(عائد) عبدالعاطي أكثر إنسانية

Quote: تقييم عالى يستصحب خبرة أعلى فى الإخراج { المريح } كإمارة على نضج { المخرج } شكرا لنا ... فعادل الآ شخصية { محورية } فى هذا المنبر ... وهو من ثم حري بإنتباه الناس وتقييماتهم وتعليقاتهم . عادل ... بين زمنين { فيما تعبر عنه مقدمة الاخت لنا } وهذا تعبير يصح فنيا وموضوعيا ... لهذا احاول إستبانة بعض ملامح هذين الزمنين , على أمل أن نقدم لعادل ما يستحقه { أي رأي الناس فيهو } عادل الزمان ... يمتلئ بأحاسيس ردات الفعل التي إنحدرت من صميم تجاربه السياسية والفكرية الغابرة فى الحزب الشيوعي ثم التحالف الوطني ... وهي تجارب وصلت إلى طريق مسدود , ورغم ان هذا وارد فى عالم السياسة لكن من يخوض مثل هذه التجارب باحاسيس صادقة فإنه يكون أكثر ألما وتأثرا , فيما يستدعيه بشكل من الأشكال ولمرحلة من الزمان أن يحتل خانة رد الفعل فى غياب عناصر التثبيت الإستراتيجي والتي ذهبت بذهاب مشروعاتها الإجتماعية السياسية , يكون الفرد فى هذه الظرفية تحت تأثير بالغ لأفشال الماضي , فيما تترك بصماتها على المرء ومستوى تفكيره وآلية مناولاته ... وهنا يحدث الخلل , فتجاوزات عادل السابقة يمكن تسكينها فى هذا السياق . عادل الزمان يحتشد فى نفسه وقدراته ويستعيض عن العالم الخارجي الموضوعي { الفعل الجماعي } بتضخيم ذاته كبديل تعويضي لفشل { الجماعة } السابق والمتكرر , أما عادل الآن فهو فى حضن الجماعة مجددا , يحتمي بهم يستمع لرأيهم ويسعى لتطويرهم عددا وعدة , فهنا تجلي آخر لشخص يستعيد مرجعيته القيمية بعيدا عن الفردية ... بل من داخل المجموع وعلى هدي سلامته وصحته الفكرية والنفسية والإجتماعية , فهنا الكلام يقيم ويوزن بميزان الدهب قبل أن يطلع إلى الناس , وهنا حسابات السياسية بمعايير الربح والخسارة , فكثير من العوامل تتدخل لتعيد صياغة الفرد فى إطار الإلتزام الجماعي ... فربح عادل صورته الراهنة ... كتب من قبل ملاسي حين قال عن عادل { خرج ثوريا ورجع حكيما } ... إذن فالأهم من مؤثرات الإنتماء لجماعة , هو قدرة الفرد على التواؤم مع مقتضيات المرحلة , لان المرحلة هي التي تحدد ملامح ومتطلبات العملية السياسية الإجتماعية , وهي مأذونة بالتغيير مع كل صبح جديد ... فعادل هنا من أروع الناس لأنه عالى الحساسية تجاه اللحظة والمتغير , ومثلما هو مجبول على الرفقة الجماعية لكنه لا يقيم لهذه الجماعة ولا لتلك الفكرة معبدا , فهو باق ما ظلت الكينونة التي ينتمى إليها قادرة على أداء وظيفة أو وظائف ما لمجتمعها , وهو يغادرها عندما تفقد القدرة على الإلهام وعلى الحراك . فعادل يقيم فى هذا الصرح المتحرك ويؤسس لنفسه منهاجا قائما على فرضية المتحول , بل حتى وإن رسيت أقدامه الآن على سبيل الحزب الليبرالي , فلن يقنع به كنهاية للمطاف ... فعادل يتوق لتنظيم أكبر وأعظم مما هو كائن ويطرح بشفافية عالية رغبته فى وحدة القوى الديمقراطية ... وهكذا . أظنني أبحرت في لجة ربما لا تناسب شاطؤك الخفيف الوريف ... فمعذرة أخت لنا مهدي . مع تحياتي