فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 06:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-20-2006, 11:47 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان


    الترابي: تمت "تصفية" ضباط سودانيين ضالعين في محاولة اغتيال مبارك

    حلقة العين الثالثة

    دبي- العربية.نت

    علمت "العربية.نت" أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان قد علق مفاوضاته مع حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الزعيم الإسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي، بعد حلقة تلفزيونية مثيرة للجدل من برنامج "العين الثالثة" كانت بثتها قناة "العربية" مساء الجمعة 17-3-2006 وألمح من خلالها الترابي إلى أن أطرافا رئيسة في الحكومة السودانية كانت خططت والتقت بالمجموعة المصرية التي حاولت اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا في 1995.

    وخصصت صحف سودانية صدر صفحاتها الأولى لنشر تصريحات الترابي الذي قال إنه على استعداد للادلاء بشهادة ضد مسؤولين سياسيين كبار في السودان، إضافة لقادة أمنيين سابقين، اتهمهم بالضلوع في محاولة اغتيال مبارك. وأضاف في سياق حديثه للزميل أحمد عبدالله في برنامج "العين الثالثة" الذي تعيد قناة "العربية" بثه فجر الاثنين، بأن أطرافا في الحكومة السودانية قامت بقتل ضباط أمن سودانيين كانوا ضالعين في محاولة اغتيال مبارك، أو كانوا على علم بها.

    حلقة العين الثالثة

    وتنشر "العربية.نت" جزءا من برنامج "العين الثالثة" الذي تحدث فيه الترابي عن صلته بأسامة بن لادن:

    الترابي: لا، لا، سألتني دعني أجبك، لم أدعه الى الخرطوم دخل الى السودان أصلا لا مقاتلا ولا سياسيا دخل مستثمرا في أي شئ

    أحمد عبدالله: يعني معقولة لم تلتقي أسامة بن لادن؟

    الترابي: أنا ما ذكرت بعد لأنه يسكن قريبا زارني لأن اسمي مشهور يعني كل من هم بالاسلام وأفغاسنتان صلتي بهم وثيقة كل حركات المجاهدة الأفغانية من قبل ومن بعد وأثناء وقبل أن تسقط كابول ومن بعدها سقطت يعني فزارني وبعد ذلك رددت له الزيارة فزارني مرة أخرى، هذا كل اللقاء وهو لم يتحدث الى الصحف ولا الى المساجد ولا الى الجيران ولم ينشر ورقة.

    أحمد عبدالله: أنت التقيته 3 مرات في أربع سنوات؟

    الترابي: نعم فقط

    أحمد عبدالله: وماذا دار بينكم؟

    الترابي: حوار عن الاسلام وعن أفغاسنتان وهكذا حوار عاما.

    أحمد عبدالله:لم يذكر لك عن نيته مثلا تأسيس تنظيم القاعدة؟

    الترابي: أبدا أبدا علمت من الأمن بعد ذلك بكثير أن بعض اجتماعتهم كأنها كانت معسكرات لم تكن معسكرات منظمة لأن هذه الأمور تنكشف في السودان بلد بتعارف أهله كلهم يعني.

    أحمد عبدالله: صور أقمار اصطناعية يقال إنها معسكرات

    الترابي: هذه كانت أغبى المعلومات التي نشرها الأمريكان

    الترابي: أحدث أنه هؤلاء كله كان هراء عن الحديث عن المعسكرات بعد ذلك كأنه كان حقا فيه معسكرات لم يصلها أحد لم تكن معسكرات مرتبة منظمة كما في أفغانستان، كان بعذ الذين جاؤوا من أفغانستان بلادهم كلها كانت ترتاب لهم مجاهدين وبذلك سمعوا أن السودان بلد اسلامي فاتح ظنوا أنه ملجأ للمسلمين فجأووا الى هنا ليعملوا تجارة هندسة ليبنوا طريق، بن لادن جاء ليبني طريقا من السودان الى الخرطوم. أحدثك الأمريكان كتبوا كتبا قرأت هذه الكتب ولو ترجمت الى العربية لضحك الناس منها وسموا مواقع ليس فيها ولاشرطة من السودان كله تلفيق على مجلس الشيوخ السمكين الذي لا يعرف شيئا أنا أتحدث الى مجلس الشيوخ وأتحدث اليهم لا يعرفون شيئا عن السودان والرئيس...زرت أمريكا مع النميري والرئيس لا يعرف السودان أين تقع ظن أنها في أمريكا اللاتينية يا أخي يومئذ الأمريكان لم يعرفوا شيئا عن العالم.

    أحمد عبدالله:هل تدعم أنت تنظيم بن لادن أو ما كان يفكر فيه؟

    الترابي: لا أبدا ما سمعت أنه فعل تنظيما أولا ما أظن أنه يفعل تنظيما يسميه القاعدةلأن في الغة العربية كلمة القاعدة لا تعني تنظيما لا تعني حزبا ولا جماعة ولا أخوة أي كلمة عربية هذه كلمة غربية فقط هو اذا استعمل كلمة قاعدة يستعملها في البناء قاعدة العمارة أو قاعدة الطريق هذه الكلمة نفسها.

    أحمد عبدالله: أنا أقصد لم تسمع من أسامة بن لادن؟

    الترابي: لا لا كلا ولا أنه سينظم تنظيما عالميا أصلا

    أحمد عبدالله: لم تسمع هذه الكلام؟

    الترابي: ما أظن أنه كانت تخطر له هو كانت حوار تديره الحكومة بينه وبين المملكة العربية السعودية حتى يرجع الى بلاده ويدخل اليها مستثمرا آمنا

    أحمد عبدالله: كانت لديه ثروة كبيرة في السودان

    الترابي: لا لا كلا

    أحمد عبدالله: أين ذهبت؟

    الترابي: ليست لديه ثروة كبيرة، ثورته غالبها في نصيبه هناك عند أسرته يأتي بها هنا ليعمل

    أحمد عبدالله: من الذي حصل على هذه الأموال والأملاك؟

    الترابي: تولتها الدولة خير ما يفعل مثل هذا المسكين الذي ذهب به ونقل الى الجبال أن تستولي عليها الدولة.

    أحمد عبدالله: سمعت دكتور حسن عن محاولة الاغتيال التي تعرض لها أسامة بن لادن هنا الخرطوم؟

    الترابي: نعم نعم سمعت بها لأننني كنت في القائمة لأنهم أصلا ما كانوا سودانية. ولكن جنسيتها شمال افريقيا جاءت من شمال افريقيا وجندت بعض من ينتسب للسودان لكنه من غبر افريقا من البلد المجاور لنا وبدأوا ضربتهم الأولى على مسجد لمن للسلفيين لأنه طبعا هو متطرف من السلفيين ويرى السفيين يكره السلفيين أكثر مما يكره الآخرين

    أحمد عبدالله: من؟

    الترابي: المجموعة وضربوا المسجد وقتلوا من قتلوا والشرطة ونقطة صغيرة يعني مركز شرطة صغير وجاؤوا الى هنا الى أسامة

    أحمد عبدالله: في عام 94

    الترابي: نعم، حاولوا أن يضربوا على البيت ويدخلوا عليه ولكن كان بعض رجال الأمن يسكنون في عمارة قربهم فخرجوا عليهم وضبلاوهم فعوقوهم وأخذ بعد ذلك حكم عليه ما حكم عليه وذهبت روحه الى الله وكنت في القائمة من بعده.

    أحمد: لم يكن جهاز استخبارات؟

    الترابي: من دولة، دولي: من دولة كلا

    أحمد عبدالله: أنت متأكد؟

    الترابي: أنا متأكد من ذلك، سمعت من رجال مخابرات في السودان والقضاء الذي حاكمهم

    أحمد عبدالله: وكان ساعتها في كارلوس وكان في اسامة بن لادن

    الترابي : اما الفرنسيون ،اترك كارلوس جانبا ، كارلوس دخل السودان بجواز دبلوماسي عربي والسودان استحى ان يقول اي دولة صرفت له،لعله الجواز لم يكن صادقا ،لكن جواز ديبلوماسي عربي

    أحمد عبدالله: من أي دولة ؟

    الترابي : هو جاء من الاردن ،جاءنا من الاردن ولعله كان يحمل الجواز من بلد تاني ،ولكن طبعا الجوزات كلها يمكن ان تزور ،ودخل يتكلم العربية،ولكن بعد حين حتى عامة الناس من حوله ،سكن خارج الفنادق في جناح ،وبدأ الناس يشعرون بعض العامة يلاحظها ...كثيرا لهم ،وبعد ذلك سمع عنه السودان وسمع عنه جهاز الامن ،والفرنسيون هكذا كانوا يبحثون عنهم العالم ،الرأي العام هنا ،تسربات الرأي ،لأنه يزور بعض الفنادق وبعض النوادي الاوروبية حتى ،لأنه هو يريد شيئا عاليا ومعه أخرى يدعي انها زوجته وماكانت زوجته بالطبع عربية (أحمد: من المغرب؟)هي كانت فلسطينية أظن مسيحية أظن ،او لبنانية من شمال ،أرض الشام عامة ،وانا لم ألقه أصلا .

    أحمد عبدالله: لم تلتقي به

    الترابي : لكن قرأت كتابا عنه ،لم القه أصلا .وجهاز الامن لم يستشيرني ولم يبلغني وبعد ذلك ،دخل مستشفا ،قبضوا عليه في المستشفى في عملية كانت ستجرى عليه يعني الذي سلمه انذاك انت كنت في السلطة اصلا لم احدث عنه سلم الى الفرنسيين ،لكن الفرنسيين طبعا لأنهم من الخارج يظنون انني وراء كل مايحدث في السودان ولما ذهبت لأسبانيا مررت بفرنسا فلقيني كبير الاعلام الفرنسي وجاء كبير امن سوداني كان .....معه هناك ليأخذ بعض ثمن المساومة يعني لجهازه ، بعض الاجهزة سيارات او هكذا وجاء معه كأنه كان .يحترمني لأنه أيضا يعني ،الحركة الاسلامية يحترمني ،ولكن الاخر كان يلقاني في المطار كأني من أعظم الناس الذين .....هو الذي يتحدث الفرنسية ،يحسبونه هو الاقرب له في العالم وانا استحيت طبعا ،انا عابر فقط الى فرنسا ،لكن اشرح له ان هذه ايش دخله في جهاز الامن لن يصدق ،سكت هكذا أتحدث وأتحدث وشكرني ومدحني

    أحمد عبدالله: معقولة هذا الكلام ،كلام في كلام يعني .

    الترابي : كان كلاما في كلام ،هو حاول ان يلقاني (احمد: كنت تعلم انه موجود ؟)في آخر أيامه نعم علمت (احمد/وحاول ان يلتقيك؟)حاول ان يلتقيني ولكن لم يدخل الي .

    أحمد عبدالله: كان هناك أيضا حديث عن ابرام صفقة تسليم أسامة بن لادن...؟

    الترابي: ما سمعت بهذا الذي سمعته أن الحكومة السعودية كانت تحاول ما بين ن لادن والسعودية ان تطيب العلاقات، أن يذهب ويجئ برسائل منهم واليهم وبردود منهم الى الحكومة السودانية، الوصفة كانت سودانية لكن ما دخلت فيها ولا أكترث لها لا لأنها تافهة ولكنني مشغول.

    محاولة اغتيال مبارك

    أحمد عبدالله : ولكن دكتور حسن انت أشرت ،يعني كان ليك اشارات بأن في بعض القادة السياسيين في نظام الحكم السوداني وراء محاولة اغتيال الرئيس المصري ؟لوسمحت مين هما ؟

    الترابي : اولا اذا كنت في يوم من الايام قيمت محكمة واديت القسم ان أقول الحق كل الحق ،اضطر أن أقولها ،لكن أحدثك،اولا جاء قوة عناصر أو شباب مصري في حركة ليست حركة الاخوان ،الحركات الأخرى تعرفها في مصر حركات جهادية دفاعية تعلمها انت ،انتازت عن حركة الاخوان وجاؤاهنا ليلاحقوا رئيسهم لأنهم ظنوا انه اهون عليه من يجدوه في اثيوبيا من مصر حيث يحاط ( احمد: التقيتهم أنت ؟)لا أصلا ماالتقيتهم ،التقاهم آخر في موقع قيادي بعدي تقريبا ،في المدنيين والتقتهم أجهزة أمنية (احمد : النائب الثاني للرئيس )انا لا أريد أن اقول الا ما المحكمة ولكن أحدثك وانت بعد ذلك ، الاخوة في مصر يعلمون الاسم ، والاخوة في اثيوبيا يعلمون الاسم ،يعلمون اسم من كان في أجهزة الأمن ومن كان في السلطة اسما.( أحمد : مازال هو في السلطة ؟)نعم مازال هؤلاء جميعا في السلطة ،اتخذ جانبا من اجهزة الامن وطردوا أو أبعدوا ولكنهم عادوا ليتمكنوا في السلطة .

    أحمد عبدالله : نحن مانتحدث عنه ،محاولة القاء ضوء على حقيقة ربما مضت ولكن لم يعرف أحد تفاصيلها ؟

    الترابي : ولكن هذه الحقائق لا تتقادم ....عندنا في القانون الجنائي قتل النفس هذا لايصد بالتقادم يعني الجناية الخفيفة يمكن ان تخوض بالتقادم

    أحمد عبدالله : عندما يكون هناك بعض القيادات السياسية الموجودة في نظام الحكم الحالي وراء محاولة اغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك في أديس ابابا في يونيو عام 95 ،معناها ان الرئيس نفسه كان على دراية ؟

    الترابي : لا كلا ، الرئيس نفسه عينا لم يكن (احمد: انت متأكد من ؟)نعم انا متأكد.(احمد/طب كيف انت علمت؟)

    الترابي : علمت بعد ذلك بعد وقعت الواقعة وأدى الأخوة المصريون واجبهم ، ولكن القدر من الله

    أحمد عبدالله: يعني انت لم تلتقي اي حد من ،كان جماعة الجهاد الاسلامي صح ،

    الترابي : لا ،لا التقيت ولا علمت عنها شيء،انا حدثتك ،لا أريد ان أعين الوقائع الا اذا اضطرت الى ذلك في محكمة ،لو حدث بي ذلك لفعلتها ،ولكن أنت بعد ذلك يجب عليك أن تقدر يعني

    أحمد عبدالله : طب لماذا لم تلجأ اليك مثلا الحكومة المصرية لمعرفة الجاني ،لماذا اتهمت انت أيضا بالتورط وكنت وراء محاولة الاغتيال ؟

    الترابي : لا انا ،الأجهزة الامنية المصرية عينا لم تفعل ذلك ولكن الاعلام عموما نسبها الى الحركة التي انا فيها وبذلك تنسب الى على رأس الحركة.( أحمد: بعد تقارير المخابرات ) ما أحسب

    أحمد عبدالله: بعض تقرير الاستخبارات الامريكية ذهبت الى أبعد من هذا ،قالت؟

    الترابي : الامريكيون جاؤا الى هذه البلد وحدثوا بالأسماء ، لا السفير وحده بالأسماء هي عين الأسماء والأثيوبيون يعلمونها ،لأن تحت الضغوط طبعا باح بعض الأخوة هنالك الذين ألقوا القبض عليهم بعين الذين قابلوهم ،والذين مدوهم بالمال والسلاح والعون

    أحمد عبدالله : بس بعض التقارير قالت ،يعني ذكرت غير ذلك

    الترابي : في مصر ؟

    أحمد عبدالله: لا ، بعض التقارير الامنية (الترابي :في مصر ؟)الامريكية والمصرية ، بعض ؟

    الترابي : لا ،كلا انا كنت في موقعي يااخي ،لقيت الأجهزة الأمريكية عالية وحدثوني عن الأسماء والرئيس لم يكن منها ، بعد ذلك علمنا ،لأنه جاء أخوة مصريون ،راجعين بعد أن أخفقت المحاولة لكن رجعوا بالخطوط الجوية الاثيوبية ،أسماءهم معلومة بأسمائهم .لما دخلوا هنا حدثت بعض الناس أنفسهم بأن يقتلوهم حتى يطفئوا كل آثار مافعلوا ، عندئذ دخلنا نحن لأنهم وسعوا الشورى وأدخلونا نحن ،وطبعا نحن غضبا على ذلك وقلنا لا يمكن أن تقتل النفس ،ولو قتلوا لظن أنكم تخفونهم ،لأنهم جاؤا علنا

    لا شأن لبن لادن باغتيال مبارك

    أحمد عبدالله : البعض قال ان كان أسامة بن لادن كان موجود في الخرطوم آنذاك ؟

    الترابي : لا ، لا شأن لأسامة بن لادن في هذا أصلا

    أحمد عبدالله: اسامة بن لادن هو في الواقع الذي أعطى الاوامر بتنفيذ (يقاطع الترابي )

    الترابي : لا ،لا شأن له يأخي البتة (احمد: وأنت كنت على علاقة بأسامة بن لادن) لا ، لآ لآ شان ،هذه جهلة ،هؤلاء جهلة ،لا اسيئ لهم لكن أتحدث موضوعيا ،لا علاقة له بهذه القضية أصلا ،أسامة عندئذ لم يتحدث عن البلاد العربية كثيرا ،كانت له بعض معاتبات مغاضبات مع الدولة التي ينتمي اليها ،لأنه جاء هنا ، الحوار قالته الحكومة ماقلته انا ،وثانيا أحدثك الحقيقة ، الحقيقة التي أقولها لك ، جاءني أخوة من بلد آخر ،بلد عربية آخر من حركة اسلامية ،جاؤا هم يقولوا نريد أن نلاحق رأس الدولة هناك (أحمد: مصري ) لا من بلد آخر ،نلاحقه هنالك ،قلت لهم ماذا يحدث لو أصبتموه ماذا يحدث في بلادكم سيعقبه واحد غاضب عليكم ودم هذا الرئيس سيحمل دمه ليقتل منكم عددا ويسجن منكم عددا ،ليطفئ أي مظاهر للتدين حتى يؤذن بها الآن ( احمد: يعني اولا )صدقني هؤلاء اقتنعوا (احمد : يأتون اليك للنصيحة؟)لكن هذه الحركة بالذات آثر ان تذهب الى هناك لأن علاقتي حتى في مصر يمكن مع الاخوان ...الان لا أريد ان أسميها ،لكن ليست بعيدة من مصر .وأكتفي بذلك

    أحمد عبدالله: ليست بعيدة ،في ليبيا ؟

    الترابي : ( يسكت)ابعد شيء ما وأرجوا ان تحميني بعد ذلك عن الجواب (احمد: الجزائر ؟)يعني انت تسوغني حتى تحاصرني في عين البلد لكن ،كأني شاهد على التاريخ ،أسم بالله أن ذلك حق

    أحمد عبدالله: يعني الجماعة الاسلامية، او أفراد الجماعة التي أتت من مصر الى السودان لتنفيذ مخطط محاولة او اغتيال آنذاك الرئيس المصري محمد حسني مبارك ،التقوا ببعض القيادات السياسية الأخرى ،في الحكومة السودانية في نظام الحكم ،وهم موجودون الان في ؟

    الترابي : في نظام الحكم ،ومصر تعلم ،ولذلك عندما يدخلون مصر الآن احيانا ...عنهم النظام ،لا يحترموا منصبهم (أحمد:يدخلون كمان؟) يدخلون الآن بمناصب عليا ومصر الآن لا تكاد ان تحتمل توليهم مايستأهل هذا النصب من توقيع واحترام ومقابلات .

    أحمد عبدالله : طب لماذا اذا انت علاقتك بمصر علاقة سيئة؟

    الترابي : لا علاقتي فقط الحركة الاسلامية ،والحركة الاسلامية غير سودانية ،السودان لم يفعل شيئا لمصر ،لكن يقع هناك في مصر الى الآن توتر بين الحركة الاسلامية وبين مصر وبين السلطة (.أحمد: طيب ماهي مناصبهم في الحكومة السودانية؟ )انت طبعا ،اذا قلت المنصب تقع على عين الشخص ( احمد: أذكر المنصب وأنت تقول اه أو لا )لا طبعا ،اذا قلت أيوة أو لا (أحمد: نائب الثاني لرئيس الدولة ؟)من الخير لي أن أسكت .

    أحمد عبدالله: ماهو النائب الثاني أيضا ،البعض ذكر انه كان وراء حتى خلافك انت ،كان وراء اخراجك انت والمعادلة السياسية؟

    الترابي : لا ،كلا ، كلا هذه انفيها،الأولى أسكت عنها (أحمد: يعني الأولى هي صحيحة ؟)ماقلتها أنا قلتها أنت.ياأخي بعض القياديين ،حتى من تلقاء الطائفة التي أنتمي اليها قالوها في الاعلام العالمي ،قالوها في الاذاعات الاقليمية (احمد/ طب لماذا اذا لا تذكرها انت يادكتور حسن؟ )والله انا قانوني ،دائما أحفظ هذه الأشياء ،لكن ،(أحمد: هذا الملف طوي ؟)لم يطوى ،مصر عندكم ياأخي الكريم يعني يؤسفني أن أقول ذلك الطارات(الثأر)،نحن في السودان عندنا اذا قتلت نفس أهل القاتل يأتون بالقاتل ويطلبون العفو والسودانيون 100% مضمون لكن عندكم انتم يعني نسبيا ،ماأتحدث مطلقا ،طبعا يحصل في مصر وأحيانا ويتجاوز عن ذلك ،لكن عندكم الثأر في الثقافة يعني (يضحك)عندنا هنا في السودان على النيل لا يكاد روح الثأر هنا لا تراهن.

    أحمد عبدالله: دكتور حسن يعني سؤال ، السؤال البديهي لأي شخص بيتهم شخص آخر بيقولك هل لديك دليل ؟وقلنا ان في بعض القيادات في الحكم السوداني كانت وراء محاولة اغتيال الرئيس المصري ،هل هناك دليل؟

    الترابي : يذهب الى اثيوبيا او الى مصر ليخرج لك أوراق البيانات،لن تجد اسمي ،لن تجد اسمي فيها

    أحمد عبدالله : طيب،اذا انت على علم بمن فعلها ؟

    الترابي : بالطبع

    أحمد عبدالله :طب لماذا لا تبرر نفسك الان وهي لحظة ،بالعكس كل الناس ؟

    الترابي : يعني انا من تلقاء الذين في السلطة الآن سجنت سنوات بالطبع وممن معي قتل في السجن تحت تعذيب لكن انا يعني دائما أتصرف بحكمة ،حدثتك أنت اذا محكمة اذا احضرت واشهدت ،أقول الحق .

    أحمد عبدالله : ان لم تكن هناك محاكمة ،فالموضوع انتهى ،لا يعرف أحد من كان وراء محاولة اغتيال الرئيس ؟

    الترابي : لكن أهل الذين جرت عليه المحاولة والبلد جرت المحاولة يعلمون الأسماء عينا

    أحمد عبدالله : وانت ليس وراء هذا ؟

    تصفية ضباط أمن سودانيين

    الترابي : كلا ،كلا ، (احمد: ليس وراء هذا ولا بن لادن ولا تنظيم القاعدة ؟) احدثك شيئا آخر في السودان ذلك لا أستطيع ان أقيم عليه البينة ،لأن كثير من الذين أعانوا من بعيد ،لم يكونوا هم الأشخاص الذين صوبوا الضرب على سيارة الرئيس المصري في الشارع الى المطار ،لكن الذين اعانوهم من بعيد ،كثير منهم ،كثير منهم قتلوا في السودان ماتوا قتلا(احمد: ممن فعلوا ؟)ممن كانوا في التخطيط العون ،الدعم الخارجي ،طبعا كانوا من السودانيين ،من اجهزة الامن السودانية (احمد: أجهزة أمن سودانية؟)بالطبع. (احمد: شاركوا في محاولة اغتيال الرئيس ؟)بالطبع ،رأس الامن ،3 من رؤساء الأمن ابعدوا بعد ذلك ،لأن أثيوبيا جاءت بالأسماء واضطر رئيس الجمهورية أن يبعدهم باللطبع ،وأعادهم مرة أخرى الى مواقع أخرى الأن ،في موافع عالية في السلطة ،لكن آخرين ممن شهدوا ، دائما المجرمون يحاولون ان يطفؤا كل آثار الجريمة ،بعضهم ،العامة الذي يقولها الناس انهم قتلوا ،ولم يقع تحقيق بّين ليقولوا انهم لم يقتلوا ،وانما ماتوا في حوادث فقط

    أحمد عبدالله: يعني انت مرة أخرى يادكتور حسن بتقول ان نظام الحكم السوداني بستثناء الرئيس نفسه ،متورط في محاولة اغتيال الرئيس المصري ؟

    الترابي : لا أقول النظام ،طبعا عناصر في النظام (أحمد: قيادة من القيادات) قيادات فيه نعم .نعم لا تمثل كل النظام .

    أحمد عبدالله : وتقريبا احنا اتفقنا على ما أعتقد ان النائب الثاني لرئيس الدولة جزء من هذا المخطط ؟

    الترابي : لم اوافقها صراحة .

    أحمد عبدالله: صراحة ولكن يعني ضمنا لم تختلف ؟

    الترابي : هذا ما تستنبطه انت ،ولك ان (يقاطع أحمد: ولكن انت تتفق،انت ذكرت ان الخيار الاول ربما ان السيد النائب الثاني؟ )يعني حتى لم ،ربما هذا مصطلح لم يرد على لساني لكن لا بأس .(أحمد: يعني انت تتفق هذا الموضوع ان فعلا ممكن يكون النائب الثاني وبعض القيادات الحكومة السودانية .) دعني أقول قيادات بارزة أمس ،يومها واليوم (احمد: ومازالت موجودة ؟)نعم ،حتى الذين اخرجوا من مواقعهم ،عادوا لمواقعم (احمد:والرئيس البشير يعلم بذلك؟) طبعا يعلم (احمد: اذا فهو راض ؟)بعد الفعل .(احمد: وهؤلاء ساعدوا جماعة اسلامية جاءت من السودان) مصرية ،والذين كانوا في العون حتى يطفئ ،ليست شائعة عامة لكن الحديث عن من لهم صلات،وانا لا أستطيع ان احكم على ،اذا كنت قاضيا فلابد من البينات.

    أحمد عبدالله : بس كيف عرفت انت يادكتور حسن ؟

    الترابي : قتل فلان وفلان و(احمد: كيف علمت ان هؤلاء القادة ،قيادات سياسية في الحكومة )لا بعد ذلك حدثونا (احمد:حدثوك بشكل مباشر ؟) لا ،بعد ذلك اجتمعت الاجتماعات طبعا بعدما وقعت المصيبة ،وقعت عليهم الواقعة . (أحمد: انت سمعت شخصيا )لا بالطبع ،بعد ذلك انعقد الاجتماع ،ماذا نفعل بهؤلاء الذين عادوا من اثيوبيا ،لان فعلنا كذا وكذا وأدوا (احمد: في غياب الرئيس؟) لا الرئيس كان حاضرا (أحمد:كنتم حاضرين كلكم ؟)نعم ،نعم

    أحمد عبدالله: وعرفت ساعتها ان فعلا القيادات السياسية ؟

    الترابي : نعم ،وصلحت من السودان (احمد:كيف كان رد فعل الريس البشير ان لم يكن يعلم بتخطيط محاولة الاغتيال ،لم يكن مندهشا؟)لم يكن مندهشا.ربما هيئ لهذا الاجتماع قبل ان يحضره ،لكن في الاجتماع لم يكن مندهشا ،لكن أقف عند ذلك وأتركه بقية المشاركة في ذلك الاجتماع ،وكان ماذا نفعل بالذين عادوا ،هذا هو الذي عقد الاجتماع .

    أحمد عبدالله: وانت كنت في الاجتماع ؟

    الترابي : وطبعا عندما ورطوا في هذه الأزمة يعني وأخفقت واصبحت بعض البيانات قد تخرج ،اضطر كل الناس بأن يحدثوا من حولهم في جلسات الجهات القيادية الشورية ،لا السلطوية .

    أحمد عبدالله: لكن الجلسة الاساسية التي حضرها الرئيس البشير وكنت انت موجود بها ،والان النائب الثاني وبعض القيادات السياسية ،كنتم موجودين في هذا الاجتماع تناقشون ما

    الترابي : واقترح ،حتى ... الاقتراح بمن يقضى عليهم (احمد:عشان كدة انت متأكد؟)هذا ماشهدته وما سمعته

    أحمد عبدالله: من قدموا الدعم لمجموعة محاولة الاغتيال أعدموا في الخرطوم ،في السودان؟

    الترابي : لم يعدموا ،اقترح ان (احمد: من؟)هم المصريون (يعلق احمد: اقترحت القيادات السياسية )اقترحت جهة ما في الاجتماع ان يخفوا تحت الأرض مقتولين ،ولكن انا قلت اتقوا الله ،يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالد فيها،فكيف تفعلون شيئا ،فتقتلون الذي ،يعني أدى ماعليه ،والعالم كله سيلقي عليكم التهمة بالطبع (أحمد: هذا ماقلته انت في الاجتماع ؟)طبعا سيلقى عليكم التهمة حتى لو دفنتوهم ،اخرجوه ،اتركوه يخرج الى الارض ،وخرجوا الى باكستان ،المصريون خرجوا هنالك،اما السودانيون الذين كانوا يعلمون لانهم كانوا في الدائرة ،بعضهم توفي مقتلونا في السودان ،مقتولا ،وبعضهم الذي قتل أعدم ،فبعضهم لحق بعضهم.

    أحمد عبدالله طب ولماذا صمت انت ،كان هناك صمت ،لمم تتحدث علنا ؟

    الترابي : والله يعني ، الحياه هكذا ،الانسان يظن انه اذا وقع لاقدر الله خصومة بين زوجين مهما اشتد العسر فيها ،قد تحصى حصى في الداخل وتستسر ،قد تقع فاحشة مثلا ولكن لأن لم تشهر ،يسكت عنها وتستر ،وتترتب عنها بعد ذلك أشياء كثيرة في الظاهر ولكن قد تستر هي يعني ،هكذا الدنيا.لكن طبعا اذا اوتي بي أحضرت الى محكمة ،(أحمد: لو فعلا في محكمة ستذكر الأسماء )وأقسمت انا ان أقول كل الحق ولن أقول غير الحق حتى ولو كان أكون قواما بالقسط ولو على نفسي او بالوالدين او الاقربين ،الله يأمرنا بذلك ان تشهد ولو على نفسك او والديك .

    أحمد عبدالله : هل مثلا كنت خايفا هذا الوقت ان تعلن او تخرج عن صمتك لتتحدث ؟

    الترابي : طبعا المشروع كان مشروع هائل لقيام مشروع اسلامي في بلد كبير ،في نهاية الامر كلنا رؤساء رعية ورعاه نمضي في الحياه ، لكن هذا مشروع له تاريخ،سيكون له واقع في تاريخ العالم ،لا في السودان وحده ،سيمتد آثاره في القرون وراءنا ،فيعني القضية أكبر من أن أحاصرها

    أحمد عبدالله: البعض تهمك بأنك في دارفور نقلت صراعك مع الرئيس البشير؟

    الترابي: هذا كله أباطيل اعلاميةحتى قانوينة

    أحمد عبدالله:هل لك نفوذ في دار فور

    الترابي:لا لا النفوذ الحركة التي نقودها وأنا في رئاستها وفي زعامتها الآن لدينا فروع في كل قبلئل ومواقع في دارفور وفي الجنوب وفي الشرق وفي الغرب

    الترابي ودارفور

    أحمد عبدالله: هذا النفوذ وصل الى أن لديكم أنصار مسلحون؟

    الترابي: في أنصار تركوا حزبنا الذي يعمل دعوة وحركة سياسية ضغوط سياسية أقصى ما يبلغ وانضموا للحركات المسلحة هذه وتلك مش حركة بعينها.

    الترابي:نعم السودان الآن فيه أكبر عدد من الجيوش أكثر من أي بلد في العالم، السودان لا يحكمه جيشه، الجيوش افريقية وجيوش عاملية دخلت الجنوب وجيوش عالمية ستأتينا لقضية دارفور وعندنا مليشيات عشرات الملشيات المستقلة عن الجيش السوداني.

    أحمد عبدالله: ليس لديك ملشيات مسلحة تابعة لحزبكم؟

    الترابي: طبعا لأا والله لو جاء جيش وقال نحدث انقلابا على هذا النظام لن أرضى أبدا أصلا لأن الذي يبدأ بنا نحن لأن في كل الدول الاسلامية وغير الاسمية الجيش التي تحمله أنت ينقلب عليك.. أنا والله أخشى من الثورات ومن دافع الغضب، الاغتيالات والتفجيرات التي تضرب ضرب عشوائي وتصيب بريئا مدنيا مسكينا مواطنا لم يكن هو أصلا معنا في الخصومة أصلا حتى لا يحدث هذا والعالم كله ينظر الينا هكذا لأن هذا رضينا أم لم نرضى يرونا نمثل العروبة ونمثل الاسلام فأرجو أن يكون هذا هو منظرنا لأنه شقي، هذا والله رجاء ودعاء.

    أحمد عبدالله: طيب بالمناسبة ،يعني ملف مصر اصبح واضحا الان بالنسبة ليك ،يعني بعض القيادات السياسية كما ذكرت انت كانت وراء تخطيط وتنفيذ ودعم محاولة الاغتيال؟

    الترابي : وانا لا أكاد ان أغتاب ،لأني سمعت بعض الاخوة المصريين الذين لهم صلة ،لا أغتاب لأنهم يعلمون عينا من (أحمد/ يعلمون عينا ؟) نعم (أحمد/ كانت هناك بعض أصابع الاتهام تشير اليك )طبعا الاعلام العام ينسبها لمن وراء كل هذا الاسلام ،هذا هو الايسر دائما،يعني الغرب أيما حدث في السودان ينسبه للترابي وأيما حدث طيب أو خبيث ،ينسب الى الفرد ،وانا مافعلت كل هذه الحسنات حتى ألقى جزاء ،المحسنون الاف ومافعته لسيئات حتى تنسب الي ،فيعني انا أسيء العمل وأحسن والله يغفر لنا ماأسئنا من العمل .

    أحمد عبدالله: يعني هذا ذكرني بنقطة مهمة فيما يعرف الملف المصري ،بس في نقطة مهمة حقيقة ،كان لما توليت الحكم ،انا هقول توليت الحكم انت والبشير لأن ساعتها كنا بنتكلم على نظام البشير الترابي ؟

    الترابي : للحكم فعلا ،منصب ولا نفوذ (احمد/انا قصدي نفوذ قوي)نفوذ من وراء يعني ،يعني أثر في الشورى يعني (مشاركة في الحكم؟)نعم ،نعم مشاركة من وراء





    اليكم
    البصق على التاريخ .. أيضاً جريمة ..!!

    الطاهر ساتي




    لم يدهشني حديث الترابي في تلك القناة .. لانه لم يقل شيئاً جديداً ولم يخرج للناس في الحياة بسر مخبوء .. وكل المعلومات التي بثها للمشاهد العربي ماهي الا كائنات حية تمشى في طرقات البلد منذ الرابع من رمضان ..!!
    ü عم التوم في رهيد البردي يعلم بأن الخرطوم في عهد الترابي إستقبلت اسامة بن لادن وأكرمته ثم طردته بعد أن استولت على ثروته ..!!
    ü وحاجة التومة في عد الفرسان تعلم بأن الخرطوم في عهد الترابي استقبلت كارلوس واكرمته ثم سلمته لفرنسا مقابل اثمان سياسية او اقتصادية ..!!
    ü وحليمة بائعة اللبن تابعت محاولة إغتيال حسني مبارك وفيما بعد عرفت كل تفاصيل الحادث .. والتداعيات والملفات واتعاب التسوية واثمانها ..وأسبابها ..!!
    ü ان كان هؤلاء يعرفون تفاصيل تلك القضايا من الطبيعي جداً انها ليست خافية على مصر .. امريكا .. فرنسا .. وغيرها من الجهات التي يرغب الترابي ان يمدها بالمعلومات ويتطوع لها مجاهداً برتبة «شاهد ملك» ..!!
    üولكن ما لا يعرفه الترابي ولم تقله قناة العربية بأن تلك الجهات المظلومة من الحركة الإسلامية السودانية لن تقبل شهادته .. لا امام التاريخ ولا امام المحكمة .. لانها شهادة مجروحة ... وليس من العدل ان يشهد المتهم الاول ضد الآخرين في اية جريمة سياسية .. أو جنائية ..!!
    ü وإن كان الترابي نادماً على استضافة الخرطوم لاسامة بن لادن حيناً من الدهر .. وإن كان يعتبر هذه الاستضافة جريمة فمن المؤسف الا يعرف انه المتهم الاول في هذه الجريمة .. لان بن لادن جاء بإذن الترابي وخرج بامره .. وما بين الاستقبال والوداع عرف بن لادن بأن هناك رجالاً حول الترابي .. هم ما يتهمهم الترابي اليوم ويتطوع ضدهم مجاهداً بدرجة «شاهد ملك» ..!!
    *وان لم يكن الترابي على علم بمحاولة اغتيال حسني مبارك واشك في ذلك ، إلا أنه لم يكن يجهل فشل المحاولة والاسباب والابطال .. ومع ذلك لم يظهر يومئذ غضبه على المحاولة ولم يصدر بياناً حزبياً بابعاد ابطال المحاولة .. ولم يتحدث نادما في فضائية عربية إلا بعد المفاصلة حيث لا ينفع الندم والغضب ولا الشهادة المجروحة ..!!
    ü وإن كان الترابي غاضباً أو نادماً او شامتا على إستقبال كارلوس أو تسليمه في عهد الحزب الحاكم الذي كان امينه العام الترابي فإن من المؤسف بأنه لم يغضب أو يندم او يشمت من الاستقبال والتسليم في الفضائيات العربية الا بعد أن فارق الحزب معارضاً .. وهداماً لتاريخ أمينه العام في عهد الكوارث الاقليمية والعالمية ..!!
    ü نعم .. الترابي لم ينفذ قضايا بن لادن .. مبارك .. كارلوس .. بنفسه .. ولكنه لم ينفذ أيضاً ثورة الإنقاذ بنفسه ..بل قال للمنفذ باعترافه «اذهب الى القصر رئيساً وأنا سوف اذهب الى السجن حبيساً» .. ونجح المنفذ .. ولو فشل لذهب لحبل المشنقة قتيلاً ليذهب الترابي الى قناة العربية مديناً وغاضباً وشامتاً على «المنفذ» .. وكل مجلس قيادة الثورة .. والحركة الإسلامية ..!!
    ü نعم .. الترابي لم يكن منفذاً تلك القضايا .. ولا كل قضايا البلد منذ اعدام محمود محمد طه وحتى إغتيال حلم «شعب ابريل» .. لان الفضائيات لم ترصده ممسكا بحبل المقصلة ولا قائداً لإحدى دبابات القيادة العامة .. لانه في تلك اللحظة كان يعد قائمة «أكباش الفداء» .. الذين يفدون أفكاره اذا وهنت .. وخططه اذا فشلت .. وطموحاته اذا خارت .. وسياساته اذا افتضحت ..!!
    ü ولو اليوم .. عمراً ... ونافعاً .. وعلياً ... وصلاحاً .. يدفعون ثمن تلك الافكار والطموحات والسياسات والخطط .. فإن غداً سيلتحق بالركب .. علي الحاج .. بشير آدم رحمة .. ابراهيم السنوسي .. المحبوب عبد السلام .. وكل الجمع الكريم الذين يؤتمنون الترابي على اسرارهم .. الخاصة والعامة ..!
    ü خارج النص
    ـ أخي الحبيب .. عبد الباسط صالح سبدرات .. صباح الخير
    هل تذكر العبارة الرشيقة والعميقة التي ذكرتها ذات مساء لصديقك حسين خوجلي عندما اجتهد لينتزع منك اعترافاً ضد الحزب الشيوعي ورفاقك القدامى .. هل تذكر تلك العبارة ايها الرجل النبيل ..؟؟
    ـ لقد قلت بالحرف الواحد : «أنا لن ابصق على تاريخي ..!!» لقد كبرت وشمخت في عيوننا وقلوبنا منذ تلك الليلة .. ودمت رمزاً في شعب لم .. ولن يبصق على تاريخه أبداً ..!!



                  

03-20-2006, 11:58 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)


    نافع: الترابي يفتقد البوصلة السياسية
    «الشعبي»: قرار «الوطني» انفعالي ومتسرع
    الخرطوم ـ أحمد فضل
    جمد حزب المؤتمر الوطني، اتصالاته مع المؤتمر الشعبي وألغى لقاءً بين نائب رئيس الحزب د.نافع علي نافع وزعيم الشعبي د.حسن الترابي، كان مخططاً له أن يلتئم الأربعاء المقبل، وذلك اثر تصريحات للأخير لإحدى القنوات الفضائية،وبينما وصف المؤتمر الشعبي قرار الوطني بانه انفعالي ومتسرع ، صوب د.نافع عبارات قاسية نحو الترابي قائلاً «انه يعاني من حالة فقدان بوصلة سياسية».
    وأبلغ مسؤول العلاقات السياسية د.مصطفى عثمان اسماعيل، الصحافيين أمس ان القطاع السياسي قرر بالاجماع تجميد الاتصالات على مستوى نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية د.نافع علي نافع وامين عام المؤتمر الشعبي د.حسن الترابي، مضيفاً انه تم الغاء اجتماع بين الرجلين كان يفترض عقده الاربعاء القادم.
    وقال اسماعيل انه لا جدوى من الاتصالات بعد التصريحات التي أدلى بها الترابي لقناة العربية الاخبارية، وذلك الى حين التحقق من مرامي وأبعاد افادات زعيم المؤتمر الشعبي.
    من جهته، لم يتوانَ الدكتور نافع في أن ينقل للصحافيين ان تصريحات د.حسن الترابي تدل على حالة احباط وحالة فقدان بوصلة سياسية. وأبدى اسفه لما ذهب اليه الرجل، قائلاً «شيء مؤسف ان يكون هناك شخص في قامة الترابي في هذه الحالة». وأوضح ان اقتراح تعليق الحوار مع المؤتمر الشعبي جاء من الامانة السياسية ووافق عليه اجتماع القطاع السياسي بالاجماع، مشيراً الى ان الخطوة ستكون إلى أجل غير مسمى لمعرفة الدوافع من وراء التصريحات.
    وكان زعيم المؤتمر الشعبي د.حسن الترابي، بادر بتلميحات حول تورط بعض المسؤولين الحكوميين والأمنيين في محاولة اغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك في أديس ابابا 1995م، وذلك في حوار أجرته معه قناة «العربية» الاخبارية الليلة قبل الماضية.
    من جانبه، أعرب عبدالله حسن احمد، نا ئب الامين العام للمؤتمر الشعبي، عن اسفه لقرار حزب المؤتمر الوطني بتجميد الاتصالات مع حزبه، ووصفه بأنه انفعالي ومتسرع، وعبر عن امله في ان تتراجع قيادة الحزب الحاكم عن قرارها الذي قال إنه يقطع الطريق امام مسيرة الحوار الوطني.
    وامتنع حسن احمد، عن التعليق على تصريحات د. نافع علي نافع القائلة بأن الترابي فقد البوصلة السياسية، واكد لـ «الصحافة» ان المؤتمر الوطني استعجل محاكمة حزب المؤتمر الشعبي بتصريحات فرد لا تعبر عن رأي المؤسسة.
    وتابع : «ايا كان الرأي في تصريحات الترابي، يظل الحوار المعلن بين مؤسسات»، واشار ا لى ان حزب المؤتمر الوطني اعلن انه سيلتقي الشعبي ضمن منظومة حوارات مع القوى السياسية، ولم يعلن انه سيلتقي الترابي، ونوه الى ان البلاد بحاجة الى الحوار بين القوى السياسية على نحو يعجل بحل القضايا الماثلة في دارفور والشرق وغيرها.




    [email protected]




    Last Update 18 مارس, 2006 10:44:53 PM

    الشيخ الترابي ونبش المستور

    د. الحسن المثنى عمر الفاروق
    [email protected]

    استمعت وأنا في حالة عظيمة من الدهشة إلى تصريحات شيخ الإنقاذيين الدكتور الترابي في إفاداته لبرنامج العين الثالثة في تلفزيون العربية حيث دار أغلب الحوار حول محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك ، تلك المحاولة التي جرت في قمة نشوة الإنقاذيين وفي عز انهماكهم لتصدير الثورة والمشروع الحضاري إلى العالم أجمع ، حيث كانت استخباراتهم نشطةً تُحيك الدسائس والمؤامرات داخلياً وخارجياً وكان الإنقاذيون بفئاتهم المختلفة يُشكِّلون عصب هذا الجهاز المخابراتي الأمني العسكري ، فكلهم مجندون لخدمة هذا المشروع الحضاري ، وبسببٍ من هذا لا يتحرّج كثير منهم من البطش بأصدق أصدقائهم متى ما أحسوا منهم ازوراراً عن هذا المشروع أو تهديداً له ، فشردوا العاملين في القطاعات الحكومية كافة ، وأكثرُ ما نال من بطشهم المؤسسة العسكرية والأمنية التي أضحت مسرحاً لا ينازعهم فيه منازع فشرّدوا قادتها ، وتقلدوا الرتب العسكرية المختلفة وأداروا البلاد بقبضة أمنية لا ترعى في مؤمنٍ إلاّ ولا ذمة.

    ويبدو أنه كان من ضمن أجندهم ـ بسطاً للتمكين لهم في الأرض ـ أن يتخلصوا من الرئيس المصري بمساعدة (إخوانهم في الله) في مصر ، وقد أعدوا للأمر عدته ولكن شاءت إرادة الله أن ينجوا الرئيس المصري منها.

    وقد اتجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى النظام الحاكم في الخرطوم ، ولم نكن وقتها نظن أن الأمر دُبِّر عندنا في السودان بليل ، ولم نُخْرِج هذا الاتهام المصري عن دائرة المكايدات السياسية بين نظامين ، نظام وليد وآخر مجروحة كرامته بسبب انخداعه بهذا النظام الوليد والترويج له في المحافل الدولية.

    وعلى الرغم من الهمسات التي كانت تدور في بعض الأوساط الصحفية والأمنية حول ضلوع النظام في المحاولة إلا أن أحداً لم يجرؤ على التحدث في هذا الأمر خوفاً من بطش النظام وشراسته آنئذ.

    ولكن عندما حصلت المفاصلة الشهيرة بين الإنقاذيين ، بدأ الكثير من المستور في الظهور ، وكنا وقتها نستغرب من بطش الصبية بشيخهم وزعيمهم الأوحد ، وإصرارهم على حبسه وتغييبه عن الحياة السياسية والحرص على كتم صوته. ولكن بعد ظهور الترابي وخروجه بدا أنّ الصبية كانوا على حق ، فالشيخ أصبح كثير الكلام ، يكشف في كل يومٍ المستور من مخازيهم وجرائمهم في حق الشعب المغلوب على أمره.

    وقد جاء حديثه عن هذه المحاولة في هذا الوقت بالذات ليصيب مصداقية النظام ـ المعدومة أصلاً ـ في مقتل ، كما أن توقيته يرسل رسالة إلى القمة المقبلة ، وهي رسالة لا يحبذها القوم في هذا الوقت وهم لمّا يفيقوا بعدُ من صدمتهم وهول ما لقوه من قمة الأفارقة.

    لقد قالها الشيخ بصراحة أن نظامه كان مسؤولاً عن هذه المحاولة ، غير أنه دفع بعدم معرفته ومعرفة الرئيس بما حدث ، وجزم بذلك موجِّهاً أصابع الاتهام إلى أحد نواب الرئيس من الإسلاميين وقد كنى عنه كناية تكاد تقول هو هو فلان ، غير أنه لم يصرح وإنما اكتفى بالتعريض واللمز الغمز.

    لقد أكد أن الكبار مِمَنْ دبروا هذه المؤامرة تخلصوا من كل العناصر الأمنية التي شاركت فيها من صغار الضباط والأفراد ، وذلك بقتلهم جميعاً. وأشير هنا إلى ما نما إلى علمي من بعض فصول هذه الاغتيالات ، فقد طُلب إلى أحد المنتسبين إلى جهاز الأمن مِمَنْ شاركوا في تنفيذ هذه العملية بأن يصفي زميلاً له ، وكان الأمر مباشِراً من التنظيم ، وقد استدرج الرجل رفيقه إلى منطقة نائية ثم ترجل عن السيارة بدعوى البحث عن شئ في الشنطة ، ثم ما لبث أن عاد حاملاً بندقية كلاشنكوف ، وطلب إلى زميله أن (يتشهد) لأنه سيقتله بأمر من التنظيم ، وبالفعل أرداه قتيلاً ، غير أنه كان متابعاً من قبل فئات أخرى من أمن التنظيم الذين ألقوا القبض عليه ووجّهوا إليه تهمة قتل زميله. وبعد تقديمه إلى محكمة خاصة حُكم عليه بالإعدام ، فتم لهم ما أرادوه من التخلص من هذين الشخصين ضمن القتل الممنهج الذي طال هؤلاء الأفراد المشاركين في العملية. وقد سمعت هذه الرواية قبل سنوات ولكنني لم ألق إليها كثير بالٍ غير أنها تأكدت لي الآن عندما سمعت الشيخ وهو يشي بتلاميذه الذين ظهر منهم في هذا البرنامج مَنْ دفع هذه التهمة ونفى أي دور للنظام آنئذٍ في هذه المؤامرة ، وردوا ما قاله شيخهم إلى الكيد السياسي.

    ومعلوم أن اختلاف الشركاء يؤدي في أغلب الأحيان إلى ظهور الكثير مما طووه في الخفاء عندما كانوا على قلب رجل واحد. وأيام الإنقاذيين ، حبلى بكل ما هو عجيب وغريب ، فهاهي المجالس تهمس بخلافٍ بين المشير ونائبه الثاني ، وقد بدت نذر هذا الخلاف في شكل تصريحات تصدر من هنا وهناك ، وأسئلة يطرحها الصحفيون في المؤتمرات يقابلها مسؤولو النظام بالتجاهل.

    وعهدنا بخلاف القوم أن يبدأ همساً ثم ما يلبث أن ينفجر داوياً ، وهو عين ما حدث بين الرئيس والحبيس ، فهل نحن موعودون بمفاصلةٍ أخرى ، تعلي من شأن شيخ جديد؟! ، وماذا سيكون المستور هذه المرة؟ أغلب ظني أنه سيكون ملف دارفور وما ارْتُكِب فيه من جرائم ومجازر يتحمل وزرها قادة هذه التنظيم ، وسيكون عندها الطريد الجديد هو رأس الفتنة وسيُحمّل كل أخطاء وحماقات التنظيم في دارفور مثلما حُمِّل شيخه من قبل ، فيظهر مؤتمر جديد مثلما ظهر المؤتمر الشعبي ولعله سيحمل اسم المؤتمر القومي أو ما شئت من مسميات ، فأي تنظيم هذا الذي يدير أمر البلاد؟!







                  

03-21-2006, 11:05 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    الدكتور حسن الترابي وبيع أسرار الإنقاذ (للعين الثالثة)

    سارة عيسي
    [email protected]

    قالها رئيس عصابة المافيا لرجاله : (يمكنني أن أنال منكم عن طريق طبق حساء أو تدبير حادث عرضي) ، وفي السابق اعتقدت أن تدبير حوادث موت الرفاق ونسبها للقضاء والقدر عمل من اختصاص عصابات المافيا ، ولم يدر بخلدي أن الإنقاذ مارست هذا الأسلوب من الاغتيالات لتغطي علي مشاركتها في محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أببا عام 1995م ، واعترافات الترابي في برنامج (العين الثالثة) الذي قدمته قناة العربية سوف يترك المزيد من التداعيات ، ومن المحتمل أن يلجأ حزب المؤتمر الوطني الي اعترافات مضادة تضع الترابي ايضا في قفص الاتهام والذي نفي علمه بالعملية ، والترابي في افادته ذكر أن هذه العملية تمت في السر ومن وراء ظهره ولكنه لم ينكر حضوره التام لتداعياتها ونصيحته لرجال المؤسسة الامنية بعدم تنفيذ حكم الاعدام السري في حق المنفذين الاجانب ، وبالفعل سمح لهم بالمرور الي باكستان ، وبعدها بدأت المؤسسة الامنية المتمثلة في الذراع الحزبي في تصفية شهود الداخل ونسب موتهم كما اشار الترابي الي حوادث موت عرضية ، ونصيحة الترابي لقومه فكت الطوق من حولهم لأن اجهزة المخابرات المصرية علمت لاحقا أن العقل المدبر لعملية الاغتيال مصطفي حمزة قد هرب الي افغانستان ، وهذه الخطوة أعطت النظام نفسا عميقا وساعدت في بقائه خارج دائرة الاتهامات لفترة من الزمن حيث لم تعد هناك حاجة للضغط علي السودان من أجل تسليم المطلوبين ، وقبل عام من الان سلمت ايران مصطفي حمزة الي مصر ، فهذا الرجل الان موقوف لدي أجهزة الامن المصرية والتي لن تدخر وسعا في سماع كل أقواله مستخدمة كافة وسائل التعذيب الجسدي والنفسي ، وهو بالمقابل لن يتردد في جر رموز الانقاذ معه الي مسرح الجريمة ، فالحكومة المصرية لها الان تصور مسبق عن حادثة الاغتيال الفاشلة ، فهي بالتأكيد تعرف حقيقة الدعم الذي وجده الجناة من قبل النظام السوداني ، وتعرف ايضا حجم دور الشخصيات المتنفذة في الحكومة والتي مدت الجناة بالاسلحة ووثائق السفر وأجهزة الاتصالات ، وقد أجلت الحكومة المصرية النظر في هذه القضية الشائكة ربما لحاجة في نفس يعقوب ، ولكن هذا لن يدل أن مصر قد تنازلت عن حقها تماما من أجل سواد عيون رجال الانقاذ ، وربما تكون الحكومة المصرية قد أرجأت هذا الملف الي أن تحين الحاجة اليه ، فمصر قد حققت الان بعض الارباح عندما ضمت اليها اقليم حلايب السوداني، وكما قامت ايضا بتوقيع اتفاقية الحريات الاربعة والتي ضمنت لها نفوذها التقليدي في السودان ، ولكن كل ذلك لا يشير أن مصر سوف تغلق ملف هذه القضية الي الابد ، فمن دون شك سوف تسعي الي استخدام هذه الورقة كما يفعل الترابي الان كنوع من الابتزاز السياسي أملا في انتزاع المزيد من المكاسب من الدولة السودانية الضعيفة ، وسلطات الامن المصرية كما اشار الترابي تعرف أدق التفاصيل عن هذه العملية ، والشخصيات الحكومية والتي شاركت بشكل مختلف في تدبير هذه العملية ليس سرا اذا قلنا أنهم أصبحوا معروفين لأجهزة المخابرات الغربية، فقد اشار تقرير مخابراتي امريكي نشر في الصحف الامريكية عام 1996 أن أربعة متنفذين في الدولة السودانية شاركوا في الاعداد لعملية الاغتيال، وتختلف مشاركة هؤلاء السادة في عملية الاغتيال وفقا لدرجاتهم التنظيمية والمناصب التي كانوا يشغلونها ساعة وقوع الحادث، وقد أنكر النظام مطلقا علاقته بالحادث وزعم أن هذه العملية دبرتها المخابرات المصرية من أجل جر السودان الي حافة الحرب من جانب ولالهاء الشعب المصري عن معاناته اليومية من جانب آخر، وقد شنت أجهزة الاعلام السودانية حملة شعواء علي النظام المصري وسخرت من الرئيس المصري حسني مبارك ووصفته (بالغنماية) ، وقد قام تلفزيون الطيب مصطفي بدبلجة صورة متحركة للرئيس المصري ولكن بصوت عادل امام في مسرحية (شاهد ما شافش حاجة) عندما يقول : ((أنا بخاف حتي من الكلب .. يطلعني اسد)) .

    والان وفي ليلة الفرح عندما يقرر النظام استضافة القمة العربية يسارع الدكتور /الترابي الي نبش ملفات الشراكة القذرة ، ويتحدث عن تاريخ أعتقدت الانقاذ أنه اصبح ماضيا لا يتذكره أحد، والترابي في حديثه لقناة العربية يبدو واثقا من أقواله ، وقبل بالتحدي بأن يقول كل ما يعرفه أمام أي محكمة أو محقق دولي، فالرجل كما يزعم يريد أن يستعيد ضميره الذي مات من ألم السكوت ، ولكنه اختار لذلك قضية تصب في مصلحة النظام المصري لكنها في نفس الوقت تقلق مضاجع أقرانه القدامي من الانقاذيين، ومحاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك الا حلقة واحدة من سلسلة جرائم عديدة أرتكبتها الانقاذ في حق الشعب السوداني ، وكنت أتمني أن يسرد لنا الشيخ الترابي عن هوية الجناة الذين أغتالوا الدكتور علي فضل بعد أن عذبوه ، أو المجرمين الذين نفذوا مذبحة 28 رمضان ، وكنت أمل أن يحل لنا الشيخ الترابي لغز مقتل الشهيد داوود يحي بولاد ، وهل صحيح أن محكمة سرية جرت وقائعها في مبني القيادة العامة بالخرطوم أصدرت عليه حكم الردة ليتم اعدامه ودفنه (عموديا) في منطقة مجهولة تقع غرب المرخيات بأمدرمان ، فالانقاذ أتسمت فترة حكمها بالضبابية الشديدة ، وكل قرار اتخذته بحق السودان والسودانيين كان يخرج من بهو دامس الظلام ، والترابي في تلك الفترة شارك في كل صغيرة وكبيرة ولو افشي لنا سر اللجان التي كونتها الجبهة الاسلامية من أجل تعداد قوائم الصالح العام لكانت هذه الخطوة أفضل بكثير مما يفعله الان ، وعملية فضح حادثة الاعتداء علي الرئيس المصري في أديس أببا لن تخدم أهل السودان بكثير أو قليل، صحيح أنه سوف تعيد محيط الشكوك والريبة من جديد الي رموز الانقاذ ولكنها في نفس الوقت لن يصل الطرفان الي مرحلة فض الشراكة ، وبدأ تعاون النظام المصري مع النظام السوداني جليا في حادثة ميدان المهندسين عندما مات أكثر من ثلاثين لاجئا سودانيا علي يد قوات الامن المصرية ، بارك النظامان قتل هولاء الابرياء بحجة حفظ أرض الكنانة من الفوضي والايدز والخمور ، فالمصالح السياسية أحيانا تطغي علي الملفات الامنية ، وأخطر شئ أعترف به الترابي هو فرق الموت التي كونت للتخلص من الشهود بعد فشل عملية الاغتيال ، وكيف تم استخدام القضاء والقدر من أجل تبرير جرائم ناتجة عن فعل فاعل ، والتساؤل الملح الان كم عدد الذين تمت تصفيتهم بهذه الطريقة ؟؟ واين دفنوا وماذا كتب في شهادة وفاتهم ؟؟ وهل الذين ماتوا في حرب الجنوب كانوا جزءا من هذه اللعبة ؟؟ ، وان تعاملت الانقاذ بهذا الشكل مع منسوبي أجهزتها الامنية ودبرت لهم حوادث الموت العرضية من أجل اطفاء نار جريمتها في اديس أببا فما المانع أن تعود حكومة الانقاذ لنفس الاسلوب للقضاء علي شهود الحرب القذرة في دارفور . وفي المحيطات عادة ما تصبح الاسماك الصغيرة طعاما للحيتان الكبيرة ، وفي عالم السياسة السودانية يموت صغار الجنود من أجل سلامة القادة الكبار .


                  

03-22-2006, 06:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)



    الاربعاء22مارس2006

    د. نافع: الترابي والصادق يسعيان لاسقاط الحكومة

    الخرطوم: كمال بخيت- ضياء بلال

    نفى الدكتور نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية وجود خلافات داخل المؤتمر الوطني ولكنه اشار الى وجود تباين في وجهات النظر في بعض القضايا وصفها انها امر طبيعي ولا تخرج عن المؤسسية واضاف في حوار مطول مع «الرأي العام» ان الخلافات التي تخرج عن المؤسسية تقوم عادة على شح النفس وعلى الاهواء الشخصية مؤكداً على ان قيادة المؤتمر محصنة من ذلك.و اشاد د.نافع بمواقف محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي شن هجوماً لاذعاً على د.حسن الترابي والصادق المهدي وقال انهما يسعيان عبر تحالفهما لاسقاط الحكومة ودعا نافع الترابي والمهدي ان يسعيا لذلك عبر صناديق الاقتراع لا عبر الاستعانة بالاجنبي. وعن تصريحات الترابي الاخيرة عن ضلوع رموز من الحكومة في محاولة اغتيال حسني مبارك وتصفية ضباط بجهاز الامن شاركوا في المحاولة قال نافع ان الترابي يبحث عن معركة تجعله في دائرة الضوء مردفاً «هو لم يقدم شيئاً جديداً لكنه يسوق في بضاعة بارت في يديه» وتحدى نافع الترابي ان يقوم بكشف اسماء الضباط الذين قال قد تمت تصفيتهم مضيفاً حزمة من التساؤلات «هل الترابي يعرف الاسماء؟ وهل قدم فيهم العزاء؟ وهل ذهب لأهلهم وملكهم المعلومات؟ واذا كانت لديه المعلومات فليذهب لأهلهم وليكن محامياً لهم عندما يتقدمون بدعوى قضائية».


                  

03-27-2006, 00:58 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)





    في القصر الجمهوري ماذا يجري بقلم عبدالحميد موسي كاشا-وزير التجارة الخارجية السابق - الخرطوم

    في القصر الجمهوري ….. ماذا يجري

    بالإضافة إلي العاصفة الترابية والتي بدورها تصب في ذات الاتجاه ألتصعيدي, ثمة إحداث مزلزلة جرت في الخرطوم خلال الأسبوعين الماضين.
    بعد الزيارة التي قام بها نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان لبروكسل وتلقيه تهديدات واضحة من الولايات المتحدة والاتحاد الاروبي بحضور عراب الاتحاد الافريقي عمر كوناري و موافقته علي بيان مجلس السلم و الامن الافريقي و المطبوخ اصلا في بروكسل دون الرجوع الي القصر او المؤتمر aaالوطني ثم لقائه لقائدي التمرد الرئيسين في دارفور( مني اركو ود.خليل ابراهيم) واتمام الصفقة المعروفة لدي الجميع الا الشعب السوداني و الدارفوري خاصة و المغلوب علي امره والفاقد لمستقبله.
    ولان علي عثمان يعلم بحنكته وحسه السياسي مجريات الامور و مالاتها تصرف بطريقة جعلت كرة العقوبات والتدخل الخارجي ترتد قليلا و لو الي حين ولكن هذا التصرف الانفرادي لم يروق لمجموعة الاربعة( نافع, بكري, صلاح عبدالله و عبدالرحيم) او ما يعرف برجال حول الرئيس فاعتبروا الامر بيع من وراء ظهورهم الامر الذي حدا بالرئيس ان ينتقد نائبه علنا ولاول مرة منذ مجئ الانقاذ.
    ولكن علي عثمان اكثر تلاميذ الترابي ذكاء و استفادة من اساليب و الاعيب الاخير حاول جاهدا ان ينحني لتمرير العاصفة رغم شدتها وذلك بمؤتمره الصحفي والذي عقده بالقصر وهو بحق وحقيقة لا يشبه مؤتمرات علي عثمان والتي ينداح فيها . فقد كان شاهبا ومرتبكا رغم تاكيده على ان تحفظات الرئيس هي تحفظاته . فلم يصدقه احد و في مقدمتهم الرباعي المعروف والذي ادرك بانه يساق الي لاهاي من داخل القصر.
    نائب الرئيس معروف بمقدرته على الخروج من المطبات مهما يكن الثمن الذي يدفعه غيره واصدق شاهد عندما استقطع محافظة الحلايب للمصريين نظير التغاضي عن قضية محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك ولو مؤقتا رغم دوره الرئيسي و الدامغ في الجريمة –هذه الخلفية الماثلة ارعب ساكن القصر ورجاله الاربعة.
    فوق هذا كله ان علي عثمان لم يرد اسمه في القوائم المعروفة والمنسوبة الي محكمة الجزاء الدولية غير واحدة حتي هي كان الاسم مذيل بتوضيح بانه ليس هنالك دليل ضده غير شهادة من الشيخ موسى هلال بان الاخير يتلقي من التعليمات وقد لا يكون صحيحا.
    مما سبق يمكننا ان نتسال ما اذا كان الغرب يعد لحكومة جديدة برئاسة علي عثمان وكل الذي تم في بروكسل مقدمة لطيفة لذلك؟
    هل يعمل الرباعي للتخلص منه قبل بزوغ فجر قد لا يعجب من بالقصر؟ ام اننا في انتظار رابع من رمضان جديد
    في القصر الجمهوري ماذا يجري



    عبدالحميد موسي كاشا
    وزير التجارة الخارجية السابق - الخرطوم




    الفريق:ادم حامد موسى






    عبدالحميد كاشا في احضان التمرد

    عبدا لحميد كاشا في احضان التمرد
    قد هالني كلام الأخ العزيز عبدالحميد موسى كاشا وزير التجارة السابق وانشط قيادي واخلص رجالات دارفور بالمؤتمر الوطني على موقع سودانيز اونلين والذي كتبه بعنوان في القصر الجمهوري ماذا يجري و الذي اشبعه همز ولمز وتودد فيه الي الحركات المسلحة تودد مهين كانه لم يكن جزء من النظام السياسي و الاداري للبلد خلال السنوات الماضية قبل ان يفقد الوزارة
    حين اكملت القراء تذكرت فقرة في الاستراتيجية العسكرية و التي درسناها في كلية القادة والاركان السودانية تلك المؤسسة الوطنية العريقة والتي نفتخر في الانتماء اليها والفقرة تقول القائد المثالي هو من ينسحب في الوقت المناسب وان لم يفعل ذلك سوف يفقد جيشه ويفقد المعركة برمتها. اعتقد الاخ كاشا قد اصابه مس .التهديدات الأمريكية التي جيشها تقتل الشعب العربي في العراق وفاسطين والتي يروج لها العميل كوفي عنان صعبة جدا ومخيفة لشخص مدني مثله لم يخدم في العسكرية وفي ظروف تنتشر فيها شائعات القوائم المشؤمة والمضللة لكن اقول لاخي كاشا لا تخف ويجب الا تبصق على تاريخك كما قال سبدرات وتوهم نفسك بالبراءة بالمقالات الجبانة. اغرب من ذلك جعلت نفسك محللا اكاديميا بين اليوم والليلة لتكتب شهادة انضمام الي التمرد وتسميها مقالا تذكر فيه اسماء عزيزين علينا يقودون البلاد بحنكة وشجاعة في هذه الظروف الصعبة.اخي عبدالحميد مغادرتك للوزارة لا تعني نهاية الدنيا حتى تقوم ببيع نفسك بهذه الصورة الرخيصة " والله الملكي ما عندو خوة"
    اذا كانت هنالك جرائم و محاكمات دولية والتي اشك فيها سوف لن تنجو منها فلا تتعجل بالهروب.اقول بصراحة ولاول مرة كل من تقلد منصبا من ابناء دارفور خلال الفترة السابقة يعرف دوره جيدا وكلنا نعرف ادوار البعض وجميعنا قد تم استغلالنا من قبل الخرطوم في ظرف ما ولكن الخلاص ليس هكذا و اعلم ان صدام لم يهذمه الا امثالك . اترك ما يجري في القصر الجمهوري ماذا يجري في ذهنك.لا فائدة بعد الذي قرأته لكن نصيحة مني قم بسحب ما قلته او أنكره تماما


    الفريق:ادم حامد موسى

                  

03-27-2006, 01:47 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)


    الرأي العام» مع الدكتور نافع علي نافع (1-2)
    الترابي يبحث عن معركة .. فليُسأل هو عن تزويره للإنتخابات!!

    إن كانت هنالك خلايا «نائمة» بالخرطوم .. فالسلطات «مستيقظة» لها!!

    الزعماء العرب لا ينتظرون تقرير أمانهم

    بالخرطوم من الصادق المهدي!!

    حوار : كمال بخيت وضياء الدين بلال


    --------------------------------------------------------------------------------

    على ما يقارب الشهر كانت «الرأي العام» تطرق باب الدكتور نافع علي نافع مساعد
    رئيس الجمهورية راغبة في إجراء حوار صحفي معه.. ورغم أن الرجل ابدى الموافقة
    الا أن توقيت الحوار، كانت مشاغل الدكتور تحول دون تحديده بالزمان والمكان..
    ورغم تطاول الزمن وتتابع الاحداث لم تُصب «الرأي العام» باليأس من الإلتقاء
    بالرجل ذي الهدوء الملحوظ والقليل الحديث وإن كان المراقبون والعالمون ببواطن
    الامور يدركون نفاذ الرجل وتأثيره العملي على مجريات الاوضاع وعلى المنتجات
    السياسية للحكومة وللمؤتمر الوطني والتي لا يمكن أن تحسب على يدٍ واحدة خمسة من
    اهم صناع القرار بها دون أن تضع استاذ الزراعة السابق بجامعة الخرطوم واحداً من
    هؤلاء.. لم تنقطع إتصالات «الرأي العام» بالاستاذ عبد الماجد هارون مدير المكتب
    الصحفي بالمؤتمر الوطني راغبة في تحديد موعد الحوار مع دكتور نافع .. فكان
    اللقاء الذي تحدث فيه الرجل بصراحة ووضوح.. لم يطلب حذف سؤال ولم يتردد في
    التصدي بالاجابة على كل الاسئلة مهما كانت حساسيتها.. فقد كان يحتفظ بطقس نفسي
    لا تؤثر عليه المقاطعات الحوارية .. فإلى مضابط الحوار الذي نقدمه لكم على
    جزءين!!


    --------------------------------------------------------------------------------

    * هل تشعر الحكومة بمهددات تحيط بها؟

    =التحدى الاساسى الذى يواجه السودان مترتب على مساعيه للخروج على سياسة
    الاستعمار الحديث فى ان تدار بلدان العالم الثالث عبر الريموت كنترول..امريكا
    التى على قيادة الاستعمار الحديث تسعى الى اضعاف السودان او تمزيقه الى دويلات
    عبر خلق بؤر نزاع على اساس جهوى او عرقى او جغرافى تعبأ ضد الحكومة..ثبات
    الحكومة على مبدئها يجعلها فى مواجهة هذه المشاريع الكيدية.

    * هل هنالك تنسيق بين التحديات الخارجية وبعض اطراف المعارضة الداخلية.. حديث
    الترابى عن محاولة اغتيال حسنى مبارك وتصريحات الصادق المهدى عن احتمال وجود
    معسكرات للقاعدة بالسودان وهل هذه التصريحات قد يكون لها اثر سلبي على إنعقاد
    القمة العربية بالخرطوم؟

    = الرابط الاساسى بين التصريحين ان الصادق والترابى يضمهما حلف يقوم على ان
    تحاصر هذه الحكومة بالازمات حتى يترتب على ذلك تدخل اجنبى لذلك يحاولان ان
    يحشدا- بطلب وبغير طلب - من المعلومات ما يعتقدان انه يقربهما للقوى ا لاجنبية
    - فالصادق تحدث عن احتمال دخول القاعدة وهو احتمال وارد لان حدود السودان
    مفتوحة وفى حال انفراط الامن بدارفور يرى الصادق ان دخول القاعدة وارد فهو لم
    يقل ان القاعدة موجودة ولا ان هنالك مساعى لادخالها.. اما اذا اراد من توقيت
    التصريحات ان يخيف الزعامات العربية من الحضور للسودان بزعم ان حياتهم فى خطر
    لوجود القاعدة ولعل هذا يتفق مع مسعى حصار النظام ليحرم من الدعم العربى - فهذا
    تقدير خاطئ لان الزعماء العرب لا يحتاجون لتقرير من الصادق المهدى او من غيره
    ليحدد لهم ان كانوا آمنين او غير آمنين بالسودان... اما تصريحات الترابى ان
    ارادت إفشال القمة فهى تقديرات خاسرة قطعاً وغير محسوبة بدقة لان الترابى
    نفسه يتحدث بأن هذه المعلومات التى يقولها مملوكة لكل هذه الجهات..اذن هو لم
    يضف جديداً للمناخ العام.

    * اذاً هل اراد الترابى نسف التقارب بين الوطنى والشعبى واللقاء الذى كان من
    المفترض ان يتم بينكم؟

    = لا اعتقد انه اراد ذلك فهو يسعى لتشويه صورة النظام او ان يغرى بالتدخل عليه
    او ان يقوى التحالف ضده..ولكن حديثه ترتب عليه الغاء اللقاء.

    * المؤتمر الشعبى قال انكم انتم الذين طلبتم هذا اللقاء والمسعى مسعاكم من حقكم
    اكماله او قطعه..كما ان اللقاء اصلاً لم يكن محدداً بينك والترابى؟

    = اللقاء لم يكن بينى والترابى فهو بين الوطنى والشعبى كحزبين، نعم المبادرة
    كانت من الوطنى مثلما التقى ببقية القوى السياسية ولكن الرغبة كانت متبادلة.

    * تبدو الحكومة قلقة امنياً من شئ ما فهنالك وجود كثيف للقوات الامنية بشوارع
    الخرطوم هل صحيـح ان هنالك خـلايا نائمة تنتظر لحظة صفر محددة؟

    = ستظل هنالك مجموعات تسعى للتآمر على النظام فى محاولة لاسقاطه او على الاقل
    زعزعة أمنه واشاعة الفوضى، فقد كانت هنالك مساع لذلك واحبطت. ولكن اود ان اقول
    بثقة كبيرة إن الاجهزة المعنية محيطة علماً بكل محاولات التخطيط فضلاً عن
    التنفيذ.. نعم لا احد يمكن ان يقول انه لا يمكن ان يحدث اخلال بالامن فى اية
    محاولة قادمة ولكن استطيع ان اؤكد ان الحكومة قادرة على رد الاوضاع لنصابها اذا
    حدثت محاولات شغب، حتى فى احداث الاثنين على ما فيها من مباغتة وتحريض من بعض
    الجهات، الحكومة عندما ارادت حسمها حسمتها حسماً نهائياً، وان كانت هنالك خلايا
    نائمة فلتعلم ان السلطات متيقظة لها تماماً...!.

    * الترتيبات الامنية الزائدة بالخرطوم قد تعطى انطباعاً بعدم الاستقرار السياسى
    وقد تقلق المستثمرين؟

    = ارجو الا يحدث ذلك والا ينظر اليه كذلك..ولكن اذا كانت الاجهزة الامنية
    ووزارة الداخلية لها من المعلومات ما يبرر تحوطاتها، فالحيطة خير من الغفلة حتى
    لو ترتبت عليها بعض السلبيات وحفظ النظام بالوقاية افضل من حفظه بالاجراءات
    فحفظ أرواح وممتلكات الناس مقدم على كل شئ.

    * تبدو علاقة المؤتمر الوطنى بالقوى السياسية الفاعلة متوترة لحد كبير ومتراجعة
    حتى مع الشريك الحركة الشعبية التى تحدث بعض قادتها عن خيار العودة للحرب اذا
    لم تحسم قضية ابيي؟

    = الآن بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية شراكة عملية فى الاتفاقية والسلطة
    يحرصان على استمرارها وان كانت تعتريها بعض الصعاب ولعل سببها انتقال الحركة من
    المجال العسكرى للفضاء السياسى ولكن هنالك عزيمة مشتركة على تجاوز الصعاب التى
    هى متوقعة فى الاساس بحكم العلاقة الاحترابية التى كانت قائمة بين الطرفين قبل
    الاتفاقية و....

    مقاطعة

    * الحركة تقول ان هنالك طرفاً داخل المؤتمر الوطنى يسعى للالتفاف على
    الاتفاقية؟

    = هذا تعبير عن الصراع داخل الحركة، فهنالك جناحان بالحركة وهم يتهمون بعض
    عضويتهم بأنهم اصبحوا مؤتمراً وطنياً. لكن المعروف ان المؤتمر الوطنى سعى
    للسلام بارادته والسلام جزء من اهدافه الكلية فالمؤتمر الوطنى ليس به اجنحة..
    من المهم القول ان العودة للحرب ليست نزهة ولو ان الحرب تحقق اهداف الناس
    لحققتها والناس لم يأتوا للسلام الا بعد ان ثبت لهم ان الحرب ليست هى الطريق
    الامثل للوصول للحقوق..والتهديد بها امر غير موفق ولا تنفع ورقة للضغط.. الاجدى
    ان نبحث كيف تحل القضية، فقضية ابيي لها برتكول وقدمت فيها لجنة خبراء تقريراً
    غير موفق، اهم ماورد فيه اعتراف لجنة الخبراء بفشلها فى اداء المهمة التى كلفت
    بها، لذلك الحكومة والمؤتمر الوطنى فى حل عن بقية ما أضافه الخبراء من غير
    تكليف لهم..ونحن مستعدون وبعقل مفتوح للجلوس لحل يرضى الجميع واعتقد ان هنالك
    خطوات ايجابية قد بدأت.

    * تبدو علاقتكم بالحليف السابق فاولينو ماتيب مرشحة للتصعيد والمواجهة بعد
    الاحتكاكات العسكرية التى وقعت وتحذير فاولينو ان قواته لا تحمل العاب اطفال فى
    يدها؟

    = انضمام فاولينو للحركة الشعبية حق كفلته له الاتفاقية، لذلك لا ارى فيه غضاضة
    و......

    مقاطعة

    * هل يعنى ان هذا تم برضائكم؟

    = هذا حق مشروع بغض النظر عن رضائى او رفضى..قطعاً لا يحب احد ان حليفاً له
    يذهب ويتحالف مع جهة اخرى..نحن ينضم لنا آخرون من الحركة الشعبية.اعتقد ان
    معالجة اوضاع محاكم السلاطين تأخرت عن زمنها فهى قد تسببت فى اشاعة الفوضى
    والتعدى على المواطنين واعتقد ان الحكومة ووزارة الداخلية عندما اقدمت على ذلك
    لم تكن تحمل باياديها العاب اطفال كذلك.. وانا آمل ان تتم الاجراءات بسلامة دون
    استفزاز لاى شخص او محاولة لمنع تصحيح الاوضاع.

    * هذا الوضع الفوضوى كان قائماً فى ظل تحالفكم مع فاولينو وكنتم تصمتون عليه
    إلى أن انتقل فاولينو للحركة الشعبية..كأنكم تقدمون المصلحة السياسية على أمن
    المواطن وسلامته؟

    = نعم انا معك ،ولعلى فى صدر حديثى قلت هذا خلل كبير..ولكنك هل تفضل تصحيح
    الخطأ ام الاستمرار فيه لان الاصلاح تأخر؟.... مع ذلك يمكن ان اقول لك ان
    اتفاقية السلام ودخول شريك آخر جعلت الوضع اكثر تعقيداً وحساسية وتجعل ترتيبات
    حفظ الامن اكثر ضرورة.

    * يبدو واضحاً انكم فى المؤتمر الوطنى فى الفترة الاخيرة فقدتم عدداً مقدراً من
    الجنوبيين بداية بمجموعة الوعاظ والدعاة التى انضمت للحركة وخروج فاولينو
    واخيراً مجموعة جورج كنقور اروب؟

    = هذا يشير الى حراك سياسى ومن حق اى حزب ان يسعى لاستقطاب اى شخص لجانبه،
    والمؤتمر الوطنى يفعل ذلك دون شعور بالحرج والجنوب دائماً اكثر حراكاً لاسباب
    كثيرة ..وانا حقيقة لست متأكداً من حجم الحديث الذى يدور حول تحرك الدعاة من
    المؤتمرين الوطنى والشعبى الى الحركة الشعبية لكن اقول ان بعض قيادات النوير
    التى انتقلت من المؤتمر الوطنى الى الحركة الشعبية قيادات فاعلة ومقدرة عند
    اهلها لم نسعد بخروجهم ولكن هذا هو خيارهم بغض النظر عن المؤثرات التى دفعتهم
    لذلك.

    * انتم متهمون بأنكم حولتم الحراك السياسى إلى مزاد للاستقطاب؟

    = والله نحن حولناه الى مزاد فكرى ومزاد برامج وسنظل نقدم برامجنا وافكارنا
    وسوف نسوق كل هذا ونطرحه فى اسواق معلنة ومغلقة.

    * هل يشكل تحالف حزب الامة والمؤتمر الشعبى خطراً عليكم؟

    = تجمعهم - على حسب اقوالهم - يسعى لان تذهب هذه الحكومة، اتمنى ان يكون
    خيارهم فى ذلك صناديق الاقتراع ولكن نعيب عليهم اشارات كثيرة جدا انهم يستندون
    فى ذلك تماما إلى البعد الاجنبى ويقدمون اوراق اعتماد لهذه القوى فى كل مرة،
    وان كان برنامجهم يقوم على ذلك اعتقد ان اهل السودان كفيلون بأن يردوه لهم فى
    وجوههم.

    * قد ترتب لكم انتفاضة شعبية؟

    = الانتفاضة ليست حلماً وردياً وليست بالامانى ولكنها بالشعبية والارادة
    وبالاستعداد لدفع مستحقاتها.

    * تتحدثون عن صناديق الاقتراع والترابى فى حوار معه قال انكم كنتم تزورون
    الانتخابات وهم كانوا يعارضون ذلك؟

    = الترابى يسأل عن تزويره هو..واذا كان يقر بأنه زور فليستغفر الله وبعد ذلك
    الشعب من حقه ان يغفر له او لا يغفر.

    * هو قال انه كان يعارض التزوير؟

    =الترابى تحدث عن اشياء كثيرة لم يعلن عن معارضته لها الا فى السنين الاخيرة،
    وقال انه كان يعارضها ..فليبحث عن من يصدقه.. الا ترى فى الصحف ان كل الذين
    يتحدث اليهم لا يصدقونه، فليبحث عن من يبيع له هذه البضاعة.

    * هو قال ان حزبه سيقاطع الانتخابات القادمة اذا جاءت فى سياق الراهن الآن؟

    = هذا كلام مثير للتعجب، كل الانتخابات عادة تأتى بعد فترة انتقالية وتكون
    هنالك حكومة قائمة ..نحن مستعدون لتقديم كل الضمانات التى ترضيهم وتؤكد لهم
    نزاهة الانتخابات وسلامتها..اما الحكم المسبق بأنها ستزور فهذا نتاج حالة احباط
    يكابدونها.. فقد قال لهم الرئيس البشير اذا وافقوا جميعا على تعجيل موعد
    الانتخابات فسيكون لهم ذلك.. لكنهم قالوا انهم غير مستعدين لذلك..اذن عليهم ان
    يبذلوا مزيداً من الجهد و...

    مقاطعة

    * انتم مستعدون باستعانتكم بالدولة؟

    = قلت لك اخى الكريم اننا على استعداد لتقديم الضمانات التى يطلبونها..هل يمكنك
    ان تتوقع ان تكون هنالك انتخابات دون ان تكون هنالك حكومة فى السلطة؟ هذا امر
    طبيعى شهدته كل التجارب الديمقراطية السابقة فى السودان وخارجه.

    * الترابى اتهمكم اتهامات جنائية لماذا لا تقدمونه للمحاكمة اذا كانت اتهاماته
    افتراء عليكم؟

    = الترابى يبحث عن معركة تجعله فى دائرة الضوء..هو تحدث عن قضيتين لهما ابعاد
    جنائية: الاولى عن دور لحكومة السودان وبعض القيادات فيها فى محاولة اغتيال
    الرئيس المصرى حسنى مبارك ولكنه قال ان هذه المعلومات متوافرة باسمائها لدى كل
    الجهات المعنية..فما هو الجديد الذى يقدمه إذاً ؟ سوى انه يعرض بضاعة كاسدة
    بارت عليه من قبل وستبور فى يده دائماً..القضية الثانية انه تحدث عن ضباط
    سودانيين قال تمت تصفيتهم..السؤال : هل الترابى يعرف اسماءهم وهل قدم فيهم
    العزاء وذهب لاهلهم؟ وهل ملك المعلومات لاهلهم؟ (انا بقول ليهو اذا كانت لديه
    هذه المعلومات فليملكها لاهل الضباط وليكن محامياً لهم عندما يتقدمون بدعوى
    قضائية).

    نواصل

    اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار


    مقالات و تحليلات اخبارية جديدة عن السودان
    خليل إبراهيم و سرقة الثورة بقلم موسى بابكر إدريس

    شعلة الحرية أضاءة يوم ميلاد رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد أحمد النور أمل السودان الجديد بقلم ادم علي عنقالي

    للمزيد من هذه التحليلات الاخباريةبيانات و منشورات جديدة
    بيــــــــــــــــان من حركة العدل و المساواة السودانية

    بيان صحفي رقم 40 من نور الدين المازني

    للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
    الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

    سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
    اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
    جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


                  

03-27-2006, 03:27 AM

haleem

تاريخ التسجيل: 09-10-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    مذكرة لوزير العدل تطلب التحري في وقائع محاولة اغتيال مبارك

    طالبت المجموعة السودانية لحقوق الانسان أمس وزارة العدل بإجراء تحريات أولية حول الوقائع التي أدلى بها د. حسن الترابي لقناة العربية والخاصة بملابسات محاولة إغتيال الرئيس المصري حسني مبارك.

    وحث غازي سليمان المحامي رئيس المجموعة في خطاب بعث به لوزير العدل بضرورة إعمال المادة 74 من قانون الاجراءات الجنائية لسنة 1991م وإتخاذ التدابير الجنائية استناداً لحق توجيه سلطات النيابة الجنائية واعتبار ان د. حسن الترابي مبلغاً ، يوجه إليه اليمين للإستيثاق من الوقائع التي ذكرها.

    نبه غازي سليمان في خطابه لوزير العدل إلى أن المادة 701 من القانون الجنائي السنة 1991م والتستر على الجاني ستطال اي شخص يقوم بإخفاء أي معلومات أو بيانات حول الوقائع التي ذكرها د. الترابي.
                  

03-31-2006, 10:58 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: haleem)

    Free د‮. ‬الجميعابي‮ ‬يحاكم المؤتمر الوطني‮ ‬وينعي‮ ‬الحركة الاسلامية»1«


    مشروع نظافة الخرطوم مثله مثل مؤسسات الإنقاذ الأخرى تدار عشوئياً وبلا مرجعية




    كنا نقرع الاجراس منذرين ولكن الشيخ الترابي لم يكن ليقبل منا اي رأي الى أن حدث ما حدث




    التنفيذيون والطامعون في المناصب بالمؤتمر الوطني افشلوا مبادرتنا للم الشمل




    مطابخ الانقاذ السياسية ذات طبيعة اقرب الي مطابخ المؤسسات الامنية والعسكرية




    الانقاذ كرست لرذيلتي الجهوية والقبلية.. وهي مسئولة




    عن أزمتي دارفور والشرق




    كل من شارك في انشقاق الحركة الاسلامية يجب ان يغادر، لانه غير مؤهل وغير مسؤول




    اجري الحوار : حسن جبورة




    { هذا الحوار استطيع ان اطلق عليه باطمئنان، حوار الصدفة- فقد كنا أنا وصديقي أبوعبيدة البقاري علي موعد مع الدكتور محمد محي الدين الجميعابي في أمر آخر يخص منظمة أنا السودان .. ولم اكن اعلم بان الزميلة الاستاذة لبنى خيري على موعد معه هي الاخرى.. وبلا مقدمات طلبت مني اجراء الحوار مع الدكتور لظروف طارئة اكتنفتها والحق انني لم أكن مهيئاً لمثل هذا الحوار.. ولا اعلم فيما احاوره.. وسيطر هذا الامر على ذهني.. فرميت قلقي على صديقي ابوعبيدة.. رويداً رويداً بدأت الفكرة تتخلق والمحاور تندفع الى يافوخي. بل، لقد تحمست لحواره حين علمت ان انجح محافظ لمحافظة ام درمان واطول عمراً فيها وامين امانة المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم ومحافظ الخرطوم، لا يملك حتى هذه اللحظة متراً مربعاً واحداً يقيم عليه» قفص حمام« .




    فلما دلفنا اليه وبدأنا الحوار عرفت ان القارئ موعود بمادة دسمة قد تفسر له غموض اهل الانقاذ.. وتخبطها.. فالرجل تحدث حديث من لا يخشى الا الذي خلقه فسواه فعدله.. واذا نال منه الرضا.. فكل الذي فوق التراب تراب.. ولا احسب انني قادر على تلخيص الحوار لان كل كلمة خرجت من فيه كانت تقيم الدنيا ولا تقعدها حتى يلج الجمل من سم الخياط.. فالى الحلقة الاولى من الحوار ادعوكم.




    {في البداية يا دكتور وكمدخل لهذا الحوار، حدثنا عن مشروع نظافة الخرطوم بوصفك احد بُناته وقيادييه؟




    مشروع نظافة الخرطوم يعتبر من اكبر المشاريع الخدمية والاجتماعية البيئية الحضرية في تاريخ الانقاذ السياسي خاصة في ولاية الخرطوم ومنها انتقل الى بقية الولايات ومن أكثر الذين دعموه ابتداءً دكتور مجذوب الخليفة عندما كان والياً للخرطوم و قد بدأت الفكرة كمشروع صغير لنظافة مدينة ام درمان ثم انتقلت لرئاسة الولاية ورأى مجلس الوزراء ان اتوسع في هذا العمل فصممت مشروع نظافة ولاية الخرطوم الذي نراه الآن.




    والمشروع في الحقيقة قام على دراسة علمية واحسب ان معظمها لم يجد طريقه للنفاذ.



    { ما هي المعوقات التي وقفت في طريقه؟




    في الواقع الجهات التي تشرف على هذا المشروع ابعدت كثيراً من العناصر التي كان يمكن ان تطور هذا المشروع.




    { ترى هل هنالك اغراض خاصة تسببت في ابعادهم؟

    استطيع ان نقول اغراضاً لان المسئولين الموجودين على قمة السلطة التنفيذية والسياسية لديهم الحق في اختيار من يرونه مناسباً ولكن في تقديري ان المشروع كان كبيراً جداً وسمعته جيدة ولكني غير مطمئن على مستقبله لانه لا يدار بادارة علمية ولا تخصصية وانما يدار باعتباره واحد من المشاريع التي تقدم خدماتها للناس بغض النظر عن تطورها كلفتها ويواصل كمشروع سياسي وليس كمشروع خدمي متخصص وهذه احدى مشاكل السودان حيث نجد مشروع الزراعة السياسية ومشروع النظافة السياسية والتعليم السياسي وليس السياسة التعليمية ولا السياسة ا لزراعية او سياسة النظافة.
    { تقصد ان الخدمات نفسها جزء من الاستقرار السياسي
    نعم ولكن عندما تدار بعلمية أي ان تكون هناك متابعة وتقويم مستمر وتوظيف جيد للعناصر المتخصصة في المشروع لكنه على أية حال نقل الولاية نقلة كبيرة جداً في امر النظافة ولكن اذا استمر بهذه الطريقة اتوقع له ان يفشل فشلاً ذريعاً.
    { عندما كنت في هذا المشروع وبعد خروجك هل قدمت تصوراً للوالي او الشؤون الهندسية أولاي جهة مسؤولة؟
    قدمت تصوراً علمياً كاملاً لم يؤخذ به لان الذين آل اليهم المشروع من بعدنا، كانوا حريصين على ان يدار ادارة سياسية وسلطوية اكثر منها ادارة متخصصة وهناك سؤال يفرض نفسه هل هناك اي مجلس من المجالس القيادية يشرف على مشروع نظافة ولاية الخرطوم ؟ والاجابة حسب علمي لا يوجد وانما يدار ادارة فردية غير مؤسسية.
    { هل تعتقد ان حجم الانجاز يتناسب مع حجم المال الذي صرف علي المشروع؟

    مشروع نظافة و لاية الخرطوم صرف عليه مال كثير جداً يقدر بعشرات ا لمليارات، ولكن عندي عشم كبير ان يدار المشروع بشكل علمي و موسسي حتى نضمن له الانطلاق.

    { قلت ان المشروع صرفت عليه عشرات المليارات، هل تقصد انه لم يحقق انجازات تتناسب مع حجم المال الذي ضخته الولاية في المشروع؟

    لا.. هناك انجازات كبيرة وعظيمة تمت

    { قاطعته: ولكنك قلت ان المشروع لم يتم بصورة علمية ومؤسسية وقد صرفت عليه عشرات المليارات وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت الا ترى في حديثك هذا بعض التناقض؟

    قال: هذا الكلام لا يناقض بعضه.. فقد استوردت له آليات ضخمة ووفرت له بنيات اساسية معقولة وهناك دعم مالي ولكن ينقصه الاشراف الفني والاداري الدقيق.. و اذا لم يتوفر هذا الشق سيضيع كل ذلك هباءً منثورا..

    وسيتساقط مع مرور الزمن.

    {الى ماذا ترد العلة الاساسية في المشروع؟

    بالطبع اردها لعدم اتباع العلمية والمؤسسية فكثير من مؤسسات الانقاذ لا تعمل بعلمية.. ولا توجد فيها مرجعية

    {كيف تدار هذه المؤسسات؟

    هذا الخلل موجود في مؤسسات كثيرة جداً وفي ادارة الدولة، القيادة السياسية ضعيفة جداً على كافة المستويات على المستوى الاتحادي وعلى مستوى الولاية ، ولا توجد محاسبة.. ولا من يحاسب، او من يحاسب من، وهذه علل موجودة ومتأصلة في الدولة السودانية.. ولقد نفصل في قضايا اخرى لاحقة.

    { ذكرت ان الخلل موجود في مؤسسات الدولة من اعلاها الى ادناها وان القيادة السياسية ضعيفة جداً على كافة الصعد.. ولا يوجد من يحاسب، فالي اين تسير مؤسسة الدولة، ومن يحاسب القيادات العليا؟ وانت كنت احد طاقم طباخة القرار ماذا تقول في هذا؟
    بكل صراحة- معظم مطابخ الانقاذ السياسية ذات طبيعة اقرب الي مطابخ المؤسسات الامنية.. يجهلها كثير من الناس حتى على مستوى القيادة.. وواضح جداً ومنذ وقت مبكر ان هذا الامر يدار بواسطة قيادات شبه وهمية لا تكاد تعرف اين مصدر القرار.

    { تقصد انه حتى القيادات العليا تجهل ما يدور في هذه المطابخ؟

    عم اعنى ذلك تماماً.. وانا في تقديري ان الانقاذ على المستويين الحزبي والتنفيذي والسياسي، تدار عن طريق مراكز قوى تضعف هذه فتقوى تلك، تصعد التي في القاع وتهبط التي كانت في القمة وهكذا..

    { هل تعني ان هذا التناوب يتم بالتنسيق.. ام عبر المنافسة؟

    لا.. ان ذلك يتم عبر التنافس والازاحة.. البقاء للاقوى وهذا واضح جداً الآن.

    { اشرح لنا هذ الوضوح.. ماهي المجموعة التي صعدت الآن وتلك التي هوت الى القاع؟

    العمل السياسي يا اخي لا يحتاج للتفصيل الدقيق.

    { الآن اود ان اخوض معك في امر جد عظيم.. و قد اثر كثيراً في مجمل الشأن السوداني.. اعني الخلافات والانشقاق الكبير الذي حدث للحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني.. حتى ان احداً لا يعلم ما يجري حوله.. قل لنا كيف ولماذا حدث الانشقاق والتفاصيل والزلزلة في الرابع من رمضان؟

    اولاً اود ان اقرر هنا ان التآمر بدأ والدكتور حسن الترابي في قمة الجهاز السياسي والتشريعي والحركي وان ما وصلت اليه الحركة الاسلامية من مآلات وانشقاقات وانقسامات قبل وبعد مذكرة العشرة.. وهذا زرع متقدم لتآمر اجنبي على الحركة الاسلامية ..و التآمر بدأ منذ وقت مبكر بتدخلات للاستخبارات الخارجية.. وانا شخصياً مطمئن تماماً لما اقول.. وهذا الطعم مر على الشيخ حسن وعلى آخرين الى ان وصلنا الى ما وصلنا اليه.. وهناك عدد كبير من القيادات مقتنع تماماً بفكرة المؤامرة ومنهم من تحفظ على ذلك..وقد كنت اميراً للحركة الاسلامية لمدة ثلاث سنوات واميناً لامانة المؤتمر الوطني.. وعندما اصرح بمثل هذا الحديث الاسيف كنت اتحدث عن اقتناع وربما عن علم.. ولكن الشيخ الترابي لم يكن يقبل منا اي رأي في هذا الشأن .. الي ان حدث ما حدث وانهارت الحركة الاسلامية من القواعد. ومهما تحدثنا عن قوة الحركة الاسلامية ووحدتها وتآزرها لايبدو ان يكون هذا الحديث للاستهلاك السياسي وخداع النفس ليس غير. فهي اي الحركة الاسلامية الآن ضعيفة ضعف قدر ولاتستطيع ان تقنع احداً جديداً يدخل محرابها..الا بالمصالح.. ولكن كفكرة.. انا لا استطيع ان ادعو احداً ليدخل الحركة الاسلامية بالرغم من انني كنت اكثر الناس حرصاً ممارسة للدعوة والاستقطاب وكنت ناشطاً جداً في هذ الميدان، وذلك لان صورة الحركة الاسلامية لدى الشارع السوداني بل في كل العالم اصبحت صورة غاتمة ومشوهة ومخزية، فهي صورة تعبر فقط عن المصالح الذاتية والفجور في الخصومة والتناطح والصراع على السلطة والتآمر.. وهي كلها لا تناسب ولاتشبه المبادئ السامية والفضيلة التي تربينا عليها..

    { قلت انك تؤمن بنظرية المؤامرة.. وان هذه المؤامرة أتت اكلها ضعفين في الرابع من رمضان وقد انشطرت الحركة لنصفين كل حزب بما لديهم فرحون وقد اتسع الفتق على ا الرتق.. السؤال هنا.. علي اي اساس تفاصل القوم وتبعوا .. القصر.. او المنشية؟

    اولاً اؤكد لك بان اي شخص، اذا حاول ان يقرأ تلك الاحداث لن يجد لها مبرراً.. وقد كنت من ضمن الذين قادوا مبادرة تجديد القيادات.. وقد طرحنا وجهة نظر واضحة المعالم هي ان يرتاح قليلاً كل الذين شاركوا في مأساة واغتيال الحركة الاسلامية وشهادتي لله والتاريخ ان الذين رفضوا ووقفوا حجر عثرة في طريق المبادرة، اكثرهم من المؤتمر الوطني.. جناح السلطة.. فقد اعتقد هؤلاء ان المبادرة هي مؤامرة لازاحتهم من السلطة ليحل المبادرون محلهم... وهنا اقول لا احد يمكن ان ينكر دور الشيخ حسن. ودوره في تنمية وتطور الحركة الاسلامية ومجاهداته لتصعد الي اعلي باستمرار حتي انه وصل بها الى سدة الحكم في»1989« وهو شيخنا ومعلمنا وزعيمنا.. ليس في هذا شك.. فهو شخصية كارزمية محورية قل ان توجد ليس في العالم العربي وحسب ولكن على مستوى الامة الاسلامية وانا اعتقد بان الذين ذهبوا معه معظمهم من اهل الفكرة ولو كانوا غير ذلك لفضلوا البقاء في صف المؤتمر الوطني لينالوا الجاه والسلطة والوظيفة المحترمة ..اما الذين بقوا في المؤتمر الوطني فهم اما موجودون في السلطة التنفيذية او طامعون فيها.. وقليل منهم صاحب المبادئ ولكنهم جميعاً ممن تربوا وتتلمذوا علي يد الدكتور الترابي.. واعتقد ان قراءة الشيخ حسن لهذا الامر لم تكن سليمة ولانقول إلا انها هفوة و»غلطة شاطر« لاننا لا نستطيع ان نتطاول علي فهم وعقلية مثل عقلية الشيخ حسن الترابي.. فهو رجل ألمعي، حاد الذكاء.. وقد بنى الحركة الاسلامية »طوبة طوبة« واقر هنا انني حتى هذه اللحظة لا اتخيل او استطيع ان اصدق بان الذي حدث.. حدث والشيخ حسن على قمة الحركة الاسلامية.. سياسياً وتشريعياً ولعله لم يستطع. اي الشيخ حسن ان مآلات هذا الامر ستذهب في هذا الاتجاه.. ولو كان يعلم لما سمح للامر ان يتداعى ويصل الى ما وصل اليه .

    { كيف تقرأ يا دكتور شكل الصراع بعد قرارات رمضان؟

    الامر كان واضحاً بالنسبة لي.. هناك دولة وجهاز تنفيذي وعسكري وامني..ضد تنظيم مدني سياسي لا حول له و لا قوة والنتيجة معروفة.. لانه لا يستطيع ان يقاوم مثل هذا التكتل المتكامل.

    { ولكن هذا الحزب الشعبي الذي لا حول له ولا قوة حاول ان يتآمر ليزيح النظام.. واي حكومة لا تتسامح عندما يهدد امنها واستقرارها؟
    »شوف يا اخي« اي شخص يمكن ان يتهم من يشاء ولكن حدد لي شخصاً واحداً ادين وتمت محاكمته؟

    اود ان اقول ان كل هذه الزوابع عبارة عن انعكاسات للصراع السياسي.. واستطيع ان اقول ان ادارة هذه المعركة لم تكن نظيفة.. وهذه ليست القضية؟
    { اذاً ماهي القضية في تقديرك؟
    ا لقضية واضحة هي ان كل من شارك في شق الحركة الاسلامية يجب ان يبعد ويغادر فهو غير مؤهل للقيادة.. او يغادر طوعاً. ليفسح المجال لشباب الحركة الاسلامية المتحفز لوضع الامور في نصابها، وهو مؤهل لذلك وهو الاكثر حرصاً على وحدة الصف ووحدة الحركة .
    { بعض قدامي الاسلاميين يعتقدون.. بل يؤمنون بان شيخ حسن خرق سفينة الانقاذ ليعيبها لان ملكاً ظالماً يأخذ كل سفينة اسلامية غصبا.. وهو الآن اسعد الناس برسوخ حكم ابنائه..ولكنه فعل ذلك دون يظهر ما اراد.. ما قولك في قولهم؟
    { هل تقصد ان الانشقاق كان مسرحية؟

    نعم .. ولكن ليس كالمسرحيات المتكاملة.. اعني ان الشيخ وقلة قليلة جداً من شيوخ الحركة الاسلامية دبروا لهذا الامر وستروه، حتى اذا تعرضت دولتهم لأي خطر يكون هناك لفيف من الاسلاميين في المركب الجديد.. اي ان الشيخ حسن نزل من السفينة المخروقة ويراقبها ويوجهها من على البعد؟

    اذا كانت تلك الكارثة مسرحية، فهي مسرحية تراجيدية سيئة النص والسيناريو وقميئة الاخراج - والحق ان هذه الكارثة جعلتني بلا حماس تماماً للعمل في اي من الاطر السياسية والتنفيذية للحركة الاسلامية او دولتها واكاد اجزم بان 90? من شباب الحركة الاسلامية يحذون حذوي.. لان قيادتنا فجعتنا وكسرت قلوبنا.. وما نراه من صراع الآن اصابنا بالغثيان والخجل فنحن نتوارى خجلاً ونتسلل من مجالس الحوار لواذاً لاننا لم نعد مؤهلين لمخاطبة الناس او الطلاب - قل لي بربك ماذا نقول لهم؟!! هل نطلعهم علي هذا الغسيل القذر الذي ننشره للناس كافة في اجهزة الاعلام المحلية والاقليمية والدولية.. ام نقول لهم ان قادتنا وكبراءنا اضلونا السبيل فلم نعد نفرق بين الحق والباطل.. ام ننحاز الي فئة وننحرف لقتال لا نملك له عقيدة.. قل لي ماذا نفعل؟!

    { في ظل هذا الموقف الهلامي للحركة الاسلامية والضعيف للحكومة السودانية، كيف تنظر لواقع المؤتمر الوطني؟

    حديثي هذا ربما يغضب ثلة من اخواني بالمؤتمر الوطني ولكنني اوكد بلا ادني تستر او مواربة ان الدولة السودانية اذا انتقلت لنظام سياسي تعددي فيه قدر كبير جداً من الشفافية والحرية.. لن تجد واجهات الحركة الاسلامية طريقها للحكم على الاطلاق لا وطني ولا شعبي.. فقد انفض الناس من حولهم وتركوهم قازمين وليس لهم رصيد جماهيري يستندون اليه عند ملمات الانتخاب نعم.. المؤتمر الوطني يحكم بما تبقى لديه من ادوات السلطة وليس بسبب رصيد فكري.. وادوات السلطة هي التي تجمع الناس علي المنافع وعلي الوظائف والمغانم الي آخر قائمة النصيب من الدنيا.. ليس هناك حماس للفكرة لا من قريب او بعيد.. ولانني قريب جداً من نبض الشارع اعرف من كثب ما هو ايجابي وما هو سلبي وفيما يفكر هذا الشارع وماذا يقول عن الحركة الاسلامية وعن الانقاذ.

    { لقد قلت قبل قليل انكم قريبون من نبض الشارع .. والشارع يعتقد بان حكومة الانقاذ ليس في اجندتها هموم المواطن العادي وكان رصيد الانقاذ في بنك الجماهير »NILL« وشيكاتها مرتدة ماذا تقول

    انا لا اتفق معك في هذا المنحى.. فحكومة المؤتمرالوطني انجزت انجازات استطيع ان اصفها بارتياح انها ضخمة على المستويين الاقتصادي والامني.. ولكنها لم تستطع تفعيلها والاستفادة منها.. وبدت تفقدها الواحدة تلو الاخرى والسبب انها لم تحسن استقطاب الناس ولم تحسن التعامل مع الواجهات السياسية الاخرى.. وما كنا حريصين على الاستماع للرأى الآخر وتقويمه والاستفادة منه وتفعيل فضيلة التبادل السلمي للسلطة.. لم نكن حريصين علي طرح نفسنا كقيادات حقيقية للقواعد الجماهيرية بشكل سليم ومؤثر.

    { اذاً اين تكمن العلة.. اهو عدم اهتمام من القيادة السياسية ام عدم ادراك استراتيجي لخطى المسيرة؟

    العلة تكمن في أن الانقاذ لا تحسن اختيار القيادات وهذه مشكلة لازمت الانقاذ لفترات طويلة جداً .

    ماذا تعني بعبارة لاتحسن اختيار القيادات؟

    عني ان هذه القيادات بعيدة جداً عن نبض الشارع ولذلك ظل المؤتمر الوطني بتركيبته الحالية والسابقة عبارة عن واجهة لجهاز تنفيذي سلطوي امني، واذا اردت ان تشرح القيادة الموجودة الآن ستصل الى نتيجة تشير الى ان معظمهم شخصيات تربت على العقلية الامنية والعسكرية على اي مستوى.. وفي تقديري ان هذه واحدة من مآخذ المؤتمر الوطني وتجربة الحركة الاسلامية ككل، مما جعل معظم قياداتها لايستطيعون النظر الي القضايا الا عبر المنظار الامني والعسكري لانهم في الواقع كلهم واجهات امنية عسكرية. والمجتمع السوداني تحديداً لا يمكن ان يدار بهذه الطريقة والعقلية، لان مجتمع محب للحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.
    {ولكن ليس كل.. بل ليس معظم اهل الانقاذ واجهات عسكرية وامنية فهناك مدنيون كثر رفعتهم الانقاذ الى عليين وكان لهم دورهم المؤثر.. كيف ترد؟
    وانا بدوري اسألك كم هم الذين استعانت بهم الانقاذ عبر رحلتها التي تجاوزت الستة عشر عاماً؟.. اين هم الآن؟ كيف تعين والياً او وزيراً او مستشاراً او محافظاً.. ثم يهوون من القمة الي القاعدة بمجرد ان يعفي من منصبه؟ فلما لا يصبحون ارقاماً في المجتمع.. خذ مثلاً، كل القيادات التي عملت في الديمقراطية الاولي.. وفي عهد عبود، ثم في عهد مايو.. كلهم اصبحوا ارقاماً في حياتنا ماعدا الكم الهائل من القيادات التي قدمتها الا نقاذ التي كانت اقرب الى الشخصيات المصطنعة والوهمية انهم يختفون تماماً بعيد اعفائهم لانهم غير اصلاء وغير مشبعين بهموم الشارع.
    { لكن يا دكتور تلك القيادات التي تحدثت عنها ووصفتها بالمصطنعة وغير الاصيلة جاءت بدواعي الموازنات السياسية؟
    اك يا اخي فرق كبير بين الموازنات السياسية، والتكريس للجهوية والقبلية، فالانقاذ كرست بعمق لهاتين الرذيلتين.. وما قضية دارفور الا نتاجاً طبيعياً لهذا السلوك فهي قضية قامت على مفاهيم اثنية عنصرية جهوية وقبلية.لقد كانا سودانيين وحسب حتى اننا لم نكن نعرف من اي القبائل كان عبود او الازهري او المحجوب.. او سر الختم الخليفة.. ولكننا الآن نكتب القبيلة قبل الشخص والمرشح للوظيفة.. بل ان نميري نفسه لا يعلم من اي القبائل هو.. فقط سبق ان ناقشت الرئيس جعفر نميري في اصله.. ووجدت انه لم يكن يهتم بمعرفته.. وقد اختلفنا معه في اصله وقبيلته.. لقد كنا على درجة عالية جداً من الوعي.. ولكننا الآن ننحدر حثيثاً نحو السفح والانحطاط







    (عدل بواسطة الكيك on 03-31-2006, 11:04 PM)

                  

04-01-2006, 00:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)




    علي اسماعيل العتباني

    Email: [email protected]

    ماذا بقى في ذاكرة ميكافيللي حتي يفتعل معركة جديدة؟

    حكاية الشيخ الذي طارت عصافيره...


    الترابي ..


    --------------------------------------------------------------------------------

    متدين أم صاحب ثقافة دينية ؟

    ماذا يقصد الشيخ بنبش الماضي؟

    ولماذا لم يحاسب من يتهمهم الآن؟

    --------------------------------------------------------------------------------

    ... لعل تاريخ السودان الحديث مازال يحتفظ بمساحة كبيرة للدكتور حسن عبدالله الترابي.. فقد شغل الدكتور الترابي الرأي العام في الاربعين سنة الاخيرة، لانه ركب أهم مكون للشخصية السودانية وهو المكون الديني. وصدح بشعارات كانت على الدوام تتجاوب مع الايقاع الداخلي للشخصية السودانية مثل شعار الدستور الاسلامي. ومع ان الدكتور الترابي لم يكن هو (ناحت) الشعار فهذا الشعار أُطلق في الساحة السياسية منذ العام 1955م حينما برزت الجبهة القومية للدستور الاسلامي برئاسة عمر بخيت العوض.. الاّ أنه استطاع ان يركب بكفاءة هذه الموجة.. كما أن الظروف بعد أكتوبر 1964م جعلته يبرز مع آخرين نتيجة للفراغ السياسي الذي شغر بانتقال السيد عبد الرحمن المهـــــدي والسيد الصديق المهدي وانتقال السيد علي الميرغني إلى رحمة مولاهم.. فاستطاع الترابي ان يملأ جزءاً من هــذا الفراغ مع عبد الخالق محجـــــــــــوب وبابكر كرار والصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني وآخرين.



    --------------------------------------------------------------------------------

    ومما زاد بريق الترابي ثقافته الدينية بالاضافة الى تأهيله الغربي بين مدرسة لندن لعلوم القانون وجامعة السوربون بالاضافة إلى وهج الشباب.. فالشباب كذلك يعطي الشخصية لمعاناً وتوهجاً.

    ونحن نعلم أن الدكتور الترابي اصبح اميراً للحركة الاسلامية السودانية وعمره ثلاثة وثلاثون عاماً حيث كان مولده في فبراير 1932م. وظل الترابي مساهماً في العطاء السياسي والفكري.. ولعل أحسن حالاته كانت مع النميري في معركة تطبيق الشريعة حينما بايع النميري واصبح مستشاراً. ومن مميزات الترابي قدرته على تحدي الرأى العام.. وأنه لا يكترث له كثيراً ولذلك فان السموم التي نفثها الشيوعيون ونثروها حول النميري لم تحجبه عن المصالحة الوطنية. ولعله بدخوله إلى المصالحة الوطنية عصم السودان من شرور الصراع الى حين.

    ولكن بعد الاطاحة بالنميري وبعد مجئ ثورة ابريل تعرض الترابي إلى عواصف هوجاء وكانت الشعارات تتردد (العار.. العار يا مستشار).. وكان المطلوب وقتها رأس الترابي لسبب بسيط هو أنه كان يرمز لحركة الثقافة الاسلامية وحركة الدستور الاسلامي ولحركة الشريعة الاسلامية.. هذا من ناحية.

    ومن ناحية أخرى فإن اليساريين الذين كانوا يريدون ان يركبوا ظهور الاحزاب ارادوا أن يتخلصوا من الحركة الاسلامية باستئصال رمزها ورموزها.. ولكن فاجأتهم الحركة الاسلامية بمسيرة أمان السودان المليونية.. واستعاد الترابي شيئاً من بريقه رغم هزيمته في دائرة الصحافة التي تكتلت فيها كل القوى السياسية السودانية ضده.

    وأدت المسيرة المليونية لأمان السودان ،ومجاهدات الحركة الاسلامية ووقوفها مع القوات المسلحة إلى تحالف غير معلن بين النخب المدنية للحركة الاسلامية ومؤسسات الأمن السودانية، التي شعرت بأن السودان تجتاحه العواصف والأعاصير. وأنه بدون الحركة الاسلامية وتيارها السياسي والثقافي فان هذه المؤسسات سيتم اقتلاعها على غرار ماجرى في الصومال لمصلحة الفوضى ولمصلحة اللا دولة ولمصلحة ما يسمى بالسودان الجديد الذي كانوا يريدون إقامته على اساس الفدرالية العرقية ،والتصفيات العرقية وعلى اسس (مانفستو) الحركة الشعبية، وكتابات الحاقدين والناقمين والرافضين من الفوضويين اليساريين الذين كانوا يريدون اشعالها وهدم المعبد على الجميع، ثم يتسللون لواذاً الى الملاجئ الغربية..!!.

    ومن هنا برزت حركة الانقاذ أو ثورة الانقاذ.. ومن هنا برز التحالف بين النخب الاسلامية التي كان يقودها الترابي والنخب العسكرية التي كانت تنضج خبراتها وتتململ على الجمر. وظلت هذه النخب العسكرية تنتظر الخلاص وهي تري البلاد تمتحن امتحاناً عسيراً.. ورأت أنها ستبايع شيخاً وستبايع ديناً وستبايع اماماً.

    ولذلك كانت هذه النخب العسكرية مستعدة لتقديم نفسها فداء للشيخ الترابي، كما فعلت نخب الحركة الاسلامية. فطينة عمر البشير والشهيد الزبير وبكري حسن صالح والشهيد ابراهيم شمس الدين وعبد الرحيم محمد حسين واخوانهم من الضباط لم تكن تختلف عن طينة الشهداء محمود شريف وعبيد ختم ومحمد أحمد عمر والمئات من الشباب الذين اتخذوا الدكتور الترابي اماماً وقدوة، وكان رمزاً لامانيهم وأشواقهم.. وكانوا يظنون انهم تحت رايته سيحققون الخير للسودان وللثقافة العربية وسيحققون التنمية والمجد والرخاء ولذلك فوضوا الدكتور الترابي.. ولذلك كان الدكتور الترابي يحكم من وراء ستار.. قال لهم إنه سيدخل السجن تأميناً وحماية للحركة فدخل السجن تأميناً لنفسه.. وقال لهم إنه يريد ان يحكم من الباطن، فحكم كما اراد ولم تكن هناك شاردة ولا واردة إلاّ تحت امرة اصبعه وتجري تحت بصره.. وقال لهم إنه يريد ان يكون زعيم البرلمان فكان له ذلك.. وقال لهم إنه يريد ان يكون أب الدستور فصاغ الدستور كما يرغب وصاغ قانون الصحافة كما يشتهي..ونحت من المصطلحات السياسية (كالتوالي) وغيرها، وأوجد التبريرات فطاوعوه في كل ذلك .

    وحينما هزمت العراق قام بتصنيف الايدولوجية التي قامت عليها مناهضة دول الخليج، وبارك وايد استباحة الكويت.. ثم دشن رسمياً المؤتمر الشعبي العربي والاسلامي الذي دعا له كل الحركات الاسلامية وكل حركات الثورة والمعارضة.. ومع ان ذلك ليس من عمل الدول وليس من طبيعتها.. إلاّ أن الشباب المتحمس دعم الترابي في ذلك ودعمه في المجئ بحركات الرفض والثورة والمعارضة على مستوى العالم العربي والاسلامي فجر على السودان عيون المجتمع الدولي التي بات يتملق ابتساماتها اليوم!!.

    ولعل مشاكل السودان واتهامه بالارهاب والحصار الاقتصادي والعسكري الذي ضرب عليه كان مرده للمؤتمر الشعبي العربي والاسلامي الذي كان واجهة لمجئ كل من يتهم الآن بالارهاب في العالم ويطارد ويلاحق.. ولا يزال السودان يعاني من آثار وعقابيل تلك المرحلة.. مرحلة ما بعد 1994م.. التي لايزال يسدد فواتيرها الى اليوم!!.

    ومن ناحية اخرى فإن هذا القلم ظل يكتب باستمرار عن وحدة الحركة الاسلامية.. وكان من المفهوم ان تلك الوحدة تتطلب ميثاق شرف في ان لا يكون هناك حديث سالب يعكر اجواء التصالح والتقارب، ذلك ان القاعدة تقول إن الحرب أولها كلام.. ولان الدكتور الترابي هو الذي علم الناس حينما كان يتكلم (لست أبالي حينما أُقتل مسلماً).. والاسلام يعني المصداقية والثقة المتبادلة بين المسلم واخيه.

    ولكن.. وبينما كان جمهور المؤمنين والموحدين وجمهور السودانيين والوطنيين ينتظر إلتئام الصف الوطني وينتظر الحوار بين الترابي وتلامذته الذين لم يجدوا بداً سوى الإبتعاد عنه لأنه كان يقودهم الى طريق الانتحار السياسي وطريق مواجهة العالم اجمع. فإذا بالترابي يأتي ويملأ الدنيا صياحاً وضجيجاً .. وينسف المصداقية وينسف معها جذور الثقة. فن المعلوم ان الحياة السياسية تقوم على الثقة.. وان المجالس امانات.. و ان البيوت اسرار.. وان الناس قد يختلفون ولكن يكون بينهم حفظ السر وحفظ العهد.. وحينما ينتفي كل ذلك فان الصاحب لا يكون صاحباً.. والمؤتمن لا يكون أميناً.. وحتى الجمعيات السرية مثل الماسونية واللوتري وجمعيات المافيا تحفظ اسرارها وعهودها وتصون ما في الصدور حفظاً للجماعة.فهل يريد الدكتور الترابي أن يفهمنا أن مثل هذه الحركات العلمانية تتمسك بالأخلاق أكثر من أهل الحركة الاسلامية وحتى الدول لا تفرج عن الوثائق إلا بعد سبعين سنة وبعض الوثائق لا يفرج عنها حتى بعد مضى مئات السنين. والدكتور الترابي رجل دولة وافشاؤه لأسرار الدولة صدقاً أو تلفيقاً يضعه تحت طائلة المساءلة والقانون. ونحن لا نخوض في ذلك فقواعد الاخلاق تقضي بعدم محاكمة الابن لأبيه والتلميذ لمعلمه.

    ولكننا نتحدث عن ماذا بقى الآن من ترابي الدستور الاسلامي.. ونتساءل هنا : هل الترابي شخص متدين أم فقط صاحب ثقافة دينية؟

    وفرق كبير بين المصطلحين.. فالمتدين هو الذي يقوم على رقابة باطنية وهو الذي يخشى الله وهو الذي يعلم ان الناس يكبون بحصائد ألسنتهم في النار ،وهو الذي لايضمر للآخرين سوءاً.. اما صاحب الثقافة الدينية، فالمستشرقون اصحاب ثقافة دينية.. بل ان التراث الاسلامي حققه الخواجات من المستشرقين والعلماء ولكنهم لم يتبنوا دعوات بتجديد الدين ولم يكونوا اصحاب دعوات وانهم رجال دعوة اسلامية.. ولذلك يجوز لنا في هذا المقال ان نسأل.. ماذا يقصد الدكتور الترابي من نبش الماضي؟.. وماذا بقى في ذاكرتـه حتى يفتعل معركة جديدة؟

    هل كان الترابي مجرد رجل متبتل وزاهد في محراب الانقاذ طيلة فترة امساكه بخيوط اللعبة من الداخل منذ العام 1990م إلى العام 1998م.. وهل كان فقط يمارس الطقوس الصوفية ويسبح ويبارك؟.. أم أنه كان سياسي متمرس ومتنفذ ولا تفوت عليه شاردة ولا واردة.

    واذا كان الدكتور الترابي حقاً هو الرجل الأول الذي كان يدير دفة الانقاذ من وراء ستار فلماذا لم يحاسب من يتهمهم الآن ليخرج نفسه (كالشعرة من العجين) خصوصاً وأن تلك الحادثة المشئومة وقعت بأديس ابابا العام 1995م.. لماذا لم يتخذ قراراً وقتها بمحاسبة الذين يتهمهم، والكل وقتها كانوا يدينون بالولاء له كما ان كل مؤسسات الدولة كانت تأتمر بأمره؟

    ولو كان الدكتور الترابي بهذه الدرجة من السطحية ولم يكن يعرف في العام 1995م ما يدور تحته، وكان زاهداً في السياسة وغافلاً لهذه الدرجة، فلماذا لم يفصل نفسه عن الانقاذ منذ البداية؟!

    ولماذا كان مصراً على ان يكون ممسكاً بالدفة يصارع على مقودها. ومن ناحية اخرى نقول للدكتور الترابي الآن وبعد ان استمعنا إلى تصريحاته في قناة (العربية) ما المقصود منها؟

    هل هي لتصفية حسابات شخصية.. فاذا كانت هي حقاً كذلك فإن درس الحركة الاسلامية الأول ان مراد النفوس اصغر من ان نتعادى فيه أو نتفانى.. وهذه واحدة.. ومن ناحية اخرى اذا كان يعتقد انه يريد الانفراد بالرئيس البشير دون رفقائه.. واذا صدّق الوساوس بأن هنالك الآن خصومات وصراعات بين الانقاذيين وانه يريد ان يصفي حساباته مع تلاميذه الذين نفروا منه ولم يستطيعوا احتمال (براجميته) السياسية وذرائعيته ولم يستطيعوا ان يهضموا منهجه القائم على الغاية تبرر الوسيلة. فحتى وان نجح في ذلك فلن يكون قد خدم السودان ولن يكون قد خدم الحركة الاسلامية وعليه ان يعلم ان الرئيس البشير خريج المدرسة العسكرية السودانية هو اعلم الناس الآن بالمحركات التي تحرك الدكتور الترابي.. واعلم الناس بمن هو الدكتور حسن الترابي.. كما ان الرئيس البشير يعلم يقيناً وقبل كل شئ ان تلك التدابير التي كان يخطط لها الدكتور الترابي وما سماه بالتعديلات الدستورية كانت تستهدفه شخصياً.. ولو كان الرئيس البشير يمكن ان يُخدع أو يساق في الدهاليز لما وقف وقفته المشهودة امام الترابي، ولما فارقه ذلك الفراق البين ولما كانت الرابع من رمضان.. رغم ان الترابي كان يمدحه ليلاً ونهاراً وكان يصفه بأنه «هبة السماء» لأهل السودان لكن كل ذلك لم يؤثر. فالرئيس البشير يزن الأمور بموازين السودان ويمتحن الرجال ويعرف من خلال السنوات العشر من هم الذين وقفوا معه في الخندق ومن هم الذين كانوا في الخندق المضاد.

    ولعل مشكلة الدكتور الترابي انه بعد ان تجاوز الرابعة والسبعين من عمره يعتقد انه لايزال يستطيع ان يصنع المعجزات وقادراً على ركوب موجة القيادة في السودان رغم ان مياهاً كثيرة قد مرت منذ مجئ الانقاذ. وليعلم الدكتور الترابي انه قد اصبح هناك (يتو) محلي في السودان ضده ويتضح له ذلك عند قراءته لنتائج انتخابات الجامعات.. ويتجلى في رؤية الشباب له. فالترابي في العام 1965م ليس هو الترابي 2006م. لأن شباب اليوم يريدون شباباً يحسون بآمالهم وتطلعاتهم ويحسون بقضاياهم ومواجعهم ولا يريدون شيوخاً تمرسوا وتمترسوا في فن الحيل السياسية والدهاء السياسي والمخادعة وركوب كل موجة وهذا من ناحية.

    ومن ناحية اخرى ذكر الدكتور الترابي انه لن يدلي بشهادته إلاّ أمام المحكمة كأنه لم يبق من الحكمة السياسية لديه إلاّ المحكمة.. ونتساءل أية محكمة هذه؟.. هل هي المحاكم الاوربية التي قضى الترابي عمره كلها يدينها ويصفها بأنها تقوم على اشراكيات أم انها المحاكم السودانية أم ماذا؟.. ثم ان الدكتور الترابي الذي يتكلم الآن عن التزوير وغيره اين كان حينما طلب من الناس ان يباركوا دستوره في 1998م ألم تكن الأصوات وقتها تجذب إلى المساجد وتحشى في الصناديق حشواً.. وأين دستور اللجنة القومية لصياغة الدستور برئاسة مولانا خلف الله الرشيد.. ومن الذي اختطف مسودته التي وجدت مباركة من الشعب السوداني وذهب بها إلى ود مدني وهناك تم تعديل كل بنودها؟!

    ولعل الدكتور بحديثه هذا يحاكم نفسه ويحاكم فترته ويحاكم فتاويه.. فنحن نعلم أن الانتخابات داخل مجلس الشورى الذي كان يرأسه في الحركة الاسلامية لم تكن انتخابات تجري على صدق ولم تكن تحمل أية مصداقية.. ولكن الناس كانوا يظنون أن (الشيخ) يبصر مالا يبصرون.. ويري مالا يرون.. ولذلك كانوا يتشفعون ويشفعون له فيما يفعل.

    واذا جاز لنا الآن أن نقول للشيخ اذا كان في العام 1998م وما بعده إلى رمضان، قد فقد البشير وفقد تلاميذه وفقد العصافير التي طارت حوله فإنه الآن يفقد جيلاً آخر من الاسلاميين من الذين صبروا عليه وانحازوا إليه لأنهم رأوه رمزاً ولكنهم يرون الآن بأعينهم ان الانحياز الى الشيخ لا يعني إلاّ الانحياز إلى (الخرف) السياسي ولا يعني إلاّ الانحياز إلى عدم المصداقية.. وهم يرونه الآن يخرب حتى في اصول الحوار ومرتكزاته ومطلوباته .

    ولذلك فلو يعلم الدكتور الترابي أن مجموعة كبيرة من الذين حوله قد يفاجئونه بالانسلاخ إما بترك السياسة جملة وتفصيلاً وإما بالانضمام إلى اخوانهم في المؤتمر الوطني.. لأنهم باتوا لا يصدقون أن الدكتور الترابي الذي كان يتجاوز رؤساء الاجهزة الأمنية في ايامه ليتصل بالقواعد ليحرك تلك الاجهزة يمنة ويسرى وكان هو الفاعل لا مدير جهاز الأمن.. لا يصدقون الآن أنه لم يكن ملماً بالخيوط ولم يكن ملماً بالتفاصيل.. وكل الذين عملوا مع الترابي يعرفون أنه كان يحرك الأمور بعيونه خصوصاً الأمور الخطيرة.

    ومن المؤكد ان كل ما حدث في تلك الفترة كان هو الذي يحرك خيوطه وهذا من ناحية.

    ومن ناحية اخرى فاننا نتعجب من دخوله الخجول على مسألة الحوار مع إسرائيل.. يجوز الحوار مع النصراني واليهودي في حين انها ليست القضية. فالقضية هل يريد هو الحوار مع إسرائيل.. ونحن نعلم انه دخل في حوار مباشر مع (الحاخامات) ومع نواب في الكنيست الإسرائيلي.. ولكن يبدو أن الدكتور الترابي لا يملك شجاعة الرئيس السادات.. الذي قد تختلف أو تتفق معه ولكنك تعجب بشجاعته حينما ذهب الى إسرائيل وإلى كامب دييد. وقد دفع السادات حياته ثمناً لذلك.. وقد نختلف في هل أدت كامب دييد إلى رفعة مصر بين الأمم.. أم أن ما يحدث في العالم العربي من تشرذم وصراع وهجمة امريكية وصهيونية نتاج لكامب دييد.

    ونختم لنقول ماذا بقى من الثقة بين الترابي وتلامذته.. وبين الترابي والمؤتمر الوطني.

    وهل يمكن ان ينشأ حوار يؤسس لمشتركات ونقاط تلاق والترابي يحاول ان يقوض من مقام شركائه.. والشراكة تقوم ابتداء على الثقة المتبادلة والمجالس امانات.. والحوار يقوم على حفظ الاسرار واذا كان الترابي وهو في سن الشيخوخة يتجاوز باستمرار منطق الصفح والعقل ويرفض توديع تفاهات الحياة وخصوماتها والاقبال إلى الله.. فهل يمكن التعويل عليه في مد جسور الثقة وفي اقامة شراكة حقيقية بين المؤتمرين الوطني والشعبي.

    ولعل هذه الاسئلة نطرحها على اخواننا واحبابنا في الله داخل ماعون المؤتمر الشعبي. وربما نعود إلى هذا الموضوع بتركيز أكبر مرة أخرى.

                  

04-01-2006, 01:56 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    المدينة
    نافع.. وقع في الفخ ..!!

    عثمان ميرغني




    صحيفة (الرأى العام) أمس في عنوانها الرئيس على الصفحة الأولى قالت (نافع يطالب الترابي باثبات تصفية ضباط بعد محاولة اغتيال مبارك ) .. وفي التفاصيل تحدى الدكتور نافع على نافع غريمه الترابي أن يكشف أسماء الضباط الذين تمت تصفيتهم .. ويسأله هل ذهب الى أهلهم للعزاء ؟؟ وطالبه أن يكون محامياً عنهم عندما يتقدمون بدعوى قضائية ..
    وقع نافع في الفخ تماماً ..إلى لحظة ما قبل هذه التصريحات كانت القضية مجرد أقوال للترابي في برنامج تلفزيوني.. فهمتها الغالبية على أنها فجور في الخصومة وتصفية حسابات بين غرماء ليس للشعب في خصومتهم ناقة ولا جمل..وكان منطقيا ألا يثير نقع افادات الترابي الا غبار الكيد السياسي لا أكثر.. لكن رد د. نافع يجر القضية كلها الى ساحة المواجهة وكشف الحقيقة.. وهنا يصبح نافع هو المتهم الذي عليه أن يرد التهمة عن نفسه..
    والتهمة هنا ليست محاولة اغتيال الرئيس المصري ثم مزاعم تصفية الضباط الذين شاركوا فيها فحسب..بل تهمة أن تكون افادات الترابي التي نطق بها جهراً وبلسان لا يرتجف مجرد تصريحات اعلامية يرد عليها نافع بتصريحات اخرى اعلامية أيضا .. ثم يرد عليه الأول بتصريحات أخرى .. على الأثير المتبادل بينهما رغم أن القضية هي هدر دماء شباب سودانيين بعد تنفيذهم لأمر وتكليف رسمي على حسب ما زعم الترابي..
    لو كتبت هنا أتهم الدكتور نافع على نافع بأنه سرق مني عشرة آلاف جنيه..هل سيرد على بمقال صحفي يسألنى فيه أن أقيم الحجة على هذه التهمة ؟؟ عندما كنا ننتقد الحكومة أحيانا في أقل من هذا كثيرا كان الرد يأتينا عاجلا بأمر قبض وانتقال مباشر الى ظلام الحراسات.. فكيف بالترابي وهو يتهم الحكومة بل ويسمي الأسماء .. بأنهم صفوا ضباطهم خوف أن يعترفوا عليهم ..
    وماذا لو لم يرد الترابي على تحدى نافع ؟؟ هل تنتهي القضية بانسحاب الترابي بعد أن وضع التهمة ؟..هل غاية المطلوب هو افحام الترابي ؟ أم اقناع الشعب بالحقيقة ؟؟
    الدكتور نافع على نافع وقع في الفخ تماما ..نقل تصريحات الترابي من مجرد (فش غبينة) استنكرها الكثيرون .. إلى مساءلة عن الحقيقة .. وهنا: ليس الدكتور نافع الذي يريد أن يعرف ..الشعب السوداني كله يريد أن يعرف الحقيقة.. فليس الأمر مجرد تحدٍ وملاسنة .. يجب أن تتحرك القضية الى المفاصلة القانونية .. والبينة على من أدعى واليمين على من أنكر ..
    والآن سيدي الدكتور نافع .. الأمر ليس مجرد مراشقة اثيرية .. الرجل اتهمك شخصيا بأنكم قمتم بتصفية ضباطكم بعد فشل محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك .. اذهب الى نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة وافتح بلاغاً .. يتحول البلاغ الى منضدة القضاء .. هناك فقط يطلب منه القاضي الدليل..وهو - الترابي - قال إنه لن يتحدث إلا أمام محكمة .. وهناك فقط تدحض التهمة ويثبت للشعب من هو الكاذب الضليل ..
    القضاء وحده هو الساحة التي تجعل لكل لسان برهاناً .. بغير ذلك سيدي الدكتور نافع .. يظل حديثكم مجرد نفخ في الهواء العليل .. طالما أنكم في الماضي كنتم تلقون القبض علينا في أتفه من هذه التصريحات كثيراً ..!!
    أطلب الدليل .. لكن أمام القضاء
                  

04-01-2006, 02:38 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    الطيب مصطفى
    ماذا دهى الشيخ الترابي؟‮!‬

    عندما‮ ‬يبلغ‮ ‬الكيد والفجور في‮ ‬الخصومة درجة أن‮ ‬يقول الشيخ الترابي‮ ‬في‮ ‬رفاق دربه وتلاميذه القدامى ما صرح به مؤخراً‮ ‬وعلى رؤوس الأشهاد بل ومن خلال قناة فضائية دولية فإنه لا‮ ‬يُسيء إلى من‮ ‬يتهمهم من خصومه الجُدد بقدر ما‮ ‬يُسيء إلى شخصه وتاريخه وسمعته‮ ‬ودوره السياسي‮ ‬ويُحِط من قدْره ويُقدح في‮ ‬المشروع الذي‮ ‬ظل‮ ‬يقوده لعقود من الزمان بل إنه بسلوكه هذا‮ ‬ينتحر سياسياً‮ ‬وينحر حركته وحزبه معه‮!.‬ لا أجد فرقاً‮ ‬بين أن‮ ‬يكون ما قاله الرجل حقيقة أم خيالاً‮ ‬ذلك أن من‮ ‬يقترف تلك الفعلة التي‮ ‬لا تليق بمسلم عادي‮ ‬دعك من أن‮ ‬تليق بمن‮ ‬يقود مشروعاً‮ ‬يزعم أنه‮ ‬يسعى إلى نشره وتعميمه على بلاده وعلى العالمين‮..‬ ‮ ‬مشروعٌ‮ ‬يحض على الستر والعفو عن الناس وينبذ الغيبة والنميمة،‮ ‬يكون جرمه أعظم وفعله أشنع وإذا كان فاقد الشيء لا‮ ‬يعطيه وقبل ذلك إذا كان الله تعالى قد قال مستنكراً‮ ‬على أهل الكتاب من‮ ‬غير المسلمين‮: (‬أَتَأْمُرُونَ‮ ‬النَّاسَ‮ ‬بِالْبِّرِ‮ ‬وَتَنْسَوْنَ‮ ‬أَنْفُسَكُمْ‮ ‬وأَنْتُمْ‮ ‬تَتْلُونَ‮ ‬الْكِتَابَ‮.. ‬أَفَلَا تَعْقِلُون)؟ فكيف بالمؤمنين بل كيف بزعيم تنظيم‮ ‬يدعو إلى الاسلام وقيمه الفاضلة أن‮ ‬يقترف‮ ‬ما أنكره الله على‮ ‬غير المسلمين من سلوك مشين؟‮! ‬ لقد شمّت الشيخ الترابي‮ ‬أعداء المشروع الاسلامي‮ ‬في‮ ‬حركته التي‮ ‬أستحِي‮ ‬أن أُسميها الآن إسلامية وشيخها‮ »‬يمرمطها‮« ‬محلياً‮ ‬وعالمياً‮ ‬بهذا الشكل الغريب الذي‮ ‬ينكره الخُلق السوداني‮ ‬القويم دعك من المثال‮ ‬الاسلامي‮ ‬الرفيع ولأول مرة،‮ ‬وربما تكون الاخيرة‮ ‬،‮ ‬أجد نفسي‮ ‬متفقاً‮ ‬مع الكاتب الشيوعي‮ ‬زهير السراج الذي‮ ‬كتب شامتاً‮ ‬وقال عن هذا الأمر ما لم‮ ‬يقله مالك في‮ ‬الخمر وحُق له ذلك‮ !‬ إني‮ ‬لأتساءل‮: ‬تُرى هل كان الشيخ الترابي‮ ‬سيُقدِم على ما أقدم عليه الآن بين‮ ‬يَديْ‮ ‬إنعقاد القمة العربية لو كان لا‮ ‬يزال في‮ ‬السلطة‮.. ‬أم أن الناس‮ ‬يتغيرون بتغير الظروف والأحوال وتغيب عن سلوكهم القيم المطلقة في‮ ‬أتون الصراع السياسي‮ ‬المجرد من الدين؟‮ ‬ إنه لمما‮ ‬يؤسف له أن‮ ‬ينسى الناس‮ ‬الاستقامة على الأمر والثبات على المباديء وأن‮ ‬يغيروا سلوكهم على طريقة الحرباء‮. ‬فلكم سلقت بعض القيادات الإسلامية السيد مبارك الفاضل المهدي‮ ‬بألسنةٍ‮ ‬حداد عندما تحدث عن وجود مصنع آخر‮ ‬غير‮ »‬الشفاء‮« ‬الذي‮ ‬دمرته الصواريخ الأمريكية واعتبروا ذلك خيانة وعمالة ثم أطلقوا على الجلبي‮ ‬وهو‮ ‬يمتطي‮ ‬دبابات المارينز لدخول بغداد مع القوات الغازية أقذع الصفات وأسوأها ولكنهم سرعان ما تنكروا لمبادئهم ورحبوا بالقوات الدولية ومارسوا أبشع درجات الفجور في‮ ‬الخصومة وأسوأ صنوف تسوية الحسابات‮.‬ للأسف الشديد فإن معظم قياداتنا السياسية بعيدة كل البعد عن تمثل القيم الوطنية الرشيدة دعك من المباديء الاسلامية القويمة الأمر الذي‮ ‬يجعلنا‮ ‬غير مؤهلين لصناعة نهضة حضارية أو تجربة إسلامية راشدة بل ويجعلنا عاجزين عن حل مشاكلنا مما جعلنا أضحوكة العالم ومحل تندر الأفارقة رغم تخلفهم ومحل تهكم العالم الذي‮ ‬بات‮ ‬يعتبرنا دولة فاشلة‮ ‬يحق له أن‮ ‬يتدخل لحل مشكلاتها وتصول قواته وتجول في‮ ‬أراضيها لحماية اهلها من بعضهم البعض‮.‬ للأسف فإننا نتردى وننحدر كل‮ ‬يوم ونفعل ببعضنا بل وبوطننا الأفاعيل ونذيق بعضنا بأس بعض بالرغم من أن التجارب السياسية التي‮ ‬حدثت مؤخراً‮ ‬في‮ ‬دول نامية مثلنا تماماً‮ ‬كان‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تكون هادياً‮ ‬ومرشداً‮ ‬لسلوكنا السياسي‮ ‬بعد أن أقصينا المرجعية التي‮ ‬لطالما تشدقنا بها وبشرنا،‮ ‬فهاهم زعماء باكستان مثلاً‮.. ‬نواز شريف وبنازير بوتو ووالدها وضياء الحق لم‮ ‬يتفوهو بكلمة واحدة حول البرنامج النووي‮ ‬الباكستاني‮ ‬بالرغم مما حدث بينهم من صراعات وصلت أحياناً‮ ‬درجة التصفية الجسدية ذلك أنهم كانوا‮ ‬يملكون الحس الوطني‮ ‬الذي‮ ‬يفرقون به بين ذواتهم الفانية وصراعاتهم الصغيرة من جهة وبين الوطن الذي‮ ‬يسعهم جميعاً‮ ‬ولو كان سلوك هؤلاء كسلوك‮ »‬جماعتنا‮« ‬لما أصبحت باكستان دولة نووية‮.‬ لقد بت والله أستحِي‮ ‬من تكرار عبارة‮ »‬إلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله‮«.‬


    =======================================================
    المصدر : صحيفة الإنتباهة
    =======================================================
                  

04-01-2006, 11:55 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)



    24-03-2006, 07:01 م

    محمد القاضى


    .


    المحبوب عبد السلام فى أخطر حوار ( النظام نضب ولكن شهوة الحكم )

    مسيرته تقول أنه بعث بعد تخرجة فى جامعة الخرطوم إلى فرنسا عام 81م لتلقى درجة الماجستير فى العلوم السياسية بفرنسا . وعاد للعمل محررا فى ألوان ومرة أخرى لباريس لتحضير الدكتوراة 86م وعمل حينها محررا بصحيفة اليوم السابع وبعد قيام الأنقلاب أستدعى من قبل الأسلاميين وعمل
    ـ مديرا للأعلام الخارجى 90/91م
    ـ ومديرا لمكتب الأمين العام للمؤتمر الشعبى العالمى .
    ـ عضو فى هيئةالأفكار و التاصيل .
    وسارت مياة كثيرة تحت الجسور وحملته سفينة الأنقاذ التايتنك عند تصادمها بعيدا إلى مرافى التغرب .
    والأن هو الناطق الرسمى للمؤتمر الشعبى بالخارج . لندن .

    ألتقيناه فى برن العاصمة السويسرية وهو مدعو لندوة حول أفاق الحكم فى السودان .

    رجل قليل البنية تبدو علامات أرهاق ذهنى هائل كأنه أستهلك قبل أوانه .. أو كأنه قطع مراحل الصراع فى عام واحد لاشئ يشدك إليه فى منظره قد تخطئة العين ، ولكن عندما يتكلم بهدوءه تعرف أنك أمام رجل يجبر الأخرين مختارين الأستماع للمنطق الجدلى وإن كانت مسافة الأختلاف تبدو واضحة .. ولكن ماميزه فى هذا الحوار هو فضيلة الأعتراف بالخطأ . وعلى كل حال كنت معني بهذا الحوار لنعرف وقطعت إلية المسافات لاأعرف كيف يعمل ويفكر الأخر .. وهذا الأخر كان هو لاعب أساسى فى خارطة سياستنا الدرامية .

    إلى الحوار.


    ـ الحركة الأسلامية أخفقت ياأستاذ...؟
    نعم إذا نظرنا للنتيجة الأن على الساحة السياسية نقول أن الحركة أخفقت وأنقسمت أنقساما هائلا ورجع البعض منا لقواعدهم الجهوية والصوفية .
    ولكن إذا نظرنا للحركة الأسلامية كبناء هو راسخ وتم تأسيسة منذ أكثرمن 50عاما وبدأ كفئة أستوعبت فى داخلها طاقات أنسانية وفكرية وإجتماعية هائلة ، وحاولت هذه الحركة أن تنتشر فى قطاعات الشباب خاصة وكان هذا المثال الفكرى قد أغرى الكثيرين داخليا وخارجيا .
    ــ وأى مثال قد حكمنا والأن تتحدث عنه ؟
    أنا أتحدث عن الحركة الأسلامية كمثال وليس كدولة ، أستطعنا أن نستفيد من فكرة العمل الجبهوى .. وهى فكرة يسارية قديمة . وأستطعنا بعدها تأسيس جبهة الميثاق فى عام 1964م وهى أول عمل جبهوى لنا . والحركات الأسلامية من حولنا كانت تنظر لنا كمثال ، وشاركنا فى حروب تحررية خارجية نؤمن بها كفلسطين ..
    وهذه الحركة تميزت بمرونة كبيرة أقتضتها ظروف العمل السياسى وغيرت أسماءها لاسباب تنظيمية وكانت لنا أساليب علمية أن نهضم فئات أجتماعية ذكية جدا وكنا معنيين بذلك .
    ــ إذن لماذا الأنقلاب العسكرى عام 1989م ؟
    طبعا للحركة الأسلامية دور كبير فى أنتفاضة 1985م وكنا فى السجون المايوية أما أجواء ماقبل 89م بشهور، كان هنالك صراع سياسى وكانت الحركة الشعبية تتقدم عسكريا فى وسط السودان وأمامها تقهقر الجيش لآن السلطة السياسية كانت مشغولة بصراعاتها .. وكانت الساحة مفتوحة لتحرك ما .. وكان هنالك تاكيد أن هنالك عدة جهات تريد أن تتحرك عسكريا .
    وأجتمعت الحركة الأسلاكية لتداول الأمر وأنقسمت تيارين ، تيار يرى أن التجربة لم تنضج لذلك عدم الأستعجال وإننا يجب أن نعمل فىالمجتمع أكثروالوصول ديمقراطيا
    والتيار الأخر يرى أن البلد فى حالة إنفلات أمنى وأن حركة اسلامية بهذة الطاقات الهائلة فى كل مجال وأن أى حركة سياسية عندما تمتلى يجب أن تفيض من داخلها فى لحظة معينة ( أى كما قال لينين ( ليس غدا ولاأمس بل اليوم ) ؟.
    وكان إعتقادهم أيضا بأن الغرب لايسمح للأسلاميين بالوصول للحكم ، لأن الأسلام ياتون بمعايير حضارية جديدة والحضارة تقدم قيم جديدة مختلفة .
    وبطبيعة الحال أن العسكريين الأسلاميين معنيون بزهو السلطة وأنجذاباتها مثلهم مثل العسكريين فى دول العالم الثالث ورجحت كفة الأنقلابيين .
    ـ وسارت بنا سفينةالأنقاذ وأنقسم طاقمها نصفين ، فماذا كان يدورهنالك فى كابينتها؟
    نعم الطريق للسلطة عندما تسلكة ليس مجانى والأفكار هى مسارات للصراع .وكما يقولون النظرية دائما رمادية . وكانت هنالك عدة سيناريوهات تمت ولكن سوف أحاول أن أضئ بعد جوانبها الرئيسية . طبعا نحن جئنا السلطة بإنقلاب وكان بعضنا يرى بأن التجربة غضة فلماذا نطرح أفكار المشاركة . وكان تيارنا يرى أنه يجب الأستئناس بالتاريخ الأسلامى وأخذ العبر منه . وطرحت أشكالية ..
    ـ الحريات العامة والشورى والتوالى أى التعددية . .
    ـ قضية الحكم الأتحادى وبسط السلطات للأقاليم ..
    كانت قناعتنا قد وصلت بأنه لايمكن الأستمرار وحدنا فى حكم بلد مثل السودان وأن الشعوب نضجت بما يكفى ، لم تعد فكرة الحكم العسكرى مقبولة عالميا وفى أفريقيا أيضا ، أى لابد من دمج المؤسسة العسكرية فى الحكم المدنى أو تحييدها لمصلحة التوالى . وطرح دستور 98م وهو نص على الحريات العامة والتوالى من قبل الجميع فى الحكم هى فكرة أصيلة وتعنى التعددية .
    وكان لايمكن أن نطرح هذا الدستور والعسكريون يذهبون لمزيد من الشمولية ، وأستبان الصراع وعلا غباره والتيار الأخر كان يرى فى نموذج حافظ الأسد مثال ..يجب الأستمرار عليه ، وكنا عكس ذلك بعد طول تجربة وقراءة للواقع السياسى ننحو نحو تفكيك المؤسسة العسكرية والتعددية وعندما أشتد الصراع وبلغ ذروته صدرت المراسيم الشهيرة ونحينا خارج الحلبة وأنفردنا بالمؤتمرالشعبى للحركةالأسلامية برؤيتة فى خانة المعارضة .
    وعندما خرجنا للخارج أجتمعنا بالأخوة من الحركة الشعبية ياسر عرمان وباقان أموم هنا فى سويسرا/وأصدرنا مذكرة التفاهم بجنيف عام 2000م .
    وتم بيننا حوار عميق أولا أعترفوا لنا أنهم بعد عشرين عاما من القتال أقتنعوا بأنهم لايمكن أن يفرضوا رؤاهم بالقوة على الأخرين .
    وأعترفنا نحن بإننا كنا راديكاليين مثلهم وأكثر وبعد 10 أعوام من الحكم وصلنا لقناعة إننا لايمكن أن نحكم السودان وحدنا .
    وأتفقنا أنه مهما بلغ العداء بنا فإن الحوار هو الطريق الوحيد للوصول لنتيجة ما ويجب على كل منا أن يفتح دائما ذهنة للأخر وأمنا على مبدأ المحاسبة والحقيقة والمصالحة .
    وكان ذلك قد فتح الطريق وأستعجل الأخرون الوصول لنيفاشا .
    ــ ما وجهة نظركم تجاة أتفاقية نيفاشا للسلام ؟
    أتفاقية نيفاشا فى معناها الجوهرى هو إنزال النظام على سلالم أنيقة ، صاغها الشركاء بتوجيهات صارمة من المجتمع الدولى ، وطبعا السودان بلد واسع ومؤثر على الساحة السياسية والأقليمية ولايريد المجتمع الدولى أن تفلت السلطة المركزية وتكون هنالك فوضى فى البلد وفى نفس الوقت من خلع المؤسسة العسكرية بهدوء .
    والسلام اسس على اتفاقية نيفاشا وليس على دستور 98م وهو عمليا أنتهى .
    وللآن الأتفاقية لم تغير الأنقاذ وعلى النظام أن يعى أنه عليه ان يتغير وهو يراوغ وللنظام دائما طاقة أستيعابية للأخر بأمكانياته المادية والسلطوية وهوليس قوى ولكن الأخر أيضا مستضعف وكما سماه نقد بإن توازن الأرهاق .
    هم أرهقوا ونضبوا ولكن شهوة الحكم وأصبحوا مطارديين بمخاوفهم من الجميع ، المعارضة الخارجية والداخلية ، ضغوطات المجتمع الدولى ولذلك فضمانهم الوحيد
    هو السلطة . ومازلت مصر على رأى أن روح الأتفاقية لم تطبق للأن .
    وكما قالت السيدة ربيكا " إننى لم يعد لى زوج وأن الأتفاقية هى زوجى .

    ــ ما هى أفاق التجربة الماضية ، العبر.والحاضر المهيأ للمستقبل ـ مع التشديد على مبدأ المحاسبة الذى نادى به الكثيرين .؟
    فى الماضى كما ذكرت إننا كنا راديكاليين ، كنا نريد تطبيق مانراة دون مراعاة الأخر وفطنا بعد مسارات التجربة أن السودان بلد متعدد الديانات والثقافات والهوية ويجب على الحكم أن يتعدد ويراعى ذلك بشفافية .
    ووصلنا كما قال أحد الأخوة فى الحركة الأسلامية بعد بسطت يدها على الدولة بأنه وجد الدولة مثل الجدار لم نستطع أن نحط بها وحدنا .
    ــ ولكن ماهو الضمان من قبل المؤتمر الشعبى للدخول من جديد فى اللعبة السياسية مع عدم نسيان مبدأ المحاسبة؟
    مبدا المحاسبة مبدأ أصيل فى مسيرة الشعوب ونحن أعلناه فى مذكرة تفاهمنا بجنيف ونصينا على مبدأ المحاسبة السياسية والجنائية ونقد الماضى السياسى والتقدم للأمام .
    والضمان الوحيد هو أنه ليس الوعد والأتفاقيات الضمان هو تقوية الوعى فى الناس وتطورة لبسط سلطانهم الحقيقى .

    ـ دارفور وعلاقتكم بحركاتها .؟
    هم مستغلون تماما عنا ، حركة تحرير السودان قيادات ثورية شابة تطالب بحقوق عادلة وبسيطة ، أما حركة العدل والمساواة فجزء من قيادتها كانوا أبناء للحركة الأسلامية وهم فى الحقيقة زهجوا مننا ، قالوا لايمكن أن نقاتل فى الجنوب من أجلكم فى الخرطوم وأهلنا فى دارفور جوعى ومرضى .
    والكتاب الأسود بإحصاءاته المنطقية خرج من أضابير القصر وهم سياخذون حقوقهم أجلا أو عاجلا.
    وودعنا الرجل ومازال فى الذهن تعترض ألاف الأسئلة وهو ذاهب إلى ألمانيا محطة أخرى له وأنا أردد على مسامعة أن الساسة تسمع كلامهم تحاول أن تصدقهم وتشوف عمايلهم تكفر .
    والحمد الله نحن الشعوب المغلوبة على أمرها نعترف بإننا لم نوذى زهرة فى بلادنا وقلوبنا لازالت مليئة بالمحبة للناس أجمعين.

    محمد القاضى /سويسرا
    فى 19/3/2006م


                  

04-04-2006, 05:48 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    الرحمن الرحيم

    و أيضاً أطلقوا سراح الخرطوم

    بقلم :الأستاذ حسين خوجلي

    عندما كان الأجانب يسخرون من شوارع الخرطوم و ترابها و شمسها الحارقة و تردي الخدمات فيها .. كنا نباهي أصواتهم و نظراتهم بمنابرها و ثقافتها و إهتمامات شعبها الراقي في العمل الإجتماعي و السياسي و الكياسة الإستراتيجية المعهودة .
    كنا نباهي بدعمنا لثورة الجزائر بالأنفس و كرائم الأموال و الحداء الحبيب :
    أنا أفريقي حر .. أنا جزائري حر .. و الحرية في دمي .. و كنا نتجمل بدعم إرتريا و كنا نزدهي بدعمنا لكنياتا و ثورة الماو ماو .. حين كنا نشعل الشوارع و الساحات هتافاً و وعياً لأن الإمبريالية إغتالت لوممبا و بإغتياله إغتالت الإنسان .
    لقد كنا نسقط سخرياتهم الصغيرة و الكبيرة باكتوبر و الأكتوبريات .. و دعمنا لنضال البورسعيديين بالدم و الكفاح الموحد ، أيام كانت الأجساد فياضة بالحب وهي تردم القنال ضد مرور البارحات الإستعمارية .
    لقد كنا سعداء يومها بإستقبال الرؤساء العرب بعد يونيو و النكسة لأن كل الصحف العربية و الأجنبية قالت حينها بصوت رصين :"إن الخرطوم بتظاهراتها و حيويتها ولاءاتها الثلاثة أعادت الأمل لكل الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج و فاضت بالمعاني كما تفعل الأعراق العظيمة"
    لقد كانت الساحة السودانية في تلك الأيام مزدحمة بالأفكار و الجديد و المعارك النظيفة و التحديات و إن لم يكن تماماً على المستوى النظري و المعنوي كانت حقيقة لا يخالف في نصاعتها الإ جاحد أو ممار
    و مع بدايات الديمقراطية الأخيرة بدأت مسارات اليأس تتدحرج ككرة النار تحرق ولا تضئ و الأسباب كثر مجرد زكرها و يقلق و يدمع ، إلى أن بلغنا اليوم الذي يمكن أن نقول فيه بإعتراف كبير أن الله رزقنا بحكومة قابضة قوية تفعل الخير و غيره نيابة عن الناس .
    حكومة استطاعت بعبقرية ساحرة أن تجعل كل النقابات صوتاً واحداً و الإتحادات صوتاً واحداً أو لا إتحادات ..
    حكومة صدقت دعاويها أن أقوى ما تقابله هو أن تغتال حزبها لتبرر إغتيال الآخرين
    فصارت المفاهيم السلطوية العضوض هي التي تظن أن باستطاعتها صناعة التيار الذي كان من المفترض أصلاً أن يصنعها .
    لقد ظن الإسلاميون المستسلمون بعد "خلعه" و "مدافعة" الإنقسام أن الطريق الأسهل لقطع الطريق أمام أي "الترابي" جديد هو أن يصنعوا لهم حزباً مريضاً مثل تركيا في آخر ايام عبد الحميد .. وقد راقت لهم العبارة الشمولية بحكومتنا "لا بأمانتنا" !!!
    حزب له دار و قيادة أقصى ما في جعبتها من أحكام سلطانية و حكمة و أصول و فقه أن الحكومة المسلمة بأي درجة هي خير من إجتهاد الجماهير و التجريب المرو و لذلك هم ضد التطوير أو التعديل أو التبديل فكيف الإطاحة كما يظن المتوكلون .
    و في ظل هذا الإجتهاد المتلصص ماتت الأفعال و بقيت الأشكال و صار حزب الحركة الإسلامية الحية الودودة الولود مجرد دار مقفرة يرتادها بعضها المتطلعين من الدرجة الثانية بما يكفي زمانهم البائس لكي يتسمنوا وظائف وثيرة المكافاة و الإمتيازات حتى و إن كانت غير جديرة بالإحترام وهي كذلك .
    الحزب المريض الذي انفض عنه كل الأذكياء فهربت القلوب الهواء صوب الوزارات و المؤسسات و السفارات أو إدارة الشركات التي لا تمر عطاءاتها إلا من اليد إلى اليد و عليكم بإختيار العليا و السفلى و بالترتيب الذي ترغبون .
    دون أن يدري المعسرون من أهل نيكاراغوا الأفريقية كيف ينشون عن وجوههم أسراب الذباب و الشحاذين .. و أن تتمرس القول الهامس ابداً و الشجاع ابداً ناصحاً لا مبالياً لإخوة الأمس و اليوم .
    اتحدى قيادة هذا الحزب أن تخرج إلى الجماهير مباشرة دون إتكاءة من نظام لترى ما تفعل الأفواه و السواعد فيهم !!
    و اتحدى قيادة هذا الحزب أن تدفع إيجار بيت واحد من بيوتها المغلقة في كل الحارات السودانية والتي صارت برضاها فنادق خمسة نجوم للعناكب و الصراصير و الخفافيش و الصمت الموحش .
    لقد أوصل حزب الحركة الإسلامية و التيار الوطني المستنير العاصمة السودانية بعبقرية يستحق عليها تمثالاً من الشمع إلى هذه المرحلة القائمة من البؤس و الجدب و الصمت المريب .. ففي الوقت الذي تحركت فيه كل العواصم الفرنجة دفاعاً عن قضايا العرب و المسلمين و المقهورين نامت الخرطوم في "خط البروفسيور" .. تأكل مسترخية ولا مبالية دجاجة الفلسفة و تهويمات الجدل الضرير وهي تبصم ليل نهار على إجتهادات الخدمة المدنية التي تملك القلم السري و "المسطرينة" المثقفة و البندقية البلهاء .
    من يصدق أن الخرطوم الجسورة دون كل العواصم وهي في حراسة المؤتمر الوطني حزب القطاع العام ، قد عجزت عن التمرد الأبيض مثلما عجزت قيادته أن تخرج تظاهرة واحدة من الطلاب و الزراع و الصناع بل عجزت حتى في إخراج تظاهرة من جملة الأفندية التي توفر لهم الفطور و الثرثرة و اللاعمل عجزت و عجزنا من أن نلاحق لندن و مدريد و روما و سيدني و جوهانسبيرج وهن الحرائر - يقلن في جسارة لا في وجه واشنطن الفاجرة و نحن دون غيرنا نعرف غدرها و لؤمها و بطشها و مكرها ضد شعبنا و ضد وحدة أراضيه .
    لقد عجزت للأسف خرطوم المؤتمر الوطني في أن تخرج طلاب السودان الأحرار ليهتفوا ضد الطواغيت الجدد في حلف بوش بلير شارون و كيف لا تعجز في إستثارتهم و دفعهم و مخاطبتهم وهي التي عجزت بالأمس القريب في الدفاع عنهم حين اكتسحت عليهم ساحاتهم في أكبر حملة هولاكية مدنية معاصرة طالبوا بالإتحاد الذي افرز بالتحدي و النضال و الشجاعة على عثمان ود المكي و التجاني عبد القادر و بشير آدم رحمة و قاتل الله التقارير الكواذب .
    نعم لقد عجز الحزب الضرير الضرار أن يعيد للخرطوم عافيتها و نضرتها و كبرياءها .. لكنه قطعاً لن يعجز اليوم من أن يحاصر كلماتنا بإدعاء أجوف أنه حزب الإنقاذ وهو يعلم قبل غيره أن الإنقاذ منه براء .. فالإنقاذ التي انجبت المقاتلين و الشهداء و الصبر و المصابرة و تكسرت على صدرها العنفوان صليل المؤامرة و المتآمرين لا يشرفها أبداً أن تنتمي لمثل هذا التكوين الكسيح .
    سيدي العارف المهذب الأستاذ إبراهيم أحمد عمر الرجاء أن تحترم تاريخك الأكاديمي النظيف و سيرتك التنظيمية الناصعة و تقدم استقالتك اليوم قبل الغد ، لأن التاريخ الإسلامي ما عاد يحتمل غير أشعري واحد !!
    و لأن من اشراف الأمور أن تهتف الخرطوم و تمارس هوايتها المفضلة ضد الرذائل الأمريكية و العصابات الصليبية الصهيونية و من الآن حق الإنقاذ أيضاً أن تتنزل و تنزل إلى الحارات و الدروب لتبحث من جديد عن الجماهير و كل هذا لا يتأتى إلا بهذه الإستقالة الحلم . و لأننا نخشى أن لا نجد في عصر فقهاء الأنابيب و "المباقصة" و التقزم و المؤامرة و تقسيم الثروة و السلطة لا حكومتنا التي بعنا في سبيلها الغالي و الرخيص ولا تيارنا الذي أعطانا حق الإعتداد يرفع الأنوف و برفع الآذان دون أن نخشى رصاصات الخلف اللعينة !!
    المصدر : الوان
                  

04-15-2006, 04:37 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    عالم سعودي: فتاوي الترابي تتعارض مع نصوص قرآنية قطعية

    رصد: عصام عبد الرحمن

    هاجم عدد من العلماء المسلمين الأمين العام للمؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن عبد الله الترابي والرئيس الليبي معمر القذافي بعد الفتاوى التي أصدرها أخيراً حيث أفتى الترابي بزواج اليهودي والمسيحي من المسلمة وإمامة المرأة للمصلين وأن الحجاب عند المسلمة يقتصر فقط على غطاء الصدر وأن هناك فرقاً بين الحجاب والخمار فيما دعا القذافي اليهود والنصارى الى الطواف بالكعبة.

    وقال الدكتور محمد بن يحى النجيمي عضو المجمع الفقهي الإسلامي العالمي لـ (قناة إقرأ) إن الإختلاف بين المسلمين أمر جائز وهو شئ قديم ولكن يجب أن يكون في الأمور الفرعية وليس في أصول الدين نفسها وألا يتعارض مع نص قطعي من القرآن أو الكتاب ويضيف النجيمي أن الصحابة في الماضي اختلفوا في قضايا كثيرة والاختلاف هو منبع قيام المذاهب الإسلامية لكن الصحابة لم يؤد الخلاف بينهم الى الشقاق والصراع. ويواصل الدكتور النجيمي أما الآن فقد ظهر (المتعالمين) وهم كثيرون في مقابل العلماء وهم غير متخصصين في الأمور الشرعية وربما يكونون قانونيين أو غير ذلك ويريدون أن يخدموا قضايا محددة سواء كانت سياسية أو غيرها.

    وقال الدكتور النجيمي إن حسن الترابي الذي أطلق فتاوى وصفها بغير الطبيعية هو جاهل بالأمور الشرعية وهو دارس للقانون في جامعة السوربون في فرنسا وهو من المتعالمين وليس عالماً في هذا الموضوع. وأبان أن هذه الفتوى التي جاء بها الترابي تتعارض تماماً مع نص قرآني صريح حول أمر زواج الكتابي بالمسلمة وأردف النجيمي الذي كان يتحدث في برنامج البينة بقناة إقرأ أن هذه الفتوى تتقاطع بالكامل مع إجماع قطعي وليس ظني واستدرك أن ذلك دليل على جهل الترابي بهذا الأمر بالإضافة الى أنه لم يتحدث اي عالم بذلك منذ أربعة عشر قرناً مضت غيره هو الآن .

    وقال النجيمي أنا أصف الترابي بأنه جاهل بالعلوم الشرعية وأنا أتحمل هنا ما أقول في حقه رغم احترامي له كسياسي وقانوني ولكن كل هذا لايبرر له ذلك وأوضح أن من يعارض الإجماع القطعي بجانب النص القرآني يعد من أهل البدع ونفى أن يكون حديثه عن الترابي هو تكفير له وبرر ذلك بأن أهل السنة يلتمسون دائماً الاعذار لمن يخطئ للناس. ومضى الدكتور النجيمي الى القول بأن الترابي خرج بهذا الفتاوى من الخلاف حول الفرعيات الى الأصول نفسها وأبان أن هذه الأصول هي من القطعيات التي لا خلاف فيها بين المسلمين. وأشار الى أن وصف الترابي في هذا الموضوع بالجهل في المسائل الشرعية هو حماية له لأنه إذا كان عالماً بهذا الأمر كل العلم وأطلق هذه الفتوى عن قصد فإنه سيواجه حكماً شرعياً خطيراً سكت عنه الدكتور النجيمي مشيراً الى البيان الذي أطلقه العلماء المسلمون بالسودان أخيراً حول فتوى الترابي الذي عزا إطلاق الترابي لفتواه الى الجهل وعدم القصد ودعا النجيمي الترابي الى التفرغ لعمل القانون والسياسة والابتعاد عن الإفتاء افي الأمور الشرعية وأعلن أن مجمع الفقه الإسلامي العالمي سيبدي رأيه في الفتاوى الصادرة عن الترابي والزعيم الليبي خلال الأيام القادمة ووصف النجيمي مثل هذه الفتاوى بأنها انحطاط في هذا المجال لأنها صادرة عن من هم غير أهل تخصص وحذر من التشدد والتساهل في الأمور الشرعية في الإسلام. وانتقد عضو المجمع الفقهي الإسلامي العالمي الطريقة التي يتم بها تعيين علماء المسلمين السنة وقال إنها تسلبهم ثقة جمهور المسلمين وأشار الى أن تنصيب علماء المسلمين الشيعة يتم عبر انتخابهم بواسطة الحوزات العلمية.

    الى ذلك دعت الدكتورة سهيلة زين العابدين عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلماء المسلمين للتصدي لمثل هذه المحاولات التي أبانت أن الهدف منها هو التقرب للعلمانيين وأبانت أن ذلك يخدم أهداف الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية التى تسعى لضرب الإسلام بالمسلمين أنفسهم.

    الراى العام 14/4/2006
                  

04-16-2006, 04:43 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    الكاروري‮ ‬ينتقد فتاوي‮ ‬الترابي


    وصف الشيخ عبدالجليل النذير الكاروري امام وخطيب مسجد الشهيد بالخرطوم في اشارة منه لفتاوي د. الترابي الامين العام للمؤتمر الشعبي بانها مضللة وتدعم وتناصر اعداء المسلمين، وأنه لا اصل لها في قطعيات الدين كما ألمح صاحبها.






    وشن في خطبته لصلاة الجمعة امس هجوماً عنيفاً على هذه الفتيا وقال إنها لا تخدم قضية الدين وستعمل على مزيد من التشويش، وانتقد توقيتها ودعا للتصدي لها ووصفها بانها فتاوي تحريضية اراد صاحبها ان ينجرف بها الى قضايا تضعف الاسلام والمسلمين وتشكك في فقههم. واستعرض الكاروري نماذج منها وأكد على أهمية كشف بطلانها.


    هل هي بداية افول نجم الترابي ..؟!
    21-2-1427 هـ info
    موسى يعقوب


    عاب السيد عبدالله حسن احمد نائب الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي علي المسؤولين في المؤتمر الوطني اقفالهم الباب امام الحوار مع حزبه في ضوء ما صدر عن د. الترابي في برنامج (العين الثالثة) بقناة العربية الفضائية مؤخراً مذكراً بأن الترابي (فرد) والحزب مؤسسة .
    وللحقيقة ما قال به السيد عبدالله ليس بالمؤاخذة الاولي التي تصدر علي الترابي من حزبه .. فقد سبق له ان اتهم بالخروج عن المؤسسية في «تفاهم جنيف» 18 فبراير 2000م الذي كلف به ابن شقيقته (عمر) وسكرتيره الخاص (المحبوب) مع الحركة وفي مؤتمر شورى الحزب الاخير لم تغب تلك التهمة بل تزايدت وتحدث الشباب عن ضرورة تنحيه عن الامانة لاسباب قدروها.
    وليلة الجمعة الماضية وقد استضافت قناة العربية الدكتور الترابي في برنامج (العين الثالثة) بدا الترابي للكثيرين غير الترابي الذي يعرفونه وهو «ينكش» ويُعمل المحفار في امور قديمة طويت ملفاتها وتم تجاوزها وهو في قمة السلطة بل «الكل في الكل» والامر والناهي فيها.
    اسامة بن لادن تم ابعاده عن السودان في 1996 وكارلوس «ابو عبد الله» -هكذا كان اسمه على جوازه- وصل الى البلاد وسُلم لفرنسا بعد التحقق من شخصيته بعد ذلك بعام او عامين والدكتور الترابي يومئذ في كامل اوضاعه السلطوية في السياسة والتشريع والدبلوماسية عبر المؤتمر الشعبي العربي والاسلامي وغير ذلك حتى قرارات الرابع من رمضان الشهيرة التي كانت البداية العملية في اقصائه عن تلك المواقع .
    حادثة يونيو 1995 المؤسفة في اديس ابابا بعد ان وصلت سدة مجلس الامن الدولي كما هو معلوم بواسطة طرفيها اثيوبيا ومصر تمت محاصرتها ولملمتها فسحبت واصبحت علاقات الطرفين بالسودان ممتازة بل خاصة ـ فلماذا كانت إثارتها بعد ذلك والقمة العربية على الابواب لولا ان (العين الثالثة) كانت (عوراء) ووجدت في الدكتور الترابي ضالتها وهو الذي تحدث بما زاد نجمه أفولاً وسحب الكثير من رصيده التاريخي وقد كان رجل الحركة والدعوة والدولة والقانون والكياسة واللباقة .
    موسي يعقوب
    اخبار اليوم
                  

04-17-2006, 00:56 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    السودانى
    العدد رقم: 159 2006-04-16

    الترابي بين طلاق السياسة وارتياد ميدان الفقه
    تقرير: رحاب طه
    ما الذي يريده الترابي بإطلاقه للتصريحات المثيرة للجدل أخيراً؟ هل يريد أن يقدم نفسه للغرب بتبنيه لآراء اختلف حولها معظم العلماء؟ أم أن تأثيرات الضربة التي تلقاها الدكتور الترابي من قبل لاعب الكاراتيه الشهير هاشم بدر الدين قد اسقطت من ذاكرته كثيراً من المسلمات. الترابي كان قد تعرض لضربة في دماغه في عام 1992 في العاصمة الكندية أوتاوا، وقتها كان يرافقه الأستاذ احمد عثمان المكي - رحمه الله - في زيارة لعدد من العواصم الغربية، ورغم أن معظم الأطباء الذي وقفوا على حالة الترابي الصحية يومها اتفقوا على أن الترابي تجاوز الضربة وأنه احتمل تأثيراتها وأن ذاكرته ما زالت متقدة، إلا أن الأستاذ مهدي إبراهيم وزير الإعلام الأسبق كان قد قال في حوار أجرته معه إحدى الصحف المغربية أن تأثير ضربة أوتاوا على الترابي كان كبيراً وهذا ما جلب السخط والغضب داخل المؤتمر الشعبي وتصدى المحبوب عبدالسلام لمهدي وتحولت لمعارك جانبية. الأسبوع الماضي وقبل أن تهدأ العواصف التي أطلقها الترابي لقناة العربية والتي اتهم من خلالها بعض قادة الحكم بتدبير محاولة اغتيال حسني مبارك في عام 1995، عاد من جديد ليطلق تصريحات للقناة ذاتها لكن هذه المرة ذهب الترابي لقضايا الفقه، حينما أفتى بإمامة المرأة للمصلين وعاد مرة أخرى ليطلق قنابل من داخل دار حزب الأمة الإصلاح والتجديد الذي يقوده السيد مبارك الفاضل المهدي، حينما أفتى بزواج اليهودي والمسيحي من المسلمة، وقال إن الحجاب يقتصر فقط على غطاء الصدر، وأن هناك فرقاً بين الحجاب والخمار، وهذا ما جعل بعض العلماء يتصدون له بالنقد والتفنيد، وقال الدكتور محمد بن يحيى النجيمي عضو المجمع الفقهي الإسلامي العالمي لقناة (اقرأ) إن الاختلاف بين المسلمين أمر جائز وهو شيء قديم، ولكن أن يكون في الأمور الفرعية وليس في أصول الدين نفسها وألا يتعارض مع نص قطعي من القرآن أو الكتاب، ويضيف النجيمي ان الصحابة في الماضي اختلفوا في قضايا كثيرة والاختلاف هو منبع قيام المذاهب الإسلامية لكن لم يؤد الخلاف إلى الشقاق والصراع بين الصحابة، ويقول النجيمي، أما الآن فقد ظهر (المتعالمون) وهم كثيرون في مقابل العلماء وهم غير متخصصين في الأمور الشرعية وربما يكونون قانونيين أو غير ذلك ويريدون أن يخدموا قضايا محددة، سواء أكانت سياسية أم غيرها، وقال الدكتور النجيمي إن الترابي الذي أطلق فتاوى وصفها بغير الطبيعية هو جاهل بالأمور الشرعية وهو دارس للقانون في جامعة السوربون في فرنسا وهو من المتعالمين، وليس عالماً في هذا الموضوع، وأبان أن هذه الفتوى التي جاء بها الترابي تتعارض تماماً مع نص قرآني صريح حول أمر زواج الكتابي بالمسلمة. وأردف النجيمي الذي كان يتحدث في برنامج البينة بقناة (إقرأ) إن هذه الفتوى تتقاطع بالكامل مع إجماع قطعي وليس ظنياً، واستدرك ان ذلك دليل على جهل الترابي بهذا الأمر، بالإضافة إلى أنه لم يتحدث بذلك أي عالم غيره منذ أربعة عشر قرناً مضت. وقال النجيمي إن الترابي جاهل بالعلوم الشرعية، وأنا أتحمل هنا ما أقوله في حقه رغم احترامي له كسياسي وقانوني، ولكن كل ذلك لا يبرر له ذلك، وأوضح أن من يعارض الإجماع القطعي بجانب النص القرآني يعد من أهل البدع، ونفى أن يكون حديثه عن الترابي هو تكفير له، وبرر ذلك بأن أهل السنة يلتمسون دائماً الأعذار لمن يخطئ، ومضى الدكتور النجيمي إلى القول بأن الترابي خرج بهذه الفتاوى من الخلاف حول الفرعيات إلى الأصول نفسها وأبان أن هذه الأصول هي من القطعيات التي لا خلاف فيها بين المسلمين، وأشار إلى أن وصف الترابي في هذا الموضوع بالجهل في المسائل الشرعية هو حماية له لأنه إذا كان عالماً بهذا الأمر كل العلم وأطلق هذه الفتوى عن قصد فإنه سيواجه حكماً شرعياً خطيراً، مشيراً إلى البيان الذي أطلقه العلماء المسلمون بالسودان أخيراً حول فتوى الترابي الذي عزا إطلاقه لفتواه إلى الجهل وعدم القصد، ودعا النجيمي الترابي إلى التفرغ لعمل القانون والسياسة والابتعاد عن الإفتاء في الأمور الشرعية. وأعلن أن مجمع الفقه الإسلامي العالمي سيبدي رأيه في الفتاوى الصادرة عن الترابي.
    ودعت الدكتورة سهيلة زين العابدين عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للتصدي لمثل هذه المحاولات التي أبانت أن الهدف منها هو التقرب للعلمانيين، وأبانت أن ذلك يخدم أهداف الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية التي تسعى لضرب الإسلام بالمسلمين أنفسهم. واتفق قيادي بارز بالمؤتمر الوطني مع ما قالته سهيلة، حينما قال إن الدكتور الترابي يريد تقديم نفسه للغرب بهذه الأحاديث التي تخدم أهداف الغرب، لكن الدكتور يوسف الكودة تساءل: هل صحيح أن الترابي يحفظ القرآن؟ وقال في مقالته التي نشرتها (الصحافة) الخميس الماضي: أي قراءات سبع تلك التي يحفظ بها أو يقرأ عليها حسن الترابي القرآن؟ ألم يقف على قوله تعالى في سورة الممتحنة: (لا هن حلّ لهم ولا هم يحلون لهن)، التي نزلت بعد صلح الحديبية ناسخة ما كان من جواز وحل لغير المسلم زواجه من المسلمة، ولتقرر حكماً جديداً وهو أن لا يجوز بتاتاً أن يتزوج الكافر المسلمة، قال ابن كثير وغيره من المفسرين (هذه الآية) (لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن) هي التي حرمت المسلمات على المشركين وقد كان جائزاً في بدء الإسلام أن يتزوج المشرك المؤمنة، ولهذا كان أبو العاص بن الربيع زوج ابنة النبي صلى الله عليه وسلم السيدة زينب رضي الله عنها فقد كانت مسلمة وهو على دين قومه، فلما وقع في الأسارى يوم بدر بعثت امرأته زينب رضي الله عنها في فدائه بقلادة لها كانت لأمها خديجة، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة، وقال للمسلمين: (إن رأيتم تطلقوا لها أسيرها فافعلوا) ففعلوا، فأطلقه رسول الله صلى الله عليه سلم على أن يبعث ابنته إليه فوفى بذلك وصدقه في ما وعده، وبعثها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زيد بن حارثة رضي الله عنه فأقامت بالمدينة من بعد واقعة بدر وكانت سنة اثنين إلى أن أسلم زوجها أبو العاص بن الربعي سنة ثمان فردها عليه بالنكاح الأول، ولم يحدث لها صداقاً ورغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد زينب إلى زوجها إلا بعد أن أسلم سنة ثمان، إلا أن الترابي استدل بقصة زينب التي كانت تتزوج من مشرك وليس من أهل الكتاب مما يدل على أن الترابي أجاز زواج الجميع أي جميع الكفار من المسلمات، مع أن المنع يشمل جميع الكفار مشركين أو أهل كتاب، وقد أثارت فتاوى الترابي ردود أفعال واسعة، حيث أقام الشيخ محمد عضو هيئة علماء السودان دعوى قضائية تحت المادة 125 من القانون الجنائي السوداني حد الردة في مواجهة الدكتور الترابي، رغم أن هذه الفتوى ليست جديدة فقد قالها الترابي في السبعينيات وكان وقتها في زيارة لأمريكا وسألته إحدى الأمريكيات وكانت قد أسلمت حديثاً عن زواج المسلمة من كتابي، ولأن الترابي يعرف أن المجتمع الغربي يعيش أساساً على المصلحة فقد جوز لتلك المرأة الاستمرار مع زوجها، لكن لا أحد يعلم لماذا أطلق الترابي هذه الفتاوى في هذا الوقت، هل قرر التخلي عن السياسة وتطليقها طلاقاً بائناً والتفرغ لميدان الفقه ولذلك عبر عن قناعاته بغض النظر عن الخسارة في الميدان السياسي؟ وحتى إذا أراد أن يقدم نفسه للغرب بهذه الفتاوى فإن السؤال يبقى هل يقبل الغرب بزعيم يفقد في كل يوم مؤيديه داخل وخارج السودان؟



                  

04-18-2006, 03:52 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    تصريحات الترابي الخطيرة وانقلاب النافعاب وقضايا أخري: أسلوب اجهزة الأمن لن يستطيع التحكم بالسودان
    صديق محمد عثمان
    في رمضان الماضي التقي الدكتور حسن الترابي بالأستاذ علي عثمان نائب الرئيس البشير، علي مائدة افطار بمنزل السيد أحمد المهدي عم رئيس الوزراء السوداني السابق السيد الصادق المهدي، ومعلوم أن الرجلين ـ الدكتور الترابي وعلي عثمان طه ـ تجمعهما علاقة المصاهرة بالأسرة المهدية الكبيرة وقد كان ذلك أول لقاء مباشر بين الرجلين منذ اندلاع الخلاف في صفوف الاسلاميين السودانيين في كانون الاول (ديسمبر) 1998، بعد اجتماع هيئة شوري الحزب الحاكم الذي ظهرت فيه ما عرف لاحقا في الأدب السياسي السوداني بمذكرة العشرة، مما حدا بالصحافة المحلية أن تجتهد في تأويل مدلولات اللقاء والبحث حول ما اذا كان مؤشرا لانفراج وشيك تشهده العلاقة المأزومة بين الفرقاء الاسلاميين، غير أن شخصية بارزة في حزب الحكومة اجتهدت في المساهمة في استفاقة محللي الصحف المحلية من (أحلام اليقظة) بمسارعته الي نفي أي دلالات سياسية للقاء مؤكداً أنه جري في مناسبة اجتماعية عامة ليست بذات خصوصية لطرفي اللقاء المذكورين، مشددا علي طبيعة المجتمع السوداني التي تتميز بالتسامح الاجتماعي غير المحدود مهما تأزمت العلاقات السياسية! وكانت هذه الشخصية هي الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني، المدير الاسبق لجهاز الأمن والاستخبارات.
    نافع الذي سارع الي تلك التصريحات فوجئ بعد أيام قليلة منها بالدكتور الترابي أمامه بمنزله في مناسبة العزاء في وفاة والده، مما أعطي مادة جديدة لمحللي الصحف المحلية للاستمرار في تحليلاتهم التي قطعها عليهم الدكتور نافع، ونافع علي ما يبدو أدمن مصادرة الأشياء منذ اعتلائه لمنصب مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني، خاصة حين يكون الأمر متعلقا بحق الناس في الحرية.... أية حرية... حتي وان كانت حرية أحلام اليقظة ، ولكن الجديد في زيارة الدكتور الترابي لنافع أن الأستاذ علي عثمان محمد طه لم يسارع الي نفي دلالاتها السياسية كما فعل نافع!
    الأسبوع قبل الماضي التقي الدكتور الترابي الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل مستشار الرئيس للشؤون الخارجية الأمين السياسي للموتمر الوطني، الذي قال للصحافيين عقب اللقاء انه يأتي في اطار محاولة الحكومة السودانية جمع الصف الوطني، وان اللقاءات ستتوالي بين الحزبين وربما تتوج قريبا بلقاء علي المستوي القيادي، غير أن الدكتور الترابي لم يعول كثيراً علي اللقاءات بين الحزبين وقال للصحافيين ان الذي التقاه ـ يقصد الدكتور مصطفي ـ مشهور بانعطافه لصف الحركة الذي تمايز عن السلطان وان لم يتمايز هو. وكان الدكتور الترابي يشير من طرفٍ خفي الي أن اللقاءات بين الطرفين ليست موقفا أصيلا لدي حزب الحكومة وأن ما يعلن من أهداف نبيلة بجمع الصف الوطني تستغل في اطار الصراع الداخلي بين أقطاب الحكومة، وأن الدكتور مصطفي وان صدق في عاطفته الاسلامية والوطنية الا أنه قليل الحيلة في اطار لعبة الصراع هذه، لذلك فهو يرجح ألا تثمر اللقاءات ان كتب لها الاستمرار!

    تداعيات لقاء قناة العربية :

    بعد لقاء الدكتور الترابي بالــدكتور مصطفي عثمان بيومين فقط بثت قــــناة العـــربية الفضائية حواراً مع الدكتور الترابي اتسم بالصراحة والمواجهة، hp://www.alarabiya.net/Articles/2006/03/19/22078.htm
    ولا تزال أصداؤه تتردد في المحيطين الداخلي والاقليمي خاصة، غير أن اللقاء حمل رسائل في غاية الأهمية الي قوي دولية باتت طويلة الذراع في الشأن السوداني الداخلي. وقد كان من الأصداء الداخلية لحديث الدكتور الترابي لقناة العربية والذي بثته مساء الجمعة 17 اذار (مارس) 2006، أن علق الموتمر الوطني اتصالاته مع المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور الترابي، وجاء التعليق بعد اجتماع المكتب السياسي لحزب الحكومة والذي ناقش حديث الدكتور الترابي كما قال الدكتور مصطفي اسماعيل للصحافيين. ولكن الدكتور نافع لم يترك أمر التصريحات الصحافية للدكتور مصطفي عثمان صاحب المبادرة باللقاء والأمين السياسي الذي اجتمع مكتبه، بل بادر ـ أي نافع ـ الي التصريح للصحافيين بأن الترابي فقد البوصلة السياسية وأن هذا أمر مؤسف أن يكون شخص في قامة الترابي في هذه الحالة حسب تصريحات الدكتور نافع المنشورة في صحيفتي الصحافة و الرأي العام .

    انقلاب النافعاب

    منذ فترة وصحف الخرطوم لا تكاد تخلو من تحليل أو رأي أو خبر حول الصراع الدائر بين أقطاب النظام، أما مجالس الاسلاميين الخاصة فقد أطلقت علي هذا الصراع اسماً كوديا ـ مرمزا هو انقلاب النافعاب والأخ الكريم الدكتور نافع نفسه لم يعد يخفي أنه يكاد يكمل سيطرته علي مجريات الأمور مستخدما الرئيس في ذلك. وتحدثت مصادر الأمن في الخرطوم عن أن سبب الأزمة القلبية التي أصيب بها الفريق صلاح عبدالله قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات، والتي استدعت نقله علي عجل الي مستشفي القلب بالخرطوم ومن هناك الي مستشفي كرومويل بضاحية كنغستون بلندن حيث أجري فيه عددا من التحاليل اللازمة، وهي الزيارة التي فجرت أسئلة لوزير الداخلية البريطاني السيد شارلس كلارك في مجلس العموم البريطاني وأحرجت وزارته، وسنعود لتلك الزيارة لاحقاً، المهم أن مصادر الأمن قالت ان سبب الأزمة القلبية التي ألمت بسعادة الفريق قوش يعود الي مواجهة ساخنة بينه والدكتور نافع الذي كال الاتهامات لقوش بأنه لا يزال يمسك العصا من الوسط فيما يتعلق بعلاقته بعلي عثمان وأنه ـ أي قوش ـ يريد الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع النائب الثاني للرئيس ويرفض طلب الدكتور نافع بأن تمر كل التقارير التي ترفعها الأجهزة الأمنية الي نائب الرئيس عن طريق مكتبه بالقصر الجمهوري، وتقول المصادر نفسها بأن نافع مضي أكثر من ذلك حين هدد قوش بأن أصحابه الأمريكان لن ينفعوه في معركته الداخلية لتثبيت أرجله علي رأس الأمن والمخابرات، وأنه لن يكون مفيداً لهم اذا خرج من المعادلة، وكان نافع يرمي الي امكانية استصدار قرار من الرئيس بتنحية قوش، وفي ذات السياق تقول المصادر ان الترقية المتعجلة الي رتبة الفريق التي استقبلت بها الخرطوم السيد قوش لدي عودته من بريطانيا، حملت رسالة قوية مفادها أن نافع وراءها ويمكنه أن يطرد أيضاً، أو كما يقول أهلنا في السودان يفلق ويداوي .
    الأخ الكريم الدكتورنافع ومنذ استيلاء الأستاذ علي عثمان علي ملف المفاوضات مع الحركة الشعبية في نيفاشا بذات الطريقة الدرامية التي يستولي بها الآن علي ملف مفاوضات دارفور، ظل يجتهد في كل مجالسه في التقليل من دور علي عثمان، لذلك يزعجه جدا أي تحرك يضع النائب الثاني في دائرة الضوء من جديد، خاصة وأنه يجزم بأن الأمور في الداخل علي الأقل قد دانت له تماما، ولا تزال مجالس الخرطوم الخاصة تتحدث عن دور الدكتور نافع في اعادة تشكيل مجلس الوزراء وكيف أنه استطاع ابعاد العناصر التي كان يتقوي بها علي عثمان بل واعادة عبدالرحيم محمد حسين الذي لا ينفك يجزم بأن ابعاده كان مؤامرة دقيقة التدبير، ويرتفع الهمس أنه بوجود عبدالرحيم في الدفاع وبكري في القصر وكمال عبداللطيف في مكتب الرئيس بالحزب وفي مجلس الوزراء يكون نافع قد احكم اغلاق الدائرة علي الرئيس بعد أن دانت له الأمور داخل الحزب وأصبح السيد علي عثمان ومجموعته ضيوفا هناك. نافع وهو يقود معارك طواحين الهواء هذه يصطدم بعدة عوائق رئيسية ليس أقلها أنه ليس له حليف أو كما يقولون (ما عنده صليح)، فداخلياً ارتبط اسم الدكتور نافع لدي الكثيرين من المعارضين السياسيين بسنوات الاعتقال وبيوت الأشباح وغرف التعذيب، كما أن نافع الذي عمل أستاذا بكلية الزراعة بجامعة الخرطوم لم يكن معروفا في دوائر العمل السياسي، أما خارجيا فنافع يحمل أوزار فترة التوتر العصيبة بين أجهزة المخابرات الأقليمية والعالمية وبين جهاز الأمن الذي كان يقوده، والتوتر لم يكن علي مستوي السياسات فحسب حتي ينصلح مع تغير اتجاهاتها بل التوتر في معظمه كان مهنيا اتخذ شكل احتكاكات (جسدية) خشنة تركت اثارها علي أجساد أفراد في المؤسسات الاستخبارية، وحتي حين حاول الدكتور نافع عمل اختراقات للعزلة التي يفرضها عليه تاريخه، أدخلته محاولاته تلك في هروبين شهيرين عبر المطارات العالمية، والاختراق الناجح الوحيد الذي حققه نافع كان في سماح القاهرة له حضور مفاوضات القاهرة مع التجمع الوطني!
    القراءة السابقة مهمة جداً في فهم الغضبة المضرية التي اجتاحت الدكتور نافع بسبب تصريحات الدكتور الترابي لقناة العربية، فالتصريحات تغلق النافذة الوحيدة في الزنزانة التي يعيش فيها مدير الأمن السابق، وتعيد الي أذهان أجهزة الأمن المصري ذكريات سياسة تكسير العظام التي توجت بغزوة أديس أبابا الفاشلة!! وأكثر من ذلك فتصريحات الدكتور الترابي تشير باصابع الاستهزاء والسخرية الي الجهات الخارجية التي تنخرط في تعاون مشين مع الذين تتهمهم بالجرائم العظيمة، وترمي بقفاز التحدي في وجه العدالة المطلوبة منذ عقد من الزمان، وأذكر في هذا المجال أنني قلت لأحد مفاوضي التجمع الوطني ان أفضل ما في تفاوضهم مع الحكومة بالنسبة للمؤتمر الشعبي هو أنه يسقط حقهم في الحديث الي الشعبي عن الجرائم المرتكبة بحقهم لأول عهد الانقاذ، فالذي يجالس القاتل ويبذل معه التعهدات ويوثق معه العلائق لا يحق له من بعد اتهام شركاء القاتل بالجرم، خاصة ان كانت شراكة هؤلاء في الجرائم معنوية وليست مادية.

    دلالات حديث د. الترابي
    عن محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك:

    والدكتور الترابي يتحدث لأول مرة عن محاولة اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا في عام 1995، ولكنه استغل المناسبة لاعلان عام مفاده أن أجهزة الاستخبارات الاقليمية كانت تعلم منذ البداية بحقيقة الصراع بين الاسلاميين في حكومة الانقاذ، ولكن بعضها اختارت أن تتجاهل حقائق تقاريرها الموثقة أو بالأحري استخدمت تلك الوثائق والتقارير في عقد صفقات مع الجناة، بينما استمرت في تشويه اسمه بالحملات الاعلامية المنظمة، والدكتور الترابي ما كان مشغولا بتبرئة ساحته من اتهامات يعلم قبل غيره أنها لن تضره في شيء ولو اجتمعت عليها أجهزة استخبارات الدنيا، والرجل قرأ بعينيّ رأسه خطة اغتياله المرسومة من قبل وكلاء استخبارات غربية في دولة عربية العام الماضي ضمن قائمة جمعته والسيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله في لبنان والشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي تعرض لمحاولة اغتيال الشهر الماضي، ولربما هاله المبلغ المرصود علي رأسه (15 مليون دولار) ولربما سخر منه كعادته، ولكن أهم ما في تصريحات الدكتور الترابي وهو ما لم يقرأه الدكتور نافع وان قرأه المتداخلون علي مواقع الشبكة العنكبوتية الذين أمطروا كل المواقع التي نشرت لقاء العربية بوابل من الاستفسارات حول مغازي التوقيت ودلالات العبارات المنتقاة سياسياً وقانونياً رغم سخونة اللقاء، وأرجو أن أورد بعض النماذج لتلك الاستفسارات وليعذرني القارئ الكريم:
    1 ـ لماذا الاقرار بذلك الان
    عبدالله احمد محمد سعيد 19/3/2006 م، 12:38 (السعودية) 9:38(غرينيتش)
    حقيقة ما ذكره الدكتور الشيخ حسن عبدالله الترابي لم يثر دهشتي....... لانها وقائع ثابتة وكل الشعب السوداني يعرفها لان السودان اسرع بلد عربي تتنقل فيه الاخبار.. ولا يخفي فيه شيء.. ولكن الذي اثار دهشتي فعلا هو لماذا يقر الشيخ بذلك الان وفي هذا التوقيت بالذات ليقر ويكشف ما حدث في وقت مضي واخطر اقرار هو محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك ومعرفة بعض القادة السياسيين السودانيين بذلك.
    2 ـ لماذا
    ابو علي 19/03/2006 م، 13:57 (السعودية)، 10:57 (غرينيتش)
    لماذا اختار الترابي هذا التوقيت بالتحديد للحديث عن امر اغلق عليه الباب بقبول كل الاطراف لماذا يتحدث عنه والقمة العربية علي اعتاب الانعقاد؟
    3 ـ الترابي والسودان
    محمد علي أحمد 19/03/2006 م، 14:1 (السعودية)، 11:1 (غرينيتش)
    يظل حسن الترابي هو الأكثر تأثيرا في واقع السودان السياسي في السابق وحاليا، وهو الأقدر دون غيره من السياسيين السودانيين علي المبادرة وطرح أفكاره بجرأة وهو ما جعل الكثيرين لا يستطيعون مجاراته في طريقة التفكير أو التنبؤ بنتاج تفكيره. ما طرحه في اللقاء ليس جديدا فالكثيرون من أهل السودان يعرفون غالب هذه الحقائق ولكن يخافون تداولها خشية الملاحقة وحرصا علي السلامة ولكن حسن الترابي كما هو معروف عنه أنه لا يخاف أحدا.
    4 ـ ان لم تثبت غير ذلك ولك الفرصة فما قاله الشيخ صحيح
    علي الدفيري 22/03/2006 م، 2:15 (السعودية)، 23:15 (غرينيتش)
    ما قاله الترابي عن الذين يديرون عجلة الامور في السودان يعلمه الكثير ـ حتي العوام ـ فالسودان الان تحكمه عصابة. ولكن الغريب في الامر اختيار الترابي هذا التوقيت لاثارة هذا الامر ولعل ذلك لحاجة في نفسه. أنا لا استبعد ما قاله الشيخ ـ اذا كان الامر غير ذلك فبامكان الحكومة وعلي عثمان ونافع ان ياتوا بالشيخ الي المحكمة ـ كما اقترح الشيخ ضمنا ويثبتوا عكس ذلك او يكذبوه لان الامر جلل ـ فالتورط في اغتيالات رؤساء دول والدفع بالمواطن السوداني لارتكاب الجريمة ثم ازهاق روحه بهدف التستر علي اثار الجريمة شيء عظيم تنفر منه النفس السوية.
    وهذه عينة فقط لمتداخلين علي موقع قناة العربية علي الشبكة الدولية.
    وتصريحات الدكتور الترابي رغم أنها ـ في ظاهرها ـ تضع بيض الحكومة السودانية كله في سلة المساءلة الجنائية الدولية، الا أن هذا بالذات ما عكر مزاج الدكتور نافع فالتصريحات تجبر المتهمين علي البحث عن منقذ، ولأن هؤلاء اختاروا أن يخفضوا سقف التبصر والحكمة والفراسة حتي جلسوا القرفصاء، فسوف يتوهمون أن المنقذ بينهم أوفرهم حظاً في التسوق بين خيارات مزيد من الاسترقاق في مزاد الاستخبارات العالمية والاقليمية، و النافعاب يعتقدون أن الأستاذ علي عثمان هو الأوفر حظوة لدي جهات الاتهام، والأقدر علي توفير صيغة تسوية علي ما يبدو، واذا أضفنا لذلك اصرار الدكتور الترابي علي الاستمرار في اسقاط تهمة قيادة الانشقاق في صف الحركة الاسلامية عن الأستاذ علي عثمان، فان التصريحات اجمالاً وبحساب الدكتور نافع ترفع من أسهم علي عثمان في لعبة الصراع الداخلي. اذن فتصريحات الدكتور الترابي بعيداً عن تأثيراتها المباشرة علي القمة العربية ـ كما سنري في الأيام القليلة القادمة ـ فانها امتحان شرعية قيادة بالنسبة للدكتور نافع والذي علي ما يبدو كان قد تقمص الدور بدرجة أنه راق له أنه سوف يلتقي الدكتور الترابي متلفحاً هذا الجلباب الفضفاض ونسي أن الدكتور الترابي يقرأه بالأشعة فوق الحمراء حتي وان لبس سترة واقية من الرصاص.. عفواً واقية من الاتهامات بالاغتيالات السياسية.
    وعبقرية مدير الأمن الأسبق لم تستوعب أن التصريحات فرصة لعتق رقاب كثيرة أُستُرِقت بتلك الاتهامات، وظلت تدفع أثماناً باهظة ليس من أجل عتقها من ربقة النخاسة في سوق الاستخبارات، بل لمجرد اثبات تمام الخضوع والانقياد، فكما في السابق يعود الدكتور الترابي الي ممارسة هوايته في قلب الطاولات واختراق الحُجُب المتوهمة الي فضاءات أرحب وأخصب من خيال مدير الأمن السابق. واذا استمر الدكتور نافع وجماعته في تضخيم ذواتهم وحساب أن كل صيحة عليهم، واذا استفحل عمي البصائر بعد عمي الأبصار، فسوف تأتي لحظة يتحتم فيها فرز قضية هؤلاء (النافعاب) عن قضية الوطن وأصل وجوده، حينها يكون قد أعذر من أنذر. حاشية: حين قرر الدكتور نافع نفيه الي صحراء العوينات، كان الشهيد (المشير أول) مهدي السلفي يسخر: أنا علي ثغرة كبيرة في عقل الدكتور نافع!!!
    وحين كان الدكتور الترابي يتماثل للشفاء من اعتداء كندا الآثم كان أحد الشباب يمر من أمام منزله كل صباح ويسأل: كيف أصبح الرجل الصالح ؟!! فيقال له: بخير والحمد لله، فيرفع يديه: ان الذي سمك السماء ألطف من أن يجعل الاسلام والسودان في أيدي فلان وفلان!!! ثم يمضي في حال سبيله خفيفاً خفياً.
    مئات الآلاف من أنقي وأطهر وأخلص وأذكي وأصلب شباب الأمة كانوا يسدون ثغرات العقول والأفهام قبل ثغرات الاستشهاد الملحمي البطولي، ويسدون عين الشمس و...ويفقأون عيون الاستخبارات ويجعلون في اذانها شهباً راصدة، وحين يفيض بهم الكيل كانوا يمازحون الدكتور الترابي (أفلست والله يا شيخ حسن!!)، وحين كان يبتسم في وجه غضبتهم: اصبروا وصابروا ورابطوا...، كانت اجابتهم جاهزة: نحن صابرون الله يصبرك انت!! هذا بينما كان بعض (الكبار) تتورم ذواتهم حتي ظنوا اثماً أنهم أبناء الله وأحباؤه، فلما انفض سامر الشباب من حولهم بدت ثغرات العقول وسوءات النفوس وشحها .. فاذا نحن أمام أقبح صور الأوتيزم السياسي!!!
    وحاشية: حدّث الراوي بأن اللواء.... دلف الي قاعة اجتماعات التفاوض، وسلم علي وفد التجمع الوطني الديمقراطي باقتضاب وجلس، ولكن حين دخول وفد الحكومة السودانية، كان السلام أكثر حرارة وبالأحضان: وينك يا راجل ما بنشوفكش ليه؟!! والله زمان يا راجل....، زمان ؟!! زمان ايه يا سعادة اللواء؟!! دول بتوع الحكومة احنا بتوع التجمع.. احنا اللي ....
    الراوي التفت الي يسألني: انت يا اخوي ناسكم ديل مش ياهم زاتهم أصلب البتاعين لأصلب البتاع ولا ايه؟!!! ضحكتُ وقلت دعني أروي لك قصة، في ليلة الرابع من رمضان سأل أحد الاخوة أخاً آخر: انت يا اخوي الجماعة ديل ياهم جماعتنا زاتهم ولا ناساً تانين ؟!! فضحك وقال له: حين كنا طلابا قررنا الدخول في اضراب عن الدراسة، ولكن اثنين من جماعتنا رفضا الالتزام بقرار الاضراب، فقررنا فصلهما من الجماعة، ولدهشتنا فوجئنا بهما بعد أيام معدودة في حفل راقص!! فسأل أحدهم: انتو يا جماعة اخوانا ديل اتعلموا الرقيص بعد ما فصلناهم ولا من زمااااااان متعلمنو؟!!!
    عـزيزي الــدكتور نــافع: ولا من زماااااان مـتعلمـنو؟!!!!!

    ہ كاتب من السودان يقيم في لندن

    8
                  

04-19-2006, 04:55 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    لله الوطن

    الهندي عز الدين عمرش

    [email protected]


    فتاوى «الترابي» الإعتذارية !! (1)

    * ماذا يريد الشيخ الدكتور «حسن الترابي» من إطلاق تلك الفتاوى (الغريبة) التي خرج بها على أمة المسلمين قبل أيام ؟! هل يريد الترابي - حقاً - كما قال الشيخ «عبدالجليل النذير الكاروري» أن يعتذر للغرب (الكافر) عن عزائم (الإنقاذ) و أصوليتها الجهادية عندما كان منظِّراً للدولة ، و(حاكماً) لها من الباطن ؟!
    * ولكن هل يبلغ الحرص على الإعتذار - لِمَنْ لا يستحق درجةً من (الإنهزام) تجعل قائد ثورة الإسلام السياسي ورائد دولة المشروع الحضاري في السودان يتجاوز حد الإجتهاد والتجديد فيما يتعلَّق بفروع الدين فينطلق - غير عابيء - للإطاحة بالثوابت وإجماع أهل السلف الصالح من زمن الرسول الخاتم (ص) وإلى زماننا هذا ؟!
    * إن الدكتور «الترابي» جًّوز إمامة المرأة في الصلاة - تماماً كما فعلت أمينة ودود في أمريكا قبل عام بالضبط - جوَّزها إستناداً إلى حديث الرسول (ص) إلى «أم ورقة» عندما هم المسلمون بالخروج من «المدينة» إلى القتال وكانت تتوق إلى مصاحبة جيش المسلمين ، فقال لها «النبي» : (إذهبي وصلِّي بأهل دارك) ..
    فتمسَّك «الترابي» بهذا الحديث لتبرير فتواه إلى درجة جعلته يفسِّر معنى (الدار) تفاسير مدهشة ، فيقول إن الدار لا تعني البيت ، فالناس في السودان يقولون (دارفور) لتسمية الإقليم الشاسع !!..
    * لكن الناس يا شيخ حسن .. عندما يقولون «دارالمؤتمر الشعبي» - مثلاً - فهم لا يقصدون تحديد جغرافية إنتشار حزب الترابي في السودان ، وإنما يقصدون بدار المؤتمر الشعبي ذلك البيت المُستأجر الذي يقع في مساحة محدودة بضاحية الرياض بالخرطوم !!... وكذلك يكون المعنى عندما نقول «دار حزب الأمة» ، ودار المؤتمر الوطني !!... وكُلها بيوت ، ومنازل ، وفلل وليست أقاليماً وبلاداً !!...
    * وعندما كان شاعر الجاهلية الأشهر «عنترة بن شداد» يردد في قوافيه : (يا دار عبلة) ، فإنه - بالتأكيد - لم يكن يعني أن كل أرض الجزيرة العربية تُمثِّل إمتداداً لـ (دار عبلة) !!!... وإنما كان يقصد بيتها ومضارب أهلها المحدودة ..
    * أما «دارفور» فقد تم التواضع على التسمية منذ قرون وذلك لأن «قبيلة الفور» كانت هي القبيلة السائدة هناك عدداً ، وحُكماً ، وسلطاناً .. لكن «الفور» ليسوا شخصاً واحداً .. رجلاً .. أو إمرأة ...
    الفور قبيلة تضم بضع ملايين من بين البشر ولهذا فإن إمتداد حركتهم مكاناً وزماناً ، لا يشبه إمتداد (دار) الصحابية الجليلة أم ورقة .
    * ثم إن «أم ورقة» عندما وجَّهها الرسول (ص) بالصلاة بأهل دارها كان جميع رجال (المدينة) وربما بعض نسائها ، في طريقهم إلى الغزوة مجاهدين ، ولذلك فإنها كانت ترجو - رغم إنها إمرأة - أن تخرج للقتال مع الرسول (ص) ، فكيف يبقى ضمن أهل دارها رجلٌ يكون من (المخلَّفين) الذين ذكرهم القرآن فتؤمه للصلاة ؟!...
    * ولم يعرف تاريخ الإسلام منذ نزول الوحي إلى النبي الخاتم أن سيدنا محمد «ص» قدًّم إمرأة للصلاة بالمسلمين ولو كانت هناك إمرأة تستحق أن تؤم المسلمين ، لكانت أم المؤمنين السيدة «عائشة» فهي أولى بهذا الشرف !...
    لكن «أم المؤمنين» كانت تستدعي غلاماً لها ليؤمها بصلاة التراويح بعد وفاة الرسول (ص) .
    * لقد رفضت ثلاث مساجد في «نيويورك» أن تسمح للمُضِلَّة الفاجرة «أمينة ودود» بالصلاة إمامةً للمسلمين ، فكيف يتحدَّث «الترابي» في الخرطوم عن إمامة المرأة
                  

04-22-2006, 02:57 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    مجمع الفقه السوداني يدعو الترابي للتوبة من فتواه حول زواج المسلمة من الكتابي

    الخرطوم ـ القدس العربي :
    أفتي مجمع الفقه الإسلامي التابع لرئاسة الجمهورية في السودان بمخالفة زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن عبد الله الترابي للكتاب والسنة بفتاواه القائلة بجواز زواج المسلمة من الكتابي وجواز إمامة المرأة للرجال ومساواة شهادة المرأة للرجل وإنكار نزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان، ودعا للتعامل معه بما يقضي بالحق ويوقف الشر والضرر . وجاء في البيان الذي أصدره رداً علي الفتاوي إن النظر فيها تم في ضوء أحكام الشريعة الإسلامية والإجماع، واعتبر المجمع الترابي مخالفاً للكتاب والسنة وما استقر عليه عمل أهل الإسلام قديماً وحديثاً، والواجب عليه التوبة إلي الله تعالي من القول عليه بغير علم وتضليل جماهير المسلمين.
    وقال بيان مجمع الفقه الذي وزعت نسخ منه أمس إن الرد جاء في سياق أسئلة كثيرة وردت إليه من الناس تتعلق بفتاوي وآراء صدرت عن الدكتور حسن الترابي فيما يتعلق بقوله بجواز زواج غير المسلم نصرانياً كان أو يهودياً بالمرأة المسلمة، وبمساواة شهادة المرأة بشهادة الرجل مطلقاً في كل شيء وإنكاره لنزول المسيح عيسي بن مريم عليه السلام آخر الزمان.
    وعلي صعيد متصل دخلت صحيفة معاريف العبرية في الخلاف بين عدد من علماء المسلمين، بعد فتوي الدكتور الترابي، التي أجاز فيها زواج المسلمة من كتابي، مشيرة إلي تاريخية هذا الخلاف في المجتمعات الإسلامية. واعد محررو الصحيفة تقريرا عن الهجمة التي تعرض لها الترابي، خصوصا من الشيخ يوسف القرضاوي التي أشارت الصحيفة العبرية إلي مكانته البارزة وتأثيره علي جمهور واسع. وأشارت معاريف إلي أن الهجوم بدأ علي الترابي بعد ان أجاز زواج المسلمة من مسيحي أو يهودي، ومعتبرا أن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل، بخلاف الشائع إسلاميا، وان ذلك استفز الشيخ القرضاوي الذي تصفه بأنه منافس للترابي، مما جعله يقود حملة اشترك فيها آخرون معاضدون للقرضاوي. وقالت الصحيفة بان الاختلاف الفقهي الجديد بين الترابي وعلماء مسلمين ليس جديدا، ويعود إلي نحو 1400 عام، بعد الدعوة الإسلامية، ويتعلق بدور ومكانة المرأة المسلمة في المجتمع الإسلامي. وأشارت الصحيفة إلي الأدوار السياسية للترابي والقرضاوي، فالأول وجه معروف في الساحة السياسية السودانية، وتولي مناصب قيادية قبل أن يدب الخلاف بين أطراف الحكم في الخرطوم، وانقلاب الرئيس البشير عليه وزجه في السجن، أما القرضاوي فعرف بفتاواه الداعمة للشعب الفلسطيني، وآخرها مناشدته للعرب والمسلمين التبرع للحكومة الفلسطينية الجديدة بقيادة حركة حماس. وبالنسبة لمتابعي الدكتور الترابي فلم تكن فتواه بجواز زواج المسلمة من كتابي مفاجأة، وهي استمرار لما يعتبر مشروعا فكريا بدأه الترابي منذ سنوات، وغطي عليه عمله السياسي. ويحظي الدكتور يوسف القرضاوي باحترام لدي الناشطين الإسلاميين في الأراضي الفلسطينية، الذين يستعينون بفتاوي له في برامجهم الاجتماعية والسياسية، وهناك بعض نشطاء التيار الإسلامي، وهم قلة ممن تأثروا بالدكتور الترابي، مثل الدكتور غازي حمد، الناطق الحالي بلسان الحكومة الفلسطينية.
                  

04-22-2006, 03:14 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)


    النص الكامل لفتوى مجمع الفقه الاسلامى التابع لرئاسة الجمهورية

    مجمع الفقه الإسلامي يصدر الفتوى حول آراء الترابي
    من أنكر كفر اليهود والنصارى فهو كافر .. وتجب عليه التوبة ..!!



    أصدر مجمع الفقه الإسلامي بالخرطوم أمس فتوى جامعة تفند آراء وفتاوى الدكتور حسن الترابي حول حجاب المرأة وشهادتها وإمامتها للصلاة ، وزواج المسلمة من الكتابي ونزول المسيح ، وفيما يلي نص الفتوى :



    مجمع الفقه الإسلامي
    الرد على
    من أباح زواج الكافر من المسلمة
    وساوى بين الرجل والمرأة في الشهادة وأنكر نزول المسيح عليه السلام وجوز إمامة المرأة للرجال مطلقاً
    وأنكر لزوم الحجاب للمرأة



    الحمد لله وحده، الصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين
    أما بعد...
    فقد وردت إلينا في مجمع الفقه الاسلامي أسئلة من عدد من الناس تتعلق بفتاوي وآراء صدرت عن الدكتور حسن الترابي فيما يتعلق بالقضايا التالية:
    أولاً: قوله بجواز زواج غير المسلم (نصرانياً كان أو يهودياً) بالمرأة المسلمة.
    ثانياً: قوله بمساواة شهادة المرأة بشهادة الرجل مطلقاً في كل شئ.
    ثالثاً: إنكاره نزول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام آخر الزمان.
    وجواباً على ذلك نقول:
    إننا في مجمع الفقه الاسلامي قياماً منا بأمانة التكليف، ورغبة في بيان الحق لطالبيه، وتحذيراً للمسلمين من دعاة الفتنة وأهل الأهواء، ولئلا يُفتن الناس بمثل هذه المقولات، ونود بيان جملة من الحقائق عملاً بقول ربنا جل جلاله (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولاتكتمونه) وقوله سبحانه وتعالى (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ü إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم).



    أولاً:
    مما خرج به قائل هذه الأقوال على إجماع الأمة قوله (إن من حق المرأة أن تتزوج كتابياً مسيحياً كان او يهودياً)!!، ومثل هذا القول حقيق بان يُذكَّر صاحبه بقول ربنا سبحانه (إنما يفتري الكذب الذين لايؤمنون بآيات اللّه وأولئك هم الكاذبون) وهو قول لم يسبقه إليه أحد من الأولين او الآخرين، مخالف لآيات القرآن الناطقة بحرمة ذلك النكاح وفساده، كقوله تعالى (ولن يجعل اللّه للكافرين على المؤمنين سبيلا) وقوله سبحانه (ولا تُنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) ومخالف لاجماع المسلمين الذي نقله غير واحد من أهل العلم، ففي جامع البيان قال الإمام الطبري: والقول في تأويل قوله تعالي (ولاتنحكوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) يعني تعالى ذكره بذلك: أن اللّه قد حرّم على المؤمنات أن ينكحن مشركاً كائناً من كان المشرك من أي أصناف الشرك كان، فلا تُنكحوهن أيها المؤمنون منهم، فان ذلك حرام عليكم، ولأن تُزَوّجُوهنّ من عبد مؤمن مصدق باللّه وبرسوله وبما جاء به من عند اللّه خير لكم من أن تُزَوّجُوهنّ من حرِّ مشرك ولو شرف نسبه وكرم أصله، وإن أعجبكم حسبه ونسبه.. وعن قتادة والزهري في قوله تعالى (ولا تنكحوا المشركين) قال: لايحل لك أن تنكح يهودياً او نصرانياً ولا مشركاً من غير أهل دينك) وقال القرطبي رحمه اللّه تعالى في كتابه الجامع لأحكام القرآن: (وأجمعت الأمة على أن المشرك لا يطأ المؤمنة بوجه لما في ذلك من الغضاضة على الإسلام).
    ويقول الشيخ رشيد رضا رحمه اللّه تعالى: (واذا كان المنتقد لايرضيه من الأدلة على حظر تزويج المسلمة للكتابي السنة المتبعة وإجماع الأمة والقياس الجلي المأخوذ من العلة المنصوصة في القرآن، وإن شئت قلت: وفحوى القرآن وبعض الظواهر العامة، بل يطلب عليه نصاً أصولياً لا يحتمل التأويل، فهذا التزام لم يلتزمه احد من السلف ولا من الخلف في شئ من أحكام الدين العملية، فهذه هيئة الصلاة التي هي عماد الدين، لم ترد في نصوص القرآن القطعية ولا غير القطعية، فأين النص فيه على ان الصلوات خمس: واحدة منها ركعتان، وواحدة ثلاث ركعات، والبواقي رباعيات؟ وأين النص فيه على توحيد الركوع وتثنية السجود؟ وإنما ثبتت هذه الأركان بالسنة والاجماع)
    نقول: إن العلماء مجمعون على تحريم تزويج المسلمة من الكتابي، بل إنهم أجمعوا على أن الكافر ـ كتابياً او غيره ـ لايكون ولياً في نكاح مسلمة، ففي المغني لابن قدامة الحنبلي رحمه اللّه قال: (أما الكافر فلا ولاية له على مسلمة بحال، بإجماع أهل العلم، منهم: مالك، والشافعي وأبوعبيد، وأصحاب الرأي وقال ابن المنذر: أجمع على هذا كل من نحفظ عنه من أهل العلم). وأما زعم صاحب هذه المقولات بأن (منع التزاوج بين المسلمات والكتابيين أقاويل لا أساس لها من الدين!! ولا تقوم على ساق من الشرع الحنيف!! إنما هي أوهام وتضليل وتجهيل وإغلاق وتحنيط وخداع للعقول والاسلام منها براء!!
    فهو جدير بتلك الأوصاف التي رمي بها علماء الأمة سلفاً وخلفاً، وهو بهذا يقارن بين تزويج الكتابية من المسلم دون العكس، وفي توضيح الفارق بين الأمرين نقول: إن الاسلام يجيز زواج المسلم من غير المسلمة (نصرانية أو يهودية) ولايجيز زواج المسلمة من غير المسلم، لان كل تشريعات الاسلام مبنية على حكمة معينة ومصلحة حقيقية لكل الأطراف، قال الشيخ عطية محمد سالم: «لماذا حلت الكافرة من أهل الكتاب للمسلم، ولم تحل المسلمة للكافر من أهل الكتاب؟ والجواب من جانبين:
    الأول: أن الاسلام يعلو ولا يُعلى عليه، والقوامة في الزواج قطعاً لجانب الرجولة، فقد يؤثر الرجل على امرأته فلا تستطيع القيام بدينها كما يجب، وقد تترك دينها بالكلية، وكذلك الأولاد سيكونون تابعين لأبيهم في الدين.
    والجانب الثاني: شمول الاسلام وقصور غيره، وينبني عليه أمر إجتماعي له مساس سسبكيان الأسرة وحسن العشرة، وذلك أن المسلم اذا تزوج كتابية، فهو يؤمن بكتابها ورسولها فسيكون معها على مبدأ مَنْ يحترم دينها لإيمانه به في الجملة، فسيكون هناك مجال للتفاهم، وقد يحصل التوصل إلى اسلامها بموجب كتابها، أما الكتابي اذا تزوج مسلمة، فهولا يؤمن بدينها، فلا تجد منه احتراماً لمبدئها ودينها، ولا مجال للمفاهمة معه في أمر لا يؤمن به كلية، وبالتالي فلا مجال للتفاهم ولا للوئام، واذاً فلا جدوى من هذا الزواج بالكلية، فمنع منه ابتداءً).
    يقول سيد قطب رحمه الله تعالى في الظلال: (زواج الكتابي من مسلمة محظور، لأنه يختلف في واقعة عن زواج المسلم بكتابية ـ غير مشركة ـ وهنا يختلف في حكمه ... إن الأطفال يدعون لآبائهم بحكم الشريعة الاسلامية، كما أن الزوجة هي التي تنتقل إلى أسرة الزوج وقومه وأرضه بحكم الواقع، فإذا تزوج المسلم من الكتابية ـ غير المشركة ـ إنتقلت هي إلى دار قومه، ودعى أبناؤه منها باسمه، فكان الاسلام هو الذي يهيمن ويظلل جو الحصن، ويقع العكس حين تتزوج المسلمة من كتابي، فتعيش بعيداً عن قومها، وقد يفتنها ضعفها ووحدتها هنالك عن إسلامها، كما أن أبناءها يدعون إلى زوجها، ويدينون بدين غير دينها، والاسلام يجب أن يهيمن دائماً)أ.هـ
    وقد ذهب صاحب تلك الدعاوي الباطلة إلى أن اليهود والنصارى ليسوا مشركين أو كفاراً، فنقول جواباً على ذلك: قد دل القرآن والسنة والإجماع على أن من دان بغير الاسلام فهو كافر، ودينه مردود عليه وهو في الآخرة من الخاسرين، قال تعالى (ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) وجاء النص القاطع بأن أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بمحمد (صلى اللّه عليه وسلم) أو أشركوا مع اللّه غيره، أو جحدوا نبوة نبي من الأنبياء أنهم كفرة، ولا يدفع عنهم الكفر إيمانهم أو التزامهم بكتبهم، فلو آمنوا حقاً بالنبي والكتاب لآمنوا بجميع الأنبياء والرسل قال الله تعالى (إن الذين يكفرون باللّه ورسله ويريدون أن يفرقوا بين اللّه ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا ü أولئك الكافرون حقاً واعتدنا للكافرين عذاباً مهينا) وقال تعالى (يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات اللّه وأنتم تشهدون) وقال (قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات اللّه واللّه شهيد على ما تعملون) وقد كان ذلك خطاباً لأهل الكتاب المعاصرين للنبي (صلى الله عليه وسلم) وهم يؤمنون بعيسى والإنجيل، وبموسى والتوراة. وقال تعالى (لقد كفر الذين قالوا إن اللّه هو المسيح ابن مريم) وقال تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله الا هو سبحانه عما يشركون) وقال تعالى (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة) فكونهم أهل كتاب لا يمنع من كونهم كفاراً، كما نطق بذلك كتاب اللّه، وأما إباحة طعام أهل الكتاب ونكاح نسائهم فإنه لا ينفي الحكم بكفرهم، ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه جل وعلاء ولو قال قائل: فما وجه وعد اللّه إياهم بالجنة في قوله سبحانه (إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن باللّه واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) نقول: إن هذا الوعد إنما هو للموحدين منهم الذين آمنوا بنبيهم ولم يشركوا باللّه احداً ولم يدركوا بعثة نبينا محمد(صلى اللّه عليه وسلم) وهذا ما اتفق عليه أهل التفسير والعلم بكتاب اللّه عز وجل ويؤيده أن من اعتقد األوهية عيسى أو نبوته للّه أو اعتقد أن اللّه فقير او يمسه اللغوب والتعب فليس مؤمناً باللّه حقيقة وكذلك من اعتقد أن عيسى عليه السلام هو الذي يحاسب الناس يوم القيامة ويجعل النار لمن لم يؤمن بألوهيته او نبوته، من اعتقد ذلك لم يكن مؤمناً باليوم الآخر حقيقة، ولهذا وصف القرآن أهل الكتاب من اليهود والنصارى بأنهم لا يؤمنون باللّه واليوم الآخر، فقال تعالى (قاتلوا الذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر ولايحرمون ما حرم اللّه ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) نقول: إن كفر اليهود والنصارى يعد من الأمور المعلومة بالضرورة من دين الاسلام، فمن أنكر كفر اليهود والنصارى أو شك في ذلك فهو كافر. قال القاضي عياض في كتابه الشفاء في سياق ذكره ما هو كفر بالإجماع: (ولهذا نكفِّر من دان بغير ملة المسلمين من الملل او توقف فيهم او شك او صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الاسلام واعتقده واعتقد إبطال كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك).
    ولا يتنافى اعتقادنا بكفرهم مع برنا إياهم وعدلنا معهم وقيامنا بما أوجب اللّه علينا نحوهم في قوله سبحانه (لا ينهاكم اللّه عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن اللّه يحب المقسطين).



    ثانياً:
    وأما قول الدكتور الترابي بأن شهادة المرأة تعدل شهادة الرجل بل تفضلها، فيما نقل عنه في جريدة حزبه بالنص من قوله: «إن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تماماً وتوازيه بل وأحياناً تكون أفضل منه وأعلم، وشهادتها أقوى منه» ونفيه أن شهادة امرأتين تساوي شهادة رجل واحد، وقوله: «ليس ذلك من الدين أو الاسلام بل هي مجرد أوهام وأباطيل وتدليس أريد بها تغييب وسجن العقول في الأفكار الظلامية التي لاتمت للإسلام في شئ» نقول: يكفينا أن نذكِّر بأن كل مسلم يسمع قول ربنا عز وجل (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر احداهما الأخرى) يعلم ضلال قول الترابي وبطلانه وأنه يدعو إلى التشكيك في مُسَلَّمات الدين. وقد قال أهل العلم في تفسير قوله تعالى (فإن لم يكونا رجلين فرجلٌ وامرأتان مِمَّنْ ترضون من الشُهداء أن تَضِلَّ إحداهُما فتُذكِّر إحداهُما الأخرى): «فيه دليل على أن استشهاد امرأتين مكان رجل إنما هو لإذكار إحداهما الأخرى اذا ضلت، وهذا إنما يكون فيما يكون فيه الضلال في العادة وهو النسيان وعدم الضبط، فعُلم بذلك أن عدل النساء بمنزلة عدل الرجال، فما كان من الشهادات لا يخاف فيه الضلال في العادة لم تكن على نصف رجل، وما تقبل فيه شهادتهن منفردات إنما هي أشياء تراها بعينها، أو تلمسها بيدها، أو تسمعها بأذنها من غير توقف على عقل، كالولادة والاستهلال والارتضاع والحيض والعيوب تحت الثياب، فإن مثل هذا لا يُنسى في العادة، ولا تحتاج معرفته إلى إعمال عقل، كمعاني الأقوال التي تسمعها من الإقرار بالدين وغيره، فإن هذه معان معقولة ويطول العهد بها في الجملة.»



    ثالثاً:
    إنكاره نزول المسيح بن مريم عليه السلام وتهكمه بمن يعتقدون في نزوله، وزعمه أن ذلك من الخرافات نقول: الاعتقاد في نزول المسيح بن مريم هو قول المسلمين أجمعين سلفاً وخلفاً، للنصوص المتواترة التي اثبتت ذلك، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (والذي نفسي بيده ليوشكن ان ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله احد) وقد نقل غير واحد من علماء الأمة تواتر النصوص القاضية بنزول المسيح عليه السلام منهم الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره (جامع البيان) عند قوله تعالى في سورة آل عمران ( يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي) فقد قال بعد أن ذكر الأقوال في معنى التوفي: وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا قول من قال: معنى ذلك: أني قابضك من الأرض ورافعك إلىَّ ، لتواتر الأخبار عن رسول الله (صلى اللّه عليه وسلم) أنه قال (ينزل عيسى بن مريم فيقتل الدجال) أ.هـ وقال العلامة السفاريني الحنبلي في شرح منظومته (لوامع الأنوار البهية): قد اجمعت الأمة على نزول عيسى بن مريم السلام عليه ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة، وانما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة ممن لا يعتد بخلافه.
    وأما استدلاله في ادعاءاته ومزاعمه بقوله تعالى (ياعيسى إني متوفيك) على وفاة عيسى، فهو جار على منهجه في ضرب النصوص الشرعية بعضها ببعض، ومعلوم أن القرآن يصدق بعضه بعضاً، ولا تتناقض أخباره، كما أن السنة مبيّنة للقرآن، وصنيع الراسخين في العلم أنهم يوفقون بين النصوص ولايضربون بعضها ببعض، وقد قال أهل العلم: إن الوفاة في الآية محمولة على النوم، لان القرآن الكريم قد جعل النوم وفاة في قوله تعالى (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار) وقوله سبحانه (اللّه يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضي عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى) وكان (صلى اللّه عليه وسلم) اذا استيقظ من نومه قال (الحمد للّه الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور) ومن العلماء من حمل الوفاة في الآية على معنى القبض والحيازة، كما تقول: توفَّي فلان دينه اذا قبضه إليه، فيكون معنى (متوفيك) على هذا قابضك منهم إلىَّ حياً وأما قوله تعالى على لسان المسيح عليه السلام فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم) فلا خلاف بين أهل التأويل أن ذلك يكون يوم القيامة حين يسأله ربه جل جلاله (أأنت قلت للناس إتخذوني وأمي إلهين من دون اللّه) وعلى ذلك فلا إشكال أصلاً، لان المسلمين أجمعين متفقون على أن المسيح عليه السلام سيموت كما يموت سائر البشر، لعموم قوله تعالى (كل نفس ذائقة الموت) لكن موته ـ عند أهل الحق ـ سيكون بعد نزوله من السماء وقتله الدجال وحكمه بشريعة محمد (صلى اللّه عليه وسلم) قال تعالى (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمننَّ به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا).



    رابعاً:
    من المسائل التي أثارها ـ خارجاً بها على السنة النبوية وما استقر عليه عمل المسلمين ـ القول بجواز إمامة المرأة للرجال باطلاق!! وجواباً على ذلك نقول: إن أمة الاسلام ـ والحمد للّه ـ لم تخلُ في عصر من العصور من نساء مؤمنات فقيهات عالمات فهل يملك الترابي نصاً صحيحاً صريحاً في أن امرأة مسلمة قد أمّت الرجال وأقروها على ذلكس؟ إن جابر بن عبداللّه رضي اللّه عنهما قال: خطبنا رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (لا تؤمَنَّ امرأة رجلا) وقد علم المسلمون أجمعون من سنة نبيهم عليه الصلاة والسلام أن خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها، وأن الجمعة والجماعة غير واجبة على النساء، فمن أين للترابي مثل هذا الإطلاق؟ وأما استدلاله بإذنه عليه الصلاة والسلام لأم ورقة بأن تؤم أهل دارها، فتفسره الرواية الأخرى (نساء دارها) لكن هذا الرجل في إدعاءاته يتعلق بما شاء من روايات يقضي بها وطره ويحقق غايته من إشاعة البلبلة في صفوف المسلمين.



    خامساً:
    ومما صادم به في إدعاءاته نصوص القرآن والسنة دعواه أن الحجاب ـ بمعناه الشرعي المعروف ـ غير لازم للمرأة، بل يكفيها أن تغطي رأسها وصدرها!! وهذا من العجب العاجب، ويكفينا في رد تلك الدعوى قول ربنا سبحانه (وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولايبدين زينتهن..) وما نطقت به نصوص السنة وما أجمعت عليه الأمة مما يعد مخالفة داخلاً في زمرة من قال اللّه فيهم (ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولي ونصله جهم وساءت مصيرا).
    وبعد: فإن مجمع الفقه الاسلامي بعد أن نظر في هذه القضايا في ضوء أحكام الشريعة الاسلامية ومقاصدها، المستمدة من ثوابت ـ الاسلام ـ الكتاب والسنة والإجماع ـ يرى أن الرجل قد خالف الكتاب والسنة وما استقر عليه عمل أهل الاسلام قديماً وحديثاً، والواجب عليه التوبة إلى اللّه تعالى من القول عليه بغير علم وتضليل جماهير المسلمين، والواجب أن يُتَعامَل مع هذا الرجل بما يقضي بالحق ويوقف الشر والضرر.



    وصلى اللّه وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



    مجمع الفقة الاسلامية

                  

04-22-2006, 04:19 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    الجمعـة 23 ربيـع الاول 1427 هـ 21 ابريل 2006 العدد 10006
    إطبـــع هــذه الصفحــة

    الترابي لـ«الشرق الأوسط»: لعل السجن يكون كفارة عن أخطائنا في الإنقاذ

    يترتب على المرأة والرجل في الشهادة نفس الأحكام وفي بعض الحالات شهادة المرأة أفضل من الرجل * لغة القرآن اختلفت جدا في مصطلحات الناس * الحجاب ستار عام وليس زيا في لبس المرأة

    حوار: إمام محمد إمام
    أثارت الآراء الفقهية والسياسية للدكتور حسن الترابي السياسي السوداني وأحد أبرز قيادات الحركة الإسلامية فيه، التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة أخيرا ردود فعل واسعة وجدلا كبيرا لم يقتصر على أهل الاختصاص في الفقه والعلوم الشرعية، بل انه امتد إلى الأوساط الثقافية والفكرية والسياسية داخل السودان وخارجه، وأصبح موضوعا لكثير من الحوارات واللقاءات التلفزيونية والمقابلات الصحافية، وشغل غرف الجدل في شبكة الإنترنت. «الشرق الأوسط» حملت كل هذه التساؤلات وغيرها إلى الدكتور الترابي فكان هذا الحوار:

    * أثارت فتاواكم في ما يتعلق بزواج المسلمة من الكتابي (المسيحي أو اليهودي) جدلا كبيرا.. فهل تعني بذلك إجازة زواج المرأة المسلمة وبقاء زوجها على دينه أم تقصد زواجها ابتداء من كتابي؟
    ـ أولا ينبغي أن ينظر إلى هذا الاجتهاد في سياق شأن المرأة عامة، خطابا للمجتمع المسلم، فإن خطاب المجتمع المسلم المعاصر في شأن المرأة ينحط كثيرا عن أحكام قيم الدين ويبعد عن أحكام قيمه الدينية، والمثال فيه أن المسلمين ينأون عن الخوض في مثل هذه الأحكام في زواج بناتهم. ولعل من نافلة القول التذكير بأن رأيي هذا ليس بجديد، فهو رأي قديم، وما كان مجرد خبر، ولكن كان رداً على أعراض كانت تبدو للجاليات المسلمة في أميركا، إذ قدمت إلى أحد المراكز الإسلامية هناك امرأة تريد ان تعتنق الإسلام ولكنها تريد أن تعرف حكم بقائها مع زوجها، الذي ظل على دينه، لكنهم، أي مسؤولو المركز، كانوا بانفعالهم وارتهانهم إلى التقاليد، يوصونها إن هي صدقت بأن تذهب لتقاضي زوجها طلاقا، وبالتالي تخسر ولايتها على الأبناء وتخسر كل تكاليف التقاضي، وهي في أول الخطى نحو الإسلام، وكان ذلك غالبا يصدهن عن اعتناق الإسلام وإشهاره. طبعا قرأت كثيرا في تاريخ الإسلام عندما اضطربت الأحوال بين المسلمين والمشركين، وبين مسلمين موصولين بجماعات غير مسلمة وأيام الردة التي طرأ فيها اضطراب كثير، فقدرت الرأي لما لم أجد في كتاب أو سنة كلمة واحدة تمنع زواج المسلمة من كتابي، فكنت أرى أن يتركوها تسلم فتثبت إيمانها، وكثيرا ما تدعو وتنشط في دعوتها إلى الله، فتجر إلى الإسلام زوجها ومن حوله وهكذا.. وهذا فتح مبين في أسرتها وفي الأُسر الأخرى. وطبعا من الناس مَنْ أثاره هذا فهاجمني وكفرني، وصوره على أنه قضية عرض. ولكن إذا نظرت للأمر بتجرد فإن إسلام الزوجة قد يؤثر إيجابا على الزوج غير المسلم، فيدخل في دين الله، وهو أمر يحتاجه المسلمون في بلاد الغرب. علينا أن نترك للأقليات المسلمة التي تعيش مع الكتابيين، والذين تهمهم هذه القضية أن يقدروا الأمر حق قدره، وأن يزوجوا بناتهم للكتابيين، لعل هؤلاء البنات يأتين بالكتابيين من خلال العلاقة الزوجية إلى الإسلام، أو يصبرن على دينهن، وهناك الحريات نسبيا أوسع، وليتحروا الأحوال عينا والظاهرة عموما، ذلك رأيي في هذه المسألة.
    * أخلص من هذا الرأي أنكم تتحدثون عن جواز بقاء المرأة المسلمة مع زوجها الكتابي.. وليس الزواج من كتابي ابتداء؟
    ـ لا.. كنت تحدثت من قبل عن بقاء المسلمة مع زوجها الكتابي، لكني الآن افتح الأمر لتقدير الأمور جملة ولتقدير عين الزواج، فلا تمنعها آية أصلا في كتاب الله. فلذلك لا أمنعها بتراكم الأقاويل التي عهدناها. فالأقاويل التي عهدناها ركنتنا دائما بأن الإجماع هو إجماع الفقهاء المجتهدين في عصر من العصور. ولذلك نقرأ القرآن فلا نجد ذلك كذلك أصلا، ولذلك ننصرف عنه. وأوصينا بأن نطيع ولي الأمر دائما ولو استلب الحكم منا بالقوة، وهكذا عهودنا كلها. لكن القرآن يصدنا عن كل ذلك صدودا. فنحن لا بد أن نرجع إلى الأصول، الكتاب والسنة، فإن ترك لنا الأمر لكي نقلب فيه، لأنه تركه بوحا هكذا، نقلب فيه ونقول الكلمة عامة أو نقولها خبرا، بعد ذلك نصوب على عين قضية فيه مع هذا التقدير ومع هذه الأحكام العامة. ويقع ما يقع في سبيل الله.
    * أثار حديثكم عن الحجاب جدلا واسعا، باعتبار أنه تغطية الصدر من دون الرأس.. فما حقيقة هذا الأمر؟
    ـ هذه أكاذيب بعض الصحافيين الذين لم يحضروا الندوة التي تحدثت فيها عن بعض قضايا المرأة المسلمة. فهناك كلمات كتبت لم أقلها، فبعض الصحافيين يستهويهم اسم الترابي فينسبون إلي ما لم أقله. فأنا في تلك الندوة ما كنت أتحدث عن أحكام أصلا، بل كنت أتحدث عن أن لغة القرآن نفسها اختلفت جدا في مصطلحات الناس. فالقرآن تحدث عن الحجاب أنه في حجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن نساء الرسول عليهن أحكام خاصة عن غير النساء وعلى الرسول نفسه أحكام خاصة من دون الرجال المؤمنين. ولكن الحجرة كانت محدودة جدا، ولا يمكن أن يقبل الناس على الرسول يجدون أنسا وتعليما ويريدون الطعام ويأتي إليه غير المؤمنين كذلك وهم غرباء، وهن هكذا قابعات فأجدى أن يكن وراء حجاب وهو ستار فقط، فحتى إذا سألوهن متاعا يسألونهن من وراء ذلك الحجاب. فالحجاب هو ستار عام ليس هو زي في لبس المرأة. فهو حجاب عام قد يتخذ استعارة في اللغة كأن تصف أن بين الناس وبين القرآن حجابا، وقد نشير للذين يلفون القرآن حجابا يلبسونه ولكنهم يحجبون عقولهم وقلوبهم عن معانيه ومغازيه البالغة. قلت في المحاضرة إذا تحدثنا عن زي المرأة لا تتحدثوا عن حجاب والمعركة حول الحجاب والمحتجبة، لكن تحدثوا عن الخمار، تحدثت هكذا بيانا للغة لا الأحكام، قلت لهم الخمر سميت خمرا لأنها تخمر العقل داخل الرأس، والخمار سمي كذلك لأنه يحجب ظاهر الرأس بشعره، والقرآن أوصى النساء أن يضربن على جيوبهن الخمار، الجيب ليس هو الجيب الذي نضع فيه المال فهي جيوب قد تكون فارغة وإذا أدخل فيها موسى ـ عليه السلام ـ اليد خرجت بيضاء لا سمراء كلونه الطبيعي ولون أهله، ولكن أشرت إلى أن المؤمنات يضربن بخمرهن على صدورهن. ولكن ما تحدثت عن أحكام أصلا، فالذي نقل ذلك عني إما سمعه من سامع وما شهد الحديث بنفسه، أو شهد وسمع ولم يدرك ما أقصد بحديثي.
    كنت كذلك في ذات سياقات فقه اللغة أشرح للنساء معنى (الرجال قوامون على النساء)، فقد يحسب الرجال ويحسبن أن ذلك يعني (سيادة على النساء)، فالقيام للقاعد في اللغة معلوم والنساء لسن قاعدات عجزا ولكن قاعدات للولادة أو قاعدات للحضانة، والرجال يقومون بعضلاتهم فيذهبون ويخدمون ويأتون، فالنادل في المطعم الذي يخدمنا يقوم علينا. فالحديث كله كان شرحا لمعاني اللغة ولم يكن أصلا عن الأحكام. ولكن يطير بعض الناس بالأخبار (الترابي أنكر الحجاب)، (الترابي يقول إن الحجاب للصدور فقط) كأني أريد أن يكون كل ما تحت الصدر أي من البطن كله يكون كاشفا ولكن هذا غباء عظيم وتزوير في الروايات عن الناس. ليت الصحافيين فقط يأخذون سماعة الهاتف ويسألونني ليتثبتوا من مثل هذه الأخبار.
    * إذن أنت لا تعترض على غطاء الرأس كجزء من الحجاب؟
    ـ أنا لا أسميه أصلا حجابا، اسميه خمارا، لأن القرآن سماه لنا خمارا وسمى لنا الستار في الغرفة حجابا. في بيتك لو اتخذت حجابا تسميه حجابا وإذا أردت كلمة ستار أو ستارة فلك ذلك أنا هنا أتحدث عن اللغة، وقد تحدثت كثيرا عن الأحكام وأشرت إلى ما لا يحبه أحيانا بعض الرجال، قلت مثلا عندما أشارت الآية إلى (عظوهن) فالموعظة ليست للرجال على النساء، ولكن لكل من حول النساء من رجال ونساء أي المجتمع، أمها وأختها وأبيها وزوجها، فالزوج هو الذي يهجر في المضاجع والمجتمع ينبغي أن يكون له رأي ـ كما في سياق الآية ـ فالمرأة تشتكي لمن هجرها لأن الهجر وقع تجاوبا عن خطأ منها، أم الضرب فليس للزوج أو للرجال ولكن للمجتمع أن يؤذي من يأتي بالفاحشة، وما هو برجم الحجارة ولكنه ضرب الجلد. فالآية التالية مباشرة تخاطب المجتمع (فإن خفتم شقاق بينهما) أي المؤمنين ـ خارج الدائرة البيتية للزوجين ـ (فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها) كما تمضي الآية، فسياقات القرآن التي نستنبط منها الأحكام ينبغي أن تكون بينة ولا تبتر كأنها أحكام بلا سياق.
    الشهادة كذلك أثارت بعض الناس.
    * كذلك أود أن أقف لدى قضية الشهادة كأنك ساويت في حديثك بين شهادة المرأة وشهادة الرجل؟.. خلافا لما جاء في صريح الآية الكريمة «.. فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى».
    ـ لا تحكم عليّ يا أخي الكريم حتى أكمل حديثي. الآية التي تشير إليها هي ذاتها التي هدتنا في كتابة الديون وأنها إلى أجل، ودعت الكاتب أن يكتب ودعت الشهود أن يشهدوا، وقال الله سبحانه (أن تضل إحداهما) بمعنى ربما تضل إحداهما ولم يقل (ستضل قطعا إحداهما) لو كان ذلك كذلك لاستقر رأينا على الحكم. وفي آية أخرى من ذات القرآن الكريم إذا حضر أحدنا الموت أن نشهد (ذوي عدل منا) ولم يقل (ذكرا وانثيين) ولم يقل (ذوي عدل من الرجال فقط)، ففي مقام الموت النساء يحضرن أكثر من الرجال، فإذا اشرف الموت فالزوجات والبنات والأخوات قد يكن أقرب من الذكور، فالذي ترتب على المرأة والرجل في هذا المقام هي نفس الأحكام أن يؤدوا القسم وإذا عثر على أنهما استحقا إثما نستدعي شهودا آخرين. فعامة الناس لا يعرفون إجراءات الشهادة، فبعضها حمل للشهادة في وثيقة تسمى توثيق العقود، وبعضها أداء للشهادة أمام القاضي، فالقاضي يسمع للشهود. والآن يقوم المحامون، وكلاء الخصومة، يقومون على الشهود، ويأخذ القاضي ويرد معهم حتى يتبين هل يتذكر الشاهد تماما الوقائع التي يشهد بها، وحتى يتبين هل هو جدير بالأمانة وهل ثبت عليه من قبل طعن، وهل له خبرة بالقضية التي يشهد فيها، فالنساء قد يكون منهن متخصصات في القانون، وقد يكون منهن متاجرات أي سيدات أعمال، وقد يكون الشاهد الرجل ليس له في التجارة خبرة ولا في الديون خبرة، فقد يغلب القاضي خبرتها عليه في القضية المعينة. وقد تكون الشاهدة طبيبة نساء وولادة فتعرف عندئذ هل ولد الجنين ميتا أم ولد ثم مات بعد هنيهة وهذه يترتب عليها أشياء، كل القضاة في الدنيا بل كل عاقل هكذا يفعل. فالرسول صلى الله عليه وسلم عند أداء الشهادة يحكم على أداء الشهادة عند الخصوم ولعل بعضهم يكون ألحن بحجته من البعض، فهو لا يعلم إلا الظاهر ويحكم على الظاهر، وقد يقع الظلم على طرف ولكن يوم القيامة تقوم الموازين بالعدل فالرسول صلى الله عليه وسلم ينذر الشهود بهذه الموعظة.
    * هل يمكن أن نخص هذا الحكم بالتجارة فتكون فيها شهادة الرجل تساوي شهادة امرأتين؟
    ـ القرآن لم يقل ستكون ولكن قال (أن تضل إحداهما) ولم يحكم عليها بأنها ستضل قطعا، لكن لأنهن في غالب الأحوال لا يمارسن التجارة، فالله ـ سبحانه ـ لم يكلفهن بذلك ولكنه كلف الرجال أن يخرجوا ويضربوا في الأرض ويأتوا بالأموال لينفقوا عليهن، فالأمر كله يترك للقاضي عند تقدير الشهادة، فإذا تعادل الرجل والمرأة في كل شيء فمن جرب واختبر العمل في المجال المعين تكون شهادته أرجح، وقد يحتاج مجال أن يؤكد أحد الذكور آخر.
    * في سياق موضوعات المرأة وردت قضية إمامة المرأة أي أن تؤم المرأة الرجال، وأنك أجزتها؟
    ـ من الذي حرمها حتى أجيزها أنا، الذي فعل ذلك هو عرفكم واضطهادكم للنساء، وهذا العرف هو الذي فضل لها صلاتها في بيتها فلا تشهد حتى الجماعة التي يؤمها الرجال، فلا يظهرن أصلا، أما إذا قال أحد الناس يجوز لها الإمامة قامت قيامة الرجال. وفي آثار السنة والسيرة لا نجد سوى اثر واحد في (سنن أبي داوود)، والذي شرحه هو ذات الفقيه الذي راجع رأي الفقهاء في إيقاع طلاق الثلاثة مرة واحدة ومخالفة صريح القرآن، لأن صحابيا كبيرا قال ذلك وأخطأ في ذلك، فالآية تقول (الطلاق مرتان) وإن طلقها ثالثة تترتب أحكام. لكن ابن تيمية وتلميذه ابن القيم عندما وجدا حديث (أبي داوود) أدركا الحق. فالمرأة الصحابية التي أمت لم تؤم أهل بيتها ولكن أهل دارها والدار غير البيت، فهي الدارة أو الدائرة حول البيت ولذلك كان لها مؤذن، فالمرأة لو كانت أعلم منا وأتقى منا وقامت لتصلي فينا إمامة، فنحن عندئذ لا ننظر إلى جمالها ويفتتنا هذا، فنحن لا ننظر إلى شيب الإمام ولحيته، ولكن يستمعون إلى كلامه، فنحن نسمع للنساء في قضايا الحياة وننظر إليهن، فإذا كان السامع الذكر قاضيا وهي مظلومة فهو لا يصوب إلى مظهرها ولكن إلى روايتها، فإذا كان الخطيب أمامنا قوله لا يعني شيئا فما هو إلا لغو، ننظر عندئذ إلى وجهه وشيبه وقد نستقبح وجهه وننصرف عن الكلام لأن المضامين ليس فيها شيء. كذلك في الحكم الذي يسمونه الإمامة الكبرى، فالقرآن كتاب الله لم يسم الحكم إمامة، فقد جعل إبراهيم للناس إماما وما كان حاكما سياسيا لأحد، فالمسلمون باغتراب مصطلحاتهم سموا الحكم إمامة وجعلوها في قريش، وقد جاءت الكلمة في الحديث لأن قريشا كانوا أئمة الناس، كانوا أئمة لكفرهم، وإذ أسلموا صاروا أئمة الإسلام يؤثرون على من حولهم، فهم حول الحرم وحول الأسواق المشهورة، فهذه الكلمة وردت في هذا السياق، ولكن الناس صاروا يستشهدون بأن الأئمة من قريش من شرط الحكم. فالحكم في القرآن هو ولاية الأمر وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة كان في سياق المحاداة مع الفرس، فما كانوا سيفلحون لو ولوا ابن عم الشاه الذي مات ولم يولوا ابنته، فهم مجوس ما كانوا سيفلحون لو ولوا أمرهم مجلسا من الذكور، ولكن في تلك الأيام اشتهرت قصتهم لأن الذي خلف الشاه امرأة، فلو صح الحديث فهو يختص بهذا السياق. فما أفلحوا فعلا عندما مضوا على تقاليدهم المجوسية، ولكن أفلحوا عندما أصبحوا مسلمين وصاروا أئمة لغتنا العربية، ومن وراء بلادهم من أصبحوا أئمة الحديث وأئمة القراءات وأئمة التفاسير جزاهم الله خيرا.
    * بعض الأحاديث اشارت صراحة إلى عودة المسيح عليه السلام بينما أنت تنكر هذه العودة. فما دليلك؟
    ـ الأحاديث لا تنسخ آي القرآن، فهي عن فلان عن فلان عن فلان ما وردت بالتواتر القرآني، فالآيات مكتوبة من أول يوم مباشرة من فم الرسول صلى الله عليه وسلم وما كتب الرسول صلى الله عليه وسلم شيئا سوى القرآن، بل كان ينهى عنه. لكن هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبدل القرآن من تلقاء نفسه؟ معاذ الله بل إن القرآن يقول إنه ما كان له أن يبدله وإنه لا يفتري شيئا على الله سبحانه وتعالى. فالآيات بينة في القرآن أن عيسى عليه السلام مبشر برسول يأتي من بعده اسمه أحمد، ولم يقل إنه يأتي أثناء حياته، والقرآن يتحدث عن عيسى وعن سائر الأنبياء أنهم خلوا من بعد هذا الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، فهو الرسول الخاتم، فالآية جاءت بينة أنه خاتم النبيين الذي يأتيه الوحي وليس خاتم المرسلين فقط. والآية كذلك بينت أن عيسى عليه السلام يوم القيامة يسأل، فالرسل يسألون كما يسأل الذين أرسلوا إليهم، فيرد عيسى عليه السلام أنه عندما توفاه الله ليس مسؤولا عما فعلوا وأنه ما قال لهم ما نسبوه إليه أن يُعبد وأمُه من دون الله ويسبح الله أن يكون ذلك كذلك (فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد) فليس هو بمسؤول أصلا بعد وفاته.
    والقرآن كذلك ذكر أن الله متوفيه ورافعه كلية من هذا الوجود المشهود، ومطهرك بمعنى محررك تماما فلن ترجع مرة أخرى لتدخل فيه، وبشره بأن الذين اتبعوه هم الذين سيغلبون على بني إسرائيل الذين كفروا به، فالآيات هكذا تتواتر لمن كان له قلب أو القى السمع. لكن جاءتنا بأثر من الثقافة النصرانية التي كانت سائدة بين العرب الأميين، فغالب شهداء النصارى أيام عيسى اختفوا لأنهم كانوا يطاردون ويعذبون ويقتلون فظل مصيرهم مجهولا. ونحن نعلم من القرآن أن عيسى عليه السلام ما صلب أصلا كما ظن أعداؤه، والآخرون ظنوا أنه ما مات أصلا وما توفى الله أجله، فكلمة الوفاة إذا جاءت تعني الموت إذا السياق صرفها إلى الدين أو إلى النوم، كما في سياق توفته الملائكة أو توفاه الله هذا كله يعني استيفاد الأجل في الدنيا حتى ينشأ نشأة أخرى يوم البعث. رغم جلاء الآيات دخلت على المسلمين عقيدة الانتظار. فالناس إذا اضطهدوا وذلوا ينتظرون الآمال حتى إذا كانت واهية، وأنا فسرت بذلك انتظار الإمام لدى إخوتنا الشيعة، فما جعل الله لبشر الخلد، وأظن ـ والله أعلم ـ أن الخليفة العباسي الذي قتل والد الإمام قتل الإمام الثاني عشر ولكنه فعل ذلك سرا، فالناس لم يروا جثمانا وما كفنوه وما صلوا عليه وما حملوه إلى المقابر، فغلب عليهم الرجاء أنه حي، وتوارثوا هذا الظن أو الرجاء عبر القرون. وحتى عند السنة إذا عجزوا ينتظرون المهدي. وإذا درست أحاديث المهدي كلها وقرأت ما كتبه الكاتبون لوجدت أنهم قالوا إنها آمال المستضعفين. فعيسى عندهم يأتي ليقتل الخنزير، فما يجوز لأحد من المسلمين أن يقتل الخنزير إذا كان لأحد من النصارى، ولا أن نكسر صليبه فلا إكراه في الدين. ويمكن فقط بالحسنى أن نقول لهم إن عيسى أحل لكم كثيرا مما حرم على اليهود تأديبا لهم من الله على جنايات ارتكبوها.
    وقد رأيت أصنافا من الذين ادعوا المهدية وعشت مع أحدهم في السجن، وفي السودان ادعى بعضهم ذلك وآخرون في العالم الإسلامي ادعوا ذلك. فالأحاديث تقول يوشك أن ينزل عليكم عيسى ويفعل كذا، فأنا اصرف هذه الروايات إلى أثر الثقافة النصرانية وأنها نسبت خطأ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. بل إننا لنسمع أحاديث في الصحاح تنسب إلى الله سبحانه وتعالى أنه خلق الأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء وخلق السماوات كلها في يومين، وهذا تعلمون بالعقل أنه سخف. فكلمة يوم وأيام (عند ربك) هي أزل كألف سنة والألف سنة ليست (999+1) هذه هي لغة العرب فالألف غاية العدد، ولكن ذلك تجده في صحيح مسلم، فالأيام حقب ممتدة لا ندري مداها أبدا. واليوم السابع لا يتحدث عنه المسلمون ولكنني تحدثت عنه في كتاب «التفسير التوحيدي» لمن شاء أن يرجع إليه، وحتى لا أثقل صحيفتكم بالمثيرات.
    * هذا يقود للحديث عن المهدي المنتظر وإنكارك للأحاديث حوله؟
    ـ هنالك جملة أحاديث كما ذكرت، ولكني أحث المسلمين ألا يقعدوا هكذا كسالى ينتظرون من يملأ لهم الأرض عدلا وهم لا يريدون أن يسعوا ليملأوا شبراً من الأرض عدلاً، فالأرض اليوم كلها في ظلمات من الظلم، وهم لا يعدلون وينتظرون العدل أن يأتي من تلقاء السماء، كأنهم يقولون كما قال اليهود لموسى (إذهب أنت وربك فقاتلا إننا ها هنا قاعدون). أنا أقول للمسلمين انتم كلكم إن شاء الله من المهديين، فأنتم سبع عشرة مرة في اليوم على الأقل، إن لم تزيدوا الصلاة نفلا، تسألون الله أن يهديكم الصراط المستقيم، وهل آيستم أن يستجيب الله لكم فتصبحون مهديين؟ إن فعلتم ذلك فقد تركتم قراءة الصلاة.
    أما الذي يأتي آخر الزمان باسمه والعلامات على ظهره وينتظره المسلمون، فهو انتظار الأماني كما كانت ظنون أهل الكتاب من قبلهم أن الفلاح والصلاح بأمانيهم، وأن يأتي إليكم عيسى مرة أخرى فيصلح لكم الأرض بعد أن أفسدتموها وأنتم تجلسون هكذا وتنظرون، ولا تخافون الله ولكن تخافون السلطان وطاغوت الدول العظمى، فالله هو الأكبر منا جميعا وأحق أن تخشوه، ولا تقولوا كنا مستضعفين في الأرض، كما يقول القرآن ولكن توكلوا على الله فيما تعملون، وانظروا كم سنة مضت منذ أن قيلت هذه الأحاديث، فهل كل هؤلاء الموتى من المسلمين يقولون لله سبحانه وتعالى كنا لا نفعل شيئا وأن المسلمين انحطوا وتخلفوا بعد نهضتهم الأولى لأنهم كانوا ينتظرون بقدر الله أن ينزل عليهم من يصلح بأجله المكتوب، فالمسلمون ليسوا لهم في نهضتهم إلا أن يتوكلوا على الله. لكن يمكن أن تقرأ عن أحاديث المهدية في كتب حديثة جمعتها كلها وطرحتها كلها جملة واحدة، فخلفاء الرسول المهديون هم كل من يخلف الرسول صلى الله عليه وسلم على طريق الهداية إن شاء الله، فهم ليسوا اثنين ولا أربعة يحسبون هكذا ولكن مئات في العلم وفي السياسة وفي كل مجال من مجالات المسلمين.
    * فلنختتم هذا المحور من حديث الفقه والشريعة بسؤال حول القضية التي انسدت فيها الطرق بين الحكومة والحركة الشعبية أن تكون الخرطوم معفية من الشريعة.
    ـ هنا تدخل قضايا السلطان التي يدعها الربانيون والأحبار رغم ما استحفظوا من كتاب الله، وكانوا عليها شهداء، للأقاصرة والأباطرة يحكمون بغير ما أنزل الله، والقرآن عندما يشير إلى أن من لم يحكم بما أُنزل أولئك هم الكافرون فهو لا يشير إلى من يتولى السلطان فقط، فهنا قام فينا ربانيون وأحبار من المسلمين وقالوا إن الربا حلال للضرورات ويقدرها وزير المالية وولي الأمر. ولكن القرآن لم يعذر الرسول صلى الله عليه وسلم عندما اشتد عليهم الفقر في المدينة أن الربا حلال ولم يبدل الآية أن لكم رؤوس الأموال وإن أكلتم الربا فبينكم وبين الله حرب (إلا أنت يا محمد مستثنى لأنكم فقراء). فاتفاقية نيفاشا ـ كما تعلم ـ نسخت الشريعة وألغتها تماما من الحكم الاتحادي، ولكن لماذا لم تثر ثائرة الذين يدعون اليوم الغضب للشريعة.
    ولكن ترك للولايات الشمالية أن تأخذ من الشريعة ما تأخذ، فالآن العاصمة تريد أن تأخذ من الشريعة ما تأخذ، فنحن عندما مددنا يد السلام للإخوة في الجنوب، لأن دولة الإسلام ومجتمعه قامت منذ أول يوم على مجتمع بعضه مسلم وبعضه غير مسلم، فهذا كان النموذج السني الأول. فهؤلاء لو تركونا نمضي معهم في التفاوض لانتهينا إلى أمر أقوم من هذا الذي انتهوا إليه، فهم اليوم تورطوا في أمر العاصمة وقام حولها جدل، فلا تسألني عن فتوى لمن لم يستفت ولم يسأل حول قضايا الشريعة والدين واللغة إبان التفاوض.
    فالدستور الذي بين أيدينا اليوم ليس فيه شريعة في الحكومة الاتحادية حتى نبحث عن مخرج لمعتمد الخرطوم أو واليها. فالصمت إزاء كل ما يفعل السلطان هي نفس العلة التي أصابت أهل الغرب، فمن الذي أباح الربا للغرب؟ للنهضة وللثورة البرجوازية صاحبة المال التي ساقها كذلك اليهود بتجاربهم المالية يأخذون الربا ويأكلونه ولكنه أباحه مثل هؤلاء بعد أن كان محرما في المسيحية والعياذ بالله.
    * فوز حماس ومن قبلها فوز الإخوان المسلمين في مصر في انتخابات ديمقراطية ألا يعني أن الحركة الإسلامية في السودان قد تسرعت في القفز إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري في يونيو 1989 وكان واضحا من مسار الأحداث أنها كانت الكاسب الأعظم في فترة الحزبية السابقة للانقلاب؟
    ـ الآن تطور المد الإسلامي في المجتمعات المسلمة وتقدم على امتداد الأرض، المجتمعات العربية والغربية والآسيوية والأفريقية، ليس كلها ولكن غالبها. ولكن إذا فتح لهذه الشعوب الطريق كما فتح في فلسطين فستذهب كل هذه النظم مذهب حركة فتح وسيقوم الإسلام. والآن احتار أهل الغرب، الديمقراطية عندهم قيمة عليا ولكن الأعلى منها أن يقوم الإسلام وتبعث حضارته على حساب الحضارة الغربية، فالحضارة قيمة أعلى من الديمقراطية. وهم اليوم يتحدثون بصراحة، أنهم لو كانوا يعلمون أن حماس ستفوز كل هذا الفوز، فهم لم يكونوا يعلمون ولم تكن حماس نفسها تحسب أنها ستفوز كل هذا الفوز حتى في سرها، فالسر كان سيعلم وكانوا سيسدون عليها الأبواب. والإخوان المسلمون في مصر الغرب لم يأذن لهم حتى بشرعية حزب في إطار ديمقراطي، فالإخوان ترشحوا في نصف المقاعد وإذا فازوا جميعا يعرف الآخرون أن الغلبة لغيرهم، ولكنهم ما أن بلغوا العشرات حتى سد الطريق جهارا نهارا.
    وفي الجزائر من قبلنا لما رأى الغرب أن الجولة الأولى قاضية على النظام الماضي بتوجهه وليس فقط بأشخاصه وأن الخلف سيكون بالديمقراطية إسلاميا، والأنبياء كانوا يقولون «إن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلنا به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا»، والرسول صلى الله عليه وسلم جاءته الآيات أن يترك الحرية تغدو بيننا وبينهم لنرى لمن تكون عاقبة الدار، ولكن الذي حدث في الجزائر أن كبتت التجربة ووئدت بالقوة، وكذلك يفعلون في تركيا. وفي السودان الإسلام تقدم أكثر مما تقدم في بلاد أخرى حتى اقترب من السلطة، وتقدم نحو الحكم أكثر من جملة العالم السني، وعندما بلغنا شيئا من إعلان قوانين منسوبة للشريعة آخر أيام نميري جاء بوش الأب وقال لنميري من هؤلاء الذين أتيت بهم إذهب بهم للسجون وقد فعل، فذهبنا مباشرة من القصر للسجن، فنميري عندما رأى المد الشعبي الإسلامي أراد أن يكون له نصيب ينافس به نفوذ حركة الإسلام ففتح فتوحات.. حرم الخمر ومنع الربا نظرا لا عملا، وبدأ يتحدث عن الخلق الإسلامي في أهلية من يتولى منصبا عاما، فجاءته من ثم النذر، فترك خليفة له وذهب بنفسه إليهم ليطمئنهم أن كل أولئك قد سجنوا مرة واحدة.
    ولكنه لما سقط وجاءت الثورة الشعبية التي تعلمها، كذلك لما دخلنا مع السيد الصادق المهدي (قبل أن ينال الإمامة) أتته القوات المسلحة جهارا وقالوا إبعد هؤلاء أو لنقيلنك، وأخبرنا بالأمر وأعلنه بعد ذلك. ونحن أخطأنا فلم نكل الأمر إلى ثورة شعبية تأتي بالإسلام ولكن أوكلناه إلى الجند، ولكن منذ فرعون وجنوده العسكر لا يحبون الشورى بل يحبون الأمر، ولذلك لما تمكنوا في السلطة فتنتهم وارتدوا على عهد الدستور الذي كان ينتقل بالشعب نحو الحرية ونحو الديمقراطية ونحو بسط الحكم الاتحادي، فنحن ما كنا نريد أن نستأثر بالسلطة ونستبد على الناس ونأكل أموالهم فسادا في الحكم أصلا. فنحن نقرأ في القرآن أن الأمة التي أخرجت للناس خير أمة مع موسى عليه السلام لما مكنوا في الأرض التي كرهوا أول مرة دخولها وقالوا لموسى لن ندخلها لأن فيها قوما جبارين، لما مكنوا قال لهم القرآن (لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا)، ثم تعاقبون بقوم أولي بأس شديد ثم ترد لكم الكرة، فإن أفسدتم مرة أخرى ستكون العاقبة قاضية وليتبروا ما علوا تتبيرا، فنحن لم نكن نريد أن تحكم حركة الإسلام باسمها (الجبهة الإسلامية) ولا أن يحكم العسكر ولكن آخرين آثروا ذلك. فأنا أعلم أن هذه الروح العسكرية أفسدت الخلافة الراشدة. وتعلم من تمكنت فيه روح الجندية منذ الجاهلية وتقاليد القيصرية، ولا أذكر الأسماء حتى لا تثور ثائرة مسلمين، فالروح الجاهلية والثقافة الرومانية قضت على تجربة حكم الأمة الراشد في الإسلام ولم تدعه يتطور كما بدأ، فالخلافة الراشدة كانت تنتخب وتحاسب ويساوى بينها وبين سائر المسلمين. هذه أخطأنا فيها وحاسبنا الله عليها بأن أدخلنا السجون، لعل ذلك يكون كفارة لنا في خطأ اجتهادنا إن شاء الله.
    فأنا لا أريد لحركة الإسلام أن تصوب إلى رأس دولة فتقتله لأنها فعلت ذلك وما أجدى شيئا، ولا أريد لحركة الإسلام وثورته أن تكون عاقبتها مثل عاقبة الثورة في الجزائر أو في أفغانستان، فلا بأس بالثورة ولكن بعد الثورة لا ترهب الناس ولا تقتلهم وأن تترك الناس كما تركهم الرسول أن تتعايش وأن تتراضى، كل يعمل على شاكلته ونرى لمن تكون عاقبة الدار هنا والدار الآخرة كذلك، وكل مرة نرجع إلى الناس. ولكنهم إذا استغلظ الاضطهاد والكبت لا بأس بالثورة ولئن صبرتم لهو خير للصابرين، فآيات الجهاد كلها دفاع وآيات القتال كلها دفاعية. ولكنهم كلهم يتحدثون عن آيات السيف وأنها نسخت كل الآيات وإذا هي خروج عن سياقات القرآن. الحديث كذلك اخرج من سياقه (من بدل دينه فاقتلوه)، كأن من بدل دينه وكان كافرا ودخل الإسلام يقتل ولكن آيات القرآن الحمد لله بينته ـ فالحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنا لا أقول اتركوه فهو بيان للقرآن والأوفق أن تقرأ القرآن في سياقه عندئذ ستجد الحديث هو خير بيان.
    * هذا يدخلنا في اجتهاد لك أن الردة الفكرية لا توجب القتل، وكما تعلم أن في أفغانستان ارتد مواطن عن الإسلام وحكم عليه ثم ترك بحجة أنه مختل، وامتد أثر القصة حتى نحو العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، حيث آوته دولة مثل إيطاليا؟
    ـ آيات القرآن كثيرة جدا من العسير أن نتلوها كلها فالكتابيون نجادلهم بالتي هي أحسن، إلا الذين ظلموا منهم، وإننا نؤمن بأنبيائهم ونؤمن بالكتب وان كانت قد بدلت تبديلا، وأن نبرهم إذا لم يبدأونا بقتال وأن نعاملهم سواء وأن نردهم إلى كلمة سواء بيننا وبينهم ونقول لهم نتداعى.
    * ذكرت أكثر من مرة أنه يمكنك حل مشكلة دارفور في جلسة واحدة فما سر هذه الجلسة التي تبخل بها على أهل السودان؟
    ـ إنني لا املك السلاح الذي نضرب به المقاومة الدارفورية ولا أملك المال العام الذي يحتازه ولاة السلطة، ولكني أتحدث عن الموضوعات وخططنا بوصفنا حزبا، ورقة كاملة باللغة العربية والإنجليزية عن كل مسائل الخلاف في دارفور واختصرها لك:
    هنالك نموذج بينهم وبين أهل الجنوب خذ ذات النموذج وطبقه على دارفور، لكنهم لا يرضون لهم ذلك لأنهم من المسلمين وكلهم يتكلمون العربية، عندئذ ستعالج المشاكل كلها.
    نيابة الرئاسة وإقليميا ينسق بين الولايات حتى لا يقسمها المركز ويعلو عليها، وحدودهم القديمة التي كانت تعبرها صادرات الإبل بينهم وبين مصر، وخطهم النسبي في مجالس التشريع التي أصبحت كلها مجالس معينة ليس فيها من خير كثير. ولكن إذا اخذوا حظهم خصموا من حق الأغلبية المطلقة التي احتازها واحتكرها الحزب الحاكم والآن يطالب بها شركاؤه من الجنوب، أي نسبة الـ52%.
    ما وجدت دستورا في العالم يفعل ذلك. كذلك يريدون حظهم في المال العام زائدا شيئا ما لأنهم ظلموا منذ احتلهم الإنجليز لأنهم كانوا يقفون جهارا مع العثمانيين ضدهم وكذلك مع الألمان ضدهم، وبأثر هذه القضية حرموهم من الطرق ومن التعليم وكل وجوه التنمية، وكذلك الوطنيون ورثة الإنجليز فساروا سيرة الإنجليز وفعلوا بهم ذات الشيء، فيريدون حظا أكثر قليلا من المال العام المخصص للولايات.
    اعطوهم ذلك ودعوهم في فترة انتقالية يحكمون أنفسهم حتى الانتخابات التي يتنافس فيها الناس، أحزابا قومية وأحزابا اقليمية، وتحدد من يلي أمر الولاية هنالك ومن يلي أمر السلطة القومية.
    هذا كل ما في الأمر، وهو أمر يسير. فاليوم هنالك مليونان من اللاجئين السودانيين، فالسودان كله حكومة وشعبا لا يدفع لهم دينارا واحدا. فالسودانيون أهلهم محجوبون عنهم والدولة مستنكفة عنهم، ترعاهم المنظمات من تلقاء الغرب والأمم المتحدة. والقوى الأفريقية تقيم في المدن فقط، وتترك كل قارة دارفور ساحة للنهب المسلح ليس بين الجنجويد والمقاومين والجيش السوداني، ولكن أصبح النهب المسلح هو نهج الحياة، والناس يموتون كل يوم لجوءا ومرضا، والتعليم توقف إلا قليلا جدا والصحة تتأخر. يحدث كل هذا ونحن نجلس ننظر في أهل الكراسي يتمتعون بكراسيهم ونؤجل المفاوضات جولة بعد جولة أم نعالج المسألة كما عالجناها مع الجنوب، ونستغني بذلك عن الوجود الأجنبي، لكننا نسمع الصراخ والعويل الذي يتحدث عن تدخل القوى الأجنبية، والأفارقة على رؤوسنا أليسوا أجانب؟! وفي قضية الجنوب آلاف على رؤوسنا والشرطة الدولية وكلابها على رؤوسنا حقيقة، وليس مجازا.
    * ما رأيكم في أحداث تشاد الأخيرة؟
    ـ تشاد دخل عليها جنود، أتراهم نزلوا من السماء أم انبعثوا من الأرض؟ ما هي البلد شرق تشاد؟ هذه بداية، وكيف دخل الرئيس إدريس ديبي نفسه إلى تشاد؟ من كان وراءه ومن دفعه؟ وكيف دخل حاكم تشاد الذي سبق ديبي؟ كلها بداءة لا ينكرها أحد، فالهواتف معلومة والطرق معروفة وكيف ضربوا ومن هم وما هي الوثائق بين أيديهم، فأمر وأمر تشاد بعضهم من بعض وقضية دارفور تجاوزت حتى الإقليم وحتى قارة أفريقيا وأصبحت عالمية ومن الخير أن نسارع لحلها.



                  

04-23-2006, 04:03 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)


    الاحد23ابريل2006


    دعته إلى مناظرة علنية

    رابطـة الدعــاة تطـالب التـرابي بالتـبرؤ من أقـوالــه

    سـياسيــون: دعاوى التكفـير تـورث المجتمـع الفـتـن

    } الخرطوم: أحمد - خالد - شبارقة

    دفع الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن عبد الله الترابي في ندوة حاشدة اقامها أمس بجامعة الخرطوم مزيداً من الأراء الفقهية المثيرة للجدل، في وقت، أعلنت فيه الرابطة الشرعية للدعاة الترابي كافراً يستوجب استتابته وان رفض فعلى أُولي الأمر الحجر عليه وانبرت مجموعة من القيادات السياسية والاكاديمية والثقافية لتحذر من مغبة محاكمة الترابي على خلفية الفتوى التي اصدرها مجمع الفقه الاسلامي بخروجه عن اجماع المسلمين، ونبهت المجموعة التي تمثل مختلف التيارات والمدارس الفكرية السياسية الى ان دعاوي التكفير تورث المجتمع الفتن في وقت تحتاج البلاد الى اطفاء الحرائق التي تشتعل في اطرافها.

    ورفضت المجموعة في مذكرة تعتزم رفعها لرئيس الجمهورية بشدة محاكمة الفكر وادانة الضمائر لافتة الى ما اسمته بمآلاتها الظلامية التي من شأنها الدفع بالبلاد الى الهاوية ومستنقع الفتنة وطالبت المذكرة الممهورة بتوقيعات ممثلي الاحزاب المختلفة وعدد من قادة المجتمع المدني بالغاء المادة «126» من القانون التي تتحدث عن معاقبة المروجين للردة باعتبارها تتناقض مع حرية الفكر والتعبير وحقوق الانسان مشيرين الى ان دعاوى التكفير لا تمثل في حقيقتها مرجعية قطعية في الدين ولا ملزمة للدولة أو المجتمع وذكرت المذكرة ان الدستور الانتقالي ينص على حرية التفكير والتعبير ودعت رئيس الجمهورية الى العمل من اجل قطع الطريق امام الفتنة مهددة باتخاذ موقف جماعي قوي حال اصرار السلطات على تقديم الترابي للمحاكمة. وقال كمال الجزولي لـ«الرأي العام» ان سياسيين ومثقفين وصحافيين ومهنيين استشعروا ان موضوع التكفير يمكن ان يهوي بالبلاد الى قاع سحيق فتجمعوا لصياغة وتوقيع مذكرة عاجلة الى رئيس الجمهورية. واضاف: لدينا اعتراضات على فتاوي الترابي لكن نرفض التكفير وتحريض الجمهور ضده. واكد الجزولي على ضرورة معالجة الاختلافات بالفكر، والرأى والرأى الآخر. وكشف عن عزم المجموعة فتح موقع الكتروني ليتمكن السودانيون في الخارج من التوقيع، واكد توقيع نحو «100» من الشخصيات البارزة على المذكرة حتى منتصف نهار أمس.وقال ان الكشف عن فحوى المذكرة سيكون بعد تسليمها لرئيس الجمهورية. إلى ذلك، كفرت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان د.حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي وقالت في بيان دفعت به لوسائل الاعلام «ان الترابي كافر مرتد يجب ان يتوب عن جميع تلك الاقوال ويعلن توبته على الملأ مفصلة ويتبرأ عن كل ماصدر منه امام اهل العلم.واضاف البيان «ينبغي لولاة الامر ان يستتيبوه فان تاب وإلا نفذوا فيه حد الشرع حماية لجانب الدين وان يحجروا عليه وعلى كتبه وان يمنع من المقابلات».وطالب الشيخ الامين الحاج رئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان الرئيس عمر البشير بتشكيل محكمة خاصة اسوة بالتي شكلها الرئيس السابق جعفر نميري لمحاكمة محمود محمد طه معتبراً ماجاء به الترابي من فتاوى اشد خطورة مما كان يردده محمود محمد طه. وابدى رئيس لجنة الدعوة بالرابطة الشيخ محمد عبدالكريم استعداد الرابطة التام الى مناظره الترابي امام الملأ في اي مكان وزمان يختار.

    وقال بيان الرابطة الشرعية الذي تلقت «الرأي العام» نسخة منه «ان الترابي ظل منذ الستينات يردد اقوالاً شاذة وافكاراً ضالة يفترى فيها الكذب على الله ورسوله «ص» ودينه تصب كلها في معين واحد هو السعي الى تبديل الدين وتطويعه حتى يساير ماعليه الكفار اليوم ذلك عندما عزل من السلطة التي يهواها فجن جنونه وابدى ماكان يخفيه من قبل تزلفاً للكفار وخطباً لود الاسياد» وفصل البيان اربعة عشر سبباً أوجبت صدور فتوى تكفيره. الى ذلك وجه الدكتور حسن عبدالله الترابي حزمة جديدة من الفتاوى المثيرة للجدل، وشكك في عذاب الجسد في القبر بجانب علامات الساعة المعروفة عن السلف في ظهور الدجال ودابة ا لارض وشكك الترابي في الناسخ والمنسوخ في القرآن، وقال ان الساعة تأتي بغتة حسب الآيات القرآنية.وانتقد الترابي بعنف من اطلق عليهم فقهاء السلف وقال ان من بينهم من هو صالح ومن هو طالح، ونعتهم بانهم حولوا الشورى من صيغتها الالزامية الى «صيغة مطلقة» لا تتيح إلا طاعة الحاكم وولي الامر وانهم عبروا العهد الى الدستور ارضاء للغرب دون ان ينزلوا الدساتير التي اتوا بها لارض الواقع وانها مجرد «اوراق» لا تنفذ، يحتمي بها السلطان والجبروت.




    الراى العام
                  

04-30-2006, 10:58 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)


    السودانى
    عمار محمد ادم

    العدد رقم: 173 2006-04-30

    في الــــرد علــــى الأفنـــــدي
    لعل صاحب كتاب (الثورة الترابية) يواجه اليوم قبل اي وقت مضى محنة شخصية تتمثل في ازمة النموذج والفكرة معاً ومافتئ الاستاذ الافندي ينتقد نموذج المشروع الحضاري المتمثل في حكومة الانقاذ ويجد الكثير من التبريرات الموضوعية لفشل المشروع، مع احتمالات بقاء الفكرة على طريقة الشيوعيين الذين اعتبروا انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي على يد غرباتشوف بانه مجرد سقوط للنموذج الاشتراكي وتظل الماركسية من بعد فكرة قد تتجلى في مستويات اخرى. وددت لو ان الاخ الافندي جثا على ركبتيه ولعن حظه العاثر الذي ألقى به في هذه المتاهة الفكرية والعملية ولكننا كثيراً ما نحاول ان نجد التبريرات لأنفسنا بحثاً عن التوازن النفسي. ولربما من منطلقات عاطفية وما يقوم به الترابي اليوم هو مجرد غوغائية فكرية تفتقد الى المنهج العلمي ولا تستند الى اي مرجعية فكرية ودينية وهي لا تعدو ان تكون محاولات تشكيل وهدم لمسلمات ومعتقدات راسخة، اذ ان حقيقة الدين هي الاتباع وأصل العلم التجريب العقلي او العملي في شكل التجارب العلمية او النظريات الفلسفية، وليت الاخ الافندي استطاع ان يبين لنا اي منهج يتبعه الترابي، خاصة وانه قد استعبد البعد الغيبي والباطني.



    لعل جدار صالون الترابي قطعة من كسوة الكعبة المشرفة ولا أعتقد ان قيمتها الفنية تؤهلها لاتخاذ هذا الموقع ولكن قيمتها الدينية ومعنى (البركة) هو وحده العامل الوحيد في بقائها، خاصة وان الترابي قد ادى مناسك الحج قبل عامين ورمى الجمرات السبع وليس قطعتين من القماش وما الى ذلك من الشعائر، ولا أعتقد ان ما جاء في الاثر النبوي في حديث الذبابة يخرج من دائرة الالتزام والاتباع على طريقة المنهج الديني الذي ادى به الترابي مناسك الحج ويطلق به لحيته ويضع عمامته، ولو كان الترابي مجرد استاذ جامعي او مثقف حداثي لما اثارت احاديثه مثل تلك الضجة، ولكن كونه يستند الى قاعدة اسلامية تقليدية ويقودها ويتحدث باسمها هو الذي اعطى حديثه كل هذا الزخم، ولعل ذلك ما ذكره الافندي ولكنه لم يتعرض الى البعد الاخلاقي في ذلك والنزاهة الفكرية والصدق الايدولوجي، خاصة وان الترابي قد سكت عن هذه الافكار وانكرها وجعل موضوع زواج الكتابي من مسلمة مجرد فتوى تتعلق بحادثة محددة، وصار الحديث عن حديث الذبابة يصدر عن اعدائه الذين حصلوا على تسجيل واحد لم يكن واضحا وصار رأي الترابي حول حديث الذبابة والعصمة عند الاسلاميين مجرد تهمة وفرية من اعدائه، وقد حاول الترابي من بعد ان يصر على افكاره من خلال الحلقة الضيقة التي اشار اليها الاستاذ الافندي وبعد وصوله الى السلطة عبر عن هذه الافكار عمليا من خلال سياسات وتوجهات عامة شملت الاعلام والنظام التعليمي والاقتصاد وما الى ذلك، وبعد خروجه من السلطة واستفتائه عن القاعدة الاسلامية التي كانت تحافظ على رمزيته التاريخية بعد ذلك أعلن عن أفكاره التي كان يضمرها لمدى اكثر من اربعين عاما وقد ضحى بالفكر من اجل السياسة، لذلك فان الحديث عن أن الحركة الإسلامية كانت لديها محاولات في الاجتهاد حتى لا تتعارض مع الرؤى العلمية الحديثة حديث ليس صحيحا فان اصل الحركة الاسلامية التي كان يتزعمها الترابي انها حركة اسلامية هي امتداد لحركة الاخوان المسلمين في مصر ودعوة الامام حسن البنا وافكار سيد قطب وابو الحسن الندوي وابو الاعلى المودودي ثم انها قد قد تأثرت من بعد بافكار الثورة الايرانية على مستوى الجامعات وبعد الانقاذ ظهرت مجموعات صوفية جهادية على طريقة الطرق الصوفية في انشادها وملابسها وشيوخها، اما مجموعة التجديد المحدودة فقد وصلت الى مواقع الاعلام وكان هدفها هو التشكيك المستمر في القناعات الاساسية لعامة المسلمين ليس على طريقة تضعيف الاحاديث ورفض مقاييس الضبط في علم الحديث ولكن بالاتجاه الى الحديث بالرأي في قضايا لا تصلح بطبيعتها لاعمال الرأي فيها لكونها اوامر مقدسة صادرة من رسول معصوم لا ينطق عن الهوى.



    اعتبار آراء وفتاوي الترابي الاخيرة هو نوع من الافكار الحداثية هو نوع من الابتزال الحداثي لكون الترابي ينطلق من هدم لما مارسه المسلمون لمدى اكثر من الف واربعمائة عام من غير ان يقدم بديلا يمكن اعتماده كمرجعية في اي حوار معه، ولكن اعتماد اسلوب السخرية والتهكم من المعتقدات العامة لا يعتبر نوعا من الحداثة، لكن الحداثة تعني القدرة على تقديم التعاليم الدينية في قوالب حديثة وبطريقة يسهل هضمها من غير تغيير جوهري في اصل الفكرة والمعتقد، ولربما كان اتخاذ مداخل جيدة وجديدة باستيعاب تحولات العصر والحفاظ على الاصل، وقد وجد موسي عليه السلام امة يعنون بالسحر فجاءهم بعصا تنقلب حية وبيد بيضاء، ووجد عيسى عليه السلام الناس منشغلين بالطب فجاءت معجزته مدخله اليهم من ذات النوع، اما النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد اعجز القرآن فصحاء العرب وليت الترابي قد قدم مشروعا جماليا يجعل من الجمال مدخلا الى قلوب الناس في هذا العصر حين يقول النبي صلى الله عليه وسلم (ان الله جميل يحب الجمال)، فما بال الترابي كثير الحديث عن الذباب!!



    ان هذه الترهات الفكرية التي يطلقها الترابي الان لا تدخل في دائرة الفعل الحداثي لكونها ما زالت اسيرة النص بظاهره دون باطنه وبمظهره دون مخبره، وليت ذبابة الترابي لم تقع على الطعام ولكن الغرض وحده هو الذي يجعل الترابي يتوقف عند هذه النقطة ولا يغادرنا الى ماسواها، فوالله لو ان محمدا قد قال كلوا تلك الذبابة لاكلتها نبتغي فيها ومنها البركة، فما بال الترابي يتطاول على الجناب الطاهر ويدع الناس في فتنة وفي ريبة من امرهم تحت دعاوي الفكر والتجديد والتحديث؟ ولعمري فان ما يدعو الترابي اليه لا يعدو كونه هزيمة نفسية تجاه الغرب ودعوات الاصلاح الديني التي قد تجوز في حق الكنيسة ولا تجوز في حق الاسلام لطبيعته القابلة للتجديد الذاتي والتلقائي من واقع المراحل التاريخية التي مر بها الاسلام والمتأثرة بالزمان والمكان، والهوى وحده هو الذي يجعل من قضية المرأة والفن نقطتين محوريتين في اختراق الترابي للفكر الديني الذي تتبناه قطاعات الاسلاميين التي يتزعمها الترابي لمدى طويل ولا يؤمن بفكرها الذي دفع الشباب في الجزيرة ابا وفي يوليو1976 وفي حرب الجنوب والشرق والغرب لأن يقدموا ارواحهم فداء لفكرة يهزأ الترابي الآن من منابعها واصولها. ولعمري فان ما فعله الترابي بمشروع الاسلاميين الحضاري هو عن ما فعله غورباتشوف بالشيوعية وفي هذا الوقت التاريخي الحساس والاستعمار يطرق بعنف الابواب.



    يحاول الافندي مضاهاة الترابي بمحمود محمد طه وكلاهما من النخب السودانية التي ادمنت الفشل، وعلقت آمالها على محاولات تطويع الواقع الديني ولي عنق النصوص من اجل تقديم طرح ترضى عنه اليهود والنصار (ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم). واني لأجد نفسي مجبرا على احترام الاستاذ محمد ابراهيم نقد الذي رفض محاولات الربط ما بين الاشتراكية والتجربة الاسلامية التي يقوم بها المفكر السوري الطبيب تزييني او تلك الاخرى التي يقوم بها الياس مرقص ويظل يبحث عن علاقة حقيقية علها تكون او لا تكون او على الاقل اعتماد الديالتيك في تفسير الظواهر الاسلامية، ولكن مضاهاة الافندي بين الجمهوريين والاسلاميين تجعل من الممكن اضفاء صفة التقديس لفكر الترابي مما يدخله في دائرة الغيب بمنهج اهل الباطن ونفسية الاسلاميين مهيأة اصلا لذلك. وخطبة الترابي بعد نجاته من حادثة كندا الشهيرة في قريته ود الترابي فيها الكثير من الدلالات وودت لو انني اعثر على الكلمة التي القاها الاستاذ علي عثمان محمد طه في ذلك اليوم.



    يحاول الافندي صاحب كتاب (الثورة الترابية) ان يقنعنا ان الصفوة المحيطة بالترابي هي التي شوهت التجربة الاسلامية في عهد الانقاذ نتيجة استعلائها الفكري من غير ان يورد اي ربط موضوعي بين ربط هذه الصفوة للديمقراطية وقيامها بالتجاوزات في مجال حقوق الانسان وهو يدعي تبنيها لفكر الترابي ودعواه ويحاول الافندي ان يخلص الترابي من الادانة الاخلاقية والسياسية امعانا في عرضه لمفكر حداثي ورائد للاصلاح الديني الجديد ولقب (الشيخ) الذي يطلق على الترابي قد قصد به تقديمه كقيادة دينية وروحية ومرجعية اسلامية، واذكر انني عند عودتي من ارض العمليات في عام1991م لتفقد احوال اطفالي من بعد ان تأخرت اشارة التحرك نتيجة اندلاع حرب الخليج الثانية، اذكر انني قد تقاعست عن العودة مرة اخرى بينما كنت اشاهد مسلسلا دينيا في التلفزيون عن الامام مالك ابن انس رضي الله عنه جاء مشهد يحث فيه الامام مالك احد الشباب على الجهاد في سبيل الله وقد تأثر ذلك الفتى بحديث الامام مالك وعاد الى الامام مالك بعد قليل وهو بكامل ملابس الحرب متوجها الى الجهاد وقد دعا له الامام مالك وودعه عند هذه اللحظة انتفضت كالملدوغ من سريري واتجهت الى منزل الترابي وجلست اليه كجلوس ذلك الشاب الى الامام مالك!! وقد رمقني الترابي بنظرة استهزاء وقال لي متهكماً: (انت مش عمار محمد احمد؟) فقلت له: نعم، فقال لي: (مش عمار بتاع الجهاد والاستشهاد؟)، فقلت :بلي ياشيخ، فقال لي: (الناس كلهم ما مشوا الجهاد انت قاعد تسوي شنو؟)، فاجبته بانني عائد لتوي من ارض العمليات، فقال لي: (جيت ليه؟)، فاخبرته بسبب عودتي لتفقد اوضاع اولادي وهنا قال لي: (ما تعتبر نفسك استشهدت؟) ومن نظرته الاخيرة التي قال بها هذا الحديث فهمت كل شئ واصبحت من رواد بيوت الاشباح تلهب ظهري السياط وبخرطوم المياه الاسود الذي يتجاوز اللحم الى العظم والماء البارد الذي يغمر زنزانتي في ذلك الشتاء القارس والسهر والتجويع والتعذيب النفسي والجسدي والملاحقة المستمرة في الحياة....هكذا تحدثنا يا افندي ان الترابي مفكر حداثي وتربطه بابن رشد والغزالي.



    اما وانك يا صاحب الثورة الترابية تعيش في ارض الضباب وتقتات من ذكريات الماضي فاننا نجد لك بعض العذر في ما تقول، اما وأنك ليس بيننا نحن فحقك علينا ان نبصرك بما لم تبصر به ونأتيك بالنبأ اليقين.











                  

05-01-2006, 05:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)


    عن الوطن 30/4/2004






    قال ان الترابي اذا لم يتراجع عن قوله فهو كافر
    جعفر شيخ ادريس : الترابي يمتاز بالكذب ومتمرس عليه منذ معرفتي به قبل اكثر من خمسين عاما
    الخرطوم : المحرر السياسي
    قال علماء مجمع الفقه الاسلامي اذا لم يتراجع الترابي عن اقواله في جواز زواج الكتابي من المسلمة وإمامة المرأة للرجال وعدم نزول المسيح الدجال وغيره فهو كافر .واوضح الشيخ جعفر شيخ ادريس في ندوة امس بعنوان فرفرة دجال بالميدان الغربي بجامعة الخرطوم ان الدجال يمتاز بالكذب والترابي متمرس عليه منذ معرفتي به قبل اكثر من خمسين عاما وله مقدرة ان يعيش حياة غير التي يؤمن بها، وقال ان الله عز وجل كفّر المنافقين ومن حقنا أن نكفّر مشيرا الى ان الكفر حكم شرعي والذي لايقر بالكفر فهو كافر ، مؤكدا ان الترابي لايتحدث الا لأمر دينوي يخصه ويخص مصالحه الشخصية لأن غرضه من الدين مسألة دنيوية في الاول و الاساس محذرا من ان تكون امريكا والغرب وراء هذا الامر مبينا ان الترابي اراد ان يقول للامريكان نحن الاشخاص الذين تبحثون عنهم لتغييرالدين الاسلامي .









                  

05-01-2006, 05:29 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    ندوة عاصفة لمجمع الفقه الاسلامي حول فتاوي الترابي المثيرة للجدل
    3-4-1427 هـ info

    عن اخبار اليوم 30/4/2006
    الخرطوم : محمد الحلو ش
    قال البروفيسور جعفر شيخ ادريس إن الرجل الذي يصر على أن أول الخلق حواء وليس أبونا آدم ويبيح الردة فهو كافر وقال إن الزعيم الإسلامي المعروف لديه مقدرة على الكذب وهو يعيش حياة غير التي يؤمن بها وكان رئىساً لجماعة إسلامية لا يؤمن بأهدافها ولا كتبها ولا رجالها قال ذلك في الندوة التي أقامها مجمع الفقه الإسلامي مساء أمس بجامعة الخرطوم واعتبر

    شيخ ادريس إن الزعيم الإسلامي يتحدث عن الحرية في الدين إنما يريد أن يرضي الأمريكان .
    وقال إنه يقول إن الخمر لا تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون إلا إذا ارتبطت بالعدوان إعتبر ذلك غباء وقال إن الزعيم الإسلامي كان يخفي مثل تلك الفتاوى والآراء ولا يبيح بها إلا لخاصته أو عندما ييأس وقال أنا أخشى أن يكون وراء هذا الأمر شئ فهو لا يتحدث إلا لغرض دنيوي فهذا الكلام ما يريده الغرب لأنهم يقولون هذا الدين ليس له دولة قوية تحميه وبالرغم من ذلك واسع الانتشار .
    واعتبر شيخ ادريس تبصير المسلمين بما ذهب إليه الزعيم الإسلامي أهم من إقامة الحد عليه وقال لا أريد أن يقدموه لمحاكمة لأن العلمانيين وأصحاب حرية الفكر سيدافعون عن أفكاره وتصبح مسألة قد لا نحمد عقباها وقال إن الزعيم متقلب المزاج والأفكار لأنه قال لشخص أنا أعلم من النبي صلى الله عليه وسلم فعندما استنكر الشخص ذلك الكلام فرد عليه أنا أقصد الأمور الدنيوية مثلاً أنا أعرف اللغة الفرنسية والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلمها وإنه قال لصحيفة بريطانيا إن الاسلام لا يتدخل في زي المرأة إلا إذا سارت عريانة وأضاف علي المسلمين أن يفطنوا لمثل هذه الدعاوى التي أريد بها الفتنة للمسلمين عن دينهم والمصالح الشخصية .
    ومن جانبه انتقد الشيخ محمد سيد حاج الأفكار والآراء التي جاء بها د .حسن عبد الله الترابي وقال إن هذه الأفكار والآراء لم يأت بها إنما أخذها من السلف الذين ينكرهم الترابي نفسه فقوله في نزول المسيح جاء من سلفه عبد الجبار الحمداني وعمرو بن عبيد واباحته للمسلمة أن يتزوجها اليهودي أو النصراني فهذا جاء به سلفه سيد احمد خالد في الهند سنة 1817م وكل السلف الذين أخذ منهم خوارج ومعتزلة ومسألة إمامة المرأة قالت بها غزالة بنت الشيبة واعتبر سيد حاج إن الترابي غير مجرد وقال إن الفكر الذي جاء به محمود محمد طه أعمق من فكر الترابي وبهذا الحديث يعتبر الترابي ضد الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة لأنه يتجرأ على النصوص القرآنية والسنة المحمدية ولا يتعامل بعقلانية .
    وطالب سيد حاج بمناقشة الترابي ومحاورته حوار فكري أو مناظرته في أي زمان أو مكان يختاره .
    وفي ذات السياق قال الدكتور علاء الدين الزاكي إن أفكار الترابي تنبع من شبهة ابليس وأنصاره فإن تعظيم العقل في مقابلة النصوص فهو يطرح نفسه كبديل للوضع القائم في السودان وقال إن أفكاره هذه تعجب الأمريكان فهو يهيئ نفسه ليعود إلى السلطة فهو بذلك قد جرد عقله لمصادمة النصوص واعتبر الترابي يخشى من المناظرات لأنه لا يرضى بالهزيمة واسأل الله له الهدايا ولاتباعه .
    وقال عبد الحي يوسف إن أعداء الإسلام يتربصون بالبلاد والمخلصين يجب أن يردوا الناس إلى دينهم واعتبر أن الترابي يرفع شعار الإسلام ويريد أن يشكك المسلمون في دينهم فهو بذلك يريد أن يرجع إلى الأضواء من جديد ولم يجد سبيلاً إلا بالطعن في الدين بسلسلة من الأكاذيب وتحريف الكلم والصد عن سبيل الله بداية بإدعاء أن اليهود والنصارى مؤمنون إلى إنكار نزول المسيح بن مريم وانكار خروج الدجال والدابة والزعم بتزويج المسلمة من الكتابي والكافر ولكن لن يجد سبيلاً وسوف يتصدى علماء الأمة لمثل هذه الدعاوى .
    وأضاف الدكتور سعد احمد سعد إن قضية ادعاء إجتهادات الترابي قديمة وقد عزمنا أن نرد عليها نحن جماعة علماء السودان واحدة تلو الأخرى ولكنه فاجأنا بعرض اجتهاداته بصورة كثيفة في وقت واحد فهو يريد أن يقدم نفسه للقوى الغاشمة التي تظن أنها سوف تحكم السودان واعتبر الترابي بذلك خسر الكثير وعليه أن يتوب إلى الله تعالى .ومن ناحيته دعا الشيخ أبو زيد محمد حمزة اتباع الترابي أن يحتكموا لصوت العقل ويرجعوا لله سبحانه وتعالى قبل أن يضلوا كما ضل شيخهم وقال إن الترابي من الذين يشار إليهم بالبنان فإن مخالفته هذه تعد أمراً خطيراً على الإسلام والمسلمين لأن الترابي يجب أن يرجع إلى أمور دينه في الكتاب والسنة فالترابي ثقافته ليست دينية بل غربية واعتبر ما يقوله يعتبر رأي حزب سياسي وليس عالم من علماء الأمة فقد ينحرف المئات من أتباعه من الرجال والنساء

                  

05-03-2006, 03:54 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)


    السسودانى


    العدد رقم: 176 2006-05-03

    (الترابي)نعم هناك صراع في القصر وثمة مفاصلة جديدة الغلبة فيها للقوة أيضاً

    الاستاذ عوض بابكر مدير مكتب الدكتور الترابي اخطرني وأنا اتأهب لدخول مكتبه بمقر حزب المؤتمر الشعبي انه قد تم منحي نصف ساعة إضافية على الزمن المقرر اصلاً للحوار الذي انا بصدده..





    نصف الساعة هذه مضى اكثر من نصفها في حديث جانبي مع الترابي .. والحديث ذو شجون.. وذلك بعد أن اصر على ترك مكتبه الفخيم ليجلس إلى جانبي في تواضع ليس فيه تكلف اوتصنع .. ثم دخل علينا خلال الحوار الاستاذ موسى المك كور احد قيادات المؤتمر الشعبي وجلس صامتاً يؤثر الإستماع إلى ان اثيرت القضايا الفقهية التي الهبت الساحة مؤخراً فبدا حريصاً على استجلاء بعض الحقائق من شيخه وزعيم حزبه كمن يسعى إلى ان (يطمئن قلبه) سيما مايتعلق بقضية الدابة وعذاب القبر ويأجوج ومأجوج.



    كان الترابي ـ وطوال فترة الحوار ـ يبدو نشطاً .. ومستقر الذهن .. ومرتب الحديث إلى درجة جعلتني ابحث من بين ثنايا ذلك كله عن (بوصلته المفقودة) حسبما وصفه بعض أهل المؤتمر الوطني خلال المرحلة الفائتة.



    بل واستطيع ان اقول دون أية مبالغة انه كان اكثر حضوراً ذهنياً مما كان عليه حين اجريت معه آخر حوار صحفي قبل فترة من الزمن ليست بالقليلة..



    صراع القصر .. حقائق النفط ..ذهب العراق.. اسلحة الصين.. مفاوضات ابوجا.. ثورة الاطراف . الإجتهادات الفقهية.. هذه بعض قضايا فرضت نفسها على اجواء الحوار منها ما أدلى حوله الترابي بإفادات تقال لأول مرة..



    فما الذي قاله ياترى؟!!



    الثاني الآن هو الثاني ما قبل الإنقاذ وهو أقرب إلى ان يقول: نعم ... نعم... نعم



    نعم... الإنقاذ في طريقها إلى التفكك طوعاً او كرهاً..



    ما يذهب إلى الخارج من البترول أكثر مما يعلن عنه في الداخل... فأين هذه الأموال؟



    هذا الوزير هو الذي كان مسؤولاً عن قضايانا السرية التي نفعل بها كل الفعل..







    ـ دكتور الترابي .. بالنظر إلى مايمكن ان تفضي إليه مفاوضات ابوجا.. ثم من بعدها مفاوضات الشرق المرتقبة .. ومن قبل اتفاق نيروبي .. هل يمكن ان نقول ان الانقاذ في طريقها إلى ان تتفكك كرهاً بعد ان رفضت ذلك طوعاً إستجابة لرغبات الداخل؟



    أولاً هذه الظواهر هي من نتاج تطور السودان اذ اتسع الوعي.. اتسع الاعلام العام .. اتسع التعليم .. اتسعت حركة الناس، اصبحوا يقارنون الاحوال . ولذلك اصبح السودان لايمكن ان نحتازه بعاصمة تحتكر السلطان وتحاول ان تخمد كل الاطراف .. الجنوب والشرق والغرب لتكون في سكون وفي ركود كما كنا بالأمس .. البريطانيون أنفسهم تركوا لنا هذه التقاليد لان بريطانيا نفسها كانت كذلك .. فايرلندا واسكتلندا وويلز لم يكن لها مدى من الإستقلال الذاتي .. هذا دفع .. الدفع الاخر هو ان الانقاذ لما جاءت اصطرع فيها بعد قليل الجانب العسكري الذي يقبض السلطة والذي يرى ان الامر من اعلى هو السلطة وبين الذي يرى ان الشورى بين الناس والتداول والاجماع هو الذي ينبغي ان يسود ولكن بمجادلات المنطق تعذر هذا الامر وتغلب ذو القوة على ذي الرأي .. اما في الجنوب فإن الحجة لم تواجه الحجة ولكن كانت الكلمة للقوة .. وفي دارفور نظروا ان الحكومة لايمكن ان تبالي بمن ينادي بالتداول وبالتوازن بالعدل وبالقسط ولذلك حملوا السلاح.. ووالله انا كنت اخشى لو جنح الجنوب إلى النزعة الانفصالية ان تلاحقه دارفور الآن دارفور كانت دولة مستقلة اصلاً منذ مئات السنين ثم بعد ذلك يأتي الشرق متوالياً.. يلي الامور..ثم يتأثر بهذه الامثلة .. فالاتحاد السوفيتي لم تحتله امريكا لتفرض عليه الديمقراطية ولكن التطور من الداخل هو الذي في النهاية مد وبسط الحرية والرأي وانهار النظام المتمركز المتقبض من تلقاء نفسه ،ولذلك أنا كنت اتمنى للناس ان يقرأوا مثل هذه الاحداث حتى يستفيدوا من تجارب الآخرين لان هذا هو المنطق الاوفق لان يتحاكم الناس إلى تراضٍ بينهم فإذا لم يجد ذلك فإن الامر سيحدث كرهاً أو طوعاً.



    ـ هل يمكننا أن نقول اذاً ان ثقافة (اخذناها بالقوة ومن يريدها فليأخذها بالقوة) هي التي دفعت الاطراف إلى ان تحمل السلاح؟



    نعم لان هذا الخلاف اصلاً نشأ في الانقاذ نفسها بين جماعات هي اصلاً ماجمعتها قوة بقدر ماجمعها تشاور ومنهج وبين جماعة جاءت من قوة مسلحة .. انا لا اطعن في الاشخاص بأسمائهم ولكن هذه هي التربية .. الامر ياتي من علٍ .. فمن يعلو عليك درجة.. انت لاتملك ان تقول لي لعل أو ربما.. اي ان تجادلني بعض الشئ.. هناك فقط الطاعة.. طاعة مطلقة .. فغلبت القوة.. قوة السلاح اعني .. على تلك ..ولكن هذا الشعب ماعهد في تاريخه خضوعاً كثيراً لحكومة واحدة ..ولذلك استطاع هذا الشعب مرة بعد مرة .. مرتان كما تعلم .. استطاع ان يزيح نظامين ..لا بقوة السلاح .. بقوته هو..



    ـ طيب يادكتور .. نلاحظ انك دائم الإشارة إلى البترول وتقول أن المعلن من إنتاجيته ليس هو الحقيقة..أين الحقيقة ؟!. وهل لك علم بذلك أم هو ظن؟!



    يا أخي الكريم صدقني قبل ان ينتج البترول انا كنت اخاطب كثيراً واقول أخشى ان يكون هذا إبتلاء لانني الاحظ تجارب الدول شرقنا وغربنا .. لما أتى البترول اولاً عطل كل طاقات الانتاج الأخرى فصار الناس يعولون على البترول .. ثانياً الفساد لان المواعين الاخلاقية تهجم عليها ثروات طائلة فتكسرها تماماً.. ثم يا أخي الكريم ، ودون ان ابوح بكل الاسرار اقول ان الوزير هذا هو الذي كان المسؤول عن كل قضايانا السرية التي نفعل بها كل الفعل في البلد (يضحك)..وكل القوى ذات القوة .. القوى المنظومة .. المنظومة .. (المنظومة دي نشدد عليها شوية).. كل هذا كان هو الذي يشرف عليه .. كل ماهو سري.. فهو لم يكن شعبياً.. ولم يكن معروفاً بمنشط شعبي منذ أن كان طالباً...



    ولماذا اشتهر الآن .. لماذا هوالآن احد الذين لايمكن للانقاذ ان تتجاوزهم؟



    لأنه إداري .. لأنه بهذه الصفات.. ولذلك فهو خير من توكل له أمانة بقضايا خاصة .. انت هنا لا تريد شعبياً منفتحاً .. تريد من يكتم ويحفظ لك الأسرار ويدبر الامور .. ثانياً جاءتني معلومات من مصادر في الخارج ان انتاج البترول الذي يخرج من السودان اكثر من الذي يعلن عنه.. اين هي هذه الاموال ؟! وفي أي البنوك تودع؟!



    ـ طيب يادكتور لماذا صمتت الحركة الشعبية عن المطالبة بإظهار الحقائق حول البترول وهي الشريك في السلطة؟



    يا أخي الكريم يؤسفني ان اقول ذلك .. النظم هذه لا وسائل تسكتك بها.. هناك أمور تتم ليرضوك بها .. ويملأون فمك حتى لاتحتج او تتحدث ..يؤسفني ان اقول ذلك .. وهكذا الفساد..



    ـ (مقاطعاً)على ذكر الفساد هذا كم بلغت النسبة يادكتور .. انت قلت من قبل انها بضع في المائة .. كم وصلت الآن؟



    الفساد هذا مثل السرطان.. فاذا كان بالامس بضعاً بالمائة ولم تحتويه سينتشر.



    ـ وهل هذا، ماحدث الآن؟



    (ضاحكاً) يبدو ذلك .. لا يبدو لي انا فقط.. انظر إلى ...... كان الفساد قديما في الخدمة العامة سياسية كانت او مدنية يكتم .. اذا بليتم فإستتروا.. استر نفسك .. ولكن الآن ماشاء الله .. ولاحرج.



    ـ طيب ندلف الآن إلى موضوع آخر.. جدلية (قصر .. منشية) الآن القصر نفسه .. او ماكان يسمى بجناح القصر..يدور همس حول وجود خلافات غير معلنة داخله.. مامدى علمك بهذه الخلافات ان وجدت؟



    يا أخي الكريم .. الحركة الإسلامية اصلاً كانت قائمة على الدعوة والفكر.. لم تكن تحمل السلاح.. ولكن من بعد تحالفت مع قوة ذات سلاح .. وكما يحدث في كل مكان.. الاتحاد السوفيتي مثلاً، ستالين .. وهنا في السودان خليفة المهدي والمفكرون والعلماء .. لابد من صراع في مثل هذه الحالات.. فوقعت الجولة الأولى في الانقاذ وغلبت القوى طبعاً على الحجة.. والجولة الثانية ستمضي كذلك أيضاً .. لايغني ان يكون لك رأي او علاقات بالقواعد لن يغنيك الا مايجعلك انت الأقوى .. انت الاقوى .. فأسال الله ان تكون كل هذه لنا عبر .. فلا يظن احد انه سيكون بمنجاة فما فعل بالآخر .. كنا اغمضنا اعيننا وغلب علينا هوى السلطة لانفسنا ..فكنت ارجو من الذين خالفوننا من اصحاب الجولة الثانية ان يتعظوا بذلك..



    ـ اذن انتم على علم بذلك الصراع؟



    نعم .. نعم .. نحن على علم بذلك.. الناس قد يتغيرون والله اعلم ولكن الثاني الذي نتحدث عنه دون أن نذكر الأسماء كان ثانياً من قبل.. من قبل الانقاذ بكثير .. لم يكن الثاني الذي يضيف شيئاً ذاتياً إلى الاول .. كان اقرب إلى ان يقول نعم.. نعم .. نعم .. كان اقرب للطاعة .. اذا كان الذي يتبعك يطيعك فقط فأنت خاسر.











                  

05-03-2006, 04:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    الترابي: اسلحة غير تقليدية كانت تعبر السودان
    2006/05/03

    الخرطوم ـ القدس العربي :
    لا يمر يوم جديد الا ويفجر الدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي مفاجأة تشغل الاوساط السودانية والعالمية احياناً لايام عديدة ويقفز من المسائل السياسية الي الدينية بخطوات تبدو محسوبة تماماً ويدرك ابعادها الداخلية والخارجية. وفي حديث مع صحيفة السوداني تنشره اليوم (الاربعاء) قال الترابي ان هناك أسلحة كانت تعبر السودان شمالاً أو شرقاً، قادمة من دولة شرق آسيوية، لعدم إمكان وصولها الي تلك الدول مباشرة، كما أن اسلحة كانت تأتي الي السودان من العراق والصين دون علمي . وفي رده علي سؤال حول ما إذا كانت هذه الأسلحة غير تقليدية أجاب لا أستبعد فكل شيء كان يتم من وراء ظهري ولكنه عاد وقال يمكنكم أن تقولوا ذلك علي لساني كما لمح في ذات الحوار الي ما أسماه كميات هائلة من الذهب جاءت من العراق قبل سنوات وهي ليست ملكاً للعراق، ورافضاً في الوقت نفسه الإفصاح عن الجهة التي تسلمت الكمية، واكتفي بالقول ضاحكاً لك أن تفكر وتقدر .
    الحكومة السودانية سارعت الي استنكار حديث الترابي علي لسان الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع حول دخول أسلحة غير تقليدية إلي السودان كمستقر ومعبر إلي دول في الشمال والشرق قادمة من الصين والعراق. وقال حسين في حوار مع ذات الصحيفة مستغرباً من وراء ظهره!! ثم أردف البينة علي من ادعي، ولكن المهم أن المعلومة ساذجة، إن الأمريكيين نقبوا الأرض في العراق ولم يجدوا أسلحة غير تقليدية.
    وتساءل، هل هو أبرع من الأمريكيين، وهل يعقل أن تقوم الصين بمثل هذا العمل، هل يمكن أن يصدق أي مشتغل بالسياسة إقدام الصين علي ارتكاب مثل هذه المخالفة بنشر أسلحة محرمة في العالم، وأضاف هذا غير ممكن، فمصالح الصين مع الغرب أهم بكثير جداً من مصالحها في السودان . ومضي حسين مستنكراً، أنا أربأ بالدكتور الترابي أن ينزل الي هذا الدرك وترديد اتهامات لا أساس لها
                  

05-06-2006, 03:32 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    السودانى

    العدد رقم: 179 2006-05-06

    الترابي/في إفادات ساخنة لـ «الســــــــــــوداني» «2»حكاية قطارات مابعد منتصف الليل ذات الحراسة المشددة!!

    الاستاذ عوض بابكر مدير مكتب الدكتور الترابي اخطرني وأنا اتأهب لدخول مكتبه بمقر حزب المؤتمر الشعبي انه قد تم منحي نصف ساعة إضافية على الزمن المقرر اصلاً للحوار الذي انا بصدده..



    نصف الساعة هذه مضى اكثر من نصفها في حديث جانبي مع الترابي .. والحديث ذو شجون.. وذلك بعد أن اصر على ترك مكتبه الفخيم ليجلس إلى جانبي في تواضع ليس فيه تكلف اوتصنع .. ثم دخل علينا خلال الحوار الاستاذ موسى المك كور احد قيادات المؤتمر الشعبي وجلس صامتاً يؤثر الإستماع إلى ان اثيرت القضايا الفقهية التي الهبت الساحة مؤخراً فبدا حريصاً على استجلاء بعض الحقائق من شيخه وزعيم حزبه كمن يسعى إلى ان (يطمئن قلبه) سيما مايتعلق بقضية الدابة وعذاب القبر ويأجوج ومأجوج.



    كان الترابي ـ وطوال فترة الحوار ـ يبدو نشطاً .. ومستقر الذهن .. ومرتب الحديث إلى درجة جعلتني ابحث من بين ثنايا ذلك كله عن (بوصلته المفقودة) حسبما وصفه بعض أهل المؤتمر الوطني خلال المرحلة الفائتة.



    بل واستطيع ان اقول دون أية مبالغة انه كان اكثر حضوراً ذهنياً مما كان عليه حين اجريت معه آخر حوار صحفي قبل فترة من الزمن ليست بالقليلة..



    صراع القصر .. حقائق النفط ..ذهب العراق.. اسلحة الصين.. مفاوضات ابوجا.. ثورة الاطراف . الإجتهادات الفقهية.. هذه بعض قضايا فرضت نفسها على اجواء الحوار منها ما أدلى حوله الترابي بإفادات تقال لأول مرة..



    فما الذي قاله ياترى؟!!



    كنت ضد إعدام محمود محمد طه وضد إعدام مجدي وجرجس والطالب الجنوبي!

    اعترضت على فكرة إنزال الشريعة بتلك الطريقة الهوجاء في عهد نميري!



    هناك أسلحة دخلت بلادنا لتعبر شمالاً وشرقاً وأخرى استقرت.



    ما حدث في محكمة انقلاب رمضان هو «ابادة» وما زلت حزيناً الى اليوم



    أتتنا مكاييل من الذهب من العراق ولا تسألني لمن هي



    التصنيع الحربي ليس في الميزانية وهو ممول بالكامل من الخارج



    ـ طيب ننتقل نقلة أخرى .. يقال أنك شخصياً كنت تسعى إبان سنوات الانقاذ الاولى إلى ان تمتلك الانقاذ بعض أسلحة غير تقليدية.. هل هذا صحيح.؟



    ماكان يعنيني في ذلك الوقت هو بسط التعليم.. بسط الإتصال.. بسط الحريات.. كل هذه كانت خططاً وليست ضمن تمنيات أن تبدأ الصحافة .. ثم تبدأ الأحزاب.. وكانت لنا خطط كذلك حول النهضة العلمية .. ان ينتشر التعليم العام.. وان ينتشر التعليم العالي.. وان يبدأ التصنيع الحربي ..وكسبنا كسوباً في كل ذلك ..ولكنا كنا نعلم أن مثل هذه المسائل لاتأتي بالقفز ..لابد ان تصعد إليها درجاً..



    ـ ما قصة قطارات مابعد منتصف الليل التي يقال أنها كانت تدخل بحراسة شديدة وتستقبل بحراسة شديدة؟



    لعلك تعني التصنيع الحربي .. التصنيع الحربي أولاً لم يكن ممولاً من السودان.. لم يكن ممولاً من الميزانية .. لو راجعت الميزانية ستجد أنها لم تقدم ولا ديناراً واحداً.. ثانياً كنا نعلم ان العالم الخارجي دائماً يريد ان يحفظ لهذه القوى سقفاً عالياً.. فاذا نحن كنا دولة مسكينة فلابد ان يكون السقف (واطئاً) جداً .. ونعلم ان دولاً قربنا لم ترق إلى معالي العلوم والبحوث.. التي إرتفعت مثل العراق مثلاً انا كنت مطمئناً إلى انها ستهاجم لأنها أوشكت أن تهدد إسرائيل وتهدد كذلك موازين القوى الإستراتيجية .. ولذلك..



    ـ (مقاطعة).. طيب العراق هذه تحديداً الم يتم استجلاب اسلحة منها إلى بلادنا؟



    نعم .. نعم.. صدام كانت له روح عزة عربية وقال إن السودان مادام يقاتل من أجل نشر اللغة العربية .. ومن أجل عروبته ودينه . عموماً هو لم يكن متديناً جداً.. بسط لنا سلاحاً كثيراً وقال لنا عدوَه بيعاً بأجل وانسوا هذا حتى لا تقولوا إننا تلقينا عطاءً امام السائلين.. هو كان يجود جداً .. الاسلحة كانت تأتي من تلقائه واحياناً كانت تأتي من بلد في شرق آسيا لبلد آخر .. شمالنا أو في الشرق.. لاتجرؤ ان تصل إلى ذلك البلد مباشرة ولكن تدخل علينا لتعبر إليها..



    ـ كما خفيت عليك محاولة إغتيال حسنى مبارك حسب قولك .. هل هنالك احتمال ان يكون قد خفى عليك ايضاً هذا الجانب ايضاً .. اعني الاسلحة غير التقليدية؟



    طبعاً لا أستبعد .. لأنه قد خفيت على اشياء كثيرة جداً .. حتى هذه الأسلحة العراقية .. والأسلحة الصينية .. واكون صريحاً معك .. انا ماعلمت بها مباشرة أو في دائرة الشورى قبل ان تقع .. ولكن بعد حين تتسرب الأخبار في الدوائر الداخلية فتبلغك .. ويبلغوننا ايضاً انه من العراق أتوا إلينا بمكاييل هائلة من الذهب .. من أين أتى به العراقيون ..يستحسن الا أقول لك الآن .. ولكن لك ان تفكر وتقدر.. فالعراق ليس البلد الذي ينتج الذهب مثل السودان..



    ا ـ ولكن كيف لنا ان نفهم ذلك؟! ..فربما من الصعب تصديق ان الدكتور الترابي الذي كان ما كان في الإنقاذ تحدث أشياء كثيرة من وراء ظهره .. اذا صدق هذا فكيف نفهم حكاية انك كنت مهيمناً على نظام الانقاذ وكنت الرجل الاول فيها من حيث الابوة الروحية؟



    هذا وهم عام أصلاً.. فالغربيون عندهم الدين هكذا .. البابا ..مثلاً يعلم كل شئ وهو معصوم من الخطأ ومن الجهالة ..ويعلم الغيب .. واذا كان الناس متدينين تبعوا له كما يحدث في الجيش مثلاً ولكن هنا انا كانت تهمني الخطط .. كيف يتطور نظام الحكم.. كيف يتطور الاقتصاد.. كيف ينتشر التعليم.. هكذا كنت اصلاً يعني .. احياناً يؤتي بي ويقال لي نحن نستحي من فلان فاذهب له انت وقل له انه قد تم إعفاؤك .. فاذهب انا واحتمل منهم.. احتمل منهم..



    ـ يعني تشيل وش القباحة؟



    نعم .. نعم.



    ـ طيب يادكتور من عباراتك التي استوقفتني قولك انك كنت ترفض قتل النفس وذلك في معرض حديثك عن محاولة إغتيال حسني مبارك وماقلته من ان هناك تخطيطاً كان يقضي بتصفية بعض من وقفوا على المحاولة تلك او لديهم علم بها.. طيب .. ماذا عن الانفس التي قتلت في بدايات عهد الانقاذ مثل مجدي وجرجس والطالب الجنوبي الذي لا اذكر اسمه الآن بسبب حيازتهم على عملات تخصهم؟



    يا أخي الناس دائماً يحسبونها كذا يعني .. انا كنت مع نميري .. كنت نائباً عاماً ولدي سلطة الاعتقال ولم اعتقل احداً.. وكنت أصلاً ضد فكرة انزال الشريعة بتلك الطريقة الهوجاء .. كان لنا برنامج آخر .. بإنزالها بالتدرج وبطريقة لطيفة ولكن نميري اراد ان ينزلها هكذا ومحمود محمد طه كنت اعرفه منذ ان كنت طالباً..



    ـ (مقاطعاً).. انا كنت جاييك لموضوع محمود محمد طه .. ولكن مادمت ذكرته فإن الناس ينسبون ماحدث للاستاذ محمود لك انت شخصياً؟



    كما قلت لك منذ ان كنت طالباً صغيراً .. كنت قريباً من الديم .. اخوه ساق استاذنا.. من الخير ألا اذكر الاسماء . . وزوجه .. بنته الصغيرة وغير له لبسه وكتبه .. وهو اخذنا من الصلاة إلى السجن فأخرجنا الداية التي اقامت الختان الفرعوني..ثم اخذنا الصباح لما اخذت الداية إلى المديرية بمدني حتى حطمنا كل السجن وهددنا المفتش.. ولذلك فانا ماجادلت محمود .. اصلاً في حياتي .. ولكن كل قوانين الطوارئ والقوانين الجنائية معروف انني كنت ضدها..



    ـ ماذا كنت تفعل في القصر اذاً؟



    نميري قال لهم لا تعطوه ولا ورقة (يضحك).. كنت اتمتع بلقاء الاجانب .. ولقاء الاصدقاء.. كل ذلك بعيداً من مركز القصر .. فانا آرائي في القتل معروفة منذ زمان بعيد.. انا ضده.. وبعشرات الآيات .. فلايمكن ان يغلبها قطعة من حديث .. وهكذا كانوا أحياناً يغلبون الحديث على الآيات..



    ـ انت قلت ان اعدام محمود محمد طه كان اعداماً سياسياً؟



    طبعاً كان إعداماً سياسياً .. هو أيد ضرب الجزيرة أبا .. وأيد .. ولكن حين بدأ نميري يطبق الشريعة هو إعترض.. هو كان يريد شريعة اخرى .. هذه قضية أخرى لا اريد ان اتكلم فيها..



    ـ اذن انت كنت ضد اعدام هؤلاء الذين ذكرتهم لك قبل قليل؟



    والله اشد الحرج كان لي مع الاخ القبطي .. الاخ .. فيلوساوث .. كان ياتيني وانا الحرج يكاد يقتلني لان في تلك المرحلة ماكان من الممكن اخراج الخلافات إلى العلن .. وماكنت ادري ماذا اقول له .. ماكنت مقتنعاً أصلاً بهذه القضية .. اما بالنسبة للإغتيال السياسي ،فانا تحدثت في ذلك كثيراً.. كنت أقول لهم لا تصبوا غضبكم على واحد لأنه يرمز لعدوكم.. كنت أقول لهم لن يجديكم ذلكم شيئاً .. ان قتل عثمان بن عفان وعلى بن أبي طالب أفسد كل تاريخ الإسلام .. ان قتل الرؤساء ماقدم قضية القاتلين شبراً واحداً ..



    - في ذات الإطار.. ـ (مقاطعاً)..



    في ذات الإطار انا تحدثت في قضية حسني مبارك ان بعض الاشخاص من بلد آخر جاءوا يستهدفون رئيسهم..



    ـ ايضاً هنالك تساؤل حول السرعة التي تم بها إعدام منفذي محاولة رمضان الإنقلابية رغم استجابتهم ـ حسبما يقول البعض ـ للنداء وعدم اراقتهم لاي دماء؟



    يا أخي الكريم .. والله ماسمعت بهذا الإنقلاب إلى ان جاءوني في الصباح الباكر وقالوا لي اخرج من البيت ..لماذا ؟! قالوا هنالك انقلاب ..هذا المساء ام الصباح الذي مضى؟!.. قالوا الصباح الذي مضى .. اذاً لماذا اخرج؟! .. وانتظرت لأتبين



    ماهو هذا الإنقلاب .. القضايا العسكرية دائماً العسكريون يؤثرون ان يستأثروا بها .. سمعت بعد ذلك مباشرة انهم قد ابيدوا .. ابيدوا والله لانه اطلقت تعليقات على هذا العمل. على هذا العمل .. بهذا النهج يعني .. حتى الذين قاموا على تلك المحكمة إلى يومنا هذا بيني وبينهم شئ من التوتر .. الذين قاموا بالقضاء العسكري فضلاً عن الآخرين..



    الجزء الثالث والأخير من حوار (السوداني ) مع الدكتور الترابي هو حول قضية الاجتهادات الفقهية وردود العلماء عليه ورأيه في هؤلاء العلماء ورأيه في جعفر شيخ إدريس.


    العدد رقم: 179 2006-05-06

    الترابي:أمثال هؤلاء العلماء أنا لا انشغل بهم كثيراً«الاخيرة»

    الاستاذ عوض بابكر مدير مكتب الدكتور الترابي اخطرني وأنا اتأهب لدخول مكتبه بمقر حزب المؤتمر الشعبي انه قد تم منحي نصف ساعة إضافية على الزمن المقرر اصلاً للحوار الذي انا بصدده..



    نصف الساعة هذه مضى اكثر من نصفها في حديث جانبي مع الترابي .. والحديث ذو شجون.. وذلك بعد أن اصر على ترك مكتبه الفخيم ليجلس إلى جانبي في تواضع ليس فيه تكلف اوتصنع .. ثم دخل علينا خلال الحوار الاستاذ موسى المك كور احد قيادات المؤتمر الشعبي وجلس صامتاً يؤثر الإستماع إلى ان اثيرت القضايا الفقهية التي الهبت الساحة مؤخراً فبدا حريصاً على استجلاء بعض الحقائق من شيخه وزعيم حزبه كمن يسعى إلى ان (يطمئن قلبه) سيما مايتعلق بقضية الدابة وعذاب القبر ويأجوج ومأجوج.



    كان الترابي ـ وطوال فترة الحوار ـ يبدو نشطاً .. ومستقر الذهن .. ومرتب الحديث إلى درجة جعلتني ابحث من بين ثنايا ذلك كله عن (بوصلته المفقودة) حسبما وصفه بعض أهل المؤتمر الوطني خلال المرحلة الفائتة.



    بل واستطيع ان اقول دون أية مبالغة انه كان اكثر حضوراً ذهنياً مما كان عليه حين اجريت معه آخر حوار صحفي قبل فترة من الزمن ليست بالقليلة..



    صراع القصر .. حقائق النفط ..ذهب العراق.. اسلحة الصين.. مفاوضات ابوجا.. ثورة الاطراف . الإجتهادات الفقهية.. هذه بعض قضايا فرضت نفسها على اجواء الحوار منها ما أدلى حوله الترابي بإفادات تقال لأول مرة..



    فما الذي قاله ياترى؟!!



    هكذا جعفر شيخ إدريس... في كل مرة يغدو ليقول كلمته ثم يعود إلى فراشه



    يأجوج ومأجوج ليسوا من علامات الســـــــاعة



    زواج الشهداء من الحور العين لا يكون إلا بعد البعث وليس كما يظن الناس



    ليست هناك دابة تخرج من الأرض بأذنين لتكلم الناس



    أيام الله الستة كما وردت في صحيح مسلم فيها مجافاة للمنطق والعلم



    طيب يا دكتور.. دعنا ننتقل في هذا الجزء الأخير من الحوار إلى القضايا الفقهية التي أطلقتها وأثارت جدلاً في الساحة.. نبدأ أولاً بما قاله حولك جعفر شيخ إدريس .. هل سمعت حديثه؟





    ے- نعم... أو بعض حديثه.



    جعفر هذا قال ان الترابي لا يجب تقديمه إلى محاكمة وذلك بسبب وجود من سماهم (الخواجات) ومنظمات حقوق الإنسان في بلادنا... هل لديك ما تقوله في هذا الخصوص؟



    ر- جعفر شيخ إدريس بينه وبيني في قضية الإسلام، منذ ان كنا طلاباً، جدل كثير... هو لم يحظَ بكثير في مجال القيادة منذ أيام الشورى تلك... لا أيام الدراسة.. ولا بعد ان خرجنا... ولا في جبهة الميثاق.. ولا في الجبهة الإسلامية... ولذلك فهو في كل مرة يغدو ليقول كلمته ثم يعود إلى فراشه... لكن هل كان في المدينة أجانب يكفون الرسول صلي الله عليه وسلم؟... كان بعض الناس في المدينة يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون انه (أذن)... وكان بعضهم يطعن في الدين ويقول ان يد الله مغلولة... لم تكن هناك... (يضحك)... لم تكن هناك منظمات ولا خواجات... هل حاكمهم الرسول صلى الله وسلم؟!.. هل اعتقلهم؟... يا أخي هذه هي مبادئ الدين كما نفهمها.. فهو، وما دام يتحدث بلسانه ولو آذى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال انه (أذن).. فالكلمة بالكلمة وحدها....



    هل دعوك إلى مناظرة؟



    - لا يا أخي الكريم، هذه أصلاً ثقافة لا يعلمون أصولها... الشجرة الآن تقطع من أصولها ولكن تبقى الفروع مخضرة لأيام حتى تنتهي... العالم الآن يتطور ويتغير... حتى في تلك المنطقة نفسها التي كنت في قديم الزمان إذا جرؤت ان أقول طرفاً مما أقول تحاصرني مثل هذه المحاصرات التي تجنح إلى التكفير.. والآن تأتي الفتاوي أحياناً من سيدة أمريكية... فالتطور يقع الآن... ولذلك فهؤلاء ظاهرة أنا لا أُعنى بها كثيراً... صدقني.. الآن عندنا ابتلاءات ضخمة يا أخي في الحياة... العالم كله الآن في حالة حوار.. فأنا لا انشغل كثيراً بهؤلاء... أنا أريد من المسلمين ان لا يجنحوا إلى القعود والتراخي والتثاقل عن العمل ينتظرون الرجاء من السماء... ان يأتي عيسى أو الدجال ومن بعده المسيح الصادق، وهكذا يعني....



    القرآن يخبرنا ان الساعة لا تأتي الا بغتة.. عبر كثير من الآيات.. ولكن نجد آية مثل (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)...؟؟



    ه- (مقاطعاً).. إذا وقع القول فقد وقع... هناك سورة الواقعة... هنا الحديث عن التحول الفلكي في الجبال وفي السماوات وفي قوانين الطبيعة.. وفي الناس، يخرجون من الأرض (دابة)... ليست دابة واحدة تخرج لهم بآذانها كما تقرأ في بعض الكتب الغريبة... الناس كلهم يخرجون أنسالاً من الأرض ويتكلمون.. من أخرجنا من مرقدنا هذا؟.. القرآن كله يتحدث عن ذلك...



    ولكن الحديث هنا عن دابة تكلمهم... تكلم من؟... هنا طرف مخاطِب وآخر مخاطَب؟



    ل- الناس يمشون وينطقون.. والنطق هذا حدثنا به القرآن... من بعثنا من مرقدنا هذا.. فالناس كلهم خرجوا من الأرض يدبون... فالفعل الحركي هنا لأن الظاهرة كلها دابة... البشر كلهم دابة...



    الله لم يقل أخرجناهم دابة وإنما قال (أخرجنا لهم دابة).. ولكن دعنا الآن نتحدث عن يأجوج ومأجوج وعلاقة هذا بالساعة؟



    .- يا أخي، الرسول صلى الله عليه وسلم يحدث الناس عن تطورات تحدث في الدين و....



    (مقاطعاً)... لا... لا لو سمحت أنا في هذه الجزئية لا أريد ان أحاور... أنا أحاول ان أجد اجابات لأسئلة محيرة... اجابات منطقية يقبلها العقل...يأجوج ومأجوج ليس فقط في الأحاديث.... هم مذكورون في القرآن.. الأمر ليس في قصة نزول المسيح... أو الدجال... أو المهدي المنتظر.



    - نعم هم وردوا في قصة ذي القرنين... في سورة الكهف... وفي سورة الأنبياء: (فإذا اقترب الوعد الحق)...



    يا أخي الكريم.. القرآن يتحدث عن تطورات ستحدث... انه سيحدث في دينكم ان يطول العهد ويخرج بينكم ربانيون وأحبار يحتكرون العلم... ويكتسبون منه مالاً... ويخرج الدين من الحياة كما فعلها الذين من قبلكم... ولذلك انتم الآن آمنون... ولكن بعد ذلك العالم كله سيختلط ويدخل بعضه على بعض... هذه ليست علامات ساعة.. هذه أحداث ستحدث في العالم... الرسول صلي الله عليه وسلم كان يحدث الناس انه سيكون فيكم ملك عضوص بعد ان تكون ولايتكم للأمر راشدة بالشورى... وسيكون فيكم عمران مادي... وتطاول في البنيان.. وهكذا الناس يستدلون بالآية... القرآن يقول (فقد جاء أشراطها).. الأشراط هي ان الله لا يحاسب أحداً... ولا يعذب أحداً... إلا إذا بعث رسولاً... فجاء فعل ماضٍ... لم يقل سيجئ.



    أيضاً يا دكتور انت لك رأي في عذاب القبر... قلت ليس هناك عذاب فيه... فبعض الناس اجسادهم تحرق... وبعضها يغرق... وبعضها يتناثر في الهواء رماداً... هل معنى هذا انه لا أسئلة في القبر... ولا عذاب أو نعيم؟



    - تعني الفترة من الموت إلى البعث؟



    نعم... فهل العذاب أو النعيم أو السؤال هو للروح أم للجسد؟... فالجسد لا يهم أصلاً ما حدث له بعد ذلك..



    ا- القرآن يحدثنا ان الروح إذا كانت صالحة في حياتها تظل تحيا في بشريات... مثل (أحياء عند ربهم يرزقون).. لكنهم ما انشئوا إنشاءً جديداً.. أو بعثوا بعثاً جديداً.... فيدخلون الجنة ويتزوجون الحور العين... لا.. لا..... في حواصل طير خضر في جنات... قد لا تكون تلك الجنة الأزلية... فرعون مثلاً لم يدخل في قبر.. أخرج جسده... نُجي ببدنه وإلى اليوم هذا.. ولكن يقال لنا انهم يعرضون على النار... الناس يعرضون عليها... لا يدخلونها... بكرة وعشية.. ويوم القيامة... يوم البعث... حين ينشأون النشأة الآخرة... (أدخلوا آل فرعون أشد العذاب).... الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصف هذه الحالة التي تحدث للأوراح... الروح تظل في حالة من البشريات.. أو تظل في حالة من القلق والنذر... ثم يبعث الناس وذلك يوم الحساب... يوم الفصل.. يوم النار... ويوم الجنة.



    ا ولكن يا دكتور نجد آية في القرآن تقول: (ولو ترى إذ المجرمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق الحق وكنتم عن آياته تستكبرون)... فهل المعني بالعذاب هنا ان يكون عقب خروج الروح مباشرة؟ أم يوم البعث؟



    - يا أخي الكريم... حين يسأل الإنسان يوم القيامة يظن انه لم يلبث إلا ساعة من النهار.... هم خارج الزمان... فالأزل ليس فيه الوقت الدنيوي المعروف... وعلماء الفيزياء اثبتوا لنا الآن ان الزمان نسبي، ليس الزمن خارج الأرض كالزمن فيها.... وطبعاً لو تحدثت كل الأحاديث الناس عقولهم من الصعب ان تستوعب كثيراً... أسائلهم دائماً: ما هي الأيام الستة؟... طبعاً بعض الناس كتبوها في صحيح مسلم... ان أيام السبت والأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء للأرض.. والخميس والجمعة للسماوات... (يضحك)... الشمس متى خلقت يا أخي .. والأرض (كانتا رتقاً ففتقناهما).. هذه أيام عند ربك.. الله يقول (كألف سنة.... هي لا تحسب كحسابنا هنا.... (999+1)... واليوم السابع هو يوم التكليف للإنسان...



    مداخلة تتم هنا من موسى المك كور يسأل الدكتور الترابي عن حديث يشير إلى عذاب القبر عند مرور الرسول صلي الله عليه وسلم ونفر من صحبه بقبرين؟



    ر- أولاً الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا القرآن أنه لا يعلم الغيب.... هو نفسه مسؤول يوم القيامة ويحاسب... ما أنا عليكم بوكيل... ويوم القيامة يبعثوني لأشهد بأني بلغت.. ثم هم كانوا كفاراً... إذا مررت أنت بجدة لك ماتت قديماً قد تخاطبها... يا جدتي... وهي ليست جدة... هي عظام... (يا أخوانا ليه الناس مشغولين بقصة القبر دي؟!)...هذه رمزيات.... الجسد رمز للروح... حين نغسل الجسد نسأل الله ان يطهر الروح... نطوف بالكعبة... الله ليس بالكعبة... هي رمز.. هذه كلها رمزيات.








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de