|
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! (Re: Abdel Aati)
|
كنت اود التطرق فى هذه المقالة لجون لينون مغنى البيتلز العظيم و احد رواد حركة السلام العالمية وذوى البصمات الواضحة عند الشباب فى امريكا الستينيات، و احد ابطال تلك الحقبة حتى إغتياله فى 8 ديسمبر 1980 والذى اكن له اعجابا بلا حدود. ولاسباب متعلقة بالقضية الرئيسية للمقالة ولطول المادة التى جمعتها عنه فسوف اعدها على نحو منفصل فهو انسان يستحق التحية قبل شارات الوداع. و اخيرا اود ان اختتم هذه المقدمة بالقول إننى طوال زمن كتابة هذه المقالة تذكرت العديدين ممن يجدرالتوقف عندهم، بعضهم اصدقاء احياء وشهداء، ولكنى اتوقف عند ثلاثة شخصيات، صديقنا جمال نكروما الذى يجمع العالمين الافريقى والعربى و الذى استمتع دائما بمناقشة قضايا و اطروحات (البان افريكان) معه كل ما التقينا والمناضل العريق للانانيا والحركة الشعبية لتحريرالسودان العم مايكل شار الذى كان يتمنى ان يعود الى جوبا و هاهوذا قد عاد، وعزيزتنا اتونق قرنق مبيور صغرى كريمات والدها شديدة القرب من قلبه والتى لم ينساها فى خطبه التاريخيه فى مفاوضات السلام، والتى هى من اكثر الناس فقدا له. كان المساء مساء غير عادى وغير قابل للتكرار، المهاتما ( الروح العظمية ) فى طريقه الى صلوات المساء التى ستشهد مولده من جديد رغم انه قد ولد بالفعل كما هو موضح بجلاء فى شهادة ميلادة فى بروبندار – ولاية قجرات الهنديه- فى الثانى من اكتوبر 1869 ولكن مثله لا يولد مرة واحده بل ان ميلادة الحقيقى سيكون هذا المساء الثلاثين من يناير1948. كان البوليس الهندى يبحث عن مجموعة تنتوى الشر بالروح العظيمه وكانت المجموعه تسابق الزمن خوفا من الاخفاق والجسد النحيل والبالى لمها ندراس كرشماند غاندى وهو اسم مولده الموثق فى شهادة ميلاده هو المستهدف وهو جسد متعب من رحلة طويله وشاقة وقابل للفناء أما الروح العظيمه للمهاتما غاندى فلن يطالها احد بل هى فى طريقها الى الخلود الابدى ذلك المساء. صادف مولده فى بروبندار- قجرات – ازمنة صعبه تعيشها الهند وبعضها لا يزال!! عنوانها الفقر،البؤس ،الاميه وقبضة صارمه وقتها للمستعمرين البريطانين على مقاليد الامور، ولا ضوء فى نهاية النفق ورغم كل الظلام شق غاندى طريقه وعبر المحيط نحو الكليه الجامعيه بلندن ودرس القانون ونال رخصة المحاماة ثم عاد غافلا للهند وليس بغافل فى عام 1891 . فتح مكتبا للمحاماة فى بومباى دون ما نجاح يذكر وبعد عامين من ذلك فى 1893 حدث ما سيغير حياة المحامى الشاب وتاريخ الهند بكاملها. ولان الحياة تنتخب من تشاء من ذوى العزائم والارادات أخطأت شركه قانونيه تعمل فى الهند، وذات فرع ومصالح فى جنوب افريقيا، بالتعاقد مع المحامى الشاب كمستشارا قانونى لمكتبها فى مدينه ديربان، ويا له من خطأ لا يغتفر، لاحقا ستدفع الامبراطوريه التى لا تغيب الشمس عنها ثمن هذا الخطأ العظيم وسينتزع محامى مدينة بومباى الشاب، اغلى درة فى التاج البريطانى تم الاستيلاء عليها بالغصب والحديد والنار، الذى دفعت ثمنه اجساد الهنود المتعبه، ومع ذلك فان تلك الاجساد تستطيع ان تغيب شمس الامبراطوريه التى لا تغيب شمسها (ومحبى المهاتما من بنات وابناء شعب السودان على مر اجيال الامس واليوم يتوجهون بالشكر والتحيه !! لتلك الشركة على هذا الاختيار الذى صادف اهله والعاقبه للمستعمرين فى المسرات....). وصل المحامى الشاب الى جنوب افريقيا واصدم ضميرة الحى صدمة عنيفه ورأى بأم عينيه ان المهاجرين الهنود الذين تم جلبهم الى جنوب افريقيا يعاملون كجنس ادنى فى نظام الفصل العنصرى، فى ظل حرمان تام من الحقوق المدنيه والسياسيه وتعرض هو نفسه لمهانات عديده، و قذف به الى خارج القطار لانه اصر على الجلوس فى الدرجه الاولى ولان مكان الملونيين هو الدرجه الثالثة و.....و.....الخ تعرض لها فى الحياة اليوميه. ونسى محامى ديربان مهمته الاولى ( واللعنة على النقود للابد) وتزعم النضال من اجل الحقوق الاساسيه للمهاجرين الهنود فى جنوب افريقيا، واوفى مهمته حقها، غير عابئ او وجل، لاحقا قال المهاتما غاندى معتزا بسنوات نضاله فى جنوب افريقيا، غير متناسيا افضال الحياة وجنوب افريقيا علية ( انا ولدت فى الهند ولكننى صنعت فى جنوب افريفيا ). كان البوليس الهندى يسابق الزمن للحيلوله دون مجموعة ( نهرام قودسى) وكانت المجموعة تسابق البوليس والزمن للوصول الى الروح العظيمه وقامت بتجهيز كل ما يلزم المسدس سريع الطلقات......!! كان المهاتما فى طريقه الى صلوات المساء، وفى تلك الليلة على نحو اخص كان مثقل الضمير كثير الهموم والمخاوف، خائفاَ على الهند لا على نفسه وهو فى حزن طويل..... طويل نال منه اى ما نيل، دائم الاسى والاسف ان جاء استقلال الهند على حساب وحدتها وتفجر العنف الطائفى، بين الهندوس والمسلمين، صام المهاتما من اجل وقف العنف ومن اجل انصاف المسلمين وذكر ان الهند التى عرفها هى التى تجمع الجميع هندوسا ومسلمين وغيرهم، وبذل جهدا خارقا فى الحفاظ على وحدة الهند التى كانت مركز همه، غير عابئ بالمواقع فى السلطه الجديده كان مستعدا لان يكون على رأس الهند مسلما لينقذ راسها وجسدها من التشظى، قدم عدة اقتراحات من بينها ان يكون وكلاء الوزارات من المسلمين كل ذلك فى ظل تواطئ جماعتين من جماعات المثقفين الطامحه فى السلطه وتراها بلونيين اسود او ابيض كارهة لما عداهما من الوان، مضيقة افق الحياة المتسع دافعة الهند نحو رؤية ذات ظل قصير ( المؤتمر الهندى والرابطه الاسلاميه –نهرو وجناح ) خرجت من رحم الهند باكستان، ومن رحم باكستان بنغلاديش، ولا تزال كشمير فى رحم المجهول، ولايزال الاسى يعتصر المهاتما، وماتزال اموال الفقراء تذهب الى جيوب سباق التسلح. وظل المهاتما على موقفه ضد قيام دولة هندوسيه ومع علمانية الهند، وهو الهندوسى عند مولده المسجل والموثق فى بروبندار – قجرت وفى صورة هى الاكثر اشراقا فى صفحات المهاتما كثيرة الاشراق وحينما التهم العنف الطائفى الهندوس والمسلمين فى كلاكاتا واحده من اكبر المدن الهنديه، صام المهاتما ضد الحرق والقتل الذى لايعرف تميزا وهويه حتى توقفت المواجهات......(فعباد الله هل فينا من يصوم قبل الطوفان الذى سيشقنا عما قريب !!)
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:36 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:36 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:37 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:38 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:39 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:40 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:40 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:41 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:42 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:43 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:44 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:44 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:45 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:46 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:47 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:48 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:48 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:49 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:50 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:50 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:51 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:52 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 05:16 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Deng | 07-07-07, 04:49 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 06:27 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | خضر حسين خليل | 07-07-07, 06:36 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | طلعت الطيب | 07-07-07, 07:32 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | عمر ادريس محمد | 07-07-07, 11:45 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Sabri Elshareef | 07-08-07, 00:20 AM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | somia gassim | 07-08-07, 01:43 AM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abureesh | 07-08-07, 02:23 AM |
|
|
|