانيين بدأ يتقلص العدد الى ان وصل الى الاربعة مشيراً الى ان ذلك جاء لتجوال افراد احزاب الذل والهوان .
    وأضاف :« من اختار صعود الجبل لن يرضى ان يعيش بين الحفر» واكد تمسك المؤتمر الوطني بالمشروع الاسلامي.
    من جانبه بشَّر والي نهر النيل غلام الدين عثمان اهل المنطقة بتنفيد البرنامج الاسعافي للمياه والكهرباء وسفلتة طريق كبوشية للشارع الرئيسي وقال ان هيئة الاغاثة الاسلامية اعلنت عن تبرعها ببناء مستوصف متكامل داخل مدينة كبوشية.


    الراى العام


    نقض الوعود يرفع سقوفات المطالب

    المؤتمر الوطني والرقص على حافة الهاوية


    --------------------------------------------------------------------------------

    بقلم : عثمان فضل الله


    أبدى نائب رئيس المؤتمر الوطنى، ومساعد رئيس الجمهورية د. نافع على نافع قسوة فوق المعدل على القوى الوطنية التقليدية، فى خطابه عشية امس الاول بمنطقة كبوشية، وزاد من جرعة النعوت التى تدعم فرضية هشاشة التحالف الحاكم، وتعضد ما ذهبت إليه بعض تقارير المنظمات ومراكز البحث المهتمة بالشأن السودانى القائلة: بان النظام الحالى يرقص على حافة القبر.

    د. نافع الذى اختار مدينة كبوشية المعروفة بانها كانت من الدوائر المسماة بالمغلقة للاتحاديين، رغم انها بدأت تمردها عليهم باكراً فاطاحت بمرشح الميرغنى لصالح د. حسين سليمان ابوصالح وسمته ممثلاً لها فى الجمعية التاسيسة العام 8691 بـ (11) ألف صوت ليدفع بهجومه على القوى السياسية التقليدية ظاهراً، وجوهراً علي الحزب الاتحادى الديمقراطى مرسلا اشارات جعلت ذلك اكثر وضوحا عندما اختار مقبرتى «البكرى وبحرى» ليقول: إن الجماهير شيعت لهما شياطين الإنس وبغاث الطير واحزاب الهوان والخنوع والركوع. ومعلوم ما للمقبرتين من رمزية لدى الاتحاديين. وكشف هجوم نافع عن نظرة مستبطنة من قبل الرجل الثا لث فى المؤتمر الوطنى والساعى لاحتلال الموقع الثانى وعينه على الاول، لتناقضات الاتحاديين ومعاركهم الداخلية والضعف البائن فى حزبهم، فاراد ان يهيل على رأسهم التراب، متناسيا ان اثنين من اكبر اجنحة الحزب شركاء معه فى تحالف الوحدة الوطنية المطالب بدفع فاتورة تقرير المصير، وعداء نافع -صاحب المقولة الشهيرة (قادة الاحزاب فاقدو البصر والبصيرة)- للاحزاب يتعدى بكثير التصريحات التى درج على إطلاقها في كل لقاءاته مع المنضمين الجدد لحزبه، وجولاته على الأقاليم لتصل درجة انه يفضل الموت على طلب المعونة منها - حسب احد الكتاب بصحيفة الصحافة- الذى ذكر فى احد مقالاته حواراً دار بينه ونافع نورد منه (فتوفي والده عليه رحمة الله فذهبت وعزيته وقلت له يا نافع بعد كل الذي قلته في الاحزاب سيأتي يوم ستطلب من هذه الاحزاب الفزع وتكرر لها الرجاء، فضحك نافع وقال لي يا فلان إن شاء الله ألحق قبر أبوي ولا أطلب الفزع من الاحزاب).

    أن المعاسرة التي تجدها القوى السياسية في علاقتها مع المؤتمر الوطنى تعود إلى وضع خلقته بنفسها، ولهذا فليس من الأمانة في شئ أن نستذري ما يكيله عليها نافع يوماً بعد الآخر، فهى لم تستجب بالشكل الكافى لما قاله قائل النظام حينها (علي الحاج) في عنتبي مطلع التسعينات، راداً على دعوة قرنق بأن تشمل محادثات السلام القوى السياسية الأخرى: ''نحن لا نتحدث إلا مع مَنْ يحمل السلاح''. كما كان نصيبها الالغاء الكامل يوم بعثت الخرطوم مندوبها قطبي المهدي إلى نيروبي غداة وصول نائب رئيس التجمع، عبدالرحمن سعيد يصحبه نيال دينق ليطالبان بإدخال التجمع في مفاوضات الإيقاد. وقال قطبي: ''لو دخل التجمع من النافذة، خرجنا من الباب''. وأخيراً يوم ان قال الفريق البشير عند افتتاح ميناء بشاير ''لا مكان لهؤلاء في السودان إلا بعد أن يتطهروا بمياه البحر الأحمر''. غير ان التجمع الوطنى الديمقراطي رفض تلك الافتراضات على لسان الناطق باسمه حاتم السر منتقدا فى ذات الوقت ما اسماه بسياسة العنف والوعيد التي ينتهجها المؤتمر الوطني تجاه الآخرين، واتهم نافع بالسعي لزرع الفتنة وتصعيد الخلاف والارتباك الداخلي، ودعا لوضع حد للعبث والتهريج السياسي بإدارة حوار مفتوح مع قنوات المؤتمر الوطني الحادبة على المصلحة الوطنية. وشن حاتم السر فى حديثه لـ (الرأى العام) هجوما عنيفا على نافع واعتبر ما أثاره عدواناً على الأحزاب ويعيد إلى الأذهان بالفعل سياسة الإقصاء و الحصار التى انتهجتها «الإنقاذ» في مواجهة الآخرين، تثبيتاً لفكرة النظام الاحادى الشمولي، مؤكدا رفض التجمع للغة التهديد التي من شأنها توسيع دائرة العنف والفوضى. وحمل السر، الحزب صاحب الأغلبية الحاكمة مسؤولية أى ضرر أو مساس يصيب عملية السلام، ويعيد البلاد إلى المربع الأول ويفجر مرحلة جديدة من الصراع والمواجهة، مشيرا إلى أن أحاديث نافع تتعارض مع جهود مصطفى إسماعيل، وترمي بوضوح إلى قطع الطريق امام تفاهماته مع القوى والأحزاب السياسية. ويقول السر إن ذلك يعكس الاضطراب والارتباك داخل حزب المؤتمر الوطنى نفسه. فيما يرى مراقبون ان المؤتمر الوطنى ظل فى مختلف فتراته و قياداته لا يجمع على شئ إلا على عدائه للآخر. فرغم ان قيادات من التجمع تجلس الآن فى مجلس الوزراء ورئيسه يسعى جاداً لحلحلة بعض الملفات الشائكة، يمضي المؤتمر الوطنى جادا لكسب عدد من قيادات الاتحادى ومكونات التجمع الاخرى، افلح مع بعضها وفشل مع آخرين ولا يخفي عداءه لمعارضيه السابقين. بل يحاول فى كثير من الاحيان جرهم لمنازلته، مفترضا انهم رصيد مدخر للحركة الشعبية التى يرجئ معركته العلنية معها الى حين. ويمضى ذات المراقبين الى ان ذلك لا ينفى البتة ان عشرين عاما من حرب وضعت أوزارها لتسفر عن اتفاق سلام من شأنه أن يرسم استقراراً للخارطة السياسية فى البلاد او يدخلها الى (ود اللحد)، فالمفاوضات العسيرة لتشكيل الحكومة التى نال بها المؤتمر الوطني نحو 52% من الحقائب مقابل نحو 28% للحركة الشعبية وتوزع الباقي بين أحزاب شمالية وأخرى جنوبية، اسفرت عن زواج مصلحة او قل (متعة) بفترة اختبار انتقالية لست سنوات، يتلوها استفتاء لتقرير مصير. (إمساك بمعروفٍ أو تسريح بإحسان) فالاستهانة به ونقض عهوده أو التخلي عن الوفاء بها، يقود الى دائرة جديدة من فقدان الثقة تورث الوطن عقودا أخرى من التشتت وضياع الجهد والزمن.

    فنقض العهود وفقا للدكتور منصور خالد أدى من قبل الى ارتفاع سقف المطالب الجنوبية، ويذهب الآن بحركات دارفور فى ذات الاتجاه.


    الوطن
                  

04-30-2006, 05:25 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نافع وكلام مش نافع ...خطاب حزب المؤتمر الوطنى (Re: الكيك)

    د. الطيب زين العابدين
    رغم مقولات المتشائمين بأن الهيمنة الشمولية ما زالت قابضة، وأن حكومة الوحدة الوطنية لا تختلف كثيراً عن الانقاذ، وعضد ذلك قول بعض المتنفذين في المؤتمر الوطني ان الانقاذ باقية رغم أنف الحاسدين، يقولون ذلك من باب المدح دليلاً على صلابة وقوة الانقاذ، ولا يرون أن هناك ما يعتذر عنه من سلوك الانقاذ السياسي والأخلاقي، ولعلهم نادمين على أن اتفاقية السلام الشامل غيَّرت تركيبة الحكم الشمولى التى يحبونها! وقد أبدع القرآن في وصف أهل المراء الذين يمنعهم عنادهم وجحودهم من قبول الحق حتى ولو لمسوا الدليل عليه بأيديهم المجردة: «ولو نزّلنا عليك كتاباً فى قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين». رغم قول أولئك وهؤلاء إلا أن بعض رياح التغيير قد هبت وأنها فى مستقبل قريب ستقتلع الشمولية من جذورها رضي من رضي وأبى من أبى، ليس ذلك لأن المعارضة أقوى من الحكومة أو تستطيع أن تفرض أجندتها عليها، ولا لأن أهل الانقاذ ثابوا الى رشدهم وآمنوا بالديمقراطية التعددية الرشيدة، شئ من ذلك لم يحدث ولكن لأن حقائق الواقع السوداني بتنوعه وتعدده ورفضه للتسلط والاستبداد سيفرض نفسه فى خاتمة المطاف على كل سلطة تريد التسلط والتجبر فوق رقاب الناس، ويتمشى ذلك مع مسيرة التطور السياسي الذي بدأ يشق طريقه في كل أنحاء العالم ويجد الدعم والتأييد من الدول المتقدمة ومن منظمات الأمم المتحدة.
    عن الصحافة
                  

05-01-2006, 10:25 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نافع وكلام مش نافع ...خطاب حزب المؤتمر الوطنى (Re: الكيك)

    لندن/ 2 مايو 2006م



    الحزب الاتحادي الديمقراطي يحذر المؤتمر الوطني من مغبة الافتراءات على الأحزاب السياسية ويستنكر التصريحات السافرة الصادرة عن مساعد رئيس الجمهورية



    يا جماهير شعبنا العظيم...



    إن الحزب الاتحادي الديمقراطي يستنكر اشد الاستنكار ويرفض كل الرفض ويدين بشدة الأقوال التي تفوه بها مساعد رئيس حكومة الوحدة الوطنية ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني والناطق الرسمي باسمه “نافع على نافع" في خطابه بمنطقة كبوشية بولاية نهر النيل والذي قال فيه "إن الجماهير شيعت إلى مقابر (بحري والبكرى) شياطين الإنس وبغاث الطير وأحزاب الهوان والخنوع والركوع "، كما تدين وترفض ما صدر من تفوهات وأقوال سابقة أدعى فيها مساعد رئيس الجمهورية، "إن قادة الأحزاب السودانية فاقدو البصر والبصيرة ".



    إن هذه الأقوال المنفرة بلغوها، وهذه الخطابات الزاعقة في شططها، وهذه الصيحات المرتجفة لمساعد رئيس حكومة الوحدة الوطنية، والمليئة بالإساءة والتجريح والتطاول، على رموز البلاد وقادتها وزعمائها الأحياء والأموات، والتي مل الشعب السوداني من سماعها إلى حد الغثيان لا تعدو كونها دخانا في الهواء، كما إنها تعبر عن خواء فكرى، وسطحية سياسية، وضعف في التكوين الحزبي، وتعكس حالة من الاضطراب النفسي، الذي يعانى منه نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني لأسباب كثيرة لا نود الخوض فيها. إن الزوبعة التي يثيرها البعض من قادة حزب المؤتمر الوطني ضد الأحزاب الأخرى خاصة الحزب الاتحادي الديمقراطي، تعكس أزمة داخل المؤتمر الوطني ذاته، وأزمة في علاقته المباشرة بجماهير الشعب السوداني، والتي تعلم علم اليقين ان سنوات حكم الإنقاذ العجاف لم تنتج سوى الدمار والخراب ولم تحقق غير الفساد السياسي والاقتصادي والاخلاقى ولن ينس الشعب السوداني ما لحق به من إفقار وبطالة ووصم بالإرهاب والتطرف بسبب سياساتها الرعناء التي لا تزال البلاد تعانى منها رغم انتهاء عهدكم الأسود الظلامى وحكمكم الشمولي الارهابى الذي كان يعرف بـ (الانقاذ) سيئة السيرة والسمعة.



    ونود ان نؤكد للدكتور نافع وأمثاله من المتهورين والمنفعلين، إن حملاتهم الإعلامية والسياسية ضد الحزب الاتحادي الديمقراطي وقياداته الشريفة والمناضلة، والتي سخروا لها إمكانيات الدولة واستخدموا فيها كافة الوسائل من تشهير وغيرها، لم ولن تؤثر على موقف وموقع حزب الحركة الوطنية، وان الالتفاف الجماهيري حوله لم يكن بسبب العلاقة الايجابية بينه وجماهير الشعب فحسب، بل كان بسبب العلاقة السلبية بين جماهير شعبنا

    الحزب الاتحادي الديمقراطي (السودان)

    الواعية من جهة و بين حزبكم وحكومته ذات الملامح واضحة الفساد من جهة أخرى، وهو ماشكل حالة من العزوف الجماهيري عنكم تحاولون تغطيتها بمؤتمرات مفبركة تعلنون فيها انضمام بعض ذوى النفوس المريضة والأطماع الشخصية إلى صفوفكم، وتجعلونها مناسبة للحديث المكرر والاستهلاك المبتذل تصوبون من خلالها افتراءاتكم على أحزابنا الوطنية بما يعكس فرط كراهيتكم وحقدكم على الأحزاب وخوفكم من التحول الديمقراطي النابع من شعوركم بأنه سيفتح ملف المساءلة والمحاسبة السياسية والقانونية والأخلاقية على كل الجرائم التي ارتكبت خلال سنوات حكمكم.وعليكم أن تعلموا إن الشعب السوداني وحزبنا جزء منه لن نعفو ولن نصفح ولن نسامح ولن نتنازل عن حقوقنا ولابد من القصاص من القتلة والمجرمين الذين لم توقف اتفاقيات السلام جرائمهم حتى الأمس القريب عندما حصد رصاصهم الأبرياء في أمري بالولاية الشمالية.



    إن الحزب الاتحادي الديمقراطي إذ يرفض هذه التصريحات، و يستنكر هذا التحريض السافر والممنهج ضد قياداته، فإنه يحذر من العواقب والنتائج الخطيرة التي قد تترتب عن مثل هذا التحريض المتواصل وما يمكن أن يلحقه من ضرر فادح بإمكانيات تعزيز المسيرة السلمية، ويدعو القوى السياسية كافة ومنظمات المجتمع المدني، والكتاب والمفكرين والمثقفين، إلى رفض ونبذ هذا التحريض السافر وغير المسئول الصادر عن قيادات حزب المؤتمر الوطني، كما يدعو الإنقاذيين أنفسهم إلى رفض وإدانة هذه التصريحات والتفوهات ويثمن عالياً ما صدر من ادانات بأقلام العديد من كتاب الأعمدة في الصحف السودانية الذين حذر بعضهم الحكومة بان حملات قيادات المؤتمر الوطني على بقية الأحزاب الأخرى تحولت إلى نهج ضار سيؤدى إلى تمزيق الاستقرار السياسي بالبلاد.

    إن الحزب الاتحادي الديمقراطي يهيب بجماهيره المناضلة، وبكافة قطاعات شعبنا السياسية، وبالقوى الوطنية والنقابية بالعمل على تعزيز وحدة الصف الوطني.. والحذر كل الحذر من كل أشكال الفتنة ومحاولات تشويه وقلب الحقائق.. ويحذر المؤتمر الوطني من إصدار مثل هذه الأقوال وبث مثل هذه الأحاديث التي تنطوي على الافتراءات، واستخدام مثل هذه اللغة الهابطة والغريبة والدخيلة على أخلاقيات شعبنا في التخاطب في القضايا الوطنية ويدعو جماهيره في كل مكان إلى وقفة عز وإباء تضع حداُ لعبث المؤتمر الوطني بمقدرات الأمة والاستهتار بكرامتها والتطاول على تاريخها المجيد والإساءة لرموزها وقادتها.

    عاش الحزب الاتحادي الديمقراطي رمزا للنضال........


    عادل سيد أحمد عبدالهادى

    عضو المكتب السياسي

    رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي (بريطانيا وغرب أوربا)

    الثلاثاء 2 مايو
                  

05-02-2006, 10:52 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نافع وكلام مش نافع ...خطاب حزب المؤتمر الوطنى (Re: الكيك)

    اعود للتعليق على حديث نافع الغريب وهو الذى ياتينا كل يوم بغريب
    واضح ان دكتور نافع لا علاقة له بالسياسة ومن يقول بان قائل هذا الكلام سياسي فهو جاهل ..
    منطقة الجعليين هى بالعقيدة الصوفية ختمية وفى الجانب السياسي فهم من مؤيدى الحزب الاتحادى الديموقراطى الذين عرفوا بعفة القول وشرف الخصومة لان التربية صوفية واتحادية قادوها رجال اهل وعى وعلم بفنون سياسة الناس ..
    ان تسييء لهم و لرموزهم المعروفة من امثال السيد على والازهرى وهما من شيعا الى مقبرتى بحرى والبكرى كما قلت .. سخف واستهتار بالقيم وبالايمان بالاخرة كلنا ميتون يا نافع انت ايضا سوف تموت وتشيع مثلهما وانا ايضا والموت ليس بشتيمة انما هو حق علينا الايمان به ..
    من عدم اللباقة واللياقة ان تذهب لقوم وانت ضيف عندهم وتشتم لهم معتقداتهم ورموزهم هذا ليس باسلوب ضيف ولا رجل سياسة يريد اقناع الناس برايه وفكرته و يريد الاحترام هذا اسلوب تحرش بهم ..
    تعودنا ان نرى نافع فى مناطق كثيرة فى السودان من خلال شاشة التلفزيون الحكومى فى الاونة الاخيرة يحتفل بانضمام الفقراء والانتهازيين لحزب المؤتمر وطبعا هؤؤلاء لا يهمهم غير المقابل المنتظر لان الانضمام لا يتم اعجابا بحزب المؤتمر الوطنى وبرنامجه السياسى او ما قدمه من انجاز منذ تسلمه السلطة لانه لا يوجد شىء ملموس لهم غير الحرب والقتل والافقار والكذب والخداع واللعب بالدين وبالقيم الاسلامية السمحة ..لايوجد ما يغرى فى حزب المؤتمر الوطنى غير المال المستباح ..وتقرير المراجع العام فقط يكفى ..
    نافع بحديثه هذا فتح على نفسه بابا كبيرا للرد عليه وعلى امثاله فى حزب المؤتمر الوطنى ورد الفعل سوف يسمع فيه الكثير المثير من الذى لا يريد سماعه او يتمنى الا يسمعه من سياسيين متمرسين يعرفون كيف يردون الصاع صاعين..
    والذى بيته من زجاج لا يرمى الناس بالحجارة ...
    اواصل
                  

05-03-2006, 01:29 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نافع وكلام مش نافع ...خطاب حزب المؤتمر الوطنى (Re: الكيك)

    التجمع يتهم "الوطني" بالتنصل عن اتفاق القاهرة
    الخرطوم مزدلفة محمد عثمان
    انتقد التجمع الوطني الديمقراطي تقليص مقاعده في اللجنة القومية للمراجعة الدستورية التي شكلت بقرار رئاسي الايام الفائتة ، في وقت شن فيه الحزب الاتحادي هجوما عنيفا علي مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس المؤتمر الوطني، الدكتور نافع علي نافع ، واتهمه بالاصرار علي توجيه الاساءات لزعماء الاحزاب السياسية المعروفين ، ودعا قادة المؤتمر الوطني للتدخل ووقف ذلك النهج غير المبرر .
    واعتبر المتحدث باسم التجمع في الداخل علي السيد، تخصيص ثلاثة مقاعد للتجمع في مفوضية الدستور مخالفة صريحة لنص اتفاق القاهرة الذي منح الكيان تسعة مقاعد ، مشيرا الي ان التصرف يعتبر مقدمة للتنصل الكامل عن الاتفاق الذي يعاني اصلا من حالة جمود بسبب تراخي المؤتمر الوطني عن تفعيل عمل اللجان .
    و قال السيد لـ « الصحافة» ان مفوضية الدستور تعد الوحيدة التي يسمح فيها للقوي السياسية بالتمثيل الفعلي بينما تقتصر المشاركة في المفوضيات الاخري علي ممثلي الاجهزة التنفيذية او الشخصيات المستقلة وفقا لنصوص الدستور واتفاقية السلام ، واكد ان التجمع دفع بقائمة من 27 ممثلا اختير منهم تاج السر محمد صالح وفاروق ابو عيسي الي جانب ابراهيم حاج موسي .
    وعلمت « الصحافة» ان تغييب ، علي محمود حسنين عن مفوضية الدستور اثار تساؤلات عديدة ، و نفي علي السيد علمه بالمعايير التي اتبعت في الاختيار .
    وفي سياق منفصل ، استنكر رئيس الحزب الاتحادي في بريطانيا عادل سيد احمد عبد الهادي، حديث نافع علي نافع بمنطقة كبوشية وهجومه غير المبرر علي قادة الاحزاب السياسة المعروفة ، وقال في بيان صحفي تلقت « الصحافة» نسخة منه امس ان ذات الحديث يعكس حالة الخواء والأزمة التي يعيشها المؤتمر الو طني وتدفع قياداته باتجاه التحريض السافر والممنهج ضد رموز الحزب الاتحادي وغيره من القيادات المعروفة، وحذر عبد الهادي من العواقب المترتبة علي الاسترسال في ذات المسلك بنحو قد يلحق ضررا فادحا بتعزيز المسيرة السلمية، داعيا إلى نبذ نهج التحريض الصادر عن قيادات حزب المؤتمر الوطني، مشددا علي ضرورة ادانة نافذي المؤتمر الوطني انفسهم تلك السياسات التي ظلت تميز اسلوب نافع .


    رجوع
                  

05-05-2006, 11:41 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نافع وكلام مش نافع ...خطاب حزب المؤتمر الوطنى (Re: الكيك)

    منذ بداية الانقاذ مورست السياسة فى السودان مقرونة بالاجرام واصبح الاسلوب الاجرامى هو اساس تنطلق منه حكومة الانقاذ والاخوان المسلمين
    ..العنف فى القول والفعل والعمل الشتم ثم الضرب ثم التعذيب ثم القتل مقرونا بمصادرة الاموال باساليب مختلفة اى اكل اموال الناس بالباطل .. اهمها استغلال اسم الضرائب والزكاة فى ذلك..
    الجريمة الثانية كانت فى ابعاد اى شخص غير موال من عمله وتشريده واذا عمل فى اى مكان اخر فى القطاع الخاص او منظمات دولية فى الداخل تتم ملاحقته والضغط عليها لايقافه عن العمل ومن ثم منعه من السفر بوضع اسمه فى المطارات والمنافذ مما اضطر الكثيرين للهرب عبر الحدود بالارجل والدواب ..
    هذه السياسة ادت الى عزلة الانقاذ داخليا وخارجيا وكانت المعالجة باجرم مما حصل بان عمدت الى سياسة فرق تسد التفريق بين الاسر الكبيرة ومنه انطلقوا لتقسيم الولايات لضرب الولاءات القديمة وتعيين صعاليك زعماء قبائل كما حدث فى دارفور ..
    هذه السياسة ادت الى اشعال الحروب فى الاطراف الجنوب والشرق والغرب واخيرا الشمال ..
    وادت هذه السياسة الامنية الفاشلة الى طريق مسدود فاختلف اهل الحكم وانقسموا وشتموا بعضهم البعض ومارسوا التعذيب فيما بينهم وتطور الى القتل فيما بينهم اى ارتدت اليهم كل اعمالهم ..وهزموا فى كل المعارك الحربية واصبحوا يبحثون عن مخرج او قل من يخرجهم من المازق ..
    من كان على راس هذا النظام الامنى الفاشل ؟
    انهم ثلاثة الشيخ الترابى وهو المرجعية ثم يليه رئيس الجمهورية الذى ارتضى طبقا لنظام الاخوان السمع والطاعة الى الشيخ المرجعية ..
    ثم رئيس جهاز الامن الذى نفذ هذه السياسة وهو نافع على نافع ..
    ادى الانقسام الى ضعف الطرفين وكل واحد منهما اصبح يكيد للاخر ويمارس عليه كل فنون الاجرام التى يعلمها وصار كل طرف يبحث عن حليف يعضد به موقفه ضد الاخر ..
    فكانت اتفاقية السلام من الداخل والتى فشلت نتيجة هذا الصراع بين الطرفين . ثم اعقب ذلك لقاء جنيف بين الصادق والترابى وهنا تدخل البشير وذهب لجيبوتى ووقع اتفاقا مع حزب الامة للعودة للداخل نكاية فى الترابى .. ولكن الترابى لم يستكن فذهب ابعد مما هو متصور فابرم اتفاقا مثيرا مع الحركة الشعبية وهنا جن جنون الطرف الاخر فاستخدم كل اساليب الاجرام لايقاف حزب الترابى عند حده ..
    بعد هذا الفشل السياسي بين الطرفين لجا الطرفان لسياسة اجرامية اخرى وهى تغليب الجانب القبلى والجهوى على الوطنى وهذا يعنى فى المقام الاول عدم الثقة بين الاطراف والافراد داخل هذا التنظيم السرطانى فالترابى يكرر بان لنا جماعة داخل الطرف الاخر قلبها معنا ولكن مصلحتها تقتضى الخفية واستخدم عنصر التشكيك للطرف الاخر هادفا الى هز ثقتهم فى من يتبعونهم مما دفع الطرف الاخر بتركيز الحرس والوظائف للمقربين من الاهل والعشيرة وهنا استل الترابى اتهامه لهم بانهم عنصريون وقبليون واستخرج الخطاب القبلى اسوا استخدام وبادله الطرف الاخر باسوا واشتعلت الجهوية ووصلت الى المجلس الوطنى ..
    واصبح خطاب المؤتمر الشعبى يعزف على هذا الوتر واصبحت الاخبار تصاغ كما يلى قام على عثمان الشايقى وبرفقته نافع على نافع الجعلى وعبد الرحيم محمد حسين الدنقلاوى ... بالله فى اجرام اكثر من هذا ؟
    هذا الخطاب الاعلامى او الاجرامى تم التمهيد له بكتاب سمى بالكتاب الاسود اى تاريخ ابناء الشمال الاسود ...يعنى فتنة والفتنة نائمة لعن الله من ايقظها ... وقائل هذا الحديث رسولنا الكريم الذى لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى وهو من يدعون فى شعاراتهم بانه قدوتهم حاشى لرسول الله ان يكون قدوة لامثال هؤلاء المجرمين ..
    لهذا لم يخرج خطاب نافع وهو يسب الاحزاب الاخرى والشخصيات الوطنية عن هذا الخطاب الاجرامى الذى عاصرناه طيلة عهد الانقاذ ...اواصل للتعليق على رد الفعل لكلام نافع فى ندوة ضباط 28 رمضان فى دار حزب الامة الاسبوع الماضى .......
                  

05-06-2006, 04:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نافع وكلام مش نافع ...خطاب حزب المؤتمر الوطنى (Re: الكيك)

    عن سودانايل

    Last Update 04 مايو, 2006 07:46:47 AM

    المؤتمر الوطني ... وإشهار الغل العلني

    جمال عمر مصطفى المحامي
    [email protected]

    قال تعالي {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }صدق الله العظيم

    يظل الإيمان بالديمقراطية والتحول الديمقراطي .... ضرورة تقتضيها قناعات أزلية لواقع وطن ... شكلته أقدار التنوع والتفرد الأثني ... والثقافي والإجتماعي .... حتى وإن كان الذين ينكرون هذا الواقع جعلوا لنا أرض الوطن الفردوس المفقود ...... وحققوا لنا مدن الله ...... الفاضلة عدلا وحقوقا مصانة ، ولكن برغم ما برهنته الأيام ....... وشكلته التجارب بنا من واقع إليم..... مازال هناك من يناكف ..... وينكر ضوء شمس الحقائق الماثلة ..... ويتبرأ من نتائج الحصاد المر سلوكا وقولا دون إلتفافة للذي أنجبته مفاهيم الإقصاء......... والإخصاء للأخرين ........ وإنكار حق الوطن للجميع أحزابا ، وأفرادا ومنظمات ...... كل يسهم بمقدار ما أوتي من قوة وحيلة ..... لدفع الضرر عنه وجلب المنفعة له ........ فإن كانت العبر بالنتائج ... فقد تبنت ثورة الإنقاذ الوطني منهج الأحادية..... والشمولية منذ أن جاءت ببرنامجها الحضاري ..... لتدجين وتغير الواقع السوداني بما يتناسب مع طموحات التمكين وإلغاء الأخر شكلا ومضمونا وقد أطنب الإعلامي الحكومة بكل ما يملك من قوة لتشويه صورة الأحزاب ..... وإستغلال الأخطاء لترسيخ مفهوم عدم الصلاحية .....وكتابة شهادات الوفاة ......ظنا وعشما بأن موتها هو ضمان التمكين والديمومة لهم ........ لتنبئهم الأحداث والعاديات أن الفراغ الذي يخلقه ضعف الأحزاب ....... وهشاشتها وتفتيتها .......هو التمرد ....والغبن ....وحمل السلاح وتأبط مفاهيم الجهوية ......والقبلية لأن قانون ضغط المتعدد الصفات ......والمكونات في ماعون واحد ضيق الأفق..... والفكرة هو التمرد أو الطوفان أو الإنفجار .

    هو من يبتدىء الخلق

    وهم من يخلقون الخاتمات!

    هو يعفو عن خطــايانا

    وهم لا يغفرونا الحسـنات

    هو يعطينا الحياة

    دون إذلال

    وهـم ، إن فاتنا القتــل،

    يمنـون علينا بالوفــاة!

    شـرط أن يكتب عزرائيل

    إقراراً بقبض الروح

    بالشكل الذي يشفي غليل السلطات! الشاعر العراقي احمد مطر

    ورغم كل ذلك مازال بعض من قادة المؤتمر الوطني تعشعش في أذهانهم عقلية الحزب الجامع والحزب الواحد لوطن فشلت كل التجارب التي حاولت تلوينه بفكرة واحدة حمقاء عرجاء تنكر قيم التعدد والتنوع التي جبلت عليها هذه الأمة منذ التاريخ البعيد ولعل أصدق الأمثلة على ذلك تجارب الإنقاذ لمسح وطمس الخارطة السياسية لما قبل الإنقاذ وعلى سبيل المثال لا الحصر ك:-

    1-*أيام الإنقاذ الأولى :--

    حيث كان الخطاب الإعلامي للحكومة كل همه تشوية صورة الديمقراطية ...... وقطع دابر الأحزاب ومحو أثارها دون رجعة بالقرارات الثورية ..... ومحاكمة بعض من رموز العهد الديمقراطي خاصة من الحزبين الإتحادي الديمقراطي ممثلا في الأستاذ عثمان عمر الشريف _ وحزب الأمة ممثلا في السيد إدريس البنأ كمنهج تشويهي وتضليلي للرأي العام بأن عهد الفساد والمفسدين قد ولي وأن زمن عدالة عمر بن عبد العزيز قد أطل من جديد بقدوم الإنقاذ فهنيئا للمواطن ببشارات الشفافية والعدالة وصون المال العام الذي أهدره الحزبين والديمقراطين !!!! وأن الأتقياء الأنقياء هم وحدهم الإنقاذيون الوطنيون دون غيرهم . فهل تحققت الشفافية والنزاهة حين دانت لهم سنة الحكم سنينا عددا؟؟؟ أم تصدرت بلدنا كثيرا من الدول في الفساد وغياب الشفافية والنزاهة حتما لم تكن تلك النتائج فقط بسبب فتنة السلطة والجاه كما وغياب الضمير كما يعلل شيخ الإنقاذ الأول بل أيضا بغياب دور الأخر الذي غيب وأبعد لتغيب قيم المسئولية والمحاسبة والرقابة طالما كل الحاكمين أبناء فكرة واحدة ومنهج واحد لسفينة قاصدة .

    2- المؤتمرات الشعبية أو اللجان الشعبية :-

    هي جادت بها فكرة الإحلال للحزبية على نطاقها القاعدي حتى يكون محو الأثر قاعديا وبديلا للانتماءات الحزبية فهل كانت كافية لتقنع جماهير الأحزاب لترك قناعاتها ومبادئها أم تقبلها المواطن فقط كقطاع خدمي يتعامل معه بفقه الضرورة والحاجة لخدمات دون أن تترك أثرا فكريا أو نفسيا يشجع بالإنتماء والوهج للتفاعل والتطوير .؟؟؟ فالتغير والإنتماء المتفاني يكون وليد القناعة والرغبة لخيارات متعددة وليس فروضا حكومية تعمم بالقرارات السلطوية .فهل أغنت تلك أم غيرها من وسائل في نسيان فكرة الأحزاب والتعدد والديمقراطية

    3- أحزاب الفكة ودستور التوالي :- هي مرحلة أخري من مراحل الإلتفاف على تطلعات الجماهير ومحاولة تدليس الواقع بنسخ أحزاب تمنح شيئا من رائحة التعدد ولو بهاتنا بدستور طابعه الغموض والحقوق المضغوطة والمنقوصة كما وكيفا وعشما في تغبيش الواقع بطعم ممجوج ووجهه مهزوز دون ملامح وتدجينه بأحلام التمكين فهل أضافت شيئا واغنت عن الأحزاب التي يتوهمون بتشيعها للمقابر دون رجعة أم أنها كانت باهتة وتجربة لم تسمن وتغني من عدم بل عمقت جذور التناحر السياسي والتشرزم ولكنها حتما لم تكن بديلا للأحزاب ، بل عطلت مسيرة التطور السياسي الناضج بمفهوم قوة الأحزاب ووحدتها يعني قوة الوطن بمؤسساته الحاكمة والمعارضة ، وهذا مالا تريد كثير من قيادات المؤتمر الوطني الإيمان به والعمل على تحقيقه فليس نافعا للوطن إن أصبحت أحزابه كرتونية وليس من مصلحة نضوجنا السياسي إن شعيت ألأحزاب السياسية لمثواها الأخير إلا إن كانت مرحلة التحول الديمقراطي شعارا أخر أجوف مفرغ من محتواه وفرض على كثير من أهل الحل في الحكم قسرا وليس قناعة ونتاج تجربة وتطور في الفكر والممارسة ، فالدولة تكون قوية بإحزابها الحاكمة والمعارضة إن كان المقصد تحول حقيقى نحو الديمقراطية ، وحتى الدستور الذي جاء لتقنين التوالي وكتب كدستور دائم لم يجف مداده حتى أدخل ورش الصيانة والتغير والتبديل واخيرا الإلغاء بل أدخل بموجبه السجن عرابه الدكتور الترابي جزاءا بما كتبت يداه وتوالي الحزب الحاكم إنشطاريا لينقسم إلى شعبي ووطني عملا بالمثل القائل (( التسوي كريت تلقا في جلدها )) فلم يجني الوطن شيئا ولم يكسب الحزب الحاكم سندا بل إنشقاقا وإنشطارا تتوالى تبعاته ومآلاته .

    4- السلام من الداخل وعودة افواج المتمردين :- وهى إيضا مرحلة من مراحل التخدير للقضايا العالقة وإعمال الحلول بالقطاعي الإستراتيجي منذ فجرها الأول كانت تتوهم ثورة الإنقاذ بهذه المسميات والتكوينات لحل مشكلة الجنوب وتحدث عن تحقيق السلام من الداخل بتوقيع بعض المليشيات وبعض الإنشقاقين والطامحين فهل حققت تلك السياسات السلام أم إنتظر الوطن حتى نيفاشا ؟؟ لياتي السلام ويصبح وضع تلك المليشيات وقادتها عبئا أخر سيدفع الوطن الكثير ليتحلل منه .

    كل تلك الأمثلة وغيرها تحدثنا جليا أن المزايدة والمراهنة على إنكار الواقع قصدا لن يكون نافعا للوطن في شيء ولن يكتب ديمومة لإستقرار سياسي لا للحاكمين ولا للوطن فالأحزاب باقية وإن كره الحاكمون وستظل تمثل ضلعا متينا في مسيرة تطور الوطن وإستقراه السياسي برغم ما بها من علات وأنات ،، والفهم الراشد والسديد حكما يكون عليه إن لم يساعدها في كبواتها عدم ضياع الوقت في الأحلام بموتها فقد حاولت حكومة عبود ومايو شيئا من هذا ولكن حين جاءت أكتوبر وأبريل أصبح جل الوطن حزبيا وكأن الذي كان بالليل قد جلاه النهار !!!! فهل حان الوقت لكثيرا من الشمولين والأحاديين بتغير نظرتهم نحو الأخر ؟؟؟ أم مازال ليل الفهم للواقع بعيدا عن الواقع ومعطياته ؟؟؟


                  

05-06-2006, 04:46 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نافع وكلام مش نافع ...خطاب حزب المؤتمر الوطنى (Re: الكيك)

    رسائل الدكتور فاروق محمد ابراهيم من بيوت الاشباح
    عن صحيفة الايام

    الخرطوم بحري 29 يناير 1990
    السيد رئيس مجلس قيادة ثورة الانقاذ الوطني
    بواسطة السيد مدير السجن العمومي
    المحترمين
    بعد التحية
    الموضوع: شكوى ضد تعذيب معتقل سياسي ومطالبة بالتحقيق
    تم اعتقالي حوالي الساعة الثانية من ظهر الخميس 30 نوفمبر سنة 1989م، خارج احدى بوابات جامعة الخرطوم، واقتدت الى مبنى جهاز الامن الذي حولت منه مساء نفس اليوم وانا معصوب العينين الى مبنى اتضح لي فيما بعد انه المقر السابق للجنة الانتخابات، وقد تعرضت قبل وخلال وبعد الاستجواب في نفس المساء الى تعذيب بدني شمل الضرب بالسياط والركل واللكم في الوجه والرأس وسائر اجزاء الجسم بواسطة اشخاص متمرسين في تلك المهنة، والى تهديد بالقتل والاساءة وغير ذلك من اشكال التعذيب، وبعد ذلك تم تحويلي الى مرحاض صغير مبتل بالماء حيث بقيت لمدة ثلاثة ايام تعرضت خلالها للضرب والاساءات والحرمان من النوم، حولت بعدها الى حمام مع خمسة معتقلين اخرين تعرضت معهم لنفس الاساءات وللضرب والحرمان من النوم ومن الاغتسال والسواك والوضوء والصلاة لمدة تسعة ايام اخرى، وفي منتصف ليلة انتقالي من المرحاض الى الحمام اقتدت الى العراء حيث تعرضت لحمام بارد بالماء المثلج تخلله الضرب بالسياط والاساءات المستمرة. وتم اقتيادي في فجر الثاني عشر من ديسمبر الى السجن العمومي بالخرطوم بحري مع 18 من المعتقلين الذين تعرضوا لنفس تجربة التعذيب وهم ممن شغلوا مناصب قيادية في النقابات من قبل، اذكر منهم السادة هاشم محمد احمد نقيب المهندسين، ومحجوب الزبير نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان، صادق شامي احد سكرتيري نقابة المحامين، والدكتور حمودة فتح الرحمن نقيب اطباء النيل الابيض، والدكتور طارق اسماعيل الاستاذ بكلية الطب بجامعة الخرطوم، حيث تم الكشف علينا بواسطة طبيب السجن وتقديم العلاج اللازم.
    ومع انه لم توجه لي اية اتهامات محددة خلال الاستجواب الذي هدف لانتزاع معلومات تحت تأثير التعذيب عن اماكن تواجد اشخاص لا علم لي بهم، وموعد ومكان انعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة النقابية لاساتذة جامعة الخرطوم التي لم اكن من بين اعضائها، الا انني فهمت من حديث وجهه لي العميد بكري حسن صالح عضو مجلس قيادة الثورة في مساء السبت 2 ديسمبر، دون ان يوفر لي فرصة للرد، انه يعترض على محتوى بعض المواد التي اقوم بتدريسها في الجامعة، وانه يتهمني بالقيام بنشاط معارض للنظام السياسي القائم، وانه على قناعة بأنني اتلقى عقابا وجزاء عادلا لتلك الجرائم التي لا علم لي بها.
    وحيث ان التعذيب، بمحاكمة او بدون محاكمة، لم يرد ذكره لا في القوانين السارية قبل الثلاثين من يونيو سنة 1989م، او الصادرة بعده، ونسبة لان الناطق الرسمي باسم الدولة قد نفى علمه بحدوث مثل هذه الانتهاكات لحقوق الانسان التي تتنافى مع قيمنا السودانية والانسانية، فانني اكتب لسيادتكم طالبا التحقيق فيما ورد ذكره من وقائع.
    ويقتضي العدل تقديمي للمحاكمة ان كان هنالك اتهام ضدي، او اخلاء سبيلي ان لم يكن هنالك اتهام، ومحاكمة من قاموا بتلك الانتهاكات.
    اما بالنسبة لمحتوى المواد التي اقوم بتدريسها، فلا يفوتني ان اؤكد ان مجلس اساتذة جامعة الخرطوم هو المرجع الوحيد المخول قانونا بتحديد المناهج الدراسية والفتوى بشأنها.
    هذا وقد ارسل الدكتور فاروق صورة من عريضته هذه الى السادة: بكري حسن صالح عضو مجلس قيادة الثورة والى وزير الداخلية انذاك ورئيس القضاء والنائب العام ووزير الثقافة والاعلام ومدير جامعة الخرطوم (لعناية مجلس الاساتذة) وتضمن في الختام ملحوظة اوضح فيها اسماء المعتقلين معه في ذات الموقع وهم منصور اسحق (صيدلي) وعكاشة عبد الرحمن (عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد نقابات العمال) وعبد الله البشير مهندس اتصالات وبدر الدين ادريس مهندس بوزارة الاسكان وهاشم بابكر تلب موظف.
    تاسست عام 1955

    رسالة فاروق محمد ابراهيم الثانية والثالثة

    بالامس نشرنا العريضة التي بعث بها الدكتور فاروق محمد ابراهيم الاستاذ بجامعة الخرطوم الى رئيس مجلس قيادة الثورة قبل ستة عشر عاما حول ما تعرض له من تعذيب واليوم ننشر الجزء الاول من رسالته التي بعث بها عام 1998 الى نائب رئيس المجلس الوطني.
    السيد عبد العزيز عبد الله شدو
    نائب رئيس المجلس الوطني ورئيس لجنة قانون التوالي السياسي
    والسادة المحترمين اعضاء اللجنة
    القاهرة في 12/11/1998م
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    اشكركم على خطابكم بتاريخ 27 جمادى الاخر الموافق 18 اكتوبر 1998م، ودعوتكم لى للمشاركة في الحوار حول التداول السلمي للسلطة السياسية الذي اتخذتم من مشروع قانون التوالي السياسي لسنة 1998 مدخلا له. فما الحرب الاهلية الطاحنة، والانهيار التام لمقومات وجود وحياة شعبنا المادية والمعنوية والخطر الماثل بانفراط السلطة المركزية، وتدني القيمة والمنزلة الوطنية والاقليمية والدولية للمواطن السوداني وللجمهورية السودانية، الا الثمرة المرة لعجز النخب السودانية عن استيعاب الثراء المدهش لتنوعنا الاثني والثقافي وتعددنا السياسي، ما كان يستدعي اصلا تعميق الممارسة الديمقراطية والوفاق الوطني بشأن التداول السلمي للسلطة السياسية، وما كان يفترض ان يكون نعمة لشعبنا، لا نقمة ووبالا عليه.
    الانذار المبكر بخطر التدويل:
    ولئن كانت مسؤولية التردي المأساوي في التسعينيات تقع على عاتق الذين استغلوا هشاشة بنية الديمقراطية الثالثة الخارجة من سني القهر المايوي الستة عشر، لينقضوا عليها في الوقت الذي تحدد فيه موعد المؤتمر الدستوري والحل السلمي لقضايا الحرب الاهلية المعقدة، واستأثروا بالسلطة السياسية وفرضوا احاديتهم الايدولوجية والسياسية في الوقت الذي غربت فيه شمس الانظمة الشمولية، فالجميع بلا استثناء مسؤولون عن الحصاد المر من منتصف الخمسينيات الى نهاية الثمانينيات، والجميع يطالهم الخطر الماثل بتدويل القضية السودانية المطروحة الان امام المجلس الامن، ولن يكون حالنا حينها، ولا هو الان، احسن من حال الشعب العراقي، ولا اطفالنا الذين هم الان أسوأ حالا من اطفال العراق (الذين يتوفر لهم على الاقل بعض الغذاء والدواء مقابل النفط)، ولا جنوب وطننا الذي هو الان اسوأ حالا من كردستان، كما سيكون حينها على استقلالنا الوطني، وعلى ما تبقى من عزتنا وكرامتنا، وعلى السودان نفسه العفاء.
    انقل هنا لتأكيد ذلك العناوين البارزة لعدد اليوم، الذي امامي (السبت 7 نوفمبر) من صحيفة الخرطوم الغراء.
    برنامج شريان الحياة يسحب اغلب موظفيه بغرب الاستوائية لانعدام الامن، منظمة الاغاثة الكاثوليكية تحث المجتمع الدولي على ايجاد الية فعالة لتحقيق السلام في السودان، رئيس المنظمة:
    حدود السودان الاستعمارية مصطنعة، ويجب اعادة فحصها!!
    واقتبس من المقال الافتتاحي لرئيس تحريرها الاستاذ فضل الله محمد بعنوان (سباق بين ارادتين):
    (اعطي رئيس الاغاثة الكاثوليكية نفسه الحق في الوصول الى نتائج تحليلية بالغة الخطورة مفادها ان مشكلة السودان تكمن في بنيته كدولة، وان الحل الناجع للمشكلة لا بد ان يمر عبر اعادة الفحص والنظر في تكوين الدولة السودانية بما في ذلك الحدود التي وصفها بأنها اصطناعية رسمها الاستعمار الاوروبي قبل رحيله لاجزاء السودان؟).
    وواصل قائلا:
    (ان تغييرا نوعيا في مسار النزاع السوداني يجري الاعداد له، بعيدا عن السودان والسودانيين، وما تصريحات ونداءات منظمات العون الانساني الا بالونات اختبار وتهيئة لما هو آت من حلول، ان تلك الحلول ستفرض على السودانيين فرضا ما لم تحدث المعجزة وينتفض النيام من ثباتهم العميق ويعودوا ليمسكوا بزمام قضيتهم بايديهم في ظل اقتناع تام بان حل النزاع السوداني لا يتأتى الا بمشاركة جميع السودانيين في صياغة ذلك الحل.
    والصورة الماثلة الان هي باختصار صورة سباق بين حدوث صحوة سودانية وطنية، تبدو بعيدة المنال في ظل الاستقطاب الراهن، ووقوع فعل دولي تحدد اهدافه ومراميه ووسائله معايير النظام الدولي الذي لا يكاد يعبأ بمصالح السودان الاستراتيجية ولا برغبات اهله).
    انني اجد نفسي في اتفاق تام مع الاستاذ فضل الله محمد في الصورة القاتمة، للاسف الشديد، التي رسمها، واشاركه في نفس الوقت الامل في صحوة وطنية سودانية، مهما كانت بعيدة المنال، لتجاوز الاستقطاب الراهن، وللاعلاء من شأن ارادتنا الوطنية والامساك بزمام قضيتنا بايدينا.
    دستور التوالي ومفارقة الواقع:
    ان الدعوة المقدمة للحوار تقصر عن تلبية هذا الاحتياج، لا بل هي تقفل الباب امام الوفاق الوطني تماما، انها تحصر الحوار في قانون التوالي السياسي الذي ينص في البند الثاني من مادته الثالثة على ان:
    (يلتزم التنظيم في حركته السياسية بثوابت المبادئ والاحكام في الدستور والقانون، ولا يتخذ التنظيم اي وسيلة او تدبير في سبيل انفاذ اي مذهب لتعديل تلك الثوابت الا بالطرق والاجراءات التي تقتضيها النصوص الدستورية القانونية).
    ان ثوابت الدستور هي محور الخلاف بين القوى السياسية المعارضة الموقعة على مواثيق اسمرا والسلطة القائمة، وهي القضايا التي تدور حولها الحرب الاهلية، وبديهي ان ترفض تلك القوى الحوار المقيد بالدستور الذي لم تشارك في وضعه والذي ينتهي بها في احسن الفروض لان تدور في فلك الجبهة الاسلامية القومية، وبالتعبير الشعبي الذكي الذي يجيده الاستاذ محمد ابراهيم نقد (تمامة جرتق) هذا لا يجدي شيئا ولا يليق ان يتقدم به النظام اصلا.
    وان الحوار حول ثوابت الدستور وحدها لا يكفي للتمهيد لوفاق حقيقي، اننا الان امام حقيقتين: دستور مكتوب يعبر عن المشروع الذي تم باسمه الانقلاب في 30 يونيو 89، تنص ثوابته (المادة الرابعة) على ان:
    (الحاكمية في الدولة لله خالق البشر، والسيادة فيها لشعب السودان المستخلف، يمارسها عبادة لله وحملا للامانة وعمارة للوطن وبسطا للعدل والحرية والشورى، وينظمها الدستور والقانون).
    وفي المادة 18 على ان:
    (يستصحب العاملون في الدولة والحياة العامة تسخيرها لعبادة الله، يلازم المسلمون فيها الكتاب والسنة، ويحفظ الجميع نيات التدين، ويراعون تلك الروح في الخطط والقوانين والسياسات والاعمال الرسمية وذلك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لدفع الحياة العامة نحو اهدافها ولضبطها نحو العدل والاستقامة توجها نحو رضوان الله في الدار الآخرة).
    ونحن في نفس الوقت امام وضع كرست فيه الانقاذ خلال عشرة اعوام من الانفراد بالحكم واقعا جديدا افرز طبقة جديدة استأثرت بالثروة التي هبرت من المال العام ومن كدح المواطنين البؤساء ومعاناتهم وتمايزت بها، ومكنت نفسها من كل اجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية وفي القوات النظامية والامنية والمؤسسات التعليمية والثقافية والدينية والاعلامية والرياضية، وهيمنت على الحياة الاقتصادية، ولها ينتمي ويدين اكثر المتنفذين، قضاة وولاة وجنرالات ومدراء وموجهون، ان افراد هذه الطبقة الطفيلية المجردة من الرحمة البعيدة عن مقاصد الدين هم المسؤولون عن الخراب الاقتصادي والثقافي والروحي، وهم المنتفعون بمحرقة الحرب الاهلية، وما دعاوي الحاكمية الالهية الا ذريعة وغطاء لمصالحهم، فهم ظل الله في الارض، الحاكمون بأمره، حملة الامانة المستخلفون على رقاب البشر، الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر، وما ثوابت الدستور الا واقع تمايزهم بالثروة التي جرد منها المواطن المسحوق تماما، والتي يقاتلون قتالا شرسا للحفاظ عليها، ظفرا ونابا، وقد صارت مصالح الشعب السوداني بأسره بما فيه قسم كبير ممن قاموا بالانقلاب في 30 يونيو والذين ساندوه، تتعارض مع مصالح هذه الطبقة.
    ينص الدستور المكتوب في المادة 6 على ان:
    (الوطن توحده روح الولاء، تصافيا بين اهله كافة، وتعاونا على اقتسام السلطات والثروات القومية بعدالة دون مظلمة، وتعمل الدولة على توطيد روح الوفاق والوحدة الوطنية بين السودانيين جميعا، اتقاء لعصبيات الملل الدينية والحزبية والطائفية وقضاء على النعرات العنصرية).
    لكن وفق الدستور المفروض في ارض الواقع فقد خلقت الدولة عصبية لملة النظام الدينية والحزبية ودعمتها بالسلاح وبكل سلطان الدولة ووظفتها لوأد روح الوفاق والقضاء على الوحدة الوطنية تماما.
    ينص الدستور المكتوب في المادة 20 على ان:
    (لكل انسان الحق في الحياة والحرية، وفي الامان على شخصه وكرامة عرضه الا بالحق وفق القانون، وهو حر يحظر استرقاقه او تسخيره او اذلاله او تعذيبه).
    لكن وفق الدستور المفروض في ارض الواقع فالاذلال والتعذيب تمارسه اجهزة الامن كل يوم وفي كل مكان ومع من تريد، وسائر المواطنين خصوصا الطلبة يتم ارهابهم وتسخيرهم وقودا للمدافع في حرب النظام ضد الوطن والمواطنين، ولا زال القتل الاعتباطي الذي يمارسه النظام بلا ضابط او قانون مستمرا، من د. علي فضل وشهداء رمضان في بداية عهد النظام الى الشهيد محمد عبد السلام مؤخرا.
    وينص الدستور المكتوب في المادة 21 على ان:
    (جميع الناس متساوون امام القضاء، والسودانيون متساوون في الحقوق والواجبات في وظائف الحياة العامة، ولا يجوز التمييز فقط "هذه زلة قلم معبرة، ولعل المقصود قط" بسبب العنصر او الجنس او الملة الدينية، وهم متساوون في الاهلية للوظيفة والولاية العامة ولا يتمايزون بالمال).
    لكن وفقا للدستور المفروض في ارض الواقع فالاهلية للوظيفة والولاية العامة مقصورا على المنتمين لحزب الحكومة (الجبهة الاسلامية القومية سابقا) ومن والاهم، والسودانيون يتمايزون الان بالمال اكثر من اي وقت مضى في تاريخ السودان، ويعلم القاصي والداني انهم يتمايزون بهذا المال العام المنهوب بوقاحة منقطة النظير.
    وينص الدستور المكتوب في المادة 25 على انه:
    (يكفل للمواطنين حرية التماس اي علم او اعتناق اي مذهب في الرأي والفكر دون اكراه بالسلطة، وتكفل لهم حرية التعبير، وتلقى المعلومات والنشر والصحافة دون ما قد يترتب عليه من اضرار بالامن او النظام او السلامة او الاداب العامة وفق ما يفصله القانون).
    لكن وفقا للدستور المفروض في ارض الواقع فالتعليم صار عملية غسيل لادمغة المواطنين بفكر النظام الفج وايديولوجيته الاحادية الضيقة التي سخرت لها كل وسائل الاعلام والنشر وكل المنابر الرسمية، واصبح حزب النظام ينفي وجود الاخرين ويستعلي عليهم بحجة الحاكمية الالهية التي يستمدون سلطانهم منها.
    وينص الدستور المكتوب في المادة 26 على انه:
    - للمواطنين حق التوالي والتنظيم لاغراض ثقافية او اجتماعية او اقتصادية او مهنية او نقابية لا تقيد الا وفق القانون.
    - يكفل للمواطنين الحق لتنظيم التوالي السياسي، ولا يقيد الا بشرط الشورى والديمقراطية في قيادة التنظيم واستعمال الدعوة لا القوة المادية في المنافسة والالتزام بثوابت الدستور كما ينظم ذلك القانون.
    لكن وفق الدستور المفروض في ارض الواقع فقد حولت الدولة الروابط والنقابات المهنية والاقتصادية والثقافية الى اذرع لها عن طريق التحايل والتزوير والارهاب، واوضح مثال لذلك التدخل الفاضح والتزويرالمكشوف في نقابة المحامين، ووفق الدستور المفروض في ارض الواقع فقد استباحت الدولة عن طريق تنظيمها الحزبي المسلح واجهزتها الامنية حرمة الجامعات والمؤسسات التعليمية واحلت العنف والقوة المادية محل الدعوة تماما.
    وينص الدستور المكتوب في المادة 28 على انه:
    - لكل شخص حقه في الكسب من المال والفكر، وله خصوصية التملك لما كسب، ولا تجوز المصادرة لكسبه من رزق او مال او ارض او اختراع او نتاج عملي او علمي او ادبي او فني، الا بقانون بكلفة ضريبة الاسهام للحاجات العامة، او لصالح عام مقابل تعويض عادل.
    - لا يجوز فرض الضرائب او الرسوم او المفروضات المالية الاخرى الا بقانون.
    لكن وفق الدستور المفروض في ارض الواقع فلا احد يضمن عدم تكرار الجريمة البشعة بالحكم بالاعدام شنقا على كل من المرحومين مجدي وجرجس بتهمة امتلاك حفنة دولارات من حر مالهما وجدت بحوزتهما.
    اما عن الضرائب والرسوم المالية الاخرى المفروضة جزافا فحدث ولا حرج.
    وينص الدستور المكتوب في المادة 30 على ان:
    (الانسان حر لا يعتقل او يقبض الا بقانون بشرط بيان الاتهام وقيد الزمن وتيسير الافراج واحترام الكرامة في المعاملة).
    وبنص الدستور المفروض في ارض الواقع فايدي اجهزة الامن مطلقة للاعتقال والتعذيب حتى اليوم، ولا رقيب عليها، وقد صرح وزير العدل مؤخرا، السيد علي عثمان يسن، بضرورة استمرار سلطة الاعتقال التحفظي برغم قانون التوالي السياسي وذلك درءاًَ للفوضى.
    ولهذا فان اي حوار يهدف لوفاق حقيقي اذا لم ينتقل من الوفاق الدستوري الى تفكيك جهاز الدولة الراهن وازالة هيمنة الطبقة الجديدة عليه واستبداله بجهاز قومي في تركيبه وتوجهاته، فلن يكتب له النجاح ولا يكون مجديا، وما لم نتجاوز الاستقطاب الراهن بصحوة وطنية توصلنا الى المؤتمر الدستوري، والتي تبدو بعيدة المنال حقا، فالمعارضة ستواصل نضالها المسلح، والحكومة ماضية في تشبثها بالسلطة لاجل السلطة، ومساحة وفاعلية هذه السلطة ستظل تتلاشى تلاشيا مستمرا، ويصبح الوجود الحضاري السوداني المتمثل في الدولة المركزية الحديثة بجيشها الوطني وشرطتها وقضائها ومدارسها وجامعاتها ومساجدها وكنائسها وسدودها ومشاريعها الزراعية المروية والمطرية الحديثة، وخدماتها الصحية وسفاراتها، هذا الوجود الحضاري الذي ظل يتحقق منذ الممالك الاسلامية القروسطية عبر حقب التركية والمهدية والحكم الثنائي والاستقلال، يصبح مهددا بالزوال كما حدث في الصومال تماما، ولن يجدي التدخل الاجنبي حينها لاستعادة هذا الوجود الحضاري الا بمثل ما افلح في الصومال والعراق.



    الرسالة الثالثة
    * ما لا يدرك كله لا يترك كله
    ان رفضى للحوار المنطلق من قانون التوالى السياسي بالصورة التي تمنح النظام الشرعية التي يفتقدها ويسعى اليها لا يعني رفضى التام للحوار ، اذ هنالك نمط للحوار المرتبط بابلند الاول من المادة 26 في الدستور المتعلق بحوار المواطنين في التوالى والتنظيم لاغراض ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية او مهنية او نقابية ارحب به واسعى اليه وفي ذهني الحوار الذي يدور في ارض الواقع بين التحالف الوطني لاسترداد الديمقراطية الذي يمثل تيار المعارضة في نقابة المحامين ، وينطلق من ضمان الحقوق الديمقراطية الاولية على المستوى القاعدي.
    وربما كان الحوار حول هذا البند بمشاركة القوى ذات المصلحة المباشرة فيه الخطوة الاولى والطبيعية التي تقود للحوار حول التنظيم السياسي والتداول السلمى الديمقراطي للسلطة السياسية، ولا غرابة اذن في ارتباط هذين البندين وتواليهما بالصورة الواردة في المادة 26 من الدستور .
    انني لا امثل حزبا سياسيا ولا فصيلا مسلحا معارضا ، ولست الا واحدا من عشرات الالاف من المهنيين الذين يمارسون العمل العام عبر تنظيماتهم واتحاداتهم المهنية والنقابية ، وقد تم اختيارى عقب مؤتمر التعليم العالى في السودان الذي عقدته رابطة الاكاديميين السودانيين في جامعة عين شمس بالقاهرة في الفترة 1-5 اغسطس الماضى وشارك فيه ممثلون عن اكاديميين سودانيين داخل وخارج الوطن ، منسقا عاما للرابطة ، وربما كان هذا النمط من النشاط احد الاعتبارات التي اسهمت في توجيه الدعوة لى للمشاركة في الحوار حول قانون التوالى السياسي.
    وقد هالنا خلال المؤتمر امر هجرة الاكاديميين والمهنيين السودانيين عموما خارج الوطن التي ربما كان اكثرها هجرة في اتجاه واحد بلا عودة ، وهالنا في نفس الوقت مدي الافقار الذي اصاب مؤسسات التعليم العالى والمؤسسات الخدمية الاخرى كالمستشفيات نتيجة لهذه الهجرة ، وكما جاء في تقرير وزير التعليم العالى السابق الدكتور عبد الوهاب عبد الرحيم لمجلسكم الوطني عن اوضاع الجامعات – واقيل بسببه – ان الفاقد من اعضاء هيئة التدريس في الجامعات الخمس القديمة في الفترة 90-96 نتيجة للفصل او الاستقالة او الغياب او عدم العودة بعد انتهاء الانتداب 1004 استاذا من مجموع 1664 بنسبة 60% وتشير الاحصاءات الى ان الاطباء الذين هاجروا يبلغ عددهم اكثر من ثلاثة اضعاف الذين يعملون بداخله والبالغ عددهم حوالى 3000 فقط.
    ومع ان اسباب هجرة المهنيين ليست كلها من صنع النظام تماما، الا انه فاقم منها بسبب سياساته الهادفة لقمعهم واضطهادهم واضعاف دورهم الاجتماعي والسياسي ومكانتهم في جهاز الدولة ، وذلك كاجراء وقائي ضد خطر الانتفاضة الشعبية التي برهنت تجربتا اكتوبر وابريل انهم مشعلوها.
    هذه السياسة قصيرة النظر ستكون في تقديرى العامل الاول الذي يسهم في انهيار النسيج الاجتماعي السوداني وصوملته وارتداده الى كياناته القروسطية المبعثرة ، فالمهنيون والنقابيون والمثقفون عموما هم دينامو الطبقة الوسطى التي هي بمثابة النسيج الضام للمجتمع السوداني وعصب الدولة السودانية المركزية ، وهم حملة مشاعل الوعى وصناع مشاريع النهضة الوطنية والاستنارة ، فمن احشاء مؤتمر الخريجين العام الذي هو تنظيمهم الام ، نشأت كل الاحزاب والحركات السياسية في شمال السودان ، وليست هنالك مصلحة حقيقية لنظام يمتلك مشروعا نهضويا معاداتهم كطبقة مهما كان دورهم مقلقا للنظام الحاكم.
    ان الكثيرين من المهنيين والنقابيين تنصب معارضتهم – مثلى – لا على قانون التوالى وحسب وانما على الدستور المستمد منه ، ويرفضون اضفاء الشرعية التي ينشدها النظام بقبوله ، لكن الحركة الجماهيرية النقابية والمهنية مجبرة على التعامل مع اي نظام سياسي بغض النظر عن شرعيته ، من الحكم الثنائي الى الانقاذ ، بغية اكتساب الحريات النقابية الاولية وتوسيع نطاق الممارسة الديمقراطية ، على غرار ما يفعل التحالف الوطني لاسترداد الديمقراطية الان ، انطلاقا من الحكمة التي تقول بان ما لا يدرك كله لا يترك كله، وهم لذلك ايضا يقبلون بمبدأ العمل المعارض الذي يستهدف تغيير الدستور ونظام الحكم وفقا لما يتيحه الدستور والقانون ، وهذا الطريق يؤدى الى الانتفاضة الشعبية والعصيان المدني.
    وان فحوى الدعوة المقدمة لى للحوار ان النظام ينشد الانتقال من الحكم الاستثنائي الاعتباطي الى حكم يستند الى شرعية دستورية وقانونية وانه يضمن حرية التنظيم والعمل العام التي يكفلها الدستور بوجه عام، وقانون التوالى السياسي بوجه خاص ، وهو لذلك يرحب بهجرة معاكسة الى الوطن لكل النقابيين والمهنيين المعارضين الذين اغتربوا او هاجروا ، بسبب القهر السياسي والاجتماعي.
    وانني كاحد هؤلاء النقابيين والمهنيين اقبل الدعوة على هذا الاساس ، شريطة توفر الصدق والشفافية ومناخ الثقة الذي يتيح لنا الجلوس في مائدة واحدة والاستماع لبعضنا البعض، لقد انهارت الثقة في الاشهر الاولى لانقلاب 30 يونيو 1989م حينما زجت سلطته بالقادة النقابيين في السجون وابتدعت بيوت الاشباح لتعذيبهم ، وحينما اصدرت حكمها باعدام رئيس نقابة الاطباء ، الدكتور مامون محمد حسين ، بتهمة الدعوة للاضراب ، وهو حق نقابي ، وحينما اطلقت مليشياتها لتفريق المواكب الطلابية السلمية مستبيحة ارواح الطلاب كالسوائم ، وحينما بلغ استهتارها بالارواح حد التعذيب حتى الموت لعشرات النقابيين واعضاء الاتحادات الطلابية ، بدءا بالشهيد الدكتور على فضل في مارس سنة 1990 وانتهاء بالشهيد محمد عبد السلام طالب القانون بجامعة الخرطوم الذي اغتيل في يوليو الماضى ، ولا يزال مسلسل التعذيب والقتل مستمرا.
    * من الذي اشرف على التعذيب في بيوت الاشباح ؟
    ولا يكفى كارضية للحوار طرح القوانين المنبثقة عن المادة 26 من الدستور التي تمنح حرية التوالى والتنظيم ، لابد ان تعترف الحكومة بانتهاجها للتعذيب المنظم وان تعلن عن ادانتها تلك الممارسات واقلاعها عنها وعن فتح باب الشكاوي والاتهامات في حالات التعذيب والتحقيق فيها ومحاسبة من تثبت ادانته ، توطئة لتسوية تتيح ، اذا ما خلصت النيات لوفاق سياسي حقيقي ، ما اسماه السيد الصادق المهدي التعافى المتبادل ، على غرار جنوب افريقيا.
    لقد ظلت الحكومة تنفى على لسانك يا اخي عبد العزيز شدو وقوع التعذيب ، او تنسبه لتجاوزات ابدت استعدادها للتحقيق فيها ، دون ان يحدث ذلك ابدا ، وكانت لك صولات وجولات في محافل حقوق الانسان الدولية بهذا الصدد ، حينما كنت نائبا عاما ووزيرا للعدل ورئيسا للوفد السوداني للمؤتمرات الدولية لحقوق الانسان ، ارجو ان الفت انتباهك الى الشكوى التي تقدمت بها من السجن العمومي بالخرطوم بحرى الى الرئيس البشير بتاريخ 26 يناير 1990م عارضا فيها تجربتى الشخصية المريرة في بيوت الاشباح ، وتكمن اهمية هذه الحالة في ان الذين قاموا بالتعذيب ، واشرفوا عليه ليسوا اشخاصا ملثمين بلا هوية ، بل كان على رأسهم العميد بكرى حسن صالح عضو مجلس قيادة الثورة ورئيس جهاز الامن وقتها ، والدكتور نافع على نافع وزير الزراعة الراهن وزميلي في هيئة التدريس بجامعة الخرطوم ، الذي كان طالباً بالجامعة حينما كنت من اساتذتها في الستينيات ويهون ما تعرضت له في بيوت الاشباح عندما افكر فيما اصاب اثنين من زملائي الخمسة الذين اشرت اليهم في المذكرة ، احدهم السيد عكاشة عبد الرحمن عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد نقابات عمال السودان حينها ، وقد تعرض لمثل ما تعرضت له ووصلنى منه خطاب قبل قرابة عام ذكر فيه ان ابنه الطالب مجدي اعتقله الامن .. ولا يعرف عنه شيئا وانه التحق باحدى الفرق المسلحة باسمرا لمقاومة نظام الجبهة ثم قرأت في تحقيق صحفى معه في صحيفة الخرطوم انه التقى صدفة باحد الاسرى من الطلبة العاملين بجهاز الامن وقوات الدفاع الشعبي اعترف بقتل بانه مجدي.
    اما الاخر وكان شابا هادئا وسيما شجاعا فارع الطول فقد تعرض لتعذيب لا اخلاقى شديد البشاعة علمت وارجو ان لا يكون ذلك صحيحا انه لم يطلق سراحه الا بعد ان فقد عقله فذبح زوجته وابيه وبعض اقاربه.
    انه يسهل على جدا ان اقرر اننى لا احقد حقدا شخصيا على اي شخص – وهذه حقيقة – لا الدكتور نافع ولا العميد بكرى حسن صالح الذي ضربنى حارسه في وجوده هؤلاء ليسوا افرادا ناشزين وانما هم ابرز قادة الجبهة الاسلامية القومية ورموزها الذين استولوا على السلطة السياسية ولا زالوا طليعتها وهي تحتفى بعامها العاشر وهم مع ذلك اشخاص عاديين تقمصتهم الذهنية التي تدعي امتلاك الحقيقة المطلقة ودفعتهم الى نفى الاخر واستباحة دمه وماله وعرضه فتحولوا الى مجرمين شأنهم في ذلك شأن بقية اعضاء حزبهم الذين تكتظ بهم اجهزة الامن والدفاع الشعبي الذين قرروا والذين نفذوا من قمة النظام الى قاعدته.
    * تحدي التدويل وضرورة الحوار الجدي :
    فاذا ما قرر هؤلاء الان العمل بمقتضى شرعية دستورية وقانونية تحول دون ارتكاب هذه الجرائم ، فانني لا اطلب فيما يخصنى لكى ادخل في حوار معهم سوى اعترافهم حكومة وافرادا بالجرائم التي ارتكبت وان يعبروا عن الاسف والندم الحقيقي تطهيرا لانفسهم هذا فيما يخصنى شخصيا ، لكنني لا استطيع ان اقول نفس الشئ بالنسبة للاخ عكاشة الذي قتل ابنه ، او الشاب الذي فقد عقله وزوجته وابيه او بالنسبة للالاف من ضحايا التعذيب لابد اذن لكى يتوفر المناخ الصحى لحوار حقيقي من خلق آلية للمحاسبة على التعذيب ، على غرار جنوب افريقيا هذا هو الشرط الاول لتوفير المناخ الصحى الموائم لتخطي مأساة التعذيب.
    الشرط الثاني كبادرة لخلق المناخ الصحى هو اجراء انتخابات حرة يقبلها طرفا نقابة المحامين لحسم النزاع القائم حول شرعية النقابة هذا يوفر الاطمئنان الى الحقوق الدستورية والى مطابقة القانون للدستور مما يتعين ان يسرى على كل التنظيمات النقابية والمهنية.
    الشرط الثالث لخلق المناخ الصحى للحوار ايقاف العنف الذي تمارسه المليشيات المولية للنظام خصوصا ضد الطلاب المعارضين والتحقيق والمحاكمات الفورية العادلة لكل الذين تثبت ادانتهم واشير بالتحديد الى حالة العنف ضد طلاب جامعة ام درمان الاهلية التي طرحها المحامي غازي سليمان ، رئيس التحالف الوطني لاسترداد الديمقراطية في مؤتمره الصحفى هذا الاسبوع والتي لا تكاد تخلو منها صحيفة على مر الايام ولهذا لابد من الشروع الفورى في تجريد هذه المليشيات من السلاح.
    قد تسأل : لماذا توافق الحكومة طوعا واختيارا على عودة القادة النقابيين وعلى قيام تنظيمات نقابية ومهنية مماثلة للتحالف الوطني لاسترداد الديمقراطية وهي قد تنتشر وتسرى حتى الانتفاضة ؟ ما مصلحتها من ذلك ؟ والجواب اولا : انها لا تفعل ذلك طوعا واختيارا وانما استجابة لتحدي المعارضة المسلحة التي تهدد وجودها ، وللمعارضة المتزايدة لحكمها ولخطر الصوملة واندثار السلطة المركزية الماثل امامنا، وبالتالى ضياع الجمهورية التي تحكمها.
    ثانيا: انها تفعل ذلك استجابة لتحدي التدويل والتدخل الاجنبي الذي يتهددنا جميعا.
    ثالثا : ونسبة للفشل والعجز التام للمشروع الاسلامي الذي جاء بالجبهة للسلطة ، ولصراع السلطة الدائر داخل النظام ، فان المنتصر في هذا الصراع ، لو كان يملك مشروعا او بقية مشروع اسلامي او وطني يسعى لتحقيقه ربما تحت مظلة الوفاق التاريخي او الوحدة الوطنية فانه هو الذي قد يأنس في نفسه الثقة في التنافس الديمقراطي لتداول القيادة او تواليها في النقابات والمنظمات الديمقراطية.
    * النكتة السياسية وقانون التوالى :
    وبمناسبة (بدعة) التوالى هذه على قول الكاتب الاسلامي فهمي هويدي في صحيفة الاهرام ، فانه يبدو ان الشعب السوداني محق في التعامل معها باعتبارها نكتة سياسية عملية ، من الواضح ان المقصود الترجمة الحرفية للكلمة الانجليزية Succession لكن لماذا يفكر الدكتور حسن الترابي الذي استحدث هذا التعبير باللغة الانجليزية لصياغة دستورنا الاسلامي ؟ ثم ان كلمتي Succession وSuccessor معناها باللغة العربية خلافة وخليفة وهذا معني اسلامي حقيقي ، لكن الخلافة الاسلامية لم تتأسس على مبدأ تداول السلطة عبر الانتخابات الحديثة فهل يبغي الدكتور الترابي حقيقة الخلافة ، التي لا انتخاب فيها وقام باستخراجها من الانجليزية للتعمية والتغبيش؟
    والنكات السياسية العملية لها تاريخ في السياسة السودانية ، الا تذكر يا اخي عبد العزيز تلك الفترة المضطرمة الصاخبة في تاريخ اتحاد طلبة جامعة الخرطوم ، ما بين الغاء حكومة النحاس لاتفاقية 1936م في اكتوبر سنة 1951م وقيام الثورة المصرية في يوليو سنة 1952م حينما اجريت الانتخابات للجنة الاتحاد وللجمعيات الفرعية في مناخ ساده الصراع ثنائي القطبية بين الاخوان والشيوعيين واكتسحنا (الشيوعيون) حينها الانتخابات ؟ كان المرحومان بابكر كرار والرشيد الطاهر والاستاذان ميرغني النصرى ويوسف حسن سعيد في قيادة الاخوان وكنت مع المرحوم فاروق مصطفى المكاوي والسادة الامين حاج الشيخ ابو ومحمد ابراهيم نقد .. الخ في قيادة الشيوعيين بينما كنت في قيادة تيار المستقلين الذي اتخذ من مجلة الصاروخ منبرا وحينها قمت بترشيح نفسك لرئاسة الجمعية الدينية ، معتمدا على اصوات الشيوعيين وكنت انا من بين من اتصلت بهم لتأييد ترشيحك فكانت تلك النكتة السياسية العملية التي زلزلت اركان الاتحاد بالضحك في ذلك الزمن الصاخب.
    الان بلغت النكتة السياسية منعرجا خطيرا حينما خولتما لنفسيكما انت والدكتور الترابي ان تكونا المرجعية العليا للحاكمية الالهية التي استخلفتم انفسكم لممارستها وصرتما الاوصياء على مبدأ استصحاب العاملين في الدولة والحياة العامة تسخيرهما لعبادة الله خالق البشر وقد صارت هذه النكتة للاسف الشديد باهظة التكلفة يدفع شعبنا ثمنها ملايين الارواح التي تحصدها الحرب وتسحقها المجاعة وتفتك بها الامراض ونظاما اجتماعيا لا رحمة فيه ، يولد يوميا انحطاطا خلقيا ومعنويا لا مثيل له في تاريخ بلادنا.
    هدانا الله واياكم ووفقنا الى العمل لحماية الحقوق الاولية للانسان في السودان وفي كل مكان ووهبنا الحكمة التي نميز بها الحد الفاصل بين ما نستطيع ان نعمله وما لا نستطيع والصبر الذي نتجمل به لمعايشة ما ليس منه بد ، والشجاعة التي تحفزنا للعمل على تغيير ما يمكن تغيره وقدرا من الصدق والشفافية يتيح لاقوالنا ان تتطابق مع افكارنا واعمالنا.








                  

05-07-2006, 05:39 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نافع وكلام مش نافع ...خطاب حزب المؤتمر الوطنى (Re: الكيك)

    مسألة

    مرتضي الغالي

    عن الايام

    يكاد الشخص المهتاج (والحمد لله اننا لسنامن المهتاجين) ينتف شعر رأسه غضباً وعجباً من إصرار الحكومة (وأعنى هنا مسؤولي المؤتمر الوطني) على رفض التمثيل الشعبي الحقيقي في كل حين وآوان وفي أى موقع ومكان ، فهم لا يكرهون شيئاً في الدنيا مثل كراهيتهم للجان والهيئات التي تمثل القواعد تمثيلاً حقيقياً وتتحدث بإسمهم ونظرة واحدة الى القضية التي تصاعدت أخيراً في(أمرى وقبلها في (المناصير) تشير إلى هذه الملاحظة بأصدق لسان وكنت قد اوشكت أن أقول ان هذه الظاهرة ظاهرة (غريبة وعجيبة) لان الدولة اذا كانت لها قضية ما في جهة من جهات السودان أو مع مجموعة من المجموعات السودانية فإن اقصر طريق للحل والمعالجة يبدأ بأن تتحدث الدولة مباشرة مع الذين يمثلون (أصحاب الشأن) ولكن عندما استقبلت من (أمرى) ما أستدبرت ونظرت الى مجمل سيرة المؤتمر الوطني عندما أصبح مالكاً لشأن الدولة السودانية وجدت ان هذه الالة الغريبة هي (القاعدة الثابته) في التعامل مع كل قضايا السودان ومع مجمل سكان السودان . وعندما حاولت تفسير هذه الظاهرة وجدت انها منسجمة غاية الانسجام مع طبيعة الانقاذ بحيث إنها لا تدعو للدهشة فالذين تولوا الحكم منذ يونيو 89 هم مجموعة لاتزيد في أحسن أحوالها عن (أقلية قليلة) لا تملك تمدداً شعبياً عميقاً ولا قاعدة جماهيرية واسعة في حين يجري برنامجها الذي جاءت به على خلاف سنن وطبائع وخصائص (المزاج السوداني) فكان لابد ان تحاول بكل ما أوتيت من حيلة أو وسيلة تمويه تمثيل القطاعات الشعبية والكيانات النقابية والمجموعات السكانية وعلى هذا المنوال فإنها تستعيض عن إجماع دارفور وفعالياتها الشعبية بأفراد وفئات محدودة ولاؤها للمؤتمر الوطني (الطاعم الكاسي) وليس لمطالب المنطقة وجماهيرها وكذلك الحال مع كتلة المواطنين في الشمال والشرق وجبال النوبة والنيل الأزرق وبحر أبيض والبطانة ورعاة السودان ومزراعيه ونقابات العاملين والتمثيل الذي يتم للمحامين والصحافيين والاطباء والمهنيين وقطاعات الأعمال والغرف التجارية وحتى (إتحاد رفع الاثقال) والاتحادات (الأولمبية) ولمجالس إدارات الأندية الاهلية في بورتسودان وغيرها ..!!
    وهذا التصعيد الأخير في أمرى والمناصير مع المؤتمر الوطني ومع إدارة السد يمثل حلقة من هذه الحلقات حيث أن المؤتمر الوطني يعلم أن اللجان التي يرفض الاعتراف بها هي اللجان المنتخبة من جمهرة المواطنين والناطقة بمطالبهم ولكنه يحاول ان ينشئ لجاناً مصنوعة ويتفاوض معها وهو يعلم ان (جورج الخامس يفاوض جورج الخامس) فتظل الأزمة على حالها فلا يمكن للمؤتمر الوطني ان يخاطب المؤتمر الوطني حول مطالب مظلومي أمرى والمناصير وقد كان هذا الحال هو نفسه في قضية (مؤتمر البجا) التي يتم فيها إهمال مؤتمر البجا الحقيقي ومحاولة صناعة (مؤتمر بجا آخر) على أيدي الترزية المهرة الذين لن يعجزوا عن تقليد (سديري) أهل الشرق الباهي الجميل ..!!







                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de